دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 شعبان 1443هـ/23-03-2022م, 03:53 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب خلاصة تفسير القرآن

مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب
خلاصة تفسير القرآن


اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:


المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.
2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشرعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.

المجموعة الثانية:
1. تحدث بإيجاز عن أوصاف القرآن الجامعة.
2. تحدّث عن منّة الله تعالى علينا بإرسال رسوله الكريم.
3. عدد سبع فوائد من تفسير قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا - وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}
4. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} مبيّنا مقاصد تشريع الصيام وآدابه وبعض أحكامه.

المجموعة الثالثة:
1. بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.
2. اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟
3. اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.
4. فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة منها.

المجموعة الرابعة:
1. الإيمان باليوم الآخر من أصول الإيمان؛ تحدّث عن هذا الأصل بإيجاز مبيّنا تقرير أدلّته وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
2. من أصول موضوعات القرآن الحثّ على أداء حقّ الخالق جل وعلا وأداء حقوق المخلوقين؛ تحدّث عن هذا الأصل مبيّنا أدلته وفوائده.
3. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...} الآية مبيّنا دلالة هذه الآية على فضل صلاة الجمعة وآدابها وأحكامها ومقاصد تشريعها.
4. عدد سبع فوائد من تفسير آيات فرض الحجّ.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رمضان 1443هـ/20-04-2022م, 02:26 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.
• قال تعالى: "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات، والله يعلم متقلبكم ومثواكم".
إن الطريق الأعظم للوصول إلى أنه لا يستحق الألوهية إلا الله هو تدبر هذا الكتاب العظيم، وتأمل آياته، فهو الموصل للعلم باستحقاق الله وحده للعبادة، فكم تكرر هذا في القرآن العظيم! مما يدل على أنه أعظم المطالب والغايات، ومن تأمل تلك الآيات علم يقينا بأنه لا إله إلا الله، وبازدياد سلوك هذه الطريق، يزداد العبد يقينا بذلك، ويكون هذا بأمور، هي:
1) تدبر أسماء الله وصفاته وأفعاله التي تكررت في كتاب الله وهي الدالة على كمال الله وجلاله وعظمته، وبها يصل العبد إلى معرفة السبيل إلى تحقيق الألوهية لله وحده لا شريك له.
2) من علم بأن الله وحده هو الرب المالك الخالق المدبر، أدرك عدم استحقاق غيره للعبادة والتأليه.
3) العلم بأن الله هو المنعم على الحقيقة، المسبغ نعمه الظاهرة والباطنة على عباده، سيؤدي بالقلوب للتعلق به وحده، فتؤله المنعم تتعلق به وتعظمه.
4) عند تأمل ما أعده الله لعباده المؤمنين الموحدين من النصر والتمكين والثواب الجزيل، وعقوبته للكفار الجاحدين، سيدفع بالعبد للتعلق بالله وحده دون غيره لينال ما ناله عباده المقربين، وليجتنب عاقبة المكذبين الكافرين.
5) من عرف نقص كل ما عبد من دون الله من أوثان وأنداد وأصنام، وعجزها عن تقديم النفع ودفع الضر عن عابديها، أدرك أنه لا يستحق العبادة إلا الله كامل الصفات الذي بيده ملكوت السماوات والأرض.
6) بمعرفة أن كل الكتب السماوية جاءت بالتوحيد وتواطأت عليه، لهو داعٍ لاتباعه والتعلق وتعظيم منزل تلك الكتب.
7) عندما نعلم أن خواص خلق الله وهم الأنبياء والرسل والعلماء الربانيين قد شهدوا بوحدانية الله وألوهيته، وهم الأكمل عقولا والأحاسن أخلاقا، يدعونا هذا لاتباعه والسير على ما شهدوا به.
8) كل ما هو حولنا من الآيات النفسية والأفقية، تدل على استحقاقه سبحانه وحده للألوهية.
9) شرع الله المحكم الآيات والأحكام، ومحاسن دينه لهو أكبر داع إلى توحيد الله بالألوهية والعبادة.
• والآيات الدلة على وجوب توحيد الله تعالى كثيرة، منها قوله تعالى: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم".
عندما يشهد العظيم سبحانه، ويشهد ملائكته وأنبياءه وأولو العلم على أمر فلابد أنه يكون جليلا عظيما، وهنا الشهادة على أصل الدين وقاعدته ألا وهو استحقاقه سبحانه وحده للألوهية، وتوحيده بالعبادة، وعدم إشراك معه غيره. وانفراده سبحانه بذلك إنما هو لكمال أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكام شرعه وعدل جزائه. فالله تعالى هو العدل الكامل في جميع العبادات والمعاملات والأمر والنهي، لا ظلم فيه ولا جور. ويستطيع المتأمل للأمور الكونية، والمتدبر لآياته الشرعية أن يلحظ استحقاقه وحده للعبادة. وقد أقام تعالى بين خلقه من يشهد بذلك من عباده وهم أولو العلم لما خصهم به من العلم الصحيح واليقين التام والمعرفة الراسخة، فيرجع إليهم الخلق في معرفة الحق واتباعه، ودحض الباطل واجتنابه. فهم خير وسائط بين الرب جل وعلا وبين العباد في بيان عظمة التوحيد ورسم طريقه، وتفصيل شرائعه، وتبيان معالمه، فيستعين بهم الخلق ويسألونهم في كل ما يحقق لهم السلامة في الدنيا والآخرة. وهذا كله لهو أكبر دليل على كمال عدل أهل العلم الراسخين فيه، ولذلك استشهدهم تعالى على أعظم مطلوب، والغاية التي خلق لأجلها الخلق.


2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
يعتبر الإيمان بالملائكة لهو من المعلوم بالضرورة من دين الله، وهو من جملة أركان الإيمان الستة التي هي أصول الإيمان وقاعدة العقيدة. فلا يتم إيمان المرء إلا بالإيمان بتلك المخلوقات من نور التي لا تعصي الله ما أمرها، وتفعل ما يأمرها ربها به. يسبحونه بالليل والنهار لا يفترون، لا يستكبرون عن عبادته على الرغم من عظمة خلقهم، وبالغ قوتهم.
فقد قال تعالى عنهم: "وله من في السموات والأرض، ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون"
وقال تعالى في وصفهم: "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون".
أما عددهم فيصعب حصره، ولكن هناك من الملائكة من أعلمنا تعالى ببعض وظائفهم، فمنهم:
- جبريل، ملك الوحي، الموكل بتبليغ شرع الله لرسله، وصفه تعالى بقوله: "إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين"، وقال عنه أيضا: "وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين".
- وملك الموت الموكل بقبض أرواح الخلق، قال تعالى: "قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم".
- وميكائيل، الملك الموكل بإزال المطر، وإنبات النبات.
- وإسرافيل: وهو الملك الموكل بالنفخ في الصور يوم البعث.
- وملائكة تحفظ العباد مما يضرهم.
- وملائكة تحصي على العباد أعمالهم فتكتبها في صحائفهم.
- وملائكة موكلة بتصوير الأجنة في الأرحام، وكتابة ما يجري عليها في الحال والمآل.
- وملائكة موكلة بحمل العرش.
وغيرهم من هذه المخلوقات العظيمة الخلق، الرفيعة القدر، التي يجب علينا أن نؤمن بها، وبوجودها وبعملها على وجه الإجمال والتفصيل، وعلى الصورة التي وصفها الله تعالى لنا، لا على أنها قوى خيرية وصفات حسنة موجودة في الإنسان كما حرفها بعض المنحرفين، وكذلك بأن نثبت وجودها ولا ننكره كما فعل الزنادقة الذين أنكروا وجود الله بالأساس، ومنهم من زعم بأن سجود الملائكة لآدم ليس حقيقة وإنما هو ذلك التسخير الذي سخر الله به الأرض وما فيها للعباد، فساووا بين الكفار والمؤمنين بسجود الملائكة لآدم. فلله كيف يقولون بهذا القول ويتجاهلون النصوص القطعية الصحة بوجود الملائكة، بصورهم وبوظائفهم وأعمالهم؟ وأين يذهبون من سؤال الله لهم عنها وقد لمسوا آثار وجودها وعملها؟
وإن للإيمان الصحيح بالملائكة بالغ الأثر على عبادة العبد لربه، واطمئنانه بهذا الشرع العظيم الذي ارتضاه له، ويقينه بأن الله الذي خلقه لم يتركه يجابه مشاق الحياة وحده، فالحمد لله من قبل ومن بعد على أن جعلنا مسلمين، على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك.

3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
تعتبر هذه الآية من الآيات الجامعة لمعاني حسن الخلق مع الناس، فقد رسمت للعباد الطريق السوي الذي يسلم كل من اتبعها في تعامله مع الخلق ومعاشرتهم لهم، فقال تعالى آمرا نبيه في تبليغ هذا القول: "خذ العفو" أيخذ ما عفا لك من أخلاق الناس، وما سمحت به أنفسهم من الأعمال والأخلاق، فلا يطالبهم بما لا تسمح به طبائعهم، بل يقبله منهم، ويتجاوز عن تقصيرهم، وبغض الطرف عن نقصهم، فلا يتكبر على قليل الخلق منهم، ولا يقطع من أساء له منهم، بل يعاملهم جميعا باللطف واللين الذي ما كان ف شيء إلا زانه. وعطف على ذلك سبحانه: "وأمر بالعرف" وهو كل قو حسن، وفعل جميل: من تعليم علم نافع سواء كان دينيا أو دنيويا، وإسداء نصح، وأمر بالمعروف وانهي عن منكر، وحث على صلة رحم، وبر للوالدين، وسعي في الإصلاح بين الناس، إلى غير ذلك من صالح الخلق وجميل السلوك.
وإن مما لاشك فيه، أن من يقوم بذلك لابد وأنه سيتعرض إلى الإيذاء القولي أو الفعلي، فجاء ختام الآية بالأمر بالإعراض عن الجاهلين، وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، بل بالإحسان إلى المسيء، والترفع عن سفاسف الأخلاق، ليحصل العبد بعد امتثال كل ذلك: على الثواب الجزيل، وعلى راحة القلب وسكونه، وسلامته من الجاهلين، وتحول الذي بينه وبينه عداوة إلى ولي حميم، وإلى السمو بالأخلاق إلى مراتب رفيعة، كما قال تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم".

4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشروعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.
تكررت الآيات الدالة على الأمر بالجهاد في كتاب الله، فقد قال تعالى:
- "إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير".
- "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين، ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط".
- "وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة".
- "واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم، والفتنة أشد من القتل".

فمما سبق نلحظ مدى عناية الشارع بالجهاد الذي به ينشر الدين، ويخذل الكافرين. حيث لم يشرع الجهاد كما يزعم أهل الضلال والباطل رغبة بسفك الدماء وإهلاكا للحرث والنسل – كما هو حاله عند كل أهل الملل الباطلة – وإنما شرعه المولى عزوجل لحكم جليلة، منها:
- إقامة دين الله، ونشر التوحيد الذي خلق الله الخلق لأجله.
- دفع ظلم المعتدين على دين الله وعلى المؤمنين المظلومين.
فلولا الجاهد لاستولى الكفار على ديار المسلمين، ولغيروا لهم دينهم الذي ارتضى لهم، ولفتكوا بهم، ولمنعوا شعائر الله أن تقام في الأرض. فيتبين لنا غرض الجهاد ومرماه وهو إقامة العدل، وحصول الرحمة، واستعباد الخلق لخالقهم، وأداء الحقوق كلها، ونصر المظلومين وقمع الظالمين.

ومن آداب الجهاد:
- رحمة القائد برعيته، ونصحه لهم، وإعماله للرأي والمشورة لأهل الاختصاص والحكمة.
- تاليف القائد بين أفراد الجيش، وعدم إحداث الشقاق والمنازعات بينهم، بل يغرس فيهم الوحدة وأهميتها، مع السعي بالإصلاح بين المتخاصمين. قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
- العدل في تقسيم الغنائم لطرد الشحناء من نفوس المجاهدين التي قد تكون سببا في حصول الهزيمة.
- تهيئة النفوس للقتال، وبث التفاؤل وروح المصر بين أفراد الجيش بكل السبل.
- ملاحظة مداخل الهزيمة والعمل على سدها وتصحيح الأمور وتداركها.
- عدم ربط النصر بشخص القائد أو غيره، قال تعالى: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم"، بل يُذكر المجاهدون بالغاية الأسمى التي يقاتل المسلمون لأجلها وهي إعلاء كلمة الله، يحققوا الإخلاص لله وحده.
وقد جاء في السنة آدابا راقية في الجهاد، يمكن ذكرها هنا لإتمام المعنى، فمن جملة الآداب التي حثنا عليها ديننا: هي ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم صحابته حين كلفهم بالجهاد: في حديث بريدة بن حصيب الأسلمي الذي في صحيح مسلم: (اغْزُوا باسْمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَن كَفَرَ باللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وإذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إلى ثَلَاثِ خِصَالٍ، أَوْ خِلَالٍ، فأيَّتُهُنَّ ما أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، فإنْ أَجَابُوكَ، فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى التَّحَوُّلِ مِن دَارِهِمْ إلى دَارِ المُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ إنْ فَعَلُوا ذلكَ فَلَهُمْ ما لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعليهم ما علَى المُهَاجِرِينَ، فإنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا منها، فَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ يَكونُونَ كَأَعْرَابِ المُسْلِمِينَ، يَجْرِي عليهم حُكْمُ اللهِ الذي يَجْرِي علَى المُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكونُ لهمْ في الغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شيءٌ إلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مع المُسْلِمِينَ، فإنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الجِزْيَةَ، فإنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، فإنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ، وإذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لهمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ، فلا تَجْعَلْ لهمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِنِ اجْعَلْ لهمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ، فإنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِن أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسولِهِ، وإذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ علَى حُكْمِ اللهِ، فلا تُنْزِلْهُمْ علَى حُكْمِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ علَى حُكْمِكَ، فإنَّكَ لا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللهِ فيهم أَمْ لَا).
وبهذا الأدب الجم في القتال، والتي عز أن تجد لها نظيرا، نرد على من يتهم ديننا بالعنف والإرهاب.

أما أسباب النصر:
- الصبر والثبات عند اللقاء. قال تعالى: "واصبروا، إن الله مع الصابرين". وقال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا".
- التوكل على الله والتضرع إليه، والإكثار من ذكره. قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون".
- تعلم أمور الجهاد وفنون القتال المناسبة للزمان. قال تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم".
- الترغيب في فضائل الجهاد، وثمراته العاجلة والآجلة، والحث على الشجاعة والسعي في أسبابها.
- الثقة بوعد الله بالنصر والتمكين. قال تعالى: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
- اتفاق القلوب وعدم التفرق والتنازع". قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
- كمال إخلاص الجهاد لله في إعلاء كلمة الله. لئلا يحصل ما حصل للمسلمين في غزوة حنين حين أعجبتهم كثرتهم، فاعتمدوا عليها.
- حسن التدبير والنظام الكامل في جميع الحركات العسكرية. قال تعالى: "وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال".

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 رمضان 1443هـ/29-04-2022م, 06:39 PM
شيرين العديلي شيرين العديلي غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 163
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب
خلاصة تفسير القرآن


المجموعة الثالثة:
1. بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.

إن لتحقيق الإيمان فوائد وثمار عدة، فعلى سبيل المثال:
1. أنه سبب رضا الله الذي هو أكبر شيء.
2. أن ثواب الآخرة ودخول الجنة والتنعم بنعيمها، والنجاة من النار وعقابها، إنما يكون بالإيمان، فأهل الإيمان هم أهل الثواب المطلق، وهم الناجون من جميع الشرور.
3. أن الله يدفع ويدافع عن الذين آمنوا شرور الدنيا والآخرة، فيدفع عنهم كيد شياطين الإنس والجن.
4. أن الله وعد المؤمنين القائمين بالإيمان حقيقة بالنصر، وأحقه على نفسه، فمن قام بالإيمان ولوازمه ومتمماته فله النصر في الدنيا والآخرة.
5. أن الهداية من الله للعلم والعمل ولمعرفة الحق وسلوكه هي بحسب الإيمان والقيام بحقوقه.
6. أن الإيمان يدعو إلى الزيادة من علومه وأعماله الظاهرة والباطنة؛ كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}
7. أن المؤمنين بالله وبكماله وعظمته وكبريائه ومجده أعظم الناس يقينا وطمأنينة وتوكلا على الله، وثقة بوعده الصادق، ورجاء لرحمته، وخوفا من عقابه، وأعظمهم إجلالا لله ومراقبة، وأعظمهم إخلاصا وصدقا، وهذا هو صلاح القلوب، لا سبيل إليه إلا بالإيمان.
8. أنه لا يمكن للعبد أن يقوم بالإخلاص لله ولعباد الله ونصيحتهم على وجه الكمال إلا بالإيمان.
9. أن المعاملات بين الخلق لا تتم وتقوم إلا على الصدق والنصح وعدم الغش بوجه من الوجوه، وهل يقوم بها على الحقيقة إلا المؤمنون.
10. أن الإيمان أكبر عون على تحمل المشقات، والقيام بأعباء الطاعات، وترك الفواحش التي في النفوس داع قوي إلى فعلها، فلا تتم هذه الأمور إلا بقوة الإيمان.
11. أن العبد لا بد أن يصاب بشيء من الخوف والجوع، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وهو بين أمرين: إما أن يجزع ويضعف صبره، فيفوته الخير والثواب، ويستحق على ذلك العقاب، ومصيبته لم تقلع ولم تخف، بل الجزع يزيدها. وإما أن يصبر فيحظى بثوابها، والصبر لا يقوم إلا على الإيمان.
12. أن الإيمان يوجب للعبد قوة التوكل على الله، لعلمه وإيمانه أن الأمور كلها راجعة إلى الله ومندرجة في قضائه وقدره.
13. أن الإيمان يشجع العبد، ويزيد الشجاع شجاعة، وقصر خوف العبد ورجائه على ربه، وأن ينتزع من قلبه خوف الخلق ورجاءهم وهيبتهم.
14. أن الإيمان هو السبب الأعظم لتعلق القلب بالله في جميع مطالبه الدينية والدنيوية.
15. أن الإيمان يدعو إلى حسن الخلق مع جميع طبقات الناس.
16. أن الإيمان الكامل يمنع من دخول النار بالكلية، كما منع صاحبه في الدنيا من عمل المعاصي، ومن الإصرار على ما وقع منه منها، والإيمان الناقص يمنع الخلود في النار وإن دخلها كما تواترت بذلك النصوص بأنه يخرج من النار من كان معه مثقال حبة خردل من إيمان.
17. أن الإيمان يوجب لصاحبه أن يكون معتبرا عند الخلق أمينا، ويوجب للعبد العفة عن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم.
18. أن قوي الإيمان يجد في قلبه من ذوق حلاوته ولذة طعمه واستحلاء آثاره، والتلذذ بخدمة ربه، وأداء حقوقه وحقوق عباده - التي هي موجب الإيمان وأثره –
19. أن الإيمان هو السبب الوحيد للقيام بذروة سنام الدين، وهو: الجهاد البدني والمالي والقولي، جهاد الكفار بالسيف والسنان، وجهاد الكفار والمنافقين والمنحرفين في أصول الدين وفروعه بالحكمة والحجة والبرهان.

**************************************

2. اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟
ذكر القرآن الكريم افتراء المكذبين على النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم في سورة الفرقان: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}
افترى المكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم عدة افتراءات وكلها كاذبة وسيأتي تبيانها مع الرد عليها:
الشبهة الأولى: قدحوا بالنبي واتهموه أنه افترى القرآن وأعانه بذلك قوم، لكن الله رد عليهم بأن هذا ظلم عظيم، وجراءة عظيمة، وأنه من الزور والظلم؛ لأنهم يعلمون أنه الصادق الأمين، وأنه لم يجتمع بأحد من أهل العلم، ولأنه أمي لا يقرأ ولا يكتب.
والرد عليها: إلا القرآن كان معجزاً في ألفاظه ومعانيه وقد تحدى الله به العالم أقصاهم وأدناهم، وأفرادهم وجماعتهم، وأولهم وآخرهم أن يأتي بمثله أو بعشر سور من مثله، أو بسورة واحدة من مثله؛ وصرح لهم أنهم إن أتوا بشيء من مثله حتى إن كانوا صادقين، وعلى الرغم أنهم كانوا من أهل الفصاحة والبلاغة، لكنهم عجزوا عن الإتسان بمثله، وكل من حاول أن يأتي بكلام يعارض به ما جاء به الرسول صار كلامه ضحكة للصبيان فضلا عن أهل النظر والعقول، وأن كل شبهة يعارضون بها الرسول تضمحل وتزهق، {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} .

الشبهة الثانية: قالوا أن القرآن أساطير الأولين اكتتبها من كتب الأولين وتملى عليه.
الرد عليها: من كان يملي عليه في بطن مكة؟ إضافة أنه لم يكن في ذلك الوقت كتب تملى، وإن كانت موجودة فلم أتهموا محمد وحده فقط بها ولم يذكر أنه كان هناك غيره تملى عليه الكتب.
الشبهة الثالثة: قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس إلى قين حداد في مكة فارسي فيتعلم منه،
والرد عليها: كيف يمكن لأعجمي لا ينطق الفصحى أن يملي قرآن عربي متين بليغ جمع علوم الأولين والآخرين؟ ما هذا التناقض؟ {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]
الشبهة الرابعة: زعموا أن محمدا كان يتعلم من نفسه؛ وأنه كان يخلو بالطبيعة فيخيل إليه أصناف التخاييل، فيأتي بها إلى الناس زاعما أنها من وحي الله على يد جبريل، وأن هذه التخيلات من الأمور العالية التي يعتاد الإتيان بها أهل الرأي والحجى.
ثم صوروا النبي صلى الله عليه وسلم ورقوه إلى رجل من الطبيعيين، كما قال هذا القول الباطل أحد ملاحدة الإفرنسيين، وتلقاها عنه بعض الملاحدة العصريين، وهو مبني على إنكار وجود رب العالمين، وأنه ما ثم إلا عمل الطبيعة،
الرد عليها: قد علم الناس أن هذا القول المزور أعظم مكابرة ومباهتة من قول الأولين.
وأن هذا الافتراء الذي ولدوه بعد مئات السنين أوضح ضلالا وظلما وجراءة ووقاحة من زور الأولين، ولهذا قال تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
فالرب القادر العظيم، الذي أحاط علمه بجميع الأسرار، وعلم أحوال العباد حاضرها ومستقبلها، فأنزله لهدايتهم، وجميع الحقائق التي دعا إليها هذا الرسول وهذا القرآن حقائق ثابتة نافعة للعباد، ومحال أن يأتي شيء أصلح منها أو مثلها أو يقاربها: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
الشبهة الخامسة: منهم من قال: إنه مجنون، ومنهم من قال: ساحر وكاهن، ومنهم من قال: مسحور، ومنهم من قال: لو كان صادقا لجاءت الملائكة تؤيده، ولو كان صادقا لأغناه الله عن المشي في الأسواق، وجعل له جنات وأنهارا وأموالا كثيرة. .
الرد عليها: كلهم يعلم أن هذه الأقوال - مع تناقضها - ليست من الشبه فضلا عن كونها من الحجج، فما جاء به الرسول من الهدى في جميع أبواب العلوم النافعة، والدين الحق الذي هو الصلاح المطلق، أكبر الأدلة على أنه رسول الله حقا، وأكبر الأدلة على إبطال كل ما ناقضه من أقوال المؤتفكين.
12 - {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ - مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ - وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ - وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ - بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ - إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القلم: 1 - 7]
يقسم تعالى بالقلم، وهو اسم جنس شامل للأقلام التي تكتب بها أنواع العلوم، ويسطر بها المنثور والمنظوم، وذلك أن القلم، وما يسطر به من أنواع الكلام من آياته العظيمة التي تستحق أن يقسم بها على براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما نسبه إليه أعداؤه من الجنون، فنفى عنه ذلك بنعمة ربه عليه وإحسانه، إذ من عليه بالعقل الكامل والرأي السديد، والكلام الفصل الذي هو من أحسن ما جرت به الأقلام وسطره الأنام، وهذا هو السعادة في الدنيا.
الشبهة السادسة: كان أعداؤه يقولون: إنه مجنون مفتون.
الرد عليها: قال تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ - بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 5 - 6] وقد تبين أنه كان أهدى الناس وأكملهم وأنفعهم لنفسه ولغيره، وأن أعداءه أضل الناس للناس، وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله، وأضلوهم عن سبيله، وكفى بعلم الله بذلك، فإنه المحاسب المجازي و {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القلم: 7]

**************************************

3. اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.
فرض الله الزكاة على المسلمين فجعلها أحد أركان الإسلام الخمس، وقد جمع الله في كتابه في آيات كثيرة بين الأمر بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة؛ لأنهما مشتركتان في أنهما من أهم فروض الدين، ومباني الإسلام العظيمة، والإيمان لا يتم إلا بهما، ومن قام بالصلاة وبالزكاة كان مقيما لدينه، ومن ضيعهما كان لما سواهما من دينه أضيع، ودليله:
قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]
وقال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103]
وقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267]
وقال: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141]
مقاصد تشريعها:
1. جبل الانسان على حب المال فقال الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) لذا فرضت الزكاة تطهيراً للنفس من رذيلة البخل والشح، ومعالجة لحب الدنيا.
2. يتحقق بالزكاة الترابط والألفة؛ لأن النفس البشرية جُبِلَت على حب من أحسن إليها، وبذلك يعيش أفراد المجتمع المسلم متحابين متماسكين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وتقل حوادث السرقة والنهب والاختلاس.
3. يتحقق بالزكاة معنى العبودية والخضوع المطلق والاستسلام التام لله رب العالمين، فعندما الغني زكاة ماله فإنه يعبد الله ونفذ أوامره، ويشكر الله على نعمه، فيجازيه الله على شكره بزيادة الخير عنده كما قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)
4. فبإخراجها إلى مستحقيها لا تبقى الثروة المالية مكدسة في أيدي فئات محصورة من المجتمع ومحتكرة لديهم. يقول الله تعالى: (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ) (الحشر: 7).
5. ، بأداء الزكاة تقوم المصلحة الدينية التي تصرف فيها الزكاة كالجهاد والعلم والإصلاح بين الناس فتكون بذلك الدولة قوية غنية ولا يتمكن أحد من التطاول عليها.

آداب إخراج الزكاة:
1. أن تكون الزكاة خالصة لله عز وجل، لا يشوبها رياء ولا سمعة.
2. أن تكون الزكاة من الكسب الحلال الطيب، فالله طيب لا يقبل إلا طيباً.
3. أن تكون الزكاة من جيد ماله وأحبه إليه.
4. أن لا يستكثر ما يزكي به، وأن يستصغر عطيته ليسلم من العجب.
5. أن يشكر الله على نعمة المال والإنفاق، ويجتنب الزهو والإعجاب.
6. أن يسارع بالزكاة قبل حصول الموانع.
7. أن يعطي الزكاة مبتسماً بوجه بشوش ونفس طيبة، ويرضي السعاة.
8. تنويع الصدقة حسب المصلحة وحاجة الفقراء.
9. وأمر تعالى بإخراج الوسط، فلا يظلم رب المال فيؤخذ العالي من ماله - إلا أن يختار هو ذلك -.

الآثار المترتبة عليها:
1. لتقرب من المولى عزوجل ،و الإلتزام بما أمرنا به
2. سد حاجة الفقراء؛ منعا لخلق الشر والفساد.
3. أمر تعالى الآخذ منهم الزكاة أن يصلي عليهم فيدعو لهم بالبركة، فإن في ذلك تطمينا لخواطرهم، وتسكينا لقلوبهم، وتنشيطا لهم، وتشجيعا على هذا العمل الفاضل، من قبل الإمام والساعي وكذلك من قبل الفقير الذي استلم الزكاة .
4. نشر الأفة والمودة وتعزيز العلاقات بين المسلمين.
5. تغرس في المسلم الكثير من القيم ،و الأخلاقيات السامية كالعطف ،و الرحمة ،و الإحساس بمعاناة الغير قادرين ،و الحرص على مساعدتهم .
6. تحمي المسلم من النار ،و عذابها ،و تفتح الباب أمامه للفوز بالجنة ،و نعيمها

**************************************

4. فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة منها.
هذه الآية فيها تبيان للعبد واطمئنان له بأن الله أقرب للإنسان من حبل الوريد، فإن أراد دعاءه، فعليه الأخذ بالأسباب والوسيلة وهو الدعاء المقرون بالاستجابة لله والانقياد لطاعته، فإن حققها العبد ظاهرا وباطنا بلسانه مقاله وحاله، استجيبت دعوته وقبل طلبه.
وفي هذه الآية تنبيه على الأسباب الموجبة لإجابة الدعاء ومدارها الإيمان بالله، وتحقيقه بالانقياد لله امتثالا لأمره واجتنابا لنهيه؛ وتنبيه أيضا على أن موانع الإجابة ترك تحقيق الإيمان وترك الانقياد تعتبر منافية للاستجابة لله. والايمان بالله هو طريق الرشد والهداية.

مقصد الآية: دعاء المؤمن مستجاب، ومتحقق بإيمانه بالله وانقياده التام له، وهو طريق هدايته ورشاده. فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما على الأرض رجل مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو كف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم "

الفوائد المستخرجة من الآية:
1. الله أقرب للإنسام من نفسه، ولا يحتاج لدعائه إلى شفيع أو وسيط.
2. أن الله تعالى يجيب دعاء المؤمن في الوقت ويؤخر إعطاء مراده ليدعوه فيسمع صوته، ويعجل إعطاء من لا يحبه لأنه يبغض صوته.
3. للدعاء آدابا وشرائط وهي أسباب الإجابة فمن استكملها كان من أهل الإجابة ومن أخل بها فهو من أهل الاعتداء في الدعاء فلا يستحق الإجابة
4. الإيمان بالله وطاعته مدعاة للرشد والهداية.


والله الموفق؛؛؛

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 شوال 1443هـ/18-05-2022م, 02:38 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيرين العديلي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب
خلاصة تفسير القرآن

المجموعة الثالثة:
1. بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.

إن لتحقيق الإيمان فوائد وثمار عدة، فعلى سبيل المثال:
1. أنه سبب رضا الله الذي هو أكبر شيء.
2. أن ثواب الآخرة ودخول الجنة والتنعم بنعيمها، والنجاة من النار وعقابها، إنما يكون بالإيمان، فأهل الإيمان هم أهل الثواب المطلق، وهم الناجون من جميع الشرور.
3. أن الله يدفع ويدافع عن الذين آمنوا شرور الدنيا والآخرة، فيدفع عنهم كيد شياطين الإنس والجن.
4. أن الله وعد المؤمنين القائمين بالإيمان حقيقة بالنصر، وأحقه على نفسه، فمن قام بالإيمان ولوازمه ومتمماته فله النصر في الدنيا والآخرة.
5. أن الهداية من الله للعلم والعمل ولمعرفة الحق وسلوكه هي بحسب الإيمان والقيام بحقوقه.
6. أن الإيمان يدعو إلى الزيادة من علومه وأعماله الظاهرة والباطنة؛ كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}
7. أن المؤمنين بالله وبكماله وعظمته وكبريائه ومجده أعظم الناس يقينا وطمأنينة وتوكلا على الله، وثقة بوعده الصادق، ورجاء لرحمته، وخوفا من عقابه، وأعظمهم إجلالا لله ومراقبة، وأعظمهم إخلاصا وصدقا، وهذا هو صلاح القلوب، لا سبيل إليه إلا بالإيمان.
8. أنه لا يمكن للعبد أن يقوم بالإخلاص لله ولعباد الله ونصيحتهم على وجه الكمال إلا بالإيمان.
9. أن المعاملات بين الخلق لا تتم وتقوم إلا على الصدق والنصح وعدم الغش بوجه من الوجوه، وهل يقوم بها على الحقيقة إلا المؤمنون.
10. أن الإيمان أكبر عون على تحمل المشقات، والقيام بأعباء الطاعات، وترك الفواحش التي في النفوس داع قوي إلى فعلها، فلا تتم هذه الأمور إلا بقوة الإيمان.
11. أن العبد لا بد أن يصاب بشيء من الخوف والجوع، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وهو بين أمرين: إما أن يجزع ويضعف صبره، فيفوته الخير والثواب، ويستحق على ذلك العقاب، ومصيبته لم تقلع ولم تخف، بل الجزع يزيدها. وإما أن يصبر فيحظى بثوابها، والصبر لا يقوم إلا على الإيمان.
12. أن الإيمان يوجب للعبد قوة التوكل على الله، لعلمه وإيمانه أن الأمور كلها راجعة إلى الله ومندرجة في قضائه وقدره.
13. أن الإيمان يشجع العبد، ويزيد الشجاع شجاعة، وقصر خوف العبد ورجائه على ربه، وأن ينتزع من قلبه خوف الخلق ورجاءهم وهيبتهم.
14. أن الإيمان هو السبب الأعظم لتعلق القلب بالله في جميع مطالبه الدينية والدنيوية.
15. أن الإيمان يدعو إلى حسن الخلق مع جميع طبقات الناس.
16. أن الإيمان الكامل يمنع من دخول النار بالكلية، كما منع صاحبه في الدنيا من عمل المعاصي، ومن الإصرار على ما وقع منه منها، والإيمان الناقص يمنع الخلود في النار وإن دخلها كما تواترت بذلك النصوص بأنه يخرج من النار من كان معه مثقال حبة خردل من إيمان.
17. أن الإيمان يوجب لصاحبه أن يكون معتبرا عند الخلق أمينا، ويوجب للعبد العفة عن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم.
18. أن قوي الإيمان يجد في قلبه من ذوق حلاوته ولذة طعمه واستحلاء آثاره، والتلذذ بخدمة ربه، وأداء حقوقه وحقوق عباده - التي هي موجب الإيمان وأثره –
19. أن الإيمان هو السبب الوحيد للقيام بذروة سنام الدين، وهو: الجهاد البدني والمالي والقولي، جهاد الكفار بالسيف والسنان، وجهاد الكفار والمنافقين والمنحرفين في أصول الدين وفروعه بالحكمة والحجة والبرهان.

النسخ المحض لا يقبل في الإجابات, فحاولي أن تكون الإجابة من صياغتك فيظهر فيها اسلوبك الخاص
**************************************

2. اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟
ذكر القرآن الكريم افتراء المكذبين على النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم في سورة الفرقان: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}
افترى المكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم عدة افتراءات وكلها كاذبة وسيأتي تبيانها مع الرد عليها:
الشبهة الأولى: قدحوا بالنبي واتهموه أنه افترى القرآن وأعانه بذلك قوم، لكن الله رد عليهم بأن هذا ظلم عظيم، وجراءة عظيمة، وأنه من الزور والظلم؛ لأنهم يعلمون أنه الصادق الأمين، وأنه لم يجتمع بأحد من أهل العلم، ولأنه أمي لا يقرأ ولا يكتب.
والرد عليها: إلا القرآن كان معجزاً في ألفاظه ومعانيه وقد تحدى الله به العالم أقصاهم وأدناهم، وأفرادهم وجماعتهم، وأولهم وآخرهم أن يأتي بمثله أو بعشر سور من مثله، أو بسورة واحدة من مثله؛ وصرح لهم أنهم إن أتوا بشيء من مثله حتى إن كانوا صادقين، وعلى الرغم أنهم كانوا من أهل الفصاحة والبلاغة، لكنهم عجزوا عن الإتسان بمثله، وكل من حاول أن يأتي بكلام يعارض به ما جاء به الرسول صار كلامه ضحكة للصبيان فضلا عن أهل النظر والعقول، وأن كل شبهة يعارضون بها الرسول تضمحل وتزهق، {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} .

الشبهة الثانية: قالوا أن القرآن أساطير الأولين اكتتبها من كتب الأولين وتملى عليه.
الرد عليها: من كان يملي عليه في بطن مكة؟ إضافة أنه لم يكن في ذلك الوقت كتب تملى، وإن كانت موجودة فلم أتهموا محمد وحده فقط بها ولم يذكر أنه كان هناك غيره تملى عليه الكتب.
الشبهة الثالثة: قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس إلى قين حداد في مكة فارسي فيتعلم منه،
والرد عليها: كيف يمكن لأعجمي لا ينطق الفصحى أن يملي قرآن عربي متين بليغ جمع علوم الأولين والآخرين؟ ما هذا التناقض؟ {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]
الشبهة الرابعة: زعموا أن محمدا كان يتعلم من نفسه؛ وأنه كان يخلو بالطبيعة فيخيل إليه أصناف التخاييل، فيأتي بها إلى الناس زاعما أنها من وحي الله على يد جبريل، وأن هذه التخيلات من الأمور العالية التي يعتاد الإتيان بها أهل الرأي والحجى.
ثم صوروا النبي صلى الله عليه وسلم ورقوه إلى رجل من الطبيعيين، كما قال هذا القول الباطل أحد ملاحدة الإفرنسيين، وتلقاها عنه بعض الملاحدة العصريين، وهو مبني على إنكار وجود رب العالمين، وأنه ما ثم إلا عمل الطبيعة،
الرد عليها: قد علم الناس أن هذا القول المزور أعظم مكابرة ومباهتة من قول الأولين.
وأن هذا الافتراء الذي ولدوه بعد مئات السنين أوضح ضلالا وظلما وجراءة ووقاحة من زور الأولين، ولهذا قال تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
فالرب القادر العظيم، الذي أحاط علمه بجميع الأسرار، وعلم أحوال العباد حاضرها ومستقبلها، فأنزله لهدايتهم، وجميع الحقائق التي دعا إليها هذا الرسول وهذا القرآن حقائق ثابتة نافعة للعباد، ومحال أن يأتي شيء أصلح منها أو مثلها أو يقاربها: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
الشبهة الخامسة: منهم من قال: إنه مجنون، ومنهم من قال: ساحر وكاهن، ومنهم من قال: مسحور، ومنهم من قال: لو كان صادقا لجاءت الملائكة تؤيده، ولو كان صادقا لأغناه الله عن المشي في الأسواق، وجعل له جنات وأنهارا وأموالا كثيرة. .
الرد عليها: كلهم يعلم أن هذه الأقوال - مع تناقضها - ليست من الشبه فضلا عن كونها من الحجج، فما جاء به الرسول من الهدى في جميع أبواب العلوم النافعة، والدين الحق الذي هو الصلاح المطلق، أكبر الأدلة على أنه رسول الله حقا، وأكبر الأدلة على إبطال كل ما ناقضه من أقوال المؤتفكين.
12 - {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ - مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ - وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ - وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ - بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ - إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القلم: 1 - 7]
يقسم تعالى بالقلم، وهو اسم جنس شامل للأقلام التي تكتب بها أنواع العلوم، ويسطر بها المنثور والمنظوم، وذلك أن القلم، وما يسطر به من أنواع الكلام من آياته العظيمة التي تستحق أن يقسم بها على براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما نسبه إليه أعداؤه من الجنون، فنفى عنه ذلك بنعمة ربه عليه وإحسانه، إذ من عليه بالعقل الكامل والرأي السديد، والكلام الفصل الذي هو من أحسن ما جرت به الأقلام وسطره الأنام، وهذا هو السعادة في الدنيا.
الشبهة السادسة: كان أعداؤه يقولون: إنه مجنون مفتون.
الرد عليها: قال تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ - بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 5 - 6] وقد تبين أنه كان أهدى الناس وأكملهم وأنفعهم لنفسه ولغيره، وأن أعداءه أضل الناس للناس، وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله، وأضلوهم عن سبيله، وكفى بعلم الله بذلك، فإنه المحاسب المجازي و {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القلم: 7]

**************************************

3. اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.
فرض الله الزكاة على المسلمين فجعلها أحد أركان الإسلام الخمس، وقد جمع الله في كتابه في آيات كثيرة بين الأمر بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة؛ لأنهما مشتركتان في أنهما من أهم فروض الدين، ومباني الإسلام العظيمة، والإيمان لا يتم إلا بهما، ومن قام بالصلاة وبالزكاة كان مقيما لدينه، ومن ضيعهما كان لما سواهما من دينه أضيع، ودليله:
قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]
وقال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103]
وقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267]
وقال: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141]
مقاصد تشريعها:
1. جبل الانسان على حب المال فقال الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) لذا فرضت الزكاة تطهيراً للنفس من رذيلة البخل والشح، ومعالجة لحب الدنيا.
2. يتحقق بالزكاة الترابط والألفة؛ لأن النفس البشرية جُبِلَت على حب من أحسن إليها، وبذلك يعيش أفراد المجتمع المسلم متحابين متماسكين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وتقل حوادث السرقة والنهب والاختلاس.
3. يتحقق بالزكاة معنى العبودية والخضوع المطلق والاستسلام التام لله رب العالمين، فعندما الغني زكاة ماله فإنه يعبد الله ونفذ أوامره، ويشكر الله على نعمه، فيجازيه الله على شكره بزيادة الخير عنده كما قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)
4. فبإخراجها إلى مستحقيها لا تبقى الثروة المالية مكدسة في أيدي فئات محصورة من المجتمع ومحتكرة لديهم. يقول الله تعالى: (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ) (الحشر: 7).
5. ، بأداء الزكاة تقوم المصلحة الدينية التي تصرف فيها الزكاة كالجهاد والعلم والإصلاح بين الناس فتكون بذلك الدولة قوية غنية ولا يتمكن أحد من التطاول عليها.

آداب إخراج الزكاة:
1. أن تكون الزكاة خالصة لله عز وجل، لا يشوبها رياء ولا سمعة.
2. أن تكون الزكاة من الكسب الحلال الطيب، فالله طيب لا يقبل إلا طيباً.
3. أن تكون الزكاة من جيد ماله وأحبه إليه.
4. أن لا يستكثر ما يزكي به، وأن يستصغر عطيته ليسلم من العجب.
5. أن يشكر الله على نعمة المال والإنفاق، ويجتنب الزهو والإعجاب.
6. أن يسارع بالزكاة قبل حصول الموانع.
7. أن يعطي الزكاة مبتسماً بوجه بشوش ونفس طيبة، ويرضي السعاة.
8. تنويع الصدقة حسب المصلحة وحاجة الفقراء.
9. وأمر تعالى بإخراج الوسط، فلا يظلم رب المال فيؤخذ العالي من ماله - إلا أن يختار هو ذلك -.

الآثار المترتبة عليها:
1. لتقرب من المولى عزوجل ،و الإلتزام بما أمرنا به
2. سد حاجة الفقراء؛ منعا لخلق الشر والفساد.
3. أمر تعالى الآخذ منهم الزكاة أن يصلي عليهم فيدعو لهم بالبركة، فإن في ذلك تطمينا لخواطرهم، وتسكينا لقلوبهم، وتنشيطا لهم، وتشجيعا على هذا العمل الفاضل، من قبل الإمام والساعي وكذلك من قبل الفقير الذي استلم الزكاة .
4. نشر الأفة والمودة وتعزيز العلاقات بين المسلمين.
5. تغرس في المسلم الكثير من القيم ،و الأخلاقيات السامية كالعطف ،و الرحمة ،و الإحساس بمعاناة الغير قادرين ،و الحرص على مساعدتهم .
6. تحمي المسلم من النار ،و عذابها ،و تفتح الباب أمامه للفوز بالجنة ،و نعيمها

**************************************

4. فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة منها.
هذه الآية فيها تبيان للعبد واطمئنان له بأن الله أقرب للإنسان من حبل الوريد، فإن أراد دعاءه، فعليه الأخذ بالأسباب والوسيلة وهو الدعاء المقرون بالاستجابة لله والانقياد لطاعته، فإن حققها العبد ظاهرا وباطنا بلسانه مقاله وحاله، استجيبت دعوته وقبل طلبه.
وفي هذه الآية تنبيه على الأسباب الموجبة لإجابة الدعاء ومدارها الإيمان بالله، وتحقيقه بالانقياد لله امتثالا لأمره واجتنابا لنهيه؛ وتنبيه أيضا على أن موانع الإجابة ترك تحقيق الإيمان وترك الانقياد تعتبر منافية للاستجابة لله. والايمان بالله هو طريق الرشد والهداية.

مقصد الآية: دعاء المؤمن مستجاب، ومتحقق بإيمانه بالله وانقياده التام له، وهو طريق هدايته ورشاده. فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما على الأرض رجل مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو كف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم "

الفوائد المستخرجة من الآية:
1. الله أقرب للإنسام من نفسه، ولا يحتاج لدعائه إلى شفيع أو وسيط.
2. أن الله تعالى يجيب دعاء المؤمن في الوقت ويؤخر إعطاء مراده ليدعوه فيسمع صوته، ويعجل إعطاء من لا يحبه لأنه يبغض صوته.
3. للدعاء آدابا وشرائط وهي أسباب الإجابة فمن استكملها كان من أهل الإجابة ومن أخل بها فهو من أهل الاعتداء في الدعاء فلا يستحق الإجابة
4. الإيمان بالله وطاعته مدعاة للرشد والهداية.
والله الموفق؛؛؛
أحسنت نفع الله بك
حاولي الابتعاد عن النسخ المحض
ب+

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 شوال 1443هـ/18-05-2022م, 02:26 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان جلال مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.
• قال تعالى: "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات، والله يعلم متقلبكم ومثواكم".
إن الطريق الأعظم للوصول إلى أنه لا يستحق الألوهية إلا الله هو تدبر هذا الكتاب العظيم، وتأمل آياته، فهو الموصل للعلم باستحقاق الله وحده للعبادة، فكم تكرر هذا في القرآن العظيم! مما يدل على أنه أعظم المطالب والغايات، ومن تأمل تلك الآيات علم يقينا بأنه لا إله إلا الله، وبازدياد سلوك هذه الطريق، يزداد العبد يقينا بذلك، ويكون هذا بأمور، هي:
1) تدبر أسماء الله وصفاته وأفعاله التي تكررت في كتاب الله وهي الدالة على كمال الله وجلاله وعظمته، وبها يصل العبد إلى معرفة السبيل إلى تحقيق الألوهية لله وحده لا شريك له.
2) من علم بأن الله وحده هو الرب المالك الخالق المدبر، أدرك عدم استحقاق غيره للعبادة والتأليه.
3) العلم بأن الله هو المنعم على الحقيقة، المسبغ نعمه الظاهرة والباطنة على عباده، سيؤدي بالقلوب للتعلق به وحده، فتؤله المنعم تتعلق به وتعظمه.
4) عند تأمل ما أعده الله لعباده المؤمنين الموحدين من النصر والتمكين والثواب الجزيل، وعقوبته للكفار الجاحدين، سيدفع بالعبد للتعلق بالله وحده دون غيره لينال ما ناله عباده المقربين، وليجتنب عاقبة المكذبين الكافرين.
5) من عرف نقص كل ما عبد من دون الله من أوثان وأنداد وأصنام، وعجزها عن تقديم النفع ودفع الضر عن عابديها، أدرك أنه لا يستحق العبادة إلا الله كامل الصفات الذي بيده ملكوت السماوات والأرض.
6) بمعرفة أن كل الكتب السماوية جاءت بالتوحيد وتواطأت عليه، لهو داعٍ لاتباعه والتعلق وتعظيم منزل تلك الكتب.
7) عندما نعلم أن خواص خلق الله وهم الأنبياء والرسل والعلماء الربانيين قد شهدوا بوحدانية الله وألوهيته، وهم الأكمل عقولا والأحاسن أخلاقا، يدعونا هذا لاتباعه والسير على ما شهدوا به.
8) كل ما هو حولنا من الآيات النفسية والأفقية، تدل على استحقاقه سبحانه وحده للألوهية.
9) شرع الله المحكم الآيات والأحكام، ومحاسن دينه لهو أكبر داع إلى توحيد الله بالألوهية والعبادة.
• والآيات الدلة على وجوب توحيد الله تعالى كثيرة، منها قوله تعالى: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم".
عندما يشهد العظيم سبحانه، ويشهد ملائكته وأنبياءه وأولو العلم على أمر فلابد أنه يكون جليلا عظيما، وهنا الشهادة على أصل الدين وقاعدته ألا وهو استحقاقه سبحانه وحده للألوهية، وتوحيده بالعبادة، وعدم إشراك معه غيره. وانفراده سبحانه بذلك إنما هو لكمال أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكام شرعه وعدل جزائه. فالله تعالى هو العدل الكامل في جميع العبادات والمعاملات والأمر والنهي، لا ظلم فيه ولا جور. ويستطيع المتأمل للأمور الكونية، والمتدبر لآياته الشرعية أن يلحظ استحقاقه وحده للعبادة. وقد أقام تعالى بين خلقه من يشهد بذلك من عباده وهم أولو العلم لما خصهم به من العلم الصحيح واليقين التام والمعرفة الراسخة، فيرجع إليهم الخلق في معرفة الحق واتباعه، ودحض الباطل واجتنابه. فهم خير وسائط بين الرب جل وعلا وبين العباد في بيان عظمة التوحيد ورسم طريقه، وتفصيل شرائعه، وتبيان معالمه، فيستعين بهم الخلق ويسألونهم في كل ما يحقق لهم السلامة في الدنيا والآخرة. وهذا كله لهو أكبر دليل على كمال عدل أهل العلم الراسخين فيه، ولذلك استشهدهم تعالى على أعظم مطلوب، والغاية التي خلق لأجلها الخلق.


2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
يعتبر الإيمان بالملائكة لهو من المعلوم بالضرورة من دين الله، وهو من جملة أركان الإيمان الستة التي هي أصول الإيمان وقاعدة العقيدة. فلا يتم إيمان المرء إلا بالإيمان بتلك المخلوقات من نور التي لا تعصي الله ما أمرها، وتفعل ما يأمرها ربها به. يسبحونه بالليل والنهار لا يفترون، لا يستكبرون عن عبادته على الرغم من عظمة خلقهم، وبالغ قوتهم.
فقد قال تعالى عنهم: "وله من في السموات والأرض، ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون"
وقال تعالى في وصفهم: "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون".
أما عددهم فيصعب حصره، ولكن هناك من الملائكة من أعلمنا تعالى ببعض وظائفهم، فمنهم:
- جبريل، ملك الوحي، الموكل بتبليغ شرع الله لرسله، وصفه تعالى بقوله: "إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين"، وقال عنه أيضا: "وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين".
- وملك الموت الموكل بقبض أرواح الخلق، قال تعالى: "قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم".
- وميكائيل، الملك الموكل بإزال المطر، وإنبات النبات.
- وإسرافيل: وهو الملك الموكل بالنفخ في الصور يوم البعث.
- وملائكة تحفظ العباد مما يضرهم.
- وملائكة تحصي على العباد أعمالهم فتكتبها في صحائفهم.
- وملائكة موكلة بتصوير الأجنة في الأرحام، وكتابة ما يجري عليها في الحال والمآل.
- وملائكة موكلة بحمل العرش.
وغيرهم من هذه المخلوقات العظيمة الخلق، الرفيعة القدر، التي يجب علينا أن نؤمن بها، وبوجودها وبعملها على وجه الإجمال والتفصيل، وعلى الصورة التي وصفها الله تعالى لنا، لا على أنها قوى خيرية وصفات حسنة موجودة في الإنسان كما حرفها بعض المنحرفين، وكذلك بأن نثبت وجودها ولا ننكره كما فعل الزنادقة الذين أنكروا وجود الله بالأساس، ومنهم من زعم بأن سجود الملائكة لآدم ليس حقيقة وإنما هو ذلك التسخير الذي سخر الله به الأرض وما فيها للعباد، فساووا بين الكفار والمؤمنين بسجود الملائكة لآدم. فلله كيف يقولون بهذا القول ويتجاهلون النصوص القطعية الصحة بوجود الملائكة، بصورهم وبوظائفهم وأعمالهم؟ وأين يذهبون من سؤال الله لهم عنها وقد لمسوا آثار وجودها وعملها؟
وإن للإيمان الصحيح بالملائكة بالغ الأثر على عبادة العبد لربه، واطمئنانه بهذا الشرع العظيم الذي ارتضاه له، ويقينه بأن الله الذي خلقه لم يتركه يجابه مشاق الحياة وحده، فالحمد لله من قبل ومن بعد على أن جعلنا مسلمين، على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك.
لم تفصلي في مسألة الرد على منكري وجود الملائكة, كذلك لن تتوسعي في ذكر الآثار الإيمانية

3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
تعتبر هذه الآية من الآيات الجامعة لمعاني حسن الخلق مع الناس، فقد رسمت للعباد الطريق السوي الذي يسلم كل من اتبعها في تعامله مع الخلق ومعاشرتهم لهم، فقال تعالى آمرا نبيه في تبليغ هذا القول: "خذ العفو" أيخذ ما عفا لك من أخلاق الناس، وما سمحت به أنفسهم من الأعمال والأخلاق، فلا يطالبهم بما لا تسمح به طبائعهم، بل يقبله منهم، ويتجاوز عن تقصيرهم، وبغض الطرف عن نقصهم، فلا يتكبر على قليل الخلق منهم، ولا يقطع من أساء له منهم، بل يعاملهم جميعا باللطف واللين الذي ما كان ف شيء إلا زانه. وعطف على ذلك سبحانه: "وأمر بالعرف" وهو كل قو حسن، وفعل جميل: من تعليم علم نافع سواء كان دينيا أو دنيويا، وإسداء نصح، وأمر بالمعروف وانهي عن منكر، وحث على صلة رحم، وبر للوالدين، وسعي في الإصلاح بين الناس، إلى غير ذلك من صالح الخلق وجميل السلوك.
وإن مما لاشك فيه، أن من يقوم بذلك لابد وأنه سيتعرض إلى الإيذاء القولي أو الفعلي، فجاء ختام الآية بالأمر بالإعراض عن الجاهلين، وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، بل بالإحسان إلى المسيء، والترفع عن سفاسف الأخلاق، ليحصل العبد بعد امتثال كل ذلك: على الثواب الجزيل، وعلى راحة القلب وسكونه، وسلامته من الجاهلين، وتحول الذي بينه وبينه عداوة إلى ولي حميم، وإلى السمو بالأخلاق إلى مراتب رفيعة، كما قال تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم".

4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشروعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.
تكررت الآيات الدالة على الأمر بالجهاد في كتاب الله، فقد قال تعالى:
- "إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير".
- "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين، ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط".
- "وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة".
- "واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم، والفتنة أشد من القتل".

فمما سبق نلحظ مدى عناية الشارع بالجهاد الذي به ينشر الدين، ويخذل الكافرين. حيث لم يشرع الجهاد كما يزعم أهل الضلال والباطل رغبة بسفك الدماء وإهلاكا للحرث والنسل – كما هو حاله عند كل أهل الملل الباطلة – وإنما شرعه المولى عزوجل لحكم جليلة، منها:
- إقامة دين الله، ونشر التوحيد الذي خلق الله الخلق لأجله.
- دفع ظلم المعتدين على دين الله وعلى المؤمنين المظلومين.
فلولا الجاهد لاستولى الكفار على ديار المسلمين، ولغيروا لهم دينهم الذي ارتضى لهم، ولفتكوا بهم، ولمنعوا شعائر الله أن تقام في الأرض. فيتبين لنا غرض الجهاد ومرماه وهو إقامة العدل، وحصول الرحمة، واستعباد الخلق لخالقهم، وأداء الحقوق كلها، ونصر المظلومين وقمع الظالمين.

ومن آداب الجهاد:
- رحمة القائد برعيته، ونصحه لهم، وإعماله للرأي والمشورة لأهل الاختصاص والحكمة.
- تاليف القائد بين أفراد الجيش، وعدم إحداث الشقاق والمنازعات بينهم، بل يغرس فيهم الوحدة وأهميتها، مع السعي بالإصلاح بين المتخاصمين. قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
- العدل في تقسيم الغنائم لطرد الشحناء من نفوس المجاهدين التي قد تكون سببا في حصول الهزيمة.
- تهيئة النفوس للقتال، وبث التفاؤل وروح المصر بين أفراد الجيش بكل السبل.
- ملاحظة مداخل الهزيمة والعمل على سدها وتصحيح الأمور وتداركها.
- عدم ربط النصر بشخص القائد أو غيره، قال تعالى: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم"، بل يُذكر المجاهدون بالغاية الأسمى التي يقاتل المسلمون لأجلها وهي إعلاء كلمة الله، يحققوا الإخلاص لله وحده.
وقد جاء في السنة آدابا راقية في الجهاد، يمكن ذكرها هنا لإتمام المعنى، فمن جملة الآداب التي حثنا عليها ديننا: هي ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم صحابته حين كلفهم بالجهاد: في حديث بريدة بن حصيب الأسلمي الذي في صحيح مسلم: (اغْزُوا باسْمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَن كَفَرَ باللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وإذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إلى ثَلَاثِ خِصَالٍ، أَوْ خِلَالٍ، فأيَّتُهُنَّ ما أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، فإنْ أَجَابُوكَ، فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى التَّحَوُّلِ مِن دَارِهِمْ إلى دَارِ المُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ إنْ فَعَلُوا ذلكَ فَلَهُمْ ما لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعليهم ما علَى المُهَاجِرِينَ، فإنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا منها، فَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ يَكونُونَ كَأَعْرَابِ المُسْلِمِينَ، يَجْرِي عليهم حُكْمُ اللهِ الذي يَجْرِي علَى المُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكونُ لهمْ في الغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شيءٌ إلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مع المُسْلِمِينَ، فإنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الجِزْيَةَ، فإنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، فإنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ، وإذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لهمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ، فلا تَجْعَلْ لهمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِنِ اجْعَلْ لهمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ، فإنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِن أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسولِهِ، وإذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ علَى حُكْمِ اللهِ، فلا تُنْزِلْهُمْ علَى حُكْمِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ علَى حُكْمِكَ، فإنَّكَ لا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللهِ فيهم أَمْ لَا).
وبهذا الأدب الجم في القتال، والتي عز أن تجد لها نظيرا، نرد على من يتهم ديننا بالعنف والإرهاب.

أما أسباب النصر:
- الصبر والثبات عند اللقاء. قال تعالى: "واصبروا، إن الله مع الصابرين". وقال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا".
- التوكل على الله والتضرع إليه، والإكثار من ذكره. قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون".
- تعلم أمور الجهاد وفنون القتال المناسبة للزمان. قال تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم".
- الترغيب في فضائل الجهاد، وثمراته العاجلة والآجلة، والحث على الشجاعة والسعي في أسبابها.
- الثقة بوعد الله بالنصر والتمكين. قال تعالى: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
- اتفاق القلوب وعدم التفرق والتنازع". قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
- كمال إخلاص الجهاد لله في إعلاء كلمة الله. لئلا يحصل ما حصل للمسلمين في غزوة حنين حين أعجبتهم كثرتهم، فاعتمدوا عليها.
- حسن التدبير والنظام الكامل في جميع الحركات العسكرية. قال تعالى: "وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال".
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 شوال 1443هـ/5-05-2022م, 06:51 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الرابعة:
1. الإيمان باليوم الآخر من أصول الإيمان؛ تحدّث عن هذا الأصل بإيجاز مبيّنا تقرير أدلّته وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
هو من أهم أصول الإيمان وهو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم بعد الموت من فتنة القبر وأحوال يوم القيامة وصفات الجنة والنار
وفي القران الكثير من الآيات التي تتحدث عن اليوم الآخر مثل قوله تعالى (مالك يوم الدين) فهنا يقرر الله انه المالك والملك في الآخرة وأن هذا اليوم هو يوم الحساب للعباد فيجازي الكافر بكفره النار (وسيق الذن كفروا إلى جهنم زمرا)ويثيب المؤمن بعمله الصالح الجنة (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا). وقال تعالى (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض) الى قوله تعالى (وترى الملائكة حافين من حول العرش ) ففي هذه الايات الكريمة يبين الله ملامح هذا اليوم بانه يبدأ بالنفخ في الصور وهو قرن عظيم لا يعلم عظمه الا الله نفختين اولها يصعق فيها الخلق والثانية لبعثهم ..ويحاسب الناس ويقضى بينهم بالعدل والقسط لا يظلمون شيئا..ويصف القران في كثير من الايات أهوال هذا اليوم فالشمس تكور والنجوم تنكدر والجبال تتفتت وتسير والبحار تفجر ..

وللإيمان بهذااليوم آثار عظيمة في تحقيق إيمان العبد فهو يزداد من الطاعات اعدادا لحياته الأخرى الحقيقية ولينال ثواب الله ونعيمه الذي وعده به ويكون ايضا رادعا له عن المعاصي التي توجب سخط الله ودخول جهنم.
وهو ايضا يسلي المظلوم الذي ظلم في الدنيا ولم يأخذ حقه بأن الله سينصفه في هذا اليوم وهو يحذر الطغاة من انهم سيحاسبون حسابا عسيرا (إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)
ونرد على من ينكره:
ان الايمان باليوم الآخر مما ثبت سمعا بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة ويدل عليه العقل والايمان بحكمة الله وعدله فإننا لم نخلق سدى ولم نترك هملا بل خلقنا لعبادة الله وسنحاسب على أعمالنا خيرا فخير وإن شرا فشر.
وأيضا من يتدبر آيات الله ابكونية فيعلم أن البعث بعد الموت حقيقة كإحياء الله الأرض الميتة بالمطر
2. من أصول موضوعات القرآن الحثّ على أداء حقّ الخالق جل وعلا وأداء حقوق المخلوقين؛ تحدّث عن هذا الأصل مبيّنا أدلته وفوائده.
من الآيات الجامعة لهذين الحقين آيات سورتي الأنعام والإسراء
(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا)
إن لله حق على عباده بتوحيده وعبادته وحده لا شريك له والانقياد لأوامره محبة وذلا وخضوعا واجتناب نواهيه
والشرك الذي ينهى العبد عنه اما شرك أكبر وهو ان يصرف اي عبادة ظاهرة او باطنة لغير الله او شرك أصغر مثل وسائل الشرك كالحلف بغير الله والرياء.
وفي هذا التوحيد شرف العبد وراحة قلبه وطمأنينته
ومن بعد الله فأن أولى الخلق بأداء الحق لهم هم الوالدين (وبالوالدين إحسانا) ويشمل الاحسان اليهما كل الأعمال والأقوال التي يتعارف الناس على حسنها ومن الإحسان أيضا ترك الإساءة إليهما بالقول ولو بأقل كلمة (أف) فكيف بالفعل .
(وبذي القربى) وهو الاحسان الى الأقارب البعيد منهم والقريب بالقول والتواصل معهم وبالفعل ومنه التهادي فتنتشر المحبة ووتكون سببا للاجر والثواب.
(واليتامى) من فقد أباه وهو صغير فيستحق العناية والرعاية والحنو عليهم وتلبية احتباجاتهم وتعليمهم وتأديبهم ..
(والمساكين) من أسكنتهم الحاجة فلم يحصلوا على كفايتهم لذلك أمر الله بإعانتهم ..
(والجار ذي القربى) الجار القريب فله حقان حق الجوار وحق القرابة .
(والجار الجنب)الجار البعيد بكف الأذى عنه وتحمل أذاه
(والصاحب بالجنب ) وهو الرفيق في السفر وقيل الزوجة وقيل الرفيق مطلقا في الحضر والسفر فإن له حق مساعدته ونصحه ..
(وابن السبيل) الغريب في غير بلده لكونهم في مظنة الحاجة فيتصدق على محتاجهم.
(وما ملكت أيمانكم) من الرقيق والبهائم فلا يحملوا ما لا يطيقون وأن يعاونوا ويقام بتأديبهم..
فعلى العبد الخاضع لربه المتذلل له أن يقوم بحق ربه وحقوق عباده طلبا لمرضاته وثوايه وألا يتجبر في الأرض أو يتكبر على خلقه.
فالقيام بحق الله تكسب العبد رضا الله وتدخله الجنة والقيام بحقوق الخلق تكسبه ايضا رضا الله لانها طاعة لامره وتكسبه محبة الخلق.


3. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...} الآية مبيّنا دلالة هذه الآية على فضل صلاة الجمعة وآدابها وأحكامها ومقاصد تشريعها.
يحث الله عباده على حضور صلاة الجمعة عند سماعهم للنداء لها..فقال تعالى (فاسعوا ) والسعي هنا بمعنى الاهتمام بها وعدم الاشتغال عنها والمشي بسكينة ووقار (وذروا البيع) أي اتركوا البيع الذي ترغب فيه نفوسكم من أجل صلاة الجمعة مما يدلل على أهميتها وفضلها ويدخل في ذلك كل ما يشغل الانسان عن الصلاة ..
(ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون) فإن امتثال أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحضور صلاة الجمعة هو الخير الذي تنال به الأجور والفضائل ويخلص النفس من الجشع الذي يدفع العبد الى تفضيل الكسب الدنيء على الخير الضروري.
ومن الخير أيضا تقديم أمر الله على هوى النفس وهو دليل ايمانه..
وفي الآية دليل على فرضية صلاة الجمعة على المؤمنين
ودليل على مشروعية النداء للصلاة وجاء في اية اخرى (وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا)
وفيها ايضا دليل على النهي عن البيع والشراء بعد نداء الجمعة
4. عدد سبع فوائد من تفسير آيات فرض الحجّ.
١- تعظيم بيت الله الحرام وقصده لأداء المناسك (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا)
٢- ان الحج فريضة على المسلم المستطيع ولا يتم إسلامه إلا به (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).
٣- من فرض على نفسه الحج او العمرة فلا بد أن يتممهما بأركانهما وشروطهما يستوي في ذلك الفرض والنفل( وأتموا الحج والعمرة لله)
٤-الأشهر المعلومات للحج هن شوال وذو القعدة وذو الحجة (الحج أشهر معلومات ) ولم تعين في القرآن لأن الحج كان وما زال من ملة إبراهيم
٥- أن خير ما يتزود به العبد هو التقوى بامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)
٦- على العبد أن يستغفر دبر كل عبادة او طاعة حتى يعتذر عن التقصير ويشكر الله على التوفيق..(واستغفروا الله إن الله غفور رحيم)
٧- دعاء الله بخيري الدنيا والاخرة وهو من أجمع الأدعية (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار)

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 شوال 1443هـ/18-05-2022م, 02:45 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنادي الفحماوي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الرابعة:
1. الإيمان باليوم الآخر من أصول الإيمان؛ تحدّث عن هذا الأصل بإيجاز مبيّنا تقرير أدلّته وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
هو من أهم أصول الإيمان وهو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم بعد الموت من فتنة القبر وأحوال يوم القيامة وصفات الجنة والنار
وفي القران الكثير من الآيات التي تتحدث عن اليوم الآخر مثل قوله تعالى (مالك يوم الدين) فهنا يقرر الله انه المالك والملك في الآخرة وأن هذا اليوم هو يوم الحساب للعباد فيجازي الكافر بكفره النار (وسيق الذن كفروا إلى جهنم زمرا)ويثيب المؤمن بعمله الصالح الجنة (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا). وقال تعالى (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض) الى قوله تعالى (وترى الملائكة حافين من حول العرش ) ففي هذه الايات الكريمة يبين الله ملامح هذا اليوم بانه يبدأ بالنفخ في الصور وهو قرن عظيم لا يعلم عظمه الا الله نفختين اولها يصعق فيها الخلق والثانية لبعثهم ..ويحاسب الناس ويقضى بينهم بالعدل والقسط لا يظلمون شيئا..ويصف القران في كثير من الايات أهوال هذا اليوم فالشمس تكور والنجوم تنكدر والجبال تتفتت وتسير والبحار تفجر ..

وللإيمان بهذااليوم آثار عظيمة في تحقيق إيمان العبد فهو يزداد من الطاعات اعدادا لحياته الأخرى الحقيقية ولينال ثواب الله ونعيمه الذي وعده به ويكون ايضا رادعا له عن المعاصي التي توجب سخط الله ودخول جهنم.
وهو ايضا يسلي المظلوم الذي ظلم في الدنيا ولم يأخذ حقه بأن الله سينصفه في هذا اليوم وهو يحذر الطغاة من انهم سيحاسبون حسابا عسيرا (إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)
ونرد على من ينكره:
ان الايمان باليوم الآخر مما ثبت سمعا بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة ويدل عليه العقل والايمان بحكمة الله وعدله فإننا لم نخلق سدى ولم نترك هملا بل خلقنا لعبادة الله وسنحاسب على أعمالنا خيرا فخير وإن شرا فشر.
وأيضا من يتدبر آيات الله ابكونية فيعلم أن البعث بعد الموت حقيقة كإحياء الله الأرض الميتة بالمطر

2. من أصول موضوعات القرآن الحثّ على أداء حقّ الخالق جل وعلا وأداء حقوق المخلوقين؛ تحدّث عن هذا الأصل مبيّنا أدلته وفوائده.
من الآيات الجامعة لهذين الحقين آيات سورتي الأنعام والإسراء
(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا)
إن لله حق على عباده بتوحيده وعبادته وحده لا شريك له والانقياد لأوامره محبة وذلا وخضوعا واجتناب نواهيه
والشرك الذي ينهى العبد عنه اما شرك أكبر وهو ان يصرف اي عبادة ظاهرة او باطنة لغير الله او شرك أصغر مثل وسائل الشرك كالحلف بغير الله والرياء.
وفي هذا التوحيد شرف العبد وراحة قلبه وطمأنينته
ومن بعد الله فأن أولى الخلق بأداء الحق لهم هم الوالدين (وبالوالدين إحسانا) ويشمل الاحسان اليهما كل الأعمال والأقوال التي يتعارف الناس على حسنها ومن الإحسان أيضا ترك الإساءة إليهما بالقول ولو بأقل كلمة (أف) فكيف بالفعل .
(وبذي القربى) وهو الاحسان الى الأقارب البعيد منهم والقريب بالقول والتواصل معهم وبالفعل ومنه التهادي فتنتشر المحبة ووتكون سببا للاجر والثواب.
(واليتامى) من فقد أباه وهو صغير فيستحق العناية والرعاية والحنو عليهم وتلبية احتباجاتهم وتعليمهم وتأديبهم ..
(والمساكين) من أسكنتهم الحاجة فلم يحصلوا على كفايتهم لذلك أمر الله بإعانتهم ..
(والجار ذي القربى) الجار القريب فله حقان حق الجوار وحق القرابة .
(والجار الجنب)الجار البعيد بكف الأذى عنه وتحمل أذاه
(والصاحب بالجنب ) وهو الرفيق في السفر وقيل الزوجة وقيل الرفيق مطلقا في الحضر والسفر فإن له حق مساعدته ونصحه ..
(وابن السبيل) الغريب في غير بلده لكونهم في مظنة الحاجة فيتصدق على محتاجهم.
(وما ملكت أيمانكم) من الرقيق والبهائم فلا يحملوا ما لا يطيقون وأن يعاونوا ويقام بتأديبهم..
فعلى العبد الخاضع لربه المتذلل له أن يقوم بحق ربه وحقوق عباده طلبا لمرضاته وثوايه وألا يتجبر في الأرض أو يتكبر على خلقه.
فالقيام بحق الله تكسب العبد رضا الله وتدخله الجنة والقيام بحقوق الخلق تكسبه ايضا رضا الله لانها طاعة لامره وتكسبه محبة الخلق.

3. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...} الآية مبيّنا دلالة هذه الآية على فضل صلاة الجمعة وآدابها وأحكامها ومقاصد تشريعها.
يحث الله عباده على حضور صلاة الجمعة عند سماعهم للنداء لها..فقال تعالى (فاسعوا ) والسعي هنا بمعنى الاهتمام بها وعدم الاشتغال عنها والمشي بسكينة ووقار (وذروا البيع) أي اتركوا البيع الذي ترغب فيه نفوسكم من أجل صلاة الجمعة مما يدلل على أهميتها وفضلها ويدخل في ذلك كل ما يشغل الانسان عن الصلاة ..
(ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون) فإن امتثال أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحضور صلاة الجمعة هو الخير الذي تنال به الأجور والفضائل ويخلص النفس من الجشع الذي يدفع العبد الى تفضيل الكسب الدنيء على الخير الضروري.
ومن الخير أيضا تقديم أمر الله على هوى النفس وهو دليل ايمانه..
وفي الآية دليل على فرضية صلاة الجمعة على المؤمنين
ودليل على مشروعية النداء للصلاة وجاء في اية اخرى (وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا)
وفيها ايضا دليل على النهي عن البيع والشراء بعد نداء الجمعة
4. عدد سبع فوائد من تفسير آيات فرض الحجّ.
١- تعظيم بيت الله الحرام وقصده لأداء المناسك (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا)
٢- ان الحج فريضة على المسلم المستطيع ولا يتم إسلامه إلا به (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).
٣- من فرض على نفسه الحج او العمرة فلا بد أن يتممهما بأركانهما وشروطهما يستوي في ذلك الفرض والنفل( وأتموا الحج والعمرة لله)
٤-الأشهر المعلومات للحج هن شوال وذو القعدة وذو الحجة (الحج أشهر معلومات ) ولم تعين في القرآن لأن الحج كان وما زال من ملة إبراهيم
٥- أن خير ما يتزود به العبد هو التقوى بامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)
٦- على العبد أن يستغفر دبر كل عبادة او طاعة حتى يعتذر عن التقصير ويشكر الله على التوفيق..(واستغفروا الله إن الله غفور رحيم)
٧- دعاء الله بخيري الدنيا والاخرة وهو من أجمع الأدعية (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار)
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 شوال 1443هـ/19-05-2022م, 09:46 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الثانية
: 1. تحدث بإيجاز عن أوصاف القرآن الجامعة.

قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَان)
القرأن هدى يهدي إلى سبيل الرشاد؛ هدى في نفسه و هدى لمن اتبع هديه، بين في نفسه فيه تبيان كل شئ: من أمور الدين و الدنيا، الصراط المستقيم لكل ما هو نافع،الفرقان الذي يفرق بين الحق و الباطل، و أهلهم، بين الهدى و الضلال ، يبين سبيل من أناب و ثوابه، و سبيل من أعرض و ضل و عاقبيته، يبين سنن الله في خلقه، يعرفهم بربهم، و غاية خلقهم، و هو عبادة الله، و من ثم بين سبيل عبادته؛ من أصول و فروع الدين،يهدي للتي هي أقوم؛ يهدي لكل ما هو أصلح للفرد و المجتمع، ففيه الخير كله.
قال تعالى(وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون)
القرآن رحمة في ذاته، بما فيه من بيان لسبيل الهداية، فهو من الرحمن، من طلبه تعرض لرحمة الله، ففيه أسباب السعادة الحقيقية، و سبيل الفلاح في لدنيا و الآخرة.
و قال تعالى(قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴿١٥ المائدة﴾
ووصفه بأنه نور، فيه نور الهداية، التي تخرج الناس من الظلمات ؛ الضلال و الجهل و الشرك، المعاصي، إلى نور التوحيد و الإيمان، و الهداية.
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٢ الإسراء﴾
قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴿٥٧ يونس﴾
القرآن فيه شفاء للقلوب مما يعتريها من أمراض، شبهات و شهوات، يجد العبد بين الآيات حاجة قلبه من اليقين بعد الشك و الحيرة، من الثبات بعد التردد،يجد حاجة قلبه من التزكية من الشرك و الكبر و العجب و الرياء، يعرف ما أصاب قلبه و يداويه.
القرآن فيه من المواعظ والتذكر والترغيب والترهيب، والمقابلة بين الأمور، وترجيح ما ترجحت مصلحته العاجلة والآجلة ما به يصلح حال العبد
قال تعالى و القرآن الحكيم
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا ﴿٢٣ الزمر﴾
ووصفه بأنه كله محكم، وكله متشابه في الحسن، وبعضه متشابه من وجه، محكم من وجه آخر.
و إحكامه؛لبلاغته وبيانه التام، واشتماله على غاية الحكمة في تنزيل الأمور منازلها، ووضعها مواضعها، وأنه متفق غير مختلف، ليس فيه اختلاف ولا تناقض بوجه من الوجوه.
وأما حسنه فلما فيه من البيان التام لجميع الحقائق، ولأنه بين أحسن المعاني النافعة في العقائد والأخلاق والآداب والأعمال، فهي في غاية الحسن لفظا ومعنى، وآثارها أحسن الآثار، وكل هذه المعاني المثناة في القرآن يشهد بعضها لبعض في الحسن والكمال، ويصدق بعضها بعضا.
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴿٧ آل عمران﴾
منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات، التشابه هنا يعني الذي يقع به إشكال في دلالات الأيات، يعود ذلك إلى مسائل لفظية و تركيبية،لبيانها تعرض على الأيات المحكمات، فيتبين المعنى و تصير الأيات كلها محكمات، و يزول ما عرض من إشكال في دلالتها و معناها.

2. تحدّث عن منّة الله تعالى علينا بإرسال رسوله الكريم
ققال تعالى (قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]
و قال تعالى( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)
محمد صلى الله عليه و سلم هو دعوة إبراهيم عليه السلام كما أخبر عن نفسه صلى الله عليه و سلم، من منة الله أنه من العرب له صفات الكمال كملت بإرساله الرسالات، فكان آخر الرسل، و رسالته آخر الرسالات و أكملها.
أرسله الله ليكون نبيا هاديًا للناس، يهديهم سبيل الرشاد، يتلو آيات الكتاب و يبين لهم الالفاظ و المعاني، و يطهرهم من الشرك و المعاصي و الأثام، يربيهم بالكتاب و الحكمة و الموعظة الحسنة، جعله الله سببا للخروج من الظلمات للنور، و جعله أسوة حسنة تطبق المنهج تطبيقًا عمليًا.
قال تعالى: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)
فصل الرسول صلى الله عليه و سلم ما أجمل في الكتاب من عبادات كالصلاة و الحج، و كان قرآنا يمشي على الأرض كما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها و أرضاها، فكانت اقواله و افعاله و تقريراته منهجا للأمة تسير عليه، بين الاصول و الفروع و بلغ الرسالة و أدى الأمانة.
جعله الله شفيعا للناس يوم الفزع الأكبر و شفيعا لأمته يوم الحساب.
. 3. عدد سبع فوائد من تفسير قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا - وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا
1- جاء الأمر بلفظ أقم الصلاة و هذا يدل أن المطلوب ليس تأديتها فقط، بل أن تقام على الوجه الصحيح فتكون في وقتها، و تستكمل أركانها، و شروطها ظاهرًا و باطنًا.
2- هذا الأمر يقتضي الوجوب لتقييده بالوقت.
3- في الآية بيان لأوقات الصلوات الخمسة-الفرائض الخمسة؛لدلوك الشمس يشمل أول دلوك الشمس- زوال الشمس، و هو وقت الظهر، و آخر الوقت و هو صلاة العصر، غسق الليل؛ ظلمته؛ يدخل فيه أول الغسق و هو وقت صلاة المغرب، وصلاة العشاء آخر الغسق، {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ}صلاة الفجر، إضافة الصلوات لأوقاتها دليل أن دخول الوقت شرط لصحة الصلاة.
5- ذكر صلاة الفجر بقرآن الفجر ؛ في التعبير بالجزء عن الكل فيه دلالة أنه ركن، و أن هذا الركن له شرف و مكانة، يستحب إطالة التلاوة، فقرآن الفجر كان مشهودًا ؛ يشهده الله، وتشهده ملائكة الليل وملائكة النهار.
.6- في جمع أوقات الظهر و العصر و أوقات المغرب و العشاء إشارة إلى مشروعية جمعهما على هذا الترتيب، للعذر؛ لأن الله جمع وقتهما في وقت واحد للمعذور، ووقتان لغير المعذور.
7- {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} {نَافِلَةً لَكَ} تحتمل الآية أن القيام كان فرضًا على رسول الله لمقامه عند الله و كرامته و فيه رفعة له، و يحتمل أنها للنبي ثلى الله عليه و سلم لرفع مقامه و للمؤمنين تكفير للذنوب.
4. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} مبيّنا مقاصد تشريع الصيام وآدابه وبعض أحكامه.
يخاطب الله المؤمنين بوصف الإيمان الذين أمنوا مدحًا لهم و حثا على طاعة الأمر، و في أسلوب النداء دعوة للانتباه لما بعده، كما قال عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ: إذا سمِعتَ اللَّهَ يقولُ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فأرعِها سمعَكَ ، فإنَّهُ خيرٌ يأمرُ بِهِ أو شرٌّ ينهَى عنهُ
كتب عليكم أي فرض عليكم من الله على المؤمنين الصيام، و ذكر الله أن هذا الأمر ليس خاصًا بهم فقط بل هو فرض عليهم كما فرض على الأمم التي سبقتهم و في ذلك منة منه، و إشارة إلى أهمية هذه الشعيرة للمؤمنين في كل وقت، و أنها تحمل من المصالح ما لا يستغنى عنه، و في قوله تعالى لعلكم تتقون بيان لهذه المصالح ، فالتقوى غاية و دافع للصيام
التقوى هي صفة في النفس تحمل الإنسان على فعل ما أمر الله والامتناع عما نهى عنه
و التقوى هي خشية الله و امتثال الأمر و اجتناب ما نهى عنه.
و الصيام فيه يتحقق الإثنان، فالصيام يكون على وجهه ممن يخشى الله بالغيب فهي عبادة بين العبد و ربه،يعبد الله على بصيره الحب و التعظيم، من محبته و اتباع الأمر و من تعظيمه تعظيم هذه العبادة،و في استحضار مراقبة الله له، دليل أنه يخشى الله بالغيب، فيصبر على مشقة الصيام؛ طالبًا رضا الله، فالصيام مدرسة الصبر، فالمؤمن يصبر على شهواته و عن الدنيا و ملذاتها، فيروض نفسه و يهذبها مذكيًا لها و مربيًا لها، فتسعد و ترقى، في الدنيا و الآخرة.
و لأن الإيمان يزيد بالطاعات فالصيام الحق من أسباب زيادة الإيمان فيقبل على باقى الطاعات من صلاة و ذكر و صدقات و غيرها، منشرح الصدر بهمة، معرض عن المعاصي و الذنوب.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 شوال 1443هـ/20-05-2022م, 06:54 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية
: 1. تحدث بإيجاز عن أوصاف القرآن الجامعة.

قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَان)
القرأن هدى يهدي إلى سبيل الرشاد؛ هدى في نفسه و هدى لمن اتبع هديه، بين في نفسه فيه تبيان كل شئ: من أمور الدين و الدنيا، الصراط المستقيم لكل ما هو نافع،الفرقان الذي يفرق بين الحق و الباطل، و أهلهم، بين الهدى و الضلال ، يبين سبيل من أناب و ثوابه، و سبيل من أعرض و ضل و عاقبيته، يبين سنن الله في خلقه، يعرفهم بربهم، و غاية خلقهم، و هو عبادة الله، و من ثم بين سبيل عبادته؛ من أصول و فروع الدين،يهدي للتي هي أقوم؛ يهدي لكل ما هو أصلح للفرد و المجتمع، ففيه الخير كله.
قال تعالى(وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون)
القرآن رحمة في ذاته، بما فيه من بيان لسبيل الهداية، فهو من الرحمن، من طلبه تعرض لرحمة الله، ففيه أسباب السعادة الحقيقية، و سبيل الفلاح في لدنيا و الآخرة.
و قال تعالى(قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴿١٥ المائدة﴾
ووصفه بأنه نور، فيه نور الهداية، التي تخرج الناس من الظلمات ؛ الضلال و الجهل و الشرك، المعاصي، إلى نور التوحيد و الإيمان، و الهداية.
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٢ الإسراء﴾
قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴿٥٧ يونس﴾
القرآن فيه شفاء للقلوب مما يعتريها من أمراض، شبهات و شهوات، يجد العبد بين الآيات حاجة قلبه من اليقين بعد الشك و الحيرة، من الثبات بعد التردد،يجد حاجة قلبه من التزكية من الشرك و الكبر و العجب و الرياء، يعرف ما أصاب قلبه و يداويه.
القرآن فيه من المواعظ والتذكر والترغيب والترهيب، والمقابلة بين الأمور، وترجيح ما ترجحت مصلحته العاجلة والآجلة ما به يصلح حال العبد
قال تعالى و القرآن الحكيم
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا ﴿٢٣ الزمر﴾
ووصفه بأنه كله محكم، وكله متشابه في الحسن، وبعضه متشابه من وجه، محكم من وجه آخر.
و إحكامه؛لبلاغته وبيانه التام، واشتماله على غاية الحكمة في تنزيل الأمور منازلها، ووضعها مواضعها، وأنه متفق غير مختلف، ليس فيه اختلاف ولا تناقض بوجه من الوجوه.
وأما حسنه فلما فيه من البيان التام لجميع الحقائق، ولأنه بين أحسن المعاني النافعة في العقائد والأخلاق والآداب والأعمال، فهي في غاية الحسن لفظا ومعنى، وآثارها أحسن الآثار، وكل هذه المعاني المثناة في القرآن يشهد بعضها لبعض في الحسن والكمال، ويصدق بعضها بعضا.
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴿٧ آل عمران﴾
منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات، التشابه هنا يعني الذي يقع به إشكال في دلالات الأيات، يعود ذلك إلى مسائل لفظية و تركيبية،لبيانها تعرض على الأيات المحكمات، فيتبين المعنى و تصير الأيات كلها محكمات، و يزول ما عرض من إشكال في دلالتها و معناها.

2. تحدّث عن منّة الله تعالى علينا بإرسال رسوله الكريم
ققال تعالى (قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]
و قال تعالى( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)
محمد صلى الله عليه و سلم هو دعوة إبراهيم عليه السلام كما أخبر عن نفسه صلى الله عليه و سلم، من منة الله أنه من العرب له صفات الكمال كملت بإرساله الرسالات، فكان آخر الرسل، و رسالته آخر الرسالات و أكملها.
أرسله الله ليكون نبيا هاديًا للناس، يهديهم سبيل الرشاد، يتلو آيات الكتاب و يبين لهم الالفاظ و المعاني، و يطهرهم من الشرك و المعاصي و الأثام، يربيهم بالكتاب و الحكمة و الموعظة الحسنة، جعله الله سببا للخروج من الظلمات للنور، و جعله أسوة حسنة تطبق المنهج تطبيقًا عمليًا.
قال تعالى: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)
فصل الرسول صلى الله عليه و سلم ما أجمل في الكتاب من عبادات كالصلاة و الحج، و كان قرآنا يمشي على الأرض كما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها و أرضاها، فكانت اقواله و افعاله و تقريراته منهجا للأمة تسير عليه، بين الاصول و الفروع و بلغ الرسالة و أدى الأمانة.
جعله الله شفيعا للناس يوم الفزع الأكبر و شفيعا لأمته يوم الحساب.
. 3. عدد سبع فوائد من تفسير قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا - وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا
1- جاء الأمر بلفظ أقم الصلاة و هذا يدل أن المطلوب ليس تأديتها فقط، بل أن تقام على الوجه الصحيح فتكون في وقتها، و تستكمل أركانها، و شروطها ظاهرًا و باطنًا.
2- هذا الأمر يقتضي الوجوب لتقييده بالوقت.
3- في الآية بيان لأوقات الصلوات الخمسة-الفرائض الخمسة؛لدلوك الشمس يشمل أول دلوك الشمس- زوال الشمس، و هو وقت الظهر، و آخر الوقت و هو صلاة العصر، غسق الليل؛ ظلمته؛ يدخل فيه أول الغسق و هو وقت صلاة المغرب، وصلاة العشاء آخر الغسق، {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ}صلاة الفجر، إضافة الصلوات لأوقاتها دليل أن دخول الوقت شرط لصحة الصلاة.
5- ذكر صلاة الفجر بقرآن الفجر ؛ في التعبير بالجزء عن الكل فيه دلالة أنه ركن، و أن هذا الركن له شرف و مكانة، يستحب إطالة التلاوة، فقرآن الفجر كان مشهودًا ؛ يشهده الله، وتشهده ملائكة الليل وملائكة النهار.
.6- في جمع أوقات الظهر و العصر و أوقات المغرب و العشاء إشارة إلى مشروعية جمعهما على هذا الترتيب، للعذر؛ لأن الله جمع وقتهما في وقت واحد للمعذور، ووقتان لغير المعذور.
7- {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} {نَافِلَةً لَكَ} تحتمل الآية أن القيام كان فرضًا على رسول الله لمقامه عند الله و كرامته و فيه رفعة له، و يحتمل أنها للنبي ثلى الله عليه و سلم لرفع مقامه و للمؤمنين تكفير للذنوب.

فاتتك فائدة

4. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} مبيّنا مقاصد تشريع الصيام وآدابه وبعض أحكامه.
يخاطب الله المؤمنين بوصف الإيمان الذين أمنوا مدحًا لهم و حثا على طاعة الأمر، و في أسلوب النداء دعوة للانتباه لما بعده، كما قال عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ: إذا سمِعتَ اللَّهَ يقولُ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فأرعِها سمعَكَ ، فإنَّهُ خيرٌ يأمرُ بِهِ أو شرٌّ ينهَى عنهُ
كتب عليكم أي فرض عليكم من الله على المؤمنين الصيام، و ذكر الله أن هذا الأمر ليس خاصًا بهم فقط بل هو فرض عليهم كما فرض على الأمم التي سبقتهم و في ذلك منة منه، و إشارة إلى أهمية هذه الشعيرة للمؤمنين في كل وقت، و أنها تحمل من المصالح ما لا يستغنى عنه، و في قوله تعالى لعلكم تتقون بيان لهذه المصالح ، فالتقوى غاية و دافع للصيام
التقوى هي صفة في النفس تحمل الإنسان على فعل ما أمر الله والامتناع عما نهى عنه
و التقوى هي خشية الله و امتثال الأمر و اجتناب ما نهى عنه.
و الصيام فيه يتحقق الإثنان، فالصيام يكون على وجهه ممن يخشى الله بالغيب فهي عبادة بين العبد و ربه،يعبد الله على بصيره الحب و التعظيم، من محبته و اتباع الأمر و من تعظيمه تعظيم هذه العبادة،و في استحضار مراقبة الله له، دليل أنه يخشى الله بالغيب، فيصبر على مشقة الصيام؛ طالبًا رضا الله، فالصيام مدرسة الصبر، فالمؤمن يصبر على شهواته و عن الدنيا و ملذاتها، فيروض نفسه و يهذبها مذكيًا لها و مربيًا لها، فتسعد و ترقى، في الدنيا و الآخرة.
و لأن الإيمان يزيد بالطاعات فالصيام الحق من أسباب زيادة الإيمان فيقبل على باقى الطاعات من صلاة و ذكر و صدقات و غيرها، منشرح الصدر بهمة، معرض عن المعاصي و الذنوب.
لم تذكري أثر الصيام في مواساة الفقراء وفي تضييق مداخل الشيطان
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 6 ذو القعدة 1443هـ/5-06-2022م, 02:46 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1.
بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.
إن العبد المؤمن الذي وفقه الله -تعالى- إلى تذوق حلاوة الإيمان لا بد أنه سيحيا حياة طيبة في الدنيا قبل الآخرة ، كما قال -تعالى- :" مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ " [النحل:97] . و سيثمر عن تحقيقه الإيمان عدة ثمرات ، منها :
1- نيل رضا الله في الدنيا و الآخرة ، وهذا مطلب كل عبد مسلم يرجو لقاء ربه ، و مما جاء في القرآن الكريم دلالة على ذلك قوله -تعالى- :" إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ (7) جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ (8) " البينة .
2- الإيمان سبب في دخول الجنة و التنعم بنعيمها ، والنجاة من النار و عذابها ، قال -تعالى- :" قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ " [المائدة:119]
3- الإيمان الحقيقي الصادق يحظى صاحبه بنصر الله في الدنيا و الآخرة ، كيف لا و قد وعده الله -تعالى- بذلك و جعله حق على نفسه ، قال -تعالى- :" وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ " [الروم:47]
4- ينعم العبد المؤمن بصلاح قلبه و الشعور بالطمأنينة ؛ لأنه يحسن التوكل و الثقة بالله -تعالى- ، قال -تعالى- :" إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ " [الأنفال:2]
5- انتشار الأمن والطمأنينة بين المؤمنين ؛ لأن أساس التعامل بينهم قائم على العدل و الصدق و النصح والخوف من الله في كل المعاملات .
6- الإيمان الصادق سبب في الصبر على الطاعات و الالتزام بها ، والتغلب على الشهوات الداعية إلى فعل المعاصي ، فلا يقدر على ذلك إلا من صدق إيمانه و أخلصه لله -تعالى- و طلب مرضاته ، قال -تعالى- :" وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ " [الرعد:22]
7- الإيمان الحقيقي داعٍ قوي إلى الشجاعة و الثقة بالله -تعالى- ؛ لأن كل مؤمن معتمد على الله -وحده- لأنه يعلم أنه لا يملك النفع و لا يدفع الضر إلا الله -تعالى- ؛ فينتزع من قلبه الخوف من الناس و لا يبقى إلا الخوف من الله -تعالى- و طلب مرضاته ، قال -تعالى- :" قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُون " [التوبة:51]
8- الإيمان مدعاة إلى التحلي بأحسن الأخلاق و أكملها و التخلق بالأخلاق الفاضلة مع كل الناس ، فذكر -سبحانه- صفات المؤمنين في مواضع عديدة في كتابه الكريم ، منها قوله -تعالى- :" ٱلتَّٰٓئِبُونَ ٱلۡعَٰبِدُونَ ٱلۡحَٰمِدُونَ ٱلسَّٰٓئِحُونَ ٱلرَّٰكِعُونَ ٱلسَّٰجِدُونَ ٱلۡأٓمِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ " [التوبة:112] ، و قوله -تعالى :" وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ (32) وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ (33) وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ (34) " المعارج
9- الإيمان التام الخالص لله -تعالى- يمنع من دخول النار ، و الإيمان الناقص يمنع من الخلود في النار ، دلّ على ذلك حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة و السلام- : " يدخلُ أهلُ الجنَّةِ الجنةَ ، وأهلُ النارِ النارَ ، ثُمَّ يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : أخرِجوا من كان في قلبِهِ مثقالُ حبَّةِ من خردَلٍ من إيمانٍ ، فيخرُجونَ منها قدِ اسوَدُّوا ، فيُلْقَونَ في نهرِ الحياةِ ، فينبُتونَ كما تنبُتُ الحِبَّةُ في جانِبِ السيلِ ، ألم ترَ أنَّها تخرجُ صفراءَ ملتويَةً " صحيح الجامع
10- يحظى صاحب الإيمان الحقيقي بالمنزلة العالية بين الناس ؛ و ذلك لأنه يتحلّى بتمام الأمانة التي تجعل منه محل ثقة عندهم ، دلّ على ذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- :" المسلمُ من سلم الناسُ من لسانه ويدهِ، والمؤمنُ من أمنه الناسُ على دمائهم وأموالهم " صحيح النسائي


2.اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟
بيّن القرآن الكريم ما كان من الكفار الطاعنين في رسالة النبي -عليه الصلاة والسلام- من قبيح الأقوال التي لا يقبلها عقل واعٍ ، و من أهم شبهاتهم :
1- زعمهم أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- افترى هذا القرآن من عنده و فوق ذلك تجرؤوا بقولهم أن ما جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام- إنما هو أساطير اكتتبها تملى عليه بكرة وأصيلا ، كما ورد في قوله -تعالى- :"وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَيۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ فَقَدۡ جَآءُو ظُلۡمٗا وَزُورٗا (4) وَقَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٱكۡتَتَبَهَا فَهِيَ تُمۡلَىٰ عَلَيۡهِ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا (5) " الفرقان
و تم دحض هذه الشبهة الواهية في نفس السورة ، فقال -تعالى- :" قُلۡ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا (6) " . و هؤلاء الطاعنين مستكبرين عن الاعتراف بالحق فهم يعلمون صدق رسول الله و أمانته ، و قد أعجزتهم بلاغة القرآن و دقة معانيه فتحداهم الله -تعالى- بأن يأتوا بقليل مثله و لا يقدرون على ذلك ، فقال -تعالى- :" أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " [هود:13]
2- رغم أن شبهة الطاعنين السابقة ذليلة إلا أنهم مستكبرين و مستمرين في ضلالهم ، فلم يجدوا إلا أن يقولوا عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنه مجنون و ساحر و كاهن و لو كان صادقاً لجاء بالملائكة ، كما ورد في قوله -تعالى- :" وَقَالُواْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٞ (6) لَّوۡ مَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ (7) " الحجر
فردّ عليهم القرآن في مواضع عديدة منه و دحض شبهتهم السخيفة بالدفاع عن النبي -عليه الصلاة والسلام- و مدحه و إعلاء شأنه ، قال -تعالى- :" هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ " [التوبة:33] . " ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَالَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا " [الإسراء:48] . " فَذَكِّرۡ فَمَآ أَنتَ بِنِعۡمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٖ وَلَا مَجۡنُونٍ " [الطور:29] . " نٓۚ وَٱلۡقَلَمِ وَمَا يَسۡطُرُونَ (1) مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجۡرًا غَيۡرَ مَمۡنُونٖ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ (4) فَسَتُبۡصِرُ وَيُبۡصِرُونَ (5) بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ (7) " القلم



3.
اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ، و فرضها الله -تعالى- على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة .
-أدلة وجوبها :
من الكتاب : قوله -تعالى- : " وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ " [البقرة:43] . " خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [التوبة:103] . " وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِۦۖ " [الأنعام:141] .
من السنة : قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- :" بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا " .
-مقاصد تشريعها :
1- تطهير المسلم من عدة أمور ، منها :
*تطهيره من الذنوب التي اقترفها ، قال -تعالى- :"خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا " [التوبة:103] .
*تطهيره من أسوأ الأخلاق ألا وهو البخل و الشح بالمال و الحرص عليه ، قال -تعالى- :" وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ " [الحشر:9]
2- الاعتراف بفضل الله و إحسانه على عباده .
3-تحقيق التآلف و المحبة و التواصل و الأخوة بين المؤمنين و الشعور بالمحتاجين و الشفقة عليهم و تحقيق معنى التراحم بين المسلمين ، قال -تعالى- :" إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ " [الحجرات:10]
4-نماء و زيادة أموال المسلمين و إحلال البركة عليها ، قال -تعالى- :"وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ " [سبأ:39]
-آداب إخراجها :
1- إخراج الزكاة و قت وجوبها .
2-إخراج الزكاة بطيب نفس .
3-أن يزكي المسلم من أطيب ماله و أجوده و يتذكر أن يحب لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه .
4-لا يبطل زكاته بالمن و الأذى .
-ثمرات امتثال أمر الله -تعالى- بأداء الزكاة :
إن الله -تعالى- يأمر عباده بطاعات فيها صلاح و منافع ، منها إخراج الزكاة فإذا امتثل المسلمين لأمر الله و أدوا الزكاة كما أمر -سبحانه- أثمر ذلك عدة ثمرات ، منها :
1-دخول الجنة و الفوز بأعلى المقامات .
2-شيوع الأمن و الطمأنينة و العدل و المساواة بين المسلمين .
3-تكاتف و ترابط المسلمين و تحقيق التراحم بينهم .



4.
فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة منها.
-التفسير :
يخاطب الله -تعالى- نبيه الكريم -عليه الصلاة والسلام- فيقول : إذا سألك عبادي قربي منهم فإني قريب منهم عالم بأحوالهم سامع لدعائهم لا يحتاجون لواسطة بيني و بينهم و لا يحتاجون لرفع أصواتهم ، فلينقادوا لي و لأوامري و ليثبتوا على إيمانهم فإن ذلك السبيل إلى الرشد الذي هو هداية للإيمان و الأعمال الصالحة .
-مقاصد الآية :
1-تعلق العبد بربه في كل ما يطلبه من أمور الدنيا و الآخرة .
2-الأخذ بالأسباب الموجبة لاستجابة الدعاء .
-الفوائد المستخرجة من الآية :
1-الإيمان بأن الله قريب منا سامع لنا ، يورث في القلب الإنابة إليه -سبحانه- و إفراده بالطلب و الشكوى .
2-إجابة دعاء المؤمن إذا أخذ بالأسباب الموجبة لإجابة الدعاء من إيمانٍ به -سبحانه- و انقيادٍ إليه و حسن ظنٍ به -سبحانه- و تحرٍ لأوقات الإجابة .
3-على العبد التعلق بالله -تعالى- في جميع أحواله و الرجوع إليه في السراء و الضراء .
4-الإيمان بالله -تعالى- و الاستجابة لأمره سبب لحصول العلم و الرشد .




-وصلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين-.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 ذو القعدة 1443هـ/18-06-2022م, 10:18 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري المؤذن مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
1.
بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.
إن العبد المؤمن الذي وفقه الله -تعالى- إلى تذوق حلاوة الإيمان لا بد أنه سيحيا حياة طيبة في الدنيا قبل الآخرة ، كما قال -تعالى- :" مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ " [النحل:97] . و سيثمر عن تحقيقه الإيمان عدة ثمرات ، منها :
1- نيل رضا الله في الدنيا و الآخرة ، وهذا مطلب كل عبد مسلم يرجو لقاء ربه ، و مما جاء في القرآن الكريم دلالة على ذلك قوله -تعالى- :" إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ (7) جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ (8) " البينة .
2- الإيمان سبب في دخول الجنة و التنعم بنعيمها ، والنجاة من النار و عذابها ، قال -تعالى- :" قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ " [المائدة:119]
3- الإيمان الحقيقي الصادق يحظى صاحبه بنصر الله في الدنيا و الآخرة ، كيف لا و قد وعده الله -تعالى- بذلك و جعله حق على نفسه ، قال -تعالى- :" وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ " [الروم:47]
4- ينعم العبد المؤمن بصلاح قلبه و الشعور بالطمأنينة ؛ لأنه يحسن التوكل و الثقة بالله -تعالى- ، قال -تعالى- :" إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ " [الأنفال:2]
5- انتشار الأمن والطمأنينة بين المؤمنين ؛ لأن أساس التعامل بينهم قائم على العدل و الصدق و النصح والخوف من الله في كل المعاملات .
6- الإيمان الصادق سبب في الصبر على الطاعات و الالتزام بها ، والتغلب على الشهوات الداعية إلى فعل المعاصي ، فلا يقدر على ذلك إلا من صدق إيمانه و أخلصه لله -تعالى- و طلب مرضاته ، قال -تعالى- :" وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ " [الرعد:22]
7- الإيمان الحقيقي داعٍ قوي إلى الشجاعة و الثقة بالله -تعالى- ؛ لأن كل مؤمن معتمد على الله -وحده- لأنه يعلم أنه لا يملك النفع و لا يدفع الضر إلا الله -تعالى- ؛ فينتزع من قلبه الخوف من الناس و لا يبقى إلا الخوف من الله -تعالى- و طلب مرضاته ، قال -تعالى- :" قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُون " [التوبة:51]
8- الإيمان مدعاة إلى التحلي بأحسن الأخلاق و أكملها و التخلق بالأخلاق الفاضلة مع كل الناس ، فذكر -سبحانه- صفات المؤمنين في مواضع عديدة في كتابه الكريم ، منها قوله -تعالى- :" ٱلتَّٰٓئِبُونَ ٱلۡعَٰبِدُونَ ٱلۡحَٰمِدُونَ ٱلسَّٰٓئِحُونَ ٱلرَّٰكِعُونَ ٱلسَّٰجِدُونَ ٱلۡأٓمِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ " [التوبة:112] ، و قوله -تعالى :" وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ (32) وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ (33) وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ (34) " المعارج
9- الإيمان التام الخالص لله -تعالى- يمنع من دخول النار ، و الإيمان الناقص يمنع من الخلود في النار ، دلّ على ذلك حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة و السلام- : " يدخلُ أهلُ الجنَّةِ الجنةَ ، وأهلُ النارِ النارَ ، ثُمَّ يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : أخرِجوا من كان في قلبِهِ مثقالُ حبَّةِ من خردَلٍ من إيمانٍ ، فيخرُجونَ منها قدِ اسوَدُّوا ، فيُلْقَونَ في نهرِ الحياةِ ، فينبُتونَ كما تنبُتُ الحِبَّةُ في جانِبِ السيلِ ، ألم ترَ أنَّها تخرجُ صفراءَ ملتويَةً " صحيح الجامع
10- يحظى صاحب الإيمان الحقيقي بالمنزلة العالية بين الناس ؛ و ذلك لأنه يتحلّى بتمام الأمانة التي تجعل منه محل ثقة عندهم ، دلّ على ذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- :" المسلمُ من سلم الناسُ من لسانه ويدهِ، والمؤمنُ من أمنه الناسُ على دمائهم وأموالهم " صحيح النسائي


2.اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟
بيّن القرآن الكريم ما كان من الكفار الطاعنين في رسالة النبي -عليه الصلاة والسلام- من قبيح الأقوال التي لا يقبلها عقل واعٍ ، و من أهم شبهاتهم :
1- زعمهم أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- افترى هذا القرآن من عنده و فوق ذلك تجرؤوا بقولهم أن ما جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام- إنما هو أساطير اكتتبها تملى عليه بكرة وأصيلا ، كما ورد في قوله -تعالى- :"وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَيۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ فَقَدۡ جَآءُو ظُلۡمٗا وَزُورٗا (4) وَقَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٱكۡتَتَبَهَا فَهِيَ تُمۡلَىٰ عَلَيۡهِ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا (5) " الفرقان
و تم دحض هذه الشبهة الواهية في نفس السورة ، فقال -تعالى- :" قُلۡ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا (6) " . و هؤلاء الطاعنين مستكبرين عن الاعتراف بالحق فهم يعلمون صدق رسول الله و أمانته ، و قد أعجزتهم بلاغة القرآن و دقة معانيه فتحداهم الله -تعالى- بأن يأتوا بقليل مثله و لا يقدرون على ذلك ، فقال -تعالى- :" أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " [هود:13]

[كان عليه الصلاة والسلام أميا ولم يلتق بأحد من أهل العلم ليأخذ هذا الكتاب عنه, نفي عجمة القرآن الكريم وبيان أنه عربي مبين بلغ الغاية في البيان والبلاغة]

2- رغم أن شبهة الطاعنين السابقة ذليلة إلا أنهم مستكبرين و مستمرين في ضلالهم ، فلم يجدوا إلا أن يقولوا عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنه مجنون و ساحر و كاهن و لو كان صادقاً لجاء بالملائكة ، كما ورد في قوله -تعالى- :" وَقَالُواْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٞ (6) لَّوۡ مَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ (7) " الحجر
فردّ عليهم القرآن في مواضع عديدة منه و دحض شبهتهم السخيفة بالدفاع عن النبي -عليه الصلاة والسلام- و مدحه و إعلاء شأنه ، قال -تعالى- :" هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ " [التوبة:33] . " ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَالَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا " [الإسراء:48] . " فَذَكِّرۡ فَمَآ أَنتَ بِنِعۡمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٖ وَلَا مَجۡنُونٍ " [الطور:29] . " نٓۚ وَٱلۡقَلَمِ وَمَا يَسۡطُرُونَ (1) مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجۡرًا غَيۡرَ مَمۡنُونٖ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ (4) فَسَتُبۡصِرُ وَيُبۡصِرُونَ (5) بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ (7) " القلم

[لو زدت البيان بأسلوبك مع عرضك للمزيد من الشبهات مرتبة منفصلة]

3.
اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ، و فرضها الله -تعالى- على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة .
-أدلة وجوبها :
من الكتاب : قوله -تعالى- : " وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ " [البقرة:43] . " خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [التوبة:103] . " وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِۦۖ " [الأنعام:141] .
من السنة : قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- :" بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا " .
-مقاصد تشريعها :
1- تطهير المسلم من عدة أمور ، منها :
*تطهيره من الذنوب التي اقترفها ، قال -تعالى- :"خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا " [التوبة:103] .
*تطهيره من أسوأ الأخلاق ألا وهو البخل و الشح بالمال و الحرص عليه ، قال -تعالى- :" وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ " [الحشر:9]
2- الاعتراف بفضل الله و إحسانه على عباده .
3-تحقيق التآلف و المحبة و التواصل و الأخوة بين المؤمنين و الشعور بالمحتاجين و الشفقة عليهم و تحقيق معنى التراحم بين المسلمين ، قال -تعالى- :" إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ " [الحجرات:10]
4-نماء و زيادة أموال المسلمين و إحلال البركة عليها ، قال -تعالى- :"وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ " [سبأ:39]
-آداب إخراجها :
1- إخراج الزكاة و قت وجوبها .
2-إخراج الزكاة بطيب نفس .
3-أن يزكي المسلم من أطيب ماله و أجوده و يتذكر أن يحب لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه .
4-لا يبطل زكاته بالمن و الأذى .
-ثمرات امتثال أمر الله -تعالى- بأداء الزكاة :
إن الله -تعالى- يأمر عباده بطاعات فيها صلاح و منافع ، منها إخراج الزكاة فإذا امتثل المسلمين لأمر الله و أدوا الزكاة كما أمر -سبحانه- أثمر ذلك عدة ثمرات ، منها :
1-دخول الجنة و الفوز بأعلى المقامات .
2-شيوع الأمن و الطمأنينة و العدل و المساواة بين المسلمين .
3-تكاتف و ترابط المسلمين و تحقيق التراحم بينهم .


4. فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة منها.
-التفسير :
يخاطب الله -تعالى- نبيه الكريم -عليه الصلاة والسلام- فيقول : إذا سألك عبادي قربي منهم فإني قريب منهم عالم بأحوالهم سامع لدعائهم لا يحتاجون لواسطة بيني و بينهم و لا يحتاجون لرفع أصواتهم ، فلينقادوا لي و لأوامري و ليثبتوا على إيمانهم فإن ذلك السبيل إلى الرشد الذي هو هداية للإيمان و الأعمال الصالحة .
-مقاصد الآية :
1-تعلق العبد بربه في كل ما يطلبه من أمور الدنيا و الآخرة .
2-الأخذ بالأسباب الموجبة لاستجابة الدعاء .
-الفوائد المستخرجة من الآية :
1-الإيمان بأن الله قريب منا سامع لنا ، يورث في القلب الإنابة إليه -سبحانه- و إفراده بالطلب و الشكوى .
2-إجابة دعاء المؤمن إذا أخذ بالأسباب الموجبة لإجابة الدعاء من إيمانٍ به -سبحانه- و انقيادٍ إليه و حسن ظنٍ به -سبحانه- و تحرٍ لأوقات الإجابة .
3-على العبد التعلق بالله -تعالى- في جميع أحواله و الرجوع إليه في السراء و الضراء .
4-الإيمان بالله -تعالى- و الاستجابة لأمره سبب لحصول العلم و الرشد .




-وصلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين-.
أحسنت نفع الله بك
أ


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 5 صفر 1444هـ/1-09-2022م, 12:14 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ المجموعة الثالثة:

🔷️ 1. بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.

🔹️️في كتاب ربنا الكريم ، حديث ممتد مجملا ومفصلا عن الإيمان وأصوله وثمراته وأسباب الثبات عليه ، آيات تبين قواعده ومبانيه وآيات تبشر بعطائه و
وما يجنيه المؤمن من حقيقة الإيمان والعيش به ، قال تعالى :
{ مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }* حياة الرضا واليقين وحسن الظن بالله تعالى
فما به من بأساء وضراء كلها خير للمؤمن الموقن ، في السراء حمدا وشكرا وفي الضراء صبرا واحتسابا
نستعرض وصايا سورة الإسراء* وآداب سورة الحجرات* وغيرها من آداب القرآن وكريم أوامره وجميل أحكامه ، في ظواهر الأمور وباطنها* ، سنجد إنسانا يترقى في مدارج من الرقي الإنساني في كل شأنه ، بدايةً من المعتقد ، فالتوحيد غاية الكرامة لابن آدم ، فهو لا يذل ولا يسجد إلا لملك الملوك والخالق العظيم والإله الحق وهو يتلقى من وحي السماء* كيف* يتعامل ويعامل من حوله من أصغر دائرة وحتى أكبرها ، مع باقي الأمم والشعوب :
* { يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } وقوله تعالى :
{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}* في طهارة ألفاظ وتقويم سلوك وسيكون لهذة العاميات تخصيص ولابد ، هو أيضا من رقي الآداب وكمال التشريع وصواب الأحكام وحكمة تفصيلها، فالمؤمن يعيش في كنف الإيمان حياة عزيزة ملؤها الأجر والثواب حتى عن الشوك يبعده عن طريق المارة* ، فإذا أفضى ألى ربه ، وجد ربه رحيما كريما ذو الجلال والإكرام ، فالإيما في حقيقته سعادة الدنيا ونعيم الآخرة .

🔶️* 2. اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟

🔸️* زعموا أنه افترى هذا القرآن، وأنه ساعده على ذلك قوم آخرون، فأي
آخرين هم الذين ساعدوه وأعانوه؟
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش بينهم ، لايخفى عليهم من حاله شيء ، لا يخالط الإ من يرون ويعرفون ، فلم يرحل في طلب العلم ولم يجتمع بالعلماء ، بل على الضد من هذا هو بين ظهراني قوم في جهالة وجهل* لا خفاء فيه ، هذا كله مع ما ترسخ في نفوسهم واستقر من طيب أصله وحقيقة صدقه وبالغ أمانته التى لا يتمارى فيها اثنان .

🔸️*قالوا: إن هذا القرآن الذي جاء به محمد أساطير الأولين، اكتتبها من كتب الأولين المسطورة،
والعرب زمن ألنبوة أمة أمية ، لاتقرأ ولا تكتب ، فأين هذه الكتب القديمة المسطرة فيهم حتى أنه عليه الصلاة والسلام كان يتعلمها وتملى عليه ,؟
ولما كانت هذه الشبهة ضعيفة مهتزة الأركان* ، قالوا ،لقد كان يجلس إلى حداد فارسي* يعلمه علم الأقدمين ، وقد وصف القرآن مقالتهم هذه وبين عوارها وسقوطها ، فقال تعالى :
*{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103
فكيف يتنزل الوحي بأبلغ عبارة وأفصحها عربية مبينة ، وهو يتعلم من هذا الأعجمي الذي لا يُبين ؟

🔸️زعم أهل الشبه والمنافقون من المتأخرين - أن محمدا كان يتعلم من نفسه؛ وأنه* كان من أهل الرياضة النفسية والخلوة وأنه كان ، يختلي بالشمس والقمر والسماء والأرض ، وكنتيجة* لهذه الخلوات والرياضات ، تعتريه خيالات* عالية يقول إنها من وحي السماء وإن جبريل هو من يقذفها في نفسه ، هذا زعموه
لما قرأوا التنزيل* وعاينوا كمالات خطابه و كريم منهجه ، ركنوا إلى هذا القول* لينصرفوا به صلى الله عليه وسلم عن مقام النبوة والوحي ، إلى مراتب الطبيعين ومجاهداتهم وفلسفاتهم .

🔸️️وزعموا إنه مجنون* تارة ، وساحر وكاهن ومسحور* تارة أخرى
️ وقالوا مكابرةً* إن كان نبيا فمابال الملائكة لا تحوطه وتقوّيه ؟
وما باله كسائر الناس يحتاج ويقتات من الأسواق ، أفلا جرت الأنهار من تحته وأمتلأت يداه من نفائس المال وكثيره؟
هما في هذا كما قال* عزّ من قائل:
{ انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }
وأقاويلهم هذه وإن لم تكن في نفسها شبه وحجج ، يردها جميعا ، الوحي الذي تلقاه ، وهو يتنزل بأكمل خطاب وأعلى أحكام ومنهج متكامل للصلاح لا مثيل له يراعي النفس البشرية وطبيعة عيشها في هذه الدنيا وحقيقة انتقالها إلى خلود الآخرة*
هذا والآيات تترى تصف كمال المُنزَلِ عليه صلى الله عليه وسلم وصفيّ أخلاقه وجميل شمائله ، فكيف يكون من هذا وصفه وهذه آيات رسالته ؟
صلى الله عليه وسلم في الأولين والآخرين ، كما قال رب العالمين :
{ إن شانئك هو الأبتر }

🔷️ 3. اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.

قد تضافرت الآيات في كتاب الله تعالى* تُوجب فرضية ركنين من أركان* الإسلام ، وهما الصلاة والزكاة* ، قال عز من قائل:
{ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاةذ}
ونصت عديد الآيات على إخراج الزكاة والأمر بها ، قال تعالى:
: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}
وجاءت السنة النبوية ، مفصلة مبينة لأنصبة الزكاة في أنواعها جميعا
تأكيدا على فرضيتها ومنزلتها من الدين ، حتى كانت الردة ،
فقال خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة -
في وضوح وحسم ،يعلي به تعظيم شعائر الدين وخطورة الفصل بين أركانه .
🔹️مقاصد تشريع الزكاة
تظهر في أن المزكي بماله* المتصدق به ، يغالب أثرة النفس وحبها لحظوظها خاصة* ، فيمتثل طائعا لربه فيبرهن على صدق إيمانه* ، وأن شأن الإيمان في نفسه أعظم مما سواه
فهي بهذه الحال ، إحسان ومنفعة للفقير المحتاج ، وطهرة للمزكي ،من التخلف عن ركن من أركان الدين ، والتهاون به، وهي سبيل لمغفرة الذنوب ومحوها لأنها من الحسنات ، كما في كتاب ربنا :
{ إن الحسنات يذهبن السيئات}
فهي إذا مذهبة للسيئات ، جالبة للحسنات ، يتبارك بها مال المزكي و عمله وخلقه وسائر حاله
ولما كانت بهذه المنزلة في الدين وكانت بهذا المردود والعطاء ، سنت لها الشريعة الحكيمة آدابا تكتنف إخراجها* وبذلها حتى تتحقق بها مصالحها على وجه الكمال
🔹️آداب إخراج الزكاة
- بداية هو يخرجها خالصة لله تعالى حتى يتحقق له فيها معاني القبول والطهر والبركة ، وهو يخرجها ، طيبة بها نفسه لأنها برهان على صدق إيمانه ، فهاهو يتوخى طيب ماله وأوسطه ومايرتضيه هو لنفسه ، فيمنحه للمحتاج الفقير ، كما أوصى ربنا* وحذّر :*
{ ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } فإنكم تعاملون ربا غنيا حميدا ،يكافىء على الإحسان إحسانا مضاعفا
- وهي بهذا التوازن في إخراجها ، فلا هي ترهق المزكّي المانح ، ولا تبخس المحتاج لها حقه في مال إخوانه من المؤمنين ، فإنما المؤمنون أخوة ، وهذا من ثمراتها الكثيرة ، الكثيرة التى يعيش المجتمع المسلم في ظلال عطائها ، فمن تزكية للنفوس والارتقاء بها في مراقي البذل والتعاطف مع طبقات المجتمع ، وبالتالي قلة عدد المحاويج والفقراء في المجتمع المسلم
ودفع لكل شر يُخلفه العوز والفاقة* ، من فساد وأخذ للمال بغير حق ،
ثم إن مصارف الزكاة المعلومة* ، وهذا التوزيع
الحكيم لها بهذا التنوع* والاختلاف ، يحيط المجمتع كله ببنيان مشدود* ، لأنها بهذا التصريف ،* تحقق مصالح الدين* من الإصلاح بين الناس والعلم والجهاد* ومدارة من* مدارته ،
فهي خير كلها ، تزكو بها النفوس ، وتنجبر بها الخواطر ، وتكفل حق الضعيف والمسكين وتسد بها ثغور في بلاد الإسلام
فسبحان من أسماها ،( زكاة )
لامزيد على مسماها ولا خفاء في معناها .

🔶️ 4. فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة

🔸️التفسير🔸️

إذا ذكر الدعاء ، جاءت هذه الآية الكريمة مُجلّية لعظمة الدعاء ومنزلته عند الله تعالى ،* فإن الله تعالى*يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم* مُبلغاً إياه في تلطف عظيم ورحمة سابغة ، أنه سبحانه* قريب ممن يدعوه سميع مجيب ذو عطاء وفضل { وإذا سألك عبادي عني* فإني قريب* }
لايحجبه عن سماع دعائهم حاجب ولا يمنع إجابته لهم مانع متى أراد ،* فعباد الله الذين توشحوا الإيمان واستجابوا لداوعيه من الطاعة والامتثال ،* هم أسعد الناس بالإجابة من ربهم بعد أن دعوه ضارعين موقنين ، يعلمون أنه قريب سميع وأنه سبحانه قادر كريم
فهم داعون لهم في حقيقة أمرهم ووقتهم كله :
دعاء السؤال والحاجة ، ودعاء العبادة بالتقرب له بالطاعات ظاهرة وباطنة ، فماهي إلى زلفى وضراعة لمولاهم أن يقبلهم ويجزل ثوابهم* ويجعلهم من أهل رحمته وينأي بهم عن أهل غضبه ومعصيته{ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي }
وهذا هو الرشاد والسداد ، { لعلهم يرشدون } إيمان بالله وطاعة لأمره وعيش في كنف الرب المجيب القريب المنعم .

🔸️مقاصد الآية

* إظهار منزلته صلى الله عليه وسلم وأنه في مقام التشرف بالنبوة والتبيلغ

* العبودية هي أشرف المقامات ،لذا أضاف العباد إليه تشريفا وتكريما

* {* فإني قريب} التنبيه على* معرفة الله تعالى* في تحقيق العبودية والاتصاف بها .

* ارتباط إجابة الدعاء بالاستجابة لله تعالى والإيمان به وتحقيق الانقياد له ،سبحانه

* الإخلاص لله* أول شروط قبول الدعاء وقبول الطاعات* { عبادي}** أي المخلصين الصادقين.

* { وليؤمنوا بي } الحث على الثبات* والمدوامة على الإيمان* لتحقيق مزيد الهداية والرشاد

* الرشاد وهو صلاح الدنيا والآخرة ، مرتبط بتحقيق دعاء العبادة ودعاء الطلب

🔸️الفوائد المستخرجة من الآية

📝 عظيم رحمته ورأفته* سبحانه ربنا* في قوله:
{ وإذا سألك عبادي }* حيث أضاف العباد إليه تشريفا وعطفا عليهم

📝 {* فإني قريب }* فتعرفوا علىّ بآسمائي الحسنى وصفاتي* العُلى ، فيها :* وجوب معرفة العبد لربه وقيمة هذه المعرفة في حقيقة* عبادته له .

📝 { فإني قريب }* في طمأنة وتسكين* لكل داع مترقب ،مضطر ، حزين ،
راهب أو راغب ، فأنت تدعو رباً قريبا سميعا مجيبا . يارب

📝** { فاني قريب*}* قرب خاص* ممن يعبده وممن يدعوه في إخلاص وصدق ويقين - . تبيين لسبيل القرب* ومعالمه.

📝{* فإذا سألك عبادي }
فيها ، التأكيد على العبودية* التى هي محل الاستجابة للدعاء* والقرب الخاص

📝* { إذا دعان}* إذا عبدني وأخلص لي ، أقبلُ عمله وأوفيه حقه وأتفضل عليه.
**** شرط القبول الأول ، فلا ننساه .

📝 { لعلهم يرشدون}* الرشد والتسديد ، في الاستجابة لله ومزيد الإيمان به.
البشارة منه سبحانه* ، ونحن في حاجة دائمة لها* لننشط ونتحفز* للعمل .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 صفر 1444هـ/8-09-2022م, 07:30 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد مختار مشاهدة المشاركة
⚪ المجموعة الثالثة:

🔷️ 1. بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.

🔹️️في كتاب ربنا الكريم ، حديث ممتد مجملا ومفصلا عن الإيمان وأصوله وثمراته وأسباب الثبات عليه ، آيات تبين قواعده ومبانيه وآيات تبشر بعطائه و
وما يجنيه المؤمن من حقيقة الإيمان والعيش به ، قال تعالى :
{ مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }* حياة الرضا واليقين وحسن الظن بالله تعالى
فما به من بأساء وضراء كلها خير للمؤمن الموقن ، في السراء حمدا وشكرا وفي الضراء صبرا واحتسابا
نستعرض وصايا سورة الإسراء* وآداب سورة الحجرات* وغيرها من آداب القرآن وكريم أوامره وجميل أحكامه ، في ظواهر الأمور وباطنها* ، سنجد إنسانا يترقى في مدارج من الرقي الإنساني في كل شأنه ، بدايةً من المعتقد ، فالتوحيد غاية الكرامة لابن آدم ، فهو لا يذل ولا يسجد إلا لملك الملوك والخالق العظيم والإله الحق وهو يتلقى من وحي السماء* كيف* يتعامل ويعامل من حوله من أصغر دائرة وحتى أكبرها ، مع باقي الأمم والشعوب :
* { يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } وقوله تعالى :
{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}* في طهارة ألفاظ وتقويم سلوك وسيكون لهذة العاميات تخصيص ولابد ، هو أيضا من رقي الآداب وكمال التشريع وصواب الأحكام وحكمة تفصيلها، فالمؤمن يعيش في كنف الإيمان حياة عزيزة ملؤها الأجر والثواب حتى عن الشوك يبعده عن طريق المارة* ، فإذا أفضى ألى ربه ، وجد ربه رحيما كريما ذو الجلال والإكرام ، فالإيما في حقيقته سعادة الدنيا ونعيم الآخرة .

🔶️* 2. اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟

🔸️* زعموا أنه افترى هذا القرآن، وأنه ساعده على ذلك قوم آخرون، فأي
آخرين هم الذين ساعدوه وأعانوه؟
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش بينهم ، لايخفى عليهم من حاله شيء ، لا يخالط الإ من يرون ويعرفون ، فلم يرحل في طلب العلم ولم يجتمع بالعلماء ، بل على الضد من هذا هو بين ظهراني قوم في جهالة وجهل* لا خفاء فيه ، هذا كله مع ما ترسخ في نفوسهم واستقر من طيب أصله وحقيقة صدقه وبالغ أمانته التى لا يتمارى فيها اثنان .

🔸️*قالوا: إن هذا القرآن الذي جاء به محمد أساطير الأولين، اكتتبها من كتب الأولين المسطورة،
والعرب زمن ألنبوة أمة أمية ، لاتقرأ ولا تكتب ، فأين هذه الكتب القديمة المسطرة فيهم حتى أنه عليه الصلاة والسلام كان يتعلمها وتملى عليه ,؟
ولما كانت هذه الشبهة ضعيفة مهتزة الأركان* ، قالوا ،لقد كان يجلس إلى حداد فارسي* يعلمه علم الأقدمين ، وقد وصف القرآن مقالتهم هذه وبين عوارها وسقوطها ، فقال تعالى :
*{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103
فكيف يتنزل الوحي بأبلغ عبارة وأفصحها عربية مبينة ، وهو يتعلم من هذا الأعجمي الذي لا يُبين ؟

🔸️زعم أهل الشبه والمنافقون من المتأخرين - أن محمدا كان يتعلم من نفسه؛ وأنه* كان من أهل الرياضة النفسية والخلوة وأنه كان ، يختلي بالشمس والقمر والسماء والأرض ، وكنتيجة* لهذه الخلوات والرياضات ، تعتريه خيالات* عالية يقول إنها من وحي السماء وإن جبريل هو من يقذفها في نفسه ، هذا زعموه
لما قرأوا التنزيل* وعاينوا كمالات خطابه و كريم منهجه ، ركنوا إلى هذا القول* لينصرفوا به صلى الله عليه وسلم عن مقام النبوة والوحي ، إلى مراتب الطبيعين ومجاهداتهم وفلسفاتهم .

🔸️️وزعموا إنه مجنون* تارة ، وساحر وكاهن ومسحور* تارة أخرى
️ وقالوا مكابرةً* إن كان نبيا فمابال الملائكة لا تحوطه وتقوّيه ؟
وما باله كسائر الناس يحتاج ويقتات من الأسواق ، أفلا جرت الأنهار من تحته وأمتلأت يداه من نفائس المال وكثيره؟
هما في هذا كما قال* عزّ من قائل:
{ انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }
وأقاويلهم هذه وإن لم تكن في نفسها شبه وحجج ، يردها جميعا ، الوحي الذي تلقاه ، وهو يتنزل بأكمل خطاب وأعلى أحكام ومنهج متكامل للصلاح لا مثيل له يراعي النفس البشرية وطبيعة عيشها في هذه الدنيا وحقيقة انتقالها إلى خلود الآخرة*
هذا والآيات تترى تصف كمال المُنزَلِ عليه صلى الله عليه وسلم وصفيّ أخلاقه وجميل شمائله ، فكيف يكون من هذا وصفه وهذه آيات رسالته ؟
صلى الله عليه وسلم في الأولين والآخرين ، كما قال رب العالمين :
{ إن شانئك هو الأبتر }

🔷️ 3. اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.

قد تضافرت الآيات في كتاب الله تعالى* تُوجب فرضية ركنين من أركان* الإسلام ، وهما الصلاة والزكاة* ، قال عز من قائل:
{ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاةذ}
ونصت عديد الآيات على إخراج الزكاة والأمر بها ، قال تعالى:
: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}
وجاءت السنة النبوية ، مفصلة مبينة لأنصبة الزكاة في أنواعها جميعا
تأكيدا على فرضيتها ومنزلتها من الدين ، حتى كانت الردة ،
فقال خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة -
في وضوح وحسم ،يعلي به تعظيم شعائر الدين وخطورة الفصل بين أركانه .
🔹️مقاصد تشريع الزكاة
تظهر في أن المزكي بماله* المتصدق به ، يغالب أثرة النفس وحبها لحظوظها خاصة* ، فيمتثل طائعا لربه فيبرهن على صدق إيمانه* ، وأن شأن الإيمان في نفسه أعظم مما سواه
فهي بهذه الحال ، إحسان ومنفعة للفقير المحتاج ، وطهرة للمزكي ،من التخلف عن ركن من أركان الدين ، والتهاون به، وهي سبيل لمغفرة الذنوب ومحوها لأنها من الحسنات ، كما في كتاب ربنا :
{ إن الحسنات يذهبن السيئات}
فهي إذا مذهبة للسيئات ، جالبة للحسنات ، يتبارك بها مال المزكي و عمله وخلقه وسائر حاله
ولما كانت بهذه المنزلة في الدين وكانت بهذا المردود والعطاء ، سنت لها الشريعة الحكيمة آدابا تكتنف إخراجها* وبذلها حتى تتحقق بها مصالحها على وجه الكمال
🔹️آداب إخراج الزكاة
- بداية هو يخرجها خالصة لله تعالى حتى يتحقق له فيها معاني القبول والطهر والبركة ، وهو يخرجها ، طيبة بها نفسه لأنها برهان على صدق إيمانه ، فهاهو يتوخى طيب ماله وأوسطه ومايرتضيه هو لنفسه ، فيمنحه للمحتاج الفقير ، كما أوصى ربنا* وحذّر :*
{ ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } فإنكم تعاملون ربا غنيا حميدا ،يكافىء على الإحسان إحسانا مضاعفا
- وهي بهذا التوازن في إخراجها ، فلا هي ترهق المزكّي المانح ، ولا تبخس المحتاج لها حقه في مال إخوانه من المؤمنين ، فإنما المؤمنون أخوة ، وهذا من ثمراتها الكثيرة ، الكثيرة التى يعيش المجتمع المسلم في ظلال عطائها ، فمن تزكية للنفوس والارتقاء بها في مراقي البذل والتعاطف مع طبقات المجتمع ، وبالتالي قلة عدد المحاويج والفقراء في المجتمع المسلم
ودفع لكل شر يُخلفه العوز والفاقة* ، من فساد وأخذ للمال بغير حق ،
ثم إن مصارف الزكاة المعلومة* ، وهذا التوزيع
الحكيم لها بهذا التنوع* والاختلاف ، يحيط المجمتع كله ببنيان مشدود* ، لأنها بهذا التصريف ،* تحقق مصالح الدين* من الإصلاح بين الناس والعلم والجهاد* ومدارة من* مدارته ،
فهي خير كلها ، تزكو بها النفوس ، وتنجبر بها الخواطر ، وتكفل حق الضعيف والمسكين وتسد بها ثغور في بلاد الإسلام
فسبحان من أسماها ،( زكاة )
لامزيد على مسماها ولا خفاء في معناها .

🔶️ 4. فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة

🔸️التفسير🔸️

إذا ذكر الدعاء ، جاءت هذه الآية الكريمة مُجلّية لعظمة الدعاء ومنزلته عند الله تعالى ،* فإن الله تعالى*يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم* مُبلغاً إياه في تلطف عظيم ورحمة سابغة ، أنه سبحانه* قريب ممن يدعوه سميع مجيب ذو عطاء وفضل { وإذا سألك عبادي عني* فإني قريب* }
لايحجبه عن سماع دعائهم حاجب ولا يمنع إجابته لهم مانع متى أراد ،* فعباد الله الذين توشحوا الإيمان واستجابوا لداوعيه من الطاعة والامتثال ،* هم أسعد الناس بالإجابة من ربهم بعد أن دعوه ضارعين موقنين ، يعلمون أنه قريب سميع وأنه سبحانه قادر كريم
فهم داعون لهم في حقيقة أمرهم ووقتهم كله :
دعاء السؤال والحاجة ، ودعاء العبادة بالتقرب له بالطاعات ظاهرة وباطنة ، فماهي إلى زلفى وضراعة لمولاهم أن يقبلهم ويجزل ثوابهم* ويجعلهم من أهل رحمته وينأي بهم عن أهل غضبه ومعصيته{ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي }
وهذا هو الرشاد والسداد ، { لعلهم يرشدون } إيمان بالله وطاعة لأمره وعيش في كنف الرب المجيب القريب المنعم .

🔸️مقاصد الآية

* إظهار منزلته صلى الله عليه وسلم وأنه في مقام التشرف بالنبوة والتبيلغ

* العبودية هي أشرف المقامات ،لذا أضاف العباد إليه تشريفا وتكريما

* {* فإني قريب} التنبيه على* معرفة الله تعالى* في تحقيق العبودية والاتصاف بها .

* ارتباط إجابة الدعاء بالاستجابة لله تعالى والإيمان به وتحقيق الانقياد له ،سبحانه

* الإخلاص لله* أول شروط قبول الدعاء وقبول الطاعات* { عبادي}** أي المخلصين الصادقين.

* { وليؤمنوا بي } الحث على الثبات* والمدوامة على الإيمان* لتحقيق مزيد الهداية والرشاد

* الرشاد وهو صلاح الدنيا والآخرة ، مرتبط بتحقيق دعاء العبادة ودعاء الطلب

🔸️الفوائد المستخرجة من الآية

📝 عظيم رحمته ورأفته* سبحانه ربنا* في قوله:
{ وإذا سألك عبادي }* حيث أضاف العباد إليه تشريفا وعطفا عليهم

📝 {* فإني قريب }* فتعرفوا علىّ بآسمائي الحسنى وصفاتي* العُلى ، فيها :* وجوب معرفة العبد لربه وقيمة هذه المعرفة في حقيقة* عبادته له .

📝 { فإني قريب }* في طمأنة وتسكين* لكل داع مترقب ،مضطر ، حزين ،
راهب أو راغب ، فأنت تدعو رباً قريبا سميعا مجيبا . يارب

📝** { فاني قريب*}* قرب خاص* ممن يعبده وممن يدعوه في إخلاص وصدق ويقين - . تبيين لسبيل القرب* ومعالمه.

📝{* فإذا سألك عبادي }
فيها ، التأكيد على العبودية* التى هي محل الاستجابة للدعاء* والقرب الخاص

📝* { إذا دعان}* إذا عبدني وأخلص لي ، أقبلُ عمله وأوفيه حقه وأتفضل عليه.
**** شرط القبول الأول ، فلا ننساه .

📝 { لعلهم يرشدون}* الرشد والتسديد ، في الاستجابة لله ومزيد الإيمان به.
البشارة منه سبحانه* ، ونحن في حاجة دائمة لها* لننشط ونتحفز* للعمل .
أحسنت نفع الله بك
أ

عند ذكر المقاصد أو الفوائد أو الثمرات؛ يُحسن ترتيبها على شكل نقاط حتى تتضح للقارئ.
كذلك الالتزام أولا بما جاء في الكتاب المقرر, ومن ثم يستطيع الطالب الزيادة على المذكور,

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir