تلخيص مقصد : (نزول القران على سبعة أحرف) من مقدمة ابن كثير - رحمه الله.
المقصد الأول: (نزول القران على سبعة أحرف، معناه والخلاف في ذلك والحكمة منه)
-نزول القران على سبعة أحرف:
الدليل: فيالحديث: (أنرسولاللهصلىاللهعليهوسلمقال(أقرأنيجبريلعلىحرففراجعته،فلمأزلأستزيدهويزيدنيحتىانتهىإلىسبعةأحرف).وقالرسولاللهصلىاللهعليهوسلم(أنزلالقرآنعلىسبعةأحرف).
ومن ذلك:قرأرجلعندعمرفغيرعليهفقال: قرأتعلىرسولاللهصلىاللهعليهوسلمفلميغيرعليقال: فاجتمعاعندالنبيصلىاللهعليهوسلم،فقرأالرجلعلىالنبيصلىاللهعليهوسلمفقالله(قدأحسنت)قال: فكأنعمروجدمنذلك،فقالرسولاللهصلىاللهعليهوسلم(ياعمر،إنالقرآنكلهصواب،مالميجعلعذابمغفرةأومغفرةعذابا).
الحكمة من نزول القران على سبعة أحرف:
التخفيف على الأمة : عنأبيبنكعب،قال: قالرسولاللهصلىاللهعليهوسلم:(إناللهأمرنيأنأقرأالقرآنعلىحرفواحد،فقلت: خففعنأمتي،فقالاقرأهعلىحرفين،فقلت: اللهمربخففعنأمتي،فأمرنيأنأقرأهعلىسبعةأحرفمنسبعةأبوابالجنةكلهاشافكاف).
مراعاة اختلاف أحوال الناس: فيالحديث)إنيبعثتإلىأمةأميينفيهمالشيخالفاني،والعجوزالكبيرة،والغلام،فقال: مرهمفليقرؤواالقرآنعلىسبعةأحرف(.
- معنى سبعة أحرفواختلافالعلماءفيذلك:
قال أبو عبيد : (وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، هذا شيء غير موجود).
وأما المراد بالسبعة فللعلماء فيها خمسة وثلاثين قولاً ذكر منها ابن كثير رحمه الله خمسة و هي على سبيل الإجمال:
الأول:أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:أقبل وتعالوهلم.
الدليل:
1)حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقالميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمةبآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرعوعجل".
2) عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ (يوم يقول المنافقون والمنافقاتللذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم(الحديد: 13(للذين آمنوا أمهلونا) (للذين آمنواأخرونا) (للذين آمنوا ارقبونا)، وكان يقرأ(كلما أضاءلهم مشوا فيه) البقرة: 20(مروا فيه) سعوا فيه.
الثاني:أنالقرآننزلعلىسبعةأحرف،وليسالمرادأنجميعهيقرأعلىسبعةأحرف،ولكنبعضهعلىحرفوبعضهعلىحرفآخر.
قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد به من بعض، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قولعثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله،قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة.
الدليل: قول عثمان رضي الله عنه: إنالقرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهلالنسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
الرابع:أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء:
- ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولامعناه مثل)ويضيقُ صدري)و"يضيقَ"،
- ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل(فقالواربنا باعِد بين أسفارنا)و "باعَد بين أسفارنا"
- الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: (ننشزها)و"ننشرها"
- الاختلاف بالكلمة مع بقاء المعنى مثل(كالعهن المنفوش) أو "كالصوفالمنفوش"
- اختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل(وطلحمنضود) وطلع منضود.
- بالتقدم والتأخر مثل)جاءت سكرةالموت بالحق(أو "سكرة الحق بالموت"،
- أوبالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم"
الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص،ومجادلة، وأمثال.
قال ابن عطية: (وهذا ضعيف) والدليل:
- لأن هذه لا تسمى حروفا.
- الإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني.
-هل الأحرف السبعة هي القراءات السبعة ؟
قالالقرطبي: (قالكثيرمنعلمائناكالداوديوابنأبيصفرةوغيرهما: هذهالقراءاتالسبعالتيتنسبلهؤلاءالقراءالسبعةليستهيالأحرفالسبعةالتياتسعتالصحابةفيالقراءةبها،وإنماهيراجعةإلىحرفواحدمنالسبعةوهوالذيجمععليهعثمانالمصحف. ذكرهابنالنحاسوغيره).
- حكم القراءة بسبعة أحرف:
كان رخصة في بداية الأمر .
قالالطحاوي. وغيره: )وإنماكانذلكرخصةأنيقرأالناسالقرآنعلىسبعلغات،وذلكلماكانيتعسرعلىكثيرمنالناسالتلاوةعلىلغةقريش،وقرأهرسولاللهصلىاللهعليهوسلملعدمعلمهمبالكتابةوالضبطوإتقانالحفظ).
ثم أجمعت الأمة على حرف واحد.
قال ابن كثير: (إنماكانالذيجمعهمعلىقراءةواحدةأميرالمؤمنينعثمانبنعفان،رضياللهعنه،أحدالخلفاءالراشدينالمهديينالمأمورباتباعهم،وإنماجمعهمعليهالمارأىمناختلافهمفيالقراءةالمفضيةإلىتفرقالأمةوتكفيربعضهمبعضا،فرتبلهمالمصاحفالأئمةعلىالعرضةالأخيرةالتيعارضبهاجبريلرسولاللهصلىاللهعليهوسلمفيآخررمضانمنعمره،عليهالصلاةوالسلام،وعزمعليهمألايقرؤوابغيرها،وألايتعاطواالرخصةالتيكانتلهمفيهاسعة)
قال ابن جرير : (فلاسبيلاليوملأحدإلىالقراءةبهالدثورهاوعفوآثارها).
المقصد الثاني : فوائد متفرقة.
-الاستشهاد في القران بالشعر.
عنابنعباس؛أنهكانيسألعنالقرآنفينشدفيهالشعر. قالأبوعبيد: يعني: أنهكانيستشهدبهعلىالتفسير.
وعنابنعباسفيقوله(والليلوماوسق(
قال: ماجمعوأنشد: قداتسقنلويجدنسائقا.
وله فيقوله(فإذاهمبالساهرة)
قال ابنعباس: قالأميةبنأبيالصلت: عندهملحمبحرولحمساهرة.
-القران سبب للشفاء من الشكوك والأوهام:
قال ابن كثير تعليقاً على قصة أبي بن كعب التي ذُكرت سابقاً: (وهذاالشكالذيحصللأبيفيتلكالساعةهو،واللهأعلم،السببالذيلأجلهقرأعليهرسولاللهصلىاللهعليهوسلمقراءةإبلاغوإعلامودواء).
هذا والله أعلم.
وأعتذر جداً عن التأخير .. بسبب ظروف طارئة وعدم فهمي جيداً للطريقة. شكر الله لكم حسن تعاملكم.