بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}
تعتبر سورة المسد معجزة بكون هذا القرآن ليس من قول البشر؛ والسبب في ذلك يعود إلى أنّها توعدت أبا لهب وزوجته بالعذاب الخالد في نار جهنم، ويشار إلى أنّ هذه السورة نزلت في السنة الرابعة من بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاة أبي لهب بعشر سنوات(هلاك أبو لهب كان بعد واقعة بدر بليالٍ).
فلو قلنا أن هذا القرآن هو من كلام محمد صلى الله عليه و سلم فكيف يخاطر شخص بمثل هذه المخاطرة الرهيبة التي قد تهدم الدين كله، و ما الذي يجعله يَخوض في مثل هذه الأمور الغيبية ويُغامر بقضية الدين كلها....كيف ذلك؟
لقد كان بيد أبي لهب بعد نزول سورة المسد فرصة لهدم الدين كله بكلمة واحدة...بقوله: محمد يدّعي أني من أهل النار و لكني يا أهل قريش: قد أسلمت...
و لكن لم يحصل ذلك و لو حتى نفاقا، و هذا إن دلّ على شيء دلّ على أن القائل بهذا الكلام هو من قال:{أنزله الذي يعلم السر في السموات و الأرض} نعم، أنزله الذي يعلم غيب السموات و الأرض، أنزله الذي حكم على أبي لهب بالخلود في النار، أنزله العزيز القهار الذي إذا حكم فلا معقب لحكمه، أنزله الذي ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، أنزله الذي قال:{تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين}.....تفكررررر.