اعتذار
بداية أعتذر عن هذا التأخر في تقديم الفهرسة ، وتركها آخر الواجبات وذلك لسوء فهمي للمطلوب منها
فقد ظننت أن المطلوب هو فهرسة المقدمة مع كل ما كتب من شروح أسفل منها
وكنت إذا بدأت العمل في التطبيق ينفد الوقت مني وأنا لم أنه إلا يسيرا ، فكنت قررت أن أفهرس وأرسل باباً باباً حتى أكون قد أتممت شيئا منه
ومع أني رأيت تطبيقات الزملاء ووجدت أني في الباب الواحد فهرست أكثر من المقدمة كلها ، لكن لم يخطر ببالي إلا أنني لم أفهم المقدمة ولذا لم اتمكن من فهرستها بشكل صحيح
حتى أدركت أخيرا أن الشروح معينات للفهم ، والمطلوب فهرسة المقدمة فقط
أعتذر لسوء فهمي ولأني لم أسأل ، فدواء العي السؤال
وصدق من قال : فهم السؤال نصف الإجابة ، فكان هذا الفهم سببا في التأخر المضاعف لما أصابني من شعور أنني لن أنتهي من الفهرسة مهما حاولت ...
وبعد فهمي الصحيح وزوال ما كان أصابني من الهم بسبب العجز عن هذا التطبيق ، وبحول الله وقوته أسأله تعالى أن أكون وفقت في الفهرسة ...
جزاكم الله خيرا
فهرسة مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير
🔹
المقدمات
- بدء المقدمة بخطبة الحاجة
- تشتمل خطبة الحاجة على الحمد والثناء والاستعانة والعبادة
- سبب تأليف ابن تيمية لمقدمة التفسير ( سؤال بعض الإخوان له ذلك )
- بيان أن المقدمة من إملاء فؤاده
- حرصه على أن تكون المقدمة مختصرة
- مقصد المقدمة وغرضها ( وهو وضع قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه )
- الحاجة إلى تصنيف كتاب يبين الحق في التفسير لامتلاء المصنفات في ذلك بالغث والسمين والحق والباطل
🔹
جملة من أوصاف القرآن الكريم وحاجة الأمة لفهمه والعمل به :
- حاجة الأمة لفهم كتاب الله ماسة لأنه كتاب هدايتها
ذكر طائفة من الآيات التي تبين أن أهم أسباب الحاجة لفهم القرآن أنه كتاب الهداية :
- (
فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )
- ( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه )
-( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا )
▪
من أوصاف القرآن الكريم أنه :
حبل الله المتين ( لأنه الموصل إليه )
والذكر الحكيم
والصراط المستقيم
لا تزيغ به الأهواء ( لأنه هدى )
ولا تلتبس به الألسن ( لأنه بلسان عربي مبين )
ولا يخلق من كثرة الترديد ( بل هو جديد في كل مرة يتلى فيها )
ولا تنقضي عجائبه ( لمن أعطاه الله فهما له )
ولا يشبع منه العلماء ( فهم في استزادة دائمة منه )
▪
فضل العمل بالقرآن :
من قال به صدق
ومن عمل به أجر
ومن حكم به عدل
ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
▪
عاقبة ترك القرآن :
من تركه من جبار قصمه الله
ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله
🔹
التفسير على أربعة أوجه :
قال ابن عباس : التفسير على أربعة أوجه :
1- وجه تعرفه العرب من كلامها
2- تفسير لا يعذر أحد بجهله ( وهو معرفة الحلال والحرام وعموم الأحكام )
3- وتفسير يعلمه العلماء
4- تفسير لا يعلمه إلا الله
🔹
أحسن طرق تفسير القرآن :
1 -
أحسن طرق التفسير تفسير القرآن بالقرآن
- ما أجمل في موضع من القرآن فسر في غيره ، وما اختصر في موضع بسط به في غيره
2-
تفسير القرآن بالسنة ( البيان النبوي للقرآن )
- ما لم يوجد تفسيره من القرآن بالقرآن فسر بالسنة
- السنة شارحة للقرآن موضحة له
- السنة تنزل بالوحي كما ينزل القرآن لكنها لا تتلى كما يتلى
- بين رسول الله معاني القرآن لأصحابه كما بين لهم ألفاظه
- فسر رسول الله لأصحابه ما استشكل عليهم فهمه من كتاب الله
- ما حكم به رسول الله هو مما فهمه من القرآن
- كان الصحابة يتلقون الطائفة من آيات كتاب الله من رسوله لفظا ومعنى وعلما وعملا
- حفظ القرآن لا يكون إلا بفهم معانيه وإجادة لفظه والعمل به ولذلك علا شأن من حفظ شيئا منه من الصحابة
- لا يحصل التدبر للقرآن ولا عقله بلا حسن الفهم لمعانيه
- حديث رسول الله لمعاذ ( بم تحكم ؟)
3-
تفسير القرآن بأقوال الصحابة
- ما لم يوجد تفسيره في القرآن ولا السنة يرجع فيه لأقوال الصحابة
▪
الصحابة أعلم الناس بتفسير القرآن :
أ. لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها إذ تنزل القرآن بين ظهرانيهم
ب.ولكونهم نالوا العلم والبيان من رسول الله مباشرة
ج. لما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح
د. حرصهم على العمل بالقرآن وفهم معانيه فكانوا لا يتجاوزون العشر حتى يعلموها ويعملوا بها
▪
من أئمة الصحابة في التفسير الخلفاء الراشدون وابن مسعود وابن عباس
- فضل ابن مسعود في التفسير وعلمه به
- قول ابن مسعود (
والله ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت )
- فضل ابن عباس في التفسير ودعاء الرسول له (
اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل )
- قول ابن مسعود عن ابن عباس(
نعم ترجمان القرآن ابن عباس )
- عاش ابن عباس بعد ابن مسعود ستا وثلاثين سنة فكسب فيها من العلوم الكثير
4-
التفسير بأقوال التابعين :
- ما لم يوجد تفسيره في القرآن ولا السنة ولا عند الصحابة يرجع فيه إلى أقوال التابعين .
- تلقى التابعون التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة
- بعض التابعين أخذ تفسير القرآن كله من الصحابة كمجاهد عن ابن عباس حيث سأله عن كل آية
- ذكر لبعض أعلام التابعين
▪
مدارس التفسير زمن التابعين :
1 -
مدرسة مكة : وهم أصحاب ابن عباس وهم أعلم الناس بالتفسير
- من أشهر أعلام التفسير من أصحاب ابن عباس مجاهد وعكرمة وعطاء وطاووس وسعيد بن جبير وغيرهم
▪
مكانة تفسير مجاهد بين التفاسير :
- كتب مجاهد التفسير الذي تلقاه من ابن عباس
- قال الثوري ( إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به )
- اعتمد عليه الشافعي والبخاري وأحمد وغيرهم من أهل العلم
2-
مدرسة الكوفة : وهم أصحاب ابن مسعود
- أشهر مفسري التابعين من تلاميذ ابن مسعود مسروق والشعبي وقتادة وعلقمة وغيرهم
3-
مدرسة المدينة ومن أشهر أعلامها زيد بن أسلم
- أشهر من أخذ عن زيد بن أسلم من علماء المدينة: ابنه عبد الرحمن بن زيد، وعبدالله بن وهب ، ومالك بن أنس إمام دار الهجرة.
- أخْذُ التابعين التفسير عن الصحابة لا يمنع من تكلمهم في بعض المسائل بالاستنباط والاستدلال
▪
حجية تفسير التابعين :
- قول شعبة ( أقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير )
- إذا اجتمع التابعون على شيء في التفسير فهو حجة بلا شك
- إن اختلفوا فليس قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم
- يرجع في ما اختلف فيه التابعون إلى القرآن والسنة وأقوال الصحابة وعموم لغة العرب
▪
الصحابة والتابعون أعلم الأمة بتفسير القرآن ومذهبهم أعدل المذاهب وأصحها لأنهم :
أ. كانوا أعلم بالحق الذي بعث به رسول الله
ب. كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه من غيرهم
▪
الخلاف في التفسير زمن الصحابة والتابعين :
- خلاف السلف في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير
- النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليل :
لاجتماعهم وائتلافهم لأنهم أشرف العصور بعد عصر رسول الله
- الاختلاف بين الصحابة في التفسير كالاختلاف في الأحاديث التي لا يعرف صحتها من ضعفها لا يجزم بأي منها
- خلاف التابعين في التفسير أكثر من الصحابة لكنه أقل ممن بعدهم
- أكثر خلاف التابعين في التفسير اختلاف في التعبير
أ. فقد يعبر بعضهم عن الشيء بلازمه أو نظيره
ب. وقد ينص على الشيء بعينه
- غالب خلاف السلف اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد
📌
استطرادات :
▪ اختلاف السلف في بعض الأحكام
- ما تحتاجه الأمة وتضطر إلى العلم به من الأحكام متواتر عند العامة والخاصة كعدد ركعات الصلاة ومقادير الزكاة وصيام رمضان وغيرها
- أسس الفرائض مما اتفقت فيه الأمة من الأحكام لورود النص فيه
- ما اختلف فيه علماء الأمة في بعض أحكام الفرائض مما يندر اجتماعه
- الاختلاف في الفرائض حصل بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم
- مثال للاختلاف في الفرائض
5-
تفسير القرآن بالرأي :
ما لا يوجد تفسيره في القرآن ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة والتابعين يرجع فيه إلى الرأي ( الاستدلال والاستنباط )
▪
تفسير القرآن بالرأي نوعان :
1- تفسير بالرأي عن علم لغة وشرعا وهو جائز
2 - تفسير القرآن لمجرد الرأي ( بغير علم ) وهو حرام
-تحذير رسول الله من القول في القرآن بغير علم
حديث (
من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار )
- تشديد الصحابة في أن يفسر القرآن بغير علم
- أهل العلم من التابعين وتابعيهم لم يقولوا في القرآن من قبل أنفسهم بغير علم
-
من قال في القرآن برأيه بلا علم أخطأ وإن أصاب المعنى في نفسه لأنه :
أ. لم يأت الأمر من بابه
ب. تكلف ما ليس له به علم وسلك غير ما أمر به
ج. وهو كمن حكم بين الناس بغير علم
- مثل القائل بالرأي بغير علم كالحاكم بين الناس بغير علم وكالقاذف وإن قذف زانيا لأنه أخبر بما لا يحل له الإخبار به وتكلف ما لا علم له به
🔹
تحرج السلف من التفسير :
- بعض من تحرج الصحابة ( كأبي بكر وعمر وابن عباس ) والتابعين ( كسعيد بن المسيب وهشام بن عروة ومسلم بن يسار والشعبي ومسروق ) في القول بالقرآن بلا علم
▪
ما أثر عن الصحابة في ذلك :
- قول أبي بكر ( أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله ما لم أعلم )
- قول عمر لما سأل عن الأب ( وفاكهة وأبا ) : إن هذا لهو التكلف يا عمر
- لما سئل ابن عباس عن (
في يوم كان مقداره ألف سنة ) ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) قال ( هما يومان ذكرهما الله في كتابه والله أعلم بهما )
▪
ما أثر عن التابعين في ذلك :
- قال ابن المسيب ( إنا لا نقول في القرآن شيئا ) وقال ( لا تسألني عن القرآن )
- قال عبيد الله بن عمر ( لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير منهم سالم بن عبد الله والقاسم بن محمد وسعيد بن المسيب ونافع )
- قال الشعبي ( والله ما من آية إلا وسألت عنها ولكنها الرواية عن الله )
- يحمل كلام السلف في تحرجهم من التفسير على التفسير بغير علم ، أما التفسير بعلم لغة وشرعا فلا حرج فيه
- السلف تكلموا في القرآن بما علموا وسكتوا عما جهلوه
- الواجب على من سئل عما يعلم أن يجيب ، وأن يسكت عما لا يعلمه
🔹
أنواع الاختلاف في التفسير :
1- اختلاف التنوع : وهو ما أمكن فيه الجمع بين المعاني
[ الأقوال ]
2- اختلاف التضاد : وهو ما لا يمكن الجمع فيه بين المعنيين بل لا بد من حمل المعنى على أحدهما
🔹
أنواع اختلاف التنوع :
▪اختلاف التنوع في التفسير يرجع إلى صنفين رئيسين هما:
1- تنوع الأسماء والصفات للشيء المسمى
2- ذكر بعض أنواع المسمى وأقسامه
1 -
الصنف الأول : تنوع الأسماء والصفات
- وهو اتحاد المسمى مع اختلاف التعبير عنه لاختلاف المعنى المدلول عليه منه
- هذا الصنف بمنزلة الاسماء المتكافئة
- كل اسم من أسماء الشيء الواحد يدل على ذات المسمى وعلى صفة يدل عليها الاسم
▪
منشا هذا الاختلاف في التعبير هو مراد المتكلم :
أ. إما أن يريد تعيين المسمى ( فيعبر عنه بأي اسم يعبر عنه ويدل على عينه )
ب. وإما أن يقصد معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به فيعبر عنه بقدر زائد على تعيين المسمى
▪
من أمثلة اختلاف الاسم مع اتحاد المسمى :
أ. أسماء الله الحسنى
ب. أسماء القرآن
ج. أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم
د. أسماء السيف
▪ومن أمثلته من القرآن
أ. (
ومن أعرض عن ذكري ) :
فالمقصود بذكري هو كلام الله فالمسمى هو القرآن والتعبير عنه قد يكون ب( هداي ، كتابي ، كلامي )
فكل منها تحمل وصفا مختلفا عما في الأخرى مع اتفاقها في المسمى فالقرآن كلام الله وهو الكتاب وهو الهدى
ب-
تفسير الصراط المستقيم :
قيل هو القرآن ، أي اتباعه
وقيل هو الإسلام ( وهو اتباع القرآن ضمنا )
وقيل هو السنة والجماعة
وقيل هو طريق العبودية
وقيل هو طاعة الله ورسوله
فكلها تعبيرات عن ذات واحدة لكن وصفهم كل منهم بصفة من صفاتها .
2-
الصنف الثاني : ذكر بعض أنواع المسمى وأقسامه
- بأن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع
- هذا الصنف هو تفسير بالمثال
▪
فائدة التفسير بالتمثيل :
أ. أنه يعرف المستمع تناول الآية لهذا المعنى
ب. تنبيهه بالمثال على نظيره
ج. التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق لأن العقل السليم وحده يتفطن للنوع
- مثال لغوي على هذا النوع :
لو سأل أحد ما هو الخبز فأري رغيفا عرف أن الرغيف هو مثال على الخبز لا أن معنى الخبز محصور في الرغيف .
▪
أمثلة تفسيرية على ذكر المعنى بالتمثيل على بعض المسمى :
أ. من قوله تعالى (
فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) في تفسيرهم للظالم لنفسه والمقتصد والسابق كل مثل لهم في باب من أبواب العمل .
ب- أسباب النزول : فأسباب النزول تعتبر أمثلة للعموم الوارد في الآية خصوصا إن كانت في شخص معين أو وقعة معينة .
- نزول الآية في شخص جعلتها تنطبق على كل من شاكلهم وماثلهم .
🔹
أسباب النزول :
▪
أهمية معرفة سبب النزول :
- معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية لأن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب
▪
قول المفسرين : نزلت هذه الآية في كذا يراد به :
أ. إما سبب نزول الآية
ب. أو أن هذا داخل في الآية وإن لم يكن السبب
▪
معنى قول الصحابي ( نزلت الآية في كذا )
- إذا قال الصحابي ( نزلت هذه الآية في كذا ) فبعضهم :
أ. أدخله في المسند ( فيكون ذكرا لسبب النزول) وهو كالمرفوع
ب. وبعضهم أدخله في التفسير من الصحابي والذي منه ليس بمسند أي جعله موقوفا على الصحابي وأكثر الأسانيد على ذلك
- ممن أدخل قول الصحابي ( نزلت في كذا ) :
أ. في المسند : الإمام البخاري في صحيحه ( روى أسباب النزول على أنها مسندة مرفوعة) .
ب. في التفسير ( جعله موقوفا عليه ) : الإمام أحمد بن حنبل في مسنده
- اتفقوا على أن الصحابي إذا قال ( نزلت الآية في كذا ) ثم ذكر سببا نزلت الآية بعده فإن قوله من المسند لا من تفسيره
- لا منافاة بين قول الصحابي نزلت في كذا وقول آخر نزلت في كذا إذا كان اللفظ يتناولهما إذ قد يكون من باب التفسير بالمثال
- إذا ذكر أحد الصحابة سببا للنزول وذكر آخر غيره ففي هذا قولان :
[ بعد التأكد من صحة الإسناد إليهما ]
أ. أن تكون الآية نزلت مرة واحدة عقب تلك الأسباب كلها فيصح أن يكون كل منها سببا لنزولها
ب. أن تكون الآية نزلت مرتين مرة لهذا السبب ومرة للآخر
▪
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
- لم يقل أحد العلماء أن عمومات الكتاب تختص بالشخص المعين فقط ، وهي كذلك لا تعم بحسب اللفظ مطلقا .
▪
الخصوص إما أن يكون :
أ. خصوص الشخص بعينه : بحيث يخصه ولا يتعداه إلى غيره
ب. أو بنوع الشخص : بحيث تخص الشخص وتعم ما يشبهه
- اللفظ العام الوارد على سبب ، والآية التي لها سبب معين تتناول الشخص المعين وغيره ممن كان بمنزلته ، فهي تعم نوع ذلك الشخص .
▪
الآيات الواردة لسبب إما أن تكون :
أ. إنشاء : أمرا أو نهيا ، فيكون الأمر أو النهي يتناول ذلك الشخص ومن كان بمنزلته
ب. أو خبرا مدحا أو ذما ، فيكون المدح والذم متناولا للشخص ومن كان بمثل صفته
[ تعدد أسباب النزول إذا تحقق صحته وأمكن حمل الآية على السببين فهو من الصنف الثاني من أنواع اختلاف التنوع وإلا يُنظر في الأسانيد والمتون لنرجح بينهما ]
🔹
ما يلحق بأسباب الاختلاف في التفسير ( من ناحية اللغة والتعبير عن المعنى )
احتمال اللفظ أكثر من معنى :
- بعض الألفاظ المفسرة تحتمل أكثر من معنى
▪
حالات احتمال اللفظ أكثر من معنى :
أ. إما لكونه من المشترك اللغوي ( ما اتحد لفظه واختلف معناه)
- مثاله : عسعس أي أقبل أو أدبر
- وقسورة أي الرامي أو الأسد
ب. وإما لكونه متواطئا في الأصل لكن المراد به أحد النوعين أو أحد الشيئين
📌( التواطؤ : نسبة وجود معنى كلي في أفراده وجودا متوافقا غير متفاوت )
▪
من أنواع المتواطئ :
أ. الضمائر ( الاختلاف في مرجعها ) كما في :
(
ثم دنا فتدلى )
( إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )
- نسبة أحد مرجعي الضمير إلى الضمير كنسبة الآخر إليه
ب. الأوصاف التي حذفت موصوفاتها
كما في (
والفجر ، وليال عشر ، والشفع والوتر )
نسبة الفجرية في أي يوم كان المراد تساوي نسبتها في غيره من الأيام
- في المشترك والمتواطئ المعاني مختلفة وترجع إلى أكثر من ذات .
▪
إذا احتمل اللفظ أكثر من معنى :
- إما أن يجمع بين التفاسير
- وإما أن لا يمكن الجمع بينها
▪
مما يمكن فيه الجمع بين التفاسير في اللفظ المشترك أو المتواطئ
أ. إن كانت الآية نزلت مرتين فأريد بها معنى تارة والمعنى الآخر تارة أخرى
[ هذه العبارة تابعة لأسباب النزول، ولفظ ابن تيمية مُشكل لاستطراده بتفصيل أسباب النزول، ثم الحديث عن المشترك والمتواطئ، ثم الرجوع للحديث عما يمكن أن يكون من أسباب اختلاف التنوع ويدخل في الصنف الثاني منه خاصة، أفصل لكِ ذلك في التعليق أدناه بإذن الله ]
ب. إن كان اللفظ المشترك يجوز أن يراد معنياه
ج. إن كان اللفظ متواطئا فيكون عاما ما لم يكن لتخصيصه موجب
- إن أمكن الجمع بين معاني ما كان من المشترك اللفظي أو معاني المتواطئ دخل كل معنى منهم في التفسير بالمثال وهو من خلاف التنوع
- جمع أقوال المفسرين توجب للمرء الإحاطة بما تحتمله الكلمة من معان بخلاف الاقتصار على أحدها
- الجمع بين المعنيين المفسَّرَين أدل على المقصود
🔹
مما لا يعد من الخلاف في التفسير
- التعبير عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة
- الترادف في اللغة قليل وفي القرآن نادر أو معدوم
- المفسر يعبر عن لفظ القرآن بما فيه تقريب لمعناه لا بأدائه جميع معناه ( أي ليس بالحد المطابق )
- من أسباب إعجاز القرآن العجز عن الإتيان بلفظة توافق تماما لفظة القرآن وتؤدي جميع معناها وتحل مكانها
- أمثلة على التعبير عن اللفظ بلفظ تقريبي لا بتحقيق معناه
كالتعبير عن المور بالحركة ، وحقيقته حركة خفيفة سريعة
وعن الوحي بالإعلام ، وحقيقته إعلام سريع خفي
▪
ومن التعبير بألفاظ متقاربة ما يعرف عند العرب بالتضمين
- التضمين من أسباب اختلاف المفسرين في تعبيرهم عن المعنى المراد
[ التضمين مبحث مختلف عن التعبير بألفاظ متقاربة وأراد أن يبين فيه اختلاف المفسرين في التعبير عن معاني الحروف.
مثلا:
قوله تعالى :{ من أنصاري إلى الله }
فُسرت : من أنصاري مع الله، هنا على قول من قال أن الحروف تقوم مقام بعض، فحرف " إلى " جاء بمعنى " مع "، وهذا القول مرجوح عند شيخ الإسلام.
وفُسرت:"من المنيبين إلى الله"
فتضمنت كلمة الأنصار هنا معنى " الإنابة " وعُدِّيت بحرف الجر الذي يُعدى به " أناب "، وهذا قول نحاة البصرة وما رجحه ابن تيمية رحمه الله.
مثال آخر:
يشرب بها:
- يشرب منها.
أو
- يروى بها، على القول بالتضمين. ]
- التضمين هو أن يضمن فعل معنى فعل آخر ؛ ويعدى تعديته
- لا يكون التضمين إلا مع التعدية بحروف الجر
- من قال بالتضمين هم نحاة البصرة
- عدم إدراك وجود التضمين في الفعل يؤدي إلى الغلط في معاني الحروف
▪
أمثلة على التضمين :
أ.(
بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) : أي ضمها إليها
ب. (
وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا أليك ): أي يصدونك عنه
ج. ونصرناه من : ضمنه معنى : نجيناه وخلصناه من
د.
يشرب بها عباد الله : ضمنه معنى : يروى بها
- مثال على التقريب والتضمين : في (
ذلك الكتاب لا ريب فيه )
[ هذا تابع للألفاظ المتقاربة، وسبب الخلط أيضًا هو استطراد شيخ الإسلام ثم رجوعه للمبحث الأول ]
- تفسير أحد المفسرين اللفظة بمعنى مقارب لها وتفسير آخر بمعنى آخر مقارب هو مما يمكن جمعه إذ لا تضاد فيه
🔹
طرق تحصيل العلم الصحيح وحصول الاختلاف فيه :
▪
العلم إما أن يكون :
1- صحيحا عرفت صحته
2- باطلا عرف بطلانه
3- موقوفا فيه ( لم تعرف صحته من بطلانه )
1 -
العلم الصحيح وهو العلم الحقيقي وهو نوعان :
- ( نقل عن مصدق أو استدلال محقق )
أ. نقل مصدق عن معصوم ( وهو الرسول صلى الله عليه وسلم )
ب. وإما قول عليه دليل معلوم ( قول لبعض الصحابة والتابعين أو اجتهاد أحد المؤهلين مع وجود دليل)
- ما سوى العلم الصحيح إما أنه مزيف مردود وإما موقوف :
2-
الباطل :وهو مزيف مردود
3-
الموقوف (يتوقف فيه لأنه لا يعلم هل هو صحيح ( منقود ) أو باطل ( بهرج ) )
🔹
الاختلاف في النقل والاستدلال
اختلاف المفسرين في التفسير من حيث طريقة الوصول إليه إما أن يكون :
- من جهة النقل فقط ( سواء كان عن المعصوم او عن غير معصوم )
- أو من جهة الاستدلال ( ما يعلم بغير النقل )
♦
النوع الأول : من جهة النقل
- ما مستنده النقل يشمل ما نقل من حديث رسول الله وما نقل من آثار الصحابة والتابعين
- المنقول منه ما يمكن التحقق من صحته أو بيان ضعفه ومنه ما لا يمكن فيه ذلك .
- ما أمكن معرفة الصحيح منه من المنقول موجود فيما يحتاج إليه في الدين
- ما لا يمكن الجزم بالصدق فيه من المنقول لا فائدة فيه
- مثال ما لا فائدة فيه مما لا يجزم بصحته : لون كلب أصحاب الكهف والبعض الذي ضرب به القتيل من البقرة وخشب سفينة نوح وغيرها ...
- المنقولات فيما يحتاج المسلمون إلى معرفته في دينهم نصب الله الدليل عليه
- الدليل إما يكون منقولا بالأسانيد وإما استدلال عليه حجة وبرهان
- المنقولات في التفسير كالمنقولات في المغازي والملاحم أغلبها مراسيل
- من أشهر المراسيل في التفسير : ما يذكره عروة والشعبي والزهري وابن إسحق وغيرهم
- معنى قول الإمام أحمد : ( ثلاثة أمور ليس لها إسناد : التفسير والملاحم والمغازي )
[ مع التأكيد على أن قول الإمام أحمد كان في التفاسير المشتهرة في عصره، وإلا فقد ظهرت بعده تفاسير مأثورة تعتني بذكر الصحيح وبيان إسناده ]
📌
استطراد :
- أعلم الناس بالمغازي أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق
- علم أهل المدينة في المغازي لأنها كانت عندهم ، وأهل الشام لأنهم أهل علم وجهاد
- تعظيم الناس لكتاب الفزاري في المغازي ولعلم الأوزاعي في ذلك .
🔹
ضوابط وقواعدالحكم على النقل وشروط صحته :
▪
النقل إما أن يكون :
أ. صادقا مطابقا للخبر
ب. أو كذبا تعمد صاحبه الكذب أو أخطأ فيه
- إذا سلم النقل من الكذب خطأ أو عمدا كان صدقا بلا ريب
- ينبغي في من يروي الحديث أن يكون ليس ممن يتعمد الكذب
- إذا كان راوي الحديث لا يتعمد الكذب فإنما يخشى عليه من النسيان والخطأ
- الصحابة ، ورواة الحديث من كبار التابعين علم قطعا أنهم ليسوا ممن يتعمد الكذب في الحديث ، وإنما يخاف على أحدهم من الغلط والنسيان اللذان يعرضان للإنسان .
- ممن عرف بعده عن الخطأ من حفاظ الحديث الشعبي والزهري وعروة وقتادة والثوري
▪
تعدد الطرق عمن يعتبر حديثهم يوجب العلم :
- تعدد الطرق للمنقول مع عدم التواطئ والاتفاق يوجب العلم بمضمون المنقول
- الحديث الطويل إذا روي من وجهين مختلفين من غير موطأة امتنع عليه أن يكون غلطا كما امتنع أن يكون كذبا .
- بعض الأمثلة على كيف يكون تعدد الطرق وعدم التواطئ سببا لصحة الخبر
- تعدد طرق المنقول تفيد في معرفة أحوال الناقلين
- إذا ثبتت صحة الخبر احتاج إلى طريق تثبت به الألفاظ والدقائق وتضبط به
- ينتفع برواية المجهول وسيء الحفظ والمراسيل في الشواهد والاعتبار
- كان أهل العلم يكتبون رواية سيء الحفظ للشواهد والاعتبار
- كتب ابن حنبل حديث ابن لهيعة مع أنه غلط وخلط بعد احتراق كتبه فصار يعتبر بحديثه ويستشهد به
▪
خبر الواحد :
- خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول تصديقا له أو عملا به يوجب العلم اليقيني
- المصنفون من أصحاب المذاهب الأربعة إلا قليلا من المتأخرين يرون أن خبر الواحد يوجب العلم إذا تلقته الأمة بالقبول .
- كثير من أهل الكلام يوافقون الفقهاء وأهل الحديث والسلف في خبر الواحد .
- ذكر بعض الأعلام من المذاهب ممن قال بذلك وبعض من أنكره
▪
ضوابط الإجماع :
- الإجماع على تصديق الخبر موجب للقطع به
-الاعتبار في الإجماع بإجماع أهل كل علم بعلمه وفنه ، ففي الحديث الاعتبار بإجماع أهل العلم بالحديث وفي الأحكام بإجماع أهل العلم بالأمر والنهي والإباحة .
▪
وقوع الغلط في روايات بعض الثقات :
- الثقة قد يخطئ ، فلا يكاد يسلم من الخطأ إنسان
-ضعف أهل العلم من حديث الثقة الصدوق الضابط أشياء تبين لهم غلطه فيها
- علم علل الحديث يعرف به وهم الثقة الضابط وغلطه
- يعرف غلط الثقة الضابط في الحديث بدليل استبان لأهل العلم وهو إما :
- سبب ظاهر
- سبب خفي لا يعلمه إلا من حذق بهذا العلم
- أمثلة لما ظهر فيه غلط الثقة
▪
أنواع الناس في التعامل مع الحديث
- الناس في تمييز صحيح الحديث وضعيفه نوعان :
أ. نوع من أهل الكلام بعيد كل البعد عن علم الحديث ، يشك في صحة أحاديث أو في القطع بها مع كونها معلومة عند اهل العلم به
ب. نوع يدعي اتباع الحديث والعمل به ، إذا وجد حديثا رواه ثقة أو ظاهر إسناده الصحة يجعله من جنس ما جزم أهل العلم بصحته ولو عارض الصحيح المعروف .
- على الحديث أدلة يعلم بها انه صدق وقد يقطع بذلك ، كما أن عليه أدلة يعلم بها أنه كذب ويقطع بذلك
- مما يقطع بكذبه ما يرويه الوضاعون من أهل البدع والغلو في الفضائل
📌
استطرادات :
- جمهور ما في البخاري ومسلم مما يقطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ...
- لم عد ما في البخاري ومسلم صحيحا :
- لأنه سلم من الخطأ والكذب
- وقد تلقاه أهل العلم بالقبول والتصديق
- والأمة لا تجتمع على خطأ ، فإجماعها على حكم معين ( كالحكم بصحة حديثهما ) إثبات أن الحكم ثابت ظاهرا وباطنا
- ثبتت أحداث غزوة بدر بالتواتر إذ يعلم قطعا من برز لمبارزة المشركين ، وكل واحد من قرينه ومن قتل من .
🔹
المراسيل في التفسير :
- اغلب المنقولات في التفسير من المراسيل
- تصح المراسيل قطعا إذا :
أ. تعددت طرقها
ب. خلت عن الموافقة قصدا أو اتفاقا بغير قصد
- ما قيل في صحة المراسيل يقال في صحة الأخبار والمنقولات عموما .
🔹
الإسرائيليات في التفسير :
- حديث إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحديث عن بني إسرائيل
- تحديث عبد الله بن عمرو بن العاص من الزاملتين اللتين أصابهما يوم اليرموك من كتب أهل الكتاب لما فهمه من الإذن بذلك
- ما ورد إلينا من الإسرائيليات إما نقل صحابي وإما نقل تابعي
- نقل الصحابة عن أهل الكتاب أقل من نقل التابعين عنهم
- ما نقل عن الصحابة من الإسرائيليات نقلا صحيحا يحتمل أن يكون سمعه من رسول الله لأنهم نهوا عن تصديق أهل الكتاب
- إذا جزم الصحابي بما يقوله فيبعد أن يكون ما رواه إلا مرفوعا
- بعض التابعين عرفوا بروايتهم عن أهل الكتاب وإن لم يذكروا أنهم أخذوه منهم
- ممن روى عن أهل الكتاب من التابعين : كعب الأحبار ووهب بن منبه ومحمد بن إسحق
▪
أقسام الإسرائيليات :
1- ما علمنا صحته مما له دليل من القرآن أو السنة
2- ما علمنا كذبه لمخالفته ما صح عندنا
3- ما يتوقف فيه لعدم وجود ما يصدقه أو يكذبه
- ما لا يصدق عن أهل الكتاب ولا يكذب غالبه مما لا فائدة فيه في أمر ديني
- من أمثلة ما لا يصدق ولا يكذب عن أهل الكتاب ( عدد أصحاب الكهف وأسمائهم ، وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم عليه السلام وغيرها مما سكت عنها القرآن والسنة ...)
▪
كيفية التعامل مع الإسرائيليات :
- ما نقل إلينا من أهل الكتاب لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه إلا بحجة
- قال رسول الله (
إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ..)
- أحاديث الاسرائيليات تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد
- نقل الخلاف عن المفسرين فيما روي عن أهل الكتاب جائز
- أدب الله المؤمنين أن ما سكت عنه في كتابه وسكت عنه نبيه مما لا طائل من معرفته فلا يجهدوا أنفسهم فيه
- التحذير من الاشتغال بما لا فائدة من النزاع فيه عن الأهم الذي ينبغي الاشتغال فيه
🔹
الموضوعات في التفاسير
- ما يقطع بكذبه منا رواه الكذابون والوضاعون خصوصا في الفضائل من الموضوعات
- بعض التفاسير حوت كثيرا من الموضوعات كتفسير الواحدي والثعلبي والزمخشري
- حديث فضائل السور سورة سورة ، وحديث علي الطويل في التصدق بخاتمه في الصلاة مما اتفق أهل العلم على وضعه
- تقويم تفسير الثعلبي والواحدي والبغوي
♦
النوع الثاني من اسباب الاختلاف : الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال :
▪
عامة أسباب اختلاف العلماء :
[ هذا في أسباب الاختلاف عمومًا بين العلماء ولا يصح وضعه تحت الخلاف من جهة الاستدلال فقط، بل يمكن تصديره في بداية الحديث عن مسائل الخلاف، أو تأخيره في نهايتها ]
أ. لخفاء الدليل والذهول عنه
ب. لعدم سماع الدليل
ج. غلط في فهم النص
د. لاعتقاد معارض الراجح
▪
الخطأ في التفسير بالاستدلال
- الخطأ في التفسير بالاستدلال حدث بعد زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان
- سبب قلة خطئهم ( الصحابة والتابعين ) في الاستدلال لكونهم لم تكن عندهم اعتقادات مخالفة لمعاني القرآن وكانوا يراعون أحوال تنزل القرآن
- ذكر بعض التفاسير التي بها كلام الصحابة والتابعين وتابعيهم صرفا والتي لا يكاد يوجد فيه من أخطاء الاستدلال ( تفسير عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن عيينة وابن المنذر وابن أبي حاتم وغيرهم )
▪
الجهتان اللتان أكثر خطأ تفسير الاستدلال منهما :
1- قوم اعتقدوا معان ثم حملوا الفاظ القرآن عليها ( يصرفون الآيات عن ظاهرها لتوافق ما يعتقدون )
-
وهم صنفان :
أ. تارة يسلبون لفظ القرآن وما دل عليه وأريد به
ب. تارة يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به
2- قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ في اللغة من غير النظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به
( عاملوا القرآن ككتاب عربية ونزعوه من سياقاته وأحوال تنزله وسبب نزوله )
▪
المقارنة بين جهتي خطأ الاستدلال :
1- الذين راعوا المعنى أهملوا اللفظ فلم ينظروا إلى ما تستحقه الألفاظ من الدلالة والبيان
والذين راعوا اللفظ في اللغة أهملوا المعنى فلم يراعوا سياق الكلام ولا راعوا المتكلم بالكلام والمنزل عليه والمخاطب به
2- الذين راعوا المعنى أخطأوا في صحة المعنى الذي فسروا به القرآن كما غلط به الآخرون
الذين راعوا اللفظ أخطأوا في احتمال اللفظ للمعنى في اللغة كما غلط في ذلك الآخرون
▪
خطأ الذين راعوا المعنى من جهتين :
أ -
خطأ في الدليل والمدلول : يستخدمون الدليل في غير موضعه ويستدلون به على ما لا يحتمله ولا يراد به( يحرفون الكلم عن مواضعه )
ب -
خطأ في الدليل لا المدلول : يكون ما قصدوا نفيه أو إثباته حقا فالمعنى الذي قصدوا إليه صحيح لكن الآية التي استدلوا بها لا تدل عليه )
أ.
الخطأ في الدليل والمدلول :
- الخطأ في الدليل والمدلول وقع في التفسير كما وقع في الأحكام
- الذين أخطأوا في الدليل والمدلول هم أهل البدع والأهواء والمعتقدات الباطلة
- من طوائف أهل البدع والأهواء : الروافض والخوارج والمعتزلة والقدرية والمرجئة
- المعتزلة أعظم الناس كلاما وجدالا
- من أمثلة تفاسير المعتزلة التي فسرت على اعتقاداتهم ( كالزمخشري والجبائي والرماني وابن كيسان الأصم وغيرهم )
- ما جاء به هؤلاء في التفسير ليس لهم فيه سلف لا من الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم بإحسان ( ذلك أن اعتقاداتهم ظهرت بعد أكثر من قرن من وفاة رسول الله فكيف تكون هي المقصودة في آيات القرآن )
- من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين في تفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئا وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه
- من قال في التفسير بخلاف تفسير الصحابة والتابعين فقد أخطأ في الدليل والمدلول معا
- من خالف الصحابة والتابعين في التفسير كانت مخالفته لشبهة عرضت له عقلية أو نقلية
▪
بطلان تفاسير أهل الأهواء من وجهين :
أ. من العلم بفساد قولهم
ب. من العلم بفساد ما فسروا به القرآن ( سواء كان دليلا على قولهم أو ردا على معارض لهم )
- بعض تفاسير أهل الأهواء حسن العبارة يدس البدع في كلامه
- التحذير من تفسير الكشاف لكونه من أهل البلاغة فيدس البدع في كلامه بطريقة خفية فيروج على من لا يعتقد مذهبه ممن لا يتفطن لعباراته
- بسبب تطرف أهل البدع والأهواء في تفاسيرهم دخلت الإمامية ثم الفلاسفة ثم القرامطة ففسروا القرآن بما لا يفسر به
- أمثلة على تطرف الإمامية في التفسير
▪
بعض ما فعله أهل التفسير الباطني في تفسيرهم :
- يفسرون اللفظ بما لا يدل عليه بحال من الأحوال
- يجعلون اللفظ المطلق العام منحصرا في شخص واحد
▪
ما ينبغي على المرء العلم به ليعرف طرق الصواب :
- ينبغي أن يعلم الإنسان القول الحق الذي خالفه أهل البدع في تفسيرهم ويعلم أن تفسيرهم محدث مبتدع
- يعرف بالطرق المفصلة فساد تفسيرهم بما نصبه الله من الأدلة على بيان الحق
ب.
الخطأ في الدليل لا في المدلول :
- كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء يخطئون في الدليل لا المدلول
- الخطأ في الدليل يكون بتفسير القرآن تفسيرا صحيحا لكن الآية المذكورة لا تدل عليه
- تفسير ( حقائق التفسير ) للسلمي مما أخطأ فيه في الدليل وهو من التفسير الإشاري
- إذا اجتمع مع خطأ الدليل معنى باطل كان خطأ في الدليل والمدلول
-
تقييم لتفسير ابن عطية :
- تفسير ابن عطية أقرب للسنة وأبعد عن البدعة من تفسير الزمخشري وأشباهه
- مما يؤخذ على تفسير ابن عطية أنه :
أ. لا يذكر شيئا مما نقل عن السلف
ب. يفسر على المذهب فيفسر كثيرا على طريقة أهل الكلام ( الأشاعرة )
ج. يخالف الصحابة والتابعين في تفسيرهم انتصارا لمحققي أهل الكلام
🔹
كيف يكون التعامل مع حكايات الخلاف في التفسير
- أحسن ما يكون في حكايات الخلاف :
أ. أن ينبه على الصحيح
ب. ويبطل الباطل
ج. وتذكر ثمرة الخلاف وفائدته
▪
من أخطاء ما يكون في حكايات الخلاف :
- ألا يستوعب أقوال الناس في المسألة فهذا نقص لأنه يكون الصواب في القول المتروك
- أن يحكي الخلاف ويطلقه فلا ينبه على الصحيح من الأقوال
- أن يصحح غير الصحيح عامدا فهذا تعمد كذب ، أو مخطئا فهذا أخطأ
- أن ينصب الخلاف فيما لا فائدة فيه
- أن يحكي أقوالا متعددة لفظا ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى لأنه ضيع الوقت وكثر ما ليس بصحيح
📌
استطرادات :
- تعريف اللفظ أو مفهومه هو التعبير عنه بحد مطابق للمحدود في عمومه وخصوصه
- المصدر قد يضاف إلى فاعله وقد يضاف إلى مفعوله ويختلف المعنى باختلاف ذلك
مثل ( ذكري ) في ومن أعرض عن ذكري:
فإضافته للفاعل أي ما يذكره هو سبحانه وهو كلامه
وإضافته للمفعول أي ما يذكر به سبحانه من عباده
- بني على قاعدة ( العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب ) أنه إذا لم يعرف ما نواه الحالف رجع إلى سبب يمينه وما هيجها وأثارها .
- من أنكر دلالة أسماء الله على صفاته فقوله قول القرامطة من غلاة الباطنية
- القرامطة لا ينكرون من أسماء الله ما كان علما محضا، وإنما ينكرون ما في أسمائه الحسنى من صفات الإثبات فيقولون مثلا لا نقول هو حي ولا ليس بحي فينفون النقيضين
- أهل الغلو في الظاهر يثبتون أسماء الله أعلاما مجردة عن صفاتها ومدلولاتها فيقولون هو سميع بلا سمع عليم بلا علم ( والعياذ بالله )
- أصول المعتزلة الخمسة ( التوحيد والعدل والمنزلة بين منزلتين وإنفاذ الوعد والوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
- توحيد المعتزلة هو توحيد الجهمية المعطلة فينفون صفات الله تعالى ويثبتون أسماء بلا صفات
- عدل المعتزلة أن الله لم يرد إلا ما أمر به شرعا ، وما خالف شرعه فهو بغير مشيئة ( والعياذ بالله )
- وافق بعض الشيعة المعتزلة في مفهوم العدل عندهم
- ليس في المعتزلة من ينكر خلافة أي من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي .
- إنفاذ الوعد والوعيد في الآخرة لدى المعتزلة والخوارج تنفي الشفاعة في أهل الكبائر ( عندهم أهل الكبائر مخلدون في النار )
- الكرامية والمرجئة والكلابية ردوا على الخوارج والمعتزلة في مصير صاحب الكبيرة فأحسنوا في أشياء وأخطأوا في أخرى .