بسم الله الرحمن الرحيم
تعلم كتاب الله تصحيحا لتلاوته وتدبرا لآياته والعمل بأوامره ونواهيه مع إخلاص العمل واحتساب الآجر من أفضل الأعمال عند الله حيث ينال به العبد الخيرية ورفعة الدرجات ويجد في نفسه لذة آثار التعبد بتلاوته والأدلة في ذلك كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله وما هو محسوس لمن وفقه الله للفقه في كتاب الله .
ومن ساق الله إليه من يعينه على تعلم كتاب الله وتلقينه القرآن الكريم ليقرآه غضا طريا كما أنزل فإن ذلك من النعم التي يجب أن تشكر
((لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ))
ولا ينبغي لمن يسر الله له هذه النعمة أن يفوتها على نفسه فقد يتمناها فيما بعد ولا يجدها وقد ينقضي الآجل قبل أن تتيسر له مره أخرى وعمر الإنسان محدود بأيام معدودة سرعان ما تنقضي والمغبون من فاتته تلك الأيام دون أن يستثمرها بالتدبر لكلام العزيز الحكيم والتلذذ بمناجاته على المنهج الذي ارتضاه الله لهذه الأمة إرشادا لها وإكراما .
ومما يعين على الإستمرار في تعلم القرآن واتقان حفظه مدارسته مع زملاء يشجعهم ويشجعونه على الحفظ والإتقان ويكسب معهم الأجر على الإجتماع على تلاوة كتاب الله وتدارسه بينهم وينبغي أن يحذر متعلم القرآن من حيل الشيطان أو الإغترار بما يرى من نفسه من الإقبال على كتاب الله وانشغال غيره فإن الأعمال بالخواتيم (( يثبت اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء..إلخ ))
ويسأل الله أن يحفظ دينه ويصرف عنه مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يهديه لما اختلف فيه من الحق
وأن يجعله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته
ويتدبر تفسير السلف لقوله تعالى ((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ))
ويتخذ لنفسه ساعات يخلو فيها مع كتاب الله يتلوه تلاوة تدبر إذا مر بآية رحمه سأل الله وإذا مر بآية عذاب تعوذ بالله من عذابه وإذا مر بيا أيها الذين آمنوا أرعاها سمعه لانه خير يؤمر به أو شرا ينهى عنه وإذا مر بآية قسم تدبر جواب القسم وتكريم الله للإنسان ولطفه به وحلمه عليه إذا يقسم سبحانه لعباده وهو الغني عنهم ومع ذلك ترى منهم المعرضون ولا يعاجلهم العقوبة ويتوب على من تاب ..