معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=310)
-   -   كتاب الباء - أبواب الوجهين - باب [البأس-البرق] (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=6937)

ساجدة فاروق 15 جمادى الأولى 1431هـ/28-04-2010م 09:38 PM

كتاب الباء - أبواب الوجهين - باب [البأس-البرق]
 
(كتاب الباء)
وهو سبعة عشر بابا: أبواب الوجهين
57 - باب البأس
البأس في الأصل: الشدة. ومن ذلك قوله تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}.
وذكر أهل التفسير أن البأس في القرآن على وجهين: -
أحدهما: شدة العذاب. [ومنه]، قوله تعالى في الأنبياء: {فلما أحسوا بأسنا}، وفي المؤمن: {فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده}، وفيها: {فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا}.
والثاني: الشدة في القتال. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وحين البأس}، وفي سورة النساء: {عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}، وفي النمل: {[قالوا] نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد}، وفي الحشر: {بأسهم بينهم شديد}، يعني: القتال بين المنافقين واليهود.
وألحق بعضهم وجها ثالثا وهو: البأساء، والبأساء: الشدة النازلة.
ومنه قوله تعالى في البقرة: {والصابرين في البأساء والضراء}، وفي الأنعام: {فأخذناهم بالبأساء والضراء}، وفي الأعراف: {إلا أخذنا أهلها بالبأساء}.
58 - باب البرق
البرق: هو النور اللامع في السحاب. يقال: برقت السماء ورعدت.
قال ابن فارس: يقال: برقت السماء فأبرقت. وكل شيء اجتمع فيه سواد وبياض فهو: أبرق. حتى إنهم يسمون العين: برقاء. وأنشدوا: -
ومنحدر من رأس برقاء حطه = مخافة بين من حبيب مزايل
يريد الدمع المنحدر من العين.
واختلف العلماء في البرق على أربعة أقوال: -
أحدها: أنه سوط يضرب به السحاب. روى سعيد بن جبير عن ابن عباس [رضي الله عنهما]: أن اليهود سألوا النبي (صلى الله عليه وسلم) عن البرق فقال: ((مخاريق يسوق بها الملك السحاب))، وروي عن علي رضي الله عنه [أنه] قال: هو ضربة مخراق من حديد.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إنه ضربة بسوط من نور.
والثاني: أنه تلألؤ كما حكاه ابن فارس.
والثالث: أنه قدح اصطكاك أجرام السحاب.
والرابع: أنه من تحريك أجنحة الملائكة الموكلين بالسحاب حكاهما شيخنا علي بن عبيد الله.
والوجه عندنا هو الأول لمكان الأثر.
وذكر بعض المفسرين أن البرق في القرآن على وجهين: -
أحدهما: نور السحاب المذكور. ومنه قوله تعالى: (في البقرة): {فيه ظلمات ورعد وبرق}.
والثاني: نور الإسلام. ومنه قوله تعالى في البقرة: {يكاد البرق يخطف أبصارهم}. وهو مثل ضربه الله عز وجل للمنافقين.


الساعة الآن 01:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir