اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار
أستاذنا الفاضل .. مرّ معنا بدروس الفاتحة كلمة «متعلّق»
في فقرة متعلّق الإنعام .. وعندما قرأت الشرح بما فيه من إثراء وفوائد جمّة، لكن ما فهمت من مقصد كلمة «متعلّق» بم نعلّقها؟ .. والآن نأخذها من أجل الدراسة التفسيرية
(متعلّق التسبيح) مثلاً..
جزاكم الله خيراً.. ونفع بكم
|
كثير من المفردات والتراكيب في اللغة لها متعّلقات تتعلّق بها ، لا يتم فهم المعنى إلا بمعرفة تلك المتعلقات.
فإذا نظرت إلى قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} قد يعرض سؤالك عن متعلق هذا الإنعام ما هو؟ أي ما المراد بالنعمة التي أنعم الله عليهم بها؟
وكذلك قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبّح بحمد ربّك واستغفره إنه كان توابا}
في هذه السورة أمر بالتسبيح، والتسبيح يتضمّن معنى التنزيه؛ فيأتي السؤال عن متعلّق هذا التنزيه؛ أي: ممّ ننزّه الله تعالى؟
وجواب هذا السؤال قد يدلّ عليه منطوق الآية أو مفهومها أو سياقها أو مقصدها .
والمتعلّقات على أنواع:
فالفعل المتعدّي لا بدّ له من مفعول، وهذا المفعول هو متعلّق الفعل؛ فإذا قلتَ: لقد أكلتُ؛ فالأكل فعل لا بدّ له من متعلّق وهو المأكول؛ فماذا أكلت؟
و"أفعل" التفضيل له متعلّق؛ وقد يُحذف هذا المتعلّق فيتطلّب المفسّر فائدة حذفه؛ كما في قول: "الله أكبر" ، وقوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} فأكبر من ماذا؟ وأقوم من ماذا؟ وفي ماذا؟
وهكذا كثير من المفردات والتراكيب تدلّ على متعلّقات محذوفة، يجتهد المفسّر في معرفتها، والتعرّف على فائدة حذفها، والمتعلّقات عند المفسّرين أعمّ من المتعلقات عند النحاة؛ لأنّ النحاة نظرهم للإعراب الذي تتمّ به إفادة الجملة، ونظر المفسّرين والبلاغيين إلى المعنى القريب والبعيد.
ولذلك إذا قلت: سافر زيد؛ فالجملة تامّة عند النحاة ؛ لأن "سافر" فعل لازم لا يقتضي مفعولاً، لكنّها عند أهل المعاني لها متعلّقات مكانية وزمانية وحالية.
والتفقّه في المتعلّقات من الأدوات العلمية التي تُستخرج بها الفوائد واللطائف، وهي مهمّة للمفسّر.