سؤال تواقة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو علم الكلام ؟
جواب الشيخ عبدالعزيز الداخل:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
علم الكلام حذر منه أئمة أهل السنة والجماعة لأنه مبتدع محدث مخالف لمنهج السلف الصالح في طريقة إثبات الأسماء والصفات لله تعالى
فمنهج السلف الصالح هو وصف الله تعالى بما وصف به نفسه في كتابه الكريم وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم
فإذا قرأنا قول الله تعالى: (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم) علمنا أن الله تعالى وصف نفسه بالرحمة.
وإذا سمعنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لله أرحم بعبده من الوالدة بولدها) علمنا أيضاً أن الله تعالى متصف بصفة الرحمة
وهذه هي طريقة السلف الصالح : الإيمان والتصديق بالكتاب والسنة
وهي طريقة موافقة للفطرة ومقتضى العقل الصحيح ليس فيها تعقيد ولا تكلف
وأما ما يسمى بعلم الكلام فهو علم مبتدع محدث أراد منه أصحابه إثبات العقائد بالطرق الفلسفية معرضين عن طريقة القرآن العظيم وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان من أئمة الدين
وتوصلوا بهذه الطريقة المذمومة إلى إيجاد طرق فلسلفية يتذرعون بها لنفي ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات على اختلاف كبير بينهم في ذلك فبعضهم ينفي جميع الأسماء والصفات
وبعضهم يثبت الأسماء وينفي الصفات ، وبعضهم يثبت بعض الصفات وينفي بعضها
ويختلفون في طريقة النفي فبعضهم مؤولة يؤولون المعنى الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة إلى معان باطلة لم تدل عليها فيؤولون صفة الرحمة بالإنعام، ويوؤلون صفة الاستواء على العرش بتولي الملك، وهكذا ... وهذه الطريقة يسمونها ظلماً وعدواناً بالحكمة فيزعمون أنها أعلم وأحكم من طريقة السلف الصالح، وقد غلطوا في ذلك.
وبعضهم مفوضة يقولون: لا نعلم معناها ، ليس جهلاً منهم بمعنى الرحمة في اللغة - مثلاً - وإنما لأن الله متصف بصفة الرحمة يقولون لا نعلم معنى هذه الرحمة التي اتصف الله بها، ولا يمكن لأحد من سائر المكلفين أن يعرف معناها.
وهذا القول باطل لأن مقتضاه أن الله خاطبنا بكلام غير مفهوم لا يمكننا أن نعرف معناهوكيف يرغبنا في طلب رحمته ونحن لا نعرف معنى هذه الرحمة
والمقصود أن ما يسمى بعلم الكلام هو علم فاسد مذموم ضل بسببه طوائف من أهل القبلة
وهم الذين يسمون في كتب العقيدة بالمتكلمين ، أي الذين ينتهجون منهج علم الكلام ، وبينهم خلاف طويل عريض ، يأتي بيانه إن شاء الله في متون الاعتقاد في الأسماء والصفات.
وليس مطلوباً منكم في هذه الدورة أن تدرسوا هذه الفرق ، وإنما المطلوب أن تعلموا أن منهج السلف الصالح هو المنهج الصحيح ومن اتبعهم فهو من الفرقة الناجية.
سؤال تواقة:
اقتباس:
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية : وأكثر من يضاف عليه الضلال هم المتوسطون من علماء الكلام لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه ومن دخل فيه وبلغ غايته عرف فساده وبطلانه ورجع وصدق رحمه الله وهذا هو الذي يخاف عليه كل علم يخاف من الأنصاف الذين في عرض الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيضلون ويضلون
|
لم افهم هذه الفقره؟
جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:مقصوده أن الذين سلكوا علم الكلام وتوغلوا فيه أدركوا أن هذه الطريقة وهي إثبات العقائد بالطرق الكلامية والمناهج الفلسفية لا تسمن ولا تغني من جوع وإنما هي ضلال مبين وقول على الله بغير علم تنتهي بصاحبها إلى الحيرة والشك والتردد.
وكذلك من لم يدخل في علم الكلام فهو في عافية منه
ويبقى الخطر على من سلك هذه الطريقة من أنصاف المتعلمين فإنه ربما يغتر بها ويظن أنها علم وحكمة فتستهويه هذه الطريقة ويفتتن بها فيضل ويضل وقد لا يتمكن من التوبة منها
اقتباس:
لكن يا إخواني فعلا أن من المتأخرين من قال إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين مفوضة ومؤولة وجعلوا الأشاعرة فأخطؤا في فهم السلف وفي منهجهم صلى الله عليه وسلم
|
كيف نقسم أهل السنة أنهم مفوضة ومؤولة وأنت كم أوضحت أنهم من أهل البدع ؟
جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: أهل السنة ليسوا مؤولة ولا مفوضة ، وإنما هذا التقسيم ذكره بعض الجهلة من المتأخرين ، والشيخ ذكر هذا من باب الإنكار والتعجب من هذا الجهل من بعض المتأخرين.
وفقك الله وبارك فيك.