المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين
تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
5: معنى "ما" في قول الله تعالى: {فما أصبرهم على النار}
اختلف المفسرون في معنى (ما) على عدة أقوال :
القول الأول : إن (ما) استفهامية على بابها , فيكون تقديرها: أي شيء اجرأهم وأصبرهم على النار ؟ والنار لا صبر عليها لأحد .
قال عطاء:"فما أصبرهم على النار" قال، ما يُصبِّرهم على النار، حين تَركوا الحق واتبعوا الباطل؟
رواه الطبري
سُئل أبو بكر بن عياش:"فما أصبرهم على النار" قال، هذا استفهام، ولو كانت من الصبر قال:"فما أصبرُهم"، رفعًا. قال: يقال للرجل:"ما أصبرك"، ما الذي فعل بك هذا؟
رواه الطبري .
وذهب إلى هذا القول الفراء.
قال الكسائيّ: سألني قاضى اليمن وهو بمكّة، فقال: اختصم إليّ رجلان من العرب، فحلف أحدهما على حقّ صاحبه، فقال له: ما أصبرك على الله! , وفي هذه أن يراد بها: ما أصبرك على عذاب الله، ثم تلقى العذاب فيكون كلامً, كما تقول: ما أشبه سخاءك بحاتم).
قال ابن عطية : (ومعنى "أصبرهم" في اللغة: أمرهم بالصبر، ومعناه أيضا: جعلهم ذوي صبر، وكلا المعنيين متجه في الآية على القول بالاستفهام.).
القول الثاني : إن الاستفهام في الآية تقريري ، وأن "أصبر" هنا بمعنى اضطر وحبس، كما تقول: أصبرت زيدا على القتل، ومنه نهي النبي ﷺ أن تصبر البهائم.
قال الزجاج : قيل: المعنى ما الذي يصبرهم على ذلك، وهو تقرير بلفظ الاستفهام.
وقاله المبرد . ذكره ابن عطية عنه.
قال ابن عطية تعليقا على قول المبرد :(الضبط عند المبرد بضم الهمزة وكسر الباء، ورد عليه في ذلك، فإنها لا يعرف في اللغة أصبر بمعنى صبر، وإنما البيت أصبرها بفتح الهمزة وضم الباء، ماضيه صبر، ومنه المصبورة، وإنما يرد قول أبي العباس على معنى: اجعلها ذات صبر) .
والاستفهام التقريري يكون ما بعد حرف الاستفهام حقيقة , وهذا غير متحقق في الآية.
القول الثالث : إنها للتعجب والمعنى : فما أشد جراءتهم على النار بعَملهم أعمال أهل النار!
مجاهد:"فما أصبرهم على النار" قال، ما أعملهم بأعمال أهل النار!
رواه الطبري وابن أبي حاتم.
وقاله الحسن وقتادة , وهو قول الأخفش .
وهذا القول يرجع إلى ربط الكلام بالسابق من الآيات في قوله تعالى :{أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذابَ بالمغفرة} فأفعالهم وجرأتهم على الباطل والتمسك به , وإصرارهم عليه على ما يوجب لهم النار!
وهذا كقوله تعالى : {قُتِلَ الإنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} ، تعجبًا من كفره بالذي خلقه فسواه فعدله.
فالتعجب كائن من صبرهم على ما هم فيه من عذاب شديد عظيم هائل .
ورجحه الطبري فقال : سموع من العرب:"ما أصبرَ فلانًا على الله"، بمعنى: ما أجرأ فلانًا على الله! وإنما يعجب الله خَلقه بإظهار الخبر عن القوم الذين يكتمون ما أنزل الله تبارك وتعالى من أمر محمد ﷺ ونبوَّته، واشترائهم بكتمان ذلك ثَمنًا قليلا من السحت والرشى التي أعطوها - على وَجه التعجب من تقدمهم على ذلك.(٦) مع علمهم بأنّ ذلك موجبٌ لهم سَخط الله وأليم عقابه.
وإنما معنى ذلك: فما أجرأهم علي عذاب النار! ولكن اجتزئ بذكر"النار" من ذكر"عذابها"، كما يقال:"ما أشبه سخاءك بحاتم"، بمعنى: ما أشبه سَخاءك بسخاء حاتم،"وما أشبه شَجاعتك بعنترة".
القول الرابع : إن (ما) هنا موصولة , قاله معمر بن المثنى . [ لو كانت موصولة لكان لها خبر ]
قال : (ما) في هذا الموضع في معنى الذي، فمجازها: ما الذي صبّرهم على النار، ودعاهم إليها، وليس بتعجب). [ كلامه يُفهم منه أنه يذهب إلى أنها استفهامية ]
القول الخامس : إنها استفهامية ضمنت معنى التعجب , قاله الألوسي.
وهو الصحيح , ولا تعارض بين كونه استفهاما وبين كونه للتعجب , فالمتعجب من أمر لا بد أن يسأل عنه , وهذا إن كان الله سبحانه يعجب خلقه من حالهم , أما صفة العجب لله سبحانه , فهي ثابت له سبحانه كما يليق بجلاله في الكتاب والسنة , ولا يستلزم هذا عدم العلم , فالعجب قد يكون للاستحسان أو للإنكار .
فقد يكون الاستفهام في الآية للتوبيخ , فهم يواقعون ما يسخط الله في الديا , ويجلب عليهم عذاب النار , مع عدم قدرتهم على تحمله !
فحالهم الردية في الدنيا والآخرة توجب التعجب , فهم في الدنيا مقيمون صابرون على مساخط الله , والإعراض عن آيات الله , والإقبال على ما يوجب غضبه وعذابه , مع علم الجميع بأن لا أحد لديه القدرة على أن يصبر على عذاب الآخرة !
ولذا مع كون هذا الأمر غيبي مستقبلي , إلا إنه أنزله منزلة الواقع الحاصل حتى يكون حاضرا متصورا في ذهن المخاطب , ليحصل به التعجب , ويحصل به التوبيخ لهم.
قال ابن عطية :(قال جمهور المفسرين: "ما" تعجب، وهو في حيز المخاطبين، أي هم أهل أن تعجبوا منهم ومما يطول مكثهم في النار. وفي التنزيل ﴿قتل الإنسان ما أكفره﴾ , و﴿أسمع بهم وأبصر﴾ وبهذا المعنى صدر أبو علي، وقال قتادة، والحسن، وابن جبير، والربيع: أظهر التعجب من صبرهم على النار لما عملوا عمل من وطن نفسه عليها. وتقديره: ما أجرأهم على النار إذ يعملون عملا يودي إليها).
تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
(3) قول الله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}
أتى بالجملة الإسمية فيما يخص يوسف عليه السلام - ومعرفته لإخوته لددلالة على أنه عليه السلام عرفهم بمجرد دخولهم عليه , فحصل فعل (المعرفة) مباشرة حال رؤيتهم , دون حاجة منه إلى تأملهم والنظر إليهم , وتذكر صورهم.
وهذا فيه إشارة على قوة حضورهم في ذهنه , وعدم نسيانه الأهل ولو بعد وصوله إلى ما وصل إليه, وهذا كما وعده الله في قوله :{ وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}.
أما التعبير عن عدم معرفتهم له بالجملة الإسمية في قوله : ﴿وهم له منكرون﴾ فدل على تمكن هذا الأمر منهم , وقوة نسيانهم له , مع عظم ما صدر منهم بحقه عليه السلام. وعطف الجملة الإسمية على الجملة الفعلية أفاد تغاير حال يوسف عليه السلام وحال إخوته كما سبق ذكره.
تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(2) قول الله تعالى: {وبعهد الله أوفوا}
- قد تكون من إضافة المصدر إلى الفاعل , فيكون المعنى :
أوفوا بما عهد الله به إليكم من الشرائع.
- وقد تكون من إضافة المصدر إلى مفعوله , فيكون المعنى:
أوقوا بجميع ما عاهدتم الله عليه.
- وقد تكون الإضافة لأدنى ملابسة , فيكون المعنى:
أوفوا بالعهد الذي أمر الله بحفظه ، فيدخل فيه ما يقوم بين الناس من عقود ومواثيق وتحالفات , حتى في باب المعاملات مما يغفل عنها.
وجميعها لا تعارض بينها , لذا أضيف العهد إلى الله و وحذف المتعلق ليفيد العموم , ولتذهب الأذهان كل مذهب .
تطبيقات الدرس الثالث عشر
بيّن أغراض الحذف والذكر في في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}
حذف من الآية متعلق " أحسنوا " للدلالة على العموم , فلا فلا يظن ظان بأن الإحسان المطلوب محصور في معين , أو محصور فيما ذكر في الاية وما قبلها , فنبه بحذف المتعلق على أن الإحسان مطلوب في كل حال .
وذكر (المحسنين) للتقرير وللتأثير على المخاطب تشويقا .
تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(2) قول الله تعالى: { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} وقول الله تعالى: { قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}
قال الكرماني : (وحيث تقدم النفع على الضرّ تقدم لسابقة لفظ تضمن نفعاً).
فحيثما تقدم النفع في الآية يكون قد تقدم في سياقها السابق أو اللاحق ما يتضمن النفع , وكذلك الكلام عن تقدم أو تأخر الضر , فالقرآن يجري على نفس السياق والوتيرة.
والتقديم يكون لما له عناية وللأهم في السياق , ففي قوله تعالى :{قُلۡ أَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرࣰّا وَلَا نَفۡعࣰاۚ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ (٧٦)} المائدة , قدم الضر على النفع لأسباب , منها :
- إن نفوس العابدين تسعى إلى دفع الضر أكثر من سعيها إلى جلب المنفعة .
- لمناسبة ما جاء في السياق السابق مما ذكره الله-سبحانه- في الآيات قبلها من تقرير حقيقة أن عيسى -عليه السلام- لا يملك أن يدفع الضر عن نفسه , فمن باب أولى عجزه أن يدفعه عن غيره , بل قد وقع عليه الضرر-عليه السلام- من بني قومه وغيرهم , كما حصل مع باقي الرسل , فذكر الله -سبحانه- ما بين فيه بأنه عليه السلام بشر مخلوق يتساوى مع باقي الخلق من هذه الحيثية , فقال :
﴿ما ٱلمسیح ٱبن مریم إلا رسول قد خلت من قبله ٱلرسل وأمهۥ صدیقة كانا یأكلان ٱلطعام﴾:
- نسبه إلى أمه عليها السلام- تأكيدا على حدوثه بعد أن لم يكن .
- ذكر بأنه رسول كغيره من الرسل .
- ذكر حاجته للطعام , فلا يملك أن يدفع عنه ضر الجوع , وهذا حال المخلوق لا الإله سبحانه.
بل قال بعض العلماء إن في هذا كناية عن الحدث , فلا يستطيع دفع ما يصيبه من أذى يضطره معها إلى قضاء حاجته.
- وكان قد ذكر في الآيات السابقة أيضا ما وقع عليه من ضر من بني إسرائيل , فقال تعالى :{كُلَّمَا جَاۤءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰۤ أَنفُسُهُمۡ فَرِیقࣰا كَذَّبُوا۟ وَفَرِیقࣰا یَقۡتُلُون}.
- وأيضا ذكر الوعيد للنصارى -الذين اتخذوه إلها لينفعهم- بما سيقع عليهم من ضر إن لم يتركوا مقالتهم الكفرية فيه , فقال :{وَإِن لَّمۡ یَنتَهُوا۟ عَمَّا یَقُولُونَ لَیَمَسَّنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ} , ثم ذكر بعدها ما ينفعهم على الحقيقة , فقال :{ أَفَلَا یَتُوبُونَ إِلَى ٱللَّهِ وَیَسۡتَغۡفِرُونَهُۥۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ} .
فناسب بعد هذه الايات ذكر الضر قبل النفع والله اعلم.
- كذلك في قوله تعالى :{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا} فقد قدم عدم النفع تناسبا مع السياق السابق , فقد قال تعالى قبله :{أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ لَیۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣱّ وَلَا شَفِیعࣱ} فنفى انتفاعهم بالأولياء والشفعاء الذين عبدوهم من دون الله في الدنيا : في وقت أحوج ما يكون المرء فيه إلى ولي ينصره أو شفيع يشفع له , فإن كانت لن تنفعهم في هذا الموقف فغيره من باب أولى .
لذلك قال-سبحانه- بعدها :{وَهُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَیَوۡمَ یَقُولُ كُن فَیَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِۚ عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِیمُ ٱلۡخَبِیر} , تأكيدا على أن النفع والضر بيده وحده سبحانه .
تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
(5) قول الله تعالى: { فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}
أل التعريف في السحرة للعهدية ,والعهد هنا ذكري جاء فو قوله :{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ٱئۡتُونِی بِكُلِّ سَـٰحِرٍ عَلِیمࣲ} .
تطبيقات الدرس السادس عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
(1) قول الله تعالى: { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)}
- وصل {رب السماوات) بما قبلها بيانا لخصائص الربوبية , وبيان عظم ملكه كما في قوله:{أأنتم أشد خلقا أم السماء } , وهذا مما استوجب الأمر بتوحيده بالحمد واستحقاقه له لكمال صفاته .
- وصل {رب الأرض} ب {رب السماوات} : فيه تأكيد على أنه رب الأرض كما هو رب السماوات , لذلك كرر اسم (الرب) , فهو قائم عليهم , مدبرا لأمورهم , وفيه دفع لأي وهم من كون أهل الأرض بحاجة إلى واسطة تتوسط بينهم وبينه كونه رب السموات , وهو في العلو بائن من خلقه .
- وصل {رب العالمين} بما قبلها [ فصل قائم مقام التفسير وليس بوصل ]: تقرير وتأكيد لكمال ربوبيته على جميع مخلوقاته سواء كانوا في السموات أو في الرض أو ما بينهما , فلا أحد يخرج عن ملكه سبحانه , فالكل خاضع مربوب , فقير إليه محتاج لربه ليقوم ويدبر أمره , لذلك كرر اسم (الرب) , وهذا مما يستوجب استحقاق الحمد له وحده سبحانه .
تطبيقات الدرس السابع عشر:
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:
5: قول الله تعالى: {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)}
قوله تعالى:{ولا يستوون} محمول على المعنى , دل على ذلك قوله تعالى بعدها : {أما الذين آمنوا} وقوله :{وأما الذين فسقوا } , وهذا مثل قوله تعالى :{ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك}.
[ {أفمن كان مؤمناً} حمل على اللفظ {أفمن كان فاسقاً} حمل على اللفظ]
ملاحظة : ما حصل من تشابه بين اختياراتي واختيارات الأخ هيثم وقع اتفاقا , حيث كنت قد بدأت في حل المجلس من فترة , واليوم نسقته وأرسلته.
|