المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
1: سبب تسمية العقل حِجراً.
سُمّي العقل حجراً: لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال، ومنه حجر البيت؛ لأنه يمنع الطائف من اللّصوق بجداره الشاميّ، ومنه حجر اليمامة، وحجر الحاكم على فلانٍ إذا منعه التصرّف، {ويقولون حجراً محجوراً}، كلّ هذا من قبيلٍ واحدٍ ومعنًى متقاربٍ . ذكره ابن كثير.
2: المراد بالشفع والوتر.
تعددت الأقوال فى المراد ب"الشفع والوتر":
القول الأول: الوتر يوم عرفة؛ لكونه التّاسع، وأنّ الشّفع يوم النّحر؛ لكونه العاشر. قاله ابن عبّاسٍ وعكرمة والضّحّاك ، وذكره ابن كثير.
القول الثانى: الوتر ليلة الأضحى، والشفع يوم عرفة، قاله عطاء ، وذكره ابن كثير
عن واصل بن السّائب، قال: سألت عطاءً عن قوله: {والشّفع والوتر} قلت: صلاتنا وترنا هذا؟ قال: لا، ولكن الشّفع يوم عرفة، والوتر ليلة الأضحى.رواه بن أبى حاتم، وذكره ابن كثير.
القول الثالث: الشفع أوسط أيام التشريق، والوتر آخر أيام التشريق. قاله عبد الله بن الزبير، وجابر بن عبد الله، ذكره ابن كثير والأشقر.
عن أبي سعيد بن عوفٍ، قال: سمعت عبد الله بن الزّبير يخطب الناس، فقام إليه رجلٌ فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن الشفع والوتر. فقال: الشفع قول الله عزّ وجلّ: {فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه}، والوتر قوله: {ومن تأخّر فلا إثم عليه}. رواه ابن أبى حاتم ، وذكره ابن كثير.
القول الرابع: الخلق كلّهم شفعٌ والله تعالى وترٌ، قاله ابن عباس ومجاهد، ذكره ابن كثير
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((إنّ لله تسعاً وتسعين اسماً، مائةً إلاّ واحداً، من أحصاها دخل الجنّة، وهو وترٌ يحبّ الوتر)). فى الصحيحين، ذكره ابن كثير.
عن مجاهدٍ قوله: {والشّفع والوتر}: كلّ شيءٍ خلقه الله شفعٌ، السماء والأرض، والبرّ والبحر، والجنّ والإنس، والشمس والقمر، ونحو هذا. ونحا مجاهدٌ في هذا ما ذكروه في قوله تعالى: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين لعلّكم تذكّرون} أي: لتعلموا أنّ خالق الأزواج واحدٌ.
القول الخامس: هو العدد؛ منه شفعٌ ومنه وترٌ. قاله قتادة عن الحسن، ذكره ابن كثير.
القول السادس: الشفع: الزوج، والوتر: الفرد من كل الأشياء، ذكره الأشقر.
القول السادس: هي الصلاة؛ منها شفعٌ كالرّباعيّة والثّنائيّة، ومنها وترٌ كالمغرب؛ فإنها ثلاثٌ، وهي وتر النهار. وكذلك صلاة الوتر في آخر التهجّد من الليل. رواه عمران ابن حصين مرفوعا، ذكره ابن كثير.
ولم يجزم ابن جريرٍ بشيءٍ من هذه الأقوال في الشفع والوتر.
2. حرّر القول في المسائل التالية:
1: المراد بإرم.
ورد فى المراد ب" إرم" عدة أقوال، والراجح منها قولان:
القول الأول: إرم أمّةٌ قديمةٌ. يعني: عاداً الأولى، قاله مجاهد، ذكره ابن كثير والأشقر.
القول اثانى: إرم بيت مملكة عادٍ. قاله قتادة والسدى، ذكره ابن كثير وقال: هذا قولٌ حسنٌ جيّدٌ قويٌّ.ويقرب منه قول السعدى والأشقر مع الأختلاف فى تحديد اسم المدينة.
2: المراد بالتراث.
ورد فى المراد ب"التراث" أقوال جميعها متوافقة:
القول الأول: الميراث. ذكره ابن كثير.
القول الثانى: المالَ المخلفَ. ذكره السعدى
القول الثالث: أموال اليتامى والنساء والضعفاء. ذكره الأشقر
فالميراث هو المال المخلف لليتامى والنساء والضعفاء.
3. فسّر بإيجاز قوله تعالى:
{فذكّر إن نفعت الذكري . سيذكر من يخشى . ويتجنبها الأشقى}.
أي: ذكّر يا محمد عامة الناس بشرع الله وآياته، وارشدهم إلى سبيل الخير واهدهم إلى شرائع الدين ما دامتِ الذكرى مقبولةً، والموعظةُ مسموعةً، سواءٌ حصلَ منَ الذكرى جميعُ المقصودِ أو بعضُه. ولما كان الناس ينقسمُون فى استجابتهم للذكرى إلى قسمينِ : منتفعونَ، وغيرُ منتفعين، خص الله تعالى المنتفعين بالذكرى بقوله :" سيذكر من يخشى" فالخشية -وهى الخوف المقرون بالعلم عن المُخوف - توجبُ للعبدِ الانكفافَ عن المعاصي والسعيَ في الخيرات فيزداد بالتذكير خشية وصلاحا، وأمَّا غيرُ المنتفعينَ، المصرين على الكفر، المنهمكين فى المعاصى بعد بيان الحق، فلن يُجدى تذكيرهم شيئا.
ويُستدل بالآيات على :
1- الأدب في نشر العلم، فلا يضعه عند غير أهله، كما قال أمير المؤمنين عليٌّ رضي اللّه عنه: "ما أنت بمحدّثٍ قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلاّ كان فتنةً لبعضهم، وقال: حدّث الناس بما يعرفون، أتحبّون أن يكذّب اللّه ورسوله؟!"
2- أنَّهُ إنْ لمْ تنفعِ الذكرى، بأنْ كانَ التذكيرُ يزيدُ في الشَّرِّ، أو ينقصُ منَ الخِير، لمْ تكنِ الذكرى مأموراً بها، بل منهيّاً عنها.
والله تعالى أعلى وأعلم.