المجموعة الأولى:
س1: ما معنى أصول التفسير؟
أصول جمع أصل ,, وأصول التفسير هي الأصول التي يبنى عليها علم التفسير ابتداءا من التعرف على أصول المسائل التفسيرية وانتهاءا بمهارات وطرق تبليغه للمتلقي ,, ولكلمة أصول التفسير اطلاقات متعددة ؛ منها أنها تطلق على مصادر التفسير، و على طرق التفسير ,و على بعض قواعد التفسير وغيرها مما يُعد أصل في بابه ,وكل إطلاق له مناسبة سائغة فهو إطلاق صحيح، وإن لم يكن حاصراً للمراد بأصول التفسير.
وما أهمّ المؤلفات فيه؟
من أهم ما ألف في هذا الفن ؛
1: كتاب البرهان لبدر الدين الزركشي (ت:795هـ).
2: وكتاب مواقع العلوم لسراج الدين البلقيني (ت:824هـ)
3: وكتاب التيسير في قواعد علم التفسير لمحمد بن سليمان الكافيجي (ت:879هـ).
4: وكتاب التحبير في علوم التفسير لجلال الدين السيوطي (ت:911هـ).
5:كتاب الإتقان للسيوطي أيضاً.
6: رسالة مختصرة للسيوطي ضمنها كتابه النُّقاية، ثم شرحها وسمّاها "إتمام الدراية" ،
وقد طُبع مفردا مايختص بأصول التفسير حيث حققه وعلق عليه الشيخ جمال الدين القاسمي (ت:1332هـ) .
نظم الشيخ عبد العزيز بن علي الزمزمي (ت:976هـ) رسالة السيوطي في منظومته التي اشتهرت بمنظومة الزمزمي ,وقد شرحت شروحا عديدة.
7:وكتاب "التكميل في أصول التأويل" للشيخ عبد الحميد الفراهي (ت:1349هـ).
8: وكتاب "القواعد الحسان لتفسير القرآن" للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ).
9: ومقدمة التفسير للشيخ عبد الرحمن بن قاسم العاصمي (ت:1392هـ)، وهي رسالة مختصرة، وله حاشية عليها.
10: مقدمة التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور(ت:1393هـ).
وهذه المؤلفات لم ينفرد كتاب منها بعلم أصول التفسير بل احتوى مجموعة من المباحث القيمة التي جُمعت في هذا العلم.
أما الكتب المعاصرة فهي على ثلاثة أنواع :
النوع الأول : قامت بشرح الكتب السابقة والتعليق عليها وتحقيقها وتدريسها .
من أبرزها : شرح الشيخ ابن عثيمين , وشرح الشيخ ابن جبرين , وشرح الشيخ صالح آل الشيخ , وشرح الشيخ خالد السبت , وشرح الشيخ مساعد الطيار .
وهذه الكتب شرحت مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
أما الشيخ محسن المساوي ,و الشيخ عبد الكريم الخضير, فقد شرحا رسالة السيوطي في أصول التفسير التي أفردت من كتاب النقاية، كما شرحا نظمها للزمزمي.
من أبرز شروح القواعد الحسان للسعدي شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
و شرح الشيخ :سعد بن ناصر الشثري
و الشيخ: وليد السعيدان مقدّمة التفسير لابن قاسم وهما أشهر من شروحها.
النوع الثاني : كتب أفردت التأليف في أصول التفسير:
من أهم ما ألف في هذا النوع : أصول في التفسير للشيخ محمد بن صالح العثيمين , الوجيز في أصول التفسير للشيخ مناع القطان ,بحوث في أصول التفسير ومناهجه للشيخ فهد بن سليمان الرومي , قواعد الترجيح عند المفسّرين للشيخ حسين الحربي, قواعد التفسير وأصوله للشيخ خالد بن عثمان السبت, فصول في أصول التفسير للشيخ مساعد بن سليمان الطيار, والتحرير في أصول التفسير له أيضاً, الركيزة في أصول التفسير للشيخ محمد بن عبد العزيز الخضيري, ومعالم في أصول التفسير للشيخ ناصر المنيع, تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه للشيخ: علي العبيد.
النوع الثالث : افراد الحديث عن أصول التفسير في بعض أبواب البحث ويكثر هذا في الرسائل العلمية .
س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟
تحصين المتعلم بأصول من ضلالات أهل الكلام والفلاسفة وأهل الباطن وطوائف من الرافضة والصوفية وغيرهم , فلدى هؤلاء شبهات بيثونها في محاولة للطعن في بيان القرآن ليصلوا إلى باطلهم من خلال تأويلات يأولونها , كزعم بعضهم أن القرآن والسنة ظواهر لفظية لايفهم مرادها إلا بتدخل العقل وتحكيمه فيها حتى تجرؤوا بالقول بتقديم العقل على النقل .
قال ابن القيّم رحمه الله في شأنهم : (ومن كيد [الشيطان] بهم وتحيله على إخراجهم من العلم والدين: أن ألقى على ألسنتهم أن كلام الله ورسوله ظواهر لفظية لا تفيد اليقين، وأوحى إليهم أن القواطع العقلية والبراهين اليقينية في المناهج الفلسفية، والطرق الكلامية، فحال بينهم وبين اقتباس الهدى واليقين من مشْكاة القرآن، وأحالهم على منطق يونان، وعلى ما عندهم من الدعاوى الكاذبة العريَّة عن البرهان، وقال لهم: تلك علوم قديمة صقلتها العقول والأذهان، ومرت عليها القرون والأزمان، فانظر كيف تلطف بكيده ومكره حتى أخرجهم من الإيمان والدين، كإخراج الشعرة من العجين).
س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل.
النوع الأول : تلاوة القرآن تلاوة محققة بلغة الفصاحة والبيان , ومما يدل على أهمية هذا النوع من البيان أنه كان يتأثر بسماعه كل من أنصت له من دون استثناء ويقع أثره على قلبه جليا سواءا بالخير فيزداد ايمانا او بالعناد والإستكبار فيضِلَّ ويخزى, من ذلك ماورد عن الوليد بن المغيرة حين رجع إلى قومه بغير الوجه الذي ذهب به منهم بعد سماعه للقرآن , والله اعلم .
النوع الثاني : الإطلاع ومعرفة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف أن الله أخزى ودحض به حجج المبطلين , وكيف كان يتعامل ويرد على المخالفين في خصوماتهم ومجادلاتهم له, مثال ذلك: مجادلة قريش للنبي صلى الله عليه وسلم أن يعبدوا الله سنة ويعبد هو أوثانهم سنة فأنزل الله سورة الكافرون للبراء من الكفر وأهله.
ففي معرفة فقه الدعوة تسهيل لفهم القرآن الكريم.
النوع الثالث : ما يكون بيانه بتطبيقه والعمل به , مثال ذلك بيان المراد بإقامة الصلاة بفعله صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه ( صلو كما رأيتموني أصلب ) متفق عليه.
النوع الرابع : بيان النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وتفسيره لبعض الآيات لهم ابتداءا وتوضيح المراد منها من ذلك : ما جاء في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى} قال: لا إله إلا الله). رواه الترمذي، وصححه الألباني.
النوع الخامس : إجابة النبي صلى الله عليه وسلم على أسئلة المشركين والمنافقين وأهل الكتاب عن بعض المعاني القرآنية وما يطرحونه من شبه واعتراضات. من ذلك : سؤال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين فسكت النبي صلى الله عليه وسلم وانتظر الوحي فجاءه الجواب بسورة كاملة وهي سورة الكهف .
النوع السادس: جواب النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة على تساؤلاتهم التي ترد لهم عن معاني بعض الآيات وما يلتبس عليهم فهم المراد منها, كتساؤلهم عند قول الله تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ) قالوا كلنا يظلم نفسه يقصدون كيف النجاة من عاقبتها وهم في وجل وخوف فوضح مرادها النبي صلى الله عليه وسلم بأن الظلم هنا يقصد به الشرك .
النوع السابع : تعليم الصحابة وتربيتهم بكتاب الله تعالى بالإرشاد وتنبيه المخطئ منهم وبيان الصواب له من كتاب الله تعالى , من ذلك :ما ورد في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟» فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد» فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرته، فقال: «الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته»
النوع الثامن : التفسير المتلقى بالوحي وذلك في المسائل التي لاتدرك الا بوحي من الله كالإخبار عن المغيبات ونحوها من ذلك : حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})). متفق عليه.
وهذا النوع من خصائص التفسير النبوي.
. 4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟
قال محمد بن عمر الواقدي عن سبب قلّة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن أحداثهم : (إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج إليهم، وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس، وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون، وسمعوا أحاديث فأدوها فكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير ...، فلم يأت عنهم من كثرة الحديث مثل ما جاء عن الأحداث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل جابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن
عمر بن الخطاب....، ونظرائهم.
وكل هؤلاء كان يعدّ من فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يلزمون رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيرهم من نظرائهم، وأحدث منهم مثل عقبة بن عامر الجهني وزيد بن خالد الجهني وعمران بن الحصين (وغيرهم)* ... فكان أكثر الرواية والعلم في هؤلاء ونظرائهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم. ومضى كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبعده بعلمه لم يؤثر عنه بشيء ولم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). انظر ما أورده ابن سعد في طبقاته.