بسم الله الرحمن الرحيم
حل مجلس التخريج الثالث:
قول زر بن حبيش (الظنين المتهم) وفي قراءتكم بضنين والضنين البخيل:
*نوع المسألة:
تفسيرية لها صلة ببعض علوم القرآن (القراءات)
بظنين: قرأ بها ابن كثير وأبو عمرو والكسائي.
بضنين: نافع وعاصم وابن عامر وحمزة
الأقوال في المسألة:
١- ظنين:
أصحاب القول: ابن عباس، ابن الزبير، ورقاء ، عبد الرحمن، سفيان، أبو عبيدة ، عبد الرحمن الأعرج.
٢- بضنين:
أصحاب القول: ابن مسعود ، ابن عباس ، زر بن حبيش، ابن زيد، إبراهيم النخعي، مجاهد ، قتادة ، عبد الرحمن الأعرج
[هذه قراءات وليست أقوال، وتخريج القراءات يكون من كتب القراءات، وأما الأقوال فهي الواردة في معنى كلا الكلمتين]
تخريج قول زر بن حبيش:
رواه الطبري من عدة طرق عن سفيان عن عاصم عن زر بن حبيش
[ورواه الفراء في معاني القرآن من طريق عاصم عن زر]
مدارسة الأقوال:
المعنى اللغوي لكلا من اللفظين :
الضنين بالضاد : من البخل
الظنين بالظاء من الظنة وهي التهمة وتقول بئر ظنين إذا كان لا يوثق بها وقال الفراء أن معناه ضعيف والعرب تقول للرجل الضعيف ظنو.
فيكون معنى الآية الكريمة ب(ضنين) أن الله يصف رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه لا يضن ولا يبخل بما أوحى إليه أن يعلمه أو يكتم بعضه فلا يبلغه. قال ابن زيد : لم يضن به على أحد من الناس أداه وبلغه وقال الفراء: يأتيه غيب وهو منقوش فيه فلا يبخل به عليكم ولا يضن به.
وقد اختار البعض ضنين لاجماعهم على رسمها بالضاد في المصاحف العثمانية.
ويكون المعنى ب(ظنين) أنه ليس متهما على ما لديه من علم الغيب الذي يأتيه من قبل الله. واختاره أبو عبيدة وقال أنهم لم يبخلوه فيحتاج إلى أن ينفي عنه ذلك البخل إنما كان المشركون يكذبون به فأخبرهم الله أنه ليس متهم على الغيب.
[المقصود بالغيب في الآية هو القرآن]
أما من ناحية المعنى فالقولان وإن اختلفا فليسا من باب اختلاف التضاد إذ يمكن أن نصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالوصفين فيجمع المعنى بين وصفين جليلين وهما الاطلاع على علم الغيب وعدم البخل به. وأما قول أبي عبيدة فيمكن الرد عليه أن الله وصفه بذلك لحرصه على التبليغ ولا يتوقف نفي البخل عنه على رميهم إياه به.
[المسألة هنا هي معنى الكلمة على كلا القراءتين، ثم توجيه معنى الآية كاملة مع اختلاف القراءات.
- وظنين بالظاء، ورد في معناها قولان؛ الأول ما ذكرتيه وهو " متهم " والثاني: ضعيف، قاله الفراء.
- أحسنتِ الجمع بين معنى القراءتين، ومع إضافة معنى ضعيف عن تحمل أعباء الرسالة، يكون بمجموع المعاني نفي أي قصور في تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم.
- القراءات المتواترة مثل " ظنين " لا يشترط معها موافقة خط المصحف، ويعتذر للمتقدمين أنه لم يكن قد استقر التأليف في أسانيد جميع القراءات، وكان كلٌ منهم يقرأ بما تعلم من شيوخه في القراءة]
____________________________
قول أبي العالية الرياحي في (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم) قال إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا ثم ازدادوا كفرا بذنوب أصابوها فهم يتوبون منها في. كفرهم.
نوع المسألة :
١- تفسيرية لغوية وتتعلق بعلوم القرآن ؛ أسباب النزول :
المراد بالذين كفروا:
اليهود والنصارى:
أصحاب القول: ابن عباس ، الحسن ، أبو العالية.
- اليهود
أصحاب القول: قتادة والحسن وعطاء.
اليهود والنصارى والمجوس
أصحاب القول: أبو العالية.
قوم ارتدوا بعد إسلامهم ثم أسلموا ثم ارتدوا ثم أرسلوا إلى قومهم في المدينة يسألوا لهم
أصحاب القول: ابن عباس ، عكرمة ،الزجاج ،النحاس
الحارث بن سويد ونفر معه أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلم عدد منهم وبقي عالاخرين على الكفر وماتوا عليه .
ابن عباس.
رجح الطبري أن يكون المراد بهم هم اليهود الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم عند مبعثه بعدما آمنوا بنعته وصفته في كتبهم لأن الآيات التي قبلها وما بعدها نزل فيهم فليتسق السياق.
٢- متعلق الكفر:
١- الكفر ببعض الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم
أصحاب القول: الحسن
٢- الإنجيل وعيسى:
قتادة
٣- الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم
أصحاب القول: ابن عباس
٣-معنى ازدادوا كفرا:
١- الكفر بمحمد والفرقان على القول بأن كفرهم الأول الكفر بعيسى والإنجيل
أصحاب القول: قتادة
٢- الذنوب مع بقائهم على الكفر
أصحاب القول: رفيع ، أبو العالية
[رُفيع بن مِهران هو نفسه أبو العالية، راجعي سيرته في سير أعلام المفسرين]
٣- تموا على كفرهم
أصحاب القول: مجاهد
٤- ماتوا كفارا
أصحاب القول: مجاهد والسدي
وكل هذه الأقوال متقاربة وتزيد من كفرهم قبحا وإثما وتكون من أسباب عدم قبول التوبة لاصرارهم على الكفر تارة أو ارتكابهم للذنوب مع بقائهم على الكفر لان الله وعد بمغفرة الذنوب للمؤمن المنيب أما الكافر فلا يقبل منه عمل..
٤- معنى لن تقبل توبتهم:
١- عند الممات
أصحاب القول: الحسن ، قتادة ، عطاء ، السدي
٢- من ذنوبهم وهم مقيمون على الكفر:
رفيع ، أبو العالية
٣- تابوا من بعض ومن لم يتوبوا في الأصل
أبو العالية
٤- إيمانهم أول مرة
ابن جريج
قد تصح جميع الأقوال إلا القول بالتوبة عند الموت فالمعلوم أن التوبة تكون في حياة العبد وعند الموت لا يقبل الله توبة أحد.
[مقصود من قال بالتوبة عند الموت هو التوبة عند حضور الموت مثل قول فرعون لما كاد أن يغرق، آمنت برب هارون وموسى]
تخريج قول أبي العالية:
رواه الطبري وابن أبي حاتم عن داود عن أبي العالية
أخرج ابن المنذر عن أبي العالية كما جاء في الدر المنثور .
[تفسير ابن المنذر لهذه الآية من الجزء المطبوع يمكنكِ الرجوع إليه]
[رواه ابن جرير بهذا اللفظ من طريق ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن أبي العالية.
مخرج الأثر هو داود بن أبي هند، لكن لاختلاف ألفاظ الرواية عينّا تلميذ داود الذي جاء عنه نفس اللفظ.
وحبذا لو أنهيتِ عملك بدارسة هذه المسائل والأقوال الواردة فيها لتخلصي إلى معنى الآية ككل، مع بيان الراجح أو وجه الجمع بين الأقوال]
______________________________
قول سعيد بن جبير (الرفيق في السفر)
نوع المسألة :
تفسيرية لغوية: المراد بالصاحب بالجنب:
الأقوال في المسألة:
١- جليسك في الحضر والرفيق الصالح الذي يلزمك
أصحاب القول: عبد الله بن مسعود ، علي بن أبي طالب، ابن عباس، ابن زيد، زيد بن أسلم ، الفراء
٢- صاحبك في السفر:
أصحاب القول:
ابن عباس ، زيد، قتادة، مجاهد، عكرمة، سعيد بن جبير، السدي، الضحاك ، أبو عبيدة التيمي.
٣- امرأة الرجل
علي بن أبي طالب، عبد الله بن مسعود ، إبراهيم النخعي، أبو الهيثم.
تخريج قول سعيد بن جبير:
رواه عبد الرزاق
وأبو حذيفة النهدي والطبري وابن أبي حاتم عن أبي بكير عن سعيد بن جبير
[أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي راوي تفسير سفيان الثوري، فعند التخريج يُنسب لسفيان الثوري، وليس لراوي تفسيره.
رواية ابن أبي حاتم بلفظ الرفيق الصالح وليس الرفيق في السفر]
مدارسة الأقوال:
معنى الجنب أي الذي بجانبك أو إلى جانبك فتكون الباء بمعنى إلى ..
فكل التأويلات من باب ضرب الأمثلة وهي من باب اختلاف التنوع لأن كلهم يلزمون الشخص وينفعونه فالرفيق في السفر منزله منزلك وطعامه طعامك ومسيره مسيرك
والزوج او الزوجة تسكن اليه وتلازمه
وكلهم أوصى الله بالإحسان إليهم.
______________________________
قول سعيد بن المسيب في قول الله تعالى (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) قال إنما ذلك في في الصلاة.
نوع المسألة:
تفسيرية لغوية لها علاقة بأسباب النزول:
١- معنى فلا تطرد:
تأخيرهم عن الصف الأول
أصحاب القول : ابن عباس
عدم المخالطة في المجلس
قول : ابن مسعود، خباب بن الأرت، المقدام عن سعد، عكرمة
والقولان متقاربان من حيث أنهما يصفان تكبر الكفار على ضعفاء المسلمين ومحاولتهم خداع النبي صلى الله عليه وسلم فهم استنكفوا أن يخالطوا فقراء الصحابة وضعفتهم في ذات المجلس أو أن يصلوا خلفهم..
٢- المراد بالذين يدعون ربهم:
بلال وسلمان وصهيب (ضعفة المسلمون)
أصحاب القول: قتادة ،سعد ،مجاهد ، الكلبي
المصلين المؤمنين كابن أم معبد
أصحاب القول : مجاهد
والقولان متقاربان ..
٣- معنى يدعون:
الصلوات الخمس والجماعة:
أصحاب القول: ابن عباس ، إبراهيم ، مجاهد ، الحسن، الضحاك، سعيد بن المسيب ، عامر .
ذكر الله والدعاء:
أصحاب القول: إبراهيم النخعي، ، منصور.
تعلمهم القرآن وقراءته:
أبو جعفر
عبادتهم الله
ابن عباس والضحاك.
ترجيح الأقوال:
الدعاء يكون بالذكر والثناء قولا وكلاما وعملا بالجوارح سواء بالفرض أو النفل وقد يمكن الجمع بين كل الأقوال.
٤- المقصود بالغداة والعشي:
صلاة الصبح وصلاة العصر
قتادة ومجاهد
الصلاة المفروضة
عبد الله بن عمر وابن عباس والضحاك وإبراهيم النخعي. مجاهد
العشي صلاة العشاء
عمرو بن شعيب
قال الحسن بن أبي الحسن المراد به صلاة مكة التي كانت مرتين في اليوم بكرة وعشيا
وقيل انه يعني استمرار الفعل ليلا نهارا فيكون المراد الصلوات الخمس
والمعنيان صالحان لا يتضادان.
تخريج قول سعيد بن المسيب:
رواه الطبري عن ابن جريج عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن سعيد بن المسيب.
___________________________________
قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب (أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر له منه شيء)
نوع المسألة:
تفسيرية لغوية: المراد بسوء الحساب
الأقوال في المسألة:
١- أن لا يتجاوز له عن شيء:
فرقد السبخي، شهر بن حوشب.
٢- أن يإخذ عبده بالحق؛ بذنبه كله.
إبراهيم النخعي ، الحسن.
٣- المناقشة في الأعمال
أبو الجوزاء عن ابن عباس
تخريج قول إبراهيم النخعي:
رواه سعيد بن منصور والطبري عن فرقد السبخي عن إبراهيم النخعي
أخرجه أبو الشيخ عن فرقد السبخي عن إبراهيم كما جاء عند السيوطي في الدر المنثور.
مدارسة الأقوال:
الأقوال متلازمة ومتوافقة فإن من سوء الحساب أن تناقش في أعمالك وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: من نوقش الحساب عذب. فقالت عائشة: أليس يقول الله فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذلك العرض.
فالكفرة الذين لم يستجيبوا لله تعالى وكفروا به يناقشون على النقير والقطمير والجليل والحقير .
والله أعلم.