س1: عرف الإسلام؟
ج: الإسلام شرعا: هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد, والانقياد له بالطاعة, والبراءة من الشرك وأهله.
ولغة: مصدر أسلمته إسلاما؛ ويتضمن وصفين:
-الإخلاص والبراءة من المشاركة والعلة وغير ذلك مما يقدح في الإسلام.
-تمكين المسلم للمسلم له وانقياده له.
والمراد بالإسلام في هذا الباب: هو دين الإسلام الذي أرسل به النبي صلى الله عليه وسلم ونسخ به كل الأديان السابقة.
س2: كيف نجمع بين كون الإيمان بضع وسبعون شعبة وبين كونه ستة أركان ؟
ج: الإيمان له أركان ستة, وهي بمثابة الأصول التي يبنى عليها الإيمان, ومنها تتفرع شعب الإيمان التي هي أنواعه وخصاله.
فلا تعارض إذا؛ فالإيمان أركان وشعب.
وأركان الإيمان ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جيريل عليه السلام: " أن تؤمن بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وبالقدر خيره وشره".
وشعب الإيمان: "بضع وسبعون –أو بضع وستون- شعبة, أفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطريق, والحياء شعبة من الإيمان".
ومتى كان الإيمان راسخا كان أعلى فروع هذه الشعب هو: قول (لا إله إلا الله)؛ لانه يدل حينئذ على ما وقر في القلب وصدقه العمل.
س3:ماهي الكلمة المرادة من قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}؟
ج: الكلمة في اللغة تطلق على الجملة المفيدة, ومعنى: (سواء): أي عدل.
والمراد بالكلمة السواء: (أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله).
والمعنى: أن نوحد الله فلا نعبد غيره سبحانه, ونبرأ من كل معبود سواه, فلا نشرك به شيئا.
س4: المخالفون في الإيمان باليوم الآخر على درجتين. وضح ذلك.
ج: الإيمان باليوم الآخر يتضمن الإيمان بما يكون في البرزخ, وبيوم القيامة وما فيه, وبالجنة والنار وما فيهما, وبرؤية المؤمنين لربهم جل وعلا.
والمخالفون في ذلك على درجتين:
-درجة الكفار المكذبين بالبعث, من الوثنيين والملاحدة ومن يزعم أن البعث إنما يكون للأرواح دون الأجساد.
وكل هؤلاء كفار؛ لأنهم أنهم أنكروا معلوما من الدين بالضرورة, وكذبوا بما أخبر به الله ورسوله.
-درجة المبتدعة, وهؤلاء أنكروا بعض تفاصيل ما يكون في اليوم الآخر, كالحوض والشفاعة ورؤية الله عز وجل؛ وهم على قسمين:
-قسم بلغه الأحاديث الصحيحة, وعرف صحتها, وعلم معناها ثم كذب بها, فذلك كافر لأنه كذب النبي صلى الله عليه وسلم.
-وقسم عرضت له شبهة فأولها على غير ما أجمع عليه السلف الصالح ودل عليه لفظ النبي صلى الله عليه وسلم, فؤلاء لا نكفرهم لأنهم لم يقصدوا تكذيب النبي, لكنهم على خطر عظيم بسبب بدعتهم.
س5: ما معنى الإحسان في مراتب الدين؟
ج: الإحسان كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بكلام بليغموجز؛ فقال: "أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
فمتى استشعر العبد ذلك لم يقصر, فالمقصود: الحث على الإخلاص في العبادة ومراقبة الله جل وعلا في إتمام الخشوع والخضوع وغير ذلك.
ولما كان الدين مراتب؛ كان الإسلام أوسعها, والإيمان أخص منه وأعلى, والإحسان أخص منهما وأعلى, فالإحسان أعلى مراتب الدين, وأسمى غايات السالكين, ثوابه أحسن الثواب, وأهله أحب الناس إلى الله.
ولذلك ندبهم إلى حسن الإسلام وحسن الإيمان, حتى يبلغوا درجة المحسنين, ويسعدوا بقرب رحمته منهم, وعظيم فضله وبركاته عليهم, قال سبحانه: (إن رحمة الله قريب من المحسنين), وقال: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).
ومدار الإحسان في كل عمل على شيئين:
-الإخلاص لله.
-وإتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد كتب الله الإحسان على كل شيء, وجعله بالقلب واللسان والجوارح, نسأل الله من فضله.
س6: بين درجات الإحسان في القول.
ج: الإحسان يكون بالقلب والقول والجوارح.
وإحسان القول: أن يتحرى العبد القول الطيب الحسن الذي يحبه الله تعالى ويرضاه في كل شؤونه.
وقد قال فيه ربنا جل وعلا: (وقولوا للناس حسنا), وقال صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات, وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم".
وإحسان القول على ثلاث درجات:
الأولى: تجنب القول السيئ الذي يبغضه الله تعالى؛ كقول الشرك, والزور, والغيبة والنميمة, وغير ذلك.
الثانية: القول الحسن الواجب ؛
في حق الله : كالتوحيد, والأذكار والأدعية الواجبة في الصلاة وغيرها,
وفي حق الناس: وأولى الناس بالقول الحسن الوالدان؛ قال تعالى: (وقل لهما قولا كريما).
الثالثة: القول الحسن المستحب؛ وتشمل الدرجتين الأولى والثانية بالإضافة إلى الإتيان بنوافل الأقوال الحسنة من ذكر ودعاء ودعوة إلى الله, وكذلك من تعزية المصاب وتثبيت المبتلى وغير ذلك.