معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   كتاب الصلاة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=139)
-   -   باب صفة الصلاة (26/38) [دعاء يستحب قوله في قنوت الوتر] (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=2651)

محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 12:45 PM

باب صفة الصلاة (26/38) [دعاء يستحب قوله في قنوت الوتر]
 

308- وعن الحسَنِ بنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قالَ: عَلَّمَنِي رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ في قُنوتِ الوِتْرِ: ((اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ)). رواهُ الخمسةُ. وزادَ الطبرانيُّ والبيهقيُّ: ((وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ)). زادَ النَّسائيُّ من وجهٍ آخَرَ في آخِرِه: ((وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ)).
309- وللبيهقيِّ عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا دُعَاءً نَدْعُو بِهِ فِي الْقُنُوتِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ. وفي سَنَدِهِ ضَعْفٌ.

محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 03:12 PM

سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
 

41/292 - وَعَن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: ((اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإِنَّك تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْك، وَإِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ)).
رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.
وَزَادَ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ: ((وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ)).
زَادَ النَّسَائِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فِي آخِرِهِ: ((وَصَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ)) .
(وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ) هُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ سِبْطُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورَيْحَانَتُه، وُلِدَ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ مِن الْهِجْرَةِ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: إنَّهُ أَصَحُّ مَا قِيلَ فِي ذَلِكَ. وَقَالَ أَيْضاً: كَانَ الْحَسَنُ حَلِيماً، وَرِعاً فَاضِلاً، وَدَعَاهُ وَرَعُهُ وَفَضْلُهُ إلَى أَنَّهُ تَرَكَ الدُّنْيَا وَالْمُلْكَ؛ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ، بَايَعُوهُ بَعْدَ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَبَقِيَ نَحْواً مِنْ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ خَلِيفَةً بِالْعِرَاقِ وَمَا وَرَاءَهَا مِنْ خُرَاسَانَ، وَفَضَائِلُهُ لاَ تُحْصَى، وَقَدْ ذَكَرْنَا مِنْهَا شَطْراً صَالِحاً فِي الرَّوْضَةِ النَّدِيَّةِ. وَفَاتُهُ سَنَةَ إحْدَى وَخَمْسِينَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَدُفِنَ فِي الْبَقِيعِ. وَقَدْ أَطَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي الِاسْتِيعَابِ فِي عَدِّهِ لِفَضَائِلِهِ.
(قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ) أي: فِي دُعَائِهِ، وَلَيْسَ فِيهِ بَيَانٌ لِمَحَلِّهِ.
(اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّك تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْك، وَإِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.
وَزَادَ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ) بَعْدَ قَوْلِهِ: ((وَلاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ)): (وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ. زَادَ النَّسَائِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فِي آخِرِهِ: وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ). إلاَّ أَنَّهُ قَالَ الْمُصَنِّفُ فِي تَخْرِيجِ أَحَادِيثِ الْأَذْكَارِ: إنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ غَرِيبَةٌ لاَ تَثْبُتُ؛ لِأَنَّ فِيهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ ، لاَ يُعْرَفُ،
وَعَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، فَالسَّنَدُ مُنْقَطِعٌ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَمِّهِ الْحَسَنِ ، ثُمَّ قَالَ: فَتَبَيَّنَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَيْسَ مِنْ شَرْطِ الْحَسَنِ ؛ لِانْقِطَاعِهِ أَوْ جَهَالَةِ رُوَاتِهِ. انْتَهَى.
فَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ: إنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ لاَ تَثْبُتُ.
وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْقُنُوتِ فِي صَلاَةِ الْوِتْرِ، وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَذَهَبَ الْهَادَوِيَّةُ وَغَيْرُهُمْ إلَى أَنَّهُ يُشْرَعُ أَيْضاً فِي غَيْرِهِ، إلاَّ أَنَّ الْهَادَوِيَّةَ لاَ يُجِيزُونَهُ بِالدُّعَاءِ مِنْ غَيْرِ الْقُرْآنِ، وَالشَّافِعِيَّةُ يَقُولُونَ: إنَّهُ يُقْنَتُ بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ. وَمُسْتَنَدُهُمْ فِي ذَلِكَ قَوْلُهُ:
42/293 - وَلِلْبَيْهَقِيِّ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا دُعَاءً نَدْعُو بِهِ فِي الْقُنُوتِ مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ. وَفِي سَنَدِهِ ضَعْفٌ.
(وَلِلْبَيْهَقِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا دُعَاءً نَدْعُو بِهِ فِي الْقُنُوتِ مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ).
قُلْتُ: أَجْمَلَهُ هُنَا، وَذَكَرَهُ فِي تَخْرِيجِ الْأَذْكَارِ مِنْ رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اهْدِنِي. الْحَدِيثَ؛ إلَى آخِرِهِ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طُرُقٍ أَحَدُهَا عَنْ بُرَيْدٍ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، سَمِعْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولاَنِ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يَقْنُتُ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ وَوِتْرِ اللَّيْلِ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ". وَفِي إسْنَادِهِ مَجْهُولٌ.
وَرُوِيَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى، وَهِيَ الَّتِي سَاقَ الْمُصَنِّفُ لَفْظَهَا عَن ابْنِ جُرَيْجٍ بِلَفْظِ: (يُعَلِّمُنَا دُعَاءً نَدْعُو بِهِ فِي الْقُنُوتِ وَصَلاَةِ الصُّبْحِ). وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ ضَعِيفٌ؛ وَلِذَا قَالَ الْمُصَنِّفُ: (وَفِي سَنَدِهِ ضَعْفٌ).

محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 03:13 PM

توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام
 

247 - وَعَن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الوترِ: ((اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإِنَّكَ تَقْضِي، وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ)). رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.
وَزَادَ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ: ((ولا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ)).
وَزَادَ النَّسَائِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فِي آخرِهِ: ((وصَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ)).
وللبَيْهَقِيِّ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا دُعَاءً نَدْعُو بِهِ فِي القُنُوتِ منْ صَلاةِ الصبحِ. وَفِي سَنَدِهِ ضَعْفٌ.

· دَرَجَةُ الحديثِ:
الْحَدِيثُ صَحِيحٌ، قَالَ النَّوَوِيُّ فِي (المجموعِ) وكتابِ (الأذكارِ): رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمْ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ. وصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ وَابْنُ المُلَقِّنِ، وَقَالَ الألبانيُّ: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَأَمَّا زِيَادَةُ الطَّبَرَانِيِّ وَالبَيْهَقِيِّ: ((لا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ)) – فَضَعَّفَهَا النَّوَوِيُّ، لَكِنْ قَوَّاهَا ابْنُ حَجَرٍ، وَابْنُ المُلَقَّنِ.
وَأَمَّا زِيَادَةُ النَّسَائِيِّ: ((وَصَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ)). فَإِسْنَادُهَا حَسَنٌ، كَمَا قَالَ النَّوَوِيُّ فِي الأذكارِ، وَحَسَّنَهَا ابْنُ المُلَقِّنِ، لَكِنَّ ابْنَ حَجَرٍ أَعَلَّهَا بِالانقطاعِ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَبَيْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَأَمَّا رِوَايَةُ الْبَيْهَقِيِّ عَن ابْنِ عباسٍ: فِي القُنُوتِ منْ صَلاةِ الصُّبْحِ. فَقَالَ الحافظُ: سَنَدُهَا ضَعِيفٌ.
· مُفْرَدَاتُ الْحَدِيثِ:
- فِيمَنْ هَدَيْتَ: مِنَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحِينَ، قِيلَ: (فِي) فِي هَذِهِ الفِقْرةِ وَالَّتِي بَعْدَهَا بِمَعْنَى (مَعَ).
- عَافِنِي: عَنْ كُلِّ نَقْصٍ ظَاهِرٍ، أَوْ باطنٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاجْعَلْنِي مُنْدَرِجاً فِيمَنْ عَافَيْتَ.
- تَوَلَّنِي: بِحِفْظِكَ عَنْ كُلِّ مُخَالَفَةٍ وَنَظَرٍ إِلَى غَيْرِكَ، وَاجْعَلْنِي مُنْدَرِجاً فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَالمُوَالاةُ ضِدُّ الْمُعَادَاةِ.
- بَارِكْ لِي: أَنْزِلْ عَلَيَّ بَرَكَتَكَ الْعُظْمَى، مِنَ التَّشْرِيفِ وَالْكَرَامَةِ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ.
- فِيمَا أَعْطَيْتَ: (فِي) للظَّرْفِيَّةِ، مُتَعَلِّقَةٌ بالفِعْلِ المذكورِ قَبْلَهَا.
- قِنِي: اجْعَلْ لِي وِقَايَةً منْ عِنْدِكَ، تَقِينِي شَرَّ مَا خَلَقْتَهُ وَدَبَّرْتَهُ.
- مَا قَضَيْتَ: (مَا) اسْمُ مَوْصُولٌ، بِمَعْنَى ( الَّذِي ).
- إِنَّكَ تَقْضِي: تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهُ؛ إِذ لا يُعْطِي تِلْكَ الأُمُورَ المُهِمَّةَ الْعِظَامَ إِلاَّ مَنْ كَمُلَتْ قُدْرَتُهُ وَقَضَاؤُهُ، وَلَمْ يُوجَدْ مِنْهَا شيءٌ فِي غَيْرِهِ.
- لا يَذِلُّ - بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الذالِ المُعْجَمَةِ-؛أي: لا يَضْعُفُ وَلا يَهُونُ مَنْ وَالَيْتَ، وَالذُّلُّ ضِدُّ العِزِّ.
- لا يَعِزُّ - بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ -؛ أي: لا يَنْتَصِرُ مَنْ عَادَيْتَ، فَهُوَ ضِدُّ الذُّلِّ.
- قَالَ السُّيُوطِيُّ: لا خِلافَ بَيْنَ علماءِ الْحَدِيثِ واللغةِ والصَّرْفِ أَنَّ ( يَعِزُّ ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الْيَاءِ.
- تَبَارَكْتَ: تَعَاظَمْتَ وَتَزَايَدَ بِرُّكَ وَإِحْسَانُكَ، وَكَثُرَ خَيْرُكَ.
- تَعَالَيْتَ: تَنَزُّهاً عَمَّا لا يَلِيقُ بِكَ.
· مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْحَدِيثِ:
1- مَشْرُوعِيَّةُ القنوتِ فِي صَلاةِ الوترِ، واستحبابُهُ فِيهَا.
2- اسْتِحْبَابُ هَذَا الدُّعَاءِ الْجَامِعِ لِخَيْرَي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالمأثورِ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَيَكُونُ مِنْ أَفْضَلِ الأَدْعِيَةِ.
3- لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ بَيَانُ مَحَلِّ هَذَا الدُّعَاءِ، وَلَكِنَّ الْحَاكِمَ فِي (المستدركِ) (3/188) زَادَ فقالَ: (عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وِتْرِي إِذَا رَفَعْتُ رَأْسِي، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ السُّجُودُ).
4- قَالَ الْعِرَاقِيُّ: (جَاءَ قُنُوتُ الوترِ منْ طُرُقٍ تَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّتِهِ، مِنْهَا مَا هُوَ حَسَنٌ، وَمِنْهَا مَا هُوَ صَحِيحٌ، وجاءَتِ السُّنَّةُ بالقنوتِ قَبْلَ الركوعِ وبعدَهُ، وَأَكْثَرُ الصحابةِ والتابعِينَ وَفُقَهَاءِ الْحَدِيثِ كأحمدَ وَغَيْرِهِ، يَخْتَارُونَ القنوتَ بَعْدَ الركوعِ).
قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدينِ: لأَنَّهُ أَكْثَرُ وَأَقْيَسُ.
5 - اسْتَحَبَّ الجمهورُ رَفْعَ اليَدَيْنِ حَالَ الدُّعَاءِ، وَفِي الحديثِ: ((إِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يَبْسُطَ الْعَبْدُ يَدَيْهِ يَسْأَلُهُ فِيهِمَا خَيْراً فَيَرُدُّهُمَا خَائِبَتَيْنِ)). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (3571)، وَابْنُ مَاجَهْ (3867)، وَالأَحَادِيثُ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ.
· مَعَانِي الكلماتِ الواردةِ فِي دعاءِ القنوتِ بِتَوَسُّعٍ:
- اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ: الهدايةُ من اللَّهِ تَعَالَى هي: التوفيقُ والإلهامُ إِلَى مَا يُوَصِّلُ إِلَى المطلوبِ، وَهَذِهِ الهدايةُ لا تَكُونُ إِلاَّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. [القصص: 56] والهدايةُ الأُخْرَى هِدَايَةُ الدَّلالةِ والإرشادِ، وَهَذِهِ هِيَ وظيفةُ الرُّسُلِ، قَالَ تَعَالَى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. [الشورى: 52] وَمِثْلُ الرُّسُلِ دُعَاةُ الْخَيْرِ.
- وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ؛ أيْ: عَافِنِي مِنَ الأسقامِ والبلايَا فِي جملةِ مَنْ عَافَيْتَهُ مِنْهَا، وَعَافِنِي أَيْضاً فِي دِينِي مِنْ أَمْرَاضِ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ.
- وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ: فَتَوَلَّ أَمْرِي كُلَّهُ ولايةً عَامَّةً، فِي ضِمْنِ خَلْقِكَ، وَتَوَلَّنِي ولايةً خَاصَّةً؛ لأكونَ منْ أَوْلِيَائِكَ وَحِزْبِكَ المُفْلِحِينَ، فَتَوَلَّ أَمْرِي كُلَّهُ، وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، وَلا أَحَدٍ غَيْرِكَ.
- وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ: البركةُ هِيَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، فَهِيَ النَّمَاءُ والزيادةُ؛ أي: وَضَعْ لِيَ البركةَ فِيمَا وَهَبْتَ لِي مِنَ العُمُرِ، والمالِ، والولدِ، والعلمِ، والعملِ.
- وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ: تَقَدَّمَ أَنَّ (مَا) اسْمٌ موصولٌ بِمَعْنَى (الَّذِي)، وَالمَعْنَى: وَقِنِيَ الشَّرَّ الَّذِي فِي مَخْلُوقَاتِكَ؛ فَإِنَّ الشَّرَّ لا يَكُونُ فِي فِعْلِ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنَّمَا يَكُونُ فِيمَا خَلَقَ، ولذا جَاءَ فِي الحديثِ: ((الْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ)).وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}. [الفلق: 2، 1] فَمَخْلُوقَاتُ اللَّهِ تَعَالَى قَدْ يَكُونُ فِيهَا شَرٌّ وَضَرَرٌ، وَالشَّرُّ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ فِي مَخْلُوقَاتِهِ مَا هُوَ إِلاَّ لِحِكْمَةٍ وَمَصْلَحَةٍ عَظِيمَةٍ.
- إِنَّكَ تَقْضِي: تَحْكُمُ، وَتُقَدِّرُ مَا تُرِيدُ.
- لا يُقْضَى عَلَيْكَ: لا يَقَعُ حُكْمٌ عَلَيْكَ، وَلا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ، تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ، وَتَحْكُمُ مَا تُرِيدُ: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}. [الأنبياء: 23] وَاللَّهُ جَلَّ وَعَلا يَقْضِي عَلَى نَفْسِهِ وَيَحْكُمُ، قَالَ تَعَالَى: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}. [الأنعام: 12]، وَفِي الْحَدِيثِ القُدُسِيِّ: ((إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي)).
- إِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ؛ أي: لا يَصِيرُ ذَلِيلاً مَنْ كُنْتَ وَلِيَّهُ وَنَاصِرَهُ؛ فَلا يَلْحَقُهُ ذُلٌّ، وَلا هَزِيمَةٌ: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}. [فاطر: 10]،{كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة].
- تَبَارَكْتَ رَبَّنَا: كَثُرَ خَيْرُكَ، وَاتَّسَعَ لِخَلْقِكَ، وَعَمَّ فَضْلُكَ جَمِيعَ خَلْقِكَ، (رَبَّنَا)؛ يَعْنِي: يَا رَبَّنَا.
- تَعَالَيْتَ: عُلُوُّ اللَّهِ تَعَالَى صِفَةٌ أَزَلِيَّةٌ ثَابِتَةٌ بالنُّصُوصِ الكثيرةِ من الْكِتَابِ والسُّنَّةِ، فَلَهُ الْعُلُوُّ، هُوَ وَصْفٌ ثَابِتٌ لِلَّهِ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ، وَهُوَ عُلُوُّ ذَاتِهِ، فَهُوَ عَالٍ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ، بَائِنٌ مِنْهُمْ، وَعُلُوُّ صِفَاتِهِ: فَلا يُشْبِهُهُ وَلا يُمَاثِلُهُ أَحَدٌ فِي صِفَاتِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. [الشورى: 11] وَعُلُوٌّعَلَى خَلْقِهِ بِقَهْرِهِ، قَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}. [الأنعام: 18] أَمَّا اسْتِوَاؤُهُ جَلَّ وَعَلا عَلَى عَرْشِهِ فَهُوَ وَصْفٌ فِعْلِيٌّ يَتَعَلَّقُ بِمَشِيئَتِهِ تَعَالَى، فالعرشُ خَلْقٌ منْ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ تَعَالَى غَنِيٌّ عَنْ جَمِيعِ المخلوقاتِ.
وَاسْتِوَاؤُهُ عَلَى عَرْشِهِ حَقٌّ ثَابِتٌ، وَلَكِنَّهُ اسْتِوَاءٌ يَلِيقُ بِجَلالِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَهَذَا هُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ الَّذِينَ بَعُدُوا عَن التَّعْطِيلِ، وَتَنَزَّهُوا عَن التشبيهِ والتمثيلِ.
قَالَ فِي (شَرْحِ الإقناعِ): وَلا بَأْسَ أَنْ يَدْعُوَ فِي قنوتِ وِتْرٍ بِمَا شَاءَ، والمأمومُ يُؤَمِّنُ عَلَى الدُّعَاءِ بِلا قُنُوتٍ إِنْ سَمِعَ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ دَعَا، وَإِذَا كَانَ وَاحِداً أَفْرَدَ الضَّمِيرَ، فَيَقُولُ: ((اللَّهُمَّ اهْدِنِي)).وَإِذَا سَلَّمَ مِنَ الوترِ سُنَّ أَنْ يَقُولَ: (سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ). ثَلاثاً، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي الثَّالِثَةِ. رَوَاهُ أَحْمَدُ (33/149)، وَالنَّسَائِيُّ (2/173).
- أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الوترِ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَزِيدَ الإِنْسَانُ فِي دُعَاءِ قنوتِ الوترِ عَلَى هَذِهِ الكلماتِ.
وَهُوَ – أَيْضاً - لَمْ يَقُلْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للحَسَنِ: لا تَقُلْ غَيْرَهُنَّ، وَإِنَّمَا عَلَّمَهُ إِيَّاهُنَّ؛ لِيَكُنَّ مِمَّا يَقُولُ.
قَالَ شَيْخُ الإسلامِ: يُخَيَّرُ فِي دعاءِ القنوتِ بَيْنَ فِعْلِهِ وَتَرْكِهِ، وَيُفَضَّلُ أَنْ يَخْتِمَهُ بِالصلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِمَا رَوَى التِّرْمِذِيُّ (486) عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الدعاءُ موقوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لا يَصْعَدُ مِنْهُ شيءٌ حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ.
وَشُرِعَتِ الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَنْبَغِي أَنْ يَمْسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ بَعْدَ الفراغِ مِنْهُ.
قَالَ الشيخُ: جَاءَ فِي ذَلِكَ أحاديثُ لا تَقُومُ بِهَا حُجَّةٌ.


الساعة الآن 06:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir