بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب
خلاصة تفسير القرآن
المجموعة الثالثة:
1. بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.
إن لتحقيق الإيمان فوائد وثمار عدة، فعلى سبيل المثال:
1. أنه سبب رضا الله الذي هو أكبر شيء.
2. أن ثواب الآخرة ودخول الجنة والتنعم بنعيمها، والنجاة من النار وعقابها، إنما يكون بالإيمان، فأهل الإيمان هم أهل الثواب المطلق، وهم الناجون من جميع الشرور.
3. أن الله يدفع ويدافع عن الذين آمنوا شرور الدنيا والآخرة، فيدفع عنهم كيد شياطين الإنس والجن.
4. أن الله وعد المؤمنين القائمين بالإيمان حقيقة بالنصر، وأحقه على نفسه، فمن قام بالإيمان ولوازمه ومتمماته فله النصر في الدنيا والآخرة.
5. أن الهداية من الله للعلم والعمل ولمعرفة الحق وسلوكه هي بحسب الإيمان والقيام بحقوقه.
6. أن الإيمان يدعو إلى الزيادة من علومه وأعماله الظاهرة والباطنة؛ كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}
7. أن المؤمنين بالله وبكماله وعظمته وكبريائه ومجده أعظم الناس يقينا وطمأنينة وتوكلا على الله، وثقة بوعده الصادق، ورجاء لرحمته، وخوفا من عقابه، وأعظمهم إجلالا لله ومراقبة، وأعظمهم إخلاصا وصدقا، وهذا هو صلاح القلوب، لا سبيل إليه إلا بالإيمان.
8. أنه لا يمكن للعبد أن يقوم بالإخلاص لله ولعباد الله ونصيحتهم على وجه الكمال إلا بالإيمان.
9. أن المعاملات بين الخلق لا تتم وتقوم إلا على الصدق والنصح وعدم الغش بوجه من الوجوه، وهل يقوم بها على الحقيقة إلا المؤمنون.
10. أن الإيمان أكبر عون على تحمل المشقات، والقيام بأعباء الطاعات، وترك الفواحش التي في النفوس داع قوي إلى فعلها، فلا تتم هذه الأمور إلا بقوة الإيمان.
11. أن العبد لا بد أن يصاب بشيء من الخوف والجوع، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وهو بين أمرين: إما أن يجزع ويضعف صبره، فيفوته الخير والثواب، ويستحق على ذلك العقاب، ومصيبته لم تقلع ولم تخف، بل الجزع يزيدها. وإما أن يصبر فيحظى بثوابها، والصبر لا يقوم إلا على الإيمان.
12. أن الإيمان يوجب للعبد قوة التوكل على الله، لعلمه وإيمانه أن الأمور كلها راجعة إلى الله ومندرجة في قضائه وقدره.
13. أن الإيمان يشجع العبد، ويزيد الشجاع شجاعة، وقصر خوف العبد ورجائه على ربه، وأن ينتزع من قلبه خوف الخلق ورجاءهم وهيبتهم.
14. أن الإيمان هو السبب الأعظم لتعلق القلب بالله في جميع مطالبه الدينية والدنيوية.
15. أن الإيمان يدعو إلى حسن الخلق مع جميع طبقات الناس.
16. أن الإيمان الكامل يمنع من دخول النار بالكلية، كما منع صاحبه في الدنيا من عمل المعاصي، ومن الإصرار على ما وقع منه منها، والإيمان الناقص يمنع الخلود في النار وإن دخلها كما تواترت بذلك النصوص بأنه يخرج من النار من كان معه مثقال حبة خردل من إيمان.
17. أن الإيمان يوجب لصاحبه أن يكون معتبرا عند الخلق أمينا، ويوجب للعبد العفة عن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم.
18. أن قوي الإيمان يجد في قلبه من ذوق حلاوته ولذة طعمه واستحلاء آثاره، والتلذذ بخدمة ربه، وأداء حقوقه وحقوق عباده - التي هي موجب الإيمان وأثره –
19. أن الإيمان هو السبب الوحيد للقيام بذروة سنام الدين، وهو: الجهاد البدني والمالي والقولي، جهاد الكفار بالسيف والسنان، وجهاد الكفار والمنافقين والمنحرفين في أصول الدين وفروعه بالحكمة والحجة والبرهان.
النسخ المحض لا يقبل في الإجابات, فحاولي أن تكون الإجابة من صياغتك فيظهر فيها اسلوبك الخاص
**************************************
2. اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟
ذكر القرآن الكريم افتراء المكذبين على النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم في سورة الفرقان: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}
افترى المكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم عدة افتراءات وكلها كاذبة وسيأتي تبيانها مع الرد عليها:
الشبهة الأولى: قدحوا بالنبي واتهموه أنه افترى القرآن وأعانه بذلك قوم، لكن الله رد عليهم بأن هذا ظلم عظيم، وجراءة عظيمة، وأنه من الزور والظلم؛ لأنهم يعلمون أنه الصادق الأمين، وأنه لم يجتمع بأحد من أهل العلم، ولأنه أمي لا يقرأ ولا يكتب.
والرد عليها: إلا القرآن كان معجزاً في ألفاظه ومعانيه وقد تحدى الله به العالم أقصاهم وأدناهم، وأفرادهم وجماعتهم، وأولهم وآخرهم أن يأتي بمثله أو بعشر سور من مثله، أو بسورة واحدة من مثله؛ وصرح لهم أنهم إن أتوا بشيء من مثله حتى إن كانوا صادقين، وعلى الرغم أنهم كانوا من أهل الفصاحة والبلاغة، لكنهم عجزوا عن الإتسان بمثله، وكل من حاول أن يأتي بكلام يعارض به ما جاء به الرسول صار كلامه ضحكة للصبيان فضلا عن أهل النظر والعقول، وأن كل شبهة يعارضون بها الرسول تضمحل وتزهق، {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} .
الشبهة الثانية: قالوا أن القرآن أساطير الأولين اكتتبها من كتب الأولين وتملى عليه.
الرد عليها: من كان يملي عليه في بطن مكة؟ إضافة أنه لم يكن في ذلك الوقت كتب تملى، وإن كانت موجودة فلم أتهموا محمد وحده فقط بها ولم يذكر أنه كان هناك غيره تملى عليه الكتب.
الشبهة الثالثة: قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس إلى قين حداد في مكة فارسي فيتعلم منه،
والرد عليها: كيف يمكن لأعجمي لا ينطق الفصحى أن يملي قرآن عربي متين بليغ جمع علوم الأولين والآخرين؟ ما هذا التناقض؟ {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]
الشبهة الرابعة: زعموا أن محمدا كان يتعلم من نفسه؛ وأنه كان يخلو بالطبيعة فيخيل إليه أصناف التخاييل، فيأتي بها إلى الناس زاعما أنها من وحي الله على يد جبريل، وأن هذه التخيلات من الأمور العالية التي يعتاد الإتيان بها أهل الرأي والحجى.
ثم صوروا النبي صلى الله عليه وسلم ورقوه إلى رجل من الطبيعيين، كما قال هذا القول الباطل أحد ملاحدة الإفرنسيين، وتلقاها عنه بعض الملاحدة العصريين، وهو مبني على إنكار وجود رب العالمين، وأنه ما ثم إلا عمل الطبيعة،
الرد عليها: قد علم الناس أن هذا القول المزور أعظم مكابرة ومباهتة من قول الأولين.
وأن هذا الافتراء الذي ولدوه بعد مئات السنين أوضح ضلالا وظلما وجراءة ووقاحة من زور الأولين، ولهذا قال تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
فالرب القادر العظيم، الذي أحاط علمه بجميع الأسرار، وعلم أحوال العباد حاضرها ومستقبلها، فأنزله لهدايتهم، وجميع الحقائق التي دعا إليها هذا الرسول وهذا القرآن حقائق ثابتة نافعة للعباد، ومحال أن يأتي شيء أصلح منها أو مثلها أو يقاربها: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
الشبهة الخامسة: منهم من قال: إنه مجنون، ومنهم من قال: ساحر وكاهن، ومنهم من قال: مسحور، ومنهم من قال: لو كان صادقا لجاءت الملائكة تؤيده، ولو كان صادقا لأغناه الله عن المشي في الأسواق، وجعل له جنات وأنهارا وأموالا كثيرة. .
الرد عليها: كلهم يعلم أن هذه الأقوال - مع تناقضها - ليست من الشبه فضلا عن كونها من الحجج، فما جاء به الرسول من الهدى في جميع أبواب العلوم النافعة، والدين الحق الذي هو الصلاح المطلق، أكبر الأدلة على أنه رسول الله حقا، وأكبر الأدلة على إبطال كل ما ناقضه من أقوال المؤتفكين.
12 - {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ - مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ - وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ - وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ - بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ - إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القلم: 1 - 7]
يقسم تعالى بالقلم، وهو اسم جنس شامل للأقلام التي تكتب بها أنواع العلوم، ويسطر بها المنثور والمنظوم، وذلك أن القلم، وما يسطر به من أنواع الكلام من آياته العظيمة التي تستحق أن يقسم بها على براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما نسبه إليه أعداؤه من الجنون، فنفى عنه ذلك بنعمة ربه عليه وإحسانه، إذ من عليه بالعقل الكامل والرأي السديد، والكلام الفصل الذي هو من أحسن ما جرت به الأقلام وسطره الأنام، وهذا هو السعادة في الدنيا.
الشبهة السادسة: كان أعداؤه يقولون: إنه مجنون مفتون.
الرد عليها: قال تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ - بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 5 - 6] وقد تبين أنه كان أهدى الناس وأكملهم وأنفعهم لنفسه ولغيره، وأن أعداءه أضل الناس للناس، وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله، وأضلوهم عن سبيله، وكفى بعلم الله بذلك، فإنه المحاسب المجازي و {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القلم: 7]
**************************************
3. اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.
فرض الله الزكاة على المسلمين فجعلها أحد أركان الإسلام الخمس، وقد جمع الله في كتابه في آيات كثيرة بين الأمر بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة؛ لأنهما مشتركتان في أنهما من أهم فروض الدين، ومباني الإسلام العظيمة، والإيمان لا يتم إلا بهما، ومن قام بالصلاة وبالزكاة كان مقيما لدينه، ومن ضيعهما كان لما سواهما من دينه أضيع، ودليله:
قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]
وقال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103]
وقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267]
وقال: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141]
مقاصد تشريعها:
1. جبل الانسان على حب المال فقال الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) لذا فرضت الزكاة تطهيراً للنفس من رذيلة البخل والشح، ومعالجة لحب الدنيا.
2. يتحقق بالزكاة الترابط والألفة؛ لأن النفس البشرية جُبِلَت على حب من أحسن إليها، وبذلك يعيش أفراد المجتمع المسلم متحابين متماسكين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وتقل حوادث السرقة والنهب والاختلاس.
3. يتحقق بالزكاة معنى العبودية والخضوع المطلق والاستسلام التام لله رب العالمين، فعندما الغني زكاة ماله فإنه يعبد الله ونفذ أوامره، ويشكر الله على نعمه، فيجازيه الله على شكره بزيادة الخير عنده كما قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)
4. فبإخراجها إلى مستحقيها لا تبقى الثروة المالية مكدسة في أيدي فئات محصورة من المجتمع ومحتكرة لديهم. يقول الله تعالى: (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ) (الحشر: 7).
5. ، بأداء الزكاة تقوم المصلحة الدينية التي تصرف فيها الزكاة كالجهاد والعلم والإصلاح بين الناس فتكون بذلك الدولة قوية غنية ولا يتمكن أحد من التطاول عليها.
آداب إخراج الزكاة:
1. أن تكون الزكاة خالصة لله عز وجل، لا يشوبها رياء ولا سمعة.
2. أن تكون الزكاة من الكسب الحلال الطيب، فالله طيب لا يقبل إلا طيباً.
3. أن تكون الزكاة من جيد ماله وأحبه إليه.
4. أن لا يستكثر ما يزكي به، وأن يستصغر عطيته ليسلم من العجب.
5. أن يشكر الله على نعمة المال والإنفاق، ويجتنب الزهو والإعجاب.
6. أن يسارع بالزكاة قبل حصول الموانع.
7. أن يعطي الزكاة مبتسماً بوجه بشوش ونفس طيبة، ويرضي السعاة.
8. تنويع الصدقة حسب المصلحة وحاجة الفقراء.
9. وأمر تعالى بإخراج الوسط، فلا يظلم رب المال فيؤخذ العالي من ماله - إلا أن يختار هو ذلك -.
الآثار المترتبة عليها:
1. لتقرب من المولى عزوجل ،و الإلتزام بما أمرنا به
2. سد حاجة الفقراء؛ منعا لخلق الشر والفساد.
3. أمر تعالى الآخذ منهم الزكاة أن يصلي عليهم فيدعو لهم بالبركة، فإن في ذلك تطمينا لخواطرهم، وتسكينا لقلوبهم، وتنشيطا لهم، وتشجيعا على هذا العمل الفاضل، من قبل الإمام والساعي وكذلك من قبل الفقير الذي استلم الزكاة .
4. نشر الأفة والمودة وتعزيز العلاقات بين المسلمين.
5. تغرس في المسلم الكثير من القيم ،و الأخلاقيات السامية كالعطف ،و الرحمة ،و الإحساس بمعاناة الغير قادرين ،و الحرص على مساعدتهم .
6. تحمي المسلم من النار ،و عذابها ،و تفتح الباب أمامه للفوز بالجنة ،و نعيمها
**************************************
4. فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة منها.
هذه الآية فيها تبيان للعبد واطمئنان له بأن الله أقرب للإنسان من حبل الوريد، فإن أراد دعاءه، فعليه الأخذ بالأسباب والوسيلة وهو الدعاء المقرون بالاستجابة لله والانقياد لطاعته، فإن حققها العبد ظاهرا وباطنا بلسانه مقاله وحاله، استجيبت دعوته وقبل طلبه.
وفي هذه الآية تنبيه على الأسباب الموجبة لإجابة الدعاء ومدارها الإيمان بالله، وتحقيقه بالانقياد لله امتثالا لأمره واجتنابا لنهيه؛ وتنبيه أيضا على أن موانع الإجابة ترك تحقيق الإيمان وترك الانقياد تعتبر منافية للاستجابة لله. والايمان بالله هو طريق الرشد والهداية.
مقصد الآية: دعاء المؤمن مستجاب، ومتحقق بإيمانه بالله وانقياده التام له، وهو طريق هدايته ورشاده. فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما على الأرض رجل مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو كف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم "
الفوائد المستخرجة من الآية:
1. الله أقرب للإنسام من نفسه، ولا يحتاج لدعائه إلى شفيع أو وسيط.
2. أن الله تعالى يجيب دعاء المؤمن في الوقت ويؤخر إعطاء مراده ليدعوه فيسمع صوته، ويعجل إعطاء من لا يحبه لأنه يبغض صوته.
3. للدعاء آدابا وشرائط وهي أسباب الإجابة فمن استكملها كان من أهل الإجابة ومن أخل بها فهو من أهل الاعتداء في الدعاء فلا يستحق الإجابة
4. الإيمان بالله وطاعته مدعاة للرشد والهداية.
والله الموفق؛؛؛