معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=191)
-   -   بصيرة فى ذكر أيوب عليه السلام (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=14575)

ساجدة فاروق 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م 11:07 PM

بصيرة فى ذكر أيوب عليه السلام
 
( بصيرة فى ذكر أيوب عليه السلام )
وأيوب اسم أعجمى غير منصرف كسائر نظائره، وقيل: عربى معناه الرجاع إلى الحق فى جميع أحواله من المحنة والبلاء، والمنحة والرخاء، من آب يؤوب أوبا وإيابا، فهو آيب وأواب. وقيل: هو فى اللغة العبرية معناه أيضا الرجاع إلى الله فى كل حال. وروينا فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب، فجعل يحثى فى ثوبه، فناداه ربه: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال بلى يا رب ولكن لا غنى لى عن بركتك": ويروى أن أيوب ناجى ربه وقال: إلاهى ما رأيت عريانا إلا ألبسته، ولا جائعا [إلا] أشبعته، فلم ابتليتنى؟ فنودى صدقت، ولكنك لو أصبحت أسيرا فى يد عبد من عبيدى يحكم فيك ما يريد لأصبحت فى بلاء أشد من هذا، ولكنك أصبحت فى يدى وأنا أرحم الراحمين. وقيل: لما اشتد البلاء بأيوب قيل له لو دعوت الله حتى يشفيك! فقال: قد أتى على فى الرخاء سبعون، لأصبرن إلى أن يأتى على فى البلاء سبعون، فإن زاد البلاء على الرخاء، فحينئذ أدعو ربى. وقيل: لما قدم أيوب فى البلاء جسمه قدم الله فى الثناء اسمه، إشارة إلى أن أسماء جميع الأنبياء فى / أثناء قصصهم واسم أيوب فى صدر قصته.
وقد دعاه الله تعالى فى القرآن بأسماء: صابر {إنا وجدناه
صابرا نعم العبد}، أواب: {إنه أواب} منادى: {إذ نادى ربه}، وهو أول من دعا الله بأرحم الراحمين.

وذكره الله تعالى باسمه فى كتابه العزيز قال تعالى: {كلا هدينا ونوحا} إلى قوله: {وأيوب}، {وأيوب إذ نادى ربه}، {واذكر عبدنآ أيوب}، ويروى أن الله تعالى أوحى إلى أيوب بأن هذا البلاء قد اختاره سبعون نبيا قبلك، فما اخترته إلا لك، فلما أراد الله كشفه قال: {أني مسني} حتى زال عنه ما اختاره الله له. قال بعضهم:
*استصحب الصبر يوما ظل منكوبا * إن كنت ذا قدرة أو كنت مغلوبا*
*الصبر للفرج المرجو منعرج * الصبر صبر أمر المر مقلوبا*
*يعقوب فى أسف يرثى لصاحبه * فالصبر جاء به أعطاه يعقوبا*
*أيوب فى صبره يشكو مضرته * أشفى عليه الشفا فانتاب أيوبا*
وكان أيوب ببلاد حوران من الشام، وقبره فى قرية بقرب نوى، عليه مشهد ومسجد وقرية موقوفة على مصالحه، وعين جارية فيها قدم فى حجر يقولون إنه أثر قدمه، والناس يغتسلون من العين ويشربون متبركين، ويقولن إنها المذكورة فى القرآن، وهناك صخرة عليها مشهد يقولون إنه كان يستند إليها.


الساعة الآن 03:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir