اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسية أحمد
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله بكم ونفع
السؤال:
لما ناقش ابن كثير معنى الحجارة في سورة البقرة في قول الله تعالى: {وقودها الناس والحجارة}
ذكر قولين ثم انتصر لأحدهما
فقال أن الحجارة المراد فيها هي الكبريت، وأن القول الآخر أنه الأصنام هو قول مرجوح
سؤالي: لماذا لم يجمع بين القولين على العادة ويحمل الآية على القولين ؟ لوجود أدلة تدل على أن المعبودات ستكون حصب لجهنم كما في آية {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم}
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
القول بأنّ الحجارة المذكورة في قول الله تعالى: {وقودها الناس والحجارة} هي حجارة الكبريت، هو قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، رواه عنه ابن المبارك وابن جرير ، ورجاله ثقات، وهو خبر عن أمر غيبيّ، لا يقال مثله بالرأي، وقال به ابن جريج والسدي في تفسيريهما.
وعلى هذا القول يكون التعريف في "الحجارة" للعهد، وليس للجنس، ولذلك التمس بعض العلماء وجه تخصيص الحجارة بهذا النوع؛ فقال ابن عطية: ( وخصت بذلك لأنها تزيد على جميع الأحجار بخمسة أنواع من العذاب: سرعة الاتقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا حميت).
وهذا لا يعارض أن يُقذف في النار غيرها من أنواع الحجارة ؛ فالقذف أعمّ من الوقود؛ وقد صحّ أن الشمس والقمر يُقذفان في النار ، وأنّ بعض الكواكب التي تُعبد من دون الله تُقذف في النار، وفيها من أنواع الحجارة ما لا يحيط بعلمه إلا الله.
وكذلك يُقال في الأصنام المنحوتة من الحجارة وغيرها كلّها تُقذف في النار.