دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > الدعوة بالقرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1436هـ/14-04-2015م, 09:32 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي رسالة تفسيرية فى قول الله تعالى "انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها"الآية

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة تفسيرية
فى قوله تعالى :"انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض كذلك يضرب الله الامثال"
هذين المثلين من اعظم امثال القرءان والتى قال الله تعالى فيها "وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون"
وقد كان احد السلف إذا مر بمثل فلم يفهمه بكى وقال لست من العالمين
فالامثال سرج القرءان تضىء وتبرز فيه معان عظيمة وامورا كبار فالله المسئول ان يعلمنا ويفهمنا كلامه العظيم

ذكر الله تعالى هنا المثلين المائى والنارى فى حق المؤمنين كما ذكر مثلين مائى ونارى فى حق المنافقين "سورة البقرة"
المثل المائى
فقد شبه الوحى الذى انزله لحياة القلوب والاسماع والأبصار بالماء الذى أنزله لحياة الأرض بالنبات وشبه القلوب بالاودية فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماء كثيرا وقلب صغير إنما يسع بحسبه كالوادى الصغير
فسالت اودية بقدرها كما ان السيل إذا خالط الارض ومر عليها احتملت غثاء وزبدا
فكذلك الهدى والعلم إذا خالط القلوب أثار ما فيها من الشهوات والشبهات ليقلعها ويذهبها كما يثير الدواء وقت شربه من البدن أخلاطه فتكرب عنه بها شاربه وهى من تمام نفع الدواء فإنه أثارها ليذهب بها فإنه لا يجامعها ولا يساكنها
المثل النارى
قوله تعالى "ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله"
وهو الخبث الذى يخرج عند سبك الذهب والفضة والنحاس والحديد فتخرجه النار وتميزه وتفصله عن الجوهر الذى ينتفع به فيرمى ويطرح ويذهب جفاء فكذلك الشهوات والشبهات يرميها قلب المؤمن ويطرحها ويجفوها كما يطرح السيل والنار ذلك الزبد والخبث ويستقر فى قرار الوادى الماء الصافى الذى يسقى منه الناس ويزرعون ويسقون أنعامهم كذلك يستقر فى قرار القلب وجذره الإيمان الخالص الصافى الذى ينفع صاحبه وينتفع به غيره(1)
وقيل: هذا مثل ضربه الله تعالى للقرآن، والقلوب، والحق، والباطل. فالماء مثل القرآن لما فيه من حياة القلوب، وبقاء الشرع والدين والأودية مثل للقلوب، ومعنى بقدرها على سعة القلوب وضيقها، فمنها ما انتقع به فحفظه ووعاه وتدبر فيه، فظهرت ثمرته وأدرك تأويله ومعناه، ومنها دون ذلك بطبقة، ومنها دونه بطبقات. والزبد مثل الشكوك والشبه وإنكار الكافرين إنه كلام الله، ودفعهم إياه بالباطل. والماء الصافي المنتفع به مثل الحق انتهى.
وفي الحديث الصحيح ما يؤيد هذا التأويل وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " مثل ما بعثت به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً وكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها طائفة أجادب فأمسكت الماء فانتفع الناس به وسقوا ورعوا وكانت منها قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل ما جئت به من العلم والهدى ومثل من لم يقبل هدى الله الذي أرسلت به(2) "
قال السعدى:كذلك الشبهات والشهوات لا يزال القلب يكرهها ويجاهدها بالبراهين الصادقة والإرادات الجازمة حتى تذهب وتضمحل ويبقى القلب خالصا صافيا ليس فيه إلا ما ينفع الناس من العلم بالحق وإيثاره والرغبة فيه فالباطل يذهب ويمحقه الحق"إن الباطل كان زهوقا"
والمعنى أن علم الوحيين إذا خالط القلوب الممتلئة بالشهوات والشبهات على حسب ما فيها فإن الحق الذى يشتمل عليه الوحى يدفع الشبهات بما فيه من البراهين الساطعة والحجج الصادقة فيزيل الشكوك ويورث مكان الشك اليقين ويدفع الشهوات بالإرادات الجازمة والصبر وحبس النفس عن محارم الله ومساخطه فيمتثل الامر ويجتنب النهى
واما المثل النارى والذى فيه فتنة المعدن بالنار ليخلص من الشوائب والكدورات فكذلك القلوب عندما تعرض لها الفتن والإبتلاءات فيخرج القلب المؤمن خبثه ويرسخ إيمانه ويقينه ويزداد ثباته
ومن الفوائد التى يمكن استنباطها من هذين المثلين العظيمين:
-عظم شأن الوحى"القرءان"الى هو المصدر الرئيس للعلم وأثره على القلوب
-لابد من قابلية المحل لهذا الوحى لتتم الحياة ويكمل الأثر فالعلم وحده لا يكفى بل لابد من قلب يسع ذلك العلم وينشرح له ويحتفظ به ويتفاعل معه فيثمر أعمالا صالحة كما يتفاعل الماء مع الارض الطيبة التى تقبل الماء فتنبت الكلأ والعشب
-القلوب تحمل ما تحمل من امراض سواء شبهات او شهوات كامنة فيها ولا تظهر وتطفو إلا عند نزول العلم على القلب فيعتركان العلم مع الأمراض فكلما كان العلم اقوى وأغزر كلما كان أقوى على مدافعة الشبهات والشهوات وكلما كان العلم قليلا ضعيفا كان اثره فى علاج الامراض ضعيف وزمن المعالجة طويل ففيه الحرص على طلب العلم والاستمرار عليالطلب خاصة العلم الذى يصلح شأن القلوب وهو كلام الله تعالى
-القلوب بيد الله سعة وضيقا فنسأل الله تعالى ان يشرح صدورنا ويوسع قلوبنا لتقبل العلم العظيم وتتفاعل معه فإن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء
-إذا كانت القلوب هى التى تحوى تلك الأمراض فالاهتمام بالقلب هو أهم ما يشغل المؤمن"صلاح قلبه"
قال تعالى"ولا تخزنى يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم"
المصادر:
1-الامثال فى القرءان لابن القيم
2-البحر المحيط لأبى حيان الاندلسى
3-تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلام المنان للشيخ السعدى
-بعض الفوائد من دروس حضرتها فى شرح المثل
الأسلوب المتبع فى هذه الرسالة:
جمعت بين الاسلوب الوعظى والإستنباطى بذكر بعض الفوائد المستنبطة من دراسة المثل
ذكرت الشرح الإجمالى للمثل دون التفصيلى لأنه أقرب للغرض الوعظى دون التقرير العلمى والله اعلم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسيرية, رسالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir