دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 رمضان 1441هـ/26-04-2020م, 03:31 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الثاني والعشرين: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة السبيل إلى فهم القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة "السبيل إلى فهم القرآن"



أدّ تطبيقا واحداً من تطبيقات كلّ درس من الدروس التالية:

تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
1: معنى الباء في قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الذي خلق}
2: معنى "من" في قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
3: معنى "ألا" في قول الله تعالى: {فقربه إليهم قال ألا تأكلون}
4: معنى "ما" في قول الله تعالى: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت}
5: معنى "ما" في قول الله تعالى: {فما أصبرهم على النار}



تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}
(2) قول الله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)}
(3) قول الله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}
(4) قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}
(5) قول الله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)}


تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {ولمن خاف مقام ربّه جنتان}
(2) قول الله تعالى: {وبعهد الله أوفوا}
(3) قول الله تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قومٍ أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا}
(4) قول الله تعالى: {ودع أذاهم وتوكل على الله}
(5) قول الله تعالى: {فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا}



تطبيقات الدرس الثالث عشر
بيّن أغراض الحذف والذكر في في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}
(2) قول الله تعالى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)}
(3) قول الله تعالى: { وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}
(4) قول الله تعالى: {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ}
(5) قول الله تعالى: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}



تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18)}
(2) قول الله تعالى: { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} وقول الله تعالى: { قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}
(3) قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72)}
(4) قول الله تعالى: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
(5) قول الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}



تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)}
(2) قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)}
(3) قول الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)}
(4) قول الله تعالى: { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)}
(5) قول الله تعالى: { فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}



تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)}
(2) قول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
(3) قول الله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}
(4) قول الله تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)}
(5) قول الله تعالى: { يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74)}


تطبيقات الدرس السابع عشر:
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}
2: قول الله تعالى: { وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)}
3: قول الله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)}
4: قول الله تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) }
5: قول الله تعالى: {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)}



توصية:

يوصَى دارسو هذه الدورة بالاستكثار من التمرن على تطبيق ما درسوه من الدلالات على آيات كثيرة، وأن لا يكتفوا بالتطبيقات المذكورة في المجلس؛ فكثرة المران ترسّخ المعرفة، وتصقل المهارة، وتعين الدارس على توسيع مداركه وتقويم دراسته.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الإثنين القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 رمضان 1441هـ/18-05-2020م, 09:17 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
3: معنى "ألا" في قول الله تعالى: {فقربه إليهم قال ألا تأكلون}


(ألا) هنا تحتمل وجهين في كلام المفسرين:
الوجه الأول: الإنكار، على تقدير محذوف: فامتنعوا من الأكل فأنكر عليهم ترك الأكل، وهو اختيار الزجاج وابن جرير وابن عطية.
وهذا معروف من كلام العرب أن (ألا) تستخدم للتوبيخ والإنكار، كما في قول الشاعر:
أَلا طعان أَلا فرسَان عَادِية ... إِلَّا تجشؤكم حول التنانير
وَقَول الآخر:
أَلا ارعواء لمن ولت شبيبته ... وآذنت بمشيب بعده هرم

الوجه الثاني: العرض والتحضيض، ومعناها طلب الشيء بلين وتلطف، وهو اختيار ابن كثير وابن عاشور.
وهذا الأسلوب في الاستفهام يستعمل للنصح والطلب والعرض والأمر بتلطف والدعوة، نحو قوله تعالى: {أَلا تحبون أَن يغْفر الله لكم}، وقوله تعالى: {أَلا تقاتلون قوما نكثوا أَيْمَانهم}
وَمِنْه قول الْخَلِيل:
أَلا رجلا جزاه الله خيرا ... يدل على محصلة تبيت
وتختص (أَلا) على هذا الوجه بالفعلية، ولهذا رجح هذا الوجه ابن عاشور بقوله: (وَهِيَ هُنَا مُتَعَيِّنَةٌ لِلْعَرَضِ لِوُقُوعِ فِعْلِ الْقَوْلِ بَدَلًا من فعل فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ).
ومن أحسن ما ذُكر توجيه ابن حيان بقوله: (فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَأْنِيسًا لِلْأَكْلِ، بِخِلَافِ مَنْ قَدَّمَ طَعَامًا وَلَمْ يَحُثَّ عَلَى أَكْلِهِ، فَإِنَّ الْحَاضِرَ قَدْ يَتَوَهَّمُ أَنَّهُ قَدَّمَهُ عَلَى سَبِيلِ التَّجَمُّلِ، عَسَى أَنْ يَمْتَنِعَ الْحَاضِرُ مِنَ الْأَكْلِ، وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي طِبَاعِ بَعْضِ النَّاسِ. حَتَّى أَنَّ بَعْضَهُمْ إِذَا لَجَّ الْحَاضِرُ وَتَمَادَى فِي الْأَكْلِ، أَخَذَ مِنْ أَحْسَنِ مَا أَحْضَرَ وَأَجْزَلَهُ، فَيُعْطِيهِ لِغُلَامِهِ بِرَسْمِ رَفْعِهِ لِوَقْتٍ آخَرَ يَخْتَصُّ هُوَ بِأَكْلِه).

تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
(4) قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}


الإتيان بالجملة الفعلية في جانب التقوى:
• للإشارة إلى لزوم حصولها وتقررها من قبل لأنها من لوازم الإيمان، ولأن التقوى آئلة إلى أداء الواجب وهو حق على المكلف، ولذلك أمر فيها بالاقتصار على قدر الذنب، كما ذكر ابن عاشور.
• وليؤذن بأن التقوى مقدمة الإحسان، فمن حاول ملازمة الإحسان والمواظبة عليه يجب استحداث التقوى قبله؛ لأن التحلية بعد التصفية.

والإتيان بالجملة الاسمية في جانب الإحسان:
• للإشارة إلى كون الإحسان ثابتا لهم دائما معهم، لأن الإحسان فضيلة، فصاحبه بحاجة إلى رسوخه من نفسه وتمكنه، ولهذا أكد إحسانهم بالضمير والجملة الاسمية.
• وبناء (مُحْسِنُونَ) على (هُمْ) على سبيل تقوى الحكم: مؤذن باستدامة الإحسان واستحكامه، وهو مستلزم لاستمرار التقوى؛ لأن الإحسان إنما يتم إذا لم يعد إلى ما كان عليه من الإساءة، كما ذكر الطيبي في حاشيته على الكشاف.

تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {ولمن خاف مقام ربّه جنتان}


ذكر المفسرون في معنى الإضافة في الآية أربعة أقوال، هي:
القول الأول: مَقام مصدر ميمي بمعنى القيام مضاف إلى الفاعل، أي وَلِمَنْ خافَ قيام ربه وكونه مهيمنا عليه مراقبا له حافظا لأحواله، فَهُوَ بِمَعْنَى الشَّأْنِ وَالْعَظْمَة، والقيام هنا مثله في قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ} وقَوْلُه تَعَالَى: {ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي فِي سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ} وقَوْلُه: {وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ}، وهو معنى قول قتادة، ذكره ابن عطية والقسطلاني والألوسي وابن عاشور.
وقال ابن عطية: (وفي هذه الإضافة تنبيه على صعوبة الموقف، وتحريض على الخوف الذي هو أسرع المطايا إلى الله عز وجل).

القول الثاني: أن مقام اسم مكان، والمراد به مكان وقوف الخلق في يوم القيامة للحساب، والإضافة إليه تعالى لامية اختصاصية لأن الملك له عز وجل وحده فيه بحسب نفس الأمر، والظاهر والخلق قائمون له كما قال سبحانه: {يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ} منتظرون ما يحل عليهم من قبله جل شأنه، ذكره الزمخشري والألوسي.

القول الثالث: أن الإضافة لأدنى ملابسة لما كان الناس يقومون بين يدي الله للحساب، ذكره القسطلاني، ورده الألوسي بقوله: (وليس بشيء).

القول الرابع: أن المعنى وَلِمَنْ خافَ مقامه عند ربه على أن المقام مصدر أو اسم مكان وهو للخائف نفسه، وإضافته للرب لأنه عنده تعالى، وهو معنى قول مجاهد، أي: خاف مقامه بين يدي ربه للحساب فترك المعصية، ذكره الألوسي وابن عاشور وهو ظاهر كلام ابن جرير.
وقال ابن عاشور: (فَإِضَافَةُ مَقامَ إِلَى رَبِّهِ هُنَا إِنْ كَانَتْ عَلَى اعْتِبَارِ الْمَقَامِ لِلْخَائِفِ فَهُوَ بِمَعْنَى الْحَالِ، وَإِضَافَتُهُ إِلَى رَبِّهِ تُشْبِهُ إِضَافَةَ الْمَصْدَرِ إِلَى الْمَفْعُولِ، أَيْ مَقَامِهِ مِنْ رَبِّهِ، أَيْ بَيْنَ يَدَيْهِ).

تطبيقات الدرس الثالث عشر
بيّن أغراض الحذف والذكر في الآيات التاليات:
(5) قول الله تعالى: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}


في الآية جواب محذوف تقديره أَيْ: فَاغْفِرُوا لَهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ لَكُمْ، كما قال ابن حيان.
وقال ابن عاشور: (أَيْ فَإِنِ انْتَهَوْا عَنْ قِتَالِكُمْ فَلَا تَقْتُلُوهُمْ لِأَنَّ اللَّهَ غَفُور رَحِيم، فينبغي أَنْ يَكُونَ الْغُفْرَانُ سُنَّةَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَوْلُهُ: فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ جَوَابُ الشَّرْطِ وَهُوَ إِيجَازٌ بَدِيعٌ إِذْ كُلُّ سَامِعٍ يَعْلَمُ أَنَّ وَصْفَ اللَّهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَى الِانْتِهَاءِ فَيُعْلَمُ أَنَّهُ تَنْبِيهٌ لِوُجُوبِ الْمَغْفِرَةِ لَهُمْ إِنِ انْتَهَوْا بِمَوْعِظَةٍ وَتَأْيِيدٍ لِلْمَحْذُوفِ، وَهَذَا مِنْ إِيجَازِ الْحَذْف).

تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18)}


(لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا) خبر مقدم، و(الحسنى) مبتدأ، وفي تقديم (لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ) للاعتناء والاهتمام على رأي أبي حيان ابن عاشور، لأن الغرض التنويه بشأن الذين استجابوا، وللاختصاص على رأي الزمخشري، أي: لهؤلاء الحسنى لا لغيرهم.

أما الخبر عن وعيد الذين لم يستجيبوا فقد أجري على أصل نظم الكلام في التقديم والتأخير لقلة الاكتراث بهم.

تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)}


تنكير بلدة للتعظيم، وهو مبتدأ خبره محذوف، والتقدير بلدة لكم، وقال يحيى بن سلام والفراء والأخفش: هذه بلدةٌ طيبةٌ.
وتنكير رب للتعظيم وقصد التشريف بهذا الاختصاص، وهو مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: ورب لكم، وقال ابن جرير: وربّكم غفورٌ لذنوبكم.
وقال ابن عاشور في الجملتين في العدول عن إضافة البلدة والرب إلى الضمير: لتكون الجملة خفيفة على اللسان فتكون بمنزلة المثل.

تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
(2) قول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}


في الآية وصل بجملة، ثم فصل بثلاث جمل، ثم وصل بجملة:

{تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ}: وصل بتذكير المؤمنين بحالهم أيام استضعافهم.
{فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ}: فصل في تعديد نعم الله على المؤمنين بالإيواء والتأييد والزرق من الطيبات.
{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}: وصل لبيان كيفية أداء حق هذه النعم السابقة.

تطبيقات الدرس السابع عشر:
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:
5: قول الله تعالى: {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)}


{مُؤْمِناً} و{فاسِقاً}: مفرد حملا على لفظ {من}.
{لا يَسْتَوُونَ}: جمع حملا على المعنى، لأنها للعموم، لأنه لم يرد مؤمنا واحدا وفاسقا واحدا، بل أراد جميع المؤمنين وجميع الفاسقين.
كما قال الفراء: (وإذا كان الاثنان غير مصمود لهما، ذهبا مذهب الجمع).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 شوال 1441هـ/19-06-2020م, 01:55 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي


تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
5: معنى "ما" في قول الله تعالى: {فما أصبرهم على النار}

اختلف المفسرون في معنى (ما) على عدة أقوال :
القول الأول : إن (ما) استفهامية على بابها , فيكون تقديرها: أي شيء اجرأهم وأصبرهم على النار ؟ والنار لا صبر عليها لأحد .

قال عطاء:"فما أصبرهم على النار" قال، ما يُصبِّرهم على النار، حين تَركوا الحق واتبعوا الباطل؟
رواه الطبري
سُئل أبو بكر بن عياش:"فما أصبرهم على النار" قال، هذا استفهام، ولو كانت من الصبر قال:"فما أصبرُهم"، رفعًا. قال: يقال للرجل:"ما أصبرك"، ما الذي فعل بك هذا؟
رواه الطبري .
وذهب إلى هذا القول الفراء.

قال الكسائيّ: سألني قاضى اليمن وهو بمكّة، فقال: اختصم إليّ رجلان من العرب، فحلف أحدهما على حقّ صاحبه، فقال له: ما أصبرك على الله! , وفي هذه أن يراد بها: ما أصبرك على عذاب الله، ثم تلقى العذاب فيكون كلامً, كما تقول: ما أشبه سخاءك بحاتم).
قال ابن عطية : (ومعنى "أصبرهم" في اللغة: أمرهم بالصبر، ومعناه أيضا: جعلهم ذوي صبر، وكلا المعنيين متجه في الآية على القول بالاستفهام.).

القول الثاني : إن الاستفهام في الآية تقريري ، وأن "أصبر" هنا بمعنى اضطر وحبس، كما تقول: أصبرت زيدا على القتل، ومنه نهي النبي ﷺ أن تصبر البهائم.
قال الزجاج : قيل: المعنى ما الذي يصبرهم على ذلك، وهو تقرير بلفظ الاستفهام.
وقاله المبرد . ذكره ابن عطية عنه.
قال ابن عطية تعليقا على قول المبرد :(الضبط عند المبرد بضم الهمزة وكسر الباء، ورد عليه في ذلك، فإنها لا يعرف في اللغة أصبر بمعنى صبر، وإنما البيت أصبرها بفتح الهمزة وضم الباء، ماضيه صبر، ومنه المصبورة، وإنما يرد قول أبي العباس على معنى: اجعلها ذات صبر) .
والاستفهام التقريري يكون ما بعد حرف الاستفهام حقيقة , وهذا غير متحقق في الآية.

القول الثالث : إنها للتعجب والمعنى : فما أشد جراءتهم على النار بعَملهم أعمال أهل النار!
مجاهد:"فما أصبرهم على النار" قال، ما أعملهم بأعمال أهل النار!
رواه الطبري وابن أبي حاتم.
وقاله الحسن وقتادة , وهو قول الأخفش .

وهذا القول يرجع إلى ربط الكلام بالسابق من الآيات في قوله تعالى :{أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذابَ بالمغفرة} فأفعالهم وجرأتهم على الباطل والتمسك به , وإصرارهم عليه على ما يوجب لهم النار!
وهذا كقوله تعالى : {قُتِلَ الإنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} ، تعجبًا من كفره بالذي خلقه فسواه فعدله.

فالتعجب كائن من صبرهم على ما هم فيه من عذاب شديد عظيم هائل .

ورجحه الطبري فقال : سموع من العرب:"ما أصبرَ فلانًا على الله"، بمعنى: ما أجرأ فلانًا على الله! وإنما يعجب الله خَلقه بإظهار الخبر عن القوم الذين يكتمون ما أنزل الله تبارك وتعالى من أمر محمد ﷺ ونبوَّته، واشترائهم بكتمان ذلك ثَمنًا قليلا من السحت والرشى التي أعطوها - على وَجه التعجب من تقدمهم على ذلك.(٦) مع علمهم بأنّ ذلك موجبٌ لهم سَخط الله وأليم عقابه.
وإنما معنى ذلك: فما أجرأهم علي عذاب النار! ولكن اجتزئ بذكر"النار" من ذكر"عذابها"، كما يقال:"ما أشبه سخاءك بحاتم"، بمعنى: ما أشبه سَخاءك بسخاء حاتم،"وما أشبه شَجاعتك بعنترة".

القول الرابع : إن (ما) هنا موصولة , قاله معمر بن المثنى .
قال : (ما) في هذا الموضع في معنى الذي، فمجازها: ما الذي صبّرهم على النار، ودعاهم إليها، وليس بتعجب).

القول الخامس : إنها استفهامية ضمنت معنى التعجب , قاله الألوسي.

وهو الصحيح , ولا تعارض بين كونه استفهاما وبين كونه للتعجب , فالمتعجب من أمر لا بد أن يسأل عنه , وهذا إن كان الله سبحانه يعجب خلقه من حالهم , أما صفة العجب لله سبحانه , فهي ثابت له سبحانه كما يليق بجلاله في الكتاب والسنة , ولا يستلزم هذا عدم العلم , فالعجب قد يكون للاستحسان أو للإنكار .

فقد يكون الاستفهام في الآية للتوبيخ , فهم يواقعون ما يسخط الله في الديا , ويجلب عليهم عذاب النار , مع عدم قدرتهم على تحمله !
فحالهم الردية في الدنيا والآخرة توجب التعجب , فهم في الدنيا مقيمون صابرون على مساخط الله , والإعراض عن آيات الله , والإقبال على ما يوجب غضبه وعذابه , مع علم الجميع بأن لا أحد لديه القدرة على أن يصبر على عذاب الآخرة !
ولذا مع كون هذا الأمر غيبي مستقبلي , إلا إنه أنزله منزلة الواقع الحاصل حتى يكون حاضرا متصورا في ذهن المخاطب , ليحصل به التعجب , ويحصل به التوبيخ لهم.

قال ابن عطية :(قال جمهور المفسرين: "ما" تعجب، وهو في حيز المخاطبين، أي هم أهل أن تعجبوا منهم ومما يطول مكثهم في النار. وفي التنزيل ﴿قتل الإنسان ما أكفره﴾ , و﴿أسمع بهم وأبصر﴾ وبهذا المعنى صدر أبو علي، وقال قتادة، والحسن، وابن جبير، والربيع: أظهر التعجب من صبرهم على النار لما عملوا عمل من وطن نفسه عليها. وتقديره: ما أجرأهم على النار إذ يعملون عملا يودي إليها).


تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
(3) قول الله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}

أتى بالجملة الإسمية فيما يخص يوسف عليه السلام - ومعرفته لإخوته لددلالة على أنه عليه السلام عرفهم بمجرد دخولهم عليه , فحصل فعل (المعرفة) مباشرة حال رؤيتهم , دون حاجة منه إلى تأملهم والنظر إليهم , وتذكر صورهم.
وهذا فيه إشارة على قوة حضورهم في ذهنه , وعدم نسيانه الأهل ولو بعد وصوله إلى ما وصل إليه, وهذا كما وعده الله في قوله :{ وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}.

أما التعبير عن عدم معرفتهم له بالجملة الإسمية في قوله : ﴿وهم له منكرون﴾ فدل على تمكن هذا الأمر منهم , وقوة نسيانهم له , مع عظم ما صدر منهم بحقه عليه السلام. وعطف الجملة الإسمية على الجملة الفعلية أفاد تغاير حال يوسف عليه السلام وحال إخوته كما سبق ذكره.

تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(2) قول الله تعالى: {وبعهد الله أوفوا}

- قد تكون من إضافة المصدر إلى الفاعل , فيكون المعنى :
أوفوا بما عهد الله به إليكم من الشرائع.
- وقد تكون من إضافة المصدر إلى مفعوله , فيكون المعنى:
أوقوا بجميع ما عاهدتم الله عليه.
- وقد تكون الإضافة لأدنى ملابسة , فيكون المعنى:
أوفوا بالعهد الذي أمر الله بحفظه ، فيدخل فيه ما يقوم بين الناس من عقود ومواثيق وتحالفات , حتى في باب المعاملات مما يغفل عنها.

وجميعها لا تعارض بينها , لذا أضيف العهد إلى الله و وحذف المتعلق ليفيد العموم , ولتذهب الأذهان كل مذهب .

تطبيقات الدرس الثالث عشر
بيّن أغراض الحذف والذكر في في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}

حذف من الآية متعلق " أحسنوا " للدلالة على العموم , فلا فلا يظن ظان بأن الإحسان المطلوب محصور في معين , أو محصور فيما ذكر في الاية وما قبلها , فنبه بحذف المتعلق على أن الإحسان مطلوب في كل حال .
وذكر (المحسنين) للتقرير وللتأثير على المخاطب تشويقا .

تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(2) قول الله تعالى: { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} وقول الله تعالى: { قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}


قال الكرماني : (وحيث تقدم النفع على الضرّ تقدم لسابقة لفظ تضمن نفعاً).
فحيثما تقدم النفع في الآية يكون قد تقدم في سياقها السابق أو اللاحق ما يتضمن النفع , وكذلك الكلام عن تقدم أو تأخر الضر , فالقرآن يجري على نفس السياق والوتيرة.
والتقديم يكون لما له عناية وللأهم في السياق , ففي قوله تعالى :{قُلۡ أَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرࣰّا وَلَا نَفۡعࣰاۚ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ (٧٦)} المائدة , قدم الضر على النفع لأسباب , منها :
- إن نفوس العابدين تسعى إلى دفع الضر أكثر من سعيها إلى جلب المنفعة .
- لمناسبة ما جاء في السياق السابق مما ذكره الله-سبحانه- في الآيات قبلها من تقرير حقيقة أن عيسى -عليه السلام- لا يملك أن يدفع الضر عن نفسه , فمن باب أولى عجزه أن يدفعه عن غيره , بل قد وقع عليه الضرر-عليه السلام- من بني قومه وغيرهم , كما حصل مع باقي الرسل , فذكر الله -سبحانه- ما بين فيه بأنه عليه السلام بشر مخلوق يتساوى مع باقي الخلق من هذه الحيثية , فقال :
﴿ما ٱلمسیح ٱبن مریم إلا رسول قد خلت من قبله ٱلرسل وأمهۥ صدیقة كانا یأكلان ٱلطعام﴾:
- نسبه إلى أمه عليها السلام- تأكيدا على حدوثه بعد أن لم يكن .
- ذكر بأنه رسول كغيره من الرسل .
- ذكر حاجته للطعام , فلا يملك أن يدفع عنه ضر الجوع , وهذا حال المخلوق لا الإله سبحانه.
بل قال بعض العلماء إن في هذا كناية عن الحدث , فلا يستطيع دفع ما يصيبه من أذى يضطره معها إلى قضاء حاجته.

- وكان قد ذكر في الآيات السابقة أيضا ما وقع عليه من ضر من بني إسرائيل , فقال تعالى :{كُلَّمَا جَاۤءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰۤ أَنفُسُهُمۡ فَرِیقࣰا كَذَّبُوا۟ وَفَرِیقࣰا یَقۡتُلُون}.

- وأيضا ذكر الوعيد للنصارى -الذين اتخذوه إلها لينفعهم- بما سيقع عليهم من ضر إن لم يتركوا مقالتهم الكفرية فيه , فقال :{وَإِن لَّمۡ یَنتَهُوا۟ عَمَّا یَقُولُونَ لَیَمَسَّنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ} , ثم ذكر بعدها ما ينفعهم على الحقيقة , فقال :{ أَفَلَا یَتُوبُونَ إِلَى ٱللَّهِ وَیَسۡتَغۡفِرُونَهُۥۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ} .
فناسب بعد هذه الايات ذكر الضر قبل النفع والله اعلم.

- كذلك في قوله تعالى :{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا} فقد قدم عدم النفع تناسبا مع السياق السابق , فقد قال تعالى قبله :{أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ لَیۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣱّ وَلَا شَفِیعࣱ} فنفى انتفاعهم بالأولياء والشفعاء الذين عبدوهم من دون الله في الدنيا : في وقت أحوج ما يكون المرء فيه إلى ولي ينصره أو شفيع يشفع له , فإن كانت لن تنفعهم في هذا الموقف فغيره من باب أولى .
لذلك قال-سبحانه- بعدها :{وَهُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَیَوۡمَ یَقُولُ كُن فَیَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِۚ عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِیمُ ٱلۡخَبِیر} , تأكيدا على أن النفع والضر بيده وحده سبحانه .

تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
(5) قول الله تعالى: { فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}

أل التعريف في السحرة للعهدية ,والعهد هنا ذكري جاء فو قوله :{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ٱئۡتُونِی بِكُلِّ سَـٰحِرٍ عَلِیمࣲ} .

تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)}

- وصل {رب السماوات) بما قبلها بيانا لخصائص الربوبية , وبيان عظم ملكه كما في قوله:{أأنتم أشد خلقا أم السماء } , وهذا مما استوجب الأمر بتوحيده بالحمد واستحقاقه له لكمال صفاته .
- وصل {رب الأرض} ب {رب السماوات} : فيه تأكيد على أنه رب الأرض كما هو رب السماوات , لذلك كرر اسم (الرب) , فهو قائم عليهم , مدبرا لأمورهم , وفيه دفع لأي وهم من كون أهل الأرض بحاجة إلى واسطة تتوسط بينهم وبينه كونه رب السموات , وهو في العلو بائن من خلقه .
- وصل {رب العالمين} بما قبلها : تقرير وتأكيد لكمال ربوبيته على جميع مخلوقاته سواء كانوا في السموات أو في الرض أو ما بينهما , فلا أحد يخرج عن ملكه سبحانه , فالكل خاضع مربوب , فقير إليه محتاج لربه ليقوم ويدبر أمره , لذلك كرر اسم (الرب) , وهذا مما يستوجب استحقاق الحمد له وحده سبحانه .

تطبيقات الدرس السابع عشر:
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:
5: قول الله تعالى: {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)}

قوله تعالى:{ولا يستوون} محمول على المعنى , دل على ذلك قوله تعالى بعدها : {أما الذين آمنوا} وقوله :{وأما الذين فسقوا } , وهذا مثل قوله تعالى :{ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك}.

ملاحظة : ما حصل من تشابه بين اختياراتي واختيارات الأخ هيثم وقع اتفاقا , حيث كنت قد بدأت في حل المجلس من فترة , واليوم نسقته وأرسلته.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 ذو الحجة 1441هـ/23-07-2020م, 08:17 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة

تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
5: معنى "ما" في قول الله تعالى: {فما أصبرهم على النار}

اختلف المفسرون في معنى (ما) على عدة أقوال :
القول الأول : إن (ما) استفهامية على بابها , فيكون تقديرها: أي شيء اجرأهم وأصبرهم على النار ؟ والنار لا صبر عليها لأحد .

قال عطاء:"فما أصبرهم على النار" قال، ما يُصبِّرهم على النار، حين تَركوا الحق واتبعوا الباطل؟
رواه الطبري
سُئل أبو بكر بن عياش:"فما أصبرهم على النار" قال، هذا استفهام، ولو كانت من الصبر قال:"فما أصبرُهم"، رفعًا. قال: يقال للرجل:"ما أصبرك"، ما الذي فعل بك هذا؟
رواه الطبري .
وذهب إلى هذا القول الفراء.

قال الكسائيّ: سألني قاضى اليمن وهو بمكّة، فقال: اختصم إليّ رجلان من العرب، فحلف أحدهما على حقّ صاحبه، فقال له: ما أصبرك على الله! , وفي هذه أن يراد بها: ما أصبرك على عذاب الله، ثم تلقى العذاب فيكون كلامً, كما تقول: ما أشبه سخاءك بحاتم).
قال ابن عطية : (ومعنى "أصبرهم" في اللغة: أمرهم بالصبر، ومعناه أيضا: جعلهم ذوي صبر، وكلا المعنيين متجه في الآية على القول بالاستفهام.).

القول الثاني : إن الاستفهام في الآية تقريري ، وأن "أصبر" هنا بمعنى اضطر وحبس، كما تقول: أصبرت زيدا على القتل، ومنه نهي النبي ﷺ أن تصبر البهائم.
قال الزجاج : قيل: المعنى ما الذي يصبرهم على ذلك، وهو تقرير بلفظ الاستفهام.
وقاله المبرد . ذكره ابن عطية عنه.
قال ابن عطية تعليقا على قول المبرد :(الضبط عند المبرد بضم الهمزة وكسر الباء، ورد عليه في ذلك، فإنها لا يعرف في اللغة أصبر بمعنى صبر، وإنما البيت أصبرها بفتح الهمزة وضم الباء، ماضيه صبر، ومنه المصبورة، وإنما يرد قول أبي العباس على معنى: اجعلها ذات صبر) .
والاستفهام التقريري يكون ما بعد حرف الاستفهام حقيقة , وهذا غير متحقق في الآية.

القول الثالث : إنها للتعجب والمعنى : فما أشد جراءتهم على النار بعَملهم أعمال أهل النار!
مجاهد:"فما أصبرهم على النار" قال، ما أعملهم بأعمال أهل النار!
رواه الطبري وابن أبي حاتم.
وقاله الحسن وقتادة , وهو قول الأخفش .

وهذا القول يرجع إلى ربط الكلام بالسابق من الآيات في قوله تعالى :{أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذابَ بالمغفرة} فأفعالهم وجرأتهم على الباطل والتمسك به , وإصرارهم عليه على ما يوجب لهم النار!
وهذا كقوله تعالى : {قُتِلَ الإنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} ، تعجبًا من كفره بالذي خلقه فسواه فعدله.

فالتعجب كائن من صبرهم على ما هم فيه من عذاب شديد عظيم هائل .

ورجحه الطبري فقال : سموع من العرب:"ما أصبرَ فلانًا على الله"، بمعنى: ما أجرأ فلانًا على الله! وإنما يعجب الله خَلقه بإظهار الخبر عن القوم الذين يكتمون ما أنزل الله تبارك وتعالى من أمر محمد ﷺ ونبوَّته، واشترائهم بكتمان ذلك ثَمنًا قليلا من السحت والرشى التي أعطوها - على وَجه التعجب من تقدمهم على ذلك.(٦) مع علمهم بأنّ ذلك موجبٌ لهم سَخط الله وأليم عقابه.
وإنما معنى ذلك: فما أجرأهم علي عذاب النار! ولكن اجتزئ بذكر"النار" من ذكر"عذابها"، كما يقال:"ما أشبه سخاءك بحاتم"، بمعنى: ما أشبه سَخاءك بسخاء حاتم،"وما أشبه شَجاعتك بعنترة".

القول الرابع : إن (ما) هنا موصولة , قاله معمر بن المثنى . [ لو كانت موصولة لكان لها خبر ]
قال : (ما) في هذا الموضع في معنى الذي، فمجازها: ما الذي صبّرهم على النار، ودعاهم إليها، وليس بتعجب). [ كلامه يُفهم منه أنه يذهب إلى أنها استفهامية ]

القول الخامس : إنها استفهامية ضمنت معنى التعجب , قاله الألوسي.
وهو الصحيح , ولا تعارض بين كونه استفهاما وبين كونه للتعجب , فالمتعجب من أمر لا بد أن يسأل عنه , وهذا إن كان الله سبحانه يعجب خلقه من حالهم , أما صفة العجب لله سبحانه , فهي ثابت له سبحانه كما يليق بجلاله في الكتاب والسنة , ولا يستلزم هذا عدم العلم , فالعجب قد يكون للاستحسان أو للإنكار .

فقد يكون الاستفهام في الآية للتوبيخ , فهم يواقعون ما يسخط الله في الديا , ويجلب عليهم عذاب النار , مع عدم قدرتهم على تحمله !
فحالهم الردية في الدنيا والآخرة توجب التعجب , فهم في الدنيا مقيمون صابرون على مساخط الله , والإعراض عن آيات الله , والإقبال على ما يوجب غضبه وعذابه , مع علم الجميع بأن لا أحد لديه القدرة على أن يصبر على عذاب الآخرة !
ولذا مع كون هذا الأمر غيبي مستقبلي , إلا إنه أنزله منزلة الواقع الحاصل حتى يكون حاضرا متصورا في ذهن المخاطب , ليحصل به التعجب , ويحصل به التوبيخ لهم.

قال ابن عطية :(قال جمهور المفسرين: "ما" تعجب، وهو في حيز المخاطبين، أي هم أهل أن تعجبوا منهم ومما يطول مكثهم في النار. وفي التنزيل ﴿قتل الإنسان ما أكفره﴾ , و﴿أسمع بهم وأبصر﴾ وبهذا المعنى صدر أبو علي، وقال قتادة، والحسن، وابن جبير، والربيع: أظهر التعجب من صبرهم على النار لما عملوا عمل من وطن نفسه عليها. وتقديره: ما أجرأهم على النار إذ يعملون عملا يودي إليها).


تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
(3) قول الله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}

أتى بالجملة الإسمية فيما يخص يوسف عليه السلام - ومعرفته لإخوته لددلالة على أنه عليه السلام عرفهم بمجرد دخولهم عليه , فحصل فعل (المعرفة) مباشرة حال رؤيتهم , دون حاجة منه إلى تأملهم والنظر إليهم , وتذكر صورهم.
وهذا فيه إشارة على قوة حضورهم في ذهنه , وعدم نسيانه الأهل ولو بعد وصوله إلى ما وصل إليه, وهذا كما وعده الله في قوله :{ وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}.

أما التعبير عن عدم معرفتهم له بالجملة الإسمية في قوله : ﴿وهم له منكرون﴾ فدل على تمكن هذا الأمر منهم , وقوة نسيانهم له , مع عظم ما صدر منهم بحقه عليه السلام. وعطف الجملة الإسمية على الجملة الفعلية أفاد تغاير حال يوسف عليه السلام وحال إخوته كما سبق ذكره.

تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(2) قول الله تعالى: {وبعهد الله أوفوا}

- قد تكون من إضافة المصدر إلى الفاعل , فيكون المعنى :
أوفوا بما عهد الله به إليكم من الشرائع.
- وقد تكون من إضافة المصدر إلى مفعوله , فيكون المعنى:
أوقوا بجميع ما عاهدتم الله عليه.
- وقد تكون الإضافة لأدنى ملابسة , فيكون المعنى:
أوفوا بالعهد الذي أمر الله بحفظه ، فيدخل فيه ما يقوم بين الناس من عقود ومواثيق وتحالفات , حتى في باب المعاملات مما يغفل عنها.

وجميعها لا تعارض بينها , لذا أضيف العهد إلى الله و وحذف المتعلق ليفيد العموم , ولتذهب الأذهان كل مذهب .

تطبيقات الدرس الثالث عشر
بيّن أغراض الحذف والذكر في في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}

حذف من الآية متعلق " أحسنوا " للدلالة على العموم , فلا فلا يظن ظان بأن الإحسان المطلوب محصور في معين , أو محصور فيما ذكر في الاية وما قبلها , فنبه بحذف المتعلق على أن الإحسان مطلوب في كل حال .
وذكر (المحسنين) للتقرير وللتأثير على المخاطب تشويقا .

تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(2) قول الله تعالى: { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} وقول الله تعالى: { قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}


قال الكرماني : (وحيث تقدم النفع على الضرّ تقدم لسابقة لفظ تضمن نفعاً).
فحيثما تقدم النفع في الآية يكون قد تقدم في سياقها السابق أو اللاحق ما يتضمن النفع , وكذلك الكلام عن تقدم أو تأخر الضر , فالقرآن يجري على نفس السياق والوتيرة.
والتقديم يكون لما له عناية وللأهم في السياق , ففي قوله تعالى :{قُلۡ أَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرࣰّا وَلَا نَفۡعࣰاۚ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ (٧٦)} المائدة , قدم الضر على النفع لأسباب , منها :
- إن نفوس العابدين تسعى إلى دفع الضر أكثر من سعيها إلى جلب المنفعة .
- لمناسبة ما جاء في السياق السابق مما ذكره الله-سبحانه- في الآيات قبلها من تقرير حقيقة أن عيسى -عليه السلام- لا يملك أن يدفع الضر عن نفسه , فمن باب أولى عجزه أن يدفعه عن غيره , بل قد وقع عليه الضرر-عليه السلام- من بني قومه وغيرهم , كما حصل مع باقي الرسل , فذكر الله -سبحانه- ما بين فيه بأنه عليه السلام بشر مخلوق يتساوى مع باقي الخلق من هذه الحيثية , فقال :
﴿ما ٱلمسیح ٱبن مریم إلا رسول قد خلت من قبله ٱلرسل وأمهۥ صدیقة كانا یأكلان ٱلطعام﴾:
- نسبه إلى أمه عليها السلام- تأكيدا على حدوثه بعد أن لم يكن .
- ذكر بأنه رسول كغيره من الرسل .
- ذكر حاجته للطعام , فلا يملك أن يدفع عنه ضر الجوع , وهذا حال المخلوق لا الإله سبحانه.
بل قال بعض العلماء إن في هذا كناية عن الحدث , فلا يستطيع دفع ما يصيبه من أذى يضطره معها إلى قضاء حاجته.

- وكان قد ذكر في الآيات السابقة أيضا ما وقع عليه من ضر من بني إسرائيل , فقال تعالى :{كُلَّمَا جَاۤءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰۤ أَنفُسُهُمۡ فَرِیقࣰا كَذَّبُوا۟ وَفَرِیقࣰا یَقۡتُلُون}.

- وأيضا ذكر الوعيد للنصارى -الذين اتخذوه إلها لينفعهم- بما سيقع عليهم من ضر إن لم يتركوا مقالتهم الكفرية فيه , فقال :{وَإِن لَّمۡ یَنتَهُوا۟ عَمَّا یَقُولُونَ لَیَمَسَّنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ} , ثم ذكر بعدها ما ينفعهم على الحقيقة , فقال :{ أَفَلَا یَتُوبُونَ إِلَى ٱللَّهِ وَیَسۡتَغۡفِرُونَهُۥۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ} .
فناسب بعد هذه الايات ذكر الضر قبل النفع والله اعلم.

- كذلك في قوله تعالى :{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا} فقد قدم عدم النفع تناسبا مع السياق السابق , فقد قال تعالى قبله :{أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ لَیۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣱّ وَلَا شَفِیعࣱ} فنفى انتفاعهم بالأولياء والشفعاء الذين عبدوهم من دون الله في الدنيا : في وقت أحوج ما يكون المرء فيه إلى ولي ينصره أو شفيع يشفع له , فإن كانت لن تنفعهم في هذا الموقف فغيره من باب أولى .
لذلك قال-سبحانه- بعدها :{وَهُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَیَوۡمَ یَقُولُ كُن فَیَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِۚ عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِیمُ ٱلۡخَبِیر} , تأكيدا على أن النفع والضر بيده وحده سبحانه .

تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
(5) قول الله تعالى: { فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}

أل التعريف في السحرة للعهدية ,والعهد هنا ذكري جاء فو قوله :{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ٱئۡتُونِی بِكُلِّ سَـٰحِرٍ عَلِیمࣲ} .

تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)}

- وصل {رب السماوات) بما قبلها بيانا لخصائص الربوبية , وبيان عظم ملكه كما في قوله:{أأنتم أشد خلقا أم السماء } , وهذا مما استوجب الأمر بتوحيده بالحمد واستحقاقه له لكمال صفاته .
- وصل {رب الأرض} ب {رب السماوات} : فيه تأكيد على أنه رب الأرض كما هو رب السماوات , لذلك كرر اسم (الرب) , فهو قائم عليهم , مدبرا لأمورهم , وفيه دفع لأي وهم من كون أهل الأرض بحاجة إلى واسطة تتوسط بينهم وبينه كونه رب السموات , وهو في العلو بائن من خلقه .
- وصل {رب العالمين} بما قبلها [ فصل قائم مقام التفسير وليس بوصل ]: تقرير وتأكيد لكمال ربوبيته على جميع مخلوقاته سواء كانوا في السموات أو في الرض أو ما بينهما , فلا أحد يخرج عن ملكه سبحانه , فالكل خاضع مربوب , فقير إليه محتاج لربه ليقوم ويدبر أمره , لذلك كرر اسم (الرب) , وهذا مما يستوجب استحقاق الحمد له وحده سبحانه .

تطبيقات الدرس السابع عشر:
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:
5: قول الله تعالى: {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)}

قوله تعالى:{ولا يستوون} محمول على المعنى , دل على ذلك قوله تعالى بعدها : {أما الذين آمنوا} وقوله :{وأما الذين فسقوا } , وهذا مثل قوله تعالى :{ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك}.
[ {أفمن كان مؤمناً} حمل على اللفظ {أفمن كان فاسقاً} حمل على اللفظ]
ملاحظة : ما حصل من تشابه بين اختياراتي واختيارات الأخ هيثم وقع اتفاقا , حيث كنت قد بدأت في حل المجلس من فترة , واليوم نسقته وأرسلته.


ب+

أحسنت بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 ذو الحجة 1441هـ/23-07-2020م, 07:40 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم محمد مشاهدة المشاركة
تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
3: معنى "ألا" في قول الله تعالى: {فقربه إليهم قال ألا تأكلون}


(ألا) هنا تحتمل وجهين في كلام المفسرين:
الوجه الأول: الإنكار، على تقدير محذوف: فامتنعوا من الأكل فأنكر عليهم ترك الأكل، وهو اختيار الزجاج وابن جرير وابن عطية.
وهذا معروف من كلام العرب أن (ألا) تستخدم للتوبيخ والإنكار، كما في قول الشاعر:
أَلا طعان أَلا فرسَان عَادِية ... إِلَّا تجشؤكم حول التنانير
وَقَول الآخر:
أَلا ارعواء لمن ولت شبيبته ... وآذنت بمشيب بعده هرم

الوجه الثاني: العرض والتحضيض، ومعناها طلب الشيء بلين وتلطف، وهو اختيار ابن كثير وابن عاشور.
وهذا الأسلوب في الاستفهام يستعمل للنصح والطلب والعرض والأمر بتلطف والدعوة، نحو قوله تعالى: {أَلا تحبون أَن يغْفر الله لكم}، وقوله تعالى: {أَلا تقاتلون قوما نكثوا أَيْمَانهم}
وَمِنْه قول الْخَلِيل:
أَلا رجلا جزاه الله خيرا ... يدل على محصلة تبيت
وتختص (أَلا) على هذا الوجه بالفعلية، ولهذا رجح هذا الوجه ابن عاشور بقوله: (وَهِيَ هُنَا مُتَعَيِّنَةٌ لِلْعَرَضِ لِوُقُوعِ فِعْلِ الْقَوْلِ بَدَلًا من فعل فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ).
ومن أحسن ما ذُكر توجيه ابن حيان بقوله: (فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَأْنِيسًا لِلْأَكْلِ، بِخِلَافِ مَنْ قَدَّمَ طَعَامًا وَلَمْ يَحُثَّ عَلَى أَكْلِهِ، فَإِنَّ الْحَاضِرَ قَدْ يَتَوَهَّمُ أَنَّهُ قَدَّمَهُ عَلَى سَبِيلِ التَّجَمُّلِ، عَسَى أَنْ يَمْتَنِعَ الْحَاضِرُ مِنَ الْأَكْلِ، وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي طِبَاعِ بَعْضِ النَّاسِ. حَتَّى أَنَّ بَعْضَهُمْ إِذَا لَجَّ الْحَاضِرُ وَتَمَادَى فِي الْأَكْلِ، أَخَذَ مِنْ أَحْسَنِ مَا أَحْضَرَ وَأَجْزَلَهُ، فَيُعْطِيهِ لِغُلَامِهِ بِرَسْمِ رَفْعِهِ لِوَقْتٍ آخَرَ يَخْتَصُّ هُوَ بِأَكْلِه).

تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
(4) قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}


الإتيان بالجملة الفعلية في جانب التقوى:
• للإشارة إلى لزوم حصولها وتقررها من قبل لأنها من لوازم الإيمان، ولأن التقوى آئلة إلى أداء الواجب وهو حق على المكلف، ولذلك أمر فيها بالاقتصار على قدر الذنب، كما ذكر ابن عاشور.
• وليؤذن بأن التقوى مقدمة الإحسان، فمن حاول ملازمة الإحسان والمواظبة عليه يجب استحداث التقوى قبله؛ لأن التحلية بعد التصفية.

والإتيان بالجملة الاسمية في جانب الإحسان:
• للإشارة إلى كون الإحسان ثابتا لهم دائما معهم، لأن الإحسان فضيلة، فصاحبه بحاجة إلى رسوخه من نفسه وتمكنه، ولهذا أكد إحسانهم بالضمير والجملة الاسمية.
• وبناء (مُحْسِنُونَ) على (هُمْ) على سبيل تقوى الحكم: مؤذن باستدامة الإحسان واستحكامه، وهو مستلزم لاستمرار التقوى؛ لأن الإحسان إنما يتم إذا لم يعد إلى ما كان عليه من الإساءة، كما ذكر الطيبي في حاشيته على الكشاف.

تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {ولمن خاف مقام ربّه جنتان}


ذكر المفسرون في معنى الإضافة في الآية أربعة أقوال، هي:
القول الأول: مَقام مصدر ميمي بمعنى القيام مضاف إلى الفاعل، أي وَلِمَنْ خافَ قيام ربه وكونه مهيمنا عليه مراقبا له حافظا لأحواله، فَهُوَ بِمَعْنَى الشَّأْنِ وَالْعَظْمَة، والقيام هنا مثله في قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ} وقَوْلُه تَعَالَى: {ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي فِي سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ} وقَوْلُه: {وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ}، وهو معنى قول قتادة، ذكره ابن عطية والقسطلاني والألوسي وابن عاشور.
وقال ابن عطية: (وفي هذه الإضافة تنبيه على صعوبة الموقف، وتحريض على الخوف الذي هو أسرع المطايا إلى الله عز وجل).

القول الثاني: أن مقام اسم مكان، والمراد به مكان وقوف الخلق في يوم القيامة للحساب، والإضافة إليه تعالى لامية اختصاصية لأن الملك له عز وجل وحده فيه بحسب نفس الأمر، والظاهر والخلق قائمون له كما قال سبحانه: {يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ} منتظرون ما يحل عليهم من قبله جل شأنه، ذكره الزمخشري والألوسي.

القول الثالث: أن الإضافة لأدنى ملابسة لما كان الناس يقومون بين يدي الله للحساب، ذكره القسطلاني، ورده الألوسي بقوله: (وليس بشيء).

القول الرابع: أن المعنى وَلِمَنْ خافَ مقامه عند ربه على أن المقام مصدر أو اسم مكان وهو للخائف نفسه، وإضافته للرب لأنه عنده تعالى، وهو معنى قول مجاهد، أي: خاف مقامه بين يدي ربه للحساب فترك المعصية، ذكره الألوسي وابن عاشور وهو ظاهر كلام ابن جرير.
وقال ابن عاشور: (فَإِضَافَةُ مَقامَ إِلَى رَبِّهِ هُنَا إِنْ كَانَتْ عَلَى اعْتِبَارِ الْمَقَامِ لِلْخَائِفِ فَهُوَ بِمَعْنَى الْحَالِ، وَإِضَافَتُهُ إِلَى رَبِّهِ تُشْبِهُ إِضَافَةَ الْمَصْدَرِ إِلَى الْمَفْعُولِ، أَيْ مَقَامِهِ مِنْ رَبِّهِ، أَيْ بَيْنَ يَدَيْهِ).

تطبيقات الدرس الثالث عشر
بيّن أغراض الحذف والذكر في الآيات التاليات:
(5) قول الله تعالى: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}


في الآية جواب محذوف تقديره أَيْ: فَاغْفِرُوا لَهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ لَكُمْ، كما قال ابن حيان.
وقال ابن عاشور: (أَيْ فَإِنِ انْتَهَوْا عَنْ قِتَالِكُمْ فَلَا تَقْتُلُوهُمْ لِأَنَّ اللَّهَ غَفُور رَحِيم، فينبغي أَنْ يَكُونَ الْغُفْرَانُ سُنَّةَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَوْلُهُ: فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ جَوَابُ الشَّرْطِ وَهُوَ إِيجَازٌ بَدِيعٌ إِذْ كُلُّ سَامِعٍ يَعْلَمُ أَنَّ وَصْفَ اللَّهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَى الِانْتِهَاءِ فَيُعْلَمُ أَنَّهُ تَنْبِيهٌ لِوُجُوبِ الْمَغْفِرَةِ لَهُمْ إِنِ انْتَهَوْا بِمَوْعِظَةٍ وَتَأْيِيدٍ لِلْمَحْذُوفِ، وَهَذَا مِنْ إِيجَازِ الْحَذْف).

تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18)}


(لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا) خبر مقدم، و(الحسنى) مبتدأ، وفي تقديم (لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ) للاعتناء والاهتمام على رأي أبي حيان ابن عاشور، لأن الغرض التنويه بشأن الذين استجابوا، وللاختصاص على رأي الزمخشري، أي: لهؤلاء الحسنى لا لغيرهم.

أما الخبر عن وعيد الذين لم يستجيبوا فقد أجري على أصل نظم الكلام في التقديم والتأخير لقلة الاكتراث بهم.

تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)}


تنكير بلدة للتعظيم، وهو مبتدأ خبره محذوف، والتقدير بلدة لكم، وقال يحيى بن سلام والفراء والأخفش: هذه بلدةٌ طيبةٌ.
وتنكير رب للتعظيم وقصد التشريف بهذا الاختصاص، وهو مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: ورب لكم، وقال ابن جرير: وربّكم غفورٌ لذنوبكم.
وقال ابن عاشور في الجملتين في العدول عن إضافة البلدة والرب إلى الضمير: لتكون الجملة خفيفة على اللسان فتكون بمنزلة المثل.

تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
(2) قول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}


في الآية وصل بجملة، ثم فصل بثلاث جمل، ثم وصل بجملة:

{تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ}: وصل بتذكير المؤمنين بحالهم أيام استضعافهم. [ هذا فصل وليس بوصل ]
{فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ}: فصل في تعديد نعم الله على المؤمنين بالإيواء والتأييد والزرق من الطيبات. [ هذا وصل ]
{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}: وصل لبيان كيفية أداء حق هذه النعم السابقة. [فصل]

تطبيقات الدرس السابع عشر:
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:
5: قول الله تعالى: {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)}


{مُؤْمِناً} و{فاسِقاً}: مفرد حملا على لفظ {من}.
{لا يَسْتَوُونَ}: جمع حملا على المعنى، لأنها للعموم، لأنه لم يرد مؤمنا واحدا وفاسقا واحدا، بل أراد جميع المؤمنين وجميع الفاسقين.
كما قال الفراء: (وإذا كان الاثنان غير مصمود لهما، ذهبا مذهب الجمع).


ب

راجع درس الوصل والفصل بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir