ملخص سورة النبأ الآيات من 1-16
بين يدي السورة:
اسماء السورة :
النبأ ( ك – ش) - عمَ (ك – س
مكية أم مدنية: مكية
تفسير قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)
تفسير قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) )
يقول تعالى منكراً على المشركين في تساؤلهم عن يوم القيامة إنكاراً لوقوعه (ك ) وقال السعدي عن أى شيء يسأل المكذبون بآيات الله وأما الأشقر فقال لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ - جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ، يَقُولُونَ: مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ. وَالْمَعْنَى: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثُمَّ أَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ بِقَوْلِهِ: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}). [ )
تفسير قوله تعالى: (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) )
هناك اقوال :
- أمر القيامة وهو الخبر الهائل (ك)
- البعث بعد الموت.
- وقال مجاهدٌ: هو القرآن (ش)
- رجح ابن كثير ان النبأ العظيم هو أمر القيامة , وأما السعدي عبر عن ذلك بأنه الخبر العظيم الذي طالَ فيهِ نزاعُهمْ؛ وانتشرَ فيهِ خلافُهمْ على وجهِ التكذيبِ والاستبعادِ؛ وهوَ النبأ الذي لا يقبلُ الشكَّ ولا يدخُلُهُ الريبُ؛ ولكنِ المكذِّبونَ بلقاءِ ربهمْ لا يؤمنونَ ولو جاءتهم كل آيةٍ حتى يروا العذابَ الأليمَ ولا يتضح من كلامه هنا هل هو القرآن أم أمر القيامة ورجح الأشقر أن النبأ العظيم هُوَ الْخَبَرُ الهائِلُ، وَهُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ؛ لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ، وَتَصْدِيقِ الرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِ والنُّشورِ.
تفسير قوله تعالى: (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) )
- النّاس فيه على قولين؛ مؤمنٌ به وكافرٌ (ك)
- اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ (ش)
تفسير قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) )
- ثمّ قال تعالى متوعّداً لمنكري القيامة: {كلاّ سيعلمون * ثمّ كلاّ سيعلمون}. وهذا تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ (ك -ش)
- أي: سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوا بهِ يكذبونَ، حين يُدَعُّون إلى نارِ جهنمَ دعّاً،(س)
ما فائدة تكرار ثم كلا سيعلمون:لِلْمُبَالَغَةِ فِي التأكيدِ والتشديدِ فِي الوعيدِ
*********************************
تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) )
تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) )
ثمّ شرع تعالى يبيّن قدرته العظيمة على خلق الأشياء الغريبة والأمور العجيبة الدّالّة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد وغيره (ك) ثم بيَّنَ تعالىالنعمَ والأدلةَ الدالةَ على صدقِ ما أخبرتْ به الرسلُ، (س)فقال: {ألم نجعل الأرض مهاداً}. أي: ممهّدةً للخلائق ذلولاً لهم قارّةً ساكنةً ثابتةً (ك) أما أنعَمنَا عليكمْ بنعم جليلةٍ (س) وسرد هذه النعم
المِهَادُ:الوِطَاءُ وَالْفِرَاشُ، كالمَهْدِ للصَّبِيِّ، وَهُوَ مَا يُمَهَّدُ لَهُ فَيُنَوَّمُ عَلَيْهِ (ش)
تفسير قوله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) )
جعلها أوتاداً أرساها بها وثبّتها وقرّرها؛ حتّى سكنت ولم تضطرب بمن عليها فهي تمسكُ الأرضَ لئلا تضطربَ بكمْ وتميد (ك- س – ش)
تفسير قوله تعالى: (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) )
أى ذكورا وإناثا من جنسٍ واحدٍ، ليسكنَ كلٌّ منهما إلى الآخرِ، فتكونَ المودةُ والرحمةُ،وتنشأَ عنهما الذريةُ،وفي ضمنِ هذا الامتنانُ بلذةِ النكاح ، واستمتاع كلٌّ منهما بالآخر، (ك – س)
تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) )
والله سبحانه جعل النوم للناس قطعاً للحركة؛ وقطعاً لأشغالكمْ التي متىَ تمادتْ بكمْ أضرَّتْ بأبدَانكمْ، فجعلَ الليلَ والنومَ يغشى الناسَ لتنقطعَ حركاتهُمُ الضارةُ، وتحصلَ راحتُهم النافعةُ بعد كثرة التّرداد والسّعي في المعاش في عرض النّهار، (ك- س)
وَالسُّبَاتُ: أَنْ يَنْقَطِعَ عَن الحَرَكةِ والرُّوحُ فِي بَدَنِهِ (ش)
تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) )
أى : يغشى النّاس ظلامه وسواده (ك)
وقال قتادة أي: سكناً
أَيْ: نُلْبِسُكُمْ ظُلْمَتَهُ وَنُغَشِّيكُمْ بِهَا كَمَا يُغَشِّيكُمُ اللِّبَاسُ (ش)
تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) )
أي: جعلناه مشرقاً منيراً مضيئاً؛ ليتمكّن النّاس من السعي فيه فِيمَا يَقُومُ بِهِ مَعَاشُهُمْ والذّهاب والمجيء للمعاش والتّكسّب والتّجارات وغير ذلك (ك – ش )
تفسير قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) )
يعني: السّماوات السّبع في اتّساعها وارتفاعها وإحكامها وإتقانها وتزيينها بالكواكب الثّوابت والسّيّارات. (ك) سبعَ سمواتٍ، في غايةِ القوةِ، والصلابةِ والشدةِ، وقد أمسكها اللهُ بقدرتهِ، وجعلها سقفاً للأرضِ، فيها عدةُ منافعَ لهمْ، ولهذا ذكرَ من منافعها الشمس، فقالَ: {وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً (س)
تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) )
يعني: الشّمس المنيرة على جميع العالم، التي يتوهّج ضوؤها لأهل الأرض كلّهم والوهج يجمع بين النور والحرارة (ك – ش)
نبَّه بالسراجِ على النعمةِ بنورِها، الذي صارَ كالضرورةِ للخلقِ وبالوهاجِ الذي فيه الحرارةُ على حرارتهِا وما فيها منَ المصالحِ (س)
تفسير قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) )
معنى المعصرات :
- الريح ويكون المعنى : أنّها تستدرّ المطر من السّحاب
- السّحابهي السّحاب التي تتحلّب بالمطر ولم تمطر بعد،
كما يقال: مرأةٌ معصرٌ إذا دنا حيضها ولم تحض
- السّماوات وهذا قولٌ غريبٌ
الراجح: ورجح (ك – س – ش) أنّ المراد بالمعصرات السّحابكما قال تعالى: {اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحاباً فيبسطه في السّماء
ماءً ثجّاجاً:
- منصبًّا
- متتابعا
- كثيرا
وقال ابن جريرٍ: ولا يعرف في كلام العرب في صفة الكثرة الثّجّ، وإنّما الثّجّ: الصّبّ المتتابع، ومنه قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (أفضل الحجّ العجّ والثّجّ
قلت: أى ابن كثير وفي حديث المستحاضة حين قال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (أنعت لك الكرسف). يعني: أن تحتشي بالقطن؛ فقالت: يا رسول اللّه هو أكثر من ذلك، إنّما أثجّ ثجًّا. وهذا فيه دلالةٌ على استعمال الثّجّ في الصّبّ المتتابع الكثير،
وقاله (ش) أما (س) فقال أنه كثيرا جدا
تفسير قوله تعالى: (لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) )
لنخرج بهذا الماء الكثير الطّيّب النّافع المبارك
{حبًّا} : - يدّخر للأناسيّ والأنعام، (ك)
- من بُرًّ وشعير، وذرةٍ وأرزٍ، وغيرِ ذلكَ مما يأكُلهُ الآدميونَ (س- ِش)
{ونباتاً}. : أي: خضراً يؤكل رطباً (ك)
يشملُ سائر النباتِ، الذي جعلَه اللهُ قوتاً لمواشيهم (س - ش)
تفسير قوله تعالى: (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) )
وجنّاتٍ}. أي: بساتين وحدائق من ثمراتٍ متنوّعةٍ وألوانٍ مختلفةٍ وطعومٍ وروائح متفاوتةٍ، وإن كان ذلك في بقعةٍ واحدةٍ من الأرض مجتمعاً، ولهذا قال: {وجنّاتٍ ألفافاً}. (ك)
ألفافا: مجتمعةً، (ك) وهو قول ابن عباس وغيره
بساتينَ ملتفةً بَعْضُهَا بِبَعْضٍ؛ لِتَشَعُّبِ أَغْصَانِهَا (س- ش)
وقال السعدي بساتينَ ملتفةً،فيها من جميعِ أصنافِ الفواكهِ اللذيذةِ.
فالذي أنعمَ عليكمْ بهذه النعم العظيمة، التي لا يقدَّرُ قدرهَا، ولا يحصى عدُّها، كيفَ [تكفرونَ بهِ وتكذِّبونَ] ما أخبركمْ به منَ البعثِ والنشورِ؟ أمْ كيفَ تستعينونَ بنعمهِ على معاصيهِ وتجحدونَها
وهنا يتضح أن السعدي يرجح ان ما يتساءلون عنه ولا يعتقدونه هو البعث والنشور