دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 رمضان 1440هـ/9-05-2019م, 02:47 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي التطبيق الأول من دورة أصول القراءة العلمية

التطبيق الأول



لخّص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:
1: رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2: رسالة "كلمة الإخلاص" للحافظ ابن رجب الحنبلي.


إرشادات حلّ التطبيق:

المطلوب في أداء هذه التطبيقات أربعة أمور:
أولا: استخلاص مسائل الرسالة.
فتكتب عناوين المسائل، ويعبّر عنها بعبارات واضحة كاشفة عن مضمونها، ثم تصنّف المسائل، فتجمع المسائل المتّصلة تحت صنف واحد، ويعنون كل صنف بعنوان جامع، وهذه الأصناف يمكن أن نسمّيها عناصر الرسالة، مع مراعاة ترتيبها ترتيبا موضوعيّا.
ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة.
وهي أصناف المسائل أو العناصر المستخلصة سابقا، وأثناء استخلاص المقاصد الفرعية والنظر فيها قد يظهر للطالب ارتباط بين بعضها فيحسن دمجها ثانية تحت مقصد فرعيّ واحد، وبهذا تتركّز المقاصد الفرعيّة للرسالة.
ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.
ويكون بالتعبير عن المقاصد الفرعية بعنوان جامع واف، وأحيانا يذكر المؤلّف المقصد الرئيس لرسالته فيكون أولى بالذكر.
رابعا: تلخيص المقاصد.
وذلك بتلخيص كلام صاحب الرسالة في كل مقصد فرعي.

وليس المقصود بالتلخيص عنونة بعض فقرات الرسالة ونسخها بالكامل، كما أن تلخيص المقاصد ليس شرحا تفصيليّا مستطردا، وإنما المطلوب شرح مركّز يدور حول بيان العماد والسناد.

والوفاء بهذه المطالب الأربعة يضمن -بإذن الله- فهم الطالب لمقاصد الرسالة فهما جيدا، لذا فإن فوات أي مطلوب منها يتطلّب تعديل التطبيق.
ولا بأس أن يقدّم المقصد الكلّي أولا ثم المقاصد الفرعيّة ثم المسائل ثم التلخيص آخرا، لكن لابد من تقديمها جميعا، ويفضّل الترتيب المذكور أولا في مرحلة التدرّب.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 رمضان 1440هـ/17-05-2019م, 07:46 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي
أولا: مسائل الرسالة.

الأحاديث الواردة في فضل التوحيد، وما يوجبه من دخول الجنة والنجاة من النار:
أورد ابن رجب عدة أحاديث، منها: حديث معاذ الذي رواه أنس وحديث عتبان وحديث أبي ذر وحديث عبادة، وفي بعضها اقتصر على ذكر شهادة (أن لا إله إلا الله)، والبعض الآخر ذكر الشهادتين معا، وفي بعضها أطلق من غير تقييد، والبعض الآخر قيدها بالإخلاص أو بعدم الشك.

تقسيم الأحاديث -الدالة على أن من شهد شهادة التوحيد فإنه يدخل الجنة أو يحرم على النار- إلى نوعين:
النوع الأول: ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها، وهذا النوع ظاهر لا إشكال فيه، لأنه ليس فيها نفي أنه يعذب على قدر ذنوبه، إنما فيها الإخبار بدخول الجنة فحسب، والمؤمن الموحد -وإن عذب- فمآله إلى الجنة، لأن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص.
والنوع الثاني: الأحاديث التي فيها أن من أتى بالشهادتين فإنه يحرم على النار، وهذا النوع من الأحاديث هو موطن الإشكال، لأنه قد دلت النصوص الأخرى على دخول بعض عصاة الموحدين النار.

أقوال أهل العلم الواردة في معنى هذه الأحاديث، وهي أربعة أقوال:
القول الأول: حمل هذه الأحاديث المتضمنة لنفي العذاب أو التحريم على النار على أن المراد بذلك نفي الخلود فيها، أو أن النار المحرم دخولها في هذه الأحاديث هي نار الكافرين لا نار العصاة من الموحدين.

القول الثاني: أن المراد من هذه الأحاديث أن (لا إله إلا الله) سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك، ولكن أي سبب يتوقف حصول مسببه على وجود الشروط وانتفاء الموانع، وهو قول الحسن ووهب ابن منبه كما في الآثار الواردة عنهما، ورجحه ابن رجب بقوله: (وهذا هو الأظهر).
واستدل لهذا القول بالأحاديث التي رتبت دخول الجنة على العمل الصالح كما في حديث أبي أيوب (تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم) ومثله حديث أبي هريرة.
وحديث بشير بن الخصاصية واضح في اعتبار الأعمال، وأن الالتزام بشرائع الإسلام كلها شرط لدخول الإسلام.
وحديث (أمرت أن أقاتل الناس)، وقوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} يؤكد اعتبار الأعمال في ثبوت حكم الإسلام، وفي النجاة من العقاب في الدنيا بالقتال أو القتل، وكذلك في النجاة من العذاب في الآخرة.

القول الثالث: أن هذه الأحاديث المذكورة وما في معناها كانت قبل نزول الفرائض والحدود، وهو قول الزهري والثوري وغيرهما، واستبعده ابن رجب لأن كثيرا منها كانت بعد نزول الفرائض والحدود.
وقد صرح الزهري وغيره بأنها منسوخة، وحمل ذلك ابن رجب على أنه إما أن يراد به النسخ على إطلاق السلف للنسخ كالتبيين والإيضاح وتقييد المطلق وتخصيص العام وليس المعنى الاصطلاحي المتأخر من أنه رفع حكم بدليل متأخر عنه، أو أن يكون على قول بعض الأصوليين: إن الزيادة على النص نسخ.

القول الرابع: أن هذه النصوص ليست على إطلاقها، وإنما هي مبينة بالنصوص الأخرى، والتي تفيد بأن ذلك الثواب إنما هو لمن يقولها بصدق وإخلاص ومحبة ويقين ونحو ذلك، وهو قول طائفة من أهل العلم، وفيما يظهر أن ابن رجب يختاره ويرتضيه لاتفاقه مع القول الثاني.

تحقيق معنى (لا إله إلا الله)، ونواقضها:
• مقتضاها أن لا إله للعبد غير الله.
• معنى (الإله): هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له.
• أن الشرك في أي من خصائص الألوهية هو قدح في إخلاص العبد في قوله (لا إله إلا الله).
• إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله.
مثاله: الرياء، والحلف بغير الله، وتسوية المخلوق بالله في المشيئة.
• إطلاق الشرع اسم الكفر والشرك على الذنوب التي مصدرها من اتباع الهوى، وإن كانت هذه الذنوب لا تخرج من الملة.
مثاله: قتال المسلم، أو إتيان الكاهن، أو إتيان المرأة في دبرها، أو إتيان الحائض.
• بيان معنى قول السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك، والمراد بذلك المعاصي، وأنها إشارة إلى نقص كمال التوحيد وضعف الإيمان.
• أن اتباع الهوى مصدر للذنوب، لذلك أطلق القرآن اسم (الإله) على الهوى، كما في قوله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}.
مثاله: الإفراط في حب المال حتى يكون القلب معبدا لها، كما في الحديث (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم).
• أن طاعة الشيطان في معصيته عبادة له، وكل معصية لله هي طاعة للشيطان، كما في قوله: {يا أبت لا تعبد الشيطان}.
• الإخلاص في عبادة الله: هو الطريق للخلاص من عبادة الشيطان {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}.
• من قال كلمة التوحيد بلسانه وكذبها بفعله، نقص من كمال توحيده بقدر معصيته وطاعته للشيطان والهوى، واستدل لذلك بقول أحد العارفين: (لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردا بفرد).

محبة الله عز وجل:
• أن محبة الله من مقتضيات كلمة التوحيد، فقول (لا إله إلا الله) يتضمن محبة الله.
• من تمام المحبة وصدقها محبة ما يحبه الله، وكراهة ما يكرهه، وبعكس ذلك يكون في العبد من الشرك الخفي بحسب كرهه أو حبه، كما أنه متابعة للهوى.
• حب الطاعة من حب الله، ومن ادعى المحبة ولم توافق أفعاله قوله فليس بصادق.
• أن محبة الله مستلزمه لمحبة رسول الله واتباعه، قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، كما أن الله قرن بين طاعته وبين طاعة الرسول في مواطن كثيرة.
• أن كمال المحبة يقتضي كمال الطاعة، كما في الحديث: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه).
• متى تمكنت محبة الله عز وجل من القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الله، فحركة الجوارح تابعة لما في القلب.
• أن المحب الصادق يعبد الله على مراد الله منه، لا على مراده هو من الله، فمن عبده لما يريده منه من أمر الدنيا فهو ممن قال تعالى فيهم: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}.
• أن المؤمن المحب الصادق تكون جميع تصرفاته لله وفي الله، ولا يريد إلا ما يريده الله.

القلب السليم، وما يمرضه:
• هو القلب الطاهر من أدناس المخالفات، وهو من أسباب النجاة من العذاب يوم القيامة، قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}، وغيره من القلوب التي لم تتكمل بحقيقة التوحيد تتطهر بنار جهنم.
• أن الرياء من أمراض القلوب، وصاحبه أول من تسعر بهم النار.
• سبب الرياء هو جهل العبد بربه وعظمته.
• المرائي يظهر الصلاح وهو بخلافه، وحقيقة عمله تزوير، وقد ضرب ابن رجب مثلين لبيان حاله:
الأول: نقش المرائي على الدرهم الزائف اسم الملك ليروج.
الثاني: يزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ويوهم أنه من خاصة الملك.
• وبعد أهل الرياء يدخل النار أصحاب الشهوات، وعبيد الهوى.
• أن أصحاب القلوب السليمة وهم عباد الله المخلصون لا يمسهم من عذاب النار شيئا، وهم أصحاب النفوس المطمئنة المذكورين في قوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية}.
• حال المحبين لله، وقوة محبتهم وصدقها، والآثار عن بعض الصوفية في ذلك.

الصدق في قول (لا إله إلا الله):
• أن من صدق في توحيده، خلا قلبه من العبودية لغير الله، وأن من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها.
• أن من آثار الصدق فيها ألا يحب سواه ولا يرجوا إلا إياه، ولا يخشى إلا الله، ولا يتوكل إلا عليه، فيقدم ما يحبه الله على ما يهواه.
• أن المراد من تحقيق التوحيد ليس أن يكون العبد معصوما، بل ألا يصر على الذنب.
• توفيق الله العبد للتوبة وتيسير أسباب المغفرة، كما في قصة الرجل الذي راود المرأة فأصيب بشجة في وجهه فكان ذلك إيقاظ له حتى يرجع إلى ربه.
• أن العبد معرض للذنوب، لكن مقام المراقبة والخوف يمنعه من الوقوع فيما حرم الله.
• أن مما يعين على غض البصر وكف عن المحرمات وحفظ الجوارح عن المعاصي، هو استحضار اطلاع الله على سمع وبصر عبده، وبقدر يقينه بذلك يكون حاله مع حدود الله.

فضائل كلمة التوحيد، والحث على تحقيقها:
ذكر ابن رجب لها أسماء عديدة:
1. كلمة التوحيد
2. كلمة التقوى
3. كلمة الإخلاص
4. شهادة الحق
5. دعوة الحق
6. براءة من الشرك
7. نجاة هذا الأمر
من فضائل كلمة التوحيد:
1. أنها موجبة لدخول الجنة، والنجاة من النار.
2. أن الله خلق الخلق من أجلها.
3. ومن أجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب.
4. ومن أجلها أمرت الرسل بالجهاد.
5. وهي مفتاح دعوة الرسل.
6. وبها كلم الله موسى كفاحا.
7. وهي ثمن الجنة، أي سبب لدخول الجنة.
8. ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة.
9. وهي نجاة من النار.
10. وهي توجب المغفرة.
11. وهي أحسن الحسنات.
12. وهي تمحو الذنوب والخطايا.
13. وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
14. وهي أثقل الحسنات في الميزان، فلا يعدلها شيء في الوزن، فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن، كما في حديث البطاقة والسجلات.
15. وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
16. وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
17. وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
18. وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
19. وهي أفضل الذكر.
20. وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان، كما وردت بذلك الأحاديث.
21. وهي أمان لقائلها من وحشة القبر ويوم البعث.
22. وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
23. وأنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
24. وأن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.

• أن عذاب الحجاب أعظم من عذاب النار.
• الحث على تحقيق التوحيد والتمسك بأصل الدين، فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه.

ثانيا: المقاصد الفرعيّة.
• الأحاديث الواردة في فضل التوحيد، وما يوجبه من دخول الجنة والنجاة من النار.
• تقسيم الأحاديث -الدالة على أن من شهد شهادة التوحيد فإنه يدخل الجنة أو يحرم على النار- إلى نوعين.
• أقوال أهل العلم الواردة في معنى هذه الأحاديث، وهي أربعة أقوال.
• تحقيق معنى (لا إله إلا الله)، ونواقضها.
• محبة الله عز وجل.
• القلب السليم، وما يمرضه.
• الصدق في قول (لا إله إلا الله).
• فضائل كلمة التوحيد، والحث على تحقيقها.

ثالثا: المقصد الكلّي.
أهمية كلمة التوحيد (لا إله إلا الله، محمدا رسول الله)، ومقتضياتها، وما ورد فيها من أحاديث أُشكل معناها.

رابعا: تلخيص المقاصد.
• الأحاديث الواردة في فضل التوحيد، وخاصة الأحاديث الدالة على أن من شهد شهادة التوحيد فإنه يدخل الجنة أو يحرم على النار، وأنها تنقسم إلى نوعين: ظاهرة ومشكلة، وأقوال أهل العلم في معنى هذه الأحاديث، وبيان هذه الأقوال.
• أن هذه الأحاديث ليست على اطلاقها، فهي مبينة بأحاديث أخرى.
• أهمية تحقيق كلمة التوحيد، وبيان ما ينقضها من الشرك والمعاصي.
• بيان معنى القلب السليم، وبيان بعض أمراضه مثل الرياء.
• أنه متى تمكنت محبة الله عز وجل من القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الله.
• أهمية الصدق في قول لا إله إلا الله، فإذا صدق العبد فيها، طهر القلب من كل ما سوى الله، ومتى بقي في القلب أثر لسوى الله فمن قلة الصدق في قولها، ومن صدق في قوله لم يحب سواه، ولم يرج إلا إياه، ولم يخش أحدا إلا الله، ولم يتوكل إلا على الله، ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه.
• كثرة الأحاديث والآثار الواردة في فضائل كلمة التوحيد، وفي ذلك دليل على أهميتها وعظمتها.
• الحث على تحقيق التوحيد والتمسك بأصل الدين، لأنه لا يوصل إلى الله سواه، ولا ينجي من عذاب الله إلا إياه.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 ذو القعدة 1440هـ/16-07-2019م, 04:03 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم التطبيق الأول من دورة أصول القراءة العلمية


هيثم محمد ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وشكر الله جهدك في هذا التطبيق، وثمّة ملاحظات يسيرة ..
- أوصينا أعلاه في إرشادات حلّ التطبيق أننا بعد أن نستخلص المسائل والمقاصد نعيد النظر فيها ثانيا فلربّما يحسن دمج بعضها، فيكون هذا أنفع في التلخيص، وتأمّل معي المقاصد الفرعية الثلاثة الأولى تجد أن موضوعها واحد وهو بيان أن كلمة التوحيد تدخل صاحبها الجنة وتحرّمه على النار وأن لذلك شروطا.
فالأنسب لهذه المقاصد الثلاثة أن تكون مسائل تحت هذا المقصد الفرعيّ، وهي أنواع الأحاديث الدالّة على فضل كلمة التوحيد، وأقوال العلماء فيها، وشروط لا إله إلا الله، إلى آخره..
أما ما وضعته تحتها من مسائل فهي أقرب للتلخيص، فقط ينقصه التدعيم بالأدلّة، وسوف نتكلم عنها في آخر التقويم إن شاء الله.
أيضا نأتي إلى المقصد الرابع "تحقيق لا إله إلا الله وبيان نواقضها" نجد أن بعض المقاصد بعده مرتبطة به ارتباطا وثيقا، فمحبة الله عز وجلّ والصدق في قول لا إله إلا الله تابعان لتحقيق كلمة التوحيد، وأمراض القلوب تتعلّق بنواقضها، وهكذا نراجع المسائل والمقاصد مرة بعد مرة فنجمع بين ما يناسبه الجمع ونبقي على ما يناسبه الفصل، حتى تتركّز هذه المقاصد.

- يراعى أن تكون عناوين المسائل والمقاصد دالّة على المقصد الكلي للرسالة، بحيث إذا قرأنا عنوان مقصد ما فهمنا مباشرة العلاقة بينه وبين المقصد الكلي، وإذا قرأنا عنوان مسألة ما فهما كذلك العلاقة بينها وبين المقصد الفرعي الذي تندرج تحته، فاجعل هذا الأمر دائما نصب عينيك وأنت تراجع صياغة عناوين المسائل والمقاصد الفرعية.
كما أن هذه الخطوة تعين -بإذن الله- على تركيز المسائل والمقاصد الفرعية وعدم إدخال عناوين ليست أساسية.

- نأتي إلى فقرة التلخيص في آخر التطبيق فننبّه إلى أن التلخيص المطلوب لابد فيه من الحفاظ على هيكل وخطة الرسالة الأصليّة، فلا نحذف من كلام المؤلف إلا ما كان فضولا واستطرادا، أما الأفكار الرئيسة التي أراد إيصالها في كتابه فلابد من المحافظة عليها ولو طال التلخيص، والثمرة أنه لو قرأ أحد هذا التلخيص أن يكتفي به عن الكتاب الأصلي في فهم مقاصده وأفكاره الأساسية.
فما وضعته في نهاية التطبيق هو بمثابة تعريف موجز برسالة ابن رجب وقد أحسنت فيه، لكنه ليس المطلوب في التلخيص، التلخيص أن ترتّب مقاصد الكاتب وتبرز الجمل الرئيسة في رسالته وهي التي نسمّيها مسائل العماد، مع ما يدعّمها به من أدلّة وتقريرات وأقوال لأهل العلم وهي التي نسمّيها مسائل السناد.


رزقك الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 ذو الحجة 1440هـ/19-08-2019م, 02:44 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

تلخيص رسالة العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية لابن تيمية

أولاً مسائل الرسالة:
1. أصول عامة للتفريق بين العبادات الشرعية والبدعية
-أصل الدين
-تعريف العبادة المشروعة وبيان نوعيها الواجبة والمستحبة.
-بيان ضابط العبادة المشروعة (وهو أن تثبت في الكتاب أو السنة الصحيحة)
-بيان حقيقة الرخصة في رواية أحاديث الفضائل ضعيفة السند.
-بيان نوعي العبادات المبتدعة: ما كان منها له أصل شرعي، وما لم يكن له أصل شرعي.
-مثال على الزالين والمبتدعين في العبادات التي لها أصل شرعي (الخوارج) وبيان عملهم والآثار المترتبة عليه.

2. التنبيه على بعض أجناس الأعمال الغير المشروعة المشهورة عند أهل البدع وبيان بطلانها:
أ-الخلوات وتحديد بعضهم لها بأربعين يوماً
--حجج واستدلالات أهل البدع على صحة ومشروعية الخلوات، مع الرد عليهم وبيان ضعف استدلالاتهم.
--مواضع الخلوات
--الفرق بين الخلوات والاعتكاف
--من آثار الخلوات على أصحابها (التنزل الشيطاني ورؤية الأموات والتكلم معهم) وبيان بطلان تلك الآثار
--بيان ما يحتمله قولهم (يأخذ عن الله، وأعطاني الله) من احتمالات منها الصحيح ومنها الباطل.
--بيان أوجه بطلان ادعائهم تلقيهم الأمور مباشرة من الله سبحانه وتعالى بدون واسطة، ومع الدليل على ذلك.
--بيان حد الخلوة والعزلة والانفراد المشروع، والفرق بينه وبين الغير المشروع.
--حال أصحاب الخلوات مع العبادات المشروعة حالان.


ب-الأذكار والأقوال المعينة التي يتقربون بها ويأمرون بها

--تقسيمهم للأذكار على ثلاث مستويات بحسب حال الشخص وقربه من الله عندهم.
--الرد على كل مستوى من المستويات الثلاثة السابقة.
--تأويلاتهم لهذه الأذكار وبأن المقصود منها هو جمع القلب ليستعد لما يرد عليه.
--ذكر الصفة التي يجب أن يكون عليها صاحب الذكر ليتحصل المعرفة المزعومة.
--آثار هذه المقولات والأخذ بتأويلاتهم (الكفر والقول بوحدة الوجود وتنزل الشياطين).
--وجه الشبة بين أقوال المبتدعة وأقوال المتفلسفة.
--أوجه بطلان قولهم وادعائهم وهي سبعة أوجه.

3. التحذير من تحويل العبادات المشروعة والمباحة إلى غير مشروعة بالقصد والنية
-بيان أهمية صلاح القصد مع الاتباع.
-بيان ما يتابع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مما لا يتابع فيه.
-بيان ما شرع لنا قصده.
-بيان أقوال الصحابة في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما لم يقصده.
- الفرق بين مشابهة الرسول صلى الله عليه وسلم في صورة الفعل دون قصد التعبد، وبين قصد التعبد في الأماكن والبقاع التي كان فيها.
--النهي عن اتخاذ القبور والبقاع والأماكن المعينة التي لم يرد في فضلها حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم محال للعبادة وبناء المساجد عليها، وسبب ذلك النهي مع الدليل.

4. خطورة اتخاذ ما لم يجعله الله سبحانه وتعالى ولا رسوله سباب سبباً للوصول إلى الله
-بيان سبب توجههم لاتخاذ أسباب لم تشرع أسباباً.
--بيان ما يحبه أهل العبادات البدعية من عباداتهم الباطلة وما يبغضوه من القرآن والعلم والعلماء والكتب.
--بيان سبب ذلك البغض لهذه الأمور الفاضلة، وهما سببان.
-بيان بطلان الأسباب التي يزعمون أنها توصلهم بالله سبحانه وتعالى مباشرة، وهما سببان:
1. الشرك بالله بعبادة غيره أو النذر لغيره.
--الفرق بين النذر لله والنذر لغير الله.
--المراد من قوله صلى الله عليه وسلم عن النذر: (إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل).

2. سماع المعازف والأغاني
--ذكر الآثار المترتبة على سماع المعازف من الشرك والفواحش والظلم من قتل الأنفس بحضور الشياطين، وأن جميع ذلك من الأحوال الشيطانية.




ثانياً: المقاصد الفرعية:
1-بناء الأصول والأسس للتفريق بين العبادات الشرعية والبدعية
2- التنبيه على بعض أجناس الأعمال الغير المشروعة المشهورة عند أهل البدع كالخلوات وبيان بطلانها
3- التحذير من تحويل العبادات المشروعة والمباحة إلى غير مشروعة بالقصد والنية
4- خطورة اتخاذ ما لم يجعله الله سبحانه وتعالى ولا رسوله سباب سبباً للوصول إلى الله

ثالثاً: المقصد الكلي:
دلّ عنوان الرسالة على المقصد الكلي للرسالة دلالة واضحة، فمما تبين لي أن المقصد الكلي هو:
بيان الحد بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية لتوقي الوقوع أو الانغرار بالعبادات البدعية المهلكة.

رابعاً: تلخيص المقاصد الفرعية:
1-بناء الأصول والأسس للتفريق بين العبادات الشرعية والبدعية.
للتفريق بين العبادة الشرعية والبدعية، لابد من معرفة كل واحد منهما وما يجعله شرعياً أو بدعياً
فما يجعل العبادة شرعية غير بدعية:
أن تكون مما أمر به الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فتكون ثابتة في القرآن والسنة الصحيحة،
فتؤدى على الوجه الذي أمر دون زيادة أو نقصان، وعلى الوجه الذي يحبه الله ورسوله، وهي تنقسم لواجبة ومستحبة كالصلوات الخمس الواجبة وقيام الليل النافلة المستحبة.
ولا يجوز أن تثبت شريعة بحديث ضعيف، والذي رخص بعض العلماء بروايته من أحاديث الفضائل الضعيفة إنما هو لما كان له أصل شرعي ثابت في السنة الصحيحة إذا لم يعلم بأنها كذب.
أما العبادة البدعية فهي تنقسم إلى قسمين:
1. عبادة بدعية لها أصل شرعي، وهي كالزيادة في الصلاة والصيام وقراءة القرآن وغيرها من العبادات فوق الحد الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حد المغالاة فيها، فلما غاب عنهم العلم بالحد خاضوا في البدع، كما هو حال الخوارج.
2. عبادة بدعية ليس لها أصل شرعي، فليس لها مرجع لا في الكتاب ولا في السنة، وقد بينها الشيخ بذكر مثال عليها وتفصيل الكلام فيه في المقصد الثاني.

2- التنبيه على بعض أجناس الأعمال الغير المشروعة المشهورة عند أهل البدع كالخلوات وبيان بطلانها.
ذكر الشيخ مثال واحد لأعمال غير مشروعة مع ذكر ما يتصل به من أعمال وأقوال أهل تلك البدعة، فذكر بدعة الخلوات، وقد قيدها بعضهم بالأربعين يوماً، وكانت حجة أصحاب هذه البدعة حجتان:
1. أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختلى في غار حراء.
2. أن الله سبحانه وتعالى واعد موسى أربعين ليلة وأن موسى وعيسى من بعده صاموا تلك الأيام، وخوطب بعدها.
وقد قام الشيخ برد كل حجة عليهم بأبسط الردود وأقواها وأمتنها، فقال بأن
1. الأول تمسك بما كان قبل النبوة، وما كان قبل النبوة إن لم يأمر له الرسول صلى الله عليه وسلم فليس بشرع لنا.
2. والثاني تمسك بشرع منسوخ، فما لم يشرع للرسول صلى الله عليه وسلم وكان مشرعاً لمن قبلنا، منسوخ بشريعتنا المتقدمة المهيمنة على جميع الشرائع من قبلها.
وليتبين لنا بدعية عملهم تعمق الشيخ رحمه الله في تبيين هذه البدعة، فذكر بأن هذه الخلوات تكون في إما في الكهوف أو عند القبور فيسألون الموتى أو في مساجد مهجورة وأماكن نائية بعيدة عن تجمعات الناس وبعيدة عن سماع الأذان والذكر، فهي تقام في أماكن مهجورة، بخلاف الاعتكاف الذي شبهه به بعض الجهّال، فالاعتكاف لا يكون إلا في مساجد الله المليئة بالذكر وسماع الأذان والتي تقام فيها الصلوات وحيث تتنزل الملائكة والبركات، لا في محال القاذورات وتجمع الشياطين.
ولما كانت خلوتهم في مثل تلك الأماكن؛ كان من آثارها أن تتنزل عليهم الشياطين وتتكلم معهم وتتمثل لهم في صورة الأموات، وهم يعتقدون بأن هذه كرامات أو تنزّلات رحمانية، فيقول ويدعي من تنزلت عليه الشياطين بأنه أفضل من الأنبياء لأنه يأخذ من الله مباشرة، ويقول أعاطني الله...، وقوله هذا مجمل يحتمل احتمالات:
1. أنه أراد به الأخذ والعطاء الكوني الذي يعطيه الله لكل أحد، فجميع الناس يدخلون فيه، أي: بمشيئة الله وقدرته حصل لي كذا، فإن كان هذا مقصده فهو حق.
2. أنه أراد أن الذي يحصل له مما يحبه الله ويرضاه وأن هذا الخطاب هو كلام الله، ويكون الرد عليه بأحد الطريقين:
أ‌. إما بطرح سؤال عليه وهو كيفية معرفته بأنه تنزل رحماني وليس تنزل شيطاني، وقد أخبر سبحانه في كتابه بأن الشياطين يوحون لأوليائهم وينزلون عليهم، ولا سبيل لمعرفة ذلك إلا بفرقان يفرق بين الحالين، والفرقان هو القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
ب‌. وإما بالتقرير بأن هذه التنزلات هي تنزلات شيطانية؛ لأنها جاءت عن طريق غير مشروع.
فالخلوة والعزلة والانفراد المشروع مخالف للخلوات الغير مشروعة، فالعزلة المشروعة: منها ما هو واجب كاعتزال الأمور المحرمة، ومنها ما هو مستحب كاعتزال الناس في فضول المباحات وما لا ينفع، وللمرء إذا أراد أن ينجز عملاً أو علماً أن يختلي في مكان مع محافظته على أداء الصلوات جماعة، فلا يختلي في مكان لا مسجد فيه تقام فيه الجماعة، بعكس عمل أصحاب الخلوات البدعية كما ذكرت سابقاً.
وحال أصحاب الخلوات مع العبادات المشروعة حالان:
1. تمسك بجنس العبادات المشروعة، وهم قد يبتدعون فيها كما يفعل الخوارج.
2. ترك العبادات المشروعة كليتاً والأخذ بالعبادات الغير المشروعة.

من العبادات الغير مشروعة المصاحبة لخلواتهم الأذكار والأقوال المعينة التي يتقربون بها، وقد قسمها كبرائهم على ثلاث مستويات فقالوا:
1. بأن ذكر العامة لا إله إلا الله، وقد ثبت هذا الذكر في السنة ولكن لم يذكر بأنه خاص بالعامة فقط، وكذلك لا يصح الاقتصار على الأذكار الشرعية فقط دون بقية الأعمال المشرعة، فهي ليست السبيل الوحيد إلى الله، وليست أفضل العبادات كالصلاة، ولكنها تكون فاضلة في وقتها المشرع لها، وفي حق من فتح عليه في هذا الباب وعجزه عن بقية الأبواب الأفضل.
2. وذكر الخاصة الله الله.
3. وذكر خاصة الخاصة هو هو.
والذكر بالاسم الفرد مظهراً أو مضمراً بدعة في الشرع ويعتبر خطأ في القول واللغة، فهو ليس بكلام يفيد الإيمان أو الكفر، فكان حجتهم وتأويلهم لهذا القول بأن المقصود منه ليس ذكر الله، بل جمع القلب على شيء معين حتى تستعد لما يرد عليها، ويصفون كيفية ذلك بأن يقولون إذا كان هناك قصد وقاصد ومقصود فاجعل الجميع واحد، فبذلك يجتمع القلب عندهم، وما ذلك إلا تعبير عن الإيمان بوحدة الوجود، فيدخلون في الكفر بذلك، ولذلك ترد عليهم الشياطين وتخيل لهم التخيلات الباطلة.
وكذلك يأمرونهم بتفريغ القلب من كل شيء حتى تنزل على قلبه المعرفة كما نزلت على الأنبياء، وهم بهذا القول يشابهون قول المتفلسفة الذين يزعمون بأن النبوة مكتسبة، وأن ما يحصل لهم ولغيرهم من العلم في القلوب إنما هو من العقل الفعّال، ويحدث ذلك بتفريغ القلب وصفائه، وما قادهم لقولهم هذا نقص إيمانهم بالرسل، وإيمانهم ببعض ما جاءوا به وكفرهم ببعض.
ويتبين بطلان قولهم من سبعة أوجه ذكرها الشيخ:
1. أن العقل الفعال أمر باطل لا حقيقة له.
2. أن ما يجعله الله في القلوب إما بواسطة الملائكة إن كان صحيحاً، وإما بواسطة الشياطين إن كان باطلاً، وكلاهما أحياء ناطقون.
3. أن الأنبياء جاءتهم الملائكة من ربهم بالوحي، ومنهم كلمهم الله مباشرة، وليس ذلك بفيض قلبي كما يزعمون.
4. أن الإنسان إذا فرغ قلبه من أمر فكيف يعلم أن ما يحصل فيه حق وهو قد فرغه من كل شيء؟ وهو يعلم إما بعقل أو بسمع وكلاهما دل على بطلان ذلك.
5. أنه إذا فرغ القلب من كل شيء تنزلت عليه الشياطين؛ لأنها لا يمنعها من دخولها إلا ذكر الله القائم فيها على ما جاءت به الرسل، قال تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين)، فهذا يؤكد بأنها تنزّلات شيطانية وليست رحمانية ولا كرامات.
6. أن هذه الطريقة لو قدر بأنها حقاً، فهي تكون منسوخة بشرع خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يأمر بها وأمر بغيرها من العبادات، ومنها التفريغ والتخلية الشرعية التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، بأن يفرغ القلب مما لا يحبه الله ويملأه بما يحبه الله.

3- التحذير من تحويل العبادات المشروعة والمباحة إلى غير مشروعة بالقصد والنية.
وقد علمنا بأن العبادة المشروعة هي ما أمر بها لله سبحانه وتعالى وأمر بها رسوله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل قدوة وأسوة لنا في العبادات، فنحن نفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم على الوجه الذي فعل لأنه فعل وقصد، فنحن نقصد كما قصد، فلابد مع الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم في ظاهر العمل صلاح القصد والنية، فمن اختلف قصده لم يكن متابعاً للرسول صلى الله عليه وسلم في الحقيقة.
وليتضح لنا ما يتابع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مما لا يتابع فيه، أذكر أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم مع بيان حكم متابعتها، وهي ثلاثة أحوال ذكرها الشيخ:
1. ما كان القصد من عمله التشريع، فهذا ما لا خلاف فيه على متابعته فيه.
2. ما كان يفعله من المباحات دون قصده لها، اختلف فيه على قولان: إما مباحة، وإما مستحبة.
3. ما كان يعمله بسبب بشريته وإنسانيته دون قصده لها، فهذا جمهور الصحابة على عدم متابعته في ذلك، وخالفهم في ذلك ابن عمر فكان يحب مشابهته في صورة الفعل من حبه له، ولم يكن يقصد التعبد لله بهذه المشابهة، ومع ذلك كرهه المالكية لعدم قيام أكابر الصحابة كأبي بكر وعمر بهذا الأمر، أما قصد التعبد في الأماكن والبقاع التي كان فيها مثل النزول حيث نزل ليتخذ مسجداً كما يفعل بعض الجهال، فهذا متفق على بطلانه وعدم جوازه عند الجميع.
وبهذا يظهر لنا أحد أسباب نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور وما شابهها من أماكن مساجد ومحال للعبادة، فهو مما لم تأتي به شريعتنا بل جاءت بالنهي الصريح فيها، وذلك لأنها ذريعة للشرك وإن لم تقصد في بادئ الأمر لذلك، وهي مفتاح البدع التي هي بريد الشرك والكفر.

4- خطورة اتخاذ ما لم يجعله الله سبحانه وتعالى ولا رسوله سباب سبباً للوصول إلى الله.
لما اتخذ أهل البدعة سبيل الشيطان سبيلاً؛ قام الشيطان بتحبيبهم وتزين عباداتهم لهم، وتبغيضهم في العبادات الشرعية الصحيحة والسبل والمؤدية لها، كسماع القرآن والأحاديث ومواعظ العلماء، حتى كرهوا العلم والكتب كلها، وصدوا عنها كذلك، وذلك لسببان:
1. أنهم علموا أن هذا العلم فيه ما يخالف طريقتهم، فصارت الشياطين تهربهم منه، كما قال تعالى: (فما لهم عن التذكرة معرضين .كأنهم حمر مستنفرة . فرت من قسورة).
2. أنهم وجدوا كثيراً من المشتغلين بالعلم والكتب معرضين عن عبادة الله، إما لاشتغالهم بالدنيا أو بالمعاصي أو جهلاً وتكذيباً بما يحصل لأهل التأله والعبادة، فصار وجود هؤلاء مما ينفرهم، وأصبحوا يزعمون بأنهم يحصل لهم بطريقتهم أعظم مما في الكتب، حتى ادعوا بأنهم يلقنون القرآن بلا تلقين وأنهم يأخذون العلم من الله مباشرة بلا واسطة، ولذلك اتخذوا طرق وأسباب باطلة غير مشروعة بعيدة عن العلم وأهله؛ توصلهم لمرادهم، يتبين ببطلانها بطلان أعمالهم وطريقتهم كلها، وهما سببان ذكرهما الشيخ:
1. الشرك بالله بعبادة غيره أو النذر لغيره، وذلك بأمر الشيخ فيهم للعامي بصرف عبادته لغير الله ليحصل له المراد، فإذا استجاب العامي أصبح مشركاً بالله، وما يحصل له بهذا السبب هو كما يحصل للمشركين الذين كانت تتراءى لهم الشياطين وتحدثهم.
ويجدر التنبيه هنا كما نبه عن الفرق بين النذر لله والنذر لغير الله، فالنذر لغير الله بأن يذبح لغير الله، أما النذر لله بأن يحلف بالله بأنه إن حصل كذا مثل أن يشفى فإنه سيفعل كذا من الطاعات، فهذا منهي عن عقده مع الأمر بالوفاء به إن لم يكن فيه معصية لله إن عقد، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه: (إنه لا يأتي بخير وأنه يستخرج به من البخيل)، وذلك لأنه الناس يقصدون بالنذر تحصيل مطالبهم، فبين الرسول بأنه ليس سبباً في حصول مطلوبهم، فالله سبحانه وتعالى لا يقضي حاجتهم بسبب تلك العبادة المنذورة، بل ليختبره أيشكر أم يكفر وهو يتبين بفعله الطاعات وتركه المحرمات، لا بفعل ما ألزمه نفسه.

2.سماع المعازف والأغاني، وقد سماها الشيخ خمر النفوس، فهي لها تأثير يشابه تأثير الخمور بل أعظم، وذلك لأنهم إذا سكر أهل المعازف بالأصوات حلّ الشيطان فيهم، وظهر فيهم ثلاثة أمور تعينهم عليها الشياطين:
1. الشرك، فيحبون شيخهم كحب الله.
2. الفواحش، فالغناء رقية الزنا وأعظم الأسباب لوقوع الفواحش، فإذا سكروا بالمعازف تنحلّ نفس سامعه وتسهل عليه الفاحشة ويميل لها فيفعل ما يفعل من الزنا والفاحشة كما يحصل بين شاربي الخمر.
3. الظلم، وأعظمه القتل، مع المعازف والغناء تحضر شياطينهم، والشيطان الأقوى يقتل الآخر، ويقولون: قتله بحاله ويعدون ذلك من قوة ذلك الشخص وعِظم أمره، وما هو إلا شيطانه الذي قتل، وهذا القتل يجر بأن يأتي أولياء المقتول للثأر له ويستغيثون بشيخهم فيقتلون العشرات.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 ذو الحجة 1440هـ/21-08-2019م, 01:17 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم

عائشة الزبيري أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- في التلخيص يحسن بك فصل المسائل وإبراز كل مسألة على حدة بدلا من تلخيصها جميعا في فقرة واحدة، وهذا كما في نقد الخلوات البدعية فإننا ننبّه على مسائل منها: حجة أصحابها فيها والردّ عليهم، وقتها وحجّتهم في ذلك، أماكنها..، أنواع العبادات فيها ..، وغير ذلك من المسائل المتعلّقة بها، فإننا نفصل بين المسائل ولا نلخّصها جملة واحدة خاصّة إذا طال الكلام في كل مسألة، أما المسائل القليلة والقصيرة فلا بأس من جمعها، وهذا ليكون التلخيص أعون على فهم الرسالة واستيعاب خطتها، ولعلك تراجعين طريقة التلخيص في الأمثلة التي وضعها شيخنا -حفظه الله- في دروس هذه الدورة ومراعاة ذلك في التطبيق القادم إن شاء الله، وفقك الله.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir