المجموعة الثالثة:
س1: بيّن فضل صيام شهر رمضان.
- قال تعالى:"ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"
- وقال:"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه".
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".
س2: متى تتعيّن نيّة الصيام؟ وما حكم من نوى الصيام من النهار في فرض أو نفل؟
أما في الصيام الواجب, كصيام رمضان, أو صيام القضاء, أو صيام النذر, أو صيام الكفارة, فهنا يتعين على الصائم أن يبيت النية من الليل, ولو قبل الفجر بلحظات, لقوله عليه الصلاة والسلام:"من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له", لأن الواجب هو الصيام من أذان الفجر إلى غروب الشمس, فإن نوى بعد الفجر, أخل بصيام بعض الوقت الواجب عليه صومه, فلا تجزئه النية إن نواها في النهار, وفي رمضان تكفيه نية واحدة لجميع الشهر، ويستحب تجديدها في كل يوم.
أما في صيام التطوع, فتجزئ النية فيه في النهار, ما لم يكن قد أتى بشيء من المفطرات, لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي النبي صلى اللّه عليه وسلم ذات يوم فقال: "هل عندكم من شيء؟" فقلنا: لا، قال: "فإني إذن صائم". ويكون الأجر من حيث ابتدأ الصوم, لقوله عليه الصلاة والسلام:"إنما الأعمال بالنيات....الحديث",
س3: بيّن بالدليل مستحبات الصيام؟
1- السحور, وتأخيره: لقوله صلى اللّه عليه وسلم : "تسحروا فإن في السحور بركة". أما تأخيره فلحديث زيد بن ثابت قال: تسحرنا مع رسول الله صلى اللّه عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية.
2- تعجيل الفطر: فيستحب تعجيل الفطر متى تحقق غروب الشمس، لقوله عليه الصلاة والسلام:"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر".
3- الإفطار على رطب, فإن لم يجد فتمر, فإن لم يجد فعلى ماء, لقول أنس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء".
4- الدعاء: لقوله صلى اللّه عليه وسلّم : "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، والمظلوم".
5- الإكثار من الأعمال الصالحة, كالصدقة, وقراءة القرآن, وإطعام الطعام, لحديث ابن عباس قال:"كان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى اللّه عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة".
6-قيام الليل: خاصة في العشر الأواخر لقول عائشة رضي الله عنها: "كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"ولقوله صلى اللّه عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
7- أداء العمرة, لقوله عليه الصلاة والسلام:"عمرة في رمضان تعدل حجة".
8- قول الصائم لمن شتمه: "إني صائم" لقوله صلى اللّه عليه وسلم: "وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد، أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم".
س4: عدد الأيّام التي يستحبّ صيامها مع ذكر الدليل.
1- صيام داود, لقوله عليه الصلاة السلام:"أفضل الصيام صيام داود عليه السلام؛ كان يصوم يوما ويفطر يوما".
2- صيام التسع الأول من ذي الحجة: لقوله عليه الصلاة والسلام:"ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر". والصوم من الأعمال الصالحة.
3- صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع: لحديث عائشة رضي الله عنها: "كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يتحرى صيام الاثنين والخميس".
4- يوم عاشوراء: لقول النبي عليه الصلاة والسلام, عنه:"أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله". ويستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده, لقوله صلى اللّه عليه وسلم: "صوموا يوما قبله أو يوما بعده، خالفوا اليهود".
5- صيام الست من شوال: لحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر".
6- صيام يوم عرفة لغير الحاج: لقوله عليه الصلاة والسلام:""صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده".
8- صيام ثلاثة أيام من كل شهر: لقوله صلى اللّه عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: "صم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر". ويستحب أن تكون هذه الأيام هي الأيام البيض من الشهر، لقوله عليه الصلاة والسلام:"من كان منكم صائما من الشهر فليصم الثلاث البيض".
9- صيام شهر الله المحرم:لقوله عليه الصلاة والسلام:"أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...".
س5: ما حكم صيام يوم الشك؟
يحرم صيام يوم الشك لنهي الرسول عليه الصلاة والسلام عن صيامه, لقول عمار رضي الله عنه:"من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم".
ولقوله عليه الصلاة والسلام:"لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم", فلا حاجة للتنطع والتكلف بحجة الاحتياط, فالصوم يرتبط برؤية الهلال, لقوله عليه الصلاة والسلام:"صوموا لرؤيته...", ويستثنى من هذا من كانت له عادة من الصيام, وصادفت عادته يوم الشك, أو من كان يصوم قضاء.
س6: ما أقلّ مدّة الاعتكاف؟ وما هي مستحبّاته؟
اختلف العلماء في أقل مدة الاعتكاف, والراجح أن ليس هناك حد لأقله, لعدم ورود نص في هذا, فيصح الاعتكاف مقدارا من الزمن، وإن قل، لكن يستحب أن يكون أقله يوم وليلة, لأنه لم ينقل عن النبي عليه الصلاة والسلام, ولا عن الصحابة إنهم اعتكفوا أقل من هذا.
أما مستحبات الاعتكاف:
يستحب للمعتكف أن يكثر من العبادات اثناء اعتكافه, كالمداومة على الذكر, وقراءة القراآن, والإكثار مالانقطاعوافل, والدعاء, والتوبة إلى الله, وذلك لأن الغاية من الاعتكاف البعد عما يشغل عن ذكر الله, والانقطاع للعبادة, حيث يخلو العبد بربه, ويبتعد عما سواه, فيستحب له الإقبال على ما يقربه من الله تعالى, ويحقق المقصود من اعتكافه.
.