![]() |
كتاب الباء - أبواب الوجهين - باب [البأس-البرق]
(كتاب الباء) 57 - باب البأس وذكر أهل التفسير أن البأس في القرآن على وجهين: - أحدهما: شدة العذاب. [ومنه]، قوله تعالى في الأنبياء: {فلما أحسوا بأسنا}، وفي المؤمن: {فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده}، وفيها: {فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا}. والثاني: الشدة في القتال. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وحين البأس}، وفي سورة النساء: {عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}، وفي النمل: {[قالوا] نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد}، وفي الحشر: {بأسهم بينهم شديد}، يعني: القتال بين المنافقين واليهود. وألحق بعضهم وجها ثالثا وهو: البأساء، والبأساء: الشدة النازلة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {والصابرين في البأساء والضراء}، وفي الأنعام: {فأخذناهم بالبأساء والضراء}، وفي الأعراف: {إلا أخذنا أهلها بالبأساء}. 58 - باب البرق قال ابن فارس: يقال: برقت السماء فأبرقت. وكل شيء اجتمع فيه سواد وبياض فهو: أبرق. حتى إنهم يسمون العين: برقاء. وأنشدوا: - ومنحدر من رأس برقاء حطه = مخافة بين من حبيب مزايل يريد الدمع المنحدر من العين. واختلف العلماء في البرق على أربعة أقوال: - أحدها: أنه سوط يضرب به السحاب. روى سعيد بن جبير عن ابن عباس [رضي الله عنهما]: أن اليهود سألوا النبي (صلى الله عليه وسلم) عن البرق فقال: ((مخاريق يسوق بها الملك السحاب))، وروي عن علي رضي الله عنه [أنه] قال: هو ضربة مخراق من حديد. وروي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إنه ضربة بسوط من نور. والثاني: أنه تلألؤ كما حكاه ابن فارس. والثالث: أنه قدح اصطكاك أجرام السحاب. والرابع: أنه من تحريك أجنحة الملائكة الموكلين بالسحاب حكاهما شيخنا علي بن عبيد الله. والوجه عندنا هو الأول لمكان الأثر. وذكر بعض المفسرين أن البرق في القرآن على وجهين: - أحدهما: نور السحاب المذكور. ومنه قوله تعالى: (في البقرة): {فيه ظلمات ورعد وبرق}. والثاني: نور الإسلام. ومنه قوله تعالى في البقرة: {يكاد البرق يخطف أبصارهم}. وهو مثل ضربه الله عز وجل للمنافقين. |
الساعة الآن 01:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir