معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   كتاب الصلاة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=139)
-   -   باب صفة الصلاة (15/38) [استحباب تدبر القرآن وفهم معانيه، سواء كان للقارئ أم المستمع] (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=2640)

محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 12:12 PM

باب صفة الصلاة (15/38) [استحباب تدبر القرآن وفهم معانيه، سواء كان للقارئ أم المستمع]
 

292- وعن حُذيفةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فما مَرَّتْ به آيَةُ رَحمةٍ إلا وَقَفَ عِنْدَهَا يَسَأَلُ، ولا آيَةُ عَذابٍ إلا تَعَوَّذَ منها. أَخَرَجَهُ الخمسةُ، وحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ.

محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 02:15 PM

سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
 

26/277 - وَعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا مَرَّتْ بِهِ آيَةُ رَحْمَةٍ إلاَّ وَقَفَ عِنْدَهَا يَسْأَلُ، وَلاَ آيَةُ عَذَابٍ إلاَّ تَعَوَّذَ مِنْهَا.
أَخْرَجَهُ الْخَمْسَةُ ، وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ.
(وَعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا مَرَّتْ بِهِ آيَةُ رَحْمَةٍ إلاَّ وَقَفَ عِنْدَهَا يَسْأَلُ) أي: يَطْلُبُ مِن اللَّهِ رَحْمَتَهُ.
(وَلاَ آيَةُ عَذَابٍ إلاَّ تَعَوَّذَ مِنْهَا) مِمَّا ذُكِرَ فِيهَا. (أَخْرَجَهُ الْخَمْسَةُ وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ).
فِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْقَارِئِ فِي الصَّلاَةِ تَدَبُّرُ مَا يَقْرَؤُهُ وَسُؤَالُ اللهِ رَحْمَتَه وَالِاسْتِعَاذَةُ مِنْ عَذَابِهِ.
وَلَعَلَّ هَذَا كَانَ فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ، وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ؛ لِأَنَّ حَدِيثَ حُذَيْفَةَ مُطْلَقٌ وَوَرَدَ تَقْيِيدُهُ بِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي صَلاَةٍ لَيْسَتْ بِفَرِيضَةٍ، فَمَرَّ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَقَالَ: ((أَعُوذُ بِاللَّهِ مِن النَّارِ، وَيْلٌ لِأَهْلِ النَّارِ)). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ بِمَعْنَاهُ.
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ عَائِشَةَ : قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ التَّمَامِ ، فَكَانَ يَقْرَأُ بِالْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ وَآلِ عِمْرَانَ، وَلاَ يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ إلاَّ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتَعَاذَ، وَلاَ يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا اسْتِبْشَارٌ إلاَّ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَغِبَ إلَيْهِ.
وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ، مِنْ حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَدَأَ فَاسْتَاكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَاسْتَفْتَحَ بالْبَقَرَةِ، لاَ يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إلاَّ وَقَفَ يَسْأَلُ، وَلاَ يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إلاَّ وَقَفَ وَتَعَوَّذَ. الْحَدِيثَ.
وَلَيْسَ لِأَبِي دَاوُدَ ذِكْرُ السِّوَاكِ وَالْوُضُوءِ.
فَهَذَا كُلُّهُ فِي النَّافِلَةِ كَمَا هُوَ صَرِيحُ الْأَوَّلِ، وَفِي قِيَامِ اللَّيْلِ، كَمَا يُفِيدُهُ الْحَدِيثَانِ الْآخَرَانِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةٍ قَطُّ أَنَّهُ أَمَّ النَّاسَ بِالْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ فِي فَرِيضَةٍ أَصْلاً.
وَلَفْظُ قُمْتُ يُشْعِرُ أَنَّهُ فِي اللَّيْلِ ، فَتَمَّ مَا تَرَجَّيْنَا بِقَوْلِنَا: وَلَعَلَّ هَذَا فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ. فهذا بِاعْتِبَارِ مَا وَرَدَ، فَلَوْ فَعَلَهُ أَحَدٌ فِي الْفَرِيضَةِ، فَلَعَلَّهُ لاَ بَأْسَ فِيهِ، وَلاَ يُخِلُّ بِصَلاَتِهِ، سِيَّمَا إذَا كَانَ مُنْفَرِداً؛ لِئَلاَّ يَشُقَّ عَلَى غَيْرِهِ إذَا كَانَ إمَاماً.
وَقَوْلُهَا: "لَيْلَةَ التَّمَامِ" فِي الْقَامُوسِ: ولَيْلَةُ (1) التِّمَامِ كَكِتَابٍ، وَلَيْلٌ تِمَامِيٌّ: أَطْوَلُ لَيَالِي الشِّتَاءِ، أَوْ هِيَ ثَلاَثٌ لاَ يُسْتَبَانُ نُقْصَانُهَا، أَوْ هِيَ إذَا بَلَغَتِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً فَصَاعِداً. انْتَهَى.



(1) الذي في القاموس: "ليلُ". انظر (ت م م).



محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 02:16 PM

توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام
 

232 - وَعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا مَرَّتْ بِهِ آيَةُ رَحْمَةٍ إِلاَّ وَقَفَ عِنْدَهَا يَسْأَلُ، وَلا آيَةُ عَذَابٍ إِلاَّ تَعَوَّذَ مِنْهَا. أَخْرَجَهُ الْخَمْسَةُ، وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ.
· دَرَجَةُ الحديثِ:
الْحَدِيثُ حَسَنٌ؛ فَطُرُقُ إِسْنَادِهِ جَيِّدَةٌ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ (772)، بِلَفْظٍ آخَرَ عَنْ حُذَيْفَةَ، وَأَخْرَجَهُ الْخَمْسَةُ، وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ.
وَقَالَ فِي (التلخيصِ): وَرَوَى نَحْوَهُ الْبَيْهَقِيُّ (2/310) مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.
· مُفْرَدَاتُ الْحَدِيثِ:
- آيَةُ رَحْمَةٍ: مِمَّا فِيهِ وَعْدٌ وَبِشَارَةٌ بالجنَّةِ وَنَعِيمِهَا، وَرِضْوَانِ اللَّهِ فِيهَا.
- آيَةُ عَذَابٍ: مِمَّا فِيهِ وَعِيدٌ، وَتَخْوِيفٌ منْ عَذَابِ اللَّهِ وَغَضَبِهِ.
· مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْحَدِيثِ:
1- اسْتِحْبَابُ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ وَتَفَهُّمِ مَعَانِيهِ؛ سَوَاءٌ كَانَ قَارِئاً أَوْ مُسْتَمِعاً، فَهَذِهِ هِيَ الْقِرَاءَةُ المفيدةُ النافعةُ؛ قَالَ تَعَالَى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ}. [ص: 29] سَوَاءٌ كَانَ فِي الصَّلاةِ أَوْ فِي غَيْرِهَا.
2- اسْتِحْبَابُ التَّعَوُّذِ بِاللَّهِ تَعَالَى حينَمَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ، أَوْ وَعِيدٍ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَسُؤَالِ الرحمةِ حينَما يَمُرُّ بأيةِ رَحْمَةٍ، فَهُوَ دُعَاءٌ مُنَاسِبٌ للموضوعِ.
3- بَعْضُ الْعُلَمَاءِ قَصَرَ هَذَا الاستحبابَ عَلَى صَلاةِ النافلةِ، وَلَكِنْ لا مَانِعَ أَنْ يَشْمَلَ الفَرِيضَةَ، فَمَا ثَبَتَ لصلاةٍ ثَبَتَ لأُخْرَى.
وَمِمَّا وَرَدَ فيه: مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ (18576)، وَابْنُ مَاجَهْ (1352)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي صَلاةٍ لَيْسَتْ بِفَرِيضَةٍ، فَمَرَّ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ والنارِ، فقالَ: ((أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، وَوَيْلٌ لأَهْلِ النَّارِ))).وَابْنُ أَبِي لَيْلَى مُتَكَلَّمٌ فِيهِ.
وَمَا رَوَاهُ أَحْمَدُ (24088)، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: (قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ القيامِ، فَكَانَ يَقْرَأُ بالبقرةِ والنساءِ وآلِ عِمْرَانَ، وَلا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا اسْتِبْشَارٌ، إِلاَّ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَغِبَ إِلَيْهِ).
فَهَذَا كُلُّهُ فِي النافلةِ، وَلَكِنْ لا مَانِعَ منْ شمولِ ذَلِكَ للفريضةِ؛ فَإِنَّ مَا ثَبَتَ لصلاةٍ ثَبَتَ لأُخْرَى، هَذَا هُوَ الضابطُ عِنْدَ الفقهاءِ، وَهُوَ ضابطٌ جَيِّدٌ، يَنْطَبِقُ عَلَى أحكامِ الصَّلاةِ بِنَوْعَيْهَا، وَلا يَخْرُجُ عَنْ عمومِ النصوصِ إِلاَّ مَا خُصِّصَ.
4- قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ (الفَوَائِدِ):
إِذَا أَرَدْتَ الانْتِفَاعَ بالقرآنِ فَأَجْمِعْ عِنْدَ تلاوتِهِ وَسَمَاعِهِ قَلْبَكَ، وَأَلْقِ سَمْعَكَ، وَاحْضُرْ حُضُورَ مَنْ يُخَاطِبُ بِهِ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ سُبْحَانَهُ مِنْهُ إِلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ خِطَابٌ مِنْهُ لَكَ عَلَى لسانِ رسولِهِ، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}.فَهَذَا هُوَ المَحَلُّ القَابِلُ، وَالْمُرَادُ بهِ الْقَلْبُ الحَيُّ الَّذِي يَعْقِلُ عَن اللَّهِ، {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ}؛ أَيْ: وَجَّهَ سَمْعَهُ، وَأَصْغَى بِحَاسَّةِ سَمْعِهِ، {وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37]؛ أي: شَاهِدُ الْقَلْبِ، لَيْسَ بِغَافِلٍ، وَلا سَاهٍ، فَإِذَا حَصَلَ المُؤَثِّرُ، وَهُوَ الْقُرْآنُ، وَالمَحَلُّ الْقَابِلُ الحَيُّ، وَوُجِدَ الشَّرْطُ، وَهُوَ إِصْغَاءٌ، وَانْتَفَى المَانِعُ - حَصَلَ الانْتِفَاعُ.


الساعة الآن 01:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir