إجابة أسئلة المجموعة الخامسة
س1:ما هي فوائد جرد المطولات ؟
ج: المطولات فيض من العلوم, وبحار زاخرة عز أن تدرك لها شاطئا, ولذلك متى أراد طالب العلم أن يلج فيها فلابد أن يعد للغوص عدته, حتى يستطيع أن يستخرج من لآلئها ويستزيد من دررها.
فإن أحكم الطالب سفينته, وتزود بضبط واتقان ما حفظ من المختصرات على شيوخ ثقاة أمناء, فليكن لديه من الهمة العالية ما يطلق به لجام فرسه, متوكلا على ربه, ليعل وينهل من عظيم فضله, وكريم منته- سبحانه - فإن في ذلك الخير الكثير؛
- فيحصل معارف عديدة,
- وتتسع مداركه,
- ويستخرج ما فيها من الفوائد والضوابط,
- وتزداد خبرته في مجالات الأبحاث والمسائل,
- ويتعرف على طرق المصنفين والمؤلفين ومصطلحاتهم.
س2: متى يمكن لطالب العلم أن يتخصص في فنٍ من فنون العلم؟
ج: العلم صناعة لها أدواتها, أو هو لغة لها مفرداتها, متى ألم بها طالب العلم واستكملها, متعلما إياها من معلمها الحاذق, صار من أهلها.
وقد قال الله تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته), فالذين آتاهم الله الكتاب, لا يمكن أن يوصفوا بأنهم أهل كتاب حتى يتلوه حق تلاوته؛ في اللفظ, والمعنى, والعمل بما فيه.
وقد ضرب المصنف – رحمه الله – لذلك مثلا؛ فإن أراد طالب العلم أن يكون عالما بالفقه, وجب عليه أن يعلم الفقه, وأصول الفقه, حتى يكون متبحرا فيه, وإن أراد أن يكون عالما بالحديث, فيلزمه أن يتعلم الرواية والدراية, أي أن يعلم أسانيد الحديث ورجاله, وأن يفهم أيضا معنى الحديث.
س3: ما معنى قراءة التصحيح والضبط ، وما فائدتها ؟
ج:المراد بقراءة التصحيح أن يقرأ الطالب كتابه أمام شيخ متقن لمحتوى هذا الكتاب, فيصحح للطالب نطقه, وما قد يشوب هذا الكتاب من خطأ في الطباعة, أو نقل للجمل أو الكلمات.
وأما المراد بالضبط؛ فضبط الشكل,والنحو, وغريب المفردات وما إلى ذلك.
ويستفيد طالب العلم من ذلك؛ أن يتثبت مما يقرأ ويحصل, وأن يكون نطقه سليما, وأن يأمن التحريف وعيب التصحيف, وكذلك الغلط وما قد يتوهمه في قراءته فيستقر في عقله ما توهم ويبني عليه, وفي ذلك الخطر الكبير, فمن كان أستاذه كتابه, فخطؤه أكثر من صوابه.
س4: ما الفرق بين التعلم والتفقه ؟
ج: التعلم: هو طلب العلم, بينما التفقه: هو طلب الفقه, وفرق كبير بين العلم والفقه, فكم من إنسان لديه من العلم الكثير, لكنه مع ذلك ليس بفقيه, وما أشد حاجة الأمة إلى الفقهاء – أولئك الذين أمر الله تعالى بالرجوع إليهم كلما جاء أمر من الأمن أو الخوف (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم), و (كيف لكم إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم).
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك, حيث قال: (نضر الله امرءا سمع مقالتي, فحفظها ووعاها, وأداها كما سمعها, فرب حامل فقه ليس بفقيه, ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه).
والتفقه مراتب: أولها العلم, ثم الفهم, ثم التفكر, ثم التفقه.
وإذا كان الله تعالى أمر بالتفكر, حيث قال: (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون), فإن التفقه أبعد مدى من التفكر,وهو حصيلة الفكر وإنتاجه, فإن الله تعالى قال : (فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا).
وعلى ذلك, فالفقه إذا" ليس العلم فحسب, بل يتعداه إلى استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة, حتى يمكن رد الفروع الشاردة إلى الأصول الموجودة.