باب ذكر النهي عن مذاهب الواقفة
قال محمد بن الحسين: وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله ووقفوا فيه وقالوا: لا نقول: غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رد على من قال بخلق القرآن، قالوا: هؤلاء الواقفة: مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر؛ لأنهم شكوا في دينهم، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الرب: إنه غير مخلوق وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم
184 - حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو داود السجستاني قال: سمعت أحمد يسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟
قال محمد بن الحسين: معنى قول أحمد بن حنبل في هذا المعنى يقول: لم يختلف أهل الإيمان أن القرآن كلام الله تعالى؟ فلما جاء جهم بن صفوان فأحدث الكفر بقوله: القرآن مخلوق لم يسع العلماء إلا الرد عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق بلا شك، ولا توقف فيه، فمن لم يقل غير مخلوق سمي واقفيا، شاكا في دينه
185 - وحدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو داود قال: سمعت أحمد: وذكر رجلين كانا وقفا في القرآن، ودعوا إليه فجعل يدعو عليهما وقال لي: هؤلاء فتنة عظيمة، وجعل يذكرهما بالمكروه قال أبو داود: ورأيت أحمد سلم عليه رجل من أهل بغداد، ممن وقف فيما بلغني، فقال له: اغرب، لا أراك تجيء إلى بابي في كلام غليظ، ولم يرد عليه السلام وقال له: ما أحوجك أن يصنع بك ما صنع عمر بن الخطاب بصبيغ ودخل بيته ورد الباب
186 - حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو داود قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: من قال لا أقول القرآن غير مخلوق فهو جهمي
187 - قال أبو داود: وسمعت قتيبة بن سعيد: وقيل له الواقفة، فقال: هؤلاء الواقفة شر منهم، يعني ممن قال: القرآن مخلوق
188 - قال أبو داود: وسمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: هؤلاء الذين يقولون: القرآن كلام الله ويسكتون شر من هؤلاء، يعني ممن قال: القرآن مخلوق
189 - قال أبو داود: وسألت أحمد بن صالح: عمن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق؟ فقال: هذا شاك، والشاك كافر
190 - وحدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو داود قال: سمعت أحمد بن إبراهيم، يقول: سمعت محمد بن مقاتل العباداني وكان من خيار المسلمين يقول في الواقفة: هم عندي شر من الجهمية
191 - حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال: حدثنا الفضل بن زياد قال حدثنا أبو طالب قال: سألت أبا عبد الله عمن أمسك فقال: لا أقول: ليس هو مخلوقا، إذا لقيني في الطريق وسلم علي، أسلم عليه؟ قال: لا تسلم عليه؟ ولا تكلمه، كيف يعرفه الناس إذا سلمت عليه؟ وكيف يعرف هو أنك منكر عليه؟ فإذا لم تسلم عليه عرف الذل، وعرف أنك أنكرت عليه، وعرفه الناس
192 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي بزة قال: سمعت المؤمل بن إسماعيل يقول: القرآن كلام الله، وليس بمخلوق قال ابن أبي بزة: من قال: القرآن مخلوق، أو وقف، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، أو شيء من هذا، فهو على غير دين الله تعالى، ودين رسوله حتى يتوب