المجموعة الرابعة:
1- ما سبب خنوس الوسواس؟ وكيف يوسوس؟
خنوس الوسواس يرجع إلى سببين :
السبب الأول :ذكر الله جل وعلا ،وهو قول جمهور المفسرين منهم ابن عباس ومجاهدوالحسن البصري وقتادة رحمهم الله .
والدليل على ذلك ما رواه ابن أبي شيبة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم؛ فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس).
السبب الثانى : أن يستجيب المرء للشيطان فى وسوسته فإذا أطاع المرء الشيطان خنس .
ورجح ابن جرير رحمه الله أن خنوس الشيطان صفة ملازمة له وأنه يخنس فى كلا الحالتين ، يخنس إذا ذكر الله جل وعلا ، ويخنس أيضاً إذا استجاب له المرء فى وسوسته وعصى الله تعالى .
كيف يوسوس الوَسواس :
يقذف فى قلب العبد الوساوس ويحدثه ويعده ويمننيه ، وذلك لما رواه البخارى ومسلم من حديث صفية بنت حيى رضى الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم معتكفا ، فأتيته أزوره ليلا، فحدثته ثم قمت فانقلبت ،فقام معي ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه و سلم أسرعا ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ((على رسلكما ، إنها صفية بنت حيي .((
فقالا: (سبحان الله يا رسول الله).قال: ((إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا)) -أو قال- ((شيئا)).وفي رواية عند البخاري: ((إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا)) وهذا أصح ماورد فى الباب ، وهناك عدة أحاديث فى الباب ضعيفة يقوى بعضها بعضاً منها :
· ما رواه سعيد بن منصور وابن أبي حاتم وغيرهما عن عروة بن رويم اللخمي (أن عيسى عليه السلام دعا ربه تبارك وتعالى أن يريه موضع إبليس من بني آدم، فتجلى له إبليس، فإذا رأسه مثل رأس الحية، واضعاً رأسه على ثمرة القلب، فإذا ذكر العبد ربه عز وجل، خنس إبليس برأسه، وإذا ترك الذكر، مناه وحدثه).
· روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: (يقال: الخناس له خرطوم، كخرطوم الكلب يوسوس في صدور الناس، فإذا ذكر العبد ربه خنس).
· ما أورده ابن أبي داود في كتاب الشريعة من طريق عروة بن رويم أن عيسى عليه السلام سأل ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم قال: فإذا برأسه مثل الحية واضع رأسه على ثمرة القلب فإذا ذكر العبد ربه خنس وإذا غفل وسوس).
2- بيّن متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {من الجنّة والنّاس}.
ورد فى متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {من الجنّة والنّاس} أقوال :
القول الأول : بيان للموسوس فى صدورهم وهم الناس ، والمعنى أن الوسواس يوسوس في صدور الإنس والجن ، قال تعالى : ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا).
القول الثانى : الوسواس الخناس ، والمعنى أن الوسواس يكون من الانس ويكون من الجن ، ويدخل فى ذلك وسوسة النفس .
القول الثالث :الوسواس الخناس ، وهنا تكون الواو حرف عطف ، أى أن الاستعاذة تكون من شرالوسواس الذى هو من الجنه وأيضاً الإستعاذة من شر الناس .
3- ما فائدة ذكر الصدور في قول الله تعالى: {يوسوس في صدور الناس} ؟
فائدة ذكر الصدور في قول الله تعالى: {يوسوس في صدور الناس} ليبين أن الوسوسه محلها الصدور ، والصدور محل القلوب التي هي أصل صلاح الجوارح وفسادها .
4- ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة تفسير المعوذتين؟
من الفوائد التي استفدتها من دراستى لدورة تفسير المعوذتين ما يلى :
1- أن الإستعاذة بالله عز وجل تجعل فى قلب العبد طمإنينة وسكينة وثقة فى دفع ما يستعاذ منه من الوسوسة وغيرها .
2- ينبغى للعبد أن يحرص على الذكر عامة ، ومن الذكر الاستعاذة من الشيطان من همزه ونفخه ونفثه ، وذلك حتى يدفع الوساوس عن نفسه ، لأنها تجعل الشيطان يخنس .
3- ينبغى للعبد أن يحرص على قراءة المعوذتين خاصة فى الصباح والمساء وقبل النوم وأن يرقى نفسه بهما مع سورة الإخلاص .
4- خطورة شياطين الإنس والجن وتسلطهم على العباد ، لكن على العبد أن يستشعر قدرة الله جل وعلا فى دفع أذاهم .
5- ينبغى للعبد أن يعرف معانى الأذكار والآيات التى يقرأها ويستشعر معانيها ن فإن لذلك قوة عجيبة فى تحصيل المرغوب ودفع المرهوب .
6- ينبغى للعبد أن يحصن نفسه من شرور الأنس والجن وأن هاتان المعوذتان وغيرهما من أذكار الصباح والمساء حصن حصين أشد من سد يأجوج ومأجوج .
7- فضل هاتان السورتان ، حيث أمر النبى بقرائتهما فى أكث من موضع ، فى الصباح والمساء وعند النوم ودبر الصلوات وفى سنة المغرب وسنة الفجر وغير ذلك .
8- ينبغى للعبد أن يحرص على تدبر القرآن ليزداد إيمانه بالله سبحانه وتعالى .
9-