1. (سؤال عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الموضوعات الرئيسة في سورة النبأ، ثم اذكر ثلاث فوائد سلوكية استفدتها من تدبّرك لهذه السورة.
ج: الموضوعات الرئيسية في سورة النبأ:
1- الرد على المشركين المنكرين للبعث والنشور, المكذبين لما جاء في القرآن الكريم من آيات.
2- إثبات وقوع يوم القيامة, وما يكون فيه من بعث وجزاء.
3- بيان قدرة الله العظيمة على خلق الأشياء الغريبة والأمور العجيبة الدالة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد وغيره.
4- ذكره تعالى ما يكون يوم القيامة الذي يتساءل عنه المكذبون.
5- إنه لا يدخل الجنة أحد حتى يجتاز بالنار, فإن كان معه جواز نجا, وإلا احتبس.
6- الجزاء من جنس العمل.
7- بيان عظمة الله سبحانه, وعظمة ملكه يوم القيامة.
من الفوائد السلوكية المستفادة من السورة:
- أن على الإنسان أن يعلم أنه محاسب بما يقدمه لنفسه من عمل في الدنيا, والله سبحانه يحصي الصغير والكبير, والنقير والقطمير, (وكل شيء أحصيناه كتابا), فالجزاء من جنس العمل, فمن أحسن فلنفسه, ومن أساء فعليها.
- أن الله تعالى له القدرة المطلقة, يخلق ما يشاء, ويجري في ملكه ما يريد, ويجازي على العمل (جزاء وفاقا), فمن ركن إلى الله ولزم طاعته, فقد أوى إلى ركن شديد, وهو بكل جميل كفيل, وهو حسبنا ونعم الوكيل.
- ضرورة تحقيق الإيمان, وإلا كان المرء على خطر عظيم, وينتظره العذاب الأليم, بما أنكر وجحد, وكذب وعصى.
- ثواب المتقين عظيم عند الله, فليحرص المسلم على ذلك أشد الحرص, نسأل الله التقوى.
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}.
ج: (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون): أي يوم القيامة يقوم (الروح): المرا جبريل عليه السلام, وقيل: أرواح بني آدم, وقيل: خلق من خلق الله ليسوا ملائكة ولا بشر, وقيل: ملك بقدر جميع المخلوقات, وقيل: القرآن, و(الملائكة): أيضا يقوم الجميع (صفا) مصطفين, (لا يتكلمون)ساكتين, وذلك بين النفختين قبل أن ترد الأرواح إلى الأجسام.
(إلا من أذن له الرحمن وقال صواب): أي إلا من أذن له الرحمن بالشفاعة, أو لا يتكلمون إلا في حق من أذن له الرحمن, وكان هذا الشخص ممن قال (صواب) حقا, وكان من أهل التوحيد.
(ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا): أي( ذلك اليوم الحق) الذي هو كائن وواقع لا محالة, ولا ينفع فيه باطل أو كذب, (فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا): أي مرجعا ومنهجا يرجع إليه بالعمل الصالح.
(إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا):
(إنا أنذرناكم عذابا قريبا): يعني يوم القيامة الذي اقترب وقوعه, (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه): يشاهد الإنسان ما قدم من خير أو شر في الدنيا, فسيجد ما عمل حاضرا, ويومها يقول الكافر (ياليتني كنت ترابا): يتمنى أن يكون ترابا لما رأى ما أعده الله تعالى له من العذاب.
2: حرّر القول في:
معنى المفاز في قوله تعالى: {إن للمتّقين مفازا}.
ج: ورد في معنى المفاز قولان عن السلف:
القول الأول: المتنزه, قاله ابن عباس والضحاك, كما ذكره عنهما ابن كثير.
القول الثاني: الفوز والنجاة من النار, قاله مجاهد وقتادة, ذكره عنهما ابن كثير, وذكره أيضا السعدي والأشقر.
وقد رجح ابن كثير القول الأول, واستدل بأن الله تعالى قال بعده: (حدائق).
3. بيّن ما يلي:
أ: ثمرات الإيمان باليوم الآخر.
ج: الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان, ولا يكتمل إيمان العبد بدونه, والإيمان باليوم الآخر مصباح يضيء للسائر إلى ربه طريق المسير, ويقطع عليه كل ظلمة تغشاه فتلهيه عن مقصوده, وكل غفلة يجد فيها الوسواس الخناس إلى قلبه سبيلا, فيصب فيه حب الدنيا وزخرفها صبا.
ولقد توعد الله جل وعلا المنكرين لليوم الآخر وما فيه من البعث والحساب بالعذاب الأليم, وجعل جهنم لهم مرصادا, وجعل سبحانه لمن آمن وعمل صالحا مفازا ونجاة من النار, وجنة ونعيما, (فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا).
ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر أن الموحد يأذن الله تعالى لنبيه بالشفاعة فيه.
ب: الدليل على أن الجزاء يكون من جنس العمل.
ج: الله تعالى هو العدل, لا يظلم مثقال ذرة, لذلك قال سبحانه عن المنكرين للبعث والحساب: (جزاء وفاقا), فجعل ما ينزل بهم من العذاب وفق أعمالهم الفاسدة التي كانوا يعملونها في الدنيا فوصلتهم إلى ذلك العذاب, فلم يظلمهم الله, ولكن ظلموا أنفسهم, كما قال الله عنهم: (إنهم كانوا لا يرجون حساب وكذبوا بآياتنا كذابا وكل شيء أحصيناه كتابا).
وقال تعالى في نفس السورة: (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه): فمن قدم خيرا وجده, ومن قدم شرا وجده, (ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا).
وتلك سنة الله, التي لا تتبدل ولا تتغير, (ولن تجد لسنة الله تبديلا), وبهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الجزاء مماثل للعمل من جنسه في الخير والشر,
"من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
وصدق الله العظيم إذ يقول: ((واتقو يموا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).
والمؤمن له من الله تعالى فوق العدل فضل يمن به عليه في عمله الصالح وخيره وإحسانه, ويضاعف له الثواب, (وأن الفضل بيد الله), والحمد لله رب العالمين.