العثرة السادسة :تنوع الأيدلوجيات .. من نعمة إلى نقمة ممنهجة
؟! إن الاختلاف في الفروع كان دوماً رحمةً للأمة ما دامت لا تختلف في أصولها و ثوابتها و لكن هذا كان عندما كان هناك من يعي أن الاختلاف رحمةٌ من الله مراعاةً لاختلاف الأنفس البشرية في قبولها و رفضها و ميل بعضها للترغيب دون الترهيب و العكس و لاختلاف الأزمنة و الأماكن و الظروف .
و لكن عندما غاب هذا المعنى عن أجيالنا التي تظل سنوات عديدة فقط لتصلح عيب النفوس الدخيل , ظهر التحزب الضيق و لا أقصد به التحزب لرأيٍ ما أو حزبٍ ما أو فكرةٍ ما بقدر ما أقصد به ضيق الأفق في هذا التحزب , هذا الضيق النابع من نقص علمٍ و معرفة بأن كل جهة لها جانب تميز في جزء من الدين و في جانبٍ منه و أنه لا تكامل إلا بالجميع فهذا يدرك من العقيدة ما لا يدركه غيره و هذا بلغ في السياسة و الدراية بتصريف أمور الحكم باعاً و الآخر لا يوجد غيره أقدر على مخاطبة الآخر .
إن اتباع الأهواء جعل الأخوة في الدعوة الواحدة أعداءاً عند تضارب الرؤى و المصالح و التي من المفترض أن تنحى جانباً عندما تعارض الغاية العليا الأكبر و الأهم .
و للأسف حينها ندخل في نفق التمحيص فيثبت على الحق من يثبت بمقدار صدقه و إن أخطأ في بعض أوجه رؤيته و ينزلق من أراد إتباع الهوى و إن ظن نفسه محقاً فالله أعلم بالصادقين ...و لا يبقى لنا إلا البكاء على صفحات الواقع المر الذي نلقي فيه أنفسنا مع سبق إصرارٍ و ترصد و أن نلقيها تذكرة عسى أن تجد من يسمع .
التوثيق :http://sabreenelmasry.blogspot.com/2...post_2000.html