معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   كتاب الصلاة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=139)
-   -   باب صفة الصلاة (12/38) [ذكر ما كان يقرأ به النبي في الصلوات الخمس] (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=2637)

محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 12:00 PM

باب صفة الصلاة (12/38) [ذكر ما كان يقرأ به النبي في الصلوات الخمس]
 

288- وعن سُليمانَ بنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: كَانَ فُلانٌ يُطِيلُ الْأُولَيَيْنِ مِن الظُّهْرِ، ويُخَفِّفُ الْعَصْرَ، ويَقرأُ في الْمَغْرِبِ بقِصارِ الْمُفَصَّلِ، وفي الْعِشَاءِ بوَسَطِهِ، وفي الصُّبْحِ بطُوالِه. فقالَ أبو هُرَيْرةَ: ((مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ هَذَا)). أَخَرَجَهُ النَّسائيُّ بإسنادٍ صحيحٍ.

محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 02:02 PM

سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
 

22/ 273 - وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: كَانَ فُلاَنٌ يُطِيلُ الْأُولَيَيْنِ مِن الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَفِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِهِ، وَفِي الصُّبْحِ بِطِوَالِهِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهَ صَلاَةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا.
أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.
(وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ) هُوَ أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ وَتَخْفِيفِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ مَوْلَى مَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَخُو عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكِبَارِ التَّابِعِينَ، كَانَ فَقِيهاً فَاضِلاً ثِقَةً عَابِداً وَرِعاً حُجَّةً، وَهُوَ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ.
(قَالَ: كَانَ فُلاَنٌ). فِي شَرْحِ السُّنَّةِ لِلْبَغَوِيِّ أَنَّ فُلاَناً يُرِيدُ بِهِ أَمِيراً كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ، قِيلَ: اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ ، وَلَيْسَ هُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَمَا قِيلَ؛ لِأَنَّ وِلاَدَةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَتْ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَدِيثُ مُصَرِّحٌ بِأَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى خَلْفَ فُلاَنٍ هَذَا.
(يُطِيلُ الْأُولَيَيْنِ فِي الظُّهْرِ وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ وَيَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ). اخْتُلِفَ فِي أَوَّلِ الْمُفَصَّلِ فَقِيلَ: إنَّهَا مِن الصَّافَّاتِ، أَو الْجَاثِيَةِ، أَو الْقِتَالِ، أو الفتحِ، أَو الْحُجُرَاتِ، أَو الصَّفِّ، أَوْ تَبَارَكَ، أَوْ سَبِّحْ، أَو الضُّحَى، وَاتُّفِقَ أَنَّ مُنْتَهَاهُ آخِرُ الْقُرْآنِ.
(وَفِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِهِ، وَفِي الصُّبْحِ بِطِوَالِهِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهَ صَلاَةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ).
قَالَ الْعُلَمَاءُ: السُّنَّةُ أَنْ يَقْرَأَ فِي الصُّبْحِ وَالظُّهْرِ بِطِوَالِ الْمُفَصَّلِ، وَيَكُونَ الصُّبْحُ أَطْوَلَ، وَفِي الْعِشَاءِ وَالْعَصْرِ بِأَوْسَطِهِ، وَفِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِهِ.
قَالُوا: وَالْحِكْمَةُ فِي تَطْوِيلِ الصُّبْحِ وَالظُّهْرِ أَنَّهُمَا وَقْتَا غَفْلَةٍ بِالنَّوْمِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَالْقَائِلَةِ، فَطُولُهُمَا لِيُدْرِكَهُمَا الْمُتَأَخِّرُونَ لِغَفْلَةٍ أَوْ نَوْمٍ وَنَحْوِهِمَا، وَفِي الْعَصْرِ لَيْسَتْ كَذَلِكَ، بَلْ هِيَ فِي وَقْتِ الْأَعْمَالِ فَخَفَّتْ لِذَلِكَ، وَفِي الْمَغْرِبِ لِضِيقِ الْوَقْتِ؛ فَاحْتِيجَ إلَى زِيَادَةِ تَخْفِيفِهَا، وَلِحَاجَةِ النَّاسِ إلَى عَشَاءِ صَائِمِهِمْ وَضَيْفِهِمْ، وَفِي الْعِشَاءِ لِغَلَبَةِ النَّوْمِ، وَلَكِنَّ وَقْتَهَا وَاسِعٌ فَأَشْبَهَتِ الْعَصْرَ. هَكَذَا قَالُوهُ، وَسَتَعْرِفُ اخْتِلاَفَ أَحْوَالِ صَلاَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَأْتِي قَرِيباً، بِمَا لاَ يَتِمُّ بِهِ هَذَا التَّفْصِيلُ.

محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 02:06 PM

توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام
 

229 - وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كانَ فُلانٌ يُطِيلُ الأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ العَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي المَغْرِبِ بِقِصَارِ المُفَصَّلِ، وَفِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِهِ، وَفِي الصُّبْحِ بِطِوَالِهِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهَ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هذا.
أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.

· دَرَجَةُ الحديثِ:
الْحَدِيثُ صَحِيحٌ.
قَالَ المُؤَلِّفُ: أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بإسنادٍ صَحِيحٍ، وَقَالَ فِي (الفتحِ): صَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ (1/761) وَغَيْرُهُ، قَالَ فِي (المُحَرَّرِ): إسنادُهُ صَحِيحٌ.
· مُفْرَدَاتُ الْحَدِيثِ:
- المُفَصَّلِ: هُوَ من الحُجُرَاتِ إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ، سُمِّيَ مُفَصَّلاً؛ لِكَثْرَةِ فَوَاصِلِهِ، وَلِقِصَرِ سُوَرِهِ.
· مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْحَدِيثِ:
1- كَانَ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ- وَهُوَ عُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ - يُطِيلُ الأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ عَن الأُخْرَيَيْنِ مِنْهُمَا، وَكَانَ يُخَفِّفُ صَلاةَ العَصْرِ، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ المغربِ بِقِصَارِ المُفَصَّلِ، وَفِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِهِ، وَفِي صَلاةِ الصُّبْحِ بِطِوَالِهِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: (مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهَ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا).
فَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى مشروعيَّةِ، واستحبابِ هَذِهِ الصفةِ، مِن التطويلِ فِيمَا يُطَوَّلُ، وَالتخفيفِ فِيمَا يُخَفَّفُ، وَفِي تَجْزِئَةِ الْقُرْآنِ، وَالصَّلاةِ بهذهِ التجزئةِ.
2- هَدْيُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدمُ الاقتصارِ عَلَى قِصَارِ المُفَصَّلِ فِي صَلاةِ المغربِ، فالمداومةُ عَلَيْهِ خِلافُ السُّنَّةِ، وَالْحَقُّ أَنَّ الْقِرَاءَةَ فِي المغربِ تَكُونُ بِطِوَالِ المُفَصَّلِ وَقِصَارِهِ، وَسَائِرُ السُّوَرِ سُنَّةٌ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: (رُوِيَ أَنَّهُ قَرَأَ بالأَعْرَافِ، وَالصَّافَّاتِ، والدُّخَانِ، والطُّورِ، وَسَبِّحِ، وَالتِّينِ، وَالمُرْسَلاتِ، وَكَانَ يَقْرَأُ فِيهَا بِقِصَارِ المُفَصَّلِ، وَكُلُّهَا آثَارٌ صِحَاحٌ مَشْهُورَةٌ).
3- المُفَصَّلُ عَلَى الراجحِ يَبْتَدِئُ منْ سُورَةِ الحُجُرَاتِ، وَيَنْتَهِي بآخِرِ الْقُرْآنِ، فَطِوَالُ المُفَصَّلِ من الحُجُرَاتِ إِلَى سُورَةِ النبأِ، وَوَسَطُهُ من النبأِ إِلَى الضُّحَى، والقِصارُ منَ الضُّحَى إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ، وَسُمِّيَ مُفَصَّلاً؛ لِكَثْرَةِ فَوَاصِلِهِ.
4- الحكمةُ فِي التطويلِ فِي صَلاةِ الصبحِ: أَنَّ مَلائِكَةَ اللَّيْلِ وملائكةَ النَّهَارِ يَحْضُرُونَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} [الإسراء: 78].وَلِأَنَّهُ يَقَعُ فِي وَقْتِ غَفْلَةٍ بالنَّوْمِ، فَاحْتَاجَ إِلَى التطويلِ؛ لِيُدْرِكَ النَّاسُ الصَّلاةَ، وَأَمَّا تَقْصِيرُ المغربِ فَلِقِصَرِ وَقْتِهَا، وَبَقِيَ الظهرُ والعصرُ والعشاءُ عَلَى الأَصْلِ، فِي أَنَّ الصَّلاةَ تَكُونُ وَسَطاً، فَلا تُخَفَّفُ عَنْ مُسْتَحَبَّاتِ الصَّلاةِ، وَلا تُثَقَّلُ عَلَى الْعَاجِزِينَ.
وَقِصَّةُ مُعَاذٍ، وَإِرْشَادُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ كَيْفَ يُصَلِّي وَيَقْرَأُ هي الأَصْلُ فِي هَذَا الْبَابِ.
وَهَذَا بالنسبةِ للإمامِ الَّذِي يَؤُمُّ النَّاسَ، وَيَرْتَبِطُ المُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ، أَمَّا الْمُنْفَرِدُ فَلْيُصَلِّ مَا شَاءَ، وَكَيْفَ شَاءَ، مَا دَامَ لَمْ يَخْرُجْ عَن العُرْفِ.


الساعة الآن 02:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir