|
#1
|
|||
|
|||
مذاكرة الفتوى الحموية الكبرى
|
#2
|
|||
|
|||
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى مَنْ لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ |
#3
|
|||
|
|||
"فَقَالَ السَّائِلُ: مَا قَوْلُ السَّادَةِ الفقهاء أَئِمَّةِ الدِّينِ فِي آيَاتِ الصِّفَاتِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، {ثم استوى على العرش} وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ، وَأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ بَيْنَ إصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ) وَقَوْلِهِ: (يَضَعُ الجَبَّارُ قَدَمَهُ فِي النَّارِ) إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَحَادِيثِ،" |
#4
|
|||
|
|||
" فَأَجَابَ: |
#5
|
|||
|
|||
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "فَمِن المُحَالِ فِي العَقْلِ وَالدِّينِ أَنْ يَكُونَ السِّرَاجُ المُنِيرُ الَّذِي أَخْرَجَ اللَّهُ بِهِ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ،"معنى كون النبي صلى الله عليه و سلم سراجا منيرا أن الأمة تستضيء به. |
#6
|
||||
|
||||
بارك الله فيكم ونفع بكم؛ ويرجى مراجعة الآية في مقدمتكم، أسأل الله تعالى للجميع الإخلاص في القول والعمل. |
#7
|
|||
|
|||
و فيكم البركة، و الآية هي قول الله تعالى:{كل من عليها فان. و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام} و وجه ذكرها في مقدمتي بعد أن دعوت الله تعالى أن يجعلني من المخلصين أن تفسير هذه الآية: أن كل ما ما أريد به وجه الله تعالى يبقى، و ما لا أريد به وجهه يفنى و يذهب. |
#8
|
||||
|
||||
|
#9
|
|||
|
|||
"وَمِن الْمُحَالِ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ عَلَّمَ أُمَّتَهُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الخِرَاءَةَ، وَقَالَ:( تَرَكْتُكُمْ عَلَى المَحَجَّةِ البَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ) |
#10
|
|||
|
|||
"ثم إِذَا كَانَ قَدْ وَقَعَ ذَلِكَ مِنْهُ فَمِنَ المُحَالِ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ أُمَّتِهِ وَأَفْضَلُ قُرُونِهَا قَصَّرُوا فِي هَذَا البَابِ، زَائِدِينَ فِيهِ أَوْ نَاقِصِينَ عَنْهُ." |
#11
|
|||
|
|||
"ثُمَّ مِنَ الْمُحَالِ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ القُرُونُ الفَّاضلَةُ - القَرْنُ الَّذِي بُعِثَ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ -"الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه و سلم، مؤمنا به و مات على ذلك، و لو تخللت ردة على الصحيح، و التابعي هو: من لقي الصحابة مؤمنا بالنبي صلى الله عليه و سلم و مات على الإسلام. |
#12
|
|||
|
|||
"ثُمَّ الكَلامُ فِي هَذَا البَابِ عَنْهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُمْكِنَ سَطْرُهُ فِي هَذِهِ الفَتْوَى أَوْ أَضْعَافِهَا، يَعْرِفُ ذَلِكَ مَنْ طَلَبَهُ وَتَتَبَّعَهُ." |
#13
|
|||
|
|||
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "وَلا يَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ الخَالِفُونَ أَعْلَمَ مِنَ السَّالِفِينَ، كَمَا قد يَقُولُهُ بَعْضُ الأَغْبِياءِ مِمَّنْ لا يعرف قَدْرَ السَّلَفِ، بَلْ وَلا عَرَفَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِ حَقِيقَةَ المَعْرِفَةِ المَأْمُورِ بِهَا مِنْ أَنَّ "طَرِيقَةَ السَّلَفِ أَسْلَمُ، وَطَرِيقَةَ الخَلَفِ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ" |
#14
|
|||
|
|||
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "وَسَبَبُ ذَلِكَ اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفْسِ الأَمْرِ صِفَةٌ دَلَّتْ عَلَيْهَا هَذِهِ النُّصُوصُ لِلشُّبُهَاتِ الفَاسِدَةِ الَّتِي شَارَكُوا فِيهَا إِخْوَانَهُمْ مِنَ الكَافِرِينَ" من ملاحدة الفلاسفة " فَلَمَّا اعْتَقَدُوا انْتِفَاءَ الصِّفَاتِ فِي نَفْسِ الأَمْرِ -" أي: أن الله تعالى لم يتصف بالصفات الفعلية " وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ لاَ بُدَّ للنَّصوصِ مِنْ مَعْنًى بَقُوا مُتَرَدِّدِينَ بَيْنَ الإِيمَانِ بِاللَّفْظِ وَتَفْوِيضِ المَعْنَى - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ السَّلَفِ -" فمذهب السلف عندهم: عدم النظر في فهم النصوص لتعارض الاحتمالات، و هذا عندهم أسلم " وَبَيْنَ صَرْفِ اللَّفْظِ إلىَ مَعَانٍ بِنَوْعِ تَكَلُّفٍ - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ الخَلَفِ -، " فمذهب الخلف عندهم: معرفة النفي الذي هو الحق عندهم، و تأويل معاني نصوص الإثبات "فَصَارَ هَذَا البَاطِلُ مُرَكَّبًا مِنْ فَسَادِ العَقْلِ وَالْكُفْرِ بِالسَّمْعِ" |
#15
|
|||
|
|||
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "فَإِنَّ النَّفْيَ إِنَّمَا اعْتَمَدُوا فِيهِ عَلَى أُمُورٍ عَقْلِيَّةٍ ظَنُّوهَا بَيِّنَاتٍ، وَهِيَ شُبُهَاتٌ، وَالسَّمْعَ حَرَّفُوا فِيهِ الكَلامَ عَنْ مَوَاضِعِهِ. |
#16
|
|||
|
|||
|
#17
|
|||
|
|||
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "ثُمَّ هَؤُلاءِ المُتَكَلِّمُونَ المُخَالِفُونَ لِلسَّلَفِ إِذَا حُقِّقَ عَلَيْهِمُ الأَمْرُ لَمْ يُوجَدْ عِنْدَهُمْ مِنْ حَقِيقَةِ العِلْمِ بِاللَّهِ وَخَالِصِ المَعْرِفَةِ بِهِ خَبرٌ، وَلا وقعوا مِنْ ذَلِكَ عَلَى عَيْنٍ وَلا أَثَرٍ." أي: لم يستندوا في ذلك إلى خبر. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مذاكرة, الفتوح |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|