معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة علوم اللغة العربية (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=982)
-   -   سؤال عن إعراب الكوفيين لكلمة: «ملاقو» (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=39060)

فاطمة احمد صابر 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م 05:02 PM

سؤال عن إعراب الكوفيين لكلمة: «ملاقو»
 
قال ابن عطية في تفسير: {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم}:
وملاقو أصله ملاقون، لأنه بمعنى الاستقبال فحذفت النون تخفيفا، فلما حذفت تمكنت الإضافة لمناسبتها للأسماء، وهي إضافة غير محضة، لأنها لا تعرف.

وقال الكوفيون: ما في اسم الفاعل الذي هو بمعنى المجيء من معنى الفعل يقتضي إثبات النون وإعماله، وكونه وما بعده اسمين يقتضي حذف النون والإضافة.
لم أفهم رأي الكوفيين.

عبد العزيز الداخل 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م 06:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة احمد صابر (المشاركة 328674)
قال ابن عطية في تفسير: {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم}:
وملاقو أصله ملاقون، لأنه بمعنى الاستقبال فحذفت النون تخفيفا، فلما حذفت تمكنت الإضافة لمناسبتها للأسماء، وهي إضافة غير محضة، لأنها لا تعرف.

وقال الكوفيون: ما في اسم الفاعل الذي هو بمعنى المجيء من معنى الفعل يقتضي إثبات النون وإعماله، وكونه وما بعده اسمين يقتضي حذف النون والإضافة.
لم أفهم رأي الكوفيين.

(مُلاقٍ) اسم فاعل من لاقى يلاقي فهو ملاقٍ.
فهو في صيغة الاسم ويحمل معنى الفعل، ولذلك إذا قُطع عن الإضافة عمل عمل فعله بشروطه، وإذا أضيف إلى ما بعده لم يعمل وكان ما بعده مجروراً بالإضافة.
والوجهان صحيحان في مواضعهما، ولك في مثل قول الشاعر:
ألا ربّ راجي شربة لا يذوقها
وجهان:
أن تضيف فتقول: راجي شربةٍ
أو تقطع الإضافة فتثبت التنوين وتُعمل اسم الفاعل عمل فعله؛ فتقول: راجٍ شربةً

وبين إعمال اسم الفاعل وتركه فروق بيانية دقيقة، منها أن معنى الفعل في اسم الفاعل إذا كان لما مضى فالأفصح فيه لزوم الإضافة كما تقول: هذا ضاربُ زيدٍ، إذا كان قد ضربه وفرغ من ضربه، وإذا كان لما يستقبل فالأفصح فيه قطع الإضافة فتقول: هذا ضاربٌ زيداً، إذا كان عازماً على ضربه، وقد يضاف اسم الفاعل لما بعده تنزيلاً للمستقبل منزلة الماضي جزماً بوقوعه كما في قوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} وقوله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم}
وتأتي الإضافة لعلل بيانية أخرى وأحوال متعددة محلّ بسطها في باب "إعمال اسم الفاعل" في كتب النحو.
والإشارة إلى الكوفيين في قول ابن عطية الذي يظهر لي أنه أراد به قول الكسائي؛ فإن الكسائي خالف نحاة البصرة في هذه المسألة واحتجّ بقول الله تعالى: {وكلبهم باسطٌ ذراعيه} فقطعت الإضافة والفعل الذي تضمنه معنى اسم الفاعل قد مضى، وأجاب البصريون بأنّ الآية على حكاية الحال بدليل قوله تعالى: {ونقلبهم}.

وقوله عن الكوفيين أنهم قالوا: (ما في اسم الفاعل الذي هو بمعنى المجيء من معنى الفعل يقتضي إثبات النون وإعماله، وكونه وما بعده اسمين يقتضي حذف النون والإضافة)
يريد به أنّ اسم الفاعل (ملاقو) يتضمّن معنى الفعل ( يلاقون) ولو أنه أتى بصيغة المضارع لكان إثبات النون واجباً، لكنّه أتى بصيغة الاسم وكان ما بعده اسماً فكان الأنسب حذف النون والإضافة، وهذا تعليل منهم يريدون به مخالفة تعليل نحاة البصرة الذي سبق شرحه.


الساعة الآن 03:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir