فصل في الاستعارات
فَصْلٌ فِي الاسْتِعَارَاتِ وَالاسْتِعَارَةُ مَجَازٌ عُلْقَتُهْ = تَشَابُهٌ كَأَسَدٍ شَجَاعَتُهْ وَهْيَ مَجَازٌ لُغَةً عَلَى الأَصَحْ = وَمُنِعَتْ فِي عَلَمٍ لِمَا اتَّضَحْ وَفَرْداً اوْ مَعْدُوداً اوْ مُؤَلَّفَا = مِنْهُ قَرِينَةٌ لَهَا قَدْ أُلِفَا وَمَعْ تَنَافِي طَرَفَيْهَا تَنْتَمِي = إِلَى الْعِنَادِ لا الْوِفَاقِ فَاعْلَمِ ثُمَّ الْعِنَادِيَّةُ تَلْمِيحِيَّهْ = تُلْفَى كَمَا تُلْفَى تَهَكُّمِيَّهْ وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ قَرِيبَهْ = كَقَمَرٌ يَقْرَأُ أَوْ غَرِيبَهْ وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ وَطَرَفَيْنِ = حِسًّا وَعَقْلاً سِتَّةٌ بِغَيْرِ مَيْنِ وَاللَّفْظُ إِنْ جِنْساً فَقُلْ أَصْلِيَّهْ = وَتَبَعِيَّةٌ لَدَى الْوَصْفِيَّهْ وَالْفِعْلُ وَالْحَرْفُ كَحَالِ الصُّوفِي = يَنْطِقُ أَنَّهُ الْمُنِيبُ الْمُوفِي وَأَطْلَقَتْ وَهْيَ الَّتِي لَمْ تَقْتَرِنْ = بِوَصْفٍ اوْ تَفْرِيعِ أَمْرٍ فَاسْتَبِنْ وَجُرِّدَتْ بِلائِقٍ بِالْفَصْلِ = وَرُشِّحَتْ بِلائِقٍ بِالأَصْلِ نَحْوُ ارْتَقَى إِلَى السَّمَاءِ الْقُدْسِ = فَفَاقَ مَنْ خَلَّفَ أَرْضَ الْحِسِّ أَبْلَغُهَا التَّرْشِيحُ لابْتِنَائِهْ = عَلَى تَنَاسِي الشِّبْهِ وَانْتِفَائِهْ |
حلية اللب المصون للشيخ: أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري
قال: (فَصْلٌ فِي الاسْتِعَارَاتِ) وَالاسْتِعَارَةُ مَجَازٌ عُلْقَتُهْ = تَشَابُهٌ كَأَسَدٍ شَجَاعَتُهْ وَهْيَ مَجَازٌ لُغَةً عَلَى الأَصَحْ = وَمُنِعَتْ فِي عَلَمٍ لِمَا اتَّضَحْ وَفَرْداً اوْ مَعْدُوداً اوْ مُؤَلَّفَا = مِنْهُ قَرِينَةٌ لَهَا قَدْ أُلِفَا وصاعقة من نصله تتكفى بها = على أرؤس الأقران خمس سحائب
أي أنامله الخمس التي هي في الجود وعموم العطايا (كالسحائب) لما استعار (السحائب) لأنامل الممدوح ذكر أن هناك صاعقة وبين أنها من نصل سيفه ثم قال على (أرؤس الأقران) ثم قال (خمس سحائب) فذكر العدد الذي هو عدد الأنامل فظهر من جميع ذلك أنه أراد (بالسحائب الأنامل) والضمير في ألفا للقرينة وذكره للضرورة وألفه للإطلاق كالذي قبله. قال: وَمَعْ تَنَافِي طَرَفَيْهَا تَنْتَمِي = إِلَى الْعِنَادِ لا الْوِفَاقِ فَاعْلَمِ ثُمَّ الْعِنَادِيَّةُ تَلْمِيحِيَّهْ = تُلْفَى كَمَا تُلْفَى تَهَكُّمِيَّهْ وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ قَرِيبَهْ = كَقَمَرٌ يَقْرَأُ أَوْ غَرِيبَهْ وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ وَطَرَفَيْنِ = حِسًّا وَعَقْلاً سِتَّةٌ بِغَيْرِ مَيْنِ وَاللَّفْظُ إِنْ جِنْساً فَقُلْ أَصْلِيَّهْ = وَتَبَعِيَّةٌ لَدَى الْوَصْفِيَّهْ وَالْفِعْلُ وَالْحَرْفُ كَحَالِ الصُّوفِي = يَنْطِقُ أَنَّهُ الْمُنِيبُ الْمُوفِي قال: وَأَطْلَقَتْ وَهْيَ الَّتِي لَمْ تَقْتَرِنْ = بِوَصْفٍ اوْ تَفْرِيعِ أَمْرٍ فَاسْتَبِنْ وَجُرِّدَتْ بِلائِقٍ بِالْفَصْلِ = وَرُشِّحَتْ بِلائِقٍ بِالأَصْلِ نَحْوُ ارْتَقَى إِلَى السَّمَاءِ الْقُدْسِ = فَفَاقَ مَنْ خَلَّفَ أَرْضَ الْحِسِّ أَبْلَغُهَا التَّرْشِيحُ لابْتِنَائِهْ = عَلَى تَنَاسِي الشِّبْهِ وَانْتِفَائِهْ لدي أسد شاكي السلاح مقذف = له لبد أظفاره لم تقلم
فالسلاح (للتجريد) والأظفار (للترشيح والترشيح) أبلغ من (التجريد) لأنه مبني على تناسي (التشبيه) والإطلاق أبلغ من (التجريد والتجريد) مع (الترشيح) متكافئان ثم إن عدم ورود (الترشيح) في كتاب الله تعالى على ما زعمه بعضهم لا (ينافي) الأبلغية المذكورة كما لا يخفى لأن ذكر غيره لأهمية عرضية لا يقتضي عدم هذه المزية الذاتية ومن عرف موقع الكلام هان عليه هذا المقام. |
حاشية المنياوي على حلية اللب المصون للشيخ: مخلوف بن محمد البدوي المنياوي
قال: (فَصْلٌ فِي الاسْتِعَارَاتِ) وَالاسْتِعَارَةُ مَجَازٌ عُلْقَتُهْ = تَشَابُهٌ كَأَسَدٍ شَجَاعَتُهْ وَهْيَ مَجَازٌ لُغَةً عَلَى الأَصَحْ = وَمُنِعَتْ فِي عَلَمٍ لِمَا اتَّضَحْ وَفَرْداً اوْ مَعْدُوداً اوْ مُؤَلَّفَا = مِنْهُ قَرِينَةٌ لَهَا قَدْ أُلِفَا وصاعقة من نصله تتكفى بها = على أرؤس الأقران خمس سحائب
أي أنامله الخمس التي هي في الجود وعموم العطايا (كالسحائب) لما استعار (السحائب) لأنامل الممدوح ذكر أن هناك صاعقة وبين أنها من نصل سيفه ثم قال على (أرؤس الأقران) ثم قال (خمس سحائب) فذكر العدد الذي هو عدد الأنامل فظهر من جميع ذلك أنه أراد (بالسحائب الأنامل) والضمير في ألفا للقرينة وذكره للضرورة وألفه للإطلاق كالذي قبله. قال: وَمَعْ تَنَافِي طَرَفَيْهَا تَنْتَمِي = إِلَى الْعِنَادِ لا الْوِفَاقِ فَاعْلَمِ ثُمَّ الْعِنَادِيَّةُ تَلْمِيحِيَّهْ = تُلْفَى كَمَا تُلْفَى تَهَكُّمِيَّهْ وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ قَرِيبَهْ = كَقَمَرٌ يَقْرَأُ أَوْ غَرِيبَهْ وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ وَطَرَفَيْنِ = حِسًّا وَعَقْلاً سِتَّةٌ بِغَيْرِ مَيْنِ وَاللَّفْظُ إِنْ جِنْساً فَقُلْ أَصْلِيَّهْ = وَتَبَعِيَّةٌ لَدَى الْوَصْفِيَّهْ وَالْفِعْلُ وَالْحَرْفُ كَحَالِ الصُّوفِي = يَنْطِقُ أَنَّهُ الْمُنِيبُ الْمُوفِي قال: وَأَطْلَقَتْ وَهْيَ الَّتِي لَمْ تَقْتَرِنْ = بِوَصْفٍ اوْ تَفْرِيعِ أَمْرٍ فَاسْتَبِنْ وَجُرِّدَتْ بِلائِقٍ بِالْفَصْلِ = وَرُشِّحَتْ بِلائِقٍ بِالأَصْلِ نَحْوُ ارْتَقَى إِلَى السَّمَاءِ الْقُدْسِ = فَفَاقَ مَنْ خَلَّفَ أَرْضَ الْحِسِّ أَبْلَغُهَا التَّرْشِيحُ لابْتِنَائِهْ = عَلَى تَنَاسِي الشِّبْهِ وَانْتِفَائِهْ لدي أسد شاكي السلاح مقذف = له لبد أظفاره لم تقلم
فالسلاح (للتجريد) والأظفار (للترشيح والترشيح) أبلغ من (التجريد) لأنه مبني على تناسي (التشبيه) والإطلاق أبلغ من (التجريد والتجريد) مع (الترشيح) متكافئان ثم إن عدم ورود (الترشيح) في كتاب الله تعالى على ما زعمه بعضهم لا (ينافي) الأبلغية المذكورة كما لا يخفى لأن ذكر غيره لأهمية عرضية لا يقتضي عدم هذه المزية الذاتية ومن عرف موقع الكلام هان عليه هذا المقام.[فصل: في الاستعارة] قوله:( كأسد شجاعته) قال المصنف وتبعه الشارح تقديره كلفظ أسد إذا أطلق على الرجل وشجاعته العلاقة أي وعلاقته شجاعته ا هـ، فأفاد أن شجاعته خبر لمحذوف هو علاقته مع تقدير ما ذكر قبل المحذوف ولا يخفى أن هذا التقدير ظاهر في أن العلاقة هي الشجاعة المضافة لضمير الشجاع وهو لا يصح، فلابد من زيادة تقدير بأن يقال علاقته المشابهة بجهة هي شجاعته، ففي البيت إجحاف عظيم وشهرة المثال لا تدفع قبحه، كما لا يخفى مع اقتضاء أن وجه الشبه بين الأسد والشجاع الشجاعة، مع أنه ينبغي أن يكون هو الجراءة بناء على ما اشتهر من أن الشجاعة ملكة توجب الإقدام على الثالث ،فهي خاصة بالعاقل وإن نفاه بعض المحققين ولو قال: هي التي علقته المشابهة = كالليث في من في اجتراه شابهه
لوفى بالمقصود مع العذوبة والسلامة من هذا كله.قوله: (وفردا.. إلخ) الواو داخلة على قرينة، وهو مبتدأ سوغه الوصف بلها وضمير لها للاستعارة، والخبر قد ألفا وفردا وما بعده أحوال من الضمير في ألفا الراجع إلى القرينة بالتأويل المذكور فتأمل. قوله: (لعلاقة المشابهة) أي التي قصد أن الإطلاق بسببها فإذا أطلق المشفر على شفة الإنسان، فإن قصد تشبيهها بمشفر الإبل في الغلظ فهو استعارة، وإن أريد أنه من إطلاق المقيد على المطلق فمجاز مرسل، فاللفظ الواحد بالنسبة إلى المعنى الواحد قد يكون استعارة، وقد يكون مجازا مرسلا قاله السعد. قوله: (والأصح.. إلخ) دليله أنها للمشبه به لا للمشبه ولا الأعم منهما، فإذا استعملت في المشبه كانت مستعملة في غير ما وضعت له، فأسد في قولنا رأيت أسدًا يرمي موضوع السبع المخصوص لا للرجل الشجاع، ولا لمعن أعم من السبع والرجل كالحيوان ليكون إطلاقه عليهما حقيقة كإطلاق الحيوان على الأسد والرجل، وهذا معلوم بالنقل عن أئمة اللغة قطعا، فإطلاقه على الرجل الشجاع إطلاق على غير ما وضع له مع قرينة مانعة من إرادة ما وضع له، فيكون مجازا لغوية وفي هذا الكلام دلالة على أن لفظ العام، إذ أطلق على الخاص لا باعتبار خصوصة بل باعتبار تحقق العام فيه فهو ليس من المجاز في شيء، كما إذا لقيت زيدا فقلت لقيت رجلا أو إنسانا أو حيوانا، بل هو حقيقة إذ لم يستعمل اللفظ إلا في معناه الموضوع له ا هـ من الأصل والسعد بإيضاح وقول السعد وفي هذا الكلام أي كلام الأصل وهو ما قبل قولنا فإذا استعملت.. إلخ. قوله: (بمعنى.. إلخ) أفاد اليعقوبي أن الباء للسببية وأن إضافة معنى إلى ما بعده للبيان حيث قال في حل الأصل، ولما كان في تحقيق كونها مجازا عقليا غموض أشار إلى ما يعنيه القائل من سبب التسمية بالعقلى بقوله بمعنى.. إلخ، ا هـ ثم إن الشارح أشار بقوله بمعنى.. إلخ، إلى أن المراد من المجاز العقلي ههنا غير ما هو المراد فيما سبق من المجاز الحكمي وهو ظاهر، فأن المراد ههنا هو الكلمة وفيما سبق هو الإسناد أو الكلام أفاده الصبان عن الفنري. قوله: (التصرف) أي الواقع لمن نطق بتلك الاستعارة. وقوله: (في أمر عقلي) ويلزم من كون التصرف في أمر عقلي كون التصرف نفسه عقليا، ولو عبر به لمكان أظهر، والأمر العقلي المتصرف فيه هو المعاني العقلية، والتصرف فيها هو جعله بعضها نفس الآخر وإن لم يكن كذلك في نفس الأمر، وإدخال بعضها تحت جنس غيره على وجه التقدير، والاعتقاد الباطل وحسنه وجود المشابهة في نفس الأمر ا هـ يعقوبي. قوله: (لا لغوي) أي لا في أمر لغوي وهو اللفظ بمعنى أن المتكلم لم ينقل اللفظ إلى غير معناه، وإنما استعمله في معناه بعد أن تصرف في تلك المعاني وصبر بعضها نفس غيره كما ذكرنا، وبعد تصيير المعنى معنى آخر جيء اللفظ، وأطلق على معناه بالفعل، ولو لم يكن معناه في الأصل وجعل ما ليس بواقع واقعا في التقدير والاعتقاد المبني على المشابهة أمر عقلي ا هـ منه. قوله: (لأنها.. إلخ) تعليل لكونها مجازا عقليا بعد بيان سببه، فكأنه قال وإنما كانت مجازا عقليا بسبب ما ذكر لأنها.. إلخ، وضمير لأنها للكلمة المسماة بالاستعارة. قوله: (على المشبه) أي الذي لم توضع له في الأصل ا هـ منه. قوله: (إلا بعد.. إلخ) بحيث يصير حقيقة المشبه به الموضوع لها اللفظ شاملة للمشبه بإدخاله في جملة أفراده بالإدعاء العقلي وبالاعتقاد التقديري المبني على المشابهة ا هـ منه. قوله:( كان استعمالها.. إلخ) لأن العقل صير المشبه من أفراد المشبه به التي وضع اللفظ لحقيقتها، فتصير الاستعارة حينئذ مستعملة فيما وضعت له فيما لم توضع له، وقد تقدم أن المجاز اللغوي هو ما استعمل في غير ما وضع له، وحينئذ فلا تكون الاستعارة مجازا لغويا بل هي على هذا التقدير حقيقة لغوية لاستعمالها فيما وضعت له بعد الإدعاء والإدخال في جنس المشبه به، فالتجوز في الحقيقة إنما كان في المعاني يجعل بعها نفس غيرها، ثم أطلق اللفظ فتسميته مجازا عقليا ظاهر نظيرا لسبب إطلاقه، وأما تسميتها استعارة فباعتبار إعطاء حكم المعنى للفظ، لأن المستعار في الحقيقة على هذا هو معنى المشبه به يجعل حقيقته لما ليس حقيقة له وهو المشبه ولما تبع ذلك إطلاق اللفظ سمى استعارة دسوقي عن اليعقوبي. قوله: (ورده في الأصل) عبارته مع السعد ورد هذا الدليل، بأن الإدعاء أي إدعاء دخول المشبه في جنس المشبه به لا يقتضي كونها، أي الاستعارة مستعملة فيم وضعت له للعلم الضروري بأن أسدًا في قولنا رأيت أسدًا يرمي مستعمل في الرجل الشجاع، والموضوع له هو السبع المخصوص ا هـ وانظر بسط المقام هناك. قوله: (ويمتنع.. إلخ) يشعر بجريان الشجاع، والموضوع له هو السبع المخصوص ا هـ وانظر بسط المقام هناك. قوله: (ويمتنع.. إلخ) يشعر بجريان المجاز المرسل في العلم، ولا مانع منه لصحة أن يكون للعلم لازم مستعمل فيه لفظ العلم ا هـ صبان. قوله: (في العلم) أي الشخصي كما تفيده عبارته. قوله: (بجعل) الباء للسببية. قوله: (لمنافاته الجنسية) لقائل أن يقول الجنسية التي ينافيها، إنما هي الجنسية حقيقة دون الجنسية ادعاء، فما المانع من أن يدعي الجنسية على سبيل التأويل في العلم حتى كأنه موضوع للذات المتصفة بتلك الصفة أعني الجامع لا للذات المعينة المشخصة، وإذا صح التأويل في المتضمن نوع وصفية، فليصح في غيره إذ ا فرق إلا في الاشتهار بالجامع وعدمه، وذلك لا يقتضي إمكان التأويل في الأول وامتناعه في الثاني ا هـ سم صبان. قوله: (نوع وصفية) الأولى نوع وصف لأن الوصف مصدر لا يحتاج في أداء المعنى المصدري إلى إلحاق الياء المصدرية أطول ا هـ منه. قوله: (بواسطة) متعلق بتضمن. وقوله: (اشتهاره) أي العلم أي اشتهار مدلوله وهو الذات، فالعلم المتضمن نوع وصفية هو ما يكون مدلوله مشهورا بوصف بحيث متى أطلق ذلك العلم، فهم منه ذلك الوصف فلما كان العلم المذكور بهذه الحالة جعل كأنه موضوع للذات المستلزمة لذلك الوصف، فيكون كليا تأويلا فإذا أطلق ذلك العلم على غير مدلوله الأصلي صح جعله استعارة بسبب ادعاء أنه من أفراد الكلى ا هـ دسوقي. قوله:( كحاتم المتضمن) أي المستلزم، وحاتم في الأصل اسم فاعل من الحتم بمعنى الحكم نقل لحاتم بن عبد الله بن الحشرج الطائي ا هـ منه. قوله: (فيتأول فيه.. إلخ) نقص من عبارته شيء لا تتم إلا به وهو في عبارة غيره ونصه، فحينئذ يجوز أن يشه شخص بحاتم في الجود فيتأمل.. إلخ. وقولنا:( فحينئذ) أي حين تضمن الاتصاف بالجود. وقوله: (فيتأول) أي بعد التشبيه كما تفيده الفاء ليصبح التشبيه، إذ لو حصل التأويل قبله للزم تشبيه فرد بآخر، وهو لا يصح لتساويهما ولو ادعاء تأمل. قوله: (وقرينة الاستعارة) أي مصرحة أو مكنية، وإنما خصها للاعتناء بها، وإن كان المجاز المرسل والكناية كذلك أفاده الدسوقي. قوله: (أمرا واحدا) أي من ملائمات المشبه في المصرحة كيرمي، ومن ملائمات المشبه به في المكنية كالأظفار ا هـ منه. قوله: (يكون كل واحد مها قرينة) أي وليس واحد منها ترشيحا ولا تجريدا لاستوائها في ملاءمة المشبه به أو المشبه، وهذا مبني على جواز تعدد القرينة وهو الحق ا ه. قوله: (يرمي.. إلخ) راجع لقوله اثنين. وقوله: (أو مع.. إلخ) راجع لقوله أو أكثر والهيجاء الحرب. قوله: (أو يكون معاني.. إلخ) عطف على فردا وإنما أعاد العامل للطول. قوله: (لا كل واحد) أي فهذا مقابل لقوله أو متعددا وليس داخلا فيه كما توهم. قوله: (وصاعقة) أي ورب صاعقة، وهي في الأصل نار سماوية تهلك ما أصابته تحدث غالبا عند الرعد والبرق. وقوله: (من نصله) أي نصل سيف الممدوح والنصل حديدية السيف. وقوله: (تتكفى) أي تتقلب. ومعنى البيت أن الممدوح كثيرا ما تحدث نار من حد سيفه يقلبها على رءوس الأقران ليهلكم بها، والمراد بقلبها قلب السيف الذي هو أصلها، وإنما يقلبها بأنامله التي هي كالسحائب في عموم العطاء وكثرة النفع ا هـ يعقوبي. قوله: (ذكر أن هناك صاعقة.. إلخ) بيان للمعاني الملتئمة التي جعل مجموعها قرينة لإرادة الأنامل بالسحاب، وكان عليه أن يذكر معها صميمة مقام المدح، فإن قطع النظر عنه يجعل المراد بها الأصابع كذا في الأطول، فإن أريد بالأنامل الأصابع فلا إشكال ا هـ صبان. قوله: (فظهر من جميع ذلك.. إلخ) لك أن تقول إضافة الصاعقة لنصل السيف كاف في القرينة المذكورة، فيخالف ما مر من قوله مربوطا بعضها ببعض، فيكون الجميع قرينة.. إلخ ا هـ سم صبان. قوله: (للضرورة) الأحسن ما قدمناه. قوله: (تنتمي إلى العناد) أي تتنسب إليه فتسمى عناية كما أشار إليه الشارح والمصنف لنعاند أي تنافي طرفيها. وقوله: (لا الوفاق) وإنما تنتسب إليه عند صحة اجتماع طرفيها في شيء واحد، فيقال فيها حينئذ وفاقية لتوافق طرفيها في صحة الاجتماع قاله ع ق وفي نسخة: وباعتبار طرفيها تقسيم = إلى العناد والوفاق فاعلم
وهي أقرب لكلام الشارح.قوله: (تلفى) أي توجد. قوله: (يمتنع اجتماع طرفيها) أي في شيء لتنافيهما، فلا يصح كونهما وصفين له أفاده اليعقوبي. قوله:( كاستعارة.. إلخ) فلا يطلق كل من الموجود والمعدوم على شيء واحد، وكذا كل من الميت والحي، ثم المتبادر من عبارته هنا وفيما بعد أن المراد بالاستعارة المعنى المصدري وهو الاستعمال، ويصح التقسيم أيضا باعتبار المعنى الاسمي بأن تقول كلفظ الموجود.. إلخ وكذا فيما بعد تأمل. قوله: (يمكن.. إلخ) لعدم التنافي فيصح كونهما وصفين له. قوله:( كاستعارة الأحباء للاهتداء) المناسب للهداية كما في غيره لأن الفعل المستعار مسند لله، فلا يصح كونه للاهتداء، لأنه ليس وصفا له تعالى والأحياء والهداية يجتمعان في شيء واحد هو الله تعالى. قوله: (إما تمليحية.. إلخ) المناسب قد تكون تمليحية.. إلخ، كما في المصنف لأن عبارته تفيد الحصر في القسمين، وليس كذلك إذ كل من المثالين المتقدمين للأولى ليس من واحد من هذين، وعبارة الأصل ومنها يعني العنادية التهكمية والتمليحية تأمل. قوله: (أي المقصود.. إلخ) بيان للتمليحية باعتبار وجه النسبة فيها أي أنها إنما تنسب (...) لقصده منها. قوله: (والظرافة) عطف تفسير وكذا الاستهزاء بعد. قوله: (بأن يستعمل.. إلخ) تصوير للتمليحية والتهكمية. قوله: (قاصد.. إلخ) فالمثال الواحد صالح للقسمين كما مر نظيره في التشبيه. قوله: (وباعتبار) أولا نقدم إعراب نظيره، وقوله وباعتبار ثانيا الظاهر أنه حال من المبتدأ المحذوف المخبر عنه بستة على رأي سيبويه. قوله: (جامع) هو ما قصد اشتراك الطرفين فيه، وهو الذي يسمى في التشبيه وجها وههنا جامعا ا هـ مطول. قوله: (حسا وعقلا) أي حسية وعقلية، فالمراد منهما المعنى المصدري، وهما تميزان محولان عن المضاف إليه أي باعتبار حسية الطرفين والجامع وعقليتهما. قوله: (مين) أي كذب. قوله: (ما كان الجامع فيها ظاهرا) أفاد أن تسميتها قرينة لقرب جامعها من الذهن بسبب ظهوره، ويظهر من هذا ما أفاده من علة تسمية الثانية. قوله: (نحو رأيت.. إلخ) فإن الجامع هو الجراءة وهي ظاهرة ع ق. قوله: (ورأيت.. إلخ) فإن الجامع هو الجمال التام وهو ظاهر. قوله: (الخاصة) أي الذين أتوا ذهنا به ارتفعوا عن طبقة العامة مطول. قوله: (نحو إذا.. إلخ) قاله الشاعر يصف فرسا له بأنه مؤدب، وأنه إذا نزل عنه وألقى عنانه في قربوس سرجه وقف مكانه إلى أن يعود إليه مطول. قوله: (قربوسة) أي مقدم سرجه وهو يحتمل أن يكون فاعل احتبى بتنزيله منزلة الرجل المحشي، وكأن القربوس ضم إليه فم الفرس بالعنان كما يضم الرجل ركبته إلى ظهره بثوب مثلا، ويحتمل أن يكون مفعولا وفاعل احتبى ضمير يعود للفرس مضمن مغنى جمع أي جمع الفرس قربوسه بعنانه إلى نفسه كما يضم لمحتبي ركبته، فعلى الأول يتنزل خلف الفرس منزلة الظهر من المحتبى، وفم الفرس منزلة الركبتين وعلى الثاني يتنزل القربوس منزلة الركبتين والفم منزلة الظهر، والتشبيه على الثاني أتم لأن القربوس أعلى وكذا الركبتان والفم أسفل وكذا موضع ما يحتبى به من الظهر والقربوس بقتح الراء ولا يسكن إلا في الضرورة من السعد والصبان. قوله: (بعنانه) أي لجامه. قوله: (البيت) أي انظر البيت وإنما أسأل في باقيه لحصول المقصود بصدره، وقد اقتصر عليه الأصل، ولم يترك إلا حالة كالأصل نظر إلى أن الكلام لا يتم إلا بباقيه وتمامه: * علك الشكيم إلى انصراف الزائر* الشكيم والشكينة هي الحديدة التي تجعل في فم الفرس وعلكها ترديدها في جهات الفم، وأراد بالزائر نفسه بدليل ما قبله: عودته فيما أزور حبائني = إهماله وكذاك كل مخاطر قوله: (من قربوس) بيان لموقع أو من تبعيضه لأن الموقع بالفعل بعض القربوس وكذا ما بعد ا هـ منه. قوله: (وهو جمع.. إلخ) فعلى هذا الاستعارة لضم، وجمع مخصوص لازم للهيئة لا نفس الهيئة فقوله فيما مر شبه هيئة.. إلخ، أي شيء ضما وجمعا مخصوصا لازم للهيئة المذكورة بضم وجمع مخصوص آخر لازم لهيئة أخرى لأن معنى الاحتباء الجمع لا الهيئة ا هـ صبان عن الحفيد. قوله: (إلى ستة أقسام) حاصلها أن الطرفين إن كانا حسيين، فالجامع إما حسي أو عقلي أو بعضه حسي وبعضه عقلي، وإن كانا غير حسيين فإما أن يكون عقليين أو المستعار منه حسي والمستعار له عقلي أو بالعكس فهذه ثلاثة ولا يكون الجامع فيها إلا عقليا دسوقي. قوله: (نحو فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار) في كون الآية استعارة بحث إذ جسدا له خوار صريح في أنه لم يكن عجلا، إذ لا يقال للبقر إنه جسد له صوت البقرة، وقد أبدل من العجل بدل الكل وظاهر أنه ليس عين العجل، فلا محالة المراد بالعدل مثل فهو نظير حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، فإن بيان الخيط الأبيض أخرجه من أن يكون استعارة إلى التشبيه وكذا أبدل جسدا له خوار من عجلا أخرجه من أن يكون استعارة، فهو تشبيه بليغ مجمل ذكر فيه وصف المشبه وحده وبه ظهر ضعف ترك المصنف من التشبيه المجمل ما ذكر فيه وصف المشبه وحده بناء على عدم الظفر به في كلامهم صبان عن الأطول. قوله: (خلقه الله.. إلخ) عند إلقاء السامري في تلك الحلى التربة التي أخذها من موطئ فرس جبريل قاله السعد. قوله: (من حلي القبط) التي سكنها نار السامري ا هـ منه. قوله: (الشكل) فإن ذلك الحيوان كان على شكل ولد البقرة ا هـ منه قال الصبان لا وجه لترك الخوار ا هـ أطول أي لأنه أيضًا حسي مدرك بالسمع ا ه. قوله: (والجميع) من المستعار منه والمستعار له والجامع حسي أي مدرك بالبصر ا هـ منه. قوله:( كشط الجلد.. إلخ) الذي هو معنى السلخ. قوله:( كشط الضوء) أي إزالته وكسفه. وقوله: (عن مكان الليل) أي موضع إلقاء ظلمته قاله السعد، ثم إن الشارح جعل المستعار له كشف الضوء لا كشف النهار، لأن النهار زمان كون العالم مضيئًا والليل زمان كونه مظلما، ولا يسلخ أحد الزمانين عن الآخر بل الضوء عن وجه الظلمة، فنبه على أن تعلق السلخ بالنهار تجوز حقيقته سلخ الضوء لكن كان الأولى أن يقول على ظلمة الليل مكان قوله عن مكان الليل، إذ ليس المستعار له الكشف عن مكان الليل بل عن الظلمة، فلا يليق ذكره في مقام البيان، وإن كان يمكن تصحيحه يجعله مجازا عن الظلمة أفاده الصبان عن الأطول. قوله: (وهما حسيان) لا يخفى أن كلا من الكشط، والكشف ليس حسيا بل هو عقلي، إذ لا يدرك بالحسي المعنى المصدري الذي هو معناهما ضرورة أنه غير موجود في الخارج اللهم إلا أن يراد بحسيتهما أن الحاصل بالمصدر فيهما حسي فليتأمل، ثم رأيت الفنري استشكله، وأجاب بأن المراد الهيئة الحاصلة عند الكشط والانكشاف ا هـ سم، وقيل حسيتهما باعتبار متعلقهما من الجلد والضوء بناء على أنه أجرام لطيفة تتصل بالمحسوس، فتوجب إبصاره عادة كما أن الظلمة أجرام كذلك توجب عدم إبصار ما اتصلت به ا هـ صبان، والظاهر أنه لا حاجة لهذا البناء لحصول الإحساس حتى على الفرضية تأمل. قوله: (ما يعقل.. إلخ) فإن في كل منهما ترتب أمر على آخر إذ في الأول ترتب ظهور اللحم على كشط الجلد أي إزالته عن اللحم، وفي الثاني ترتب ظهور الليل أي ظلمته على كشف ضوء النهار عنه يعقوبي. قوله: (حسن الطلعة) أي حسن الوجه وسمي الوجه طلعة لأنه المطلع عليه عند الشهود، والمواجهة والحسن يرجع إلى الشكل واللون أو هما حسيان، فيكون حين الطلعة المعتبر في التشبيه حسيا. وقوله: (ونباهة الشأن) أي شهرته ورفعته عند النفوس وهي عقلية لأنها ترجع لاستعظام النفوس لصاحبها وكونه بحيث يبالي به، وهذا غير محسوس فقد تبين اختلاف الجامع ا هـ منه. قوله: (الرفاد) أي النوم على أن يكون المرقد مصدرا وتكون الاستعارة أصلية، وينبني على غير ذلك نظر السعد. قوله: (الموت) أي على كون المرقد مصدرا. قوله: (عدم ظهور الفعل) لأن كلا من النائم والميت لا يظهر منه فعل، والمراد الفعل الاختياري المعتد به، فلا يرد أن النائم يصدر منه فعل صبان. قوله:( كسر الزجاجة) أي ونحوها مما لا يلتئم بعد الكسر. وقوله: (وهو حسي) أي باعتبار متعلقه ا هـ منه. قوله: (والتبليغ) والمعنى أبن الأمر إبانة لا تنمحي كما لا يلتئم كسر الزجاجة ا هـ معلول. وقوله: (أبن الأمر) أي أظهره ووضحه. قوله: (والجامع التأثير) أي وهو أمر مشترك بين الطرفين، فالتبليغ فيه تأثير وهو بيان لا يعود معه المؤثر فيه أي المبين إلى الحالة التي كان عليها قبل التأثير، فإن المبين لا يعود إلى الخفاء الذي كان عليه قبل البيان ا هـ صبان. وقوله: (فإن المبين) أي بالتبليغ النبوي. قوله: (وهما) أي المستعار له والجامع. قوله: (فإن المستعار له) أي الذي أستعير له لفظ الطغيان وأخذ منه طغى ا هـ يعقوبي. قوله: (وهو حسي) لأن الكثرة وجود أجزاء كثيرة للماء والوجود للأجرام حسي باعتبار ذاتها ا هـ منه. قوله: (التكبر) أي عد الشخص نفسه كبيرا ذا رفعة إما مع الإتيان بما يدل عليها أو باعتقادها ولو لم تكن ا هـ منه. قوله: (المفرط) أي الزائد على الحد. قوله: (وهما عقليان) أي المستعار منه والجامع. أما عقلية التكبر فظاهرة وأما عقلية الجامع، فلأنه بمعنى طلب العلو قال الصبان وهو اعتباري في الماء كما ترى. قوله: (واللفظ) أي المستعار. قوله: (إن جنسا) أي أن كان اسم جنس وسيأتي بيانه. قوله: (فقل أصلية) أي قل في تسمية هذا اللفظ استعارة أصلية. قوله: (وتبعية) الظاهر عطفه على أصلية أي وقل هو استعارة تبعية. وقوله: (لدى الوصفية) أي عند وجود الوصفية فيه أي عند كونه وصفا. وقوله: (والفعل والحرف) الظاهر أن المراد بهما الفعلية، والحرفية أي وعند الفعلية والحرفية أي كون اللفظ فعلا، والحرف الظاهر أن المراد بهما الفعلية والحرفية أي وعند الفعلية والحرفية أي كون اللفظ فعلا أو حرفا تأمل. قوله: (أنه) أي بأنه. قوله: (المنيب) أي الراجع إلى الله تعالى عن كل ما يفرقه عنه من شهوات النفوس. وقوله: (الموفى) أي بحقوق التكليف المؤدي للعهد الذي أخذ عليه بأن يتبع أمر مولاه ما استطاع ا هـ ع ق. قوله: (الاستعارة) إن كانت بمعنى اللفظ كان في قوله باعتبار اللفظ أي المستعار وضع الظاهر موضع المضمر، وكأنه قال باعتبار نفسها، وإن كانت بالمعنى المصدري فالأمر ظاهر. قوله: (اسم جنس) هو هنا ما دل على ذات صالحة للصدق على كثيرين من غير اعتبار وصف، والمراد بالذات في هذا المقام ما يستقل بالمفهومية عينا كان أو معنى كأسد وضرب، فخرج بصالحة.. إلخ، العلم والمضمر والإشارة بقولنا من غير.. إلخ، المشتقات واحترزنا بهنا عنه باصطلاح النحاة وهو النكرة الشاملة للمشتق والجامد، إذ يلزم على إرادته خروج استعارة علم الجنس ودخول استعارة المشتق مع أن الأولى أصلية والثانية تبعية أفاده الدسوقي. قوله: (أصلية) لأنها ليست تابعة لأمر آخر أو لأنها أصل للاستعارة التبعية ا هـ أطول ا هـ صبان. قوله: (صفة) أفاد به أن المراد باسم الجس الجامد وقد بيناه. قوله: (نحو الحال.. إلخ) أي نحو ناطقة مما ذكر وكذا نظيره. قوله: (تبعية للاستعارة.. إلخ) أفاد به وجه تسميتها تبعية وهو كونها تابعة لما ذكر ومتفرعة عنه. قوله: (في مصدر المشتق) هو النطق في الأمثلة فيقدر تشبيه الدلالة بالنطق واستعارة النطق لها، ثم يشتق منه ناطقة ونطقت وينطق. قوله: (وللتشبيه في متعلق الحرف) أي في متعلق معنى الحرف، وهو معنى كلي بعبر بدالة عن معنى الحرف عند تفسيره كما في قولنا من معناها الابتداء، وليس هذا معنى الحرف وإلا لكان اسما لأن الاسمية والحرفية إنما هما باعتبار استقلال المعنى وعدمه، وبيان تبعيتها للتشبيه في مثال الشارح أنا قدرنا تشبيه مطلق ترتيب نحو العداوة والحزن من كل ما لا يناسب كونه علة بمطلق ترتب العلة الغائية بجامع مطلق الترتب فسرى التشبيه للجزئيات، فاستعيرت اللام من جزئي من المشبه به لجزئي من المشبه، وإنما كانت الاستعارة تبعية في المشتقات لأن المصدر الدال على المعنى القائم بالذات لما كان معناه معينا، والذات مبهمة كان هو المقصود الأهم الجدير بأن يعتبر فيه التشبيه، وإلا لذكرت الألفاظ الدالة على نفس الذوات دون ما يقوم بها من الصفات بأن يقال مكان فيه الرقاد، أو ذات لها قيام مثلا أفاده السعد وفي الفعل، لأن معناه لما استمل على النسبة الغير المستقلة بالمفهومية كان تمام معنى الفعل غير مستقل لأن المركب من المستقل وغيره غير مستقل وغير المستقل لا يصلح للحكم عليه بالموصوفية، فاعتبرنا التشبيه والاستعارة أولا في المصدر وفي الحرف، لأنه لما وضعه الواضع ليفيد معنى نسبيا كالابتداء في سن مثلا ليتوصل به إلى حال متعلقة المخصوص كالسير والبصيرة لم يصبح الحكم على مدلوله لقصده لغيره، وإنما يحكم على الابتداء عند قطعه عما اعتبر في الحرف، لأنه لازم للمقصود بالحرف لزوم الأعم للأخص قاله الصبان. وقوله: (لأنه لازم.. إلخ) تعليل لمحذوف أي وإنما تبعت استعارة الحرف الحكم على متعلقه العام لأنه.. إلخ تأمل. قوله: (وأطلقت) أي عن التقييد بما يلائم أحد الطرفين، وتسمى حينئذ مطلقة موافقة لهذا المعنى ع ق،وكذا يقال في جردت ورشحت. قوله: (بوصف) أي يلائم أحد الطرفين به الصفة المعنوية التي هي معنى قائم بالغير سواء دل عليها نعت نحوي أو غيره. قوله: (أو تفريع أمر) أي ذكر حكم ينبني على المستعار له أو منه، وإن لم يكن بصيغة تفريع وبهذا يندفع ما أورد من أن السكاكي ذكر في لطائف –يا أرض ابلعي ماءك- الآية أن الخطاب في ماءك ترشيح، وليس الخطاب وصفا ولا تفريع كلام واعتبار الوصف الضمني بالمخاطبة تعسف لا يصار إليه ا هـ صبان بتصرف. قوله: (فاستبن) أي اطلب بيان الأمور وحقائقها. قوله: (بلائق) أي موافق. قوله: (القدس) هو عبارة عن إدراك نزاهة الرب عن كل ما لا يليق أو عن الاتصاف بالتقدس عن رعونات النفوس وشهوات العاجلة. قوله: (أبلغها) أي الأمور الثلاثة المأخوذ منها أقسام الاستعارة أي أقوى في البلاغة وأنسب بمقتضى حال الاستعارة، وهو حال إيراد المبالغة في التشبيه لأنه يقويها، وليس المراد أنه أقوى في المبالغة في التشبيه لأنه مفاد بإفادة حقيقته، فلا حاجة لذكره أفاده الدسوقي ويبعد ما نفاه أيضًا عدم شرط أفعل التفضيل عليه. قوله: (على تناسي التشبيه) أي إظهار نسيانه ومعاملته معاملة المنسي، والمراد على شدة تناسيه، وإلا فأصل الاستعارة مبني على تناسيه أيضًا ا هـ صبان والشبه بفتح الشين مشددة وسكون الباء ضرورة بمعنى المشابه هذا هو الظاهر وكسر الشين مشددة فيه بعد لا حواجة إلى التقدير تأمل. قوله: (وانتفائه) أي ودعوى انتفائه والعطف من عطف اللام على الظاهر. قوله: (يلائم) أي يناسب. قوله: (الطرفين) أي المستعار منه والمستعار له وهما المسميان في التشبه المشبه والمشبه به. قوله: (وهي التي.. إلخ) الواو في والمستعار له بمعنى أو كما لا يخفى، وحينئذ فيصدق بما إذا لم تقترن بشيء أصلا، وبما إذا اقترنت بما يلائمها نحو رأيت أسدًا مسرعا، وقذف في البيت الآني على أحد وجهيه. قوله: (إذا كانت القرينة.. إلخ) ليس قيدا في تحقق الإطلاق لعدم توقفه على ما ذكر بل في تحقق الاستعارة أي وإنما تتحقق الاستعارة بمجرد هذا اللفظ إذا.. إلخ، وأما قوله إذا كانت الآني فهو قيد في تحقق التجريد كما يفيده التعليل بعده. قوله: (مجردة) لتجردها عما يقويها من الإطلاق أو ترشيح يعقوبي. قوله: (نحو رأيت أسدا يرمي) هذا مثال الوصف ومثال التفريغ رأيت أسدًا فاستعرت منه سيفا ع ق. قوله: (لأن التجريد.. إلخ) أي فإذا اعتبر يرمي قرينة لا يعد تجريدا، وهذا تعليل لمحذوف واضح. قوله: (نحو رأيت أسدا له لبد) ومثال التفريغ رأيت اليوم في السوق أسدًا، فأفجعتني أنيابه ع ق ومنه الخطاب السابق في يا أرض.. إلخ كما مر. قوله: (والقرينة.. إلخ) كالأول. قوله: (فإن الرقى.. إلخ) الذي يظهر من كلامه أن المستعار منه هو معنى السماء، والمستعار له أعلى مراتب القدس، فيكون الرقى ترشيحا هو المناسب الذي لا ينبغي العدول عنه. قوله: (الأصلية) أي في المصدر وهو الارتقاء. وقوله: (والتبعية) أي في الفعل وهو ارتقى. وقوله: (حيث استعير.. إلخ) أي واشتق من الارتقاء بمعنى الانتقال ارتقى بمعنى انتقل والحيثية للتعليل. قوله: (شاكي) أي تام وقوله مقذف أي مرمى به كثيرا في الحروب والوقائع فيكون تجريدا أو مرمي باللحم فلا يكون واحدا منهما ولذا لم يتكلم عليه الشارح. قوله: (من التجريد) أي والإطلاق لكن إنما يظهر التفضيل على التجريد، إذا جعل أبلغ من باب الحذف والإيصال أي أبلغ كلامه وإلا فلا تأمل. قوله: (والتجريد.. إلخ) فهما في حكم الإطلاق. قوله: (عرضية) نسبة للعارض على غير قياس وهي من نسبة الخاص للعام أو الشيء لنفسه مبالغة. قوله: (المقام) أي مقام عدم وجوده في القرآن مع أهميته. |
الشرح الصوتي للجوهر المكنون للشيخ: عصام البشير المراكشي
فَصْلٌ فِي الاسْتِعَارَاتِ وَالاسْتِعَارَةُ مَجَازٌ عُلْقَتُهْ = تَشَابُهٌ كَأَسَدٍ شَجَاعَتُهْ وَهْيَ مَجَازٌ لُغَةً عَلَى الأَصَحْ = وَمُنِعَتْ فِي عَلَمٍ لِمَا اتَّضَحْ وَفَرْداً اوْ مَعْدُوداً اوْ مُؤَلَّفَا = مِنْهُ قَرِينَةٌ لَهَا قَدْ أُلِفَا وَمَعْ تَنَافِي طَرَفَيْهَا تَنْتَمِي = إِلَى الْعِنَادِ لا الْوِفَاقِ فَاعْلَمِ ثُمَّ الْعِنَادِيَّةُ تَلْمِيحِيَّهْ = تُلْفَى كَمَا تُلْفَى تَهَكُّمِيَّهْ وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ قَرِيبَهْ = كَقَمَرٌ يَقْرَأُ أَوْ غَرِيبَهْ وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ وَطَرَفَيْنِ = حِسًّا وَعَقْلاً سِتَّةٌ بِغَيْرِ مَيْنِ وَاللَّفْظُ إِنْ جِنْساً فَقُلْ أَصْلِيَّهْ = وَتَبَعِيَّةٌ لَدَى الْوَصْفِيَّهْ وَالْفِعْلُ وَالْحَرْفُ كَحَالِ الصُّوفِي = يَنْطِقُ أَنَّهُ الْمُنِيبُ الْمُوفِي وَأَطْلَقَتْ وَهْيَ الَّتِي لَمْ تَقْتَرِنْ = بِوَصْفٍ اوْ تَفْرِيعِ أَمْرٍ فَاسْتَبِنْ وَجُرِّدَتْ بِلائِقٍ بِالْفَصْلِ = وَرُشِّحَتْ بِلائِقٍ بِالأَصْلِ نَحْوُ ارْتَقَى إِلَى السَّمَاءِ الْقُدْسِ = فَفَاقَ مَنْ خَلَّفَ أَرْضَ الْحِسِّ أَبْلَغُهَا التَّرْشِيحُ لابْتِنَائِهْ = عَلَى تَنَاسِي الشِّبْهِ وَانْتِفَائِهْ |
الساعة الآن 07:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir