قال ابنُ الأثيرِ المباركُ بنُ محمدٍ الجَزْريُّ (ت: 606هـ):(
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسّر وتمم بالخير
الحمد الله الذي أوضح لمعالم الإسلام سبيلا، وجعل السنة على الأحكام دليلا، وبعث لمناهج الهداية رسولا، مهد لمشارع الشرائع وصولا.
أحمده حمداً يكون برضاه كفيلا، وللفوز بلقائه منيلا.
وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة تجعل ربع الغواية محيلا، ومنازل الشرك كثيباً مهيلا.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله شهادة تشفي من ظمأ القلوب غليلا.
وأصلي عليه وعلى آله وأصحابه صلاة ترجع ظل التوفيق ظليلا، وتحقق إخلاصها أملاً وسولا.
أما بعد، فإن مبنى هذا الكتاب على ثلاثة أركان:
الأول: في المبادئ، والثاني: في المقاصد، والثالث: في الخواتيم، والركن الأول ينقسم إلى خمسة أبواب: