اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحربي
سؤال أم أسامة هدى - حلية طالب العلم
هناك فرق بين من يريد طلب العلم ليكون فوق أقرانه والناس فقط وبين من يحب أن يتفوق في العلم لاالعلم؟
|
التنافس في طلب العلم وأعمال البر ليكون العبد أقرب إلى الله وأحبّ إليه وأحسن طاعة من أقرانه هو مما حثّ الله تعالى عليه كما قال تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتافسون} ، وتسابق أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في أعمال البرّ هو من هذا الباب؛ وفرق بين هذا القصد الذي يحبّه الله، وقصد الازدياد من العلم ليترفع به على أقرانه ويجادل به العلماء ويماري به السفهاء فهذه نيّة فساده قد ورد الوعيد الشديد عليها.
فإرادة تفوق الطالب على أقرانه ليكون أقرب إلى الله وأحبّ إلى الله إرادة محمودة وهي من التنافس الذي حثّ الله عليه ، ومن كان كذلك فإنّه لا يحسد ولا يؤذي أقرانه ولا يحاول تثبيطهم لأنّه متى فعل شيئا من هذه الخصال الذميمة كان تأخراً له في حقيقة الأمر، بل يدعوه ذلك إلى أن يدلّهم على ما ينفعهم ويزيدهم علماً وقرباً إلى الله تعالى ليكون له مثل أجرهم بما دلّهم عليه فهو يتعلّم وهم يتعلّمون وهو يعمل وهم يعملون لكنه يكسب من ثواب تعلّمهم وعملهم بما دعاهم إليه وحثّهم عليه وأعانهم فيه.
وهذا يبيّن الفرق الكبير بين تنافس المؤمنين في أعمال البر وتنافس أهل الدنيا على الدنيا؛ فالتنافس الأول مشمول بالتراحم والتعاطف والنصح والتوادّ الصادق، والتنافس الآخر مشمول غالبا بالحسد والبغي والقطيعة.
كما قال الشافعي رحمه الله:
فمن يطلب الدنيا فإنّي طعمتها .. وسيق إليينا عَذبها وعذابها
فما هي إلا جيفة مستحيلة .. عليها كلاب همهنّ اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها .. وإن تجتذبها نازعتك كلابها
(مستحيلة) أي متحللة؛ قد تحوّلت من حال إلى حال.