السؤال العام:
- تعظيم قدرة الله تعالى في قلوبنا , على بديع صنعه وإتقانه , وإقسامه ببعض مخلوقاته كالعصر ,فالله تعالى لا يقسم إلا بما هو عظيم , ووجه الدلالة بقوله تعالى :{ والعصر}.
- الحرص على الإكثار من الطاعات والقربات لله تعالى , والمبادرة لأعمال الخير البر, وتقوى الله حق تقاه , حتى ننجو من الهلاك والخسارة. ووجه الدلالة بقوله تعالى :{إن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات}.
- من سبل النجاة من الخسارة , تحقيق الإيمان في قلوبنا , والعمل لآخرتنا , ومعاونة غيرنا على بالقيام بالأوامر واجتناب النواهي ,والتشجيع على الصبر . ووجه الدلالة بقوله تعالى :{ إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعلوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.
- التحلي بالخلق الحسن والصبر ,عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأهميتهما , فإن من يقوم بهما غالباً يتعرض لأذى الناس, فلزمه التواصي بالصبر . ووجه الدلالة بقوله تعالى :{ وتواصوا بالصبر}.
- عظيم تعويد أنفسنا وحث غيرنا على الصبر على طاعة الله , والصبر عن معصية الله , الصبر على أقدار الله, لما في ذلك من الخير والفلاح. ووجه الدلالة بقوله تعالى :{ وتواصوا بالصبر }.
المجموعة الثانية:
السؤال الأول: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ }: لقد أقسم الله تعالى بالخيل قائلا :{ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}, على أن الإنسان بطبيعته وجبلته أنه كثير الجحود , وأنه كفور للنعم التي أسبغها الله تعالى عليه, وينكر إحسان الله تعالى له . فيأخذ يعدد المصائب وينسى هذه النعم , فلا هو يشكر الله , ولا هو يؤدي الحقوق الواجبة عليه من مالية أو بدنية, إلا من هداه الله .
{ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ }:أن الله تعالى مطلع على جميع الخلائق , كما قال تعالى :{ ألم تعلم بأن الله يرى }, فهو تعالى يشهد على الإنسان كفره وجحوده , وهذا تهديد ووعيد منه تعالى لمحاسبته .
وقيل أن الضمير يعود على الإنسان , وأنه شاهد على حاله ,فيُقر بجحوده وكفرانه للنعمة , ويعلن تقصيره , فلا يستطيع الإنكار لوضوح ذلك.
{ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ }: يذكر تعالى أن الإنسان الجحود قد تعلق قلبه بحب المال حبا شديدا , واتبع شهوته في جمع المال والحرص على ذلك مما أدى به الحال إلى البخل , فحمله ذلك على الامتناع من أداء الحقوق الواجبة عليه اتجاه الله تعالى , واتجاه العباد.
{ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ }: يذكّر الله تعالى كل من كان يتصف بالجحود والكفران , ومن غرته الحياة الدنيا وشغلته الأموال ,أن هناك يوم البعث والنشور ,وقد توعد الله تعالى به , حيث يبعث جميع الخلق من قبورهم للمحاسبة .
{وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ }: وفي هذا اليوم يظهر ما كان يخفي الناس في أنفسهم , فأبرز الله ما في صدورهم من خير أو شر, فأصبح السر علانية , والباطن ظاهرا.
{إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ }:يخبر تعالى أنه مطلع على جميع أعمال الخلائق , سواء الظاهرة أم الباطنة , ومجازيهم عليها بكمال عدله , في يوم لا يعلم وقته إلا هو , فكان حري بكل إنسان أن لا يشغله المال وهوى النفس عن الاستعداد لمثل هذا اليوم .
السؤال الثاني:
حرر القول في المسائل التالية:
1: متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {في عمد ممدّدة} الهمزة.
متعلق الجار والمجرور في قوله تعالى:{ في عمد ممددة }, علي قولين :
قال تعالى :{ إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة}.
القول الأول : متعلق الجار والمجرور بالضمير (ها) – {إنها} .
أي أنها هي أبواب النار المغلقة بعمد ممدود ( جمع عمود / عمد من حديد : قاله عطية العوفي – عمد من نار : قاله : السدي , ذكره ابن كثير) , حيث أطبقت على أهلها , فلا سبيل أن تفتح لهم للخروج منها , أو دخول روح لها. وقد قرأها ابن مسعود : بعمد.
كما قاله ابن عباس وذكره ابن كثير , وذكره السعدي, وقاله مقاتل كما ذكره الأشقر .
القول الثاني : متعلق الجار والمجرور بالضمير (هم ) – {عليهم }.
أي أنهم أهل النار هم من يوثقوا ويقيدوا بالعمد الطوال, وتؤصد عليهم الأبواب فيعذبوا , وقد ذكر ابن كثير:
- القيود الطوال , قاله أبو صالح.
- أدخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد, في أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب, قاله ابن عباس.
- كنا نحدث أنهم يعذبون بعمد في النار , قاله قتادة , وقد اختاره ابن جرير, وذكر الأشقر ما يشابه معناه .
2: المراد بالنعيم في قوله تعالى: {ثم لتسألنّ يومئذ عن النعيم} التكاثر.
فقد ذكر ابن كثير أقوالا :
قال سعيد بن جبيرٍ: حتى عن شربة عسل.-
مجاهد: كل لذة من لذات كل لذّة من لذّات الدّنيا. ورجحه ابن كثير, ووافقه بالمعنى السعدي والأشقر.
- قال الحسن البصري: من النعيم: الغداء والعشاء .
قال أبو قلابة: من النعيم: أكل السمن والعسل بالخبز النقي. -
- قال علي بن أبي طلحة: عن ابن عباسٍ: {ثمّ لتسألنّ يومئذٍ عن النّعيم}. قال: النعيم: صحة الأبدان والأسماع والأبصار، يسأل اللّه العباد فيم استعملوها؟ وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله تعالى: {إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولاً}, وذكره الأشقر.
وقول مجاهد : ( كل لذة من لذات الدنيا) تشمل جميع الأقوال فكلها تصبح بمعنى واحد , وهو ما أنعم الله به عليكم في الحياة الدنيا من الصحة والرزق والأمن وغيرها.
فالمراد بالنعيم على قولان:
القول الأول : ما أنعم الله به عليكم في الحياة الدنيا من الصحة والرزق والأمن وغير ذلك .
ذكر ابن كثير والسعدى والأشقر.
واستدل ابن كثير بما قال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا حمّادٌ، حدّثنا عمّارٌ، سمعت جابر بن عبد اللّه يقول: أكل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأبو بكرٍ وعمر رطباً، وشربوا ماءً؛ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "هذا من النّعيم الّذي تسألون عنه"
- القول الثاني : نعيم الدنيا الذي اغتررتم به , وشغلكم عن العمل للآخرة, ذكره السعدي والأشقر.