دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المجالس العلمية > الأسئلة العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 محرم 1432هـ/10-12-2010م, 01:44 AM
عابر سبيل عابر سبيل غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 75
Question ماصحة هذا الإستنتاج؟ الدنيا حلم والآخرة يقظة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...



تخيل نفسك امرؤ فقير جدا وحياتك مليئة بالمصاعب والعقبات وخلفك قضايا ومحاكم وديون ...

يوما ما رجعت من العمل وقت الظهيرة مرهقا فأخذت لك قيلولة وغطت في سبات عميق

وانت في سباتك رأيت مناما واليك قصة الحلم:

رأيت نفسك ثري ولديك فلل وقصور وابناء وخدم ومشاريع تجارية ناجحة ومخططات سياحية لك ولأهلك وتنتقل من بلد سياحي الى آخر وامورك الدنيوية في تمام الإستقرار والإزدهار وعملك ومشاريعك في نجاح مستمر, مرت عليك الشهور والسنين بأفراحها واحزانها ومشاكلها ونجاحها وفشلها وانت تعمل بكامل مجهودك لتحقق المخطط والمشروع الفلاني وانت في وسط انشغالك التام لتحقيق مشروع ما


فجأة...


دخل أحد غرفتك وايقظك من نومك لأمر ما فصحيت ... نظرت الى الساعة, وجدت انك لم تنم غير 35 دقيقة.


رغم انشغالك وانسجامك التام في الحلم وبذلت كل طاقاتك لتحقيق مخططاتك وتسعى لها بهمة في منامك ظنا واعتقادا جازما بأنها حقيقة محضة دون شعورك بأنك تحلم ...

بعدما صحيت من نومك, هل اتى شيء واحد ملموس من منامك الى حياتك الواقعية؟ هل اتت معك السيارة والأموال والأبناء والمباني والمشاريع الى واقعك؟

أين ذهبت كل جهوك؟

هل ترى لها اثر في واقعك رغم انك في الحلم عشت الحياة بشكل فعال وواقعي لدرجة انك كنت تشعر بالأفراح والأحزان وثمرة مكافحتك!

اين المشروع الذي كنت تكافح لإنجازه قبيل ان تصحى من نومك؟!

كل ذلك لم يكن شيئا ... ليس إلاّ هباء منثورا

بعدما صحيت من نومك وجدت نفسك على واقعك المرير ألا وهو:

امرؤ فقير جدا وحياتك مليئة بالمصاعب والعقبات وخلفك قضايا ومحاكم وديون

هل حلمك أغنت عنك من واقعك شيئا؟ ... لا

فبمجرد صحيانك من النوم قد تندم قليلا وتقول ياليتها كانت حقيقة ثم بعد ذلك تنشغل بواقعك الحقيقي وهو التخلص من الفقر والديون
والقضايا ولاتعيد التفكير في الحلم ومحاولة حل مشاكلها او حل المشاريع التجارية التي كنت تسعى اليها في الحلم, لأنها انتهت, لم يعد لها واقع ...

مجرد طائف اتى وذهب!

كذلك الدنيا...

تجد العبد الكافر او الغافل يعمل ويجتهد ويلهث وراء الدنيا ليحصل على الشهرة بين الناس ويشهر اسمه في كل وقت وحين ويسعى لجمع الآلاف بل الملايين من الدراهم ليعيش حياته ويستقر في دنياه وفجأة بينما هو واقف على الإشارة انفجر كفر احدى السيارات القادمة على الطريق فحادت عن الطريق وصدمت ذلك العبد الغافل اللاهث وراء الدنيا فضربت عنقه عمود الإشارة وانكسرت رقبته في الحال ففاضت روحه وقامت قيامته وانتقل الى الدار الآخرة.

فإذا كان من الأشقياء فسيعيش في شقاء طيلة دار البرزخ ومابعدها إلاّ ان يشاء الله!

فالعبد الغافل في حالته البرزخية البئيسة سيكون مشغولا بواقعه في دار البرزخ مليء بالهموم والكآبة والحسرة والعذاب مانفعته شهرته ولاما كان يسعى اليه في الدنيا
ليركن اليها واكتشف انه في الحقيقة فقير وخسران لايملك شيء و ان كل ماعاشه في الدنيا لن يعود ابدا واصبح مجرد طائف وذكريات ذهبت الى الأبد وي كأنه حلم ساعة ... فالدنيا بالنسبة له بمثابة الحلم الجميل الطائف لاغير.

والعكس صحيح, اذا الإنسان ملك وثري وحياته ميسرة ثم نام و حلم انه يعذب وفقير وحالته مرثية ثم صحى من نومه! هل الألام والأحزان والفقر والتعب والأمراض التي رآها في منامه ستؤثر على واقعه شيئا؟ لا أبدا ... فهو بمجرد صحيانه من النوم يجد نفسه على واقعه السعيد ملك وثري و حياته ميسرة فلن يحمل اي هم او حزن تجاه مارآه في المنام ولن يندم ابدا على مارآه في المنام رغم انه في الحلم او الكابوس كان عايش الدور بكامل كيانه .... كل المتاعب التي رآها في المنام ليس الا طائف عابر لاقرار له فبمجرد صحيانه من نومه, يرجع هذا الإنسان يكمل حياته بكل سرور ناسيا كل النسيان مارآه في الحلم من كوابيس ومتاعب ...

وكذلك العبد المؤمن المبتلى بشدة في دنياه, بمجرد ان تقبض روحه وينتقل الى الدار الآخرة يكتشف انه حقيقة ملك وله قدر كبير ومنزلة رفيعة في الدار الآخرة فيكون مسرور مشغول بواقعه السعيد ناسيا تماما ماعاينه في الدنيا من متاعب ونكد! ستكون بالنسبة له كالطائف العابر الذي لايعود ابدا وليس له قرار في الواقع وي كأنه حلم ساعة ...

فالعبرة بالواقع لا غير

الخلاصة:

بما أن الحلم في بعض الأحيان يكون طويل جدا ويشعر الانسان انه عاش سنوات طوال وانجز الكثير ثم فجأة يصحى من نومه فيكتشف انه مانام الا نصف ساعة وكل مارآه في الحلم مجرد نصف ساعة لاغير فكذلك سيكون حال الناس في الدار الآخرة, سيكتشفون ان حياتهم لم تكن إلاّ ساعة من نهار, لم تك شيئا ...

تنبيه: الحياة حق ونحن مسؤولون عن كل عمل وخطوة نخطوها فأن لا أقول بأن الحياة مجرد حلم او منام طائف ولكن الحياة مشابهة للحلم الذي نراه
في المنام وكما هو معلوم الإنسان غير مسؤول عما يفعله في الأحلام بخلاف الواقع وشتان بين الحلم والواقع ... وكما قال السلف سابقا, الحياة حلم والآخرة يقظة ...

الله عز وجل ماخلقنا عبثا وهملا بل ارسل رسلا وترك لنا امثلة وآلاء لنتفكر ونتدبر فلنا في الحلم آية وعلامة ومثالا للدنيا والدار الآخرة ...

اتوقف ها هنا ...

*** ماصحة هذا الإستنتاج؟ هل فيه مخالفة للعقيدة او امر من امور الشرع؟ ***

وجزاكم الله خيرا, اعذروني على الإطالة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 ربيع الثاني 1432هـ/28-03-2011م, 06:19 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

أحسنت بالتذكير ، وهذه الموعظة الحسنة، وفقك الله وزادك علماً وحكمة.

وقد ذكرتني قول أبي الحسن التهامي رحمه الله:

العيش نوم والمنية يقظة = والمرء بينهما خيال ساري

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماصحة, إذا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir