معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   كتاب الصيام (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=143)
-   -   باب صيام التطوع وما نهي عن صومه (13/13) [النهي عن صيام الدهر] (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=2966)

محمد أبو زيد 15 محرم 1430هـ/11-01-2009م 05:23 PM

باب صيام التطوع وما نهي عن صومه (13/13) [النهي عن صيام الدهر]
 

وعن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ولمسلِمٍ عن أبي قَتَادَةَ بلفظِ: ((لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ)).

محمد أبو زيد 15 محرم 1430هـ/11-01-2009م 07:05 PM

سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
 

16/652 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) اخْتُلِفَ فِي مَعْنَاهُ.
قَالَ شَارِحُ المَصَابِيحِ: فُسِّرَ هَذَا مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ عَلَى مَعْنَى الدُّعَاءِ عَلَيْهِ؛ زَجْراً لَهُ عَنْ صَنِيعِهِ, وَالآخَرُ عَلَى سَبِيلِ الإِخْبَارِ وَالمَعْنَى أَنَّهُ بِمُكَابَدَةِ سَوْرَةِ الجُوعِ وَحَرِّ الظَّمَأِ لِاعْتِيَادِهِ الصَّوْمَ حَتَّى خَفَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَفْتَقِرْ إلَى الصَّبْرِ عَلَى الجَهْدِ الَّذِي يَتَعَلَّقُ بِهِ الثَّوَابُ، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَصُمْ وَلَمْ تَحْصُلْ لَهُ فَضِيلَةُ الصَّوْمِ, وَيُؤَيِّدُ أَنَّهُ لِلْإِخْبَارِ قَوْلُهُ:


17/653 - وَلِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ بِلَفْظِ: ((لا صَامَ وَلا أَفْطَرَ)).
(وَلِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا صَامَ وَلا أَفْطَرَ)، وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضاً حَدِيثُ التِّرْمِذِيِّ عَنْهُ بِلَفْظِ: ((لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ)).
قَالَ ابْنُ العَرَبِيِّ: إنْ كَانَ دُعَاءً فَيَاوَيْحَ مَنْ دَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُ الخَبَرَ فَيَاوَيْحَ مَنْ أَخْبَرَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَصُمْ وَإِذَا لَمْ يَصُمْ شَرْعاً فَكَيْفَ يُكْتَبُ لَهُ ثَوَابٌ؟!
وَقَد اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي صِيَامِ الأَبَدِ؛ فَقَالَ بِتَحْرِيمِهِ طَائِفَةٌ وَهُوَ اخْتِيَارُ ابْنِ خُزَيْمَةَ؛لِهَذَا الحَدِيثِ وَمَا فِي مَعْنَاهُ، وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ إلَى جَوَازِهِ وَهُوَ اخْتِيَارُ ابْنِ المُنْذِرِ,وَتَأَوَّلُوا أَحَادِيثَ النَّهْيِ عَنْ صِيَامِ الدَّهْرِ أَنَّ المُرَادَ مَنْ صَامَهُ مَعَ الأَيَّامِ المَنْهِيِّ عَنْهَا مِن العِيدَيْنِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ, وَهُوَ تَأْوِيلٌ مَرْدُودٌ بِنَهْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِابْنِ عَمْرٍو عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ وَتَعْلِيلِهِ بِأَنَّ لِنَفْسِهِ عَلَيْهِ حَقًّا وَلِأَهْلِهِ حَقًّا وَلِضَيْفِهِ حَقًّا؛ وَلِقَوْلِهِ: ((أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ وَأُفْطِرُ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)).
فَالتَّحْرِيمُ هُوَ الأَوْجَهُ دَلِيلاً, وَمِنْ أَدِلَّةِ التحريمِ مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وابنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى مَرْفُوعاً: ((مَنْ صَامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عَلَيْهِ جَهَنَّمُ)). وَعَقَدَ بِيَدِهِ.
قَالَ الجُمْهُورُ: يُسْتَحَبُّ صَوْمُ الدَّهْرِ لِمَنْ لا يُضْعِفُهُ عَنْ حَقٍّ. وَتَأَوَّلُوا أَحَادِيثَ النَّهْيِ بتَأْوِيلٍ غَيْرِ رَاجِحٍ وَاسْتَدَلُّوا بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَّهَ صَوْمَ سِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ مَعَ رَمَضَانَ وَشَبَّهَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ بِصَوْمِ الدَّهْرِ فَلَوْلا أَنَّ صَائِمَهُ يَسْتَحِقُّ الثَّوَابَ لَمَا شُبِّهَ بِهِ.
وَأُجِيبَ بِأَنَّ ذَلِكَ عَلَى تَقْدِيرِ مَشْرُوعِيَّتِهِ فَإِنَّهَا تُغْنِي عَنْهُ كَمَا أَغْنَتِ الخَمْسُ الصَّلَوَاتِ عَن الخَمْسِينَ الصَّلاةِ الَّتِي قَدْ كَانَتْ فُرِضَتْ, عَلى أَنَّهُ لَوْ صَلاَّهَا أَحَدٌ لِوُجُوبِهَا لَمْ يَسْتَحِقَّ ثَوَاباً بَلْ يَسْتَحِقُّ العِقَابَ, نَعَمْ أَخْرَجَ ابْنُ السُّنِّيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعاً: ((مَنْ صَامَ الدَّهْرَ فَقَدْ وَهَبَ نَفْسَهُ مِن اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)).إلاَّ أَنَّا لا نَدْرِي مَا صِحَّتُهُ؟

محمد أبو زيد 15 محرم 1430هـ/11-01-2009م 07:06 PM

توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام
 

580- وعن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ((لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ولمسلِمٍ عن أبي قَتَادَةَ بلفظِ: ((لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ)).
* مُفرداتُ الحديثِ:
- لا صامَ مَن صامَ الأَبَدَ: جُملةٌ إنشائيَّةٌ دُعائيَّةٌ، جاءتْ على سبيلِ الإخبارِ، فهو دعاءٌ عليه؛ لقَصْدِ الزجْرِ عن هذا الصنيعِ، وقيلَ: إنها جُملةٌ خَبريَّةٌ، وأنَّ مَن صامَ الدهْرَ، فقد ألِفَ نظامَ الأكْلِ على هيئةِ الصيامِ، فلا يُحِسُّ بألَمِ الجوعِ والظمأِ، فكأنه لم يَصُمْ.
-والأَبَدُ: بفتْحِ الهمزةِ والباءِ، والأبَدُ هو: الدهْرُ الطويلُ، الذي ليس بمحدودٍ، وجَمْعُه: آبادٌ وأُبودٌ.
* ما يُؤْخَذُ مِن الحديثِ:
1- اخْتَلَفَ العُلماءُ في معنى قولِه: ((لاَ صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ)).
فقالَ بعضُهم: هذا دعاءٌ على الصائمِ؛ زَجْرًا له عن مُواصَلَةِ الصيامِ الْمُجْهِدَةِ الشاقَّةِ، التي تَمْنَعُ القائمَ بها عن كثيرٍ مِن أعمالِ الْبِرِّ والإحسانِ، وتُعْجِزُه عن القيامِ بالواجباتِ نحوَ نَفْسِه ونحوَ أهلِه، ونحوَ مَن يُمَوِّنُ، ونحوَ أصحابِ الحقوقِ الواجبةِ، والمستَحَبَّةِ عليه.
وقالَ بعضُهم: إنَّ معناهُ الإخبارُ عن حالِ هذا الصائمِ الذي لم يَصُمْ حقيقةً، وإنما صامَ صُورةً؛ ذلك أنَّ الصيامَ الذي يُؤْجَرُ عليه صاحبُه ما نالَ صاحبَه، مِن أَلَمِ الجوعِ والظمأِ، وفقْدِ الْمُباحاتِ.
أمَّا صائمُ الدهرِ: فقد ألِفَتْ نفْسُه الصيامَ، واعتادَتْ طَبيعتُه الْحِرمانَ، فصارَ لا يُحِسُّ بالصيامِ ولا بما يُسَبِّبُه مِن الْجُوعِ والظمأِ، وبهذا فكأنه لم يَصُمْ، فالحديثُ إخبارٌ عن حالِه.
2- على كلِّ حالٍ، فهو مذمومٌ في كِلاَ الأمرينِ؛ لأنه خالَفَ أمْرَ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ولأنه اختارَ لنفسِه قَدْرًا مِن العِبادةِ غيرَ القدْرِ الذي اختارَه اللهُ ورسولُه.
قالَ ابنُ العربيِّ شارِحُ التِّرمذيِّ: إنْ كان دُعاءً، فيا ويحَ مَن دعا عليه النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وإن كانَ خَبَرًا فيا وَيحَ مَن أخْبَرَ عنه النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-.
3- فإنْ قِيلَ: إنَّ صِيامَ الدهْرِ فَضيلةٌ؛ لأنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ عن صائمِ الأيامِ الثلاثةِ مِن كلِّ شَهْرٍ: ((إِنَّ ذَلِكَ يَعْدِلُ صَوْمَ الدَّهْرِ)) رواه مسلِمٌ (1162).
قالَ ابنُ القَيِّمِ: هذا التشبيهُ إنما يَقتضِي التشبيهَ به في ثوابِه، لو كان مُسْتَحَبَّا.
والدليلُ عليه مِن نفْسِ الحديثِ؛ فإنه جَعَلَ صيامَ ثلاثةِ أيامٍ مِن كلِّ شَهْرٍ بمنزلةِ صيامِ الدهْرِ؛ إذ الحسنةُ بعَشْرِ أمثالِها، وهذا يَقتضِي أنْ يَحْصُلَ له ثوابُ مَن صامَ ثلاثَمائةٍ وسِتِّينَ يومًا، ومعلومٌ أنَّ هذا حرامٌ قَطْعًا، وغيرُ جائزٍ بالاتِّفاقِ، فالتشبيهُ إنما جاءَ على تقديرِ إمكانِه.
4-الصيامُ المستَحَبُّ هو صيامُ نَبِيِّ اللهِ تعالى داودَ؛ كان يصومُ يومًا، ويُفْطِرُ يومًا، والمسلِمُ الموَفَّقُ يُراعِي الأحوالَ في عِباداتِه وعاداتِه، فلا يَتْرُكُ شيئًا يَطْغَى على شيءٍ، فإنَّ الانهماكَ في نوعٍ يَحْرِمُ صاحبَها مِن أشياءَ ربما تكونُ أفْضَلَ وأَوْلَى مما هو عليه.
5- جاءَ في الصحيحينِ مِن حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ؛ أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: ((صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا؛ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الصِّيَامِ، وَلاَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ))، قالَ ذلك -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إرشادًا للأمَّةِ إلى مصالِحهم، وقَصْرًا لهم على ما يُطِيقُونَ الدوامَ عليه، فإنَّ أحَبَّ العمَلِ إلى اللهِ أدْوَمَه.
وفيه نَهْيٌ لهم عن التعَمُّقِ والتنَطُّعِ في العِباداتِ؛ فقد قالَ تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد:27].
وقالَ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ((لاَ رَهْبَانِيَّةَ فِي الْإِسْلاَمِ)).
قالَ الشيخُ: فإنَّ مِن حقِّ النفْسِ اللُّطْفِ بها.
واشتَرَطَ العلماءُ في فَضيلةِ صوْمِ يومٍ وفِطْرِ يومٍ، ألاَّ يُضْعِفَه الصيامُ عمَّا هو أفضَلُ منه، واجبًا أو سُنَّةً.
* فائدةٌ:
قالَ أصحابُنا: ويُكْرَهُ إفرادُ رجَبٍ بالصوْمِ؛ لأنَّ فيه إحياءً لشعائرِ الجاهليَّةِ.
قالَ الشيخُ: كلُّ حديثٍ يُرْوَى في فضْلِ صَوْمِه أو الصلاةِ فيه، فكَذِبٌ باتِّفَاقِ أهْلِ الحديثِ.


الساعة الآن 02:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir