بسم الله الرحمن الرحيم
اجابات اسئلة المجلس الثاني عشر : القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع
1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
ان للتقوى فضائل عديدة للفرد والمجتمع ويمكن تعريف التقوى كما ورد عن بعض السلف :" التقوى ان تعمل بطاعة الله ، على نور من الله، ترجو ثواب الله، أن تجتنب معصية الله على نورمن الله تخاف عقاب الله" هذا وقد اشتملت سورة الطلاق على عدد من الاحكام والاوامر والنواهي التي تتعلق بآمور النساء والبيوت والتي عادة لاتظهر الى الناس وقد يقع فيها الظلم فجاء ت هذه السورة لتأكيد الحاجة الى التقوى في امور الطلاق والعدة والشهادة عليها والنفقة والارضاع حتى لا يقع الظلم على افراد الاسرة من الازواج والزوجات والاولاد ويبقى المجتمع المسلم مجتمعاً سليماً في تعامله مع المشكلات الاسرية وفي مايلي بعض الفوائد من هذه السورة :
١- في قوله تعالى {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجًا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب} فمن يتّق اللّه فيما أمره به، وترك ما نهاه عنه، يجعل له من أمره مخرجًا، ويرزقه من جهةٍ لا تخطر بباله.
٢- لَمَّا كانَ الطلاقُ قدْ يُوقِعُ في الضِّيقِ والكَرْبِ والغَمِّ؛ أمَرَ تعالى بتَقواهُ، ووَعَدَ مَن اتَّقاهُ في الطلاقِ وغيرِه بأنْ يَجعَلَ له فَرَجاً ومَخرَجاً. فإذا أَرادَ العبدُ الطلاقَ، ففَعَلَه على الوجهِ الشرعيِّ، بأنْ أوْقَعَه طَلقةً واحدةً في غيرِ حَيْضٍ ولا طُهْرٍ أصابَها فيه، فإنه لا يُضَيَّقُ عليه الأمرُ، بل جَعَلَ اللَّهُ له فَرَجاً وسَعَةً يَتمكَّنُ بها مِن الرُّجوعِ إلى النكاحِ إذا نَدِمَ على الطلاقِ.
٣-الآيةُ وإنْ كانَتْ في سِياقِ الطلاقِ والرَّجْعَةِ؛ فإنَّ العِبْرةَ بعُمومِ اللفْظِ، فكلُّ مَن اتَّقَى اللَّهَ تعالى ولازَمَ مَرضاتَهُ في جميعِ أحوالِه، فإنَّ اللَّهَ يُثِيبُهُ في الدنيا والآخِرةِ ومِن جُملةِ ثَوابِه أنْ يَجْعَلَ له فَرَجاً ومَخْرَجاً مِن كلِّ شِدَّةٍ ومَشقَّةٍ، وكما أنَّ مَن اتَّقَى اللَّهَ جَعَلَ له فَرَجاً ومَخْرَجاً ومَن لم يَتَّقِ اللَّهَ يقَعْ في الآصارِ والأغلالِ، التي لا يَقْدِرُ على التخلُّصِ منها والخروجِ مِن تَبِعَتِها، واعتُبِرَ ذلك في الطلاقِ، فإنَّ العبدَ إذا لم يَتَّقِ اللَّهَ فيه، بل أوْقَعَه على الوَجْهِ المُحَرَّمِ، كالثلاثِ ونحوِها، فإنَّه لا بُدَّ أنْ يَندَمَ نَدامةً لا يَتمكَّنُ مِن استدراكِها والخروجِ منها.
٤- رُوي عن عبد اللّه بن مسعودٍ انه يقول: إنّ أجمع آيةٍ في القرآن: {إنّ اللّه يأمر بالعدل والإحسان} [النّحل: 90] وإنّ أكثر آيةٍ في القرآن فرجًا: {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجًا}.
٥- رُوي عن عبد اللّه بن عبّاسٍ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم انه قال:"من أكثر من الاستغفار جعل اللّه له من كلّ همٍّ فرجًا، ومن كلّ ضيقٍ مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب".
٦- في قوله تعالى { ذلك أمر اللّه أنزله إليكم ومن يتّق اللّه يكفّر عنه سيّئاته ويعظم له أجرًا} ترغيب لأتباع أمر الله حيث يحصل لمن اتقى المطلوب وينال الاجر في الاخرة.
٧- من التقوى اتباع امر الله في امور العشرة بين الزوجين وبذلك يكون المجتمع مبنياً على الصلاح وعدم الظلم.
المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات.
من الفقهاء ممّن قال بوجوب الكفّارة على من حرّم جاريته أو زوجته أو طعامًا أو شرابًا أو ملبسًا أو شيئًا من المباحات، وهو مذهب الإمام أحمد وطائفةٍ. وذهب الشّافعيّ إلى أنّه لا تجب الكفّارة فيما عدا الزّوجة والجارية، إذا حرّم عينيهما أو أطلق التّحريم فيهما في قوله، فأمّا إن نوى بالتّحريم طلاق الزّوجة أو عتق الأمة، نفذ فيهما.
ب: كيف تكون مجاهدة الكافرين والمنافقين.
يكون جِهادِ الكُافَّرين والمُنافقِينَ بإقامةِ الحُجَّةِ عليهم ودَعوتِهم بالْمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وإبطالِ ما هم عليهِ مِن أنواعِ الضلالِ، وجِهادِهم بالسلاحِ والقتالِ لِمَن أَبَى أنْ يُجِيبَ دَعْوةَ اللَّهِ ويَنقادَ لِحُكْمِه؛ فإنَّ هذا يُجاهَدُ ويُغْلَظُ له فيتم مجاهِدِة الكُافَّرَين بالحرْبِ,وَالْمُنَافِقِينَ بإقامةِ الحدودِ عليهم، فإنهم كانوا يَرتَكِبونَ مُوجِباتِ الحدودِ، واستعْمِالِ الْخُشونةَ مع الطَّرَفينِ.
2. حرّر القول في:
المراد بالذكر في قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا}.
ورد في المراد بالذكر في الاية قولان:
الاول :انه القرآن العظيم وذكره ابن كثير ودلل عليه بقول ابن جرير في قوله تعالى {رسولا} "والصواب ان الرسول ترجمة عن الذكر" وهو قول السعدي واحد قولي الاشقر.
الثاني: انه الرسول نفسه وذكره ابن كثير ونسبه الى بعضهم وهو احد قولي لاشقر.
وبالنظر الى القولين نجدهما مختلفين والارجح الاول والله اعلم.
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق.
يخبر الله سبحانه وتعالى مبيناً قدرته على الخلق وذلك ليكون باعثاً لتعظيم احكامه وشرعه {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } اي انه خلق سبع سموات وانه خلق سبع ارضين كما ورد في الحديث ((مَنْ ظَلَمَ شِبْراً فِي الْأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ)) ثم قال سبحانه {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} اي انه انّزل الاحكام والشرائع التي اوحاها الى رسله وكذلك الاوامر الكونية والقدرية، كل ذلك {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} اي لأجل ان يعرف العباد قدرته ومقدار احاطة علمه فاذا عرفوه بآسمائه وصفاته احبوه واتبعوا شرائع دينه وهي الغاية المقصودة من الخلق والامر الا وهي معرفة الله وعبادته فقام بذلك الموفقون من عباده الصالحين واعرض عن ذلك الظلمون المعرضون والله اعلم.