مجلس القسم الثالث من طرق التفسير
س1: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
للعلماء عناية بالغة بعلم الوقف والابتداء لاتصاله اتصالاً كبيراً بالمعنى , وقد وصف من يتقنه بأنه يفسر القرآن بتلاوته , وهو مهم للقارئ في تحسين تلاوته في إفادة المعنى , ولأنه قد يقف وقوفاً خاطئاً يفيد به معناً فاسداً وهذا ما يسمى بالوقف القبيح , مثل أن يقف على قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ) فمثل هذا المعنى يجب عدم الوقوف عليه , إلا للضرورة مثل انقطاع النفس أو التعليم ثم يبتدئ بما قبله .
وكذا الابتداء القبيح ، الذي يوهم معنى غير صحيح وفاسد , مثل الابتداء بقوله تعالى : ( يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم )
وهناك بعض المسائل التي اختلف فيها العلماء بناءً على اختلافهم في فهم معنى التفسير , أو اختلافهم في ترجيه أوجه التفسير في المسألة , وبحسب ما بلغهم من العلم بالقراءة وما أداه فيه اجتهادهم , مثل اختلافهم في الوقف في قوله تعالى : ( فإنها محرمة عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض ).
فإذا وصل القارئ أفاد توقيت التحريم بأربعين سنة ، وهذا قول الربيع ابن أنس البكري وهو ظاهر النسق القرآني , ومن وقف على " عليهم " وابتدأ بأربعين سنة , جعل التحريم مؤبد ووقت التيه بأربعين سنة ,وهو قول ابن جرير وابن عدي وابن عساكر .
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
هو علم يدرس في حسن بيان آي القرآن ولطيف العبارات وحكم اختيار لفظة دون الاخرى , وبيان حسن الأساليب في التقديم والتأخير والحصر والقصر والتعريف والتنكير , والإظهار والإضمار والتشبيه والتمثيل , ومعاني الاستفهام والتوكيد , وإلى غير ذلك من العلوم في الكشف عن حسن بيان القرآن .
ويهتم به علماء التفسير في الكشف عن بيان القرآن وأساليبه وفي تقديم بعض أوجه التفسير وترجيحها , وهو علم يتفاضل فيه العلماء تفاضلاً عظيماً , وهذا العلم يصعب الإحاطة به ويتفاضل العلماء فيه تفاضلاً عظيماً كلاً بحسب دقة مأخذه , وقد قال ابن عطيه : " كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب على أن يوجد أحسن منها لم يوجد "
والسبب في ذلك :
1) قدرة الله المطلقة , في كل شئ ومما تظهر فيه قدرة الله حسن بيان كتابه وكمال ذلك مما لا تستطيعه قدرة المخلوقين الضعيفة , الناقصة .
2) سعة علم الله وكمالها وإحاطته , فلو علم الله معناً ولفظاً أنسب من لفظة لأتى بها .
وعلى من يسلك باب هذا العلم التحرز والحذر من أمور :
1) ما يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات , وتكلف معاني خاطئة في التأويل لهوى في النفس او تعصب للمذهب .
2) مخالفة وجه التفسير البياني لنص صريح من الكتاب والسنة
3) عدم الجزم بما لا دليل عليه , مما يكون اجتهاد محض من المفسر .
س3: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
التفسير بالرأي المذموم هو ما كان تفسير القرآن فيه بالرأي المجرد , مما فسره أهل البدع بما يوافق اهواءهم ومذاهبهم .
فإذا فُسِر القرآن بالرأي المجرد , بالنظر والقياس وخالف به نصاً صريحاً أو إجماعاً , وتجاهل أقوال السلف من الصحابة والتابعين , منتصراً لرأيه ومذهبه , معتمداً فيه على نظره وقياسه فلا شك أنه سيقع فيما يسمى بالتفسير بالرأي المذموم .
س4: ما المراد بالبديع؟
هو علم يعنى ببيان حسن ألفاظ القرآن وحسن بيانها للمعنى , ولطيف المعاني , وقد يستفاد به في استخراج بعض أوجه التفسير .
وكلام العلماء في البديع يقع على معنيين ك
1) التعبير المبتكر عن المعنى الذي لم يسبق المتكلم , أو الي تقدم فيه المتكلم وسبقهم فيه ففاقهم حسناً وسبكاً ز
2) .المحسنات المعنوية واللفظية وهو أنواع لا حصر لها .
س5: ما الفرق بين القول في القرآن بغير علم وبين الاجتهاد في التفسير؟
الفرق بينهما : أن القول بالقرآن بغير علم هو تفسير بالرأي المجرد يأثم صاحبه وإن أصاب القول الصحيح مصادفة لأنه سلك سبيلاً خاطئاً في ذلك , فخالف نصاً صريحاً أو إجماعاً , أما إذا اجتهد العالم في التفسير وفق أصول الإجتهاد المعتبرة وأصوله فهو مأجور وإن أخطأ لأنه سلك السبيل الصحيح في ذلك .
س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.
1) معرفة السبيل الصحيح في سلوك طريق تفسير كتاب الله
2) عدم الوقوع في أخطاء من خالف أهل السنة والجماعة ممن لم يتبع مراتب طرق التفسير فترك بعضها أو قفز بعضها فوقع في أخطاء عظيمة في العقيدة .
3) معرفة الفرق بين الإجتهاد والتفسير بالرأي المذموم والفرق العظيم بينها في الحكم وفي الطريقة .
4) تحصيل كثير من العلوم الشرعية من الاحاديث وأقوال السلف ومنهجهم في العلم وتذوق حسن بيان القرآن وإدراك إعجازه البياني .