تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الأول
تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في (الأسبوع الأول) *نأمل من طلاب المستوى الثاني الكرام أن يسجلوا حضورهم اليومي هنا بذكر فوائد علمية مما درسوه في ذلك اليوم، وسيبقى هذا الموضوع مفتوحاً إلى صباح يوم السبت. |
الفتور في طلب العمل من أشد الآفات التي تعتري طريق طالب العلم، وتحيد به عن قصده.
|
إقامة الدين عمادها على العلم والإيمان، وبهما تعلو الأمة وتعز، وبضعفهما تنحط الأمة وتضعف.
والفرد والأمة المستمسكة بالعلم والإيمان لابد بها من الابتلاء، قال تعالى: (وكذلك جعلنا لكل بني عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا )، فالهدى من ثمرات العلم، والنصر من ثواب العمل. |
ولذلك كان طلب العلم لمن صحَّت نيته من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله
|
فكلما كانت الأمَّة أكثر حظًا ونصيبًا من العلم والإيمان؛ كانت رفعتها وعزتها أظهر وأشهر، وكلما ضعف حظها منهما؛ كانت أكثر تخلفًا وانحطاطًا وذلًا، والتاريخ والواقع شاهدان على ذلك.
|
فبضعف العلم والإيمان؛ ينحطّ الفرد، وتنحطّ الأمة، وبازدياد العلم والإيمان؛ يرتفع الفرد، وترتفع الأمة، فهذه المعادلة سنة كونية شرعية، دلائل إثباتها من الشريعة والتاريخ والواقع ظاهرة جليّة.
وباجتماع العلم والإيمان تستنير البصيرة، ويحيا القلب، وتزكو النفس، ويصلح العمل، وتحصل النجاة والعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة للفرد وللأمّة. |
-إقامة الدين تستوجب العلم والإيمان, والعلم والإيمان يجلبان هداية الله ونصره, والإنسان في ذلك أحد ثلاثة:
1-محسن 2-ومقصر 3-ومضيع بالجملة. فأما المحسن؛ فله من الهداية والنصرمن الله أحسن النصيب. وأما المقصر؛ فإنه يتخلف عن الهداية والنصر بقدر تقصيره وإساءته. وأما المضيع بالجملة؛ فهم كالكفار والمنافقين؛ فليسوا على شيء. |
- أهل العلم والإيمان هم أئمة المسلمين في الدنيا.
- أهل الإيمان هم: 1- أهل محبة الله. 2- أهل البركة والفضل. 3- أهل البشرى. -وأهل العلم هم: 1- الشهداء على أعظم كلمة؛ (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم...). 2- لهم كلمة مسموعة على الملأ يوم القيامة؛ (وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون). |
- من عرف للعلم والإيمان مكانهما جد في طلب العلم, وتصحيح الإيمان واستكماله.
- العلم بلا إيمان حجة على صاحبه, والإيمان لا يصح إلا بالعلم, ولذلك: من عبد الله على جهل ضل مع الضآلين, ومن علم ولم يعمل كان من المغضوب عليهم. - كلما كان الإنسان أحسن علما وأقوى إيمانا, كان أكثر نصيبا من الهداية والعزة والرفعة والثواب العظيم. |
أجرى الله لأهل الإيمان من أسباب البركة والفضل شيئًا كثيرًا مباركًا لا يخطرُ على القلوب حدّه، قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا}، فالتأكيد بأن هذا الفضل من الله، له أثر عظيم في قلوب المؤمنين:
|
قال الله تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}، والعلم كذلك ينبغي لطالبه أن يأخذه بقوة، وأن َيُعِدّ له عدّته، وأن يبذل له أغلى ما يملك، وأعزَّ أوقاته، وأنفسَ أمواله، وأن يجتهدَ له اجتهادًا يليق بمطلوبه العظيم؛ حتى يظفر طالبُ العلم بما رُتِّبَ على طلب العلم من الفضل العظيم.
|
من رحمة الله عز وجل، وفضله العظيم؛ أنه يثيب على النيّة والعزيمة الصادقة من العبد، والله تعالى ينظر إلى ما في قلوب الناس كما قال الله تعالى:{ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)}
وقال: { إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} |
فمن صدقت عزيمته في طلب العلم رُجيَ له أن يبلّغه الله منازل العلماء، وإن مات في أوّل طلبه للعلم، وهذا يفيد الطالب بأهميّة الصدق والجدّ في طلب العلم، وأن يسير فيه على منهاج أهله، ولا يتعجّل التصدّر.
|
إن طلب العلم من أفضل الأعمال لمن صحت نيته . ولكى ينال طالب العلم الأجر العظيم فلابد أن يستعين بالله وأن لا يعتريه الفتور ولا يسوف العمل وليعلم أن هناك معوقات تعترض طريقه ومن أشدها وسوسة الشيطان فإنه يعترض طريق طالب العلم ليصده عن الهدى واعتراضه له اكثر من اعتراضه لغيره لذلك أمرنا الله بالاستعاذة به سبحانه من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن.
|
وقد قال الله تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}، والعلم كذلك ينبغي لطالبه أن يأخذه بقوة، وأن َيُعِدّ له عدّته، وأن يبذل له أغلى ما يملك، وأعزَّ أوقاته، وأنفسَ أمواله، وأن يجتهدَ له اجتهادًا يليق بمطلوبه العظيم؛ حتى يظفر طالبُ العلم بما رُتِّبَ على طلب العلم من الفضل العظيم.
|
فظهورُ الفرق الضالة، وانتشار البدع والأهواء والخرافات التي ضل بسببها فئام من الناس، وقيام التيارات الفكرية المنحرفة التي رفعت راياتها، وتبوأت ما لم يكن لها أن تتبوأه، كلُّ ذلك إنما سببه ضعفُ العلم في الأمَّة، وضعفُ القائمين به، وفشوّ الجهل؛ فحصل بذلك ضلال كثير، وفساد كبير.
|
عندما يجتمع العلم والإيمان تستنير البصيرة، ويحيا القلب، وتزكو النفس، ويصلح العمل، وتحصل النجاة والعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة للفرد وللأمّة.*
وقد أمرنا الله تعالى بإقامة الدين، فقال تعالى:*{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}.* |
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى: (الشيطان يكثر تعرّضُه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربّه والتقرّب إليه والاتصال به؛ فلهذا يعرض للمصلّين ما لا يعرض لغيرهم، ويعرض لخاصّة أهل العلم والدّين أكثر مما يعرض للعامّة، ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم؛ لأنه لم يسلك شرع الله ومنهاجه؛ بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه. وهذا مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة؛ فإنه عدوّهم يطلب صدَّهم عن الله، قال تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}.
|
يجب على طالب العلم أن يدرك حقيقتين مهمتين في طريق طلبه للعلم:
الأولى: سنة الابتلاء التي يتميز بها من يثبت ومن لا يثبت, وعلى طالب العلم إذا ابتلي أن يتبع هدى الله في ذلك البلاء وأن يصبر رغبة في نيل الفضل العظيم في الدنيا والآخرة. الثانية: الشيطان الرجيم هو عدوه يكيد له ليحرمه من فضائل العلم وقد حذرنا الله من اتباع خطواته, فالشيطان يكثر تعرضه للعبد إذا أراد التوبة والتقرب إلى ربه. |
وروى الخطيب البغدادي في "الرحلة في طلب الحديث" أن أبا أيّوب الأنصاري رضي الله عنه رحل من المدينة إلى عقبة بن عامر الجهني في مصر ليسمع منه حديثاً واحداً.
|
وقال يحيى ابن أبي كثير رحمه الله: «لا يستطاع العلم براحة الجسم» رواه الإمام مسلم في صحيحه.
وقال علي بن المديني: قيل للشعبي: من أين لك هذا العلم كله؟! قال: « بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الجماد، وبكور كبكور الغراب ». ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ. |
بسم الله والحمدلله و الصلاة والسلام على رسول الله؛
أما بعد: المقدمة لما كان للعلم من أهمية بالغة في شريعة الإسلام، فقد اعتنى بها الشارع إعتناءا بالغا، فأمر به الله - سبحانه و تعالى - فرغب فيه و حث على طلبه، و هو أول ما أمر به نبيه محمد - صلى الله عليه و سلم -، و بين لنا فضله و فضل أهله و ما ينالونه من رحمات الله - سبحانه و تعالى - و من تشريفه لهم، و ما خصهم به من المعية و الإعانة، و إحاطته لهم برحماته و جميل عفوه، و أحبهم فقربهم إليه، و جعلهم من خاصته سبحانه؛ لأنهم صبروا على الحق علما و تعلما، و عملا بما علموا و كابدوا الأنفس على تعليمه و الدعوة به و إليه، لمن لم يعلمه، و صابروا أنفسهم عنما يعترضهم من الآفات و العوائق و العلائق، لينالون بذلك الثواب من الله و يفوزون بكمال رضاه و جميل عفوه - تبارك في علاه -.لكن لهذا المنهاج العظيم و السير في طلبه مجموعة من الآفات و الأعداء، إذا سلم لها طالب العلم عنقه قطعته و هوت به في سحيق الظلام و الجهل، فيحيد عن الطريق أو يتركه بالكليه، فليحذر الطالب من ذلك كله و يستعين بالله - العزيز الجبار - و لا ينحني لسبل الشيطان الذي سيقعد له كل مقعد حتى يترك هذا الباب، ألا و هو طلب العلم، لكن يتوكل العبد على ربه مستعينا به سبحانه، راجيا عفوه، محتم بجنابه فيكون بذلك من العلماء الربانيين، ويكون ناصرا للشرع من تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين. فعلاج الفتور لا يكون إلا بعلو الهمة{ و الهمة،كما قال بعض العلماء هي: خروج النفس إلى غاية كمالها الممكن لها في العلم و العمل}؛ فيكون صاحب الهمة تعلقه بالحق قصدا و طلبا صادقا خالصا، فلا يلتفت عن الحق لما سواه، و صاحب هذه الهمة سريع وصوله و ظفره بمطلوبه، ما لم تعقه العوائق و تقطعه العلائق. فلابد للسالك من همة تسيره و ترقيه، و علم يبصره و يهديه. و من لا يحب صعود الجبال***يعش أبد الدهر بين الحفر. |
ينبغي لطالب العلم أن يدرك حقيقتين :
1- سنة الابتلاء. 2- كيد الشيطان. فأما الابتلاء؛ فليعلم طالب العلم أنه سيبتلى، فسلعة الله غالية، ولابد من تمييز الصادقين من الكاذبين، قال تعالى: (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب )، فمن استمسك بهدى الله يوشك أن يفتح له في طلب العلم، ويثبته الله فلا يضل ولا يشقى،قال تعالى: ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)، وقال سبحانه: (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا يحزنون). |
وأما كيد الشيطان؛
فإن الشيطان حريص على أن يحرم طالب العلم من الفضائل العظمية لطلب العلم، ولذلك فهو وإن كان لا يرى بالعين، إلا أنه يحضر طالب العلم عند كل شأنه، قال صلى الله عليه وسلم :" إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شأنه". ولذلك حذرنا ربنا سبحانه من الشيطان، فقال: ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير). - إذا سلم الإنسان من كيد الشيطان، ودفعه بما أمر الله، وثبت عند الابتلاء، حصلت له- بإذن الله - الفضائل العظمية التي جعلها الله لأهل العلم . |
بسم الله والحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله؛
أ ما بعد: الدرس الأول: التذكير بأن إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان * الإيمان: وهو قول اللسان و التصديق بالجنان و العمل بالجوارح و الأركان.. * الرابط بين العلم و الإيمان:العلم هو المعرفة بحقيقة الأشياء و هذه الحقيقة تصبح عنده يقين فيصدقها و يؤمن بها ، فيعمل بها و ينصرها، فقال الله - عز في علاه -:" و العصر* إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر"، فالدين قائم على أربع أساسات مهمة و هي: *1* العلم وهي معرفة أصول الشريعة و ما تقوم عليه، بالدليل. *2* العمل و هو ثمرة العلم *3* الدعوة لهذا العلم. *4* و في هذا كله صبر يثبته و يعينه في الطريق، بإذن ربه. فنجاة الأمة و عزتها لا تكون إلا بعلم تهتدي به للطريق المستقيم، و إيمان يثبتها في الطريق بالمتابعة بما جاء في الكتاب و السنة، فعلم تعرف به هدى الله - سبحانه و تعالى -و إيمان تتبع به الهدى. * فضل العلم و الإيمان: * بالعلم و الإيمان تكون اللأمة في عزة و نعمة شاملة من الله - سبحانه تعالى -، قال تعالى:" و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين"، و هذا من محبة الله - سبحانه تعالى - لأهل العلم و الإيمان؛ فإذا أحبهم الله أعانهم و قام بحفظهم من كل ما يؤذيهم و يعيقهم و يخذلهم، فإن نصرهم الله - سبحانه تعالى - فمن ذا الذي يخذلهم، في المقابل إذا خذلهم الله - سبحانه تعالى - فمن يكون لهم ناصر و شفيع. * بالعلم و الإيمان تنصر الأمة و تقوى شوكتها على أهل الجهل و الأهواء، و في المقابل إذا فشى الجهل ذلت الأمة و استكانت لأضعف أعدائها، و هذا الأمر يشمل الفرد كما يعم الأمة جميعا، لقوله تعالى:"فاتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"، فلتتنبه الأمة لهاته السنة الكونية. * بالعلم تستنير البصيرة، و هو حياة القلوب و مهجتها، و زكاة النفس و صفاء الروح و طمأنينتها. * العلم سبب لاستجلاب محبة الله تعالى و الظفر برضاه في الدنيا و الآخرة. * بالعلم و الإيمان يقام الدين، لأنه بعلم صحيح و إيمان صادق يكون المنهج واضح الملامح، و يكون سببا لقيام الدين على أصول سليمة تحفظه من الشوائب و الإنحرافات و البدع. * إيقامة الدين لا تكون إلا بالعلم و الإيمان، و من أقام دينه كان له وعد من الله بالهداية و النصر، لقول النبي - صلى الله عليه و سلم -:" لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم، و لا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله و هم على ذلك". * شرط ضمان الهداية و النصر هو القيام بأمر الله: قال تعالى:" و كذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين* و كفى بربك هاديا و نصيرا"، الله - سبحانه و تعالى - ضمن لمن قام بأمر دينه أنه لا يضره من خالفه أو خذله، مهما بلغت من الدركات، فيكون الله - عز و جل - ناصرا لهم في الدنيا و الآخرة، فقال جل في علاه:"و كذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين* و كفى بربك هاديا و نصيرا"، و من كرم الله على عباده المؤمنين بأن كرمهم باتباع الأنبياء و الرسل، فيتبعون خطاهم و يستأنسون بما بصبرهم على المحن، و هذه منزلة لا تعطى إلا من جاهد نفسه بالعلم، و ورث هذا العلم يقينا و إيمانا ثابتا في القلب، فيحرض الجوارح على العمل وفق متطلبات الشرع. * الله - عز في علاه - تكفل بالهداية و النصر لأوليائه الذين علموا و عملوا و آمنوا و صدقوا، فقال تعالى:" و الله أعلم بأعدائكم* و كفى بالله و ليا و كفى بالله نصيرا"؛ فمن تولاه الله و رعاه فمن يضره، و من نصره الله فمن يخذله، فسبحان من أعز أوليائه الصالحين و أحاطهم بحبه و رعايته سبحانه. و قدمت الهداية على النصر من باب تقديم العلم على العمل، فيا باغي الخير أقبل على العلم و لا تتركه لغيره فإنه بصيرة القلب و نوره و سعادة النفس و طمأنينتها، و إلا كما قال ربنا - تبرك و تعالى:" لستم على شيء حتى تقيموا التوراة و الإنجيل و مآ أنزل إليكم من ربكم"،فيكون التارك للعلم و المفارق قلبه للإيمان فيكون كحكم المعدوم عند الله. * نصيب العبد من النصر و الهداية: و هذا يكون بحسب قيام العبد على أمر دينه: - فمن الناس من يكون قد أحسن القيام بأمر دينه، علما و إيمانا و عملا و دعوة، و صبر على ذلك كله: فهذا بأعلى المنازل من الهداية و النصر، قال تعالى:" هل جزاء الاحسان إلا الاحسان"ن و هذا التأكيد من رب العزة، دليل على أنه إحسان في غاية الحسن الذي لا تدركه العقول و الأفهام. - قيامه للدين شابه بعض التقصير من الذنوب و المعاصي: فهذا تتخلف عنه الهداية و النصرة بقدر تفريطه من القيام بدين ربه. - و أما المضيع لأمر دينه: فحكمه حكم المعدوم، فلا ناصر له و لا هاد، قال تعالى:"قل يا أهل الكتاب لستم على شيء" |
الساعة الآن 05:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir