سفيان الثوري " رحمه الله"
اسمه ونسبه:
هو أبو عبد الله سفيان ابن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . وكذا نسبه ابن أبي الدنيا عن محمد بن خلف التيمي ، غير أنه أسقط منه منقذا والحارث ، وزاد بعد مسروق حمزة ، والباقي سواء . وكذلك ذكر نسبه الهيثم بن عدي ، وابن سعد ، وأنه من ثور طابخة ، وبعضهم قال : هو من ثور همدان ، وليس بشيء . وهو شيخ الإسلام ، إمام الحفاظ ، سيد العلماء العاملين في زمانه ، أبو عبد الله الثوري الكوفي المجتهد ، مصنف كتاب " الجامع " . (1)
ومسروق جد الثوري ، شهد الجمل مع علي . (2)
والده المحدث الصادق : سعيد بن مسروق الثوري ، وكان من أصحاب الشعبي ، وخيثمة بن عبد الرحمن ، ومن ثقات الكوفيين ، وعداده في صغار التابعين . روى له الجماعة الستة في دواوينهم ، وحدث عنه أولاده : سفيان الإمام ، وعمر ، ومبارك ، وشعبة بن الحجاج ، وزائدة ، وأبو الأحوص ، وأبو عوانة ، وعمر بن عبيد الطنافسي ، وآخرون . (3)
طبقته :
قال ابن حجر في تقريب التهذيب : سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي ثقة، حافظ ،فقيه ،عابد ،إمام حجة ،من رؤوس الطبقة السابعة. (4)
مولده و نشأته :
ولد سنة سبع وتسعين إتفاقا . (5)
في خلافة سليمان بْن عبد الملك ، وفيها ولد مالك رحمهما الله . (6)
قال ابن معين : بلغني أن شريكا ، والثوري ، وإسرائيل ، وفضيل بن عياض ، وغيرهم من فقهاء الكوفة ولدوا بخراسان ، كان يبعث بآبائهم في البعوث ، ويتسرى بعضهم ، ويتزوج بعضهم ، فلما قفلوا ، نقلوهم إلى الكوفة . (7)
قدم سفيان بخارى ، وهو ابن ثمان عشرة سنة ، وخرج من الكوفة سنة أربع وخمسين ومائة. (8)
قال الحسن بن علي الحلواني : سألت محمد بن عبيد : أكان لسفيان امرأة ؟ قال : نعم ، رأيت ابنا له ، بعثت به أمه إليه ، فجاء ، فجلس بين يديه ، فقال سفيان : ليت أني دعيت لجنازتك . قلت لمحمد : فما لبث حتى دفنه ؟ قال : نعم . (9).
كان رحمه الله سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى.
ولد ونشأ في الكوفة، وراوده المنصور العباسي على أن يلي الحكم، فأبى.
وخرج من الكوفة (سنة 144 هـ) فسكن مكة والمدينة.
ثم طلبه المهدي، فتوارى.وانتقل إلى البصرة فمات فيها مستخفيا.
له من الكتب (الجامع الكبير) و (الجامع الصغير) كلاهما في الحديث، وكتاب في (الفرائض) . ولابن الجوزي كتاب في مناقبه
شيوخه:
قال الذهبي : يقال : إن عدد شيوخه ست مائة شيخ ، وكبارهم الذين حدثوه عن أبي هريرة ، وجرير بن عبد الله ، وابن عباس ، وأمثالهم ، وقد قرأ الختمة عرضاً على حمزة الزيات أربع مرات . (10)
حدث الثوري عن أبيه، وزبيده بن الحارث، وحبيب بن أبي ثابت، والأسود بن قيس، وزياد بن علاقة، ومحارب بن دثّار وطبقتهم. (11)
الرواة عنه :
وأما الرواة عنه ، فخلق ، فذكر أبو الفرج بن الجوزي أنهم أكثر من عشرين ألفا ، وهذا مدفوع ممنوع ، فإن بلغوا ألفا ، فبالجهد ، وما علمت أحدا من الحفاظ روى عنه عدد أكثر من مالك ، وبلغوا بالمجاهيل وبالكذابين ألفا وأربع مائة . (12)
وحدث عنه من القدماء من مشيخته وغيرهم خلق ، منهم : الأعمش ، وأبان بن تغلب ، وابن عجلان ، وخصيف ، وابن جريج ، وجعفر الصادق ، وجعفر بن برقان ، وأبو حنيفة ، والأوزاعي ، ومعاوية بن صالح ، وابن أبي ذئب ، ومسعر ، وشعبة ، ومعمر - وكلهم ماتوا قبله - وإبراهيم بن سعد وأمم سواهم. (13)
وحدث عنه ابن المبارك، ويحيى القطان، وابن وهب، ووكيع، والفريابيّ، وقبيصة، وأبو نعيم، ومحمد بن كثير، وأحمد بن يونس اليربوعيّ، وخلائق. (14)
وعلي بن الجعد هو آخر من حدث عنه من الثقات. (15)
مشايخ حدث عنهم الثوري ، وحدثوا هم عنه :
محمد بن عجلان ، محمد بن إسحاق ، ابن أبي ذئب ، عبد الله بن المبارك ، أبو إسحاق الفزاري ، المعتمر بن سليمان ، سلمة الأبرش ، إبراهيم بن أدهم ، أبان بن تغلب ، حمزة الزيات ، جعفر الصادق ، حماد بن سلمة ، الحسن بن صالح بن حي ، خارجة بن مصعب ، خصيف بن عبد الرحمن ، سليمان الأعمش ، أبو الأحوص ، سلام بن سليم ، سفيان بن عيينة ، شعبة بن الحجاج ، شريك القاضي ، الأوزاعي ، أبو بكر بن عياش ، ابن جريج ، فضيل بن عياض ، أبو حنيفة ، وكيع بن الجراح . سمى هؤلاء الحاكم . (16)
ثناء العلماء عليه:
قال شعبة ، وابن عيينة ، وأبو عاصم ، ويحيى بن معين ، وغيرهم : سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث. (17)
قال الأوزاعي (ت: 157): لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضى والصحة إلا سفيان. (18)
قال الأوزاعي : لوقيل لي اختر رجلا يقوم بكتاب الله تعالى ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،لاخترت لهما الثوري . (19)
قال الأوزاعي : لو قيل : اختر لهذه الأمة رجلا ، يقوم فيها بكتاب الله وسنة نبيه ، لاخترت لهم سفيان الثوري .(20)
وقال ابن أبي ذئب ت : 158: ما رأيت بالعراق أحدا يشبه ثوريكم. (21)
وقال ابن أبي ذئب ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان .(22)
وعن شعبة 160: ساد سفيان الناس بالورع والعلم .(23)
توفي 179وقال مالك كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بالعلم منذ جاء سفيان. (24)
قال ابن المبارك : تعجبني مجالس سفيان الثوري كنت إذا شئت رأيته في الورع وإذا شئت رأيته مصليا ، وإذا شئت رأيته غائصا في الفقه . (25)
وعن ابن المبارك 181قال : ما نعت لي أحد ، فرأيته إلا وجدته دون نعته ، إلا سفيان الثوري . (26)
وقال وكيع ت : 197: كان سفيان بحرا.(27)
وعن شعيب بن حرب 197هـ قال : إني لأحسب أنه يجاء غدا بسفيان حجة من الله على خلقه يقول لهم : لم تدركوا نبيكم ، قد رأيتم سفيان. (28)
قال ابن وهب 197هـ، : ما رأيت مثل سفيان الثوري .(29)
قال ابن عيينة 198: أصحاب الحديث ثلاثة : ابن عباس في زمانه ، والشعبي في زمانه ، والثوري في زمانه . (30).
قال يحيى بن سعيد 198: وسألوه عن سفيان ، وشعبة ، قال : " ليس الأمر بالمحاباة ولو كان الأمر بالمحاباة ، لقدمنا شعبة على سفيان لتقدمه ، سفيان يرجع إلى كتاب ، وشعبة لا يرجع إلى كتاب ، وسفيان أحفظهما ، قد رأيناهما يختلفان فوجدنا الأمر على ما قال سفيان " . (31)
قال يوسف بن أسباط 199:إني لأرى أهل زمان سفيان سيعاتبون فيقال : لم يكن فيكم مثل سفيان . (32)
وقال بشر الحافي226 : كان الثوري عندنا إمام الناس . وعنه قال : سفيان في زمانه كأبي بكر وعمر في زمانهما .(33)
قال يحي بن معين 233:سفيان الثوري ثقة . (34)
وقال الإمام أحمد 241: لم يتقدمه في قلبي أحد. (35)
قال الإمام أحمد بن حنبل ، 241: أتدري من الإمام ؟ الإمام سفيان الثوري ، لا يتقدمه أحد في قلبي .(36)
قال الفضل بن محمد الشعراني : سمعت يحيى بن أكثم 242هـ يقول : كان في الناس رؤساء ، كان سفيان الثوري رأسا في الحديث ، وأبو حنيفة رأسا في القياس ، والكسائي رأسا في القراء ، فلم يبق اليوم رأس في فن من الفنون .(37)
قال العجلي (ت: 261هـ): أحسن إسناد الكوفة سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمةعن عبد الله . (38)
قال عنه العجلي:ثقة كوفي رجل صالح زاهد عابد ثبت في الحديث فقيه صاحب سنة واتِباع وكان من أقوى الناس بكلمة شديدة عند سلطان يتقى . (39)
وقال النسائي 303هو أجل من أن يقال فيه ثقة وهو أحد الأئمة الذين أرجو أن يكون الله ممن جعله للمتقين إماما . (40)
قال الخطيب ت: 463: كان إماما من أئمة المسلمين وعلما من أعلام الدين مجمعاً على إمامته بحيث يستغنى عن تزكيته مع الإتقان والحفظ والمعرفة والضبط والورع والزهد. (41)
قال الذهبي 748 : أجل إسناد للعراقيين : سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله . (42)
طلبه للعلم:
قال الذهبي : طلب العلم وهو حدث باعتناء والده ، المحدث الصادق : سعيد بن مسروق الثوري. وكذلك والدته فعن وكيع قال : قالت أم سفيان لسفيان : اذهب ، فاطلب العلم حتى أعولك بمغزلي ، فإذا كتبت عدة عشرة أحاديث ، فانظر هل تجد في نفسك زيادة ، فاتبعه ، وإلا فلا تتعن . (43)
قال الثوري : " لما أردت أن أطلب العلم قلت : يا رب إنه لا بد لي من معيشة ورأيت العلم يدرس ، فقلت : أفرغ نفسي لطلبه ، قال : وسألت ربي الكفاية والتشاغل لطلب العلم ، فما رأيت إلا ما أحب إلى يومي هذا " (44)
قال علي بن ثابت الجزري: سمعت سفيان الثوري ، يقول : " طلبت العلم ولم تكن لي نية ، ثم رزقني الله النية " . (45)
قال مسكين بن بكير الحراني: سمعت سفيان الثوري ، يقول : " لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا " (46)
قال أيوب بن سويد : ما سألنا سفيان الثوري عن شيء إلا وجدنا عنده أثرا ماضيا ، أو أثرا من عالم قبله . (47)
عن ابن مهدي قال : لما مرض بالبطن " أي سفيان الثوري "، كنت أخدمه وأدع الجماعة ، فسألته ، فقال : خدمة مسلم ساعة أفضل من صلاة الجماعة ، فقلت : ممن سمعت هذا ؟ قال : حدثني عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن أبيه قال : لأن أخدم رجلا من المسلمين على علة يوما واحدا ، أحب إلي من صلاة الجماعة ستين عاما ، لم يفتني فيها التكبيرة الأولى .(48)
عبد الرزاق ، قال : كنت جالسا مع أبي حنيفة في دير الكعبة ، فجاء رجل ، فقال : يا أبا حنيفة ألا أعجبك من الثوري رأيته يلبي على الصفا ، قال : " اذهب ويحك فالزمه ، فإنه لا يلبي على الصفا إلا العلم " ، قال عبد الرزاق : فتعجب منه ، فقلت : ألم تسمع حديث مسروق ، عن عبد الله أنه لبى على الصفا . (49)
قَال عبد الرحمن بن مهدي حضرت سفيان بمكة يكتب عن عكرمة بن عمار وهو جاث على ركبتيه وَجعل يوقفه سمعت فلانا سمعت فلانا قَالَ فقلت يا أبا عبد الله اكتب لك قَال لا ليس يكتب سماعي غيري .(50)
قال عبد الرزاق : رأيت سفيان الثوري بصنعاء اليمن ، يملي على صبي ويستملي له " (51)
قال عبد الرحمن بن مهدي : سمعت سفيان يقول : ما بلغني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث قط إلا عملت به ، ولو مرة . (52)
قال زيد بن الحباب: سمعت سفيان الثوري ، وسأله شيخ ، عن حديث ، فلم يجبه ، قال : فجلس الشيخ يبكي ، فقام إليه سفيان ، فقال : " يا هذا ، تريد ما أخذته في أربعين سنة ، أن تأخذه أنت في يوم واحد " . (53)
قال عيسى بن يونس : " مات سفيان الثوري مستخفيا قد جعل قميصه خريطة قد ملأها كتبا " .(54)
ذكاؤه وشدة حفظه:
قال ابن مهدي : رأى أبو إسحاق السبيعي 127 سفيان الثوري مقبلا : فقال : وآتيناه الحكم صبيا .(55)
ألقى أبو إسحاق 127فريضة فلم يصنعوا فيها شيئاً ، قال : لوكان الغلام الثوري فصلها الساعة إذ أقبل سفيان ، فقال له : ما تقول في كذا وكذا ، قال سفيان :أنت حدثتنا عن علي بكذا و كذا والأعمش حدثنا عن ابن مسعود بكذا وكذا وفلان حدثنا فيها بكذا وكذا ، فقال أبوإسحاق : كيف ترون من ساعة فصلها ألا تكونوا مثله . (56)
قال عبد الرزاق وغيره:عن سفيان قال : ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني . (57)
قال ابن المبارك 181: كنت أقعد إلى سفيان الثوري ، فيحدث ، فأقول : ما بقي من علمه شيء إلا وقد سمعته ، ثم أقعد عنده مجلسا آخر ، فيحدث ، فأقول : ما سمعت من علمه شيئا . (58)
عن يحيى بن يمان 189، عن سفيان قال : إني لأمر بالحائك ، فأسد أذني مخافة أن أحفظ ما يقول . قال القطان وعبد الرحمن : ما رأينا أحفظ من سفيان .(59)
قال الوليد بن مسلم 195رأيته بمكة يفتي ولما يخط وجهه بعد . (60)
قال يحيى بن أيوب العابد : حدثنا أبو المثنى قال : سمعتهم بمرو يقولون : قد جاء الثوري ، قد جاء الثوري . فخرجت أنظر إليه ، فإذا هو غلام قد بقل وجهه .(61)
ابن حميد : سمعت مهران الرازي يقول : كتبت عن سفيان الثوري أصنافه ، فضاع مني كتاب الديات ، فذكرت ذلك له ، فقال : إذا وجدتني خاليا فاذكر لي حتى أمله عليك . فحج ، فلما دخل مكة ، طاف بالبيت ، وسعى ، ثم اضطجع ، فذكرته ، فجعل يملي علي الكتاب ، بابا في إثر باب ، حتى أملاه جميعه من حفظه. (62)
قال عبد الرحمن بن مهدي 198: " ما رأت عيناي مثل أربعة : ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري ، ولا أشد تقشفا من شعبة ، ولا أعقل من مالك بن أنس ، ولا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك. (63)
قال عبد الرحمن بن مهدي 198: كنت أذاكر سفيان الثوري بحديث حماد بن زيد ولا أسميه ، فإذا جاءه حماد بن زيد سأله عن تلك الأحاديث فجعل يتعجب من فطنته. (64)
قال محمد بن عبيد الطنافسي 205: " لا أذكر سفيان الثوري إلا وهو يفتي ، أذكر منذ سبعين سنة ونحن في الكتاب ، تمر بنا المرأة والرجل إلى سفيان ليستفتوه فيفتيهم " .(65)
قال علي بن المديني 234: لا أعلم سفيان صحف في شيء قط ، إلا في اسم امرأة أبي عبيدة ، كان يقول : حفينة ، يعني : الصواب : بجيم . (66)
قال العجلي 261في الثقات :كان سفيان لا يسمع شيئاً إلا حفظه حتى كان يخاف عليه . (67)
قال صالح بن محمد 293سفيان ليس يقدمه عندي أحد في الدنيا وهو أحفظ وأكثر حديثا من مالك ولكن مالكا كان ينتقي الرجال وسفيان يروي عن كل أحد وهو أكثر حديثا من شعبة وأحفظ يبلغ حديثه ثلاثين ألفا. (68)
قال الذهبي 748: كان ينوه بذكره في صغره من أجل فرط ذكائه وحفظه ، وحدث وهو شاب . (69)
زهده وورعه وشدة خوفه من الله:
قال وكيع : قال سفيان : " ليس الزهد في الدنيا بأكل الجشب ولبس الخشن ، إنما الزهد في الدنيا قصر الأمل " .(70)
أبو هشام : حدثنا وكيع : سمعت سفيان يقول : ليس الزهد بأكل الغليظ ، ولبس الخشن ، ولكنه قصر الأمل ، وارتقاب الموت . (71)
أبو مسلم المستملي ، عن سفيان الثوري ، قال : " إذا زهد العبد في الدنيا أنبت الله الحكمة في قلبه ، وأطلق بها لسانه ، وبصره عيوب الدنيا وداءها ودواءها " . (72)
قال علي بن ثابت: رأيت سفيان الثوري في طريق مكة فقومت كل شيء عليه ، حتى نعليه درهما وأربع دوانق ، زاد محمد بن علي في حديث الثوري وما رأيت الثوري في صدر مجلس قط ، إنما كان يقعد إلى جنب الحائط ويجمع بين ركبتيه " . (73)
قال لي شعبة : إن سفيان ساد الناس بالورع والعلم . وقال قبيصة : ما جلست مع سفيان مجلسا إلا ذكرت الموت ، ما رأيت أحدا كان أكثر ذكرا للموت منه. (74)
وعن يوسف بن أسباط : قال لي سفيان بعد العشاء : ناولني المطهرة أتوضأ . فناولته فأخذها بيمينه ووضع يساره على خده ، فبقي مفكرا ، ونمت ، ثم قمت وقت الفجر ، فإذا المطهرة في يده كما هي فقلت : هذا الفجر قد طلع ، فقال : لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة حتى الساعة . (75)
وقال أبو داود : سمعت الثوري يقول : ما أخاف على شيء أن يدخلني النار إلا الحديث .(76)
وعن سفيان قال : وددت أني قرأت القرآن ، ووقفت عنده لم أتجاوزه إلى غيره ، وعن سفيان قال : من يزدد علما يزدد وجعا ، ولو لم أعلم كان أيسر لحزني . (77)
وعنه قال : وددت أن علمي نسخ من صدري ، ألست أريد أن أسأل غدا عن كل حديث رويته : أيش أردت به ؟ . (78)
مهنا بن يحيى : حدثنا عبد الرزاق : قال صاحب لنا لسفيان : حدثنا كما سمعت . فقال : لا والله لا سبيل إليه ، ما هو إلا المعاني . (79)
وقال زيد بن الحباب : سمعت سفيان يقول : إن قلت : إني أحدثكم كما سمعت ، فلا تصدقوني . (80)
وقال يوسف بن أسباط : سئل الثوري عن مسألة ، وهو يشتري شيئا ، فقال : دعني ، فإن قلبي عند درهمي . (81)
وقال عبد الرزاق : دعا الثوري بطعام ولحم ، فأكله ، ثم دعا بتمر وزبد فأكله ، ثم قام ، وقال : أحسن إلى الزنجي وكده .(82)
: سمعت يحيى بن يمان ، عن سفيان ، قال : إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه ، فلا أفعل ، فأبول دما . (83)
قال يوسف بن أسباط : كان سفيان إذا أخذ في ذكر الآخرة يبول الدم .(84)
وقال الثوريّ: وددت أني نجوت من العلم لا عليّ ولا لي وما من عمل أنا أخوف عليّ منه، يعني الحديث. (85)
قال عباس الدوري : سمعت يحيى بن معين ، سمعت ابن عيينة ، عن سفيان الثوري ، قال : ما تريد إلى شيء إذا بلغت منه الغاية ، تمنيت أن تنفلت منه كفافا . (86)
قال أبو داود الحفري :رأيت سفيان الثوري يوما وقد اضطجع على شقه الايمن ويقول : هكذا نكون في القبر. (87)
قال أبو قدامة السرخسي : سمعت أحمد بن حنبل يقول : كان سفيان الثوري إذا قيل له : إنه رؤي في المنام ، يقول : أنا أعرف بنفسي من أصحاب المنامات . (88)
قال ابن وهب : رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب ، صلى ثم سجد سجدة ، فلم يرفع حتى نودي بالعشاء . (89)
أحمد بن سنان : حدثنا ابن مهدي ، قال : كنا نكون عند سفيان ، فكأنه قد أوقف للحساب ، فلا نجترئ أن نكلمه ، فنعرض بذكر الحديث ، فيذهب ذلك الخشوع فإنما هو حدثنا حدثنا . (90)
قال قبيصة : رأيت على الثوري كساء ما يساوي درهما، ورأيت عليه نعلين مخصوفتين قومتهما دينارا.حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سمعت أخي الحسن يذكر قال كتب مبارك [بن سعيد - 4] أخو سفيان إلى سفيان يشكو إليه ذهاب بصره قال فكتب إليه سفيان (29 د) أتاني كتابك تكثر شكاتك لربك فاذكر الموت يهون (5) عليك ذهاب بصرك. (91)
وقال عبد الرحمن رسته : سمعت ابن مهدي يقول : بات سفيان عندي ، فجعل يبكي ، فقيل له ، فقال : لذنوبي عندي أهون من ذا - ورفع شيئا من الأرض - إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت . (92)
قال أبو أسامة : مرض سفيان ، فذهبت بمائه إلى الطبيب ، فقال : هذا بول راهب ، هذا رجل قد فتت الحزن كبده ، ما له دواء .(93)
سمعت مروان بن معاوية يقول شهدت سفيان الثوري وسألوه عن مسألة في الطلاق فسكت وقال: إنما هي الفروج. (94)
قال الحسن بن صالح :كنا في حلقة ابن ابي ليلى فتذاكروا مسألة وطلع سفيان الثوري فقال: ألقوها عليه، قال حسن فجاء فجلس قريبا مني فأجاب فيها فأصاب فسمعته يحمد الله عزوجل فيما بينه وبين نفسه، قال حسن: فكنت أراه يطلبه بنية يعني العلم.(95)
قال عبد الرزاق :اجتمع سفيان الثوري ووهيب بن الورد فقال سفيان لوهيب: يا أبا محمد تحب أن تموت؟ قال وهيب :أحب أن أعيش لعلي أتوب، ثم قال وهيب لسفيان يا أبا عبد الله فأنت تحب أن تموت؟ قال سفيان وهو مقابل البيت: ورب هذه البنية وددت إني مت الساعة، أظلتك أمور عظائم أظلتك أمور عظائم أظلتك أمور عظائم . (96)
قوته في الحق:
قال شجاع بن الوليد : كنت أحج مع سفيان ، فما يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ذاهبا وراجعا .(97)
قال يحيى بن يمان : سمعت سفيان يقول : إني لأرى المنكر ، فلا أتكلم ، فأبول أكدم دما . (98)
قال يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية : ما رأيت أحدا أصفق وجها في ذات الله من سفيان . (99)
وكان ينكر على الملوك ، ولا يرى الخروج أصلا. (100)
قال عبد الرحمن ابن مهدي: ما سمعت سفيان يسب أحدا من السلطان قط في شدته عليهم.(101)
قال عبد الرحمن بن مهدي : سمعت سفيان يقول: اني لادعو للسطان - يعني بالصلاح - ولكن لا أستطيع أن أذكر إلا ما فيهم .(102) .
عن مفضل بن مهلهل ، قال : حججت مع سفيان ، فوافينا بمكة الأوزاعي ، فاجتمعنا في دار ، وكان على الموسم عبد الصمد بن علي ، فدق داق الباب ، قلنا : من ذا ؟ قال : الأمير . فقام الثوري ، فدخل المخرج ، وقام الأوزاعي فتلقاه ، فقال له : من أنت أيها الشيخ ؟ قال : أنا الأوزاعي . قال : حياك الله بالسلام ، أما إن كتبك كانت تأتينا فنقضي حوائجك ، ما فعل سفيان ؟ قال : فقلت : دخل المخرج . قال : فدخل الأوزاعي في إثره ، فقال : إن هذا الرجل ما قصد إلا قصدك . فخرج سفيان مقطبا ، فقال : سلام عليكم ، كيف أنتم ؟ فقال له عبد الصمد : أتيت أكتب عنك هذه المناسك ، قال : أولا أدلك على ما هو أنفع لك منها ؟ قال : وما هو ؟ قال : تدع ما أنت فيه ، قال : وكيف أصنع بأمير المؤمنين ؟ قال : إن أردت كفاك الله أبا جعفر . فقال له الأوزاعي : يا أبا عبد الله ! إن هؤلاء ليس يرضون منك إلا بالإعظام لهم . فقال : يا أبا عمرو ! إنا لسنا نقدر أن نضربهم ، وإنما نؤدبهم بمثل هذا الذي ترى . قال مفضل : فالتفت إلي الأوزاعي ، فقال لي : قم بنا من ها هنا ، فإني لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالا ، وإن هذا ما يبالي . (103)
وقال عطاء بن مسلم : لما استخلف المهدي ، بعث إلى سفيان ، فلما دخل عليه ، خلع خاتمه ، فرمى به إليه ، وقال : يا أبا عبد الله ! هذا خاتمي ، فاعمل في هذه الأمة بالكتاب والسنة . فأخذ الخاتم بيده ، وقال : تأذن في الكلام يا أمير المؤمنين ؟ - قلت لعطاء : قال له : يا أمير المؤمنين ؟ قال : نعم - قال : أتكلم على أني آمن ؟ قال : نعم . قال : لا تبعث إلي حتى آتيك ، ولا تعطني حتى أسألك . قال : فغضب ، وهم به ، فقال له كاتبه : أليس قد آمنته ؟ قال : بلى . فلما خرج ، حف به أصحابه ، فقالوا : ما منعك ، وقد أمرك ، أن تعمل في الأمة بالكتاب والسنة ؟ فاستصغر عقولهم ، وخرج هاربا إلى البصرة .
قال سفيان : ليس أخاف إهانتهم ، إنما أخاف كرامتهم ، فلا أرى سيئتهم سيئة ، لم أر للسلطان مثلا إلا مثلا ضرب على لسان الثعلب ، قال : عرفت للكلب نيفا وسبعين دستانا ليس منها دستان خيرا من أن لا أرى الكلب ولا يراني .(104)
قال محمد بن يوسف الفريابي : سمعت سفيان يقول : أدخلت على أبي جعفر بمنى ، فقلت له : اتق الله ، فإنما أنزلت في هذه المنزلة ، وصرت في هذا الموضع ، بسيوف المهاجرين والأنصار ، وأبناؤهم يموتون جوعا . حج عمر فما أنفق إلا خمسة عشر دينارا ، وكان ينزل تحت الشجر . فقال : أتريد أن أكون مثلك ؟ قلت : لا ، ولكن دون ما أنت فيه ، وفوق ما أنا فيه . قال : اخرج . (105)
قال محمد بن سعد : طلب سفيان ، فخرج إلى مكة ، فنفذ المهدي إلى محمد بن إبراهيم - وهو على مكة - في طلبه ، فأعلم سفيان بذلك ، وقال له محمد : إن كنت تريد إتيان القوم ، فاظهر حتى أبعث بك إليهم ، وإلا فتوار . قال : فتوارى سفيان ، وطلبه محمد ، وأمر مناديا فنادى بمكة : من جاء بسفيان ، فله كذا وكذا ، فلم يزل متواريا بمكة ، لا يظهر إلا لأهل العلم ، ومن لا يخافه . (106)
قال ابن سعد : فلما خاف من الطلب بمكة ، خرج إلى البصرة ، ونزل قرب منزل يحيى بن سعيد ، ثم حوله إلى جواره ، وفتح بينه وبينه بابا ، فكان يأتيه بمحدثي أهل البصرة ، يسلمون عليه ، ويسمعون منه .
وأتاه عبد الرحمن بن مهدي ، فلزمه ، وكان أبو عوانة يسلم على سفيان بمكة ، فلم يرد عليه ، فكلم في ذلك ، فقال : لا أعرفه . ولما عرف سفيان أنه اشتهر مكانه ومقامه ، قال ليحيى : حولني ، فحوله إلى منزل الهيثم بن منصور ، فلم يزل فيه ، فكلمه حماد بن زيد في تنحيه عن السلطان ، وقال : هذا فعل أهل البدع ، وما يخاف منهم . فأجمع سفيان وحماد على أن يقدما بغداد ، وكتب سفيان إلى المهدي وإلى يعقوب بن داود الوزير ، فبدأ بنفسه ، فقيل : إنهم يغضبون من هذا . فبدأ بهم ، وأتاه جواب كتابه بما يحب من التقريب والكرامة ، والسمع منه والطاعة ، فكان على الخروج إليه ، فحم ومرض ، ثم مات .(107)
وإنما كتب إلي المهدي; لأنه طال مهربه ،فطلب منه أن يعطيه الأمان ليرجع لبلده الكوفة .
مآخذ العلماء عليه :
قال الذهبي 748: كان سفيان رأسا في الزهد ، والتأله ، والخوف ، رأسا في الحفظ ، رأسا في معرفة الآثار ، رأسا في الفقه ، لا يخاف في الله لومة لائم ، من أئمة الدين ، واغتفر له غير مسألة اجتهد فيها .(108)
.وقال الذهبي :وفيه تشيع يسير ، كان يثلث بعلي وهو على مذهب بلده أيضا في النبيذ ويقال : رجع عن كل ذلك . وكان ينكر على الملوك ، ولا يرى الخروج أصلا ، وكان يدلس في روايته ، وربما دلس عن الضعفاء ، وكان سفيان بن عيينة مدلسا ، لكن ما عرف له تدليس عن ضعيف . (109)
أول المآخذ : التدليس:
قال ابن المبارك : حدث سفيان بحديث فجئته وهو يدلسه فلما رآني أستحيي وقال نرويه عنك . (110)
وعده ابن حجر رحمه الله في الطبقة الثانية من طبقات التدليس .
فقال: الثانية : من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح للإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري أو كان لا يدلس الا عن ثقة كإبن عيينة. (111)
مذهبه في التدليس:
قال الحاكم : مذهب سفيان بن سعيد ان يكني المجروجين من المحدثين اذا روى عنهم مثل بحر السقاء فيقول حدثنا ابو الفضل والصلت بن دينار يقول حديثا ابو شعيب والكلبي يقول حديثنا ابو النضر وسليمان بن ارقم يقول حدثنا ابو معاذ. (112)
اعتذار العلماء له :
قال ابن حجر :سفيان بن سعيد الثوري الامام المشهور الفقيه العابد الحافظ الكبير وصفه النسائي وغيره بالتدليس وقال البخاري ما أقل تدليسه . (113)
قال الخطيب : وكان الأعمش ، وسفيان الثوري يفعلون مثل هذا . "التدليس"
قال العراقي : وهو قادح فيمن تعمد فعله .
وقال شيخ الإسلام : لا شك أنه جرح ، وإن وصف به الثوري ، والأعمش ، فالاعتذار أنهما لا يفعلانه إلا في حق من يكون ثقة عندهما ضعيفا عند غيرهما . (114)
وروى البيهقي في " المدخل " ، عن محمد بن رافع ، قال : قلت لأبي عامر : كان الثوري يدلس ؟ قال : لا ، قلت : أليس إذا دخل كورة يعلم أن أهلها لا يكتبون حديث رجل ، قال : حدثني رجل ، وإذا عرف الرجل بالاسم كناه ، وإذا عرف بالكنية سماه ، قال : هذا تزيين ليس بتدليس .(115)
ثانيا : التشيع:
معنى التشيع في عرف المتقدمين:
قال ابن حجر رحمه في تهذيب التهذيب : فالتشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان, وأن عليا كان مصيبا في حروبه وأن مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما, وربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-, وإذا كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته بهذا, لا سيما إن كان غير داعية, وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة,"(116)
وفي تاريخ ابن معين ، قال يحيى بن معين : حدثنا المبارك بن سعيد عن أبىالجحاف قال أدركت الشيعة الأولى والغالى فيهم الذى يفضل عليا على أبى بكروعمر.
قال فهم بن عبد الرحمن : حدثنى وكيع بن الجراح قالسمعت سفيان الثورى يقول ما أرى من ترك تقديم ابى بكر وعمر الا طاعنا على أصحاب رسولالله صلى الله عليهوسلم .(117)
فمعنى تشيعه رحمه الله تقديم علي رضي الله عنه على عثمان رضي الله عنه وهذا مذهب بلده الكوفة
قال أبو بكر بن عياش : كان سفيان ينكر على من يقول : العبادات ليست من الإيمان ، وعلى من يقدم على أبي بكر وعمر أحدا من الصحابة ، إلا أنه كان يقدم عليا على عثمان . رواها الحاكم . (118)
والحمد لله ترك ذلك فقد ذكر الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء
عن زيد بن الحباب قال : خرج سفيان إلى أيوب ، وابن عون ، فترك التشيع. (119)
ثالثاً: شربه النبيذ:
كان يشرب النبيذ وهذا كان مذهب بلاده الكوفة ثم تركه .
قَالَ شعَيب بن حَرْب : قَال مالك بن أنس لم يأْخذ أولونا عن أوليكم قد كان علقمة والْأسود ومسروق يمرونَ فلا يأْخذ عنْهُم أحد منا فَكذلِك آخرونا لا يأْخذُونَ عن آخريكم قال : ثمَّ ذكر سفْيان يعنِي الثّْوري فَقالَ : أما أَنه قد فارقني على أَلا يشرب النَّبِيذ. (120)
قال ابن مهدي : يزعمون أن سفيان كان يشرب النبيذ . أشهد لقد وصف له دواء ، فقلت : نأتيك بنبيذ ؟ فقال : لا ، ائتني بعسل وماء . (121)
قيل لابْن الْمبارك: كيف استجزت ان تخالف سفيان الثَّوْري فِي النَّبِيذ فلنعم الحجيج كانَ لَك فِيما بينك وبين الله قَالَ صدقت ولكِن عمار بن سيف الضَّبِّيّ إيش هو عنْدك قَال: قلت: هو أفضل أهل الْكوفَة قَال: أَخْبرنِي انه سأَل سُفْيَان الثَّوْريّ عَن النَّبيذ فَقَال: لَا تشربه حدثنَا أَسد بن مُوسَى ثَنَا عبد الله بن إِدْرِيس عَن عمار بن سيف انه سَأَل سُفْيَان الثَّوْريّ عن النَّبِيذ فَقَال: لَا تشربه قلت: هَذَا يدل على رجوع بن الْمبَارك عن شرب النَّبِيذ وَالله أعلم. (122)
ودليل على رجوع سفيان الثوري عن شرب النبيذ والله أعلم.
من أقواله
قال عبد الرزاق :سمعت سفيان الثوري يقول لرجل من العرب : اطلبوا العلم ويحكم فإني أخاف أن يخرج منكم فيصير في غيركم ، اطلبوه ويحكم ، فإنه عزّ وشرف في الدنيا والآخرة . (123)
قال محمد بن يوسف الفريابي :كان سفيان الثوري لا يحدث النبط، ولا سفل الناس .وكان إذا رأه ساءه ، فقيل في ذلك ، فقال إنما العلم إنما أخذ عن العرب فإذا صار إلى النبط وسفل الناس قلبوا العلم .(124)
يحيى القطان : سمعت سفيان يقول : إن أقبح الرعية أن يطلب الدنيا بعمل الآخرة . (125)
قال يحي بن يمان : سمعت سفيان الثوري يقول : الأعمال السيئة داء ، والعلماء دواء، فإذا فسد العلماء فمن يشفي الداء . ؟ .(126)
قال يحيى بن يمان سمعت سفيان يقول: العلم طبيب الدّين، والدّراهم داء الدّين، فإذا جذب الطبيب الداء إليه فمتى يداوي غيره. (127)
عن سفيان قال : ما نعلم شيئا أفضل من طلب العلم بنية . (128)
قال سفيان : قال : احذر سخط الله في ثلاث : احذر أن تقصر فيما أمرك ، واحذر أن يراك وأنت لا ترضى بما قسم لك ، وأن تطلب شيئا من الدنيا فلا تجده ، أن تسخط على ربك . (129)
قال سفيان : الزهد زهدان : زهد فريضة ، وزهد نافلة . فالفرض : أن تدع الفخر والكبر والعلو ، والرياء والسمعة ، والتزين للناس . وأما زهد النافلة : فأن تدع ما أعطاك الله من الحلال ، فإذا تركت شيئا من ذلك ، صار فريضة عليك ألا تتركه إلا لله . (130)
قال سفيان : لو أن اليقين ثبت في القلب ، لطار فرحا ، أو حزنا ، أو شوقا إلى الجنة ، أو خوفا من النار .(131)
قال سفيان من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة - وهو يعلم - خرج من عصمة الله ، ووكل إلى نفسه . (132)
وعنه : من سمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه ، لا يلقها في قلوبهم . (133)
قال المبارك : عن سفيان ، قال : ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة ، والرخاء مصيبة . (134)
عن يعلى بن عبيد : قال سفيان : لو كان معكم من يرفع حديثكم إلى السلطان ، أكنتم تتكلمون بشيء ؟ قلنا : لا . قال : فإن معكم من يرفع الحديث .(135)
قال محمد بن عبيد الطنافسي : سمعت سفيان الثوري يقول : زينوا العلم بأنفسكم ولا تزينوا بالعلم . (136)
وعن سفيان : الزهد في الدنيا هو الزهد في الناس ، وأول ذلك زهدك في نفسك . (137)
قال عبد الله بن المبارك: سمعت سفيان الثوري يقول : ما أطاق أحد العبادة ولا قوي عليها إلا بشدة الخوف . (138)
وعن سفيان : من سر بالدنيا ، نزع خوف الآخرة من قلبه .(139)
قال المهدي أبو عبد الله : سمعت سفيان الثوري يقول : كان يقال أو العلم الصمت ، والثاني الاستماع له وحفظه، والثالث العمل به ، والرابع نشره وتعليمه . (140)
عن زيد بن أبي الزرقاء ، قال : خرج سفيان ونحن على بابه نتدارى في النسخ ، فقال : " يا معشر ، الشباب تعجلوا بركة هذا العلم ، فإنكم لا تدرون لعلكم لا تبلغون ما تؤملون منه ليفد بعضكم بعضا " . (141)
قبيصة : سمعت سفيان يقول : الملائكة حراس السماء ، وأصحاب الحديث حراس الأرض . (142)
قال عبد الله بن داود :سمعت الثوري يقول : ينبغي للرجل أن يكره ولده على طلب الحديث فإنه مسؤل عنه . (143)
عن يحيى بن المتوكل : قال سفيان : إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون ، فهو رجل سوء ; لأنه ربما رآهم يعصون ، فلا ينكر ، ويلقاهم ببشر . (144)
من أخباره رحمه الله :
قيل : التقى سفيان والفضيل فتذاكرا ، فبكيا ، فقال سفيان : إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة . فقال له فضيل : لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه شؤما ، أليس نظرت إلى أحسن ما عندك ، فتزينت به لي ، وتزينت لك ، فعبدتني وعبدتك ؟ فبكى سفيان حتى علا نحيبه ، ثم قال : أحييتني أحياك الله . (145)
قال أبو سعيد الأشج : سمعت أبا عبد الرحمن الحارثي يقول : دفن سفيان كتبه ، فكنت أعينه عليها فقلت : يا أبا عبد الله ! و في الركاز الخمس فقال : خذ ما شئت . فعزلت منها شيئا ، كان يحدثني منه . (146) .
قال أحمد بن عبد الله العجلي : آجر سفيان نفسه من جمال إلى مكة ، فأمروه يعمل لهم خبزة ، فلم تجئ جيدة ، فضربه الجمال ، فلما قدموا مكة ، دخل الجمال فإذا سفيان قد اجتمع حوله الناس . فسأل ؟ فقالوا : هذا سفيان الثوري ، فلما انفض عنه الناس ، تقدم الجمال إليه ، وقال : لم نعرفك يا أبا عبد الله . قال : من يفسد طعام الناس يصيبه أكثر من ذلك .
قال الذهبي : هذه حكاية مرسلة ، وكيف اختفى في طول الطريق أمر سفيان ، فلعلها في أيام شبابه . (147)
قال أبو نعيم : حدثنا الطبراني ، حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا عارم ، قال : أتيت أبا منصور أعوده ، فقال لي : بات سفيان في هذا البيت ، وكان هنا بلبل لابني ، فقال : ما بال هذا محبوسا ؟ لو خلي عنه . قلت : هو لابني ، وهو يهبه لك . قال : لا ، ولكن أعطيه دينارا . قال : فأخذه ، فخلى عنه ، فكان يذهب ويرعى ، فيجيء بالعشي ، فيكون في ناحية البيت ، فلما مات سفيان ، تبع جنازته ، فكان يضطرب على قبره ، ثم اختلف بعد ذلك ليالي إلى قبره ، فكان ربما بات عليه ، وربما رجع إلى البيت ، ثم وجدوه ميتا عند قبره ، فدفن عنده . (148)
نماذج من تفسيره :
قال عبد الرحمن بن مهدي : كان سفيان يأخذ المصحف فلا يكاد يمر بآية إلا فسرها فربما (7) مر بالآية فيقول اي شئ عندك في هذه؟ فأقول ما عندي فيها شئ، فيقول (تضيع مثل هذه لا يكون عندك فيها شئ؟.(149)
عن عبد الرزاققال : كان الثوري يقول: سلوني عن المناسك والقرآن فإني بهما عالم.(150)
مِنْ سورة البقرة :قال سفيان نزلَت أَربع آيَات مِنْ أَول البقرة في نعت المؤمنين وثلث آيات في نعت الكافرين وثلث عشْرةَ آيَةً في نَعْت الْمنافقِينَ .(151)
قال سفيان فِي قَوْلِهِ: (وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا) قال :متشابها لونه واحد مختلف طعمه .البقرة(الآية 25). (152)
قال سفيان فِي قَوْلِهِ :)دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهم ) يونس(الآية 10) ،قَالَ : إِذَا اشْتَهَوْا شَيْئًا قَالُوا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ فَإِذَا هُوَ بَيْنَ أيديهم .. (153)
عن سفيان عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) (الآية 114) قال: الصلوات الخمس. (154)
قال سفيان فِي قَوْلِهِ (وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولا)(الآية 11) ،قال : دعاءهعلى نفسه إذا غضب . (155)
الخريبي : عن سفيان : (سنستدرجهم )(الأعراف : 182 ، والقلم : 44) ، قال : نسبغ عليهم النعم ، ونمنعهم الشكر . (156)
وفي قوله :( وملكا كبيرا )قال : استئذان الملائكة عليهم . (157)
قال معدان : سألت الثوري عن قوله : (وهو معكم أين ما كنتم )؟ قال : علمه . (158)
وفاته:
عن ابن مهدي ، قال : مرض سفيان بالبطن ، فتوضأ تلك الليلة ستين مرة ، حتى إذا عاين الأمر ، نزل عن فراشه ، فوضع خده بالأرض ، وقال : يا عبد الرحمن ! ما أشد الموت . ولما مات غمضته ، وجاء الناس في جوف الليل ، وعلموا .
وقال عبد الرحمن : كان سفيان يتمنى الموت ليسلم من هؤلاء ، فلما مرض كرهه ، وقال لي : اقرأ علي يس فإنه يقال : يخفف عن المريض ، فقرأت ، فما فرغت حتى طفئ .
وقيل : أخرج بجنازته على أهل البصرة بغتة ، فشهده الخلق ، وصلى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر الكوفي ، بوصية من سفيان ، لصلاحه .(159)
قال ابن المديني : أقام سفيان في اختفائه نحو سنة .
وقال يحيى القطان : مات في أول سنة إحدى وستين ومائة .
قال الذهبي : الصحيح : موته في شعبان سنة إحدى كذلك أرخه الواقدي ، ووهم خليفة ، فقال : مات سنة اثنتين وستين .
وقال أبو أسامة : لقيت يزيد بن إبراهيم صبيحة الليلة التي مات فيها سفيان ، فقال لي : قيل لي الليلة في منامي : مات أمير المؤمنين . فقلت للذي يقول في المنام : مات سفيان الثوري ؟ قال : نعم .
وقال مصعب بن المقدام : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم آخذا بيد سفيان الثوري ، وهو يجزيه خيرا .
وقال أبو سعيد الأشج : حدثنا إبراهيم بن أعين ، قال : رأيت سفيان بن سعيد ، فقلت : ما صنعت ؟ قال : أنا مع السفرة الكرام البررة . تمت الترجمة ، والحمد لله . (160)
--------------------
(1) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 229 ،230
(2)سير أعلام النبلاء للذهبي 7 / 242
(3)سير أعلام النبلاء للذهبي ٧/ 230
(4)تقريب التهذيب لابن حجر 1 / 244
(5)سير أعلام النبلاء للذهبي 7/230
(6)الأربعون المرتبة على طبقات الأربعين لعلي بن المفضل المقدسي 1 /174
(7)سير أعلام النبلاء للذهبي 7 / 242
(8) الأربعون المرتبة على طبقات الأربعين لعلي بن المفضل المقدسي 1/ 174
(9) سير أعلام النبلاء للذهبي 7 /268
(10) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 234
(11) طبقات المفسرين لمحمد بن علي الداوودي 1 / 193
(12) سير أعلام النبلاء للذهبي 7 / 234
(13) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 234
(14) طبقات المفسرين لمحمد بن علي الداوودي 1 / 193
(15) تهذيب التهذيب لابن حجر 4 / 113
(16) سير أعلام النبلاء للذهبي 7 / 254
(17) سير أعلام النبلاء للذهبي 7 /236
(18) طبقات المفسرين لمحمد بن علي الداودي 1 /194
(19) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/ 358
(20) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/249
(21) طبقات المفسرين لمحمدبن علي الداوودي1/ 194
(22) تهذيب للتهذيب لأبن حجر العسقلاني 4 / 114
(23) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 238
(24) طبقات المفسرين لمحمد بن علي الداوودي 1/195
(25) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/ 358
(26) سير أعلام النبلاء للذهبي 1/ 238
(27) طبقات المفسرين لمحمد بن علي الداوودي 1/ 194
(28) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 240
(29) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 238
(30) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 241
(31) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/360
(32) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/ 357
(33) سير أعلام النبلاء للذهبي 7 / 240
(34) الجرح والتعديل لأبن أبي حاتم 1 /66
(35) طبقات المفسرين لمحمد بن علي الداوودي 1/ 194
(36) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 241
(37) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/249
(38) الثقات للعجلي 1 /411
(39) الثقات للعجلي 1 / 402
(40) تهذيب التهذيب لأبن حجر العسقلاني 4 / 114
(41) تهذيب التهذيب لأبن حجر العسقلاني 4/114
(42) سير أعلام النبلاء للذهبي. 7/ 236
(43) سير أعلام النبلاء للذهبي /7230، 269
(44) الحلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/ 370، 371
(45) الحلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/ 367
(46) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/ 363
(47) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/359
(48) سيرأعلام النبلاء للذهبي 7/ 150
(49) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6 /359
(50) الثقات للعجلي 1 /411
(51) الحلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/370
(52) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/242
(53) الحلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/365
(54) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/ 364
(55)سيرأعلام النبلاء للذهبي 7/ 237
(56) الثقات للعجلي 1/ 414
(57) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/ 368
(58) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 248
(59) سيرأعلام النبلاء للذهبي 7/ 272
(60) تهذيب التهذيب لأبن حجر4/ 115
(61) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/236
(62) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 247
(63) كتاب الأربعين المرتبةعلى طبقات الأربعين 1 /177
(64) الجرح والتعديل لأبن أبي حاتم 1 /61
(65) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/ 357
(66) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/240
(67) الثقات للعجلي ج1ص 409
(68) تهذيب التهذيب لأبن حجر 4 /115
(69) سيرأعلام النبلاء للذهبي 7/ 236
(70) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/386
(71) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/244
(72) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/389
(73) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/378
(74) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/240
(75) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/240، 241
(76) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/255
(77) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 255
(78) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/255
(79) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/256
(80) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/370
(81) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 241
(82) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 243
(83) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/243
(84) سير أعلام النبلاء 7/ 242
(85) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/255
(86) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/252
(87)الجرح والتعديل لأبن أبي حاتم 1/99
(88) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 252
(89) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/ 266
(90) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6 / 276
(91)ا لجرح والتعديل لأبن أبي حاتم 1/100
(92) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6 / 258
(93) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/ 270
(94) الجرح التعديل لأبن أبي حاتم 1/98
(95) الجرح والتعديل لأبن أبي حاتم 1 /٥٨
(96) الجرح والتعديل لأبن أبي حاتم 1/ ١٠٢
(97) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 259
(98) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 259
(99) سيرأعلام النبلاء للذهبي 7/ 278
(100) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 241
(101) الجرح والتعديل لأبن أبي حاتم ١/98
(102) الجرح والتعديل لأبن أبي حاتم ١/98
(103) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 261 ،262
(104) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 262
(105) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 262 ، 263
(106) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 244
(107) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 246
(108) سير أعلام النبلاء للذهبي 7 /241
(109) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 242، 243
(110) تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني 4/115
(111) المدلسين = تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس . لابن حجر العسقلاني ١ /١٣
(112) سؤلات السجزتي للحاكم 1/ 88رقم :51
(113) طبقات المدلسين = تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس لأبن حجر العسقلاني. ١ /٣٢
(114) تدريب الراوي للسيوطي ج1/ 259
(115) تدريب الراوي للسيوطي ١/ ٢٦٥
(116) "تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني 1 /94
(117) تاريخ ابن معين رواية ابن محرز ج١ ص١٢٩
(118) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 252
(119) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 253
(120) العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ج١ /٢٩٤
(121) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم 6 /275
(122) الثقات للعجلي ٢/ ٥٦
(123) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم 6/ 368
(124) حليه الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم 6 /369
(125) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/243
(126) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم ج 6/ 361
(127) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم 6 / 361
(128) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 244
(129) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/244
(130) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 244
(131) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 260
(132) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 261
(133) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 261
(134) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 266
(135) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 268
(136) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم 6/ 361
(137) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 268
(138) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم 6/ 362
(139) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 268
(140)حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم 6/362
(141) الحلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم 6/ 370
(142) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 274
(143) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم 6/ 365
(144) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/278
(145) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 267
(146) سير أعلام النبلاء للذهبي 7/ 267، 268
(147) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 276،275
(148) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 266
(149) الجرح و التعديل لأبن أبي حاتم 1/ ١١٦
(150) الجرح والتعديل لأبن أبي حاتم 1 /١١٧
(151) تفسير الثوري 1 / 41
(152) تفسير الثوري 1 / 42
(153) تفسير الثوري 1/ 128
(154)تفسير الثوري 1/135
(155) تفسير الثوري 1/ 169
(156) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 258
(157) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 269
(158) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 274
(159) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 278
(160) سير أعلام النبلاء للذهبي7/ 279
0000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
المراجع :
الكتاب :سير أعلام النبلاء
المؤلف : محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (المتوفى : 748هـ)
الناشر : مؤسسة الرسالة
سنة النشر: 1422هـ / 2001م
الكتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
المؤلف: أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى: 430هـ)
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت
الكتاب: معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم
المؤلف: أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلى الكوفى (المتوفى: 261هـ)
الناشر: مكتبة الدار - المدينة المنورة - السعودية
الطبعة: الأولى، 1405 - 1985
عنوان الكتاب: طبقات المفسرين
المؤلف: محمد بن علي بن أحمد الداوودي شمس الدين
الناشر: دار الكتب العلمية
سنة النشر: 1403 - 1983
الكتاب: تقريب التهذيب
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)
الناشر: دار الرشيد - سوريا
الطبعة: الأولى، 1406 - 1986
العلل ومعرفة الرجال
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
الناشر: دار الخاني , الرياض
الطبعة: الثانية، 1422 هـ - 201 م
الكتاب: سؤالات مسعود بن علي السجزي (مع أسئلة البغداديين عن أحوال الرواة للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري)
المؤلف: أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى: 405هـ)
دار النشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت
الطبعة: الأولى، 1408هـ، 1988م
الكتاب : تاريخ ابن معين – رواية ابن محرز
المؤلف بو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن المري بالولاء، البغدادي (المتوفى: 233هـ)
الناشر: مجمع اللغة العربية - دمشق
الطبعة: الأولى، 1405هـ، 1985م:
الكتاب: كتاب الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين
المؤلف: شَرَفُ الدِّيْنِ، عَلِيُّ بنُ المُفَضَّلِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُفَرِّجِ بنِ حَاتِمِ بنِ حَسَنِ بنِ جَعْفَرٍ المَقْدِسِيُّ (المتوفى: 611هـ)
الناشر: أضواء السلف
الطبعة: الأولى
"تهذيب التهذيب
ابن حجر العسقلاني
الكتاب: تهذيب التهذيب
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)
الناشر: مطبعة دائرة المعارف النظامية، الهند
الطبعة: الطبعة الأولى، 1326هـ.
الكتاب: الجرح والتعديل
المؤلف: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ)
الناشر: طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند
دار إحياء التراث العربي - بيروت
الطبعة: الأولى، 1271 هـ 1952 م
الكتاب : تدريب الراوي في شرح تقريب النووي
المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي(المتوفى :849 – 911هـ )
الناشر : دار طيبة
الكتاب: تفسير الثوري
المؤلف: أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي (المتوفى: 161هـ)
الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
الطبعة: الأولى 1403 هـ 1983 م