المجموعة الثانية:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.
جاءت الآية بعد آيات الحج ، وهي في سياق بيان أنواع الناس ، فكان النوع الأول يعجب الناس كلامه وهيئته ومنطقه ولكن قلبه فاسد مليء بالشرور وهو هكذا مخادع ولكن الله يعلم كا في قلبه من شرور، وما يدل على شره أنه ...
وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل
تولي لها معنيان أولهما غضب في نفسه فسعى بحيله وإرادته للإفساد على المسلمين ومحاربة الإسلام، قول بن جريج ،والمعنى الثاني سعى بقدميه فقطع الطريق وأفسدها، قول بن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
وقوله تعالى: ويهلك الحرث والنّسل، ثلاث أقوال :
- المراد الأخنس في إحراقه الزرع وقتله الحمر، ذكره الطبري.
- وإنما هو في الزرع، لأنه إذا أفسد في الأرض منع القطر فمنع الحرث فهلكت الحيوانات ، قول مجاهد.
- إن الحرث النساء والنسل الأولاد، قول الزجاج.
معنى السعي لغة القصد، وهذا يكون في المنافق يبطن الكفر والشر ويظهر الإسلام ، فهو أشد خطرا وفسادا من الكافر ولذلك توعد الله بقوله تعالى :
"والله لا يحب الفساد"
والله أعلم
2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة}.
" يا أيّها الّذين آمنوا ادخلوا " ،من المخاطب:
-المؤمنين كلهم.
-مجموعة من اليهود آمنوا وأرادوا تعظيم السبت.
-المنافقين من المسلمين
ما المراد بادخلوا
- إذا كان المراد المؤمنين فيكون أقيموا على الإيمان في كل شرائع الدين.
- إذا كان المراد اليهود فيكون ادخلوا في كل شرائع الإسلام .
ما المراد بالسلم
الإسلام وشرائعه، وقيل الطاعة والموادعة.
المسالمة قيل أن المخاطب النصارى فتكون المسالمة دفع الجزية ، جاء في بن كثير" وقال ابن عباس: «نزلت الآية في أهل الكتاب»، والمعنى يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى ادخلوا في الإسلام بمحمد كافة، ف كافّةً على هذا لإجزاء الشرع وللمخاطبين على من يرى السلم الإسلام، ومن يراها المسالمة يقول: أمرهم بالدخول في أن يعطوا الجزية، وكافّةً معناه جميعا".
ما المراد بكافة
كافة المعنى الجميع وفي اشتقاق اللغة: ما يكف الشيء من آخره مثل كفة القميص نهايته ومنه سمي الكف لأنها يكف بها عن سائر البدن ، فيكون ادخلوا جميعا في السلم ، أو ادخلوا في السلم جميع شرائعه
فمعنى الآية: ابلغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه بفعل الأوامر واجتناب النواهي، فكفوا من أن تعدوا شرائعه.
والله أعلم
3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد فهذه آية عظيمة وفيها من الفائدة الكثير ،
قال تعالى:
"أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا معه متى نصر اللّه ألا إنّ نصر اللّه قريبٌ ".
"أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة "،
تخبر الآية أن الجنة غالية وحفت بالمكاره ، فيخاطب الله المؤمنين مخبرا لهم أن لن تدخلوا الجنة قبل أن تبتلوا وتختبروا وتمتحنوا، كما فعل بالّذين من قبلكم من الأمم؛
"ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّرّاء"،
وهي: الأمراض والآلام والمصائب والفقر ونقص الأموال ، وليس فقط ذلك بل زلزلوا ، قال تعالى:
"وزلزلوا حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا معه متى نصر اللّه"،
أي خافوا خوفا شديدا عظيما ، كما جاء في الحديث الصّحيح عن خبّاب بن الأرتّ قال: قلنا: يا رسول اللّه، ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو اللّه لنا؟ فقال: "إنّ من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه، لا يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه، لا يصرفه ذلك عن دينه". ثمّ قال: "واللّه ليتمّنّ اللّه هذا الأمر حتّى يسير الرّاكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلّا اللّه والذّئب على غنمه، ولكنّكم قومٌ تستعجلون". ، وقال تعالى في سورة العنكبوت ، :"الم* أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون* ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين".
وكما تكون الشدة ينزل معها لطف الله ورحماته ونصره مثلها؛ ولهذا قال تعالى:
"ألا إنّ نصر اللّه قريبٌ".
فلنعبد الله وننصره وننصر رسوله ، ولنكون شاكرين في الرخاء صابرين في الضراء ولنستبشر بالنصر ، فإن نصر الله قريب ، ولئن ثبتنا على ديننا حتى الممات فنحن في طريق النصر وكتب لنا الأجر والثواب.
والله أعلم
جزاكم الله خير