معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   المنتدى العام (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=97)
-   -   إذا أحبك الله رزقك التوبة لفضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=19259)

عبد الملك 11 شوال 1433هـ/28-08-2012م 04:05 PM

إذا أحبك الله رزقك التوبة لفضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من منا لا يسعى لتوبة نصوح يبدل الله بها سيئاته حسنات
فالتوبة وظيفة العمر وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
في المقطع نصيحة قيمة كانت إجابة من الشيخ حفظه الله على سائل يقول :
فضيلة الشيخ أثابكم الله أنا تائب من المعاصي ولله الحمد ولكن تصور لي المعاصي في أوقات العبادة فكيف أتخلص منها أثابكم الله .
نفع الله بها قائلها وسامعها وناقلها ،
نسأل الله أن يرزقنا توبة نصوحا يرضى بها عنا ..
التحميل من الرابط أدناه .
http://islam-call.com/records/view/id/19365/

سامية السلفية 11 شوال 1433هـ/28-08-2012م 05:07 PM

نفع الله بكم وجزاكم الله خيرا

ميمونة 11 شوال 1433هـ/28-08-2012م 08:25 PM

جزاك الله خيراً

منى بكري 11 شوال 1433هـ/28-08-2012م 08:36 PM

جزاك الله خيراً وجعل ما تنقله في موازين حسناتك.

إشراق المطيري 11 شوال 1433هـ/28-08-2012م 09:29 PM

وفقك الله وزادك من فضله .

منى بكري 24 شوال 1433هـ/10-09-2012م 01:30 AM

الحمد لله.. الجزء الأول من تفريغ المقطع أعلاه
 
قارئ السؤال:
أثابكم الله..
يقول السائل: أنا تائبٌ مِن المعاصي ولله الحمد، ولكِن تُصَوَّرُ لِيَ المعاصِي في أوقاتِ العِبادَة فكيفَ أتخلَّصُ منها، أثابَكمُ الله ؟

الشيخ:
اسألُ اللهَ لنا ولكَ ولِسائِرِ المسْلِمِين التائِبِين الثَّباتَ على طاعَتِهِ ومحبَّتِهِ ومَرْضاتِه {ربّنا لا تُزِغْ قلُبَنا بعدَ إذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لنا مِن لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنتَ الوَهَّاب}
أخي في الله..
إنَّ الله إذا أحبَّ عَبْدَهُ رزَقَهُ التَّوبَة والإنابَةَ إليهِ سُبحانَهُ، وقَد أعطَى الدُّنيا مَن أحَبَّ ومَنْ كَرِه، ولم يُعطِ الدِّينَ والتوبَة والإنابَة إليهِ إلا لِمَن يُحِبُّه -فنسأل اللهَ أن يَجعَلنا جميعاً مِن أحبابهِ- فأَحِبَّ رَبَّك كما يسَّرَ لكَ الهُدى، وسهَّلَهُ لك ورزَقكَ التّوْبَة قبلَ أنْ تَموت،
فكَمْ مِن شابّ طائِشٍ أتَـتْـهُ مَنِيَّتُه، وَحِيلَ بينَه وبينَ التَّوبَة ! ولكِنّ الله تدارَكَكَ بِلُطفِهِ.
ولمّا أنعَم الله عليكَ بهذه النِّعمَة وامتَنَّ عليكَ بهذهِ المِنّة أَبَى عَدوُّ اللهِ إِبلِيس إلا أن يَقعُدَ لكَ بالرَّصَد؛ فهوَ في غَيْظٍ وحَسَدٍ وحِقدٍ لكَ، فرأى كرامَة اللهِ لكَ وأرادَ أن يُهِينَك، ورأى عِزَّ طاعَتِكَ لِرَبِّك وأرادَ أن يُذِلَّك،، وخَسِئ عَدوَّ الله، فلــنْ يَستطِيعَ ذلِكَ بإذن اللهِ.
ومِن هنــا تُمْتَحَن في توبَتِك وتُختَبَر وتُبتَلى مِن ربِّك؛ فإن صَدَقتَ مع الله صَدقَ الله معَك، تتوبُ إلى اللهِ من الشَّهوات والمعاصي والمُلهِيَات؛ فيَأتِيكَ عَدُوُّ الله آناءَ اللّيْلِ والنّهار يُزَيِّنُها لكَ، حتى لَرُبَّما يُزَيِّنُها لك في أشرفِ المواطِن وأعظَمِها؛ وهوَ موْطِنُ القُربِ مِن الله فيقولُ لك: "لوْ كُنتَ تائِباً صادِقاً لماذا تتذكَّرُ هذه الأمور وأنتَ واقفٌ بينَ يَدَيِ الله؟؟"، وكَذبَ وفَجَر ولُقِم الحَجَر، ولوْ أنَّك قُلتَ: "هذا رَبِّي، وهذا حبيبي وهذا الذي أدناني إلى رَحمَتِه، وهذا الذي قرَّبني إلى لُطْفِه وبِرّهِ وكرامَتِهِ، واللهِ لن أتركَ سَبيلَهُ، ولن أحِيدَ عن طرِيقِه"؛ فإنْ أعْرَضتَ عنه أَقبَلَتْ عليكَ الخَيْرات والباقِيات الصالِحات؛ لأنَّ الشهوَة التي عَصَيْتَ بها الله أنزلَتك إلى الدَّرَكات،،
فحتّى تخرُجَ مِن هذهِ الدَّرَكات تتسَلّق إلى الدّرجاتِ العُلى بامتحاناتٍ وابتلاءات، ومنها هذا الابتِلاء، فاصْـــــــبــِـــــر فإنَّ اللهَ يُقوِّيك ويُعطِيكَ من فضلِهِ وَمَنِّهِ وكَرَمِه ما لمْ يَخطُر لكَ على بال، فظُنّ بِرَبِّكَ خيراً.
وإيَّاكَ ثم إيَّاك إن قالَ لكَ: "أنتَ لَستَ بصادِق" أو قالَ لكَ: "أنتَ منافِق" أو قالَ لكَ: "أنتَ لستَ بصادِقٍ في توبتِك"- فكــله كذِبٌ لا حقيقةَ لهُ..
فإن أَعرَضْتَ عن هذه الوَساوِس والخطَرات لا يَملِكُ عَدَوُّ الله إلا أنْ يُوَسْوِس، وإذا أعرَضْتَ عن هذهِ الوَساوِس وأقبلتَ على الله رأيتَ حقيقةَ ما أنتَ فيه؛ وهوَ رحمَتُه وبِرُّهُ ومَعُونَتُهُ وتوفِيقُهُ، ليس للشيطانِ إلا هذا البَلاء وهوَ أن يُوَسْوِس، وأن يُذكّرَكَ المواقِف الرَّدِيّة والمَنازِلَ المُخْزِيَة.
فالناس في هذا البلاء على أحوال:
- مِنهُم مَن يَستَرسِلَ مع هذهِ الأفكار.
- ومِنهم إذا اسْتَرْسَلَ انقَطَع ولا يَسْتَمِرّ.
- ومِنهم مَن يَستَمِرّ.. ثُم يختَلِفون.
>> فالذين يَستَمِرّون في ذلِك يَضْعُفُ إيمانُهم -نسألُ اللهَ السلامة والعافية- ويَقوَى سُلطان الشيطان عليهِم بقَدرِ ما يَستَرسِلون من هذه الوَساوِس، حتّى أن بعضَهم يرَى نفسَه بعدَ إلتزامِه بطاعَةِ اللهِ واستقامَتهِ على محبَّة الله كأنَّهُ في سجن -والْعِياذُ باللهِ- .
>> وإذا كَمُلَ إيمانُه وعَظُمَ يقينُهُ باللهِ عزّ وجلّ، وقد مرَّتْ عليهِ ألَذّ الشّهَوات، ومرّت عليهِ أجمَل الفِتَن الفاتِنَة؛ إذا عُرِضَت عليه احتقَرَها في جَنْبِ ما هُوَ فيهِ من طاعَةِ الله؛ فيُرفَع إلى أعالِي الدَّرجات؛ لأن هذا الاحتقار بعدَ أنْ رأَى وتلذَّذ وذاقَ لذّة المعصِية (وهي لا لذّةَ فيها)، بعد هذا كلّه يُعرِض عنها بِصِدق؛ فإنَّ هذا يبَدِّلُهُ اللهُ تعالى عزّ وجلّ بسَيّئاتِهِ حسَناتٍ.
ولذلك كَم مِن أُناسٍ إذا رأيتَهم على الاستِقامَة وَقُوّة الإيمان والثَّبات؛ لو فتّشْتَ عَن أُمورِهم لوَجَدتَ أنّهم جَاهدُوا أنفَسَهم جِهاداً عظيماً.
فأَبشِر مادُمتَ مع اللهِ عزّ وجلّ، ولا تَلتَفِت لهذهِ الوَساوِس، ولا تَلتَفِت لهذهِ الخَطَرات. أيّ شيء يأتِي في قَلبِك، يُشكِّك في إيمانِك أو يُشَكِّك في رَحمَةِ اللهِ بك أو يُسِيء ظَنّك بالله - فاعلَم أنهُ الشّيطان قد وضَعَ خَرطُومَه على قَلبِك، وهِي لَمَّةِ الشيطان. فإذا فَرَرْتَ إلى الله كما أمرَكَ الله، وقُلتَ: "أعوذُ باللهِ السّميعِ العلِيمِ مِنَ الشّيطانِ الرّجيمِ" أفلَحْتَ وأنْجَحْتَ لأنّكَ عُذْتَ بِعظِيم، وأَتْبِعْ هذا بالصّدق؛ فإنّ العَبدَ الصّالِح الذي أَنابَ إلى اللهِ يَتقلَّب في الفِتَن ويَتقلَّب في الْمِحَن على قَدرِ إيمانِه.. لماذا ؟ لأنّ الذي ذاقَ اللّذات والشّهوَات والمُحرّمات والمُنكَرات، واسْتَمتَعَ وتَلَذّذ، ثُمّ ولَّى ظَهرَهُ لذَلِكَ البَلاء صادِقاً مُقبِلاً على الله - فلا يزال يَتَجرَّعِ الغُصَص مِن كَيدِ الشّيطان يُذَكّرُهُ بِها، يُذَكّرُهُ بِها، فيَــأبَـــــى، ويقولُ: "رَبّـي رَبِّــي"، يقولُ: "التّوبَة، إنّ اللهَ طَهّرَنِي فكيفَ أُقْبِلُ على القاذُورات! وعلى الخَبَث والنّجاسات،، لااا ورَبِّــي.. يا رَبّ أَمِتْنِي قَبْلَ أن أعودَ إليها" ، نَفس تتحَدّث في النّفوسِ الطاهِرَة المُؤمِنَة، أشْجان وأَحْزان لا يَعلَم بها إلا جَلّ جلالُه.
الله أكبَر
إذا أقبَلَتِ القلُوبُ على رَبّها فامْتُحِنَتْ وابْتُلِيَتْ وفُتِنَتْ، {أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُّتْرَكوا أَن يَّقُولُوا ءَامنّا وهُمْ لا يُفتَنون} .. هذهِ الفِتَن وهذِهِ المِحَن
وهـنا يكون جِهادَ العَبد للهِ جلّ جلالُه؛ جِهاد النّفس، جِهاداً مَريرا، يأتي هذا العَدُوّ بهذه الأمور يُزَيِّنُها ويُسَوِّلُها وقد ذَهبَت مرارَتُها، فإذا عادَت على العبْدِ الصادِق في التَّوبَة والإنابَة - لا يَنظُرُ إلى الشهوات إلا أنّها غُصَّة في حَلْقِه.
مِنَ النّاس مَن ذاقَ لذّة المعاصِي، لكِن لو جاءَ عَدوّ الله بأجمَل صُورة مِن المعاصِي - ما رآها إلا تحتَ قَدَمِهِ مِن قوّة الإيمان، يقول: "أين هذا -بكلّ ما فيه مِن الجمال، بكلّ ما فيه مِنَ الفِتنَة- أينَ هذا أمَام لذَة العِبادَة والوُقوف بينَ يَدَيِ الله!"؛ فإذا بالشّيطانِ يُدْحَر، وإذا بالشّيطانِ يُقْهَر، وإذا بالعَبدِ الوَلِيّ الصادِقِ يُنصَر؛ فَتُفتَح أبواب الرّحمَة على العَبد، ويُيَسَّر لهُ {وَالّذينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنا إنّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنين} فبيّن اللهُ تعالى أن هؤلاء الذين يُجاهِدون الشّهَوات.
وأحاديث النّفس طالت رَجُلاً مُستقيماً على طاعة رَبّه؛ فيخرُج إلى مَسجِده وإلى عَمَله وإلى وَظيفَته فتمُرّ عليه فِتنَة- طالما هذه الفِتنة حينما كان بعيداً عن الله تفعَلُ الأفاعيل- فإذا به يحتقِرُها، ولَو جاءَتهُ المرأة عارِيَة كيَوْمِ ولَدَتْها أمُّها؛ مِن صِدق إيمانِهِ بالله، لا تُزَلْزِلُه الفِتَن، قد باعَ نفسَهُ للهِ، وباعَ عُمرَه لله، فجَعَل الجنّة والنّار أمام عيْنَيْه، فلا يُبالي بفِتنَة، ما يَضعُف.
ولذلك الشيطان يسوِّل للإنسان الضّعف؛ فتجِد البَعض لمّا يأتِي يقول: "والله يا شيخ إنّ الفِتَن تكالَبَتْ، إنّ الفِتَن..." ما فيه هذا ! أنتَ في فِتنَة، منذُ أنْ تقول "ربِّيَ الله" أنتَ مفتُون، ما فيه تكاسُل، حياةٌ أو مَوْت، سَعادَةٌ أو شَقاء، رَحمَةٌ أو عذاب، {إِنّا هَدَيناهُ السَّبِيلَ إمّا شَاكِراً وإمّا كَفوراً}؛ إمّا شُكر وإمّا كُفْر...
ولِذلكِ تجِد العَبد الصادِق في إيمانِه، واستقامَتِه، وإلتِزامِه لِرَبّه لا يحتاج إلى مَوعِظَة.



يتبَع ...



سلام 4 ذو القعدة 1433هـ/19-09-2012م 02:30 PM

الله يتوب علينا ويحمينا


الساعة الآن 06:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir