معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   مجلس أبي مالك العوضي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=621)
-   -   سؤال عن استشكال في قول الماوردي: (احملوه على أحسن ما فيه من العزائم دون الرخص) (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=34087)

حامل المسك 26 محرم 1432هـ/1-01-2011م 06:54 PM

سؤال عن استشكال في قول الماوردي: (احملوه على أحسن ما فيه من العزائم دون الرخص)
 
السلام عليكم ورحمة الله
وفقكم الله
قال الماوردي:
اقتباس:

(وفي قوله : " فاحملوه على أحسن محامله" تأويلان :
أحدهما : أن تحمل تأويله على أحسن معانيه .
والثاني : على أحسن ما فيه من العزائم دون الرخص ، والعفو دون الانتقام ، وهذا دليل على أن تأويل القرآن مستنبط منه).
قرأت لمحمد بن هبة الله المكي بعد أن ساق كلام الماوردي السابق :
اقتباس:

(وهذا الذي ذكره في الوجه الأخير ليس بشيء ؛ لأنه صح عن النبي عليه السلام أنه قال: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه")
فما وجه العلاقة بين الحديث وكلام الماوردي؟ وفقكم الله..

أبو مالك العوضي 16 ربيع الأول 1432هـ/19-02-2011م 08:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حامل المسك (المشاركة 47412)
السلام عليكم ورحمة الله
وفقكم الله
قال الماوردي:
اقتباس:

(وفي قوله : " فاحملوه على أحسن محامله" تأويلان :
أحدهما : أن تحمل تأويله على أحسن معانيه .
والثاني : على أحسن ما فيه من العزائم دون الرخص ، والعفو دون الانتقام ، وهذا دليل على أن تأويل القرآن مستنبط منه).
قرأت لمحمد بن هبة الله المكي بعد أن ساق كلام الماوردي السابق :
اقتباس:

(وهذا الذي ذكره في الوجه الأخير ليس بشيء ؛ لأنه صح عن النبي عليه السلام أنه قال: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه")
فما وجه العلاقة بين الحديث وكلام الماوردي؟ وفقكم الله..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومعذرة ابتداء من التأخر في الرد، مع اطلاعي على السؤال، إلا أني لم أرد التقدم بين يدي المشايخ.
وأما العلاقة بين الحديث وكلام الماوردي فتظهر بإيضاح ما ذكره في الوجه الثاني.
فالوجه الثاني فيه : أن معنى قوله (فاحملوه على أحسن وجوهه) هو (احملوه على أحسن ما فيه من العزائم دون الرخص)؛ فعلى هذا يكون بسط المعنى:
(إذا جاءكم أمر أو نهي في القرآن الكريم وكان محتملا وجهين: عزيمة ورخصة، فاعملوا بالعزيمة دون الرخصة)
وهذا الكلام يظهر للناظر بادي الرأي أنه مناقض لحديث (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه)؛ لأنه في هذا الحديث دعا إلى إتيان الرخصة، وفي الحديث الأول دعا إلى اجتنابها والأخذ بالعزيمة.
ولكن هذا الانتقاد عند التأمل غير صحيح؛ لوجهين:
الأول: أن حديث إتيان الرخصة مبني على ثبوت هذه الرخصة أصالة، فقوله (يحب أن تؤتى رخصه) فيه إضافة الرخصة إلى الله عز وجل، فهي رخصة ثابتة في الشرع لا خلاف فيها ولا أوجه.
الثاني: أن محبة إتيان الرخصة لا ينفي كون الأخذ بالعزيمة أفضل، فيكون الحديث الأول محمولا على الندب وهذا الحديث محمولا على السعة.
والله تعالى أعلم.


الساعة الآن 01:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir