التطبيق الثالث:
تفسير سورة التغابن [ من الآية (14) إلى الآية (18) ]
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) } الخطوة الأولى: استخلاص المسائل وترميزها
تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ (14) إنّما أموالكم وأولادكم فتنةٌ واللّه عنده أجرٌ عظيمٌ (15) فاتّقوا اللّه ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرًا لأنفسكم ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون (16) إن تقرضوا اللّه قرضًا حسنًا يضاعفه لكم ويغفر لكم واللّه شكورٌ حليمٌ (17) عالم الغيب والشّهادة العزيز الحكيم (18) }
يقول تعالى مخبرًا عن الأزواج والأولاد: إنّ منهم من هو عدوّ الزّوج والوالد المخاطب فى الآية، بمعنى: أنّه يلتهى به عن العمل الصّالح سبب العداوة بين الزوج وزوجته والوالد وولده، كقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} [المنافقون: 9]؛ ولهذا قال هاهنا: {فاحذروهم}الدليل على العداوة من القرآن قال ابن زيدٍ: يعني على دينكم.متعلق فأحزروهم
وقال مجاهدٌ: {إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم} قال: يحمل الرّجل على قطيعة الرّحم أو معصية ربّه، فلا يستطيع الرّجل مع حبّه إلّا أن يطيعه. سبب العداوة بين الزوج وزوجته والوالد وولده وقال ابن أبي حاتمٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن خلفٍ العسقلانيّ حدّثنا الفريابيّ، حدّثنا إسرائيل، حدّثنا سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ -وسأله رجلٌ عن هذه الآية: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذروهم} -قال: فهؤلاء رجالٌ أسلموا من مكّة، فأرادوا أن يأتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، فلمّا أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأوا الناس قد فقهوا في الدّين، فهمّوا أن يعاقبوهم، فأنزل اللّه هذه الآية سبب نزول الآية: {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}
وكذا رواه التّرمذيّ عن محمّد بن يحيى، عن الفريابيّ -وهو محمّد بن يوسف-به وقال حسنٌ صحيحٌ. ورواه ابن جريرٍ والطّبرانيّ، من حديث إسرائيل، به وروي من طريق العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ، نحوه، وهكذا قال عكرمة مولاه سواءً).[تفسير القرآن العظيم: 8/138-139]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ *}.
(14-15) هذا تَحْذِيرٌ مِن اللَّهِ للمُؤْمنِينَ عن الاغترارِ بالأزواجِ والأولادِ؛ المخاطب فى الآية فإنَّ بعضَهم عَدُوٌّ لكُمْ، والعدُوُّ هو الذي يُريدُ لك الشرَّ، تعريف العدو فوَظيفتُكَ الحذَرُ ممَّن هذه صِفَتُه، وظيفة المؤمن مع العدو والنفْسُ مَجبولةٌ على مَحَبَّةِ الأزواجِ والأولادِ، سبب تحزير الله رغم معرفة العداوة فنَصَحَ تعالى عِبادَه أنْ تُوجِبَ لهم هذه المحبَّةُ الانقيادَ لِمَطالِبِ الأزواجِ والأولادِ، التي فيها مَحذورٌ شَرعيٌّ، وَرَغَّبَهم في امتثالِ أوامِرِه وتقديمِ مَرضاتِه بما عندَه مِن الأجْرِ العظيمِ، المشتَمِلِ على الْمَطالِبِ العاليةِ والْمَحَابِّ الغاليةِ، وأنْ يُؤْثِروا الآخِرَةَ على الدنيا الفانيةِ الْمُنْقَضِيَةِ.المعنى العام للآية
ولَمَّا كانَ النَّهْيُ عن طاعةِ الأزواجِ والأولادِ فيما هو ضَرَرٌ على العبْدِ والتحذيرُ مِن ذلكَ قدْ يُوهِمُ الغِلْظةَ عليهم وعِقابَهم، أمَرَ تعالى بالحذَرِ مِنهم والصَّفْحِ عنهم والعفْوِ؛ فإنَّ في ذلك مِن الْمَصالِحِ ما لا يُمْكِنُ حَصْرُه، السبب فى أمره تعالى بالعفو والصفح بعد طلب الحزر فقالَ: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}؛ لأنَّ الجزاءَ مِن جِنْسِ العمَلِ، فمَن عَفَا عفَا اللَّهُ عنه، ومَن صَفَحَ صَفَحَ اللَّهُ عنه، ومَن عامَلَ اللَّهَ تعالى فيما يُحِبُّ وعامَلَ عِبادَه بما يُحِبُّونَ ويَنْفَعُهم، نالَ مَحَبَّةَ اللَّهِ ومَحَبَّةَ عِبادِه واسْتَوْسَقَ له أَمْرُه فائدة العفو والصفح ). [تيسير الكريم الرحمن: 868]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (14- {عَدُوًّا لَكُمْ} يَعنِي أنهم يَشغَلونَكم عن الخيْرِ. سبب العداوة بين الزوج وزوجته والوالد وولده سببُ النزولِ أنَّ رِجالاً مِن مكةَ أسْلَمُوا وأرادوا أنْ يُهاجِروا، فلم يَدَعْهم أزواجُهم وأولادُهم. سبب نزول الآية وقالَ مجاهِدٌ: واللهِ ما عَادَوْهُمْ في الدنيا ولكنْ حَمَلَتْهُم مَوَدَّتُهم على أنِ اتَّخَذُوا لهم الحرامَ فأَعْطَوْهُم إيَّاه.
{فَاحْذَرُوهُمْ} أي: احْذَرُوا الأزواجَ والأولادَ أنْ تُؤْثِرُوا حُبَّكُم لهم وشَفَقَتَكم عليهم على طاعةِ اللهِ، ولا يَحْمِلْكُم ما تَرغبونَه لهم مِن الخيْرِ على أنْ تَكْسِبُوا لهم رِزقاً بِمَعصيةِ اللهِ.متعلق فأحزروهم
{وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا} أيْ:تَعفُوا عن ذُنوبِهم التي ارْتَكَبُوها، وتَتركوا التثريبَ عليها، وتَسْتُرُوها.متعلق تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا
{فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} لكم ولهم, متعلق غَفُورٌ رَّحِيمٌ قِيلَ: كان الرجُلُ الذي ثَبَّطَه أزواجُه وأولادُه عن الهجرةِ إذا رأى الناسَ سَبَقُوه إليها وفَقِهُوا في الدِّينِ هَمَّ أنْ يُعاقِبَ أزواجَه وأولادَه). [زبدة التفسير: 557]السبب فى أمره تعالى بالعفو والصفح بعد طلب الحزر
تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّما أموالكم وأولادكم فتنةٌ واللّه عنده أجرٌ عظيمٌ} يقول تعالى: إنّما الأموال والأولاد فتنةٌ، أي: اختبارٌ وابتلاءٌ المراد بالفتنة من اللّه لخلقه. ليعلم من يطيعه ممّن يعصيه.سبب فتنة الله للعباد
وقوله: {واللّه عنده} أي: يوم القيامة وقت الأجر العظيم {أجرٌ عظيمٌ} كما قال: {زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث+ [ذلك متاع الحياة الدّنيا واللّه عنده حسن المآب}الدليل على فتنة الأموال والأولاد والّتي بعدها] [آل عمران: 14، 15]
وقال الإمام أحمد: حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني حسين بن واقدٍ، حدّثني عبد اللّه بن بريدة، سمعت أبي بريدة يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب، فجاء الحسن والحسين، رضي اللّه عنهما، عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثمّ قال: "صدق اللّه ورسوله، إنّما أموالكم وأولادكم فتنةٌ، نظرت إلى هذين الصّبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثي ورفعتهما".
ورواه أهل السّنن من حديث حسين بن واقدٍ، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، إنّما نعرفه من حديثه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا سريج بن النّعمان، حدّثنا هشيم، أخبرنا مجالدٌ، عن الشّعبيّ، حدّثنا الأشعث بن قيسٍ قال: قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في وفد كندة، فقال لي: "هل لك من ولدٍ؟ " قلت: غلامٌ ولد لي في مخرجي إليك من ابنة جمدٍ، ولوددت أنّ بمكانه: شبع القوم. قال: "لا تقولنّ ذلك، فإنّ فيهم قرّة عينٍ، وأجرًا إذا قبضوا"، ثمّ قال: "ولئن قلت ذاك: إنّهم لمجبنةٌ محزنة" تفرّد به أحمد رحمه اللّه تعالى.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا محمود بن بكرٍ، حدّثنا أبي، عن عيسى [بن أبي وائلٍ] عن ابن أبي ليلى، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الولد ثمرة القلوب، وإنّهم مجبنة مبخلة محزنةٌ" ثمّ قال: لا يعرف إلّا بهذا الإسناد
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا هاشم بن مرثدٍ حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عيّاشٍ، حدّثني أبي، حدّثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيدٍ، عن أبي مالكٍ الأشعريّ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ليس عدوّك الّذي إن قتلته كان فوزًا لك، وإن قتلك دخلت الجنّة، ولكنّ الّذي لعلّه عدوٌّ لك ولدك الّذي خرج من صلبك، ثمّ أعدى عدوٍّ لك مالك الّذي ملكت يمينك").[تفسير القرآن العظيم: 8/139-140]الدليل علىأن الأموال والأولاد فتنة
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ *}.
(14-15) هذا تَحْذِيرٌ مِن اللَّهِ للمُؤْمنِينَ عن الاغترارِ بالأزواجِ والأولادِ؛ فإنَّ بعضَهم عَدُوٌّ لكُمْ، والعدُوُّ هو الذي يُريدُ لك الشرَّ، فوَظيفتُكَ الحذَرُ ممَّن هذه صِفَتُه، والنفْسُ مَجبولةٌ على مَحَبَّةِ الأزواجِ والأولادِ، فنَصَحَ تعالى عِبادَه أنْ تُوجِبَ لهم هذه المحبَّةُ الانقيادَ لِمَطالِبِ الأزواجِ والأولادِ، التي فيها مَحذورٌ شَرعيٌّ، وَرَغَّبَهم في امتثالِ أوامِرِه وتقديمِ مَرضاتِه بما عندَه مِن الأجْرِ العظيمِ، المشتَمِلِ على الْمَطالِبِ العاليةِ والْمَحَابِّ الغاليةِ، وأنْ يُؤْثِروا الآخِرَةَ على الدنيا الفانيةِ الْمُنْقَضِيَةِ.
ولَمَّا كانَ النَّهْيُ عن طاعةِ الأزواجِ والأولادِ فيما هو ضَرَرٌ على العبْدِ والتحذيرُ مِن ذلكَ قدْ يُوهِمُ الغِلْظةَ عليهم وعِقابَهم، أمَرَ تعالى بالحذَرِ مِنهم والصَّفْحِ عنهم والعفْوِ؛ فإنَّ في ذلك مِن الْمَصالِحِ ما لا يُمْكِنُ حَصْرُه، فقالَ: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}؛ لأنَّ الجزاءَ مِن جِنْسِ العمَلِ، فمَن عَفَا عفَا اللَّهُ عنه، ومَن صَفَحَ صَفَحَ اللَّهُ عنه، ومَن عامَلَ اللَّهَ تعالى فيما يُحِبُّ وعامَلَ عِبادَه بما يُحِبُّونَ ويَنْفَعُهم، نالَ مَحَبَّةَ اللَّهِ ومَحَبَّةَ عِبادِه واسْتَوْسَقَ له أَمْرُه). [تيسير الكريم الرحمن: 868] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (15- {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} أيْ: بلاءٌ واختبارٌ ومِحْنَةٌ، المراد بالفتنة يَحمِلُونَكم على كَسْبِ الحرامِ، ومنْعِ حقِّ اللهِ.كيفية الفتنة بالزوجة والأولاد
{وَاللهُ عِنْدَهُ أجْرٌ عَظِيمٌ}لِمَنْ آثَرَ طاعةَ اللهِ وتَرْكَ مَعصيتِه في مَحَبَّةِ مالِه ووَلَدِه لمن الأجر العظيم). [زبدة التفسير: 557]
تفسير قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {فاتّقوا الله ما استطعتم} أي: جهدكم وطاقتكم. المراد بـ ما استطعتم كما ثبت في الصّحيحين عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمرٍ فائتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه"تعريف النبوى للتقوى
وقد قال بعض المفسّرين -كما رواه مالكٌ، عن زيد بن أسلم-إنّ هذه الآية العظيمة ناسخةٌ للّتي في "آل عمران" وهي قوله:} يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102]الناسخ والمنسوخ
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاءٌ -هو ابن دينارٍ-عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {اتّقوا اللّه حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون} قال: لمّا نزلت الآية اشتدّ على القوم العمل، فقاموا حتّى ورمت عراقيبهم وتقرّحت جباههم، فأنزل اللّه تخفيفًا على المسلمين: {فاتّقوا اللّه ما استطعتم} فنسخت الآية الأولى.سبب نزول الآية
وروي عن أبي العالية، وزيد بن أسلم، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان، نحو ذلك.
وقوله: {واسمعوا وأطيعوا} أي: كونوا منقادين لما يأمركم اللّه به ورسوله، ولا تحيدوا عنه يمنةً ولا يسرةً، ولا تقدّموا بين يدي اللّه ورسوله، ولا تتخلّفوا عمّا به أمرتم، ولا تركبوا ما عنه زجرتم.المراد بـ واسمعوا وأطيعوا
وقوله تعالى: {وأنفقوا خيرًا لأنفسكم} أي: وابذلوا ممّا رزقكم اللّه متعلق الإنفاق على الأقارب والفقراء والمساكين وذوي الحاجات، على من يكون الإنفاق وأحسنوا إلى خلق اللّه كما أحسن إليكم، يكن خيرًا لكم في الدّنيا والآخرة، وإن لا تفعلوا يكن شرًّا لكم في الدّنيا والآخرة.سبب الخيرية
وقوله: {ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون} تقدّم تفسيره في سورة "الحشر" وذكر الأحاديث الواردة في معنى هذه الآية، بما أغنى عن إعادته ها هنا، وللّه الحمد والمنّة).[تفسير القرآن العظيم: 8/140-141]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
(16) يَأْمُرُ تعالى بتَقواهُ التي هي امتثالُ أوامِرِه واجتنابُ نَواهيِهِ، تعريف التقوى وقَيَّدَ ذلكَ بالاستطاعةِ والقُدْرةِ.
فهذهِ الآيةُ تَدُلُّ على أنَّ كُلَّ واجبٍ عَجَزَ عنه العَبْدُ يَسقُطُ عنه، وأنَّه إذا قَدَرَ على بعضِ المأمورِ وعَجَزَ عن بعضِه، فإِنَّه يَأتِي بما يَقْدِرُ عليهِ ويَسْقُطُ عنه ما يَعْجِزُ عنه؛ كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ: ((إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ، فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)).سبب التقييد فى الآية
ويَدخُلُ تحتَ هذهِ القاعدةِ الشرعيَّةِ مِن الفُروعِ ما لا يَدْخُلُ تحتَ الْحَصْرِ.قاعدة شرعية
وقولُه: {وَاسْمَعُوا}؛ أي: اسْمَعُوا ما يَعِظُكُم اللَّهُ به وما يَشْرَعُه لكُمْ مِن الأحكامِ، واعْلَمُوا ذلكَ وانْقَادُوا له.متعلق وَاسْمَعُوا
{وَأَطِيعُوا} اللَّهَ ورسولَه في جميعِ أُمورِكُم.متعلق وَأَطِيعُوا
{وَأَنْفِقُوا} مِن النَّفَقاتِ الشرعيَّةِ الواجبةِ والْمُسْتَحَبَّةِ، متعلق وَأَنْفِقُوا يَكُنْ ذلك الفِعْلُ منكم خيراً لكم في الدنيا والآخِرَةِ؛ فإنَّ الخيرَ كلَّه في امتثالِ أوامِرِ اللَّهِ تعالى وقَبُولِ نَصائحِه والانقيادِ لشَرْعِه، والشرَّ كلَّه في مخالَفَةِ ذلك.سبب الخيرية
ولَكِنْ ثَمَّ آفَةٌ تَمْنَعُ كثيراً مِن الناسِ مِن النَّفقةِ المأمورِ بها، وهو الشُّحُّ الْمَجبولةُ عليه أكثَرُ النفوسِ؛ فإِنَّها تَشُحُّ بالمالِ وتُحِبُّ وُجودَه وتَكْرَهُ خُروجَه مِن اليَدِ غايةَ الكَراهةِ.المراد بالشح
فمَن وَقاهُ اللَّهُ تعالى {شُحَّ نَفْسِهِ} بأنْ سَمَحَتْ نفْسُه بالإنفاقِ النافعِ لها كيف يقى الله العبد من شح نفسه{فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}؛ لأنَّهم أدْرَكُوا المَطْلوبَ ونَجَوْا مِن المَرْهوبِ، بل لعلَّ ذلك شامِلٌ لكلِّ ما أُمِرَ به العبدُ ونُهِيَ عنه.سبب الفلاح
فإنَّه إنْ كانَتْ نفْسُه شَحيحةً لا تَنْقَادُ لِمَا أُمِرَتْ به ولا تُخْرِجُ ما قِبَلَها لم يُفْلِحْ، بل خَسِرَ الدنيا والآخِرَةَ.جزاء من شحت نفسه
وإنْ كانَتْ نفْسُه نفْساً سَمْحَةً مُطمَئِنَّةً مُنشَرِحَةً لشَرْعِ اللَّهِ، طالبةً لِمَرضاتِه؛ فإِنَّها ليسَ بينَها وبينَ فِعْلِ ما كُلِّفَتْ به إلاَّ العلْمُ به ووُصولُ مَعْرِفَتِه إليها، والبصيرةُ بأنَّه مُرْضٍ لِلَّهِ تعالى، وبذلكَ تُفْلِحُ وتَنْجَحُ وتَفُوزُ كلَّ الفَوْزِ جزاء من وقى شح نفسه ). [تيسير الكريم الرحمن: 868-869]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (16- {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}أيْ: ما أَطَقْتُم وبَلَغَ إليه جُهْدُكم.المراد بـ ما استطعتم
{وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} أي:اسْمَعوا وأَطِيعوا أوامِرَ اللهِ ورسولِه.متعلق أسمعوا وأطيعوا
{وَأَنفِقُوا خَيْراً لِأَنفُسِكُمْ} أيْ: أَنفِقُوا مِن أموالِكم التي رَزَقَكم اللهُ إيَّاها في وُجوهِ الخيرِ، ولا تَبْخَلُوا بها، وقَدِّمُوا متعلق وَأَنْفِقُوا خيراً لأنفُسِكم.
{وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أيْ: مَن وَقاهُ اللهُ مِن داءِ البُخْلِ فأَنْفَقَ في سبيلِ اللهِ وأبوابِ الخيرِ، كيف يقى الله العبد من شح نفسه فأولئكَ هم الظافِرونَ بكلِّ خيرٍ الفائزونَ بكُلِّ مَطلَبٍ). [زبدة التفسير: 557] جزاء من وقى شح نفسه
تفسير قوله تعالى: (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إن تقرضوا اللّه قرضًا حسنًا يضاعفه لكم ويغفر لكم} أي: مهما معنى إن أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه، ومهما تصدّقتم من شيءٍ فعليه جزاؤه، المراد بتقرضوا الله ونزل ذلك منزلة القرض له، سبب تسمية الإنفاق قرض لله كما ثبت في الصّحيح أنّ اللّه تعالى يقول: "من يقرض غير ظلومٍ ولا عديمٍ " شروط القرض الحسن ولهذا قال: {يضاعفه لكم} كما تقدّم في سورة البقرة: {فيضاعفه له أضعافًا كثيرةً} [البقرة: 245]مقدار مضاعفة القرض
{ويغفر لكم} أي: ويكفّر المراد ب يغفر عنكم السّيّئات. متعلق يغفر ولهذا قال: {واللّه شكورٌ} أي: يجزي على القليل بالكثير المراد ب شكور {حليمٌ} أي: [يعفو و] يصفح ويغفر ويستر، ويتجاوز عن الذّنوب والزّلّات والخطايا والسّيّئات المراد ب حليم ).[تفسير القرآن العظيم: 8/141]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (17) ثُمَّ رَغَّبَ تعالَى في النَّفَقَةِ مناسبة الآية بما قبلها فقالَ: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}. وهو كُلُّ نَفَقَةٍ كانَتْ مِن الحلالِ إذا قَصَدَ بها العبْدُ وَجْهَ اللَّهِ تعالى ووَضَعَها مَوْضِعَها شروط القرض الحسن، {يُضَاعِفْهُ لَكُمْ}؛ النفقَةُ بعَشْرِ أمثالِها إلى سبْعِمائةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ مقدار مضاعفة القرض ، {وَ} معَ المضاعَفَةِ أيضاً {يَغْفِرْ} اللَّهُ {لَكُمْ}؛بسببِ الإنفاقِ والصدَقَةِ سبب المغفرة ذُنوبَكم.متعلق يغفر
فإنَّ الذُّنوبَ يُكَفِّرُها اللَّهُ بالصدَقَاتِ والْحَسَناتِ؛ {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}.ما يستفاد من الآية
{وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} لا يُعاجِلُ مَن عَصاهُ، بل يُمْهِلُه ولا يُهْمِلُه المراد ب حليم، {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}.
واللَّهُ تعالى شَكورٌ يَقبَلُ مِن عِبادِه اليَسيرَ مِن العَمَلِ، ويُجازِيهِم عليه الكثيرَ مِن الأجْرِ، ويَشكُرُ تعالى لِمَن تَحَمَّلَ مِن أجْلِه الْمَشاقَّ والأثقالَ وأنواعَ التكاليفِ الثِّقالِ، ومَن تَرَكَ شيئاً للهِ، عَوَّضَه اللَّهُ خيراً منه المراد بشكور ). [تيسير الكريم الرحمن: 869]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (17- {إِن تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً} فتَصْرِفوا المراد ب تقرضوا أموالَكم في وُجوهِ الخيرِ بإخلاصِ نِيَّةٍ وطِيبِ نفْسٍ.شروط القرض الحسن
{يُضَاعِفْهُ لَكُمْ} فيَجعلِ الحسنَةَ بعشْرِ أمثالِها إلى سبعِمائةِ ضِعْفٍ.مقدار مضاعفة القرض
{وَيَغْفِرْ لَكُمْ} أيْ: يَضُمُّ لكم إلى تلك الْمُضاعَفَةِ غُفرانَ ذُنوبِكم.متعلق يغفر
{وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} يُثيبُ مَن أطاعَه بأضعافٍ مُضاعَفَةٍ، المراد ب شكور ولا يُعاجِلُ مَن عَصاهُ بالعُقوبةِ المراد ب حليم ). [زبدة التفسير: 557]
تفسير قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {عالم الغيب والشّهادة العزيز الحكيم} تقدّم تفسيره غير مرة).[تفسير القرآن العظيم: 8/141]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (18) {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}؛ أيْ: ما غابَ مِن العِبادِ مِن الجنودِ التي لا يَعلَمُها إلاَّ هو، المراد ب الغيب وما يُشاهِدُونَه مِن المَخلوقاتِ. المراد بالشهادة
{الْعَزِيزُ} الذي لا يُغالَبُ ولا يُمَانَعُ، الذي قَهَرَ جميعَ الأشياءِ.المراد ب العزيز
{الْحَكِيمُ} في خَلْقِه وأَمْرِه، متعلق الحكيم الذي يَضَعُ الأشياءَ مَواضِعَها.المراد ب الحكيم
تَمَّ تفسيرُ السورةِ وللهِ الحمْدُ). [تيسير الكريم الرحمن: 869]
المسائل:
· المخاطب فى الآية
· سبب العداوة بين الزوج وزوجته والوالد وولده
· الدليل على العداوة من القرآن
· متعلق فأحذروهم
· سبب نزول الآية
· تعريف العدو
· وظيفة المؤمن مع العدو
· سبب تحزير الله رغم معرفة العداوة
· المعنى العام للآية
· السبب فى أمره تعالى بالعفو والصفح بعد طلب الحذر
· فائدة العفو والصفح
· متعلق تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا
· متعلق غَفُورٌ رَّحِيمٌ
· المراد بالفتنة
· سبب فتنة الله للعباد
· وقت الأجر العظيم
· الدليل على فتنة الأموال والأولاد
· كيفية الفتنة بالزوجة والأولاد
· لمن الأجر العظيم
· الناسخ والمنسوخ وسبب نزول الآية
· المراد بـ ما استطعتم
· تعريف النبوى للتقوى
· المراد بـ واسمعوا وأطيعوا
· متعلق الإنفاق
· على من يكون الإنفاق
· سبب الخيرية
· تعريف التقوى
· سبب التقييد فى الآية
· قاعدة شرعية
· متعلق وَاسْمَعُوا
· متعلق وَأَطِيعُوا
· المراد بالشح
· كيف يقى الله العبد من شح نفسه
· سبب الفلاح
· جزاء من لم يوقى شح نفسه
· جزاء من وقى شح نفسه
· معنى إن
· المراد بتقرضوا الله
· سبب تسمية الإنفاق قرض لله
· شروط القرض الحسن
· مقدار مضاعفة القرض
· المراد ب يغفر
· متعلق يغفر
· المراد ب شكور
· المراد ب حليم
· مناسبة الآية بما قبلها
· سبب المغفرة
· ما يستفاد من الآية
· المراد ب الغيب
· المراد بالشهادة
· المراد ب العزيز
· المراد ب الحكيم
· متعلق الحكيم
الخطوة الثانية: تصنيف المسائل وترتيبها.
المسائل التفسيرية:
تفسير قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)
· المخاطب فى الآية ك س
· سبب العداوة بين الزوج وزوجته والوالد وولده ك س ش
· الدليل على العداوة من القرآن ك
· متعلق فأحزروهم ك ش
· سبب نزول الآية ك ش
· تعريف العدو س
· وظيفة المؤمن مع العدو س
· سبب تحزير الله رغم معرفة العداوة س
· المعنى العام للآية س
· السبب فى أمره تعالى بالعفو والصفح بعد طلب الحزر ك س ش
· فائدة العفو والصفح س
· متعلق تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا ش
· متعلق غَفُورٌ رَّحِيمٌ ش
تفسير قوله تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)
· المراد بالفتنة ك ش
· سبب فتنة الله للعباد ك
· وقت الأجر العظيم ك
· الدليل على فتنة الأموال والأولاد ك
· كيفية الفتنة بالزوجة والأولاد ش
· لمن الأجر العظيم ش
تفسير قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)
· الناسخ والمنسوخ وسبب نزول الآية ك
· المراد بـ ما استطعتم ك ش
· تعريف النبوى للتقوى ك
· المراد بـ واسمعوا وأطيعوا ك
· متعلق الإنفاق ك س ش
· على من يكون الإنفاق ك
· سبب الخيرية ك س
· تعريف التقوى س
· سبب التقييد فى الآية س
· قاعدة شرعية س
· متعلق وَاسْمَعُوا س ش
· متعلق وَأَطِيعُوا س ش
· المراد بالشح س
· كيف يقى الله العبد من شح نفسه س ش
· سبب الفلاح س
· جزاء من شحت نفسه س ش
تفسير قوله تعالى: إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17)
· معنى إن ك
· المراد بتقرضوا الله ك ش
· سبب تسمية الإنفاق قرض لله ك
· شروط القرض الحسن ك س ش
· مقدار مضاعفة القرض ك س ش
· المراد ب يغفر ك
· متعلق يغفر ك س ش
· المراد ب شكور ك س ش
· المراد ب حليم ك س ش
· مناسبة الآية بما قبلها س
· سبب المغفرة س
· ما يستفاد من الآية س
تفسير قوله تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18
· المراد ب الغيب س
· المراد بالشهادة س
· المراد ب العزيز س
· المراد ب الحكيم س
· متعلق الحكيم س
خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة
تفسير قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)
· المخاطب فى الآية
أختلف المفسرون فى ذلك على قولين
1- الزوج والوالد ذكره بن كثير
2- المؤمنين ذكره السعدى
وحيث أن الله يحذر من الزوجة و الأبناء فمن الواضح أن المخاطب فى الآية هو الزوج والوالد. والله أعلم
· سبب العداوة بين الزوج وزوجته والوالد وولده
هناك ثلاثة آراء للمفسرون فى سبب العداوة بين الزوج وزوجته والوالد وولده
1- أنه يلتهي بهم عن العمل الصالح ذكره بن كثير
2- الإنقياد لمطالبهم التى فيها محزور شرعى ذكره السعدى
3- أنهم يشغلونهم عن الخير ذكره الأشقر
ونرى أن الآراء الثلاثة متقاربة ويمكن الجمع بينهم على أن سبب العداوة بين الزوج وزوجته والوالد وولده أنهم إما أن ينقادوا لمطالبهم فى محزور شرعى أو يشغلونهم عن العمل الصالح. والله أعلم
· الدليل على العداوة من القرآن
ذكر ذلك بن كثير فى قوله تعالى (يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون)
· متعلق فأحذروهم
هناك رأيان للمفسرين متقاربين فى ذلك
1- أى فأحذروهم على دينكم ذكره بن كثير عن بن زيد
2- أى فأحذروهم أن تؤثروا حبكم لهم وشفقتكم عليهم على طاعة الله وأن يحملكم ما ترغبونه لهم من الخير على أن تكسبوا لهم رزقا بمعصية الله ذكره الأشقر
ويمكن الجمع بين القولين على أن ما ذكره الأشقر مندرج تحت قول بن زيد (دينكم) والله أعلم
· سبب نزول الآية
أتفقت أقوال المفسرين فى ذلك
1- قال ابن أبي حاتمٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن خلفٍ العسقلانيّ حدّثنا الفريابيّ، حدّثنا إسرائيل، حدّثنا سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ -وسأله رجلٌ عن هذه الآية: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذروهم} -قال: فهؤلاء رجالٌ أسلموا من مكّة، فأرادوا أن يأتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، فلمّا أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأوا الناس قد فقهوا في الدّين، فهمّوا أن يعاقبوهم، فأنزل اللّه هذه الآية ذكره بن كثير
2- سببُ النزولِ أنَّ رِجالاً مِن مكةَ أسْلَمُوا وأرادوا أنْ يُهاجِروا، فلم يَدَعْهم أزواجُهم وأولادُهم. وقالَ مجاهِدٌ: واللهِ ما عَادَوْهُمْ في الدنيا ولكنْ حَمَلَتْهُم مَوَدَّتُهم على أنِ اتَّخَذُوا لهم الحرامَ فأَعْطَوْهُم إيَّاه ذكره الأشقر
· تعريف العدو
هو الذى يريد لك الشر ذكره السعدى
· وظيفة المؤمن مع العدو
الحذر منه ذكره السعدى
· سبب تحزير الله رغم معرفة العداوة
أن النفس البشرية مجبولة على محبة الأزواج والأولاد ذكره السعدى
· المعنى العام للآية
ينَصَحَ الله تعالى عِبادَه أنْ تُوجِبَ لهم هذه المحبَّةُ الانقيادَ لِمَطالِبِ الأزواجِ والأولادِ، التي فيها مَحذورٌ شَرعيٌّ، وَرَغَّبَهم في امتثالِ أوامِرِه وتقديمِ مَرضاتِه بما عندَه مِن الأجْرِ العظيمِ، المشتَمِلِ على الْمَطالِبِ العاليةِ والْمَحَابِّ الغاليةِ، وأنْ يُؤْثِروا الآخِرَةَ على الدنيا الفانيةِ الْمُنْقَضِيَةِ ذكره السعدى
· السبب فى أمره تعالى بالعفو والصفح بعد طلب الحذر
هناك قولين فى هذا السبب عند المفسرين
1- وقال ابن أبي حاتمٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن خلفٍ العسقلانيّ حدّثنا الفريابيّ، حدّثنا إسرائيل، حدّثنا سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ -وسأله رجلٌ عن هذه الآية: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذروهم} -قال: فهؤلاء رجالٌ أسلموا من مكّة، فأرادوا أن يأتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، فلمّا أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأوا الناس قد فقهوا في الدّين، فهمّوا أن يعاقبوهم، فأنزل اللّه هذه الآية سبب نزول الآية : {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ} ذكره بن كثير
2- لَمَّا كانَ النَّهْيُ عن طاعةِ الأزواجِ والأولادِ فيما هو ضَرَرٌ على العبْدِ والتحذيرُ مِن ذلكَ قدْ يُوهِمُ الغِلْظةَ عليهم وعِقابَهم، أمَرَ تعالى بالحذَرِ مِنهم والصَّفْحِ عنهم والعفْوِ؛ فإنَّ في ذلك مِن الْمَصالِحِ ما لا يُمْكِنُ حَصْرُه ذكره السعدى
3- كان الرجُلُ الذي ثَبَّطَه أزواجُه وأولادُه عن الهجرةِ إذا رأى الناسَ سَبَقُوه إليها وفَقِهُوا في الدِّينِ هَمَّ أنْ يُعاقِبَ أزواجَه وأولادَه ذكره الأشقر
ومما سبق نلاحظ إتفاق بن كثير والأشقر فى السبب وبذلك يمكن إختصار الأقوال الثلاثة إلى قولين
1- لَمَّا كانَ النَّهْيُ عن طاعةِ الأزواجِ والأولادِ فيما هو ضَرَرٌ على العبْدِ والتحذيرُ مِن ذلكَ قدْ يُوهِمُ الغِلْظةَ عليهم وعِقابَهم، أمَرَ تعالى بالحذَرِ مِنهم والصَّفْحِ عنهم والعفْوِ؛ فإنَّ في ذلك مِن الْمَصالِحِ ما لا يُمْكِنُ حَصْرُه ذكره السعدى
2- كان الرجُلُ الذي ثَبَّطَه أزواجُه وأولادُه عن الهجرةِ إذا رأى الناسَ سَبَقُوه إليها وفَقِهُوا في الدِّينِ هَمَّ أنْ يُعاقِبَ أزواجَه وأولادَه ذكره بن كثير والأشقر
· فائدة العفو والصفح
لأن الجزاء من جنس العمل فمن عفا عفا الله عنه ومن صفح صفح الله عنه ومن عامل الله تعالى فيما يحب وعامل عباده بما يحبون وينفعهم نال محبة الله ومحبة عباده وأستوسق له أمره ذكره بن كثير
· متعلق تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا
أى تعفوا عن ذنوبهم التى أرتكبوها وتتركوا التسريب عليهم وتستروها ذكره الأشقر
· متعلق غَفُورٌ رَّحِيمٌ
أى لكم ولهم ذكره الأشقر
تفسير قوله تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)
· المراد بالفتنة
هناك قولين للعلماء
1- هى إختبار وإبتلاء ذكره بن كثير
2- هى بلاء وإختبار ومحنة ذكره الأشقر
والقولين متطابقين تماما
· سبب فتنة الله للعباد
ليعلم من يطيعه ممن يعصيه ذكره بن كثير
· وقت الأجر العظيم
يوم القيامة ذكره بن كثير
· الدليل على فتنة الأموال والأولاد
1- قوله تعالى (زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث * ذلك متاع الحياة الدّنيا واللّه عنده حسن المآب) ذكره بن كثير
2- قال الإمام أحمد: حدّثنا زيد بن الحباب سمعت أبي بريدة يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب، فجاء الحسن والحسين، رضي اللّه عنهما، عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثمّ قال: "صدق اللّه ورسوله، إنّما أموالكم وأولادكم فتنةٌ، نظرت إلى هذين الصّبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثي ورفعتهما". ذكره بن كثير أيضا
3- قال الإمام أحمد: حدّثنا سريج بن النّعمان عن الأشعث بن قيسٍ قال: قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في وفد كندة، فقال لي: "هل لك من ولدٍ؟ " قلت: غلامٌ ولد لي في مخرجي إليك من ابنة جمدٍ، ولوددت أنّ بمكانه: شبع القوم. قال: "لا تقولنّ ذلك، فإنّ فيهم قرّة عينٍ، وأجرًا إذا قبضوا"، ثمّ قال: "ولئن قلت ذاك: إنّهم لمجبنةٌ محزنة" تفرّد به أحمد رحمه اللّه تعالى. ذكره بن كثير أيضا
4- قال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا محمود بن بكرٍ عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الولد ثمرة القلوب، وإنّهم مجبنة مبخلة محزنةٌ" ثمّ قال: لا يعرف إلّا بهذا الإسناد ذكره بن كثير أيضا
5- قال الطّبرانيّ: حدّثنا هاشم بن مرثدٍ عن أبي مالكٍ الأشعريّ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ليس عدوّك الّذي إن قتلته كان فوزًا لك، وإن قتلك دخلت الجنّة، ولكنّ الّذي لعلّه عدوٌّ لك ولدك الّذي خرج من صلبك، ثمّ أعدى عدوٍّ لك مالك الّذي ملكت يمينك") ذكره بن كثير أيضا
· كيفية الفتنة بالزوجة والأولاد
يحملونكم على كسب الحرام ومنع حق الله ذكره الأشقر
· لمن الأجر العظيم
لمن آثر طاعة الله وترك معصيته فى محبة ماله وولده ذكره الأشقر
تفسير قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)
· الناسخ والمنسوخ وسبب نزول الآية
1- قال بعض المفسّرين كما رواه مالكٌ، عن زيد بن أسلم-إنّ هذه الآية العظيمة ناسخةٌ للّتي في "آل عمران" وهي قوله (يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون) ذكره بن كثير
2- قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة عن سعيد بن جبيرٍ في قوله (اتّقوا اللّه حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون) قال: لمّا نزلت الآية اشتدّ على القوم العمل، فقاموا حتّى ورمت عراقيبهم وتقرّحت جباههم، فأنزل اللّه تخفيفًا على المسلمين (فاتّقوا اللّه ما استطعتم) فنسخت الآية الأولى. وروي عن أبي العالية، وزيد بن أسلم، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان، نحو ذلك. ذكره بن كثير أيضا
· المراد بـ ما استطعتم
هناك قولين للعلماء
1- أي: جهدكم وطاقتكم ذكره بن كثير
2- أيْ: ما أَطَقْتُم وبَلَغَ إليه جُهْدُكم ذكره الأشقر
والقولين متطابقين إلى حد كبير
· تعريف النبوى للتقوى
قال رسول الله (ص) (إذا أمرتكم بأمر فأتوا من ما أستطعتم وما نهيتكم عنه فإجتنبوه) ذكره السعدى
· المراد بـ واسمعوا وأطيعوا
أى كونوا منقادين لما يأمركم به ربكم ورسوله ولا تتخلفوا عما أمرتم به ولا ترتكبوا ما زجرتم عنه ذكره بن كثير
· متعلق الإنفاق
هناك ثلاثة أقوال فى ذلك للعلماء
1- أى أبذلوا مما رزقكم الله ذكره بن كثير
2- أى من النفقات الشرعية الواجبة والمستحبة ذكره السعدى
3- أى أنفقوا من أموالكم التى رزقكم الله إياها فى وجوه الخير ولا تبخلوا بها ذكره الأشقر
والأقوال الثلاثة متقاربة حيث يمكن الجمع بينهم على أن متعلق الإنفاق هو أن ننفق فى النفقات الشرعية الواجبة والمستحبة مما رزقنا الله حقا علينا ولا نبخل به عن مستحقيه. والله أعلم
· على من يكون الإنفاق
على الأقارب والفقراء والمساكين وذوى الحاجات ذكره بن كثير
· سبب الخيرية
هناك إتفاق بين آراء المفسرين فى سبب الخيرية على قولين
1- الإحسان إلى خلق الله كما أحسن الله إليكم ذكره بن كثير
2- الإمتثال إلى أوامر الله تعالى وقبول نصائحه والإنقياد لشرعه ذكره السعدى
ويمكن الجمع بينهما على أن سبب الخيرية هو الإمتثال إلى أوامر الله ومنها الإحسان إلى خلقه والإنفاق عليهم والله أعلم
· تعريف التقوى
إمتثال أوامر الله وإجتناب نواهيه ذكره السعدى
· سبب التقييد فى الآية
سبب التقييد فى الآية أن كل واجب عجز عنه العبد يسقط عنه وأنه إذا قدر على بعض الأمور وعجز عن بعضه فإنه يأتى بما يقدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه كما قال رسول الله (ص) إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما أستطعتم) ذكره السعدى
· قاعدة شرعية
من الفروع ما لا يدخل تحت الحصر ذكره السعدى
· متعلق وَاسْمَعُوا
هناك إتفاق وتباين بين آراء المفسرين فى متعلق وأسمعوا
1- أى وأسمعوا ما يعظكم به الله وما يشرعه لكم من الأحكام وأعلموا ذلك وأنقادوا له ذكره السعدى
2- أى وأسمعوا أوامر الله ورسوله ذكره الأشقر
· متعلق وَأَطِيعُوا
هناك إتفاق وتباين بين آراء المفسرين فى متعلق وأطيعوا
1- أى الله ورسوله فى جميع أموركم ذكره السعدى
2- أى أوامر الله ورسوله ذكره الأشقر
ويمكن الجمع بينهم على أن متعلق وأطيعوا أى أطيعوا الله ورسوله في جميع أموركم والله أعلم
· المراد بالشح
هو آفة تمنع كثير من الناس من النفقة المأمور بها وهو المجبولة عليه أكثر النفوس فإنها تشح بالمال وتحب وجوده وتكره خروجه من اليد غاية الكراهة ذكره السعدى
· كيف يقى الله العبد من شح نفسه
هناك تباين بين آراء المفسرين فى ذلك
1- أن تسمح نفسه بالإنفاق النافع لها ذكره السعدى
2- أن يقيه الله من داء البخل فأنفق فى سبيل الله وأبواب الخير ذكره الأشقر
ويمكن الجمع بينهم على أن الله يقى العبد شح نفسه بأن يقيه داء البخل فتسمح نفسه بالإنفاق النافع لها مثل الإنفاق فى سبيل الله وفى أبواب الخير والله أعلم
· سبب الفلاح
أنهم أدركوا المطلوب ونجو من المرهوب بل لعل ذلك شامل لكل ما أمر به العبد ونهى عنه ذكره السعدى
· جزاء من لم يوقى شح نفسه
من كانت نفسه شحيحة لا تنقاد لما أمرت به ولا تخرج ما قبلها لم يفلح بل خسر الدنيا والآخرة ذكره السعدى
· جزاء من وقى شح نفسه
هناك إتفاق وتباين بين آراء المفسرين
1- أن نفسه تفلح وتنجح وتفوز كل الفوز ذكره السعدى
2- أولئك هم الظافرون بكل الخير الفائزون بكل مطلب ذكره الأشقر
ويمكن الجمع بين القولين بأن جزاء من وقى شح نفسه أن يفوز كل الفوز ويفوز بكل الخير ويظفر بكل مطلب والله أعلم
تفسير قوله تعالى: إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17)
· معنى إن
أى مهما ذكره بن كثير
· المراد بتقرضوا الله
هناك إتفاق وتباين فى آراء المفسرين فى المراد بتقرضوا
1- أنفقتم وتصدقتم ذكره بن كثير
2- تصرفوا أموالكم فى وجوه الخير ذكره الأشقر
ويمكن الجمع بين القولين على أن المراد بتقرضوا الله أى تصرفوا أموالكم فى الإنفاق فى سبيل الله والصدقة للمحتاجين والله أعلم
· سبب تسمية الإنفاق قرض لله
أن كل نفقة تنفقونها أو صدقة تخرجونها فى سبيل الله ولمستحقيها فالله ملتزم بردها ومضاعفتها وبذلك أصبحت كالقرض لله مؤكد سداده وموعود بمضاعفته ذكره السعدى
· شروط القرض الحسن
أتفقت آراء المفسرين وتباينت فى شروط القرض الحسن
1- قال رسول الله (ص) (من ينفق غير ظلوم ولا عديم) ذكره بن كثير
2- أن يقصد بها العبد وجه الله تعالى وأن يضعها فى موضعها ذكره السعدى
3- إخلاص النية وطيب النفس ذكره الأشقر
ويمكن الجمع بين هذه الآراء الثلاثة على أن القرض الحسن هو ما كان خالصا لوجه الله ولمن يستحق بطيب نفس من المقرض والله أعلم
· مقدار مضاعفة القرض
هناك ثلاثة أقوال فى مقدار المضاعفة
1- قوله تعالى (فيضاعفه له أضعافا كثير) ذكره بن كثير
2- النفقة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ذكره السعدى
3- فيجعل الله الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ذكره الأشقر
ويتضح الإتفاق بين آراء المفسرين فى مقدار المضاعفة ويمكن الجمع بين الأقوال أن مقدار المضاعفة يكون النفقة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة والله أعلم
· المراد ب يغفر
أى يكفر ذكره بن كثير
· متعلق يغفر
هناك إتفاق وتباين بين آراء المفسرين فى متعلق يغفر
1- السيئات ذكره بن كثير
2- الذنوب ذكره بن كثير والأشقر
ويمكن الجمع بين الأقوال على أن متعلق يغفر أى يغفر الذنوب والسيئات والله أعلم
· المراد ب شكور
أختلف المفسرون فى ذلك بين ثلاثة أقوال
1- يجزى على القليل بالكثير ذكره بن كثير
2- يقبل القليل ويجازى عليه بالكثير من الأجر ذكره السعدى
3- يثيب من أطاعه بأضعاف مضاعفة ذكره الأشقر
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال المتقاربة فى أن المراد بالشكور هو من يقبل القليل من العمل والإنفاق ويجازى عليه بالكثير من الأجر والله أعلم
· المراد ب حليم
هناك ثلاثة أقوال متقاربة ومتباينة فى المراد بحليم
1- يصفح ويغفر ويستر ويتجاوز عن الذنوب والزلات والخطايا والسيئات ذكره بن كثير
2- لا يعاجل من عصاه بل يمهله ولا يهمله ذكره السعدى
3- لا يعاجل من عصاه بالعقوبة ذكره الأشقر
فالقول الثانى والثالث متطابقين ولذلك يمكن إختصار الأقوال إلى قولين
1- يصفح ويغفر ويستر ويتجاوز عن الذنوب والزلات والخطايا والسيئات ذكره بن كثير
2- لا يعاجل من عصاه بل يمهله ولا يهمله ذكره السعدى والأشقر
· مناسبة الآية بما قبلها
بعدما حدثنا الله عن الإنفاق فى سبيله يحدثنا عن القرض الحسن مع الله وما فيه من الثواب العظيم ذكره السعدى
· سبب المغفرة
بسبب الإنفاق والصدقة ذكره السعدى
· ما يستفاد من الآية
أن الذنوب يكفرها الله بالصدقات والحسنات ذكره السعدى
تفسير قوله تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18
· المراد ب الغيب
أى ما غاب من العباد من الجنود التى لا يعلمها إلا هو ذكره السعدى
· المراد بالشهادة
ما يشاهدونه من المخلوقات ذكره السعدى
· المراد ب العزيز
الذى لا يغالب ولا يمانع وقهر جميع الأشياء ذكره السعدى
· المراد ب الحكيم
الذى يضع الأشياء موضعها ذكره السعدى
· متعلق الحكيم
أى الحكيم فى خلقه ذكره السعدى