كتاب الصاد - أبواب الثلاثة وما فوقها
أبواب الثلاثة وما فوقها 181 - باب الصبر وذكر بعض المفسرين أن الصبر في القرآن على ثلاثة أوجه: - أحدها: الصبر نفسه وهو حبس النفس. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {الصابرين والصادقين}، وفي إبراهيم: {أجزعنا أم صبرنا}، وفي ص: {إنا وجدناه صابرا}، وهو الأعم في القرآن. والثاني: الصوم. ومنه قوله تعالى (في البقرة): {واستعينوا بالصبر والصلاة}. والثالث: الجرأة. ومنه قوله تعالى) فيها: {فما أصبرهم على النار}، (أي: فما أجرأهم على النار)، ذكره الفراء. وحكى الأصمعي: أن أعرابيا حلف له رجل كاذب فقال [له] الأعرابي ما أصبرك على الله: يريد ما أجرأك على الله. 182 - باب الصيحة وذكر أهل التفسير أن الصيحة في القرآن على ثلاثة أوجه: - أحدها: صيحة جبرائيل [عليه السلام]. ومنه قوله تعالى: {فأخذتهم الصيحة}. والثاني: النفخة الأولى من إسرافيل. ومنه قوله تعالى في سورة يس: {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون}. وفيها: {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون}. والثالث: النفخة الثانية من إسرافيل أيضا. ومنه قوله تعالى (في يس): {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون}، وفي ق: {يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج}. 183 - باب الصاعقة والصعق يحكون بالمصقولة القواطع = تشقق البرق على الصواقع ومثله جذب، وجبذ. وما أطيبه، وأيطبه. وربض، ورضب. وأنبض في القوس وأنضب. ولعمري ورعملي. واضمحل، واضحمل. وعميق، ومعيق. ولبكت الشيء، وبلكته: إذا خلطته وأسير مكلب، ومكبل. وسبسب، وبسبس. وسحاب مكفهر، ومكرهف. وناقة ضمزر، وضمرز: إذا كانت مسنة. وطريق طامس وطاسم، وقاف الأثر وقفا الأثر. وقاع البعير الناقة، وقعاها. وقوس عطل، وعلط لا وتر عليها. وكذلك ناقة عطل، وعلط. وجارية قتين، وقنيت: وهي القليلة الرزء، وفي الحديث: " أنها حسناء [قتين] "، وشرخ الشباب، وشخره: أوله. ولحم خنز وخزن. وعاث، يعيث، وعثي، يعثى: إذا أفسد. ويقال: تنح عن لقم (ويروى: لقم) بضم اللام الطريق، ولمق الطريق. والفحث، والحفث: وهي القبة كالرمانة من السجم. وحر صمت ومحت: وهو الشديد. ولفحته بجمع يدي، ولحفته إذا ضربته. وهجهجت بالسبع، وجهجهت. وطبيخ، وبطيخ، وفي الحديث: (كان النبي (صلى الله عليه وسلم): يعجبه البطيخ بالرطب). وماء سلسال، ولسلاس، ومسلسل،: إذا كان صافيا. ودقم فاه بالحجر، ودمقه: إذا ضربه. وفثأت القدر، وثفأتها: إذا سكنت غليانها. وكبكبت الشيء، وبكبكته: إذا طرحت بعضه على بعض. وثكم الطريق، وكثمه: وجهه. وجارية قبعة، وبقعة: وهي التي تظهر وجهها ثم تخفيه. وكعبره بالسيف، وبعكره: إذا ضربه. وتقرطب على قفاه، وتبرقط إذا سقط، قال الراجز: وزل خفاي فقرطباني أحدها: الموت. ومنه قوله تعالى: {فأخذتكم الصاعقة}، يعني: الموت ويدل عليه قوله تعالى: {ثم بعثناكم من بعد موتكم}، ومثله في الزمر: {فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله}. والثاني: العذاب. ومنه قوله تعالى في حم السجدة: {فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}. والثالث: صواعق السحاب التي تظهر منه. ومنه قوله تعالى في الرعد: {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء}. والرابع: الغش. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {وخر موسى صعقا}، أي: مغشيا عليه. 184 - باب الصاحب وذكر بعض المفسرين أن الصاحب في القرآن على تسعة أوجه: - أحدها: النبي (صلى الله عليه وسلم). ومنه قوله تعالى: [في النجم]: {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى}، وفي التكوير: {وما صاحبكم بمجنون}. والثاني: أبو بكر الصديق رضي الله عنه. ومنه قوله تعالى في براءة: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن}. والثالث: الوالدان. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا}، أراد أبويه. والرابع: الأخ. ومنه قوله تعالى في الكهف: {قال له صاحبه وهو يحاوره}. والخامس: الزوج. ومنه قوله تعالى في عبس: {وصاحبته وبنيه}. والسادس: الساكن. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار}، وفيها: {ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة}. والسابع: القوم. ومنه قوله تعالى في الشعراء: {قال أصحاب موسى إنا لمدركون}. والثامن: الرقيق: ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {والصاحب بالجنب}. والتاسع: الخازن. ومنه قوله تعالى في المدثر: {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة}. 185 - باب الصلاة [تقول ابنتي وقد قربت مرتحلا = يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا] عليك مثل الذي صليت فاغتمضي = يوما فإن لجنب المرء مضطجعا وقد ذهب قوم إلى أن الصلاة الشرعية إنما سميت صلاة لما فيها من الدعاء. وقال آخرون سميت صلاة لما فيها من الركوع والسجود الذي [يكون] برفع الصلا. قال ابن فارس: والصلا مغرز الذنب من الفرس قال: ويقال إنها من: صليت العود إذا لينته لأن المصلي يلين ويخشع. وذكر أهل التفسير أن الصلاة في القرآن على عشرة أوجه: - أحدها: - الصلاة الشرعية. ومنه قوله تعالى [في سورة المائدة]: {الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة}، وكذلك كل صلاة مقترنة بالزكاة. والثاني: المغفرة. ومنه قوله تعالى في الأحزاب: {إن الله وملائكته يصلون على النبي [يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما]} فصلاة الله [تعالى] المغفرة. وفيها: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}. والثالث: الاستغفار. ومنه صلاة الملائكة المذكورة في هاتين الآيتين اللتين في الأحزاب. وصلاة الملائكة الاستغفار. والرابع: الدعاء. ومنه قوله تعالى في براءة: {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم}. والخامس: القراءة. ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}. والسادس: الدين. ومنه قوله تعالى في هود: {أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا}. والسابع: موضع الصلاة. ومنه قوله تعالى في الحج: {لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد}. والثامن: صلاة الجمعة. ومنه قوله تعالى: [في الجمعة]: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}. والتاسع: صلاة العصر. ومنه قوله تعالى في المائدة: {تحسبونها من بعد الصلاة}. والعاشر: صلاة الجنازة. ومنه قوله تعالى في براءة: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره}. 186 - باب الصلاح والصلوح مصدر صلح وأنشدوا: - فكيف بأطرافي إذا ما شتمتني = وهل بعد شتم الوالدين صلوح وذكر أهل التفسير أن الصلاح في القرآن على عشرة أوجه: - أحدها: الإيمان. ومنه قوله تعالى في الرعد: {جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم [وأزواجهم وذرياتهم]}، وفي النور: {والصالحين من عبادكم وإمائكم}، وفي النمل: {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين}، وفي المؤمن: {ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم}. والثاني: علو المنزلة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وإنه في الآخرة لمن الصالحين}، وفي يوسف: {وتكونوا من بعده قوما صالحين}، أراد: تصلح منازلكم عند أبيكم. والثالث: الرفق. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {اخلفني في قومي وأصلح}، وفي القصص: {ستجدني إن شاء الله من الصالحين}. والرابع: تسوية الخلق. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {لئن آتيتنا صالحا}، أي: سوي الخلق. والخامس: الإحسان. ومنه قوله تعالى في هود: {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت}. والسادس: الطاعة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {قالوا إنما نحن مصلحون}، وفي الأعراف: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}، أي: بعد الطاعة فيها. ومثله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات}. والسابع: أداء الأمانة. ومنه قوله تعالى في الكهف: {وكان أبوهما صالحا}، أي: كانا ذوي أمانة. والثامن: بر الوالدين. ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين}، أي: بارين بالآباء. والتاسع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومنه قوله تعالى في هود: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون}، أي: يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. والعاشر: النبوة. ومنه قوله تعالى في يوسف: {توفني مسلما وألحقني بالصالحين}، أي: بالأنبياء، وهو معنى قول مقاتل. وقد ألحق بعضهم وجها حادي عشر فقالوا: والصلاح: أداء الزكاة ومنه قوله تعالى في المنافقين: {فأصدق وأكن من الصالحين}. |
الساعة الآن 07:53 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir