دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 شوال 1441هـ/17-06-2020م, 10:57 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة طرق التفسير

مجلس القسم الثالث من دروة طرق التفسير

القسم الثالث: [
من توجيه القراءات إلى الاشتقاق ]

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.


المجموعة الثانية:
س1:
اذكر فوائد معرفة علم توجيه القراءات للمفسّر مع التمثيل.
س2: دلل على حسن بيان القرآن في اختيار بعض الألفاظ على بعض.
س3: تحدث بإيجاز عن مناهج العلماء في تقسيم الوقوف، وهل يدخلها الاجتهاد ؟
س4: ما هو علم الصرف ؟ وهل له أثر في علم التفسير ؟

س5: بيّن فوائد علم الاشتقاق للمفسّر.


المجموعة الثالثة:
س1: ما هو الفرق بين السلف والخلف في تناولهم للتفسير البياني وضح بمثال.
س2: تحدث عن عناية علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء في القرآن.
س3: تحدث بإيجاز عن عناية العلماء بعلم الصرف.
س4: ما هو الاشتقاق ؟ وما هي أنواعه؟
س5: بيّن مع التمثيل فائدة علم الاشتقاق للمفسّر.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 شوال 1441هـ/18-06-2020م, 02:40 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما هو الفرق بين السلف والخلف في تناولهم للتفسير البياني وضح بمثال.

التفسير البياني هو الذي يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، وتنوع معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وإن منه أبوابا يتفاضل العلماء في إدراكها، والتفطن لها لدقة مأخذها، فإذا أثير سؤال عنها تبين للعلماء عند التأمل ما يقفون به على بعض فوائد القرآن. قال ابن عطية: (كتاب الله لو نزعت منه لفظة، ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد).
1. وإن من المتأخرين (الخلف) من يظهر له معنى يراه بديعا في بيان الآية فيتعصب له ويشنع على من لم يفسر الآية به، وقد يكون ما رآه مسبوقا إليه بعبارة منبهة موجزة، فإن المتقدمين (السلف) لم يكن من عادتهم التطويل في التفسير، وإنما يستعملون التنبيه والإيجاز والإلماح إلى ما يعرف به المعنى، ويترك للسامع تأمل ما وراء ذلك إذ فتح له الباب وأبان له السبيل.
2. وإنه قد يكون في بعض اجتهادات المتأخرين ما يخطئون فيه مع تشنيعهم على السلف ورميهم بضعف التأمل والدراية بأساليب البيان، ويكثر هذا من أهل البدع والأهواء، ويتوصلون بذلك إلى رد بعض ما تقرر من مسائل الاعتقاد لدى أهل السنة والجماعة.
مثاله: كان الزمخشري مفسر من المعتزلة، فسر قوله تعالى: "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به". على أن معنى "يؤمنون به" أن الملائكة من المؤكد أنهم مؤمنون بالله، ولكن تخصيصهم بهذه الصفة هنا إنما هو لبيان فضل الإيمان وشرفه، وليدلل على نفي صفة العلو لله واستواء الله تعالى على عرشه، وأنهم يؤمنون بالغيب ولم يروا الله تعالى، وادعى خطأ معتقد أهل السنة والجماعة أن الله عال فوق خلقه مستو على عرشه. ففسر الزمخشري المعتزلي ولحقه به الرازي الأشعري - الذي ينكر صفة العلو لله تعالى ويفسر الاستواء على أنه الاستيلاء – الآية بناء على سوء معتقده، ومنشأ خطئهم هو تفسيرهم إيمان الملائكة سببه أنهم لا يرون الله، وأن الله ليس على العرش حقيقة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
والرد على شبهتهم هذه:
1) أن رؤية حملة العرش لربهم أو عدم رؤيتهم له سبحانه هو أمر غيبي لا نثبته نحن أهل السنة والجماعة ولا ننفيه إلا بدليل شرعي، والعرش عظيم جدا، فليس بلازم أن من يطوف حوله أن يرى من عليه.
2) أنه لو صح الدليل أنهم رأوا الله تعالى، فهذا لا ينفي وصفهم بالإيمان.
3) أن الملائكة يسمعون كلام الله بالوحي كما صحت بذلك الأحاديث، وسماعهم هذا لا ينفي وصف الإيمان عنهم، وما يقال بالسمع يقال نظيره بالرؤية.
4) الإيمان لا يقصر على الإقرار بالوجود، فهذا القدر يقر به أكثر أهل الأرض (مع إنكار ذلك قلة من الملاحدة)، فالإيمان الذي أثنى الله عليهم به هو ما فسرته النصوص الأخرى من دأبهم على طاعته وذكره وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فالإيمان حقيقته هو ما وقر بالجنان وصدقه العمل.
وعليه، فإنه يجب الاحتراز مما يتكلم به أهل البدع في تقرير بدعهم بسلوك مسلك التفسير البياني، كما يجب عدم الجزم بما لا دليل عليه إن كان ذلك مبيني على ذوق المفسر وتأمله واجتهاده، لأنه قد يعارض نصا صحيحا أو إجماعا وبالتالي يكون تفسيرهم باطل.

س2: تحدث عن عناية علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء في القرآن.
يسمى هذا العلم بعلم الوقوف، وعلم التمام، والقطع والائتناف، والمقاطع والمبادي.
ويتعلق هذا العلم تعلقا وثيقا بالتفسير لتلعقه ببيان المعنى، فمن يتقنه كان يفسر القرآن بتلاوته. وكما وصفت أم سلمة رضي الله عنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: (فإذا قراءة مفسرة حرفا حرفا). وقالت أيضا: (كان يقطع قراءته آية آية: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين).
وعليه كان القراء اللغويين يعتنون عناية بالغة بعلم الوقف والابتداء، يتعلمونه مع القراءة، ويعرفون أحكامه وأحواله وعلله وأسبابه. قال مجاهد: لا يقوم بالتمام في الوقف إلا نحوي عالم بالقراءات عالم بالتفسير والقصص وتخليص بعضها من بعض، عالم باللغة التي نزل بها القرآن. لما يستلزمه ذلك من معرفة بمعاني الأساليب، وأوجه التفسير والإعراب، والمقطوع والموصول، ومواضع الوقف والسكت، مع المعرفة الحسنة بأوجه القراءات ورسم المصاحف. وقد قال السخاوي: ففي معرفة الوقف والابتداء الذي دونه العلماء تبيين معاني القرآن العظيم، وتعريف مقاصده، وإظهار فوائده، وبه يتهيأ الغوص على درره وفرائده، وقد اختار العلماء وأئمة القراء تبيين معاني كلام الله عز وجل وتكميل معانيه، وجعلوا الوقف منبها على المعنى، ومفصلا بعضه عن بعض، وبذلك تلذ التلاوة، ويحصل الفهم والدراية، ويتضح منهاج الهداية.
والقصد من ذلك معرفة أن عناية علماء اللغة بالوقف والابتداء كانت لأجل: إفادة القارئ بما يحسن به أداء المعنى عند قراءته، ويفهم المراد، ولأنه إذا أخطأ في الوقف أو الوصل أو الابتداء أوهم معنى غير صحيح.
- قد يوهم الوقف القبيح على معنى لا يصح،
مثاله: في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى" لا يجوز الوقف عند: "لا تقربوا الصلاة" بل يجب وصلها بما بعدها إلا أن يكون لضرورة كانقطاع للنفس أو التعليم على أن يبدأ بما قبله، لئلا يوهم بمعنى باطل.
- كما قد يوهم الابتداء القبيح على معنى لا يصح،
مثاله: في قوله تعالى: "يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا ابالله ربكم" فلو وقف على "يخرجون الرسول" وابتدأ بما بعده فإنه يوهم معنى فاسدا.
- وكذلك قد يوهم الوصل القبيح معنى لا يصح،
مثاله: قوله تعالى: "فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر" فوصل "عنهم" ب "يوم" سيوهم معنى غير مراد، والصواب هو الوقف بينهما.
وكثير من مسائل الوقف والوصل والابتداء متفق عليها عند العلماء، ومنها مسائل يختلفون فيها: لاختلافهم في فهم المعنى، واختلاف ترجيحاتهم بين أوجه التفسير، فتعلق علم الوقف والابتداء بالتفسير تعلق ظاهر، وكلام العلماء فيه هو بناء على ما بلغهم من العلم بالقراءة والتفسير وما أداه اجتهادهم فيه.
وإن اختلاف العلماء في الوقف هو بناء على اختلافهم في التفسير،
مثاله: اختلافهم في الوقف بعد "عليهم" في الآية: "فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض"
- فمن وقف بعد كلمة "عليهم"، كان يرى أن تفسير الآية أنها محرمة عليهم للأبد، والتيه مؤقت بأربعين سنة، ويتجدد عليهم تيها بعد تيه.
- ومن وصلها بما بعدها ووقف بعد "أربعين سنة"، رأى أن تفسير الآية هو أنها محرمة عليهم فقط أربعين سنة، فيموت من مات منهم في هذه المدة وهم تائهين في الأرض.
فيكون التحريم عام على المعنيين في الآية. والأرجح هو القول الأول. وهذا يبين مدى عناية علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء وبيان ترتبه على التفسير وأثره في إفادة المعنى.

س3: تحدث بإيجاز عن عناية العلماء بعلم الصرف.
علم الصرف هو من العلوم المهمة للمفسر، يكشف له كثيرا من المعاني والأوجه التفسيرية، ويعرفه علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير، ويعينه على التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير. فهو علم يتعلق ببنيه الكلمة، وتمييز حروفها الأصلية وما يلحقها من زيادة وإعلال، وقلب وإبدال، وحذف وتغيير بالحركات والحروف لإفادة معان تتعلق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغها. وقد صاحب عناية العلماء بعلم الصرف عنايتهم بعلم النحو، حيث كان اللحن يقع فيهما، والقياس جار عليهما، لذلك كانت عامة كتب النحو حافلة بأبواب من علم الصرف.
فاجتهر بالعناية بعلم الصرف جماعة من العلماء منهم:
- عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي... بكتابه: (الهمز)
- الفراء.. بكتبه: (التصريف)، و (المقصور والممدود)، و (المذكر والمؤنث).
- ابن السكيت ... بكتبه: (إصلاح المنطق)، و (الألفاظ)، و (القلب والإبدال)، (والمقصور والمدود).
- ثعلب ... بكتابه (الفصيح).
- عبد القاهر الجرجاني ... بكتابه: (المفتاح في الصرف).
- الأنباري ... بكتبه: (الوجيز في التصريف)، (أسرار العربية)، المذكر والمؤنث).
ثم توالى التأليف في علم التصريف، وكثرت فيه المؤلفات واشتهرت، ومازال أهل العلم يعنون به شرحا وتقريرا، وتحريرا وتحبيرا.
وإن من المفسرين الذين لهم عناية ظاهرة في التصريف في تفاسيرهم:
- ابن عطية، وكان كثيرا ما يعل بعض الأقوال بمخالفتها قواعد التصريف.
- الطاهر ابن عاشور.. في كتابه (التتحرير والتنوير).
- محمد الأمين الشنقيطي.. (أضواء البيان)، وفي مجالسه في التفسير التي طبعت باسم (العذب النمير).
ولعلماء هذا العصر عناية حسنة بأحكام التصريف في القرآن، فألفت المعاجم والموسوعات والكتب التعليمية المتخصصة في تصريف ألفاظ القرآن، من كتبهم:
- محمد عبد الخالق عضمية .. وكتابه: (المعجم الصرفي لألفاظ القرآن الكريم).
- محمد بن سيدي بن الحبيب الشنقيطي.. وكتابه: (البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف).
- محمود سليمان ياقوت.. كتابه: (الصرف التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم).

س4: ما هو الاشتقاق؟ وما هي أنواعه؟
الاشتقاق هو انتزاع لفظة من لفظة أخرى تشاركها في أصل المعنى والحروف الأصلية، وتخالفها باختلاف الصيغة. وهو من دلائل اتساع كلام العرب، وكثرة تصاريف ألفاظه على أوجه متنوعة من الاشتقاق والنقل والقلب والإبدال. وهو من العلوم المهمة للمفسر، إذ به يعرف به الأصول التي ترجع إليها كثير من الكلمات العربية، فتبين أصل معناها، ويدرك التناسب في المعنى بين الكلمات التي ترجع إلى أصل واحد. والاشتقاق له أصل بالنصوص، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قال الله عزوجل: أنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه).
أما أنواعه، فهو على أربعة أنواع، وهي:
النوع الأول: الاشتقاق الصغير أو الأصغر. وهو كاشتقاق (المسحَّر) من (السِّحر)، والتي يكون فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين.
النوع الثاني: الاشتقاق الكبير أو الأوسط. وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، فيتفق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها، مثاله: (سفر وفسر) أي بمعنى الوضوح والظهور والبيان، و (فقر وقفر) أي بمعنى العدم.
وهذا النوع قائم على النظر في استعمالات تقليبات الجذر ثم محاولة استخراج معنى كلي يجمعها.
النوع الثالث: الاشتقاق الأكبر أو الكبار. وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها. وبهذا النوع وقع بعض أهل اللغة في تكلف كثير. وهو ما يدخله اختلاف اللغات، فيحكى عن المفردة لغتان عن العرب في نطقها مع اتحاد المعنى (مثل: الصاعقة والصاقعة)، ومنه ما يختلف في كونه من اختلاف اللغات (مثل: مدح ومده، فقد قيل أنهما يحملان نفس المعنى، وقيل أن بينهما فرق بسيط بحيث يكون المده في نعت الجمال والهيئة، والمدح يكون في كل شيء).
- وقد يكون الاختلاف فيها بالحرف الأخير مثل: (نفذ، نفث، نفر، نفح، نفخ، نفج، نفش، نفل) وكلها تدل على الخروج والانبعاث.
- وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول مثل: (همز، لمز، غمز، جمز، رمز) وتدل على حركة وخفة.
- وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط، مثل: (نعق، نغق، نهق) فكلها تدل على تصويت.
النوع الرابع: الاشتقاق الكبّار، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارا، وهو ما يعرف بالنحت، (مثل اشتقاق البسملة من "بسم الله" واشتقاق الحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".

س5: بيّن مع التمثيل فائدة علم الاشتقاق للمفسّر.
علم الاشتقاق من العلوم المهمة للمفسر، وأن التمكن منه يفتح للمفسر أبوابا من استخراج المعاني، والتخريج اللغوي لأقوال المفسرين، والجمع والترجيح، والنقد والإعلال. فتدرك بعلم الاشتقاق معاني الألفاظ، ويعرف به أصل تلك المعاني وأوجه تصريفها، وقد استعمله الصحابة والتابعون لهم بإحسان ومن بعدهم من مفسري السلف.
مثاله: قال مجاهد بن جبر: (كان ابن عباس لا يدري ما "فاطر السموات" حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: يا أبا عباس، ائري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد "فاطر السموات".
من هذا المثال نرى كيف أن استعمال الاشتقاق في التفسير واستخراج المعاني من أنواع التفسير اللغوي الذي عني به السلف وعلماء اللغة.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 شوال 1441هـ/18-06-2020م, 04:49 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
اختلاف القراءات على قسمين:
الأول: ما لا تأثير له على المعنى، كقراءة "الصراط" بالصاد والسين، وقراءة في {كلا سوف يعلمون ثم كلا سوف يعلمون} بالياء والتاء في الموضعين. فالقراءة بالتاء حيث يوجه إلى المخاطبين مثل قوله تعالى: {قل للذين كفروا ستغلبون} الآية. وهذا النوع يعنى به القرّاء لضبط القراءات، ويعنى ببعضه النحويون والصرفيون لاتّصاله بمسائل النحو والصرف.
الثاني: ما له تأثير على المعنى، وهذا نوعان:
الأول: ما يرجع إلى ذات واحدة، فيفيد حينئذ زيادة في الحكم فيكون من تفسير القرآن بالقرآن. منه قراءة "مالك" بالألف وبدونها. ولا تعارض بينهما، فالله تعالى يوصف بأنه مالك وبأنه ملك. فقراءة "مالك" بالألف تفسر بقوله تعالى: {يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله}فهو تعالى الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين.
أما قراءة "ملك" بطرح الألف فتفسر بقوله {لمن المك اليوم} فكلّ ملوك الدنيا يذهب مُلْكُهم وسلطانهم. والإضافة تفيدالاختصاص في الحالين.
فكل من "مالك" و"ملك" تفيد الكمال في نفسه، والجمع بينهما تفيد اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها، وهو كمال آخر.
الثاني: ما يرجع إلى شيئين مختلفين، مثل قوله تعالى: {فيومئذ لا يعذب عذابه أحد} فقد قرئ بكسر الذال فيضاف الفعل إلى الله تعالى، وقرئ بفتحها على ما لم يسم فاعله فيضاف الفعل إلى الكافر، فكل قراءة بمثابة أية مستقلة، فالاختلاف اختلاف تنوع.
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني هو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، وتنوّع معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
فالتفسير البياني يكشف عن المعاني المرادة، ويرفع الإشكال، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن، وكل هذه تظهر أهميته، إذ هو يساعد على فهم القرآن على وجه صحيح وينشط العبد على عبادة ربه تعالى.
ولكلام العلماء في هذا الباب مراتب:
الأولى: ما هو ظاهر الدلالة بيّن الحجّة.
الثانية: ما يدقّ مأخذه ويلطف منزعه.
الثالث: ما هو محلّ نظر وتأمل لا يُجزم بثبوته ولا نفيه.
الرابعة: ما هو خطأ بيّن لمخالفته لنصّ أو إجماع أو قيامه على خطأ ظاهر.
وينبعي أن يحترز ويتجنب مما هو خطأ بيّن لمخالفته لنصّ أو إجماع، ومن ذلك ما يسلك أهل البدع في تقرير بدعهم بسلوك مسلك التفسير البياني، ومن الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمّله واجتهاده.
ومن أمثلة ذلك قول الزمخشري في تفسير قول الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} حيث حمله اعتقاده نفي صفة العلوّ لله تعالى واستوائه على العرش حقيقة على تفسير باطل مخالف للعقيدة الصحيحة، فزعم أن وصف الملائكة الذين يحملون العرش ومن حوله بالإيمان إنما سببه أنهم لا يرون الله تعالى، ثمّ فرّع على هذا الاستنتاج أنه ليس على العرش إله حقيقةً، تعالى الله عما يقول.
ويرد عليه بأن رؤية حملة العرش لربّهم أو عدم رؤية أمر غيبي لا نثبته ولا ننفيه إلا بدليل شرعي، وبأنهم أنهم لو صحّ الدليل بأنّهم رأوه فهذا لا ينفي وصفهم بالإيمان، وبأنّ الملائكة يسمعون تكلّم الله تعالى بالوحي كما صحّت الأحاديث بذلك؛ فسماعهم كلام الله تعالى لم ينفِ وصف الإيمان عنهم، وبأن الإيمان لا يُقصر على الإقرار بالوجود.
س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
لعلم الوقف والابتداء صلة وثيقة بالتفسير لتعلّقه ببيان المعنى؛ حتى كان يوصف من يُتقنه بأنّه يفسّر القرآن بتلاوته، ولذلك اعتنى القرّاء اللغويون بالغة به؛ يتعلّمونه مع القراءة، ويعرفون أحكامه وأحواله وعلله وأسبابه.
ومن الأمثلة على ذلك الوقف في قوله تعالى: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، فمنهم من وقف على {عليكم} ثمّ ابتدأ {اليوم يغفر الله لكم..} فكان المعنى خبرٌ من يوسف عليه السلام – وهو نبيّ يوحى إليه – بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم.
ومنهم من وقف على {عليكم اليوم} فقد قال الأخفش: "وقال: {لا تثريب عليكم اليوم} (اليوم) وقفٌ ثم استأنف فقال: {يغفر اللّه لكم} فدعا لهم بالمغفرة مستأنفاً". وهو أرجح الوجهين في التفسير.
وينبغي التجنب مما يوهم معنى لا يصحّ، وهذا يسمى وقفا قبيحا، ومنه الوقف على قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ...} فمثله هذا الوقف لا يوقف عليه إلا لضرورة انقطاع النفس أو التعليم ثم يبتدئ بما قبله.
وكذلك ينبغي التجنب مما يوهم معنى غير مراد، وهذا يسمى وصلا قبيحا، كما لو وصل قارئ قول الله تعالى:{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} وقوله تعالى: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}. والصواب أن يقف على {عنهم} ويقف على {قولهم}.
س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
علم الصرف يكشف كثيراً من المعاني والأوجه التفسيرية، ويعرّف علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير، ويعين على معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير ما أظهر أهميته للمفسر.
ومن فوائد هذا العلم للمفسر:
• معرفة أوجه المعاني التي تتصرّف بها الكلمة، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن الكريم على غيرها.
• معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
• أنّه يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسّرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.
من أمثلة تخريج بعض أقوال السلف في التفسير من جهة اللغة ما ورد عنهم في تفسير قول الله تعالى: {وحشرنا عليهم كلّ شيء قُبُلا}، فقد ورد عنهم ثلاثة أقوال:
لأول: {قُبُلا} أي : معاينة، وهذا القول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق معاوية بن صالح عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس.
الثاني: {قبلا} أي: أفواجاً ، رواه ابن جرير عن مجاهد.
الثالث: {قُبلا} أي: كفلاء، وهذا القول اختاره الفراء.
- فأمّا القول الأول فتخريجه أنّ القُبُل بمعنى المقابِل ؛ والمقابل معاين لمن قابله، كما تقول: لقيتُه قُبُلاً: أي: مواجهة ، ومنه قوله تعالى: {قُدّ من قُبُل}، وقوله تعالى: {أو يأتيهم العذاب قُبُلا}. ويرجّح هذا المعنى قراءة من قرأ: {وحشرنا عليهم كلّ شيء قِبَلا}.
- وأما القول الثاني فتخريجه أنَّ {قبلا} جمع قبيل، كرغيف ورُغُف، والقبيل: الجماعة الكثيرة من صنف واحد، أي ُحشروا عليهم أفواجاً كل فوج قبيل. قال ابن كثير: (أي: تُعرَض عليهم كلّ أمّةٍ بعد أمة فتخبرهم بصدق الرسل فيما جاؤوهم به {ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء اللّه}).
- وأما القول الثالث فتخريجه أنَّ {قبلا} جمع قبيل بمعنى كفيل، ومنه قوله تعالى: {أو يأتي بالله والملائكة قبيلا} أي: كفلاء وضمناء.
والتحقيق أنّ هذه المعاني كلّها صحيحة، ودلالة الآية تسعها كلها.
س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
الاشتقاق هو انتزاع لفظة من لفظة أخرى تشاركها في أصل المعنى والحروف الأصلية؛ وتخالفها باختلاف الصيغة. الاشتقاق يعين على إدراك معاني الألفاظ، ومعرفة أصلها وأوجه تصريفها، وقد استعمله الصحابة والتابعون لهم بإحسان، ومن بعدهم من مفسّري السلف وأئمة الدين.
للاشتقاق أربعة أنواع:
الأول: الاشتقاق الصغير، ويسمى أيضا "الاشتقاق الأصغر". وهو أخذ كلمة من أخرى متفقة معها في في أصل المعنى، والحروف، والترتيب.
الثاني: الاشتقاق الكبير، وهو أخذ كلمة من أخرى مع اتفاقهما في المعنى والحروف الأصلية، دون ترتيب، مثل "فسر" و"سفر". وهذا النوع فيه لطائف، لكن ادّعاء اطراده في جميع تقليبات الجذر متعذّر أو متعسّر، ويدخله التكلف، ولهذا يحسن الاقتصار فيه على ما يظهر فيه التناسب كان، وقد استعمله بعض المفسّرين استئناساً لا اعتماداً كما فعله السيخ ابن عثمين قال: "و{الفقراء} جمع فقير؛ و "الفقير" هو المعدم؛ لأن أصل هذه الكلمة مأخوذة من "الفقر" الموافق لـ"القفر" في الاشتقاق الأكبر - الذي يتماثل فيه الحروف دون الترتيب؛ و"القفر" الأرض الخالية..."
الثالث: الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم "الكُبار"، وهو اتفاق الأصل في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها. والاختلاف إما أن يكون في الحرف الأخير كـ "مدح" و"مده"، وإما أن يكون في الحرف الأول كـ همز، ولمز، وغمز، وإما أن يكون في الحرف الأوسط كـ "نعق" و"نهق".
الرابع: الاشتقاق الكُبّار ، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 شوال 1441هـ/18-06-2020م, 08:03 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
ينقسم اختلاف القراءات الى قسمين:
الاول:
مالم يؤثر في المعنى ، ويهتم به القراء والنحويون والصرفيون.
الثاني:
الذي يؤثر في المعنى ويهتم به أهل التفسير ،وامثلته منثورة في كتب التفسير وتوجيه القراءات واللغة.

أمثاله:
1-المثال الأول: ماله أثر في المعنى:

قوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.
لها قراتان:
1- بتشديد الطاء والهاء:(يَطَّهَّرْنَ)، وقرأ بها عاصم وحمزة والكسائي.

2- التخفيف :( يَطْهُرْنَ) وهي قراءة الباقون.

قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم)ا.هـ.

المثال الثاني:ما لا أثر له على المعنى.
قوله تعالى:{الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي.
ويُعنى به بعض القرّاء والنحاة.

فمن قرأ بالسين: جاء به على أصل الكلمة.
ومن قرأ بالصّاد:يكون أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير، وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
ومن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير، وتؤاخي الطّاء في الجهر)ا.هـ.بتصرف.


س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.

هو بيان حسن اساليب القران ، من الذكر والحذف والتشبيه والتمثيل والتقديم والتاخير والفصل والوصل والامر والنهي والتوكيد والاستفهام ،وغيرها من الاساليب.
قال ابن عطية رحمه الله في مقدّمة تفسيره: (كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)ا.ه.
وممن ينبغي التحرز منه
1- ان من ظهر له معنى في بيان الاية فيتعصب له ويشنّع على من لم يفسّر الآية به،ويظنه الحق الذي لاسواه وقد يكون هذا المعنى الذي يره قد سبقه اليه السلف في عباراتهم الموجزة التي تشتمل على معاني كثيرة تحتها .
2-وينبغي ايضا الاحتراز مما يتكلّم به أهل البدع في تقرير بدعهم باستعمال التفسير البياني.
3-ان لايجزم بما لا دليل عليه سواء تاأمله واجتهاده ، فقد يعارض بنص صحيح او اجماع ، فانه اذا خالفها بطل القول به.

س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.

الوقف والابتداء علم مهم لانه قد يحيل المعنى او يفهمه بغير وجه صحيح، ، وفيما يلي من امثله على انواع منها :
1- الوقف القبيح: على {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ... ) فهنا الوقف يفهم معنى باطل ، ومثله لايوقف عليه إلا لضرورة انقطاع النفس أو التعليم ثم يبتدئ بما قبله.
2- الابتداء القبيح: ومثاله في قوله تعالى: وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ..}فانه يفيد معنى باطل لم تاتي الاية له.
3-الوصل القبيح: قوله تعالى: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)} والصحيح انه يقف على كلمة قولهم ثم يبتدأ بما بعدها.

ومسائله كثير منها اتفق عليه العلماء وفيه مسائل اختلفوا فيها وبه اختلاف ترجيحاتهم بين اوجه التفسير ، لما له من تعلق ظاهر في بيان معنى الاية.

ومن أمثلة اختلافهم في الوقف بناءً على التفسير اختلافهم في الوقف في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}.
فإذا وصل القارئ أفاد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وهذا قول الربيع بن أنس البكري، وهو ظاهر النسق القرآني.
وإذا وقف على {عليهم} وابتدأ بقوله: {أربعين سنة يتيهون في الأرض} أفاد تعلّق التوقيت بالتّيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبّداً عليهم، والتيه مؤقتاً بأربعين سنة.
قال قتادة: {فإنّهما محرمة عليهم} قال: أبداً، {أربعين سنة يتيهون في الأرض} قال: يتيهون في الأرض أربعين سنة). رواه ابن جرير، وروى ابن منيع وابن عديّ وابن عساكر نحوه عن عكرمة من طريق الزبير بن الخرّيت البصري وهو ثقة من رجال الصحيحين.
قال ابن الأنباري: (وقوله: {أربعين سنة} يُنصب من وجهين:
- إن شئت نصبتها بـ{محرمة عليهم} فلا يتم الوقف على {عليهم}.
- وإن شئت نصبتها بـ{يتيهون في الأرض}؛ فعلى هذا المذهب يتمّ الوقف على {عليهم} )ا.هـ.

والراجح أن التحريم عامّ على المعنيّين في الآية، وهم الذين امتنعوا من دخول الأرض المقدّسة خوفاً من الجبّارين وعصياناً لأمر الله، وجملة {يتيهون في الأرض} في محلّ نصب حال، أي: تائهين في الأرض، والإتيان بالفعل المضارع الدالّ على التجدد في موضع الحال لإفادة تجدّد التيه عليهم في تلك المدة؛ يتيهون تيها بعد تيه إلى الأمد الذي جعله الله لهم.
وجائز أن يكون جميع من عُنوا بالتحريم ماتوا في زمن التيه كما ذكره غير واحد من المفسّرين إلا أنّ هذا ليس بلازم في ظاهر النسق القرآني.




س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.

فائدة علم الصرف للمفسر أنه يكشف له كثيراً من المعاني والأوجه التفسيرية، ويعرّفه علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير، ويعينه على معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
وهو علم يتعلّق ببنية الكلمة، وتمييز حروفها الأصلية، وما يلحقها من زيادة وإعلال، وقلب وإبدال، وحذفٍ وتغيير بالحركات والحروف لإفادة معانٍ تتعلّق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغتها.


أمثلة لفائدة علم الصرف للمفسّر:
المثال الأول: معنى {يتساءلون}
اختلف المفسّرون في معنى {يتساءلون} في قول الله تعالى: {عمّ يتساءلون} على ثلاثة أقوال:
القول الأول: يتساءلون: أي يسأل بعضهم بعضاً، وهذا قول جمهور المفسرين.
القول الثاني: يتساءلون أي يتحدثون، وإن لم يكن من بعضهم لبعض سؤال.
وهذا القول أخذه الرازي ومن تبعه من المفسّرين من قول أبي زكريا الفراء في معاني القرآن إذ قال: (ويقال: عم يتحدث به قريش في القرآن. ثم أجاب، فصارت: {عم يتساءلون}، كأنها [في معنى]: لأي شيء يتساءلون عن القرآن)ا.هـ.
وكلام الفراء ليس فيه نصّ على هذا المعنى، لكن استدلّ له الرازي بقوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ . يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ}
قال: (فهذا يَدُلُّ على معنى التحَدُّثِ، فيكونُ معنى الكلامِ: عَمَّ يَتحدثونَ)ا.هـ.
وعلى هذا القول يكون التعبير عن التحدّث بالتساؤل في الآية مبناه على أنّ ذلك التحدّث منهم قائم مقام السؤال؛ لأنّ كل متحدّث منهم يتطلّب من سامعه تأييداً لقوله أو مساعدة له على ما يحاول من إيجاد مطعن في القرآن ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو تساؤل في حقيقة الأمر، وإن لم يكن في ألفاظهم سؤال صريح.

القول الثالث: أي أن المشركينَ يتساءلونَ الرَّسولَ والمؤمنينَ؛ فيقدّر أصحاب هذا القول للكلام مفعولاً محذوفاً.
وهذا القول ذكره الزمخشري احتمالاً؛ فقال في الكشّاف: (({يَتَسَاءَلُونَ}: يَسْأَلُ بعضُهم بعضاً‏،‏ أو يَتَسَاءَلُونَ غيرَهم مِن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمؤمنينَ، نحوَ‏:‏ يَتَدَاعَوْنَهُم ويَتَرَاءَوْنَهم)ا.هـ.
ثم ذكره جماعة من المفسّرين بعده، منهم: الرازي، والبيضاوي، والنسفي، وابن عادل الحنبلي وغيرهم.
وأتى بعدهم أبو السعود الحنفي فنصرَ هذا القول واحتجّ له بما ملخّصه أنّه كمثل قول القائل: "تراءوا الهلال"، وأنّ المفعول محذوف لظهور العلم به.
قال: (فالمعنى: عنْ أيِّ شيءٍ يَسْأَلُ هؤلاءِ القومُ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ والمؤمنينَ؟)ا.هـ.
فهذا القول مبناه على أنّ الفعل "يتساءلون" متعدّ لإفادة تكرر وقوع السؤال منهم، وأنّ المفعول محذوف تقديره: يتساءلون الرسولَ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.


س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.

للاشتقاق نوعان:
الاول : الصغير:وهو المعروف عند العلماء قديما ،وفيه الاتفاق في حروف الاصل مع اختلاف الصيغتين.
مثل : اشتقاق المسحر من السحر.

الثاني: الكبير:وهو تناسب الجذرين مع اختلاف ترتيب الحروف.
مثل : اشتقاق قفر وفقر.

وعرفه شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهو: اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها).

الثالث: اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها.
مثل: نفذ، ونفث، ونفر، ونفح، ونفخ، ونفج.

الرابع: وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 شوال 1441هـ/19-06-2020م, 04:42 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
هي على نوعين:
١_ما ليس له أثر على المعنى وهذا نوع يعنى به القراء لظبط القراءات وبعض النحويين والصرفيين لاتصاله بمسائل النحو والصرف كالاختلاف في قوله تعالى (الصراط) فتقرأ بالصاد والسين والزاي لتشابه هذه الحروف في المخرج واختلافها في بعض الصفات

٢_ ما له أثر على المعنى وهو الذي يعنى به المفسرون
كالاختلاف في قوله تعالى (مالك يوم الدين) فمنهم من قرأها ملك ومنهم من قرأها مالك فمن اثبت الالف حجته ان الملك داخل تحت الملك والحجة لمن طرحها ان الملك اخص من المالك وامدح اما الاولى قوله ان لكل من اللفظين معنى ما ليس للآخر

فاضافة الملك الى يوم الدين تفيد الاختصاص فهو اليوم الذي لا ملك فيه الا الله فكل ملوك الدنيا يذهب سلطانهم ويأتون كبقية الخلق حفاة عراة غزلا
أما إضافة المالك الى يوم الدين ففيه اظهار عظمة ما يملك وتفرده بالملك التام فلا يملك احد دونه شيئا بينما يأتي كل الخلق لا يملكون شيئا
وكل من المعنيين يدل على الكمال الذي يقتضي تمجيد الله وتعظيمه والتفويض اليه والجمع بين المعنيين فيه كمال آخر وهو اجتماع الملك والمِلك على أتم الوجوه وأحسنها



س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك
التفسير البياني له صلة بالكشف عن المعاني وحسن بيان القران ولطائف عباراته ورفع الاشكال ويستعمل في الترجيح بين الاقوال التفسيرية واختيار بعضها على بعض ودواعي الذكر والحذف والتمثيل والتقديم والفصل والوصل والاظهار والاضمار الى غير ذلك من الوان البيان وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القران ومما يجب الاحتراز منه ما يتكلم فيه اهل البدع والاهواءفي تقرير بدعهم بسلوك مسلك التفسير البياني وايضا الجزم بما لا دليل عليه الاذوقه وتأمله واجتهاده مما قد يعارض نصا صحيحا او اجماعاوايضا قد يظهر معنى يراه المفسربديعا فيتعصب له ويشنع على من لم يفسر الاية به وقد يكون هذا المعنى قد اشير اليه بايجاز حيث لم يعتد السلف التطويل في السلف

.

س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
قد يختلف العلماء في التفسير بالنسبة للوقف والابتداءبحسب ما وصلهم من العلم بالقراءة وما أداه اجتهادهم فيه ومثال ذلك اختلاف وقفهم في قول الله تعالى (فإنها محرمة عليهم أربعين سنة) فمنهم من وقف على (عليهم) ثم ابتدا بقوله (اربعين سنة يتيهون في الأرض) افاد التوقيت بالتيه لا بالتحريم فيكون التحريممؤبدا والتيه لاربعين سنة بينما من وصلها فإنه أفاد توقيت التحريم عليهم اربعين سنة وهو ظاهر النص القراني



س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.

من فوائده للمفسر :
١_ معرفة اوجه المعاني التي تتصرف فيها الكلمة وفائدة اختيار تلك التصاريف للقران على غيرها
٢_ معرفة التخريج اللغوي لكثير من اقوال السلف
٣_ يكشف علل الاخطاءفي التفسير الذي يقع بها المفسرون ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج
ومن الامثلة :
الاختلاف في تفسير قبلا:
١_ معاينة وهذا القول رواه ابن جرير وابن ابي حاتم عن ابن عباس فالقبل بمعنى المقابل والمقابل معاين لمن قابله

٢_ أفواجا رواه ابن جرير عن مجاهد فالقبيل جمعه قبلا والقبيل الجماعة الكثيرة من صنف واحد

٣_ كفلاء اختاره الفراء ان القبيل بمعنى كفيل وقبلا جمع قبيل



س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
١_ الاشتقاق الصغير وفيه التشابه في ترتيب الحروف مع اختلاف الصيغ كاشتقاق مرداس من الردس
٢_ الاشتقاق الكبير وهو تناسب الجذرين في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف كما في فقر و قفر
٣_الاشتقاق الاكبر وهو اتفاق الجذور في ترتيب اكثر الحروف واختلافها في حرف واحد

كالاختلاف في الحرف الاخير : نفذ نفث نفخ نفح

او الاختلاف في الحرف الاول : همز لمز غمز

او الاختلافدفي الحرف الاوسط : نعق نغق نهق
٤_ الاشتقاق الكبار : اشتقاق لفظة من لفظين او اكثر اختصارا كاشتقاق البسملة من (بسم الله الرحمن الرحيم).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 شوال 1441هـ/20-06-2020م, 04:20 PM
جيهان أدهم جيهان أدهم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 170
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: اذكر فوائد معرفة علم توجيه القراءات للمفسّر مع التمثيل.
علم توجيه القراءات يعين المفسّر على الكشف عن الأوجه التفسيرية، ويعين على التعرّف على بعض أسباب اختلاف أقوال المفسّرين، كما يعينه على معرفة بعض دقائق الفروق بين القراءات المتشابهة.
مثاله: قوله تعالى: {ولا تقربوهن حتى يطهرن} في لفظ "يطهرن" قراءتان: بالتخفيف والتشديد.
{يَطَّهَّرن} بالتشديد؛ أصلها يتطهرن، وأدعمت التاء في الطاء وشددت؛والتطهر يكون بالماء، فدلت على الغُسْل بعد انقطاع الدم.
{يطْهُرْن}: بالتخفيف، ويجوز أن تدل على انقطاع الدم، ويجوز أن تدل على الطهر التام بالماء بعد انقطاع الدم.
فقراءة التشديد مبينة لقراءة التخفيف، وقراءة التخفيف أعم.
فبتوجيه القراءتين عرفنا سبب اختلاف أقوال المفسرين، كل حسب قراءته.

س2: دلل على حسن بيان القرآن في اختيار بعض الألفاظ على بعض.
في قوله تعالى:{والفتنة أشدّ من القتل}، وقوله: {والفتنة أكبر من القتل}،
بالنظر إلى السياق يتبين:
أن السياق في الآية الأولى: في حث المؤمنين على القتال وتحذيرهم من تركه، قال تعالى:{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}.
المراد بالفتنة هنا: الفتنة في الدين، والخطاب هنا: للمؤمنين.
والموازنة كانت بين: ألم القتل وعاقبة الفتنة في الدين، فناسب أن يكون التفضيل بأشد، حتى يقدم المؤمن على القتال موقناً بأن ما يصيبه من أذى هو أخف من عاقبة ترك القتال والافتتان في الدين، ويوضّحه قوله تعالى: {وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون}
وأما السياق في الآية الثانية: في تعداد الآثام الكبار التي وقع فيها المشركون؛ من صد وكفر وإخراج للمؤمنين؛ حيث قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}
فالمراد بالفتنة هنا: الصدَّ عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة، والخطاب هنا للمشركين.
والموازنة هنا بين: إثم الشرك وإثم قتل المؤمنين، فناسب أن يكون التفضيل بـ(أكبر) أي أكبر إثماً.
والمعنى: أن الفتنة التي أنتم مقيمون عليها وهي الشرك، أكبر إثماً من قتلكم من قتلتم من المؤمنين.

س3: تحدث بإيجاز عن مناهج العلماء في تقسيم الوقوف، وهل يدخلها الاجتهاد ؟
اجتهد العلماء في تقسيم الوقوف، واختلفوا في تسمية مراتبه وفي تفصيل حدودها، فخرجوا بتقسيمات متقاربة في أصول أحكامها؛ ومختلفة في بعض تفصيلها:
1- منهم من قسمها إلى: تام وكاف وقبيح، مثل ابن الأنباري.
2- منهم من زاد عليها قسم رابع وسماه: حسن، مثل ابن الطحان والسخاوي.
3- منهم من قسمها إلى: تامّ مختار، وكافٍ جائز، وصالح مفهوم، وقبيح متروك، مثل أبو عمرو الداني.
4- ومنهم من قسمها إلى: لازم، ومطلق، وجائز، ومجوَّز لوجه، ومرخّص ضرورة، وقبيح، مثل السجاوندي.
5- ومنهم من قسمها إلى: تام، وأتم، وكاف، وأكفى، وحسن، وأحسن، وصالح، وأصلح، وقبيح، وأقبح، مثل الأشموني.
6- ومنهم من قسمها إلى: اضطراري واختياري، ثم قسم الاختياري إلى: تام وناقص وأنقص، مثل ابن الفرخان.
7- أما ابن الجزري فقسمها إلى: اضطراري واختياري، وقسم الاختياري إلى: التام، والكافي، والحسن
ومسائل الوقف يدخلها الاجتهاد، فالعلماء تكلموا فيها بحسب ما بلغهم من العلم بالقراءة والتفسير، فما اختلفوا فيه سببه الاجتهاد في فهم المعنى، واختلاف ترجيحاتهم بين أوجه التفسير.
وقد وقع في أخطاء كثيرة من قام بالتوسّع في ما يحتمله الإعراب من غير مراعاة الأوجه الصحيحة في التفسير والأحكام، كما فعل قوم من المتصوفة عندما استرسلوا في التفسير الإشاري، حتى خرجوا بوقوف قبيحة فيها إشارات تحيل تركيب الآية وتوقع صاحبها في لحن جلي، ومعنى فاسد.

س4: ما هو علم الصرف ؟ وهل له أثر في علم التفسير ؟
علم الصرف:
هو علم يتعلق ببنية الكلمة، وتمييز حروفها الأصلية، وما يلحقها من زيادة وإعلال، وقلب وإبدال، وحذف وتغيير بالحركات والحروف لإفادة معان تتعلق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغتها.
اهتم المفسرين بعلم الصرف في تفاسيرهم؛ مثل ابن عطية وابن عاسور وأبو حيان الأندلسي والشنقيطي
وعلم الصرف له أثر في علم التفسير::
منها:معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن الكريم.
ومنها: معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
ومنها:أنّه يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصح عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.

س5: بيّن فوائد علم الاشتقاق للمفسّر.
علم الاشتقاق من العلوم المهمة للمفسّر، ومن فوائده:
1- إدراك معاني الألفاظ وأصل اشتقاقها وأوجه تصريفها، كما في قوله تعالى: {واهجرني ملياً} واشتقاق {نملي لهم}من الملوة: وهي المدة من الزمان ، يقال: مَلوة من الدهر، ومِلوة، ومُلوة، بمعنى واحد، ومنه قولهم: البس جديداً وتملّ حبيباً ، أي : لتطل أيامك معه.
2- يعينه على التخريج اللغوي لأقوال المفسرين، ليستطيع الجمع والترجيح بين هذه الأقوال، والنقد والإعلال.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 شوال 1441هـ/20-06-2020م, 06:33 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

لمجموعة الثانية:
س1: اذكر فوائد معرفة علم توجيه القراءات للمفسّر مع التمثيل.

علم توجيه القراءات علم يعنى بتوجيه القراءات المختلفة و هو على نوعين :
نوع ليس له أثر على المعنى و هو ما يهتم به القرّاء و يهتم ببعضه النحويون والصرفيون و لا يهتم به أهل التفسير .
و نوع له أثر على المعنى و هو ما يهم أهل التفسير
هذا العلم يساعد المفسر على بيان الأوجه التفسيرية و يببين بعض أسباب اختلاف بعض المفسرين و الفروق الدقيقة بينها:
مثال
الاختلاف في تفسير الآية ( مالك يوم دين ) على قولين يتعلقان بالاختلاف في قراءة ملك على قراءتين ، احدهما بمد مالك و الأخرى بدون مد و هذا الاختلاف مما يضيف لمعنى الآية .
قال أبو علي الفارس : دليل من أثبت المد ؛ أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى ( قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ)
دليل من قرأها بدون مد : الملك تعني أنه ملك و مالك و هي أخص من المالك و أكثر مدحا و ثناء ،
هكذا قال رحمه الله،
والأصح و الأولى أن نقول أن المعنين مختلفين و ليس أحدهما أخص من الأولى و بيان ذلك :
- المَلِك تعني ذو المُلك، أي صاحب المُلك الذي له كمال التصرف و التدبير لما تحت مُلكه و ارادته .، و خُص في الآية بمُلك يوم القيامة ، فذلك يوك لا ملك يتصرف و يدبر الأمر الا الله ؛ يوم يذهب مُلك كل ملك و لا سلطان الا سلطانه ، قال الله تعالى:( يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار)
- و المالك يوم الدين هو من له دون غيره الملك يوم القيامة ، المتفرد بالملك التام ، فليس لأحد من الخلق يومئذ ملك ، كل آتيه يوم القيامة فردا ، ترك كل الملوك ما يملكون في الدنيا الفانية قال تعالى ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله)
و المعنيان فيهما كمال لله و تمجيد يلزم منهما تعظيم الله و تفويض الأمر له و الجمع بينهما كمال فوق كمال ، جمع المُلك و المِلك أكمل في حق الله ، فهو الملك المالك يوم القيامة .(
.
س2: دلل على حسن بيان القرآن في اختيار بعض الألفاظ على بعض.
حسن بيان القرآن من عظيم قدرة الله ، المعجزة للخلق ، فما استطاعوا أن يأتوا بمثله و لن يستطيعوا و لو اجتمعوا على ذلك .
و هو العليم الذي وسع علمه و أحاط بما لم يحط به أحد ، عليم بجميع الألفاظ و معانيها و دلالتها فلو اعتقدنا أن هناك من الالفاظ ما هو أفضل في البيان لكان علمها عند الله فما من لفظة أفضل في البيان إلا كان علمها عند الله و لم يسبقه اليها أحد من المخلوقين ( ولقد جئناهم بكتاب فصّلناه على علم).
من أمثلة حسن اختيار الألفاظ :
وصف الفتنة مرة بأكبر و مرة بأشد في قوله تعالى (والفتنة أشدّ من القتل ) و قوله ( والفتنة أكبر من القتل)
و من التأمل في السياق في الآية الأولى هي في سياق الترغيب و رفع الهمة للجهاد و التحذير من تركه ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ).
فبين خطر الفتنة في الدين و أنها أشد مما تخشون من القتل وأعظم ضرراً ، و ليس ألم الموت و القتل و ما يترتب عليه كأثر فتة انسان في دينه و ردته عن الإسلام ، لذا ناسب الآية أن تكون المقارنة بأشد و مما يعضد ذلك المعنى قوله تعالى: (قالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون) .

أما الآية (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) فبتأمل سياقها لوجدنا أنه في سياق تعداد أعمال المشركين من صد للمؤمنين و قتال في المسجد الحرام و الكفر بالله ، فناسب أن تكون المقارنة بأكبر ، أي أكبر اثماً ، كما قال بن عاشور.
كما أن الخطاب في الآية للمشركين فلو جاءت أشد مكان أكبر لحصل الشماتة بالمسلمين من المشركين أن تكون الفتنة أشد على المسلمين مما ارتكبوه من آثام ، و لكن الفتنة التي أنتم عليها أيها المشركين ؛ الشرك، أكبر إثماً من قتلكم من قتلتم من المؤمنين.


س3: تحدث بإيجاز عن مناهج العلماء في تقسيم الوقوف، وهل يدخلها الاجتهاد ؟
قال بن الجزري عن مناهج العلماء التي ذكرت في تقسيم الوقوف ( أكثر ما ذكر الناس في أقسامه غير منضبط ولا منحصر، وأقرب ما قلته في ضبطه أن الوقف ينقسم إلى اختياري واضطراري....)
و ذكر أقسام الاختياري وهي: التام، والكافي، والحسن، وبيّن حدودها و بين ذلك فقال ( إن لم يتم الكلام كان الوقف عليه اضطرارياً وهو المصطلح عليه بالقبيح، لا يجوز تعمّد الوقف عليه إلا لضرورة من انقطاع نفس ونحوه لعدم الفائدة أو لفساد المعنى )
و لعل المناهج كلها تقع تحت هذه التقسيمة و لكن بتفصيل
1- قسّم ابن الأنباري الوقوف إلى: تامّ، وكافٍ، وقبيح.
2- أبو عمرو الداني قسم الوقوف إلى: تامّ مختار، وكافٍ جائز، وصالح مفهوم، وقبيح متروك، وربمّا سمّى الصالح بالحسَن.
3- ابن الطحّان وعلم الدين السخاوي قسمها إلى: تام، وكافٍ، وحسن، وقبيح.
4- قسّمها السجاوندي إلى: لازم، ومطلق، وجائز، ومجوَّز لوجه، ومرخّص ضرورة، وقبيح.
5- قسّمها ابن الفرُّخان في آخر كتابه "المستوفى في النحو" إلى اضطراري واختياري، ثم قسّم الاختياري إلى تام وناقص وأنقص؛ ثم جعل كلّ قسم على مراتب.
6- قسمها الأشموني إلى: تام، وأتم، وكاف، وأكفى، وحسن، وأحسن، وصالح، وأصلح، وقبيح، وأقبح.
نعم هذه المناهج يدخله كثيرا من الاجتهاد و بسبب عدم اهتمام بعض المفسرين بالأوجه الصحيحة للتفسير و الأحكام ، كان الخلاف واسعا في الوقوف فيما يتحمله الاعراب و و بالتالي أخطأوا في التفسير .
وممن كان لهم وقوف قبيحة الصوفية بسبب ما استرسلوا فيه من التفسير الإشاري أوقعتهم في الأخطاء و البدع في التفسير .

س4: ما هو علم الصرف ؟ وهل له أثر في علم التفسير ؟
هو علم يتعلّق ببنية الكلمة، وتمييز حروفها الأصلية، وما يلحقها من زيادة وإعلال، وقلب وإبدال، وحذفٍ وتغيير بالحركات والحروف لإفادة معانٍ تتعلّق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغتها.

نعم له أثر في علم التفسير و فوائد ، كما قال بدر الدين الزركشي( وفائدة التصريف حصول المعاني المختلفة المتشعبة عن معنى واحد فالعلم به أهم من معرفة النحو في تعرف اللغة لأن التصريف نظر في ذات الكلمة والنحو نظر في عوراضها وهو من العلوم التي يحتاج إليها المفسر ).
و من هذه الفوائد التي تعتمد على علم الصرف :
1- لكل تصريف للكلمات معنى ، بمعرفة علم الصرف يعرف المفسر المعنى الذي يضيفه كل تصريف للآيات و الحكمة من استخدام كل تصريف عن غيره في الآيات .
2- فهم أقوال المفسرين ممن يذكر التخريج اللغوية .
3- بيان و كشف ما يعل من بعض أقوال المفسرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو ممن يذكرون أقوال بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين .

س5: بيّن فوائد علم الاشتقاق للمفسّر.
الاشتقاق هوالعمل الذي يكون فيه كلمتين لهما نفس أصل المعنى و تشتركان في الحروف الأصلية و تختلف عنها باختلاف الصيغة .
أهمية علم الاشتقاق للمفسر لأنه به يحيط بالأصول التي يعود لها الكلام، فيبان له أصلَ معنى الكلمات،.
و هو نوعان نوع يؤثر في المعنى و نوع لا يؤثر و ما يهم المفسر ما له أثر على المعنى، ويساعد على بيان معنى اللفظ، و به يستطيع دراسة الأقوال ، فينقد و يعلل و يرجيح بينها أو يجمع الأقوال .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 شوال 1441هـ/20-06-2020م, 11:03 PM
براء القوقا براء القوقا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 120
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
اختلاف القراءات على نوعين:
 النوع الأول: اختلاف لا يؤثر على المعنى: وهذا النوع يهتم به القراء،و أصحاب النحو والصرف.
ومثال ذلك:
(قوله تعالى: {الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فقراءة السين : أنها أصل الكلمة.
- وقراءة الصاد: أنها مبدلة من السين لتناسب صفة الهمس والصفير في السين، وصفة الإطباق في الطاء.
- وقراءة إشمام الزّاي: لتناسب صفة السّين في الصفير، وتناسب الطّاء في الجهر
 والنوع الثاني: اختلاف له أثر على المعنى: وهو النوع الذي يهتم به المفسّرون
ومثال ذلك:
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
فقراءة التشديد: على أن أصلها: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وقراءة التخفيف: فمعناها: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم.

س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني: هو الذي يعنى ببيان أسرار التركيب في التعبير القرآني، كحكمة التقديم والتأخير، والذكر والحذف، واختيار لفظة على أخرى، وذكر لطائف التشبيه والتمثيل، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير وغيرها .
أهمية التفسير البياني:
• فيه بيان قدرة الله تعالى المطلقة على كلّ شيء، ومنها بلوغ الغاية في حسن البيان بما لا تطيقه قدرة المخلوقين.
• وفيه بيان سَعَة علم الله تعالى وإحاطته بجميع الألفاظ وأنواع دلالاتها وأوجه استعمالاتها، وأنّه لا يغيب عن علمه شيء من ذلك، وهذا يُقطع به على انتفاء إمكان الإتيان بمثل هذا القرآن.
وقد قال ابن عطية رحمه الله في مقدّمة تفسيره: (كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد).
• والتفسير البياني يفيد المفسر بالكشف عن المعاني المرادة، الترجيح بين أقوال المفسرين.
لكن مما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
• على وجوب الاحتراز مما يتكلّم به أهل البدع في تقرير بدعهم الضالة بالاستعانة بالتفسير البياني.
ومن ذلك تفسير الزمخشري قول الله تعالى: { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ}.
حيث ظنَّ أن وصف الملائكة الذين يحملون العرش ومن حوله بالإيمان إنما سببه أنهم لا يرون الله تعالى، ثمّ فرّع على هذا الاستنتاج أنه ليس على العرش إله حقيقةً تعالى الله عما يقول.
• أيضا وجوب الاحتراز بالجزم بما لا دليل عليه فكثيراً ما تعارض أقوال أصحاب البلاغة التي استخرجوها لنصّ صحيح أو إجماع، وكل تفسير عارض نَصّاً أو إجماعاً فهو باطل مردود.
• وجوب الاحتراز من التعصب والتشنيع على كل رأي يخالف رأي المفسر.

س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
علم الوقف والابتداء له صلة وثيقة بالتفسير لتعلّقه ببيان المعنى.
ومثال ذلك:
الوقف في قوله تعالى: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }:
_ فمن وقف على {اليوم} كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته، وهو أرجح الوجهين في التفسير.
_ ومن وقف على {عليكم اليوم} ثمّ ابتدأ {اليوم يغفر الله لكم..} كان المعنى خبرٌ من يوسف عليه السلام – وهو نبيّ يوحى إليه – بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم.

س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
علم التصريف يفيد المفسّر فوائد جليلة منها :
• أولا: معرفة أوجه المعاني التي تتصرّف بها الكلمة، وفائدة اختيار تلك التصاريف.
• ثانيا: معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
_ مثال ذلك: ما روي عن السلف في معنى {قُبلا}
القول الأول: {قُبُلا} أي : معاينة، وهذا القول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق معاوية بن صالح عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس.
_ وتخريجه: أنّ القُبُل بمعنى المقابِل ؛ والمقابل معاين لمن قابله، كما تقول: لقيتُه قُبُلاً: أي: مواجهة ، ومنه قوله تعالى: {قُدّ من قُبُل}، وقوله تعالى: {أو يأتيهم العذاب قُبُلا}.
ويرجّح هذا المعنى قراءة من قرأ: {وحشرنا عليهم كلّ شيء قِبَلا}.
والقول الثاني: {قبلا} أي: أفواجاً ، رواه ابن جرير عن مجاهد.
وتخريجه أنَّ {قبلا} جمع قبيل، كرغيف ورُغُف، والقبيل: الجماعة الكثيرة من صنف واحد، أي ُحشروا عليهم أفواجاً كل فوج قبيل
القول الثالث: {قُبلا} أي: كفلاء، وهذا القول اختاره الفراء.
وتخريجه أنَّ {قبلا} جمع قبيل بمعنى كفيل، ومنه قوله تعالى: {أو يأتي بالله والملائكة قبيلا} أي: كفلاء وضمناء.
• ثالثا: أنّه يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسّرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.
ومثال ذلك: تفسير قوله تعالى:" عم يتساءلون"
" أي أن المشركينَ يتساءلونَ الرَّسولَ والمؤمنينَ؛ فيقدّر أصحاب هذا القول للكلام مفعولاً محذوفاً."
وهذا القول ذكره الزمخشري، الرازي، والبيضاوي، والنسفي، وابن عادل الحنبلي وغيرهم.
وأتى بعدهم أبو السعود فقال: أن هذا القول مبناه على أنّ الفعل "يتساءلون" متعدّ لإفادة تكرر وقوع السؤال منهم، وأنّ المفعول محذوف تقديره: يتساءلون الرسولَ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
_ وقواعد التصريف تدلّ على خطأ هذا القول من وجهين:
_ الوجه الأول: أنّ "تساءل" على وزن "تفاعَل" – وفيه تفصيل-
_ والوجه الثاني: أنّ "تساءَل" قبول دخول تاء التفاعل عليها "ساءل"، و"ساءَل" فعلٌ متعدٍّ، والفعل المتعدّي قبل دخول تاء التفاعل عليه منه ما يتعدّى إلى مفعولين، ومنه ما يتعدّى إلى مفعول واحد. – وفيه تفصيل-.
خلاصة المعنى أن علم التصريف مهم في مثل الحالة السابقة في ردّ أوجه التفسير الخاطئة.

س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
أنواع الاشتقاق:
 الاشتقاق الصغير: يكون فيه الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين
كاشتقاق "المسحَّر" من السَّحر" واشتقاق "مرداس" من الردس.
 الاشتقاق الكبير: وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في "فسر" و"سفر"، و"فقر" و"قفر".

 الاشتقاق الأكبر: وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها ومنها:
- الاختلاف في الحرف الأخير: نفذ، ونفث، ونفر وكلها تدلّ على مطلق خروج وانبعاث.
- الاختلاف في الحرف الأول، نحو: همز، ولمز، وكلها تدلّ حركة وخفة.
- الاختلاف في الحرف الأوسط: نحو: نعق، ونغق، ونهق، ويجمعها أنها تدلّ على تصويت.
- اختلاف لغتان عن العرب في نطقها مع اتحاد المعنى كما اختلفوا: في الصاعقة والصاقعة، وجذب وجبذ، ومشوذ ومشمذ وهي العمامة.
 الاشتقاق الكُبّار : وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 ذو القعدة 1441هـ/21-06-2020م, 12:12 AM
عطاء طلعت عطاء طلعت غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 90
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
اختلاف القراءات على نوعين:
الأول: ما ليس له أثر على المعنى، يعنى به القراء لضبط القراءات، وكذلك أهل النحو والصرف يعتنون به لتعلقه بمسائل النحو والصرف.
ومثاله: قوله تعالى: (الصراط) فقرئت بالصاد والسين وإشمام الزاي، ومن قرأ بالسين حجته أنه جاء على أصل الكلمة.
ومن قرأ بالصاد حجته تطابق صفات الحروف حيث أنها تؤاخي السين في الهمس والصفير وتؤاخي الطاء في الإطباق حيث أن صفة السين مهموسة، وصفة الطاء مجهورة.
ومن أشم الزاي حجته أيضاً صفات الحروف فهي تؤاخي السين في الصفير، والطاء في الجهر.
النوع الثاني: ما له أثر على المعنى التفسيري من حيث اختلاف حروف الكلمات، وبعض الحركات التي تؤثر على المعنى، وهو محط عناية أهل التفسير وذلك لأنه يوضح المراد من معنى الآية، ويضفي جمالات تفسيرية على المعنى، ويوسع المعنى المراد، ويزيل الإشكالات التي تلتبس لدى القارئ.
مثاله: قوله تعالى: (حتى يطهرن) بفتح الطاء المشددة والهاء المشددة ، وبسكون الطاء وضم الهاء مخففة، ولكل منهم معنى في التفسير مما كثر المعاني المراد من الآية فمن قرأ بالتشديد أراد الأصل (يتطهرن) والتطهر يكون بالماء ومن قرأ بالتخفيف أراد طهارة المحل وهو حين يطهرن من دم المحيض إذا انقطع، وجائز المعنى الطهر التام بالماء بعد انقطاع الدم.
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
أهمية التفسير البياني:
1- إبراز حسن الجمال البياني الذي يتمثل في نظم الآيات، وإدراك وجوه التناسق بين اللفظ والنظم والمعنى.
2- يبرز بلاغة القرآن وأسلوب نظمه البديع، ولطائف العبارة والإشارة.
3- يبين المعاني المرادة من الآيات، ويزيل اللبس والإشكال عنها.
4- يعين على الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار الأرجح منها على الآخر.
5- يعين على استخراج مقاصد الآيات.
وينبغي على من يسلك التفسير البياني الاحتراز عما تكلم به أهل البدع والأهواء في تقرير بدعهم، وعدم الجزم على المعنى بدون دليل أو قرينة تدل عليه سوى التأمل والاجتهاد بما يوافق النص، وعدم ليّ عنق الآيات والتكلف في فهمها لتوافق المذهب والعقيدة، وعدم مخالفة الإجماع أو النص الصحيح.
وممن اهتم بهذا العلم من المفسرين: الزمخشري، والرازي، والألوسي، وابن عاشور، وأبو السعود، ولشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم كلام حسن في هذا النوع متفرق في كتبهم.
وممن أفرد التصنيف في هذا النوع: ابن قتيبة، وابن المنادَى، والخطيب الإسكافي، وعبد القاهر الجرجاني، وابن جماعة، وابن ريان، وغيرهم.
س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
يتضح اختلاف العلماء في الوقف والابتداء من خلال اختلافهم في الوقف بناء على التفسير، ومثال اختلافهم في الوقف: قوله تعالى: (فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض) فإذا وصل القارئ أفاد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وإذا وقف على (عليهم) وابتدأ (أربعين سنة..) أفاد تعلق التوقيت بالتيه، ويكون التحريم مؤبد عليهم.
والراجح أن التحريم عام على المعنيين، فهي محرمة عليهم أربعين سنة بعدم دخولها خوفاً من الجبارين ولعصيانهم أمر الله، وحالهم تائهين في الأرض في هذه المدة، وجائز أن يكون جميع من عُنوا بالتحريم ماتوا في زمن التيه.
س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
علم الصرف من العلوم المهمة للمفسر، وهو علم يتعلق ببنية الكلمة، وتمييز حروفها الأصلية، وما يلحقها من زيادات، وإعلال، وحذف لتفيد معانٍ أخرى لها باختلاف صيغتها حيث تكشف له الكثير من المعاني والأوجه التفسيرية، وهو يفيد المفسر فوائد جليلة منها:
1- معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن الكريم على غيرها.
2- معرفة التخريج اللغوي لأقوال السلف في التفسير.
ومثاله: تفسيرات السلف في قوله تعالى: (أو يأتيهم العذاب قبلاً) جاءت على ثلاثة أقوال:
القول الأول: معاينة، بناء على أن القُبُل من "قابل" فيكون بمعنى المقابل؛ والمقابل معاين لمن قابله، كما تقول: لقيتُه قُبُلاً: أي: مواجهة.
القول الثاني: أفواجا، بناء على أن القُبُل جمع قبيل، كرغيف ورُغُف، والقبيل: الجماعة الكثيرة من صنف واحد.
القول الثالث: كفلاء، بناء على أن القبيل بمعنى كفيل، ومنه قوله تعالى: (أو يأتي بالله والملائكة قبيلا) أي: كفلاء وضمناء.
والتحقيق أنّ هذه المعاني كلها صحيحة، ودلالة الآية تسعها كلها.
3- معرفة علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصح عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.
ومثاله: معنى مسنون في قوله تعالى: (من حمأ مسنون) حيث ورد عن معمر بأنه المنتن وهو من أسن الماء إذا تغير، فرده ابن عطية وعقب عليه بأن التصريف يرد ما صار إليه في بيان المعنى فلا يصاغ من الفعل الثلاثي اللازم "أسن" اسم مفعول، فلا يقال من "أسن" مسنون.
ثم بين أن المعنى الذي يترتب في "مسنون" محكوك من معنى المُسَنّ والسنان ومنه قولهم: سَنَنْتُ السّكينَ وسننت الحجر والمراد: إذا أحكمت تمليسه بالسّن.
وإما يكون بمعنى المصبوب، تقول: سننت التراب والماء إذا صببته شيئا بعد شيء، ويحتمل ما قاله الخليل بن أحمد بأن " المسنون: بمعنى " المصوّر" من قول العرب: سنَّ الشيء إذا صوَّره، والمصوَّر: مسنون.
وهذه الأقوال صحيحة من جهة التصريف، واللفظ يحتملها من غير تعارض.
س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
الاشتقاق هو انتزاع لفظة من لفظة أخرى تشاركها في أصل المعنى والحروف الأصلية؛ وتخالفها باختلاف الصيغة، وأنواعه كالتالي:
الأول: الاشتقاق الصغير ويطلق عليه عند البعض "الاشتقاق الأصغر"، وهو معروف عند العلماء المتقدمين؛ كاشتقاق "المسحَّر" من السَّحر" و"مرداس" من الردس، وهكذا، ويلحظ فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين.
الثاني: الاشتقاق الكبير وسماه بعض أهل العلم "الاشتقاق الأكبر"، وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في "فسر" و"سفر"، و"فقر" و"قفر" وهكذا.
وسماه شيخ الإسلام ابن تيمية بالاشتقاق الأوسط.
الثالث: الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم الكُبار" وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها فقد يكون الاختلاف في الحرف الأخير مثل : نفث، ونفر، ونفح، ونفخ ونفج، ونحوه وكلها تدل على الخروج والانبعاث.
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول، نحو: همز، ولمز، وغمز، وجمز، ورمز، وكلها تدلّ حركة وخفة.
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط: نحو: نعق، ونغق، ونهق، وكلها تدل على تصويت.
الرابع: الاشتقاق الكُبّار ، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله"، والتهليل من "لا إله إلا الله" وهكذا.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 ذو القعدة 1441هـ/21-06-2020م, 01:43 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

المجموعة الثانية ⚪


1⃣. - اذكر فوائد معرفة علم توجيه القراءات للمفسر مع الثمتيل.

ج 1 - علم توجيه القراءات علم شريف محل عناية ثلاث طبقات. ، مفسرين ، قراء ، لغويين
اختلاف القراءات على نوعين اثنين : ماله تأثير على المعنى وما ليس له تأثير على المعني
فأما الذي *ليس له تأثير على المعنى* : هذا يُعنى به القرّاء. لضبط القراءات ،. ويُعنى به طائفة من النحويين
والصرفيين لاتصاله بمسائل النحو والصرف
-أما *ماله تأثير على المعنى* : فهذا محل عناية المفسرين ، ونجد له أمثلة وفيرة في كتب التفسير
واللغة ومصنفات توجيه القراءات .
علم توجيه القراءات يعتمد على مجموعة من علوم اللغة ، و لما كانت مسائله لغرض توجيه القراءات
كانت مصنفاته مفردة مختصة ، وهذا يسهل على المفسر العودة إلى هذه المصنفات والكشف
عن أوجه التفسير ومعرفة أسباب اختلاف أقوال المفسرين و التعرف على بعض الفروق الدقيقة بين
القراءات المتشابهة
ولنمثل على فائدة هذا العلم للمفسر نسوق هذا المثال :
قوله تعالى : { حتى يطهرن } قال أبو منصور الأزهري :
قرأها عاصم وحمزة والكسائي بتشديد الطاء والهاء { حتى يتطّهّرن } وقرأها الباقون مخففا { حتى يطهرن }
قال أبو منصور : من قرأ بالتشديد. وأصله يتطهرن والتطهّر يكون بالماء ، وأما معنى القراءة على التخفيف :
يطهرن من دم الحيض لانقطاعه ، و جاز بهذه القراءة آيضا أن يكون المعنى ، إفادة الطهر التام بالماء لانقطاع الحيض .


2⃣ - دلل على حسن بيان القرآن. في اختيار بعض ألفاظ القرآن على. بعض

ج 2 - قال عز من قائل : { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، لا يأتون بمثله ،ولو كان
بعضهم لبعض ظهيرا }. وإنما كان هذا العجز عن الإتيان بمثله لأمور وأمور ، أمور في حكمه وشرعه وحكمته وقويم عدله ، ولعظيم دلالته على الرب خالقا مالكا وإلها مستحقا للعبادة وحده دون سواه ، ولكمال بيانه
وجلي خطابه وجلال ألفاظه وكريم معانيه ، وما أجمل مقالة *ابن عطية * :

⚪ كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد ⚪
وإنما جاء هذا من وجهين اثنين :

- قدرة الله المطلقة على كل شئ ، ومنها بلوغ الغاية في حسن البيان بما لا طاقة للخلق عليه
ولو تظاهروا وكمّل بعضهم بعضا ، كما لا مثال بين نور الشمس وبصيص المصباح

- سعة علم الله تعالى وشمول إحاطته بالألفاظ وأوجه استعمالاتها وأنواع دلالتها ، فهو سبحانه
لايحتاج إلى تذكر وموازنة وتحقق هي من شأن المخلوق الضعيف القاصر ، فكل ما ذُكر
في كتاب. الله تعالى فهو عن علم وكل ما لم يُذكر فهو عن علم ، كما قال سبحانه :

{ ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم } ، وَمِمَّا اختاره العلماء من هذه اللطائف اللفظية القرانية :

تلك المقارنة بين لفظتي * أكبر و أشد *في قوله تعالى :

{ والفتنة أشد من القتل} وقوله عز من قائل : { والفتنة أكبر من القتل }

ففي سياق الأية الاولى والذي جاء بلفظ * أشد* وصفا للفتنة ، كانت الأيات تحث قوما مؤمنين

على ألا يختاروا القعود عن قتال الكفار ضناً بأنفسهم عن القتل ، فنكوصهم عن الجهاد أشد لهم

ضرراً وأسوأ عاقبةً من القتل ، فلا مصيبة تعدل الفتنة في الدين ، ولا سلامة تعدل الثبات عليه .

بينما جاءت اللفظة في سياق الأية الثانية بعد وأيات كان الخطاب فيها يُعدد رأثام قوم كفار

تتابعوا في أثامٍ كبار ، فيقرر أن أكبرها هو الصد وعن سبيل الله والكفر به وإخراج أهل الإيمان من

من مكة بلد البيت الحرام .

- من قديم اعتنى وعُني بهذا النوع من تتبع اللطائف البيانية القرآنية الكثير من المفسرين

كالزمخشري والرازي وأبو السعود ووالآلوسي وا بن عاشور ، وعلى مافي هذه التصانيف

من لطائف ودقائق كثيرة ، إلا أنه لابد في المقابل من التنبه إلى مافيها من مخالفات عقدية

وتأويل للصفات على غير جادة أهل السنة والسلف الصالح

- ابن قتيبة و ابن المنادي والخطيب الأسكافي وَعَبَد القاهر الجرجاني وغيرهم من العلماء

يعدون ممن أفرد بالتصنيف في هذا النوع من التفسير اللغوي للقرآن الكريم ، وسنجد لشيخ الإسلام

ابن تيمية وتلميذه ابن القيم كلاما حسنا كثيرا في هذا المعنى مبثوث متفرق في كتبهم.




3⃣ س - تحدث بإيجاز عّن مناهج العلماء في الوقوف ، وهل يدخلها الإجتهاد ؟ ،

ج - وضع والعلماء مناهج في تقسيم الوقوف وعد مراتبه واجتهدوا في تسميتها ، ومع اختلافهم في تسمية تلك

المراتب ووتفصيل حدودها اختلافا بينا كبيرا ، الإ أنهم تقاربوا في أصول أحكامها :

◻ - ابن الأنباري قسم * الوقوف* إلى : تام - وكاف - وقبيح

◻ - أبو عمرو الداني قسم الوقوف. إلى : تام مختار - كاف جائز- صالح مفهوم - قبيح متروك

◻ - ابن الطحان وعلم الدين السخاوي قسما الوقوف إلى : تام - كاف - حسن- قبيح

◻ - السجاوندي قسم الوقوف إلى : لازم - مطلق- جائز- مجوّز لوجه- مرخَّص ضرورة- قبيح

◻ ابن الفرّحان قسم الوقوف إلى : اضطراري - واختياري ، ثم قسم الإختياري إلى :

تام - ناقص- أنقص

◻ - الأشموني قسم الوقوف إلى : تام- أتم- كاف- أكفى- حسن- أحسن- صالح- أصلح

قبيح - أقبح

◻ - ابن الجزري الإمام المعروف في علم القراءات قرر قائلا :
الوقف ينقسم إلى : اختياري - اضطراري
الإختياري ينقسم إلى : التام - الكافي- الحسن-

- اجتهاد العلماء في مسائل الوقوف مختلف ،. وهو كثير لتوسعهم في الغالب في ما يحتمله الإعراب
من غير نظر في التفسير ، و هذا أوقع بعضهم في أخطاء كثيرة

- المراد بالوجوب في الوقف هو * الوجوب الأدائي*. وليس الوجوب الذي يأثم مخالفه، ولكن يأثم
من تعمد وقصد الوقف القبيح والإبتداء القبيح




4⃣ - ماهو علم الصرف ، وهل له أثر في علم التفسير ؟

ج - جاءت التسمية ، *علم الصرف * لتصريف الكلمة المفردة وتوليد ألفاظ ومعان أخرى منها ، فتصرف
إلى الفعل. ، مضارعا وأمرا ولاسم الفاعل والمصدر وصيغ المبالغة وزيادة المبالغة وللجمع المذكر والمؤنث
والمفعول وللتفاعل بين أثنين ولاسم المرة ولاسم الهيئة ، وللمثنى وجمع الجمع وجمع القلة وللتصغير ، وغيرها
من أوجه تصريف الكلمة على معانٍ وتراكيب مفيدة متباينة
و ما ذاك إلا لأنه علم متعلق ببنية (الكلمة) وتمييز حروفها الأصلية وما يلحقها من زيادة وإعلال وقلب وإبدال
وحذف وتغيير بالحركات والحروف ،لتفيد معانٍ لها اتصال بأصل الكلمة وتختلف باختلاف الصيغة
ثم إن مسائل الصرف منها ما اتفق *الصرفيون* عليها ومنها ما اختلفوا فيها ، غير أن ما اتفقوا عليه
صار حجة يخطئ من خالفه .

- يحتاج المفسر لهذا العلم كما يحتاج علوما أخرى. ، وذلك لأن علم الصرف كما يقول بدر الدين الزركشي:
( أن العلم به أهم من معرفة النحو في تعرف اللغة ، لأن التصريف نظر في ذات الكلمة والنحو نظر
في عوارضها ، وهو من العلوم التى يحتاجها المفسر )
فهو يفيد في 🔷 - معرفة أوجه المعاني التى تتصرف بها الكلمة وسبب اختيار تلك التصاريف في القرآن الكريم وغيره

🔷 - معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال المفسرين من السلف

🔷 - الكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير لمفسرين جاءوا بعد زمن الإحتجاج ، أو مما يروى
عن الصحابة والتابعين الذين عاصروا زمن الإحتجاج ، بأسانيد لا تصح .



5⃣ - بين فوائد علم الإشتقاق للمفسر

ج - لما كان الإشتقاق يُبين أصل الكلمة و أوجه تصريفها ويوضح معناها ، كانت فوائده للمفسر جلية متعددة
فهاهو * ابن عباس* رضي الله عنهما ، يخبرنا أنه ما درى ما { فاطر السموات والأرض } حتى اختصم
إليه أعربيان في بئر ، فقال أحداهما : يا أبا العباس بئري أنا فطرتها ، فيقول: خذها يا مجاهد { فاطر السموات والإرض}

وهذا * إبراهيم النخعي* يفسر قوله تعالى : { اتخذوا هذا القرآن مهجورا } قائلا:
قالوا فيه غير الحق ، ألا ترى المريض إذا تكلم بغير عقل قيل : إنه ليهجر
وقد ذهب في قوله هذا رحمه الله إلى اشتقاق المهجور من هُجر القول أي : هذيانه وسيئه ، فقد قال الكفار
عن القرآن ، هو سحر وإفك مفترى وأساطير الأولين
هذا وجه في معنى الأية مع الوجوه الأخرى .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 1 ذو القعدة 1441هـ/21-06-2020م, 05:07 AM
عبير الغامدي عبير الغامدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 429
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
اختلاف القراءات نوعين:
١- ماليس له أثر على المعنى : ويكون لضبط القراءات ويعتني به النحويون لاتصاله بالنحو والصرف٠ مثل: قوله تعالى: (مالك يوم الدين) فبإثبات الألف
أي أن الملك داخل تحت المالك كقوله تعالى:(قل اللهم مالك الملك).
وبحذف الألف معناه: أن الملك أخص من المالك وأمدح لأن كل ملك مالك؛وليس كل مالك ملك٠
الملك ذو الملك الكامل والسلطان ؛
وإضافة الملك ليوم الدين تفيد الاختصاص أي أن كل ملك في ذلك اليوم لله (لمن الملك اليوم )
والمالك هو الذي يملك كل شيء يوم الدين ويتفرد بالملك التام (يوم لاتملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله).
وكلا الصفتين فيها تمجيد لله وكمال
ومثل (يطهرن) بالتخفيف أي: انقطع الدم؛ و(يطهرن)بالتشديد :أي بالماء٠
٢- ما له أثر على المعنى: ويعتني به المفسرون ؛ وهذا العلم يعتمد على العلوم اللغوية، ويعين المفسر على التعرف على أوجه التفسير ؛ وأسباب اختلاف المفسرين ، والفرق بين القراءات المتشابهة٠
مثل: الصراط؛ قرئت : بالسين على أصل الكلمة؛ وبالصاد بالابدال؛ وبالزاي على الاشمام لأنها من حروف الصفير كالسين؛ ومن حروف الجهر كالطاء٠

س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
أهمية التفسير البياني:
هذا التفسير يكشف عن حسن بيان الألفاظ ؛ وحكم اختيار بعض الألفاظ؛ والتشبيه والتمثيل،والتقديم والتأخير،
والتعريف والتنكير، وغيرها٠
وكلام العلماء كثير في هذا الباب ويتفاضلون فيه، ومن فوائده:
⬅️قدرة الله تعالى وإحاطته بكل شي حيث جعل هذا القرآن حسن البيان لايستطيع أحد الإتيان بمثله٠
⬅️سعة علم الله وإحاطته بجميع الألفاظ ودلالة الألفاظ ؛ قال تعالى: (ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يوقنون).
مثال: قوله تعالى:(والفتنة أشد من القتل)
فيها حث للمؤمنين على القتال، (والفتنة أكبر من القتل) أن الشرك أكبر إثما من قتلكم المؤمنين٠
فوائد التفسير البياني:
١- الكشف عن المعاني المرادة٠
٢- الترجيح بين الأقوال واختيار الراجح٠

احترازات هذا المسلك:
١- الحذر من مايذكر في هذه التفاسير ممايخالف صحيح الاعتقاد وتأويل بعض الصفات٠
٢- مافيه من التكلف٠
مثل : تفسير الزمخشري والرازي وغيرهم٠
٣- الجزم بمالادليل عليه سوى التأمل والذوق والاجتهاد٠

حكم التفسير البياني:
١-منه ماهو ظاهر الدلالة والحجة٠
٢- منه ماهو محل نظر ولايجزم بثبوته أو نفيه٠
٣- منه ماهو خطأ لمخالفته للنص أوإجماع٠

تنبيهات:
١- من المتأخرين من يخطئ في هذا التفسير ويرمون السلف بالجهل بأساليب البيان ؛ ويردون بعض أصول الاعتقاد السلفي ؛ كأهل البدع والأهواء٠
كتفسير الزمخشري لحملة العرش بعدم رؤية الله تعالى؛ ووصفه أهل السنة بالمجسمة٠

س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير أنه يؤثر في فهم المعنى٠

سبب اختلاف العلماء في الوقف والابتداء:
١- لاختلافهم في فهم المعنى؛
٢- اختلاف ترجيحاتهم في الأقوال٠
مثل: اختلافهم في الوقف في قوله تعالى:(فإنها محرمة عليهم أربعين سنة)
الوصل: معناها زمن التحريم عليهم أربعين سنة٠
الوقف على عليهم: تعلق توقيت الزمن بالتيه ؛فالتحريم مؤبد وزمن التيه أربعين سنة٠
والراجح: أن التحريم على المعنيين في الآية٠
ومثل الوقف على: (قال لاتثريب عليكم اليوم) إذا وقف على اليوم معناه: دعاء يوسف لإخوته٠وهو الراجح٠
وإذا وقف على عليكم وبدأ :اليوم يغفر الله لكم معناه: خبر من يوسف بأن الله غفر لهم ذلك اليوم٠

تنبيه: يدخل في هذا الباب كثيرا الاجتهاد؛ فمن نظر إلى المعاني اللغوية دون الرجوع إلى أقوال المفسرين ؛ فقد يخطئ كثيرا مثل المتصوفة٠
والله أعلم

س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
١- معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة وفائدتها في القرآن الكريم٠
٢- معرفة التخريج اللغوي لأقوال السلف في التفسير٠
٣- كشف علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير٠
مثال: قوله تعالى(يتساءلون)
اختلف المفسرون في معناها على ثلاثة أقوال:
١- يسأل بعضهم بعضا٠
٢- يتحدثون٠
٣- المشركين يتساءلون الرسول والمؤمنين٠
القول الأخير خطأ في قواعد الصرف لعدة أسباب:
أن تساءل على وزن (تفاعل) معناها:
١- إفادة وقوع الفعل من الطرفين على جهة التقابل مثل: تراءى الجمعان٠
٢- إفادة وقوع الفعل من متعدد في طرف واحد على مفعول واحد: تراءوا الهلال٠
٣- إفادة وقوع الفعل من متقابلين على مفعول مشترك ٠ مثل:( تنازعا الحديث).
٤- إفادة وقوع الفعل من الفاعل:(تعالى الله).
٥- إفادة تكرر وقوع الفعل من فاعل واحد (تمارى).
٦-تدرج وقوع الفعل٠(تعافى المريض).
٧- خلاف الحقيقة( تمارض).
٨-مطاوعة فاعل بمعنى أفعل٠ناولته فتناول٠
٩- تفاعل بمعنى فعل: توانى٠ فيه خلاف٠
٢- تساءل فعل قبل دخول تاء الفاعل عليه؛ والفعل متعدي إلى مفعول أو مفعولين٠
والفعل يتساءل متعدي إلى مفعول واحد٠
ومعناه:يسأل بعضهم بعضا ٠الجمهور٠
وقول الزمخشري مخالف٠

س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
١- الاشتقاق الصغير٠مثل: المسحر مشتق من السحر ⬅️ يسمى الأصغر٠
٢- الاشتقاق الكبير ٠أن يتناسب المعنى ويختلف ترتيب الحروف مثل: (فسر؛سفر)⬅️يسمى: الأكبر٠
٣- الاشتقاق الأكبر ⬅️يسمى:الكبار٠
ترتيب أكثر الحروف واختلاف واحد منها٠(نفذ؛ نفث).
٤- الاشتقاق الكبار: اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارا٠ ⬅️النحت٠
مثل: اشتقاق البسملة من: بسم الله٠
والله أعلم٠

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 1 ذو القعدة 1441هـ/21-06-2020م, 05:15 AM
عبير الغامدي عبير الغامدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 429
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟

اختلاف القراءات نوعين:
١- ماليس له أثر على المعنى : ويكون لضبط القراءات ويعتني به النحويون لاتصاله بالنحو والصرف٠ مثل: قوله تعالى: (مالك يوم الدين) فبإثبات الألف
أي أن الملك داخل تحت المالك كقوله تعالى:(قل اللهم مالك الملك).
وبحذف الألف معناه: أن الملك أخص من المالك وأمدح لأن كل ملك مالك؛وليس كل مالك ملك٠
الملك ذو الملك الكامل والسلطان ؛
وإضافة الملك ليوم الدين تفيد الاختصاص أي أن كل ملك في ذلك اليوم لله (لمن الملك اليوم )
والمالك هو الذي يملك كل شيء يوم الدين ويتفرد بالملك التام (يوم لاتملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله).
وكلا الصفتين فيها تمجيد لله وكمال
ومثل (يطهرن) بالتخفيف أي: انقطع الدم؛ و(يطهرن)بالتشديد :أي بالماء٠
٢- ما له أثر على المعنى: ويعتني به المفسرون ؛ وهذا العلم يعتمد على العلوم اللغوية، ويعين المفسر على التعرف على أوجه التفسير ؛ وأسباب اختلاف المفسرين ، والفرق بين القراءات المتشابهة٠
مثل: الصراط؛ قرئت : بالسين على أصل الكلمة؛ وبالصاد بالابدال؛ وبالزاي على الاشمام لأنها من حروف الصفير كالسين؛ ومن حروف الجهر كالطاء٠

س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
أهمية التفسير البياني:
هذا التفسير يكشف عن حسن بيان الألفاظ ؛ وحكم اختيار بعض الألفاظ؛ والتشبيه والتمثيل،والتقديم والتأخير،
والتعريف والتنكير، وغيرها٠
وكلام العلماء كثير في هذا الباب ويتفاضلون فيه، ومن فوائده:
⬅️قدرة الله تعالى وإحاطته بكل شي حيث جعل هذا القرآن حسن البيان لايستطيع أحد الإتيان بمثله٠
⬅️سعة علم الله وإحاطته بجميع الألفاظ ودلالة الألفاظ ؛ قال تعالى: (ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يوقنون).
مثال: قوله تعالى:(والفتنة أشد من القتل)
فيها حث للمؤمنين على القتال، (والفتنة أكبر من القتل) أن الشرك أكبر إثما من قتلكم المؤمنين٠
فوائد التفسير البياني:
١- الكشف عن المعاني المرادة٠
٢- الترجيح بين الأقوال واختيار الراجح٠

احترازات هذا المسلك:
١- الحذر من مايذكر في هذه التفاسير ممايخالف صحيح الاعتقاد وتأويل بعض الصفات٠
٢- مافيه من التكلف٠
مثل : تفسير الزمخشري والرازي وغيرهم٠
٣- الجزم بمالادليل عليه سوى التأمل والذوق والاجتهاد٠

حكم التفسير البياني
:
١-منه ماهو ظاهر الدلالة والحجة٠
٢- منه ماهو محل نظر ولايجزم بثبوته أو نفيه٠
٣- منه ماهو خطأ لمخالفته للنص أوإجماع٠

تنبيهات:
١- من المتأخرين من يخطئ في هذا التفسير ويرمون السلف بالجهل بأساليب البيان ؛ ويردون بعض أصول الاعتقاد السلفي ؛ كأهل البدع والأهواء٠
كتفسير الزمخشري لحملة العرش بعدم رؤية الله تعالى؛ ووصفه أهل السنة بالمجسمة٠

س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير
.
أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير أنه يؤثر في فهم المعنى٠

سبب اختلاف العلماء في الوقف والابتداء
:
١- لاختلافهم في فهم المعنى؛
٢- اختلاف ترجيحاتهم في الأقوال٠
مثل: اختلافهم في الوقف في قوله تعالى:(فإنها محرمة عليهم أربعين سنة)
الوصل: معناها زمن التحريم عليهم أربعين سنة٠
الوقف على عليهم: تعلق توقيت الزمن بالتيه ؛فالتحريم مؤبد وزمن التيه أربعين سنة٠
والراجح: أن التحريم على المعنيين في الآية٠
ومثل الوقف على: (قال لاتثريب عليكم اليوم) إذا وقف على اليوم معناه: دعاء يوسف لإخوته٠وهو الراجح٠
وإذا وقف على عليكم وبدأ :اليوم يغفر الله لكم معناه: خبر من يوسف بأن الله غفر لهم ذلك اليوم٠

تنبيه: يدخل في هذا الباب كثيرا الاجتهاد؛ فمن نظر إلى المعاني اللغوية دون الرجوع إلى أقوال المفسرين ؛ فقد يخطئ كثيرا مثل المتصوفة٠
والله أعلم

س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
١- معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة وفائدتها في القرآن الكريم٠
٢- معرفة التخريج اللغوي لأقوال السلف في التفسير٠
٣- كشف علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير٠
مثال: قوله تعالى(يتساءلون)
اختلف المفسرون في معناها على ثلاثة أقوال:
١- يسأل بعضهم بعضا٠
٢- يتحدثون٠
٣- المشركين يتساءلون الرسول والمؤمنين٠
القول الأخير خطأ في قواعد الصرف لعدة أسباب:
أن تساءل على وزن (تفاعل) معناها:
١- إفادة وقوع الفعل من الطرفين على جهة التقابل مثل: تراءى الجمعان٠
٢- إفادة وقوع الفعل من متعدد في طرف واحد على مفعول واحد: تراءوا الهلال٠
٣- إفادة وقوع الفعل من متقابلين على مفعول مشترك ٠ مثل:( تنازعا الحديث).
٤- إفادة وقوع الفعل من الفاعل:(تعالى الله).
٥- إفادة تكرر وقوع الفعل من فاعل واحد (تمارى).
٦-تدرج وقوع الفعل٠(تعافى المريض).
٧- خلاف الحقيقة( تمارض).
٨-مطاوعة فاعل بمعنى أفعل٠ناولته فتناول٠
٩- تفاعل بمعنى فعل: توانى٠ فيه خلاف٠
٢- تساءل فعل قبل دخول تاء الفاعل عليه؛ والفعل متعدي إلى مفعول أو مفعولين٠
والفعل يتساءل متعدي إلى مفعول واحد٠
ومعناه:يسأل بعضهم بعضا ٠الجمهور٠
وقول الزمخشري مخالف٠

س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق
.
١- الاشتقاق الصغير٠مثل: المسحر مشتق من السحر ⬅️ يسمى الأصغر٠
٢- الاشتقاق الكبير ٠أن يتناسب المعنى ويختلف ترتيب الحروف مثل: (فسر؛سفر)⬅️يسمى: الأكبر٠
٣- الاشتقاق الأكبر ⬅️يسمى:الكبار٠
ترتيب أكثر الحروف واختلاف واحد منها٠(نفذ؛ نفث).
٤- الاشتقاق الكبار: اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارا٠ ⬅️النحت٠
مثل: اشتقاق البسملة من: بسم الله٠
والله أعلم٠

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 3 ذو القعدة 1441هـ/23-06-2020م, 08:32 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

تقويم مجلس القسم الثالث من دروة طرق التفسير


بارك الله فيكم، يرجى التدريب على حسن صياغة الإجابة وعدم الاعتماد على النسخ.



المجموعة الأولى:


1: فروخ الأكبروف أ+


2: رفعة القحطاني أ+


3: هنادي الفحماوي أ+


4: براء القوقا أ+

5: عطاء طلعت أ+

6: عبير الغامدي أ+




المجموعة الثانية:


1: جيهان أدهم أ+


2: رولا بدوي أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س4/ س5: اعتني بحسن الصياغة، والتمثيل.


3: سعاد مختار أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س5: لو حددتِ الفوائد بوضوح لكان أتم.


المجموعة الثالثة:


1: إيمان جلال أ+




- وفقكم الله وسددكم -

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 8 ذو القعدة 1441هـ/28-06-2020م, 12:24 AM
سارة المري سارة المري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 125
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
اختلاف القراءات نوعان:
- اختلاف غير مؤثر في المعنى ( وهو الذي ينصب عليه اهتمام النحاة والصرفيون والقراء )
مثل اختلافهم في قراءة " الصراط " فمنهم من أثبت الصاد ومنهم من قرأها بالسين ومنهم بإشمام الزاي ، وكل ذلك لا أثر له في المعنى

- اختلاف مؤثر في المعنى ( وهو محل اهتمام المفسرين )
مثل الإختلاف في قراءة " حتى يطهُرن " فمن قرأها مخففه كان معناها يطهرن من دم الحيض أي بانقطاعه
اما من قرأها بتشديد الطاء والهاء ( يطّهّرن ) كان معناه التطهر من الحيض بالماء ، فترتب على اختلاف القراءة اختلاف المعنى

س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
من أهميته:
- أنه يظهر الاعجاز البياني الذي لايستطيع مخلوق مجاراته رغم بلوغه غاية الحسن ووضوحه فتتجلى قدرة الله في ذلك
- ويتبين من ذلك سعة علمه تعالى باختياره احسن الالفاظ من الكلمات ذات الدلالات الواحدة
- وبه يرفع الاشكال الحاصل في الاذهان فيتبين منه المقصد القرآني الصحيح
ومما ينبغي التحرز منه:
- عدم مخالفة تأويلاته لما تقرر عندنا من أصول التوحيد وصحيح الاعتقاد
- ويجب الا يخالف نصًا صحيحًا او اجماع حتى لا يكون تفسيره باطلًا

س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
للوقف والابتداء اساسات ينبغي التنبه لها فاختلاف مواضع الوقوف ينتج عنه معانٍ قد تقبح وقد تحسن فينبني على ذلك معانٍ قد لا تكون هي المرادة من الآية
فالوقف عند كلمة الصلاة في قوله تعالى " يا أيها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة" معنى قبيح جدًا حيث يظهر في معناه ما يخالف المقصد الإسلامي من وجوب إقامة الصلاة فهذا موضع لا ينبغي الوقوف عنده

س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
لهذا العلم فوائد جمة من أهمها:
- انه يبين تصاريف الكلمة وما يترتب عليها من معاني فيظهر المعنى القرآني
كما في قوله تعالى " عم يتساءلون " تعددت الاقوال في معناه تبعًا للاصل العائد له فمنهم من فسرها يسأل بعضهم بعضاً ومنهم من قال يتحدثون وهكذا
- وبه يُعرف تخريج بعض أقوال السلف ، كما في معنى قوله "قُبُلا"
فمن قال ان معناه معاين ( كابن عباس ) فتخريجه ان القبل بمعنى المقابل وهو المعاين لمن قابله
ومن قال ان معناه أفواجا ( كمجاهد ) لتخريجه ان القبل جمع قبيل وهم الجماعة الكثيرة ، وهكذا
- وبه يظهر مافي الاقوال التفسيرية الخاطئة من علل كون اغلبها غير مسند

س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
للاشتقاق أربعة أنواع:
- الاشتقاق الصغير ، وهو المعروف والذي يظهر فيه اتفاق ترتيب الحروف واختلاف الصيغ كـ ( المسحّر/ سحر )
- الاشتقاق الكبير ( الأوسط عند ابن تيمية ) ، وهو ما اتفقت في حروف اللفظة واختلف ترتيبها كـ( فقر /قفر )
- الاشتقاق الأكبر ( الكُبار ) وهو الاتفاق في ترتيب تاحروف ولكن يختلف فيها حرف سواء في أوله كـ( همز/لمز) أو وسطه (نعق/نهق) أو آخره (نفذ /نفد )
- الاشتقاق الكُبّار ، وهو اختصار كلمات بلفظة واحدة كاختصار ( لا حول ولا قوة الا بالله ) بالحوقلة ، فالحوقلة مشتقة من الجملة السابقة

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 9 ذو القعدة 1441هـ/29-06-2020م, 06:46 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

تابع تصحيح المتأخرات:


سارة المري ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س2: وأيضًا عدم الجزم بما لا دليل عليه سوى الذوق والتأمل والاجتهاد.
س3:الوقف القبيح ليس من مسائل الخلاف بين المفسرين؛ لأنه لا ينبني عليه تفسير،
والمطلوب في السؤال ذكر مثال للخلاف الجائز في الوقف وأثر ذلك في تنوع تفسير الآية.
خصم نصف درجة للتأخير.

.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 16 ذو الحجة 1441هـ/5-08-2020م, 01:17 AM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

مجلس المذاكرة الثالث لدروة طرق التفسير
القسم الثالث : [ من توجيه القراءات إلى الاشتقاق ]
المجموعة الثالثة

س1: ما هو الفرق بين السلف والخلف في تناولهم للتفسير البياني وضح بمثالٍ.
التفسير البياني هو الذي يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ، ولطائف عباراته ، وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعضٍ ، ودواعي الذكر والحذف ، ولطائف التشبيه والتمثيل ، والتقديم والتأخير ، والإظهار والإضمار ، والتعريف والتنكير ، والفصل والوصل ، واللف والنشر ، وتنوع معاني الأمر والنهي ، والحصر والقصر ، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وقد اختلف تناول السلف والخلف للتفسير البياني ، ويظهر ذلك في النقاط التالية :
1 - أنَّ السلف لم يكن منْ عادتهم التطويل في التفسير ، وإنما يستعملون التنبيه والإيجاز والإلماح إلى ما يعرف به المعنى.
2 - قد يكون في بعض اجتهادات الخلف ما يخطئون فيه ، مع تشنيعهم على السلف ، ورميهم بضعف التأمل والدراية بأساليب البيان ، ويكثر هذا من أهل البدع والأهواء ، ويتوصلون بذلك إلى رد بعض ما تقرر من مسائل الاعتقاد لدى أهل السنة والجماعة.
مثال ذلك : ما قاله الزمخشري ، وهو من أئمة المعتزلة ، في قوله تعالى : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به } ؛ أن معنى { يؤمنون به } أنَّ الملائكة من المؤكد أنهم مؤمنون بالله ، ولكن تخصيصهم بهذه الصفة هنا إنما هو لبيانِ فضل الإيمان وشرفه ، وليدلل على نفي صفة العلو لله واستواء الله تعالى على عرشه ، وأنهم يؤمنون بالغيب ولم يروا الله تعالى ، وادعى خطأ معتقد أهل السنة والجماعة أنَّ الله عال فوق خلقه مستو على عرشه.

س2: تحدث عنْ عناية علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء في القرآن.
اعتني القراء واللغويون عنايةً بالغةٍ بعلم الوقف والابتداء ، يتعلمونه مع القراءة ، ويعرفون أحكامه وأحواله وعلله وأسبابه ، لما لهذا العِلْمِ من أهمية في : معرفة معاني الأساليب ، وأوجه التفسير والإعراب ، والمقطوع والموصول ، ومواضع الوقف والسكت ، مع المعرفة الحسنة بأوجه القراءات ورسم المصاحف.
ولما فيه من تبيين معاني القرآن العظيم ، وتعريف مقاصده ، وإظهار فوائده ، وبه يتهيأ الغوص على درره وفرائده ، وقد اختار العلماء وأئمة القراء تبيين معاني كلام الله عز وجل وتكميل معانيه ، وجعلوا الوقف منبهاً على المعنى ، ومفصلاً بعضه عن بعض ، وبذلك تلذ التلاوة ، ويحصل الفهم والدراية ، ويتضح منهاج الهداية.
ولما فيه من إفادة القارئ بما يحسن به أداء المعنى عند قراءته ، ويفهم المراد ، ولأنه إذا أخطأ في الوقف أو الوصل أو الابتداء أوهم معنى غير صحيح.
فلأهمية وفوائد هذا العلم ؛ فلقد اعتني به العلماء ، فصنفوا فيه المصنفات ، واجتهدوا فيه غاية الاجتهاد ، فمن ذلك :
الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل لابن سعدان الضرير.
إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري.
القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس.
المكتفى في الوقف والابتداء لأبي عمرو الداني.
نظام الأداء لابن الطحان.
علل الوقوف لابن طيفور السجاوندي.
المرشِد للعماني.
الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي لأبي العلاء الهمذاني.
علَم الاهتداء لعلَم الدين السخاوي.
المقصد لتلخيص ما في المرشد لزكرياء الأنصاري.
منار الهدى للأشموني.
معالم الاهتداء للحصري.
وغير ذلك من المؤلفات.

س3: تحدث بإيجاز عن عناية العلماء بعلم الصرف.
علم الصرف : هو علم يتعلق ببنيه الكلمة ، وتمييز حروفها الأصلية وما يلحقها من زيادة وإعلال ، وقلب وإبدال ، وحذف وتغيير بالحركات والحروف لإفادة معان تتعلق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغها.
وهو من العلوم المهمة للمفسر ، حيث يكشف له كثيراً من المعاني والأوجه التفسيرية ، ويعرفه علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير ، ويعينه على التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
وقد صاحب عناية العلماء بعلم الصرف عنايتهم بعلم النحو ، حيث كان اللحن يقع فيهما ، والقياس جار عليهما ، لذلك كانت عامة كتب النحو حافلة بأبواب من علم الصرف.
ومن أوجُه عناية العلماء بعلم الصرف ؛ أن جعلوا موازين صرفية ، ومقاييس لغوية.
ومن أوجُه عناية العلماء بعلم الصرف ؛ كثرة تصانيفهم فيه ، فتارة يجمعونه في تصانيفهم في علم النحو ، وتارة يفردونه بالتأليف ، ومن هؤلاء :
الهمز لعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي.
التصريف ، والمقصودُ والممدود ، والمذكر والمؤنث ، جميعهم للفراء.
إصلاح المنطق ، والألفاظ ، والقلب والإبدال ، والمقصودُ والممدود ، جميعهم لابن السكيت.
الفصيح لثعلب.
وتتوالى التأليف في علم التصريف ، وكثرت فيه المؤلفات واشتهرت ، ومازال أهل العلم يعنون به شرحاً وتقريراً ، وتحريراً وتحبيراً.
ومن المفسرين الذين لهم عناية ظاهرة بعلم التصريف في تفاسيرهم : ابن عطية ، وكان كثيراً ما يعل بعض الأقوال بمخالفتها قواعد التصريف ، والطاهر ابن عاشور ، ومحمد الأمين الشنقيطي.
ولعلماء هذا العصر عناية حسنة بأحكام التصريف في القرآن ، فألفت المعاجم والموسوعات والكتب التعليمية المتخصصة في تصريف ألفاظ القرآن ، فمن كتبهم :
المعجم الصرفي لألفاظ القرآن الكريم ، لمحمد عبد الخالق عضمية.
البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف ، لمحمد بن سيدي بن الحبيب الشنقيطي.
الصرف التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم ، لمحمود سليمان ياقوت.

س4: ما هو الاشتقاق ؟ وما هي أنواعه ؟
الاشتقاق : هو انتزاع لفظة منْ لفظةٍ أخرى تشاركها في أصلِ المعنى والحروف الأصلية ، وتخالفها باختلافِ الصيغة.
وهو على أربعة أنواع :
النوع الأول : الاشتقاق الصغير أو الأصغر : يكون فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين.
مثاله : كاشتقاق المسحَّر من السِّحر.
النوع الثاني : الاشتقاق الكبير أو الأوسط : وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف ، فيتفق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها.
وهذا النوع قائم على النظر في استعمالات تقليبات الجذر ، ثم محاولة استخراج معنى كلي يجمعها.
مثاله : سفر وفسر ؛ أي : بمعنى الوضوح والظهور والبيان.
النوع الثالث : الاشتقاق الأكبر أو الكبار : وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف ، واختلافها في حرف منها.
وبهذا النوع وقع بعض أهل اللغة في تكلف كثير.
وهو ما يدخله اختلاف اللغات ، فيحكى عن المفردة لغتان عن العرب في نطقها مع اتحاد المعنى ، مثل : الصاعقة والصاقعة.
ومنه ما يختلف في كونه من اختلاف اللغات ، مثل : مدح ومده ، فقد قيل أنهما يحملان نفس المعنى ، وقيل أنَّ بينهما فرق بسيط بحيث يكون المده في نعت الجمال والهيئة ، والمدح يكون في كل شيء.
وقد يكون الاختلاف فيها بالحرف الأخير ، مثل : نفذ ، نفث ، نفر ، نفح ، نفخ ، نفج ، نفش ، نفل ، وكلها تدل على الخروج والانبعاث.
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول ، مثل : همز ، لمز ، غمز ، جمز ، رمز ، وتدل على حركة وخفة.
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط ، مثل : نعق ، نغق ، نهق ، فكلها تدل على تصويت.
النوع الرابع : الاشتقاق الكبّار : وهو اشتقاق لفظة منْ لفظتين أو أكثر اختصاراً ، ويعرف أيضاً بالنحت ، مثل : اشتقاق البسملة من ( بسم الله ) ، واشتقاق الحوقلة من ( لا حول ولا قوة إلا بالله ).

س5: بيّن مع التمثيل فائدة علم الاشتقاق للمفسّر.
علم الاشتقاق من العلوم المهمة للمفسر ، والتمكن منه يفتح للمفسر أبواباً من استخراج المعاني ، والتخريج اللغوي لأقوال المفسرين ، والجمع والترجيح ، والنقد والإعلال.
فتدرك بعلم الاشتقاق معاني الألفاظ ، ويعرف به أصل تلك المعاني وأوجه تصريفها ، وقد استعمله الصحابة والتابعون لهم بإحسان ومن بعدهم من مفسري السلف.
ومثالٌ لذلك : ما قاله مجاهد بن جبر : كان ابن عباس لا يدري ما { فاطر السموات } حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما : يا أبا عباس ، بئري أنا فطرتها ، فقال : خذها يا مجاهد ، { فاطر السموات }.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 16 ذو الحجة 1441هـ/5-08-2020م, 03:05 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أحمد صخر مشاهدة المشاركة
مجلس المذاكرة الثالث لدروة طرق التفسير
القسم الثالث : [ من توجيه القراءات إلى الاشتقاق ]
المجموعة الثالثة

س1: ما هو الفرق بين السلف والخلف في تناولهم للتفسير البياني وضح بمثالٍ.
التفسير البياني هو الذي يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ، ولطائف عباراته ، وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعضٍ ، ودواعي الذكر والحذف ، ولطائف التشبيه والتمثيل ، والتقديم والتأخير ، والإظهار والإضمار ، والتعريف والتنكير ، والفصل والوصل ، واللف والنشر ، وتنوع معاني الأمر والنهي ، والحصر والقصر ، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وقد اختلف تناول السلف والخلف للتفسير البياني ، ويظهر ذلك في النقاط التالية :
1 - أنَّ السلف لم يكن منْ عادتهم التطويل في التفسير ، وإنما يستعملون التنبيه والإيجاز والإلماح إلى ما يعرف به المعنى.
2 - قد يكون في بعض اجتهادات الخلف ما يخطئون فيه ، مع تشنيعهم على السلف ، ورميهم بضعف التأمل والدراية بأساليب البيان ، ويكثر هذا من أهل البدع والأهواء ، ويتوصلون بذلك إلى رد بعض ما تقرر من مسائل الاعتقاد لدى أهل السنة والجماعة.
مثال ذلك : ما قاله الزمخشري ، وهو من أئمة المعتزلة ، في قوله تعالى : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به } ؛ أن معنى { يؤمنون به } أنَّ الملائكة من المؤكد أنهم مؤمنون بالله ، ولكن تخصيصهم بهذه الصفة هنا إنما هو لبيانِ فضل الإيمان وشرفه ، وليدلل على نفي صفة العلو لله واستواء الله تعالى على عرشه ، وأنهم يؤمنون بالغيب ولم يروا الله تعالى ، وادعى خطأ معتقد أهل السنة والجماعة أنَّ الله عال فوق خلقه مستو على عرشه.

س2: تحدث عنْ عناية علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء في القرآن.
اعتني القراء واللغويون عنايةً بالغةٍ بعلم الوقف والابتداء ، يتعلمونه مع القراءة ، ويعرفون أحكامه وأحواله وعلله وأسبابه ، لما لهذا العِلْمِ من أهمية في : معرفة معاني الأساليب ، وأوجه التفسير والإعراب ، والمقطوع والموصول ، ومواضع الوقف والسكت ، مع المعرفة الحسنة بأوجه القراءات ورسم المصاحف.
ولما فيه من تبيين معاني القرآن العظيم ، وتعريف مقاصده ، وإظهار فوائده ، وبه يتهيأ الغوص على درره وفرائده ، وقد اختار العلماء وأئمة القراء تبيين معاني كلام الله عز وجل وتكميل معانيه ، وجعلوا الوقف منبهاً على المعنى ، ومفصلاً بعضه عن بعض ، وبذلك تلذ التلاوة ، ويحصل الفهم والدراية ، ويتضح منهاج الهداية.
ولما فيه من إفادة القارئ بما يحسن به أداء المعنى عند قراءته ، ويفهم المراد ، ولأنه إذا أخطأ في الوقف أو الوصل أو الابتداء أوهم معنى غير صحيح.
فلأهمية وفوائد هذا العلم ؛ فلقد اعتني به العلماء ، فصنفوا فيه المصنفات ، واجتهدوا فيه غاية الاجتهاد ، فمن ذلك :
الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل لابن سعدان الضرير.
إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري.
القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس.
المكتفى في الوقف والابتداء لأبي عمرو الداني.
نظام الأداء لابن الطحان.
علل الوقوف لابن طيفور السجاوندي.
المرشِد للعماني.
الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي لأبي العلاء الهمذاني.
علَم الاهتداء لعلَم الدين السخاوي.
المقصد لتلخيص ما في المرشد لزكرياء الأنصاري.
منار الهدى للأشموني.
معالم الاهتداء للحصري.
وغير ذلك من المؤلفات.
ومن عنايتهم به تحذيرهم من الوقف القبيح لما له من أثر في المعنى .
من تمام الإجابة التمثيل , لبيان أهمية هذا العلم .

س3: تحدث بإيجاز عن عناية العلماء بعلم الصرف.
علم الصرف : هو علم يتعلق ببنيه الكلمة ، وتمييز حروفها الأصلية وما يلحقها من زيادة وإعلال ، وقلب وإبدال ، وحذف وتغيير بالحركات والحروف لإفادة معان تتعلق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغها.
وهو من العلوم المهمة للمفسر ، حيث يكشف له كثيراً من المعاني والأوجه التفسيرية ، ويعرفه علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير ، ويعينه على التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
وقد صاحب عناية العلماء بعلم الصرف عنايتهم بعلم النحو ، حيث كان اللحن يقع فيهما ، والقياس جار عليهما ، لذلك كانت عامة كتب النحو حافلة بأبواب من علم الصرف.
ومن أوجُه عناية العلماء بعلم الصرف ؛ أن جعلوا موازين صرفية ، ومقاييس لغوية.
ومن أوجُه عناية العلماء بعلم الصرف ؛ كثرة تصانيفهم فيه ، فتارة يجمعونه في تصانيفهم في علم النحو ، وتارة يفردونه بالتأليف ، ومن هؤلاء :
الهمز لعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي.
التصريف ، والمقصودُ والممدود ، والمذكر والمؤنث ، جميعهم للفراء.
إصلاح المنطق ، والألفاظ ، والقلب والإبدال ، والمقصودُ والممدود ، جميعهم لابن السكيت.
الفصيح لثعلب.
وتتوالى التأليف في علم التصريف ، وكثرت فيه المؤلفات واشتهرت ، ومازال أهل العلم يعنون به شرحاً وتقريراً ، وتحريراً وتحبيراً.
ومن المفسرين الذين لهم عناية ظاهرة بعلم التصريف في تفاسيرهم : ابن عطية ، وكان كثيراً ما يعل بعض الأقوال بمخالفتها قواعد التصريف ، والطاهر ابن عاشور ، ومحمد الأمين الشنقيطي.
ولعلماء هذا العصر عناية حسنة بأحكام التصريف في القرآن ، فألفت المعاجم والموسوعات والكتب التعليمية المتخصصة في تصريف ألفاظ القرآن ، فمن كتبهم :
المعجم الصرفي لألفاظ القرآن الكريم ، لمحمد عبد الخالق عضمية.
البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف ، لمحمد بن سيدي بن الحبيب الشنقيطي.
الصرف التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم ، لمحمود سليمان ياقوت.

س4: ما هو الاشتقاق ؟ وما هي أنواعه ؟
الاشتقاق : هو انتزاع لفظة منْ لفظةٍ أخرى تشاركها في أصلِ المعنى والحروف الأصلية ، وتخالفها باختلافِ الصيغة.
وهو على أربعة أنواع :
النوع الأول : الاشتقاق الصغير أو الأصغر : يكون فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين.
مثاله : كاشتقاق المسحَّر من السِّحر.
النوع الثاني : الاشتقاق الكبير أو الأوسط : وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف ، فيتفق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها.
وهذا النوع قائم على النظر في استعمالات تقليبات الجذر ، ثم محاولة استخراج معنى كلي يجمعها.
مثاله : سفر وفسر ؛ أي : بمعنى الوضوح والظهور والبيان.
النوع الثالث : الاشتقاق الأكبر أو الكبار : وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف ، واختلافها في حرف منها.
وبهذا النوع وقع بعض أهل اللغة في تكلف كثير.
وهو ما يدخله اختلاف اللغات ، فيحكى عن المفردة لغتان عن العرب في نطقها مع اتحاد المعنى ، مثل : الصاعقة والصاقعة.
ومنه ما يختلف في كونه من اختلاف اللغات ، مثل : مدح ومده ، فقد قيل أنهما يحملان نفس المعنى ، وقيل أنَّ بينهما فرق بسيط بحيث يكون المده في نعت الجمال والهيئة ، والمدح يكون في كل شيء.
وقد يكون الاختلاف فيها بالحرف الأخير ، مثل : نفذ ، نفث ، نفر ، نفح ، نفخ ، نفج ، نفش ، نفل ، وكلها تدل على الخروج والانبعاث.
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول ، مثل : همز ، لمز ، غمز ، جمز ، رمز ، وتدل على حركة وخفة.
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط ، مثل : نعق ، نغق ، نهق ، فكلها تدل على تصويت.
النوع الرابع : الاشتقاق الكبّار : وهو اشتقاق لفظة منْ لفظتين أو أكثر اختصاراً ، ويعرف أيضاً بالنحت ، مثل : اشتقاق البسملة من ( بسم الله ) ، واشتقاق الحوقلة من ( لا حول ولا قوة إلا بالله ).

س5: بيّن مع التمثيل فائدة علم الاشتقاق للمفسّر.
علم الاشتقاق من العلوم المهمة للمفسر ، والتمكن منه يفتح للمفسر أبواباً من استخراج المعاني ، والتخريج اللغوي لأقوال المفسرين ، والجمع والترجيح ، والنقد والإعلال.
فتدرك بعلم الاشتقاق معاني الألفاظ ، ويعرف به أصل تلك المعاني وأوجه تصريفها ، وقد استعمله الصحابة والتابعون لهم بإحسان ومن بعدهم من مفسري السلف.
ومثالٌ لذلك : ما قاله مجاهد بن جبر : كان ابن عباس لا يدري ما { فاطر السموات } حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما : يا أبا عباس ، بئري أنا فطرتها ، فقال : خذها يا مجاهد ، { فاطر السموات }.
أحسنت نفع الله بك
ب+
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 28 ذو الحجة 1441هـ/17-08-2020م, 09:41 PM
فردوس الحداد فردوس الحداد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 107
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
اختلاف القراءات على نوعين:
النوع الأول:*ما ليس له أثر على المعنى، وهذا النوع يعنى به القرّاء لضبط القراءات، ويعنى ببعضه النحويون والصرفيون لاتّصاله بمسائل النحو*والصرف
مثل : (قوله تعالى:*{الصِّراطَ}*تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- فالحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتوافقها مع السّين في الهمس والصّفير، وتوافقها مع الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تشترك مع السّين في الصفير، وتشترك مع الطّاء في الجهر.
والنوع الثاني:*ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون، مثاله
وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
(قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم).
- ‎••••••••••••••••*
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني هو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، و التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، و معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وقد عُني المفسّرون ببيان بعض ما حضرهم من ذلك، قال ابن عطية رحمه الله في مقدّمة تفسيره:*(كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)ا.ه.
والتفسير البياني يعنى:
1/بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال،
2/ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض،
3/وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.

أما مايحترز منه فذلك لأن كلام العلماء في هذا الباب على أنواع:
1/ منه ما هو ظاهر الدلالة بيّن الحجّة،
2/ومنه ما يدقّ مأخذه ويلطف منزعه،
3/ومنه ما هو محلّ نظر وتأمل لا يُجزم بثبوته ولا نفيه،
4/ ومنه ما هو خطأ بيّن لمخالفته لنصّ أو إجماع أو قيامه على خطأ ظاهر.
فينبغي التنبيه على*وجوب*الاحتراز من:
1/ مايتكلّم به أهل البدع في تقرير بدعهم بسلوك مسلك التفسير
‎2/الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمّله واجتهاده؛ فكثيراً ما يغيب عن بعض المتأملين معارضة بعض الأوجه التي استخرجوها لنصّ صحيح أو إجماع، وكل تفسير عارض نَصّاً أو إجماعاً فهو تفسير باطل.
3/قد يكون في بعض اجتهادات المتأخّرين ما يخطئون فيه مع تشنيعهم على السلف ورميهم بضعف التأمّل وقلّة الدراية بأساليب البيان، ويكثر هذا من أهل البدع والأهواء، ويتوصّلون بذلك إلى ردّ بعض ما تقرر من مسائل الاعتقاد*لدى أهل السنة والجماعة.
4/ أيضا أن من المتأخّرين من يظهر له معنى يراه بديعاً في بيان الآية فيتعصّب له ويشنّع على من لم يفسّر الآية به، وقد يكون ما رآه مسبوقاً إليه بعبارة منبّهة موجزة؛ فإنّ السلف لم يكن من عادتهم التطويل في التفسير، وإنما يستعملون التنبيه والإيجاز دون تطويل ليعمل المتأمل فكره.
•••••••••••••••••••
س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
لعلم الوقف والابتداء صلة وثيقة بالتفسير لتعلّقه ببيان المعنى؛ حتى كان يوصف من يُتقنه بأنّه يفسّر القرآن بتلاوته.
وقد اعتنى علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء،
وبيان ترتّبه على التفسير، وأثره في إفادة المعنى.
ومن الأمثلة التي تبين أثر الوقف والابتداء على اختلاف المعنى والتفسير :
الوقف في قوله تعالى:*{قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)}*فمن وقف على*{اليوم}*كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته، وهو أرجح الوجهين في التفسير..
ومن وقف على*{عليكم*اليوم}*ثمّ ابتدأ*{اليوم يغفر الله لكم..}*كان المعنى خبرٌ من يوسف عليه السلام – وهو نبيّ يوحى إليه – بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم.
أيضا حذّر العلماء من:
1/ الوقف القبيح، وهو الذي يوهم معنى لا يصحّ، كالوقف على قوله تعالى:*{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ...}.
فمثله هذا الوقف لا يوقف عليه إلا لضرورة انقطاع النفس أو التعليم ثم يبتدئ بما قبله. 2/ الابتداء القبيح، وهو الذي يوهم معنى فاسداً كما لو قرأ قارئ قول الله تعالى:*{ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ..}*فوقف على*{الرسول}*وابتدأ بما بعده؛ فإنّه يوهم بقراءته غير المعنى المراد 3/الوصل القبيح، وهو الذي يوهم معنى غير مراد كما لو وصل قارئ قول الله تعالى:{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}*وقوله تعالى:*{فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)}. والصواب أن يقف على*{عنهم}*ويقف على*{قولهم}.
••••••••••••••••••••••
س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
من فوائد علم الصرف للمفسر:
1/ معرفة أوجه المعاني التي تتصرّف بها الكلمة، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن الكريم على غيرها.
2/ يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسّرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.
3/*معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
ومن أمثلة ذلك: أقوال السلف في تفسير قول الله تعالى:*{وحشرنا عليهم كلّ شيء قُبُلا}
فروي عنهم في معنى*{قبلا}*ثلاثة أقوال:
القول الأول:*{قُبُلا}*أي : معاينة، وهذا القول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق معاوية بن صالح عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس.
والقول الثاني:*{قبلا}*أي: أفواجاً ، رواه ابن جرير عن مجاهد.
والقول الثالث:*{قُبلا}*أي: كفلاء، وهذا القول اختاره الفراء.
فهذه ثلاثة أقوال في هذه المسألة:
- فأمّا القول الأول*فتخريجه أنّ القُبُل بمعنى المقابِل ؛ والمقابل معاين لمن قابله، كما تقول: لقيتُه قُبُلاً: أي: مواجهة ، ومنه قوله تعالى:*{قُدّ من قُبُل}، وقوله تعالى:*{أو يأتيهم العذاب قُبُلا}.ويرجّح هذا المعنى قراءة من قرأ:*{وحشرنا عليهم كلّ شيء قِبَلا}.
- وأما القول الثاني*فتخريجه أنَّ*{قبلا}*جمع قبيل، كرغيف ورُغُف، والقبيل: الجماعة الكثيرة من صنف واحد، أي ُحشروا عليهم أفواجاً كل فوج قبيل.
- وأما القول الثالث*فتخريجه أنَّ*{قبلا}*جمع قبيل بمعنى كفيل، ومنه قوله تعالى:*{أو يأتي بالله والملائكة قبيلا}*أي: كفلاء وضمناء.
والتحقيق أنّ هذه المعاني كلّها صحيحة، ودلالة الآية تسعها كلها.
••••••••••••••••••••••
س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
النوع الأول:*الاشتقاق الصغير، وهو النوع المعروف عند العلماء المتقدّمين، وهو ما تقدّم ذكره؛ كاشتقاق "المسحَّر" من السَّحر" واشتقاق "مرداس" من الردس، وهكذا، ويلحظ فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين، وهذا النوع يسميه بعضهم "الاشتقاق الأصغر".
والنوع الثاني:*الاشتقاق الكبير، وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في "فسر" و"سفر"، و"فقر" و"قفر"
وهذا النوع سماه ابن جني وبعض أهل العلم "الاشتقاق الأكبر"، واستقرّت تسميته فيما بعد بالكبير.
وسمّاه شيخ الإسلام ابن تيمية "الاشتقاق الأوسط" وعرَّفه بقوله:*(وهو: اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها).
والنوع الثالث:*الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم الكُبار" وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها.
وهو أنواع:
1/قد يكون الاختلاف في الحرف الأخير نحو: نفذ، ونفث،*وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول، نحو: همز، ولمز، وغمز،*
2/وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط: نحو: نعق، ونغق، ونهق، ويجمعها أنها تدلّ على تصويت.
3/ومنه التناسب بين: ينهون وينأون وبابها.
ومن هذا النوع ما يدخله اختلاف اللغات فيحكى في المفردة لغتان عن العرب في نطقها مع اتحاد المعنى كما اختلفوا: في الصاعقة والصاقعة،ومنه ما يُختلف في كونه من اختلاف اللغات؛ كما اختلفوا في "مَدَحَ" و"مَدَهَ".
والنوع الرابع:*الاشتقاق الكُبّار ، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".
•••••••••••••••••••••

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 14 محرم 1442هـ/1-09-2020م, 03:18 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فردوس الحداد مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
اختلاف القراءات على نوعين:
النوع الأول:*ما ليس له أثر على المعنى، وهذا النوع يعنى به القرّاء لضبط القراءات، ويعنى ببعضه النحويون والصرفيون لاتّصاله بمسائل النحو*والصرف
مثل : (قوله تعالى:*{الصِّراطَ}*تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- فالحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتوافقها مع السّين في الهمس والصّفير، وتوافقها مع الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تشترك مع السّين في الصفير، وتشترك مع الطّاء في الجهر.
والنوع الثاني:*ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون، مثاله
وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
(قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم).
- ‎••••••••••••••••*
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني هو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، و التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، و معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وقد عُني المفسّرون ببيان بعض ما حضرهم من ذلك، قال ابن عطية رحمه الله في مقدّمة تفسيره:*(كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)ا.ه.
والتفسير البياني يعنى:
1/بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال،
2/ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض،
3/وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.

أما مايحترز منه فذلك لأن كلام العلماء في هذا الباب على أنواع:
1/ منه ما هو ظاهر الدلالة بيّن الحجّة،
2/ومنه ما يدقّ مأخذه ويلطف منزعه،
3/ومنه ما هو محلّ نظر وتأمل لا يُجزم بثبوته ولا نفيه،
4/ ومنه ما هو خطأ بيّن لمخالفته لنصّ أو إجماع أو قيامه على خطأ ظاهر.
فينبغي التنبيه على*وجوب*الاحتراز من:
1/ مايتكلّم به أهل البدع في تقرير بدعهم بسلوك مسلك التفسير
‎2/الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمّله واجتهاده؛ فكثيراً ما يغيب عن بعض المتأملين معارضة بعض الأوجه التي استخرجوها لنصّ صحيح أو إجماع، وكل تفسير عارض نَصّاً أو إجماعاً فهو تفسير باطل.
3/قد يكون في بعض اجتهادات المتأخّرين ما يخطئون فيه مع تشنيعهم على السلف ورميهم بضعف التأمّل وقلّة الدراية بأساليب البيان، ويكثر هذا من أهل البدع والأهواء، ويتوصّلون بذلك إلى ردّ بعض ما تقرر من مسائل الاعتقاد*لدى أهل السنة والجماعة.
4/ أيضا أن من المتأخّرين من يظهر له معنى يراه بديعاً في بيان الآية فيتعصّب له ويشنّع على من لم يفسّر الآية به، وقد يكون ما رآه مسبوقاً إليه بعبارة منبّهة موجزة؛ فإنّ السلف لم يكن من عادتهم التطويل في التفسير، وإنما يستعملون التنبيه والإيجاز دون تطويل ليعمل المتأمل فكره.
•••••••••••••••••••
س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
لعلم الوقف والابتداء صلة وثيقة بالتفسير لتعلّقه ببيان المعنى؛ حتى كان يوصف من يُتقنه بأنّه يفسّر القرآن بتلاوته.
وقد اعتنى علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء،
وبيان ترتّبه على التفسير، وأثره في إفادة المعنى.
ومن الأمثلة التي تبين أثر الوقف والابتداء على اختلاف المعنى والتفسير :
الوقف في قوله تعالى:*{قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)}*فمن وقف على*{اليوم}*كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته، وهو أرجح الوجهين في التفسير..
ومن وقف على*{عليكم*اليوم}*ثمّ ابتدأ*{اليوم يغفر الله لكم..}*كان المعنى خبرٌ من يوسف عليه السلام – وهو نبيّ يوحى إليه – بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم.
أيضا حذّر العلماء من:
1/ الوقف القبيح، وهو الذي يوهم معنى لا يصحّ، كالوقف على قوله تعالى:*{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ...}.
فمثله هذا الوقف لا يوقف عليه إلا لضرورة انقطاع النفس أو التعليم ثم يبتدئ بما قبله. 2/ الابتداء القبيح، وهو الذي يوهم معنى فاسداً كما لو قرأ قارئ قول الله تعالى:*{ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ..}*فوقف على*{الرسول}*وابتدأ بما بعده؛ فإنّه يوهم بقراءته غير المعنى المراد 3/الوصل القبيح، وهو الذي يوهم معنى غير مراد كما لو وصل قارئ قول الله تعالى:{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}*وقوله تعالى:*{فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)}. والصواب أن يقف على*{عنهم}*ويقف على*{قولهم}.
••••••••••••••••••••••
س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
من فوائد علم الصرف للمفسر:
1/ معرفة أوجه المعاني التي تتصرّف بها الكلمة، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن الكريم على غيرها.
2/ يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسّرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.
3/*معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
ومن أمثلة ذلك: أقوال السلف في تفسير قول الله تعالى:*{وحشرنا عليهم كلّ شيء قُبُلا}
فروي عنهم في معنى*{قبلا}*ثلاثة أقوال:
القول الأول:*{قُبُلا}*أي : معاينة، وهذا القول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق معاوية بن صالح عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس.
والقول الثاني:*{قبلا}*أي: أفواجاً ، رواه ابن جرير عن مجاهد.
والقول الثالث:*{قُبلا}*أي: كفلاء، وهذا القول اختاره الفراء.
فهذه ثلاثة أقوال في هذه المسألة:
- فأمّا القول الأول*فتخريجه أنّ القُبُل بمعنى المقابِل ؛ والمقابل معاين لمن قابله، كما تقول: لقيتُه قُبُلاً: أي: مواجهة ، ومنه قوله تعالى:*{قُدّ من قُبُل}، وقوله تعالى:*{أو يأتيهم العذاب قُبُلا}.ويرجّح هذا المعنى قراءة من قرأ:*{وحشرنا عليهم كلّ شيء قِبَلا}.
- وأما القول الثاني*فتخريجه أنَّ*{قبلا}*جمع قبيل، كرغيف ورُغُف، والقبيل: الجماعة الكثيرة من صنف واحد، أي ُحشروا عليهم أفواجاً كل فوج قبيل.
- وأما القول الثالث*فتخريجه أنَّ*{قبلا}*جمع قبيل بمعنى كفيل، ومنه قوله تعالى:*{أو يأتي بالله والملائكة قبيلا}*أي: كفلاء وضمناء.
والتحقيق أنّ هذه المعاني كلّها صحيحة، ودلالة الآية تسعها كلها.
••••••••••••••••••••••
س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
النوع الأول:*الاشتقاق الصغير، وهو النوع المعروف عند العلماء المتقدّمين، وهو ما تقدّم ذكره؛ كاشتقاق "المسحَّر" من السَّحر" واشتقاق "مرداس" من الردس، وهكذا، ويلحظ فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين، وهذا النوع يسميه بعضهم "الاشتقاق الأصغر".
والنوع الثاني:*الاشتقاق الكبير، وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في "فسر" و"سفر"، و"فقر" و"قفر"
وهذا النوع سماه ابن جني وبعض أهل العلم "الاشتقاق الأكبر"، واستقرّت تسميته فيما بعد بالكبير.
وسمّاه شيخ الإسلام ابن تيمية "الاشتقاق الأوسط" وعرَّفه بقوله:*(وهو: اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها).
والنوع الثالث:*الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم الكُبار" وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها.
وهو أنواع:
1/قد يكون الاختلاف في الحرف الأخير نحو: نفذ، ونفث،*وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول، نحو: همز، ولمز، وغمز،*
2/وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط: نحو: نعق، ونغق، ونهق، ويجمعها أنها تدلّ على تصويت.
3/ومنه التناسب بين: ينهون وينأون وبابها.
ومن هذا النوع ما يدخله اختلاف اللغات فيحكى في المفردة لغتان عن العرب في نطقها مع اتحاد المعنى كما اختلفوا: في الصاعقة والصاقعة،ومنه ما يُختلف في كونه من اختلاف اللغات؛ كما اختلفوا في "مَدَحَ" و"مَدَهَ".
والنوع الرابع:*الاشتقاق الكُبّار ، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".
•••••••••••••••••••••
أحسنت نفع الله بك
أرجو الانتباه لمسألة النسخ والاعتماد على صياغة الإجابة بأسلوبك الخاص
ب
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 29 ذو الحجة 1441هـ/18-08-2020م, 06:49 PM
أفراح قلندة أفراح قلندة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 141
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
النوع الأول: ما ليس له أثر على المعنى، وهذا النوع يعنى به القرّاء لضبط القراءات، ويعنى ببعضه النحويون والصرفيون لاتّصاله بمسائل النحو والصرف.
مثاله: قال أبو عليّ الفارسي: (قوله تعالى: {الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير، وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير، وتؤاخي الطّاء في الجهر)ا.هـ.
والنوع الثاني: ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون، ولذلك أمثلة كثيرة مبثوثة في كتب التفسير واللغة وكتب توجيه القراءات.
مثاله: في قوله تعالى: ((حَتَّى يَطْهُرْنَ ))
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء. والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
- وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا. فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم.
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني هو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض...إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
ومعرفة هذا الباب فيه الاستدلال على القطع اليقين على انتفاء إمكان الإتيان بمثل هذا القرآن، فقد قال ابن عطية: " كتاب الله لو نُزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد".
مثاله : قوله تعالى: ((والفتنة أشد من القتل)) وفي آية أخرى (( والفتنة أكبر من القتل))
عند النظر إلى سياق الآية نرى أن الآية الأولى جاءت خطابا للمؤمنين في حثهم على القتال والجهاد في سبيل الله فبيّن سبحانه أن الفتنة -التي تقود إلى الشرك- أشد ألما وأعظم ضراراً من ألم القتل. فما يحصل لمن فتن في دينه من العذاب عند الله لا يوازيه ما يحصل له من ألم القتل وهو ثابت على دينه لذا ناسب التفضيل بلفظ "أشد".
أما في الآية الثانية فالخطاب موجه للكفار وجاءت الآية في تعداد مآثمهم فناسب أن يكون التفضيل بلفظ "أكبر" أي أكبر أثماً.
كما للتفسير البياني صلة بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.
كما في قوله تعالى: (( إن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب))
أي لمن انتفع بقلبه في التدبر والتفكر والنظر أي القلب الحي الذي يعقل عن الله ، وهذا يجعل من لم ينتفع بقلبه كمن لا قلب له "ميت القلب" ، ويجعل من انشغل بالحياة وفتنها عن ذكر الله بغائب القلب لا تحصل له الذكرى مع أن القلب موجود، وحجته ان العرب كان تسمي من لا ينتفع بالآلة باسم فاقدها كما يقال لمن لم يبصر الحق مع وضوحه "أعمى" ومن لم يسمعه "أصم" وكما جاء في قوله تعالى: (( صم بكم عمي فهم لا يعقلون)).
لكن ينبغي لطالب العالم الاحتراز عند سلوك هذا الطريق من التعصب لرأيه والتشنيع على من لم يفسر الآية به، والكبيرة هي تشنيع السلف ورميهم بضعف التأمل، كما وقع في بعض المتأخرين من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم.
مثاله ما وقع من قول الزمخشري في قوله تعالى: (( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون له)) الذي ظن أن وصف الملائكة الذين يحملون العرش ومن حوله بالإيمان إنما سببه أنهم لا يرون الله تعالى ثم فرع على هذا الاستنتاج أن على العرش ليس إله حقيقة مقصده بذلك نفي صفة استواء الله تعالى على العرش، فتعلا الله عما يصفون.
فعلى طالب العلم الاحتراز مما يتكلّم به أهل البدع في التفسير البياني. وعليه ألا يجزم بما لا دليل عليه سوى اجتهاده؛ وكل تفسير عارض نَصّاً أو إجماعاً فهو تفسير باطل.
س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
ورد في بعض مسائل الوقف والابتداء اختلاف العلماء فيه، واختلافهم إنما مبني على اختلافهم في تفسير المعنى واختلاف ترجيحاتهم في أوجه التفسير، فعلم الوقف والابتداء له تعلق ظاهر بعلم التفسير.
مثال: في قوله تعالى: (( فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض))
- القول الأول: وصل ((محرمة عليهم)) ب((أربعين سنة)) : وبه يفيد أن توقيت التحريم عليهم أربعين سنة. وهو قول الربيع بن أنس.
- القول الثاني: الوقف على "عليهم" والابتداء ب((أربعين سنة يتيهون في الأرض)): وبه يفيد أن التوقيت بالتيهان في الأرض، وأن التحريم مؤبدا عليهم. وهو قول قتادة رواه ابن جرير، وعكرمة رواه ابن عساكر.
س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
1. معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن على غيرها.
مثال: في قوله تعالى: (( يتساءلون))
- القول الأول: أي يسأل بعضهم بعضا وهو قول جمهور المفسرين.
- القول الثاني: أي يتحدثون قال به الفراء واخذه عنه الرازي ودلل عليه بقوله تعالى: (( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون))
- القول الثالث: أن المشركين يتساءلون الرسول والمؤمنين ، وعلى تقدير مفعول محذوف
وقواعد التصريف تدل على أن هذا القول خطأ ففيها:
أ‌. تساءل على وزن تفاعل ، وهذه الصيغة ترد لتسع معان في لغة الصرف وفي هذه الآية التساؤل عملي لا طلبي ويدل على وجود سائل ومسؤول وإبهام السائل والمسؤول.
ب‌.أن "تساءل" قبول دخول تاء التفاعل عليها "ساءل" فهي فعل متعد إلى مفعول واحد فيكون لازماً بعد دخول التاء عليه.
وعليه فإن القول الثالث خطأ والمعنى الصحيح: يسأل بعضهم بعضا على قول الجمهور.
2. معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
مثال قوله تعالى: ((مسنون)) ورد فيها قولين من السلف:
- القول الأول: الرطب وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير.
وتخريج هذا القول : أن يكون المسنون من سُن عليه الماء فهو رطب لذلك.
-القول الثاني: المتغير، وهو قول قتادة رواه ابن جرير.
وتخريج هذا القول فيه ثلاثة أقوال:
أ‌. قال الفراء: المسنون لا يكون إلا متغيراً وتفسيره بالمتغير تفسر يلازم المعنى لا بدلالة اللفظ.
ب‌.قال أبو عمرو الشيباني: مأخوذ من تسنن الطعام إذا تغير ومنه قوله تعالى: ((لم يتسنه)).
ت‌. قال أبو منصور الأزهري: مأخوذ من السنة، أي مضت عليه السنون حتى تغير.
والأقوال الثلاثة صحيحة واللفظ يحتملها من غير تعارض وقول الفراء أقرب الأقوال.
3. أنه يكشف عن علل بعض الأقول الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج أو مما يروى باسناد لا يصح عن الصحابة والتابعين.
المثال سبق ذكره في النقطة الأولى في الرد على القول الثالث.
س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق:
- النوع الأول: الاشتقاق الصغير وهو نوع معروف عند العلماء المتقدمين ويلحظ فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين مثل: "المسحر" من السحر.
- النوع الثاني: الاشتقاق الكبير، وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف منها:
أ‌. الفاظ تعود على جذر ثلاثي ينتج منها ستة جذور بناءً على تقليب الحروف، كما في "قول" "قلو" "وقل" "ولق" "لقو" "لوق".
ب‌.ألفاظ تعود إلى جذر رباعي فينتج عنها أربعة وعشرين جذر.
ت‌.ألفاظ خماسية ينتج عنها مائة وعشرين جذرا.
- النوع الثالث: الاشتقاق الأكبر، وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها:
أ‌. اختلافها في الحرف الأخير، مثل: "نفذ" "نفث" "نفر" "نفح" ونحوه.
ب‌.اختلافها في الحرف الأول، مثل "همزة" "لمزة" "غمزة" وغيرها.
ت‌.الاختلاف في حرف الوسط: "نعق" "نهق" "نغق" وغيرها.
النوع الرابع: اشتقاق الكُبار وهو اشتقاق لفظ من لفظين أو أكثر اختصار وهو ما يعرف بالنحت مثل: الحوقلة "لا حول ولا قوة إلا بالله"

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 14 محرم 1442هـ/1-09-2020م, 04:13 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أفراح قلندة مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
النوع الأول: ما ليس له أثر على المعنى، وهذا النوع يعنى به القرّاء لضبط القراءات، ويعنى ببعضه النحويون والصرفيون لاتّصاله بمسائل النحو والصرف.
مثاله: قال أبو عليّ الفارسي: (قوله تعالى: {الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير، وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير، وتؤاخي الطّاء في الجهر)ا.هـ.
والنوع الثاني: ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون، ولذلك أمثلة كثيرة مبثوثة في كتب التفسير واللغة وكتب توجيه القراءات.
مثاله: في قوله تعالى: ((حَتَّى يَطْهُرْنَ ))
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء. والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
- وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا. فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم.
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني هو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض...إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
ومعرفة هذا الباب فيه الاستدلال على القطع اليقين على انتفاء إمكان الإتيان بمثل هذا القرآن، فقد قال ابن عطية: " كتاب الله لو نُزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد".
مثاله : قوله تعالى: ((والفتنة أشد من القتل)) وفي آية أخرى (( والفتنة أكبر من القتل))
عند النظر إلى سياق الآية نرى أن الآية الأولى جاءت خطابا للمؤمنين في حثهم على القتال والجهاد في سبيل الله فبيّن سبحانه أن الفتنة -التي تقود إلى الشرك- أشد ألما وأعظم ضراراً من ألم القتل. فما يحصل لمن فتن في دينه من العذاب عند الله لا يوازيه ما يحصل له من ألم القتل وهو ثابت على دينه لذا ناسب التفضيل بلفظ "أشد".
أما في الآية الثانية فالخطاب موجه للكفار وجاءت الآية في تعداد مآثمهم فناسب أن يكون التفضيل بلفظ "أكبر" أي أكبر أثماً.
كما للتفسير البياني صلة بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.
كما في قوله تعالى: (( إن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب))
أي لمن انتفع بقلبه في التدبر والتفكر والنظر أي القلب الحي الذي يعقل عن الله ، وهذا يجعل من لم ينتفع بقلبه كمن لا قلب له "ميت القلب" ، ويجعل من انشغل بالحياة وفتنها عن ذكر الله بغائب القلب لا تحصل له الذكرى مع أن القلب موجود، وحجته ان العرب كان تسمي من لا ينتفع بالآلة باسم فاقدها كما يقال لمن لم يبصر الحق مع وضوحه "أعمى" ومن لم يسمعه "أصم" وكما جاء في قوله تعالى: (( صم بكم عمي فهم لا يعقلون)).
لكن ينبغي لطالب العالم الاحتراز عند سلوك هذا الطريق من التعصب لرأيه والتشنيع على من لم يفسر الآية به، والكبيرة هي تشنيع السلف ورميهم بضعف التأمل، كما وقع في بعض المتأخرين من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم.
مثاله ما وقع من قول الزمخشري في قوله تعالى: (( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون له)) الذي ظن أن وصف الملائكة الذين يحملون العرش ومن حوله بالإيمان إنما سببه أنهم لا يرون الله تعالى ثم فرع على هذا الاستنتاج أن على العرش ليس إله حقيقة مقصده بذلك نفي صفة استواء الله تعالى على العرش، فتعلا الله عما يصفون.
فعلى طالب العلم الاحتراز مما يتكلّم به أهل البدع في التفسير البياني. وعليه ألا يجزم بما لا دليل عليه سوى اجتهاده؛ وكل تفسير عارض نَصّاً أو إجماعاً فهو تفسير باطل.
س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
ورد في بعض مسائل الوقف والابتداء اختلاف العلماء فيه، واختلافهم إنما مبني على اختلافهم في تفسير المعنى واختلاف ترجيحاتهم في أوجه التفسير، فعلم الوقف والابتداء له تعلق ظاهر بعلم التفسير.
مثال: في قوله تعالى: (( فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض))
- القول الأول: وصل ((محرمة عليهم)) ب((أربعين سنة)) : وبه يفيد أن توقيت التحريم عليهم أربعين سنة. وهو قول الربيع بن أنس.
- القول الثاني: الوقف على "عليهم" والابتداء ب((أربعين سنة يتيهون في الأرض)): وبه يفيد أن التوقيت بالتيهان في الأرض، وأن التحريم مؤبدا عليهم. وهو قول قتادة رواه ابن جرير، وعكرمة رواه ابن عساكر.
س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
1. معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن على غيرها.
مثال: في قوله تعالى: (( يتساءلون))
- القول الأول: أي يسأل بعضهم بعضا وهو قول جمهور المفسرين.
- القول الثاني: أي يتحدثون قال به الفراء واخذه عنه الرازي ودلل عليه بقوله تعالى: (( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون))
- القول الثالث: أن المشركين يتساءلون الرسول والمؤمنين ، وعلى تقدير مفعول محذوف
وقواعد التصريف تدل على أن هذا القول خطأ ففيها:
أ‌. تساءل على وزن تفاعل ، وهذه الصيغة ترد لتسع معان في لغة الصرف وفي هذه الآية التساؤل عملي لا طلبي ويدل على وجود سائل ومسؤول وإبهام السائل والمسؤول.
ب‌.أن "تساءل" قبول دخول تاء التفاعل عليها "ساءل" فهي فعل متعد إلى مفعول واحد فيكون لازماً بعد دخول التاء عليه.
وعليه فإن القول الثالث خطأ والمعنى الصحيح: يسأل بعضهم بعضا على قول الجمهور.
2. معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
مثال قوله تعالى: ((مسنون)) ورد فيها قولين من السلف:
- القول الأول: الرطب وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير.
وتخريج هذا القول : أن يكون المسنون من سُن عليه الماء فهو رطب لذلك.
-القول الثاني: المتغير، وهو قول قتادة رواه ابن جرير.
وتخريج هذا القول فيه ثلاثة أقوال:
أ‌. قال الفراء: المسنون لا يكون إلا متغيراً وتفسيره بالمتغير تفسر يلازم المعنى لا بدلالة اللفظ.
ب‌.قال أبو عمرو الشيباني: مأخوذ من تسنن الطعام إذا تغير ومنه قوله تعالى: ((لم يتسنه)).
ت‌. قال أبو منصور الأزهري: مأخوذ من السنة، أي مضت عليه السنون حتى تغير.
والأقوال الثلاثة صحيحة واللفظ يحتملها من غير تعارض وقول الفراء أقرب الأقوال.
3. أنه يكشف عن علل بعض الأقول الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج أو مما يروى باسناد لا يصح عن الصحابة والتابعين.
المثال سبق ذكره في النقطة الأولى في الرد على القول الثالث.
س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق:
- النوع الأول: الاشتقاق الصغير وهو نوع معروف عند العلماء المتقدمين ويلحظ فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين مثل: "المسحر" من السحر.
- النوع الثاني: الاشتقاق الكبير، وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف منها:
أ‌. الفاظ تعود على جذر ثلاثي ينتج منها ستة جذور بناءً على تقليب الحروف، كما في "قول" "قلو" "وقل" "ولق" "لقو" "لوق".
ب‌.ألفاظ تعود إلى جذر رباعي فينتج عنها أربعة وعشرين جذر.
ت‌.ألفاظ خماسية ينتج عنها مائة وعشرين جذرا.
- النوع الثالث: الاشتقاق الأكبر، وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها:
أ‌. اختلافها في الحرف الأخير، مثل: "نفذ" "نفث" "نفر" "نفح" ونحوه.
ب‌.اختلافها في الحرف الأول، مثل "همزة" "لمزة" "غمزة" وغيرها.
ت‌.الاختلاف في حرف الوسط: "نعق" "نهق" "نغق" وغيرها.
النوع الرابع: اشتقاق الكُبار وهو اشتقاق لفظ من لفظين أو أكثر اختصار وهو ما يعرف بالنحت مثل: الحوقلة "لا حول ولا قوة إلا بالله"

أحسنت نفع الله بك
أ
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 09:47 PM
عبير الجبير عبير الجبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 119
افتراضي

المجلس الثاني عشر


المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
الأول: ما ليس له أثر على المعنى، ويهتم به النحويون والصرفيون وأصحاب القراءات. ككلمة: (الصراط) قرئت بالصاد والسين واشمام الزاي.
الثاني: ما له أثر على المعنى، وهو الذي يهتم به المفسرون، ومثاله قوله تعالى: (حتى يطْهرن) فيكون المعنى حتى ينقطع دم الحيض، ومن قرأ: (يطّهرن) يكون المعنى عنده حتى يغتسلن بالماء.


س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني يكشف عن لطائف القرآن البياني وإعجازه وحسن ألفاظه ومناسبات عباراته، وكما يقول ابن عطيه رحمه الله: (كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)
ينبغي أن يحتزر من يفسر تفسيرا بيانيا من أن يجزم بأن مراد الله تعالى في الآية كذا، أو أن يتكلف معنى لا دليل عليه.
ويحترز من أهل البدع فإنهم يستدلون لبدعهم بلي أعناق النصوص ليستقيم معنى الآية حسب مذهبهم عن طريق التفسير البياني.


س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
في قوله تعالى: (فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض)
فمن وقف على (عليهم) كان معنى الآية: أن التحريم عليهم دائم، وأن التيه كان مدته 40 سنة.
ومن وقف على (سنة) كان معنى الآية: أن التحريم كان 40 سنة وهو خلال مدة التيه.


س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
مما يفيد في تخريج أقوال السلف في التفسير معرفة الصرف، ومثال ذلك في قوله تعالى: (وحشرنا عليهم كل شيء قبلا) اختلف المفسرون في معنى قبلا بناء على اختلافهم في صرفها.
فالقول الأول: معاينة، أي متقابلين
القول الثاني: أفواجا، من القبيل وهو الجماعة.
القول الثالث: كفلاء، كقوله تعالى: (أو يأتي بالله والملائكة قبيلا)



س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
الأول: الاشتقاق الصغير، وهو اتفاق ترتيب الحروف في أكثر من كلمة مع اختلاف صيغهم.
الثاني: الاشتقاق الكبير، وهو بأن تتفق الحروف في أكثر من كلمة ويختلف ترتيبها.
الثالث: الاشتقاق الأكبر، وهو أن تتفق الحروف في الكلمات عدا حرف واحد يتغير.
الرابع: الكبّار، ويسمى النحت، بأن تختصر كلمتين أو أكثر في كلمة واحدة، مثل: "بسم الله" تسمى: بسملة.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 17 محرم 1442هـ/4-09-2020م, 11:46 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الجبير مشاهدة المشاركة
المجلس الثاني عشر


المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
الأول: ما ليس له أثر على المعنى، ويهتم به النحويون والصرفيون وأصحاب القراءات. ككلمة: (الصراط) قرئت بالصاد والسين واشمام الزاي.
الثاني: ما له أثر على المعنى، وهو الذي يهتم به المفسرون، ومثاله قوله تعالى: (حتى يطْهرن) فيكون المعنى حتى ينقطع دم الحيض، ومن قرأ: (يطّهرن) يكون المعنى عنده حتى يغتسلن بالماء.

س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
نبين بداية المقصود بالتفسير البياني , فالتعريف عنه يكشف عن أهميته
التفسير البياني يكشف عن لطائف القرآن البياني وإعجازه وحسن ألفاظه ومناسبات عباراته، وكما يقول ابن عطيه رحمه الله: (كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)
يكشف عن المعاني المرادة، ويرفع الإشكال، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن، إذ هو يساعد على فهم القرآن على وجه صحيح وينشط العبد على عبادة ربه تعالى.
ينبغي أن يحتزر من يفسر تفسيرا بيانيا من أن يجزم بأن مراد الله تعالى في الآية كذا، أو أن يتكلف معنى لا دليل عليه.
ويحترز من أهل البدع فإنهم يستدلون لبدعهم بلي أعناق النصوص ليستقيم معنى الآية حسب مذهبهم عن طريق التفسير البياني.


س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
في قوله تعالى: (فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض)
فمن وقف على (عليهم) كان معنى الآية: أن التحريم عليهم دائم، وأن التيه كان مدته 40 سنة.
ومن وقف على (سنة) كان معنى الآية: أن التحريم كان 40 سنة وهو خلال مدة التيه.
لم تبيني الأثر

س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
مما يفيد في تخريج أقوال السلف في التفسير معرفة الصرف، ومثال ذلك في قوله تعالى: (وحشرنا عليهم كل شيء قبلا) اختلف المفسرون في معنى قبلا بناء على اختلافهم في صرفها.
فالقول الأول: معاينة، أي متقابلين
القول الثاني: أفواجا، من القبيل وهو الجماعة.
القول الثالث: كفلاء، كقوله تعالى: (أو يأتي بالله والملائكة قبيلا)
قبل التمثيل نبين فائدة علم الصرف


س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
الأول: الاشتقاق الصغير، وهو اتفاق ترتيب الحروف في أكثر من كلمة مع اختلاف صيغهم.
الثاني: الاشتقاق الكبير، وهو بأن تتفق الحروف في أكثر من كلمة ويختلف ترتيبها.
الثالث: الاشتقاق الأكبر، وهو أن تتفق الحروف في الكلمات عدا حرف واحد يتغير.
الرابع: الكبّار، ويسمى النحت، بأن تختصر كلمتين أو أكثر في كلمة واحدة، مثل: "بسم الله" تسمى: بسملة.
وفقك الله
الإجابات مختصرة اختصارا مخلا بالمطلوب
ج+
تم خصم نص درجة للتأخير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir