سؤال: في قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة} هل المراد على رأس الأربعين أم أن الأربعين كلها ميعاد؟
- قال ابن عطية رحمه الله: في تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}:
اقتباس:
|
اقتباس:
والقول الأول هو الصحيح، ولا يصحّ على القول الثاني إلا بتقدير مضاف أي: رأس أربعين ليلة، وهذا التقدير يفتقر إلى دليل. لكن لو نصّ على أنه رأس أربعين ليلة فهذا معناه أنه في آخر ليلة منها لأنّ الرأس إذا أضيف دلّ على أصل أو طرف؛ فمن الأول قولهم: رأس الحكمة مخافة الله، ورأس العلم خشية الله، ومنه الحديث: (رأس الأمر الإسلام) ، ومنه: ( رأس المال) أي أصله. ويطلق ويراد به الطرف؛ كما يقال: رأس الحبل أي طرفه، ورأس الحول آخره، ورأس العقد آخره ، ومنه قول سحيم بن وثيل الرياحي: وماذا يدّري الشعراء مني .. وقد جاوزت رأس الأربعين. أخو خمسين مجتمع أشدي .. وحنّكني مداورة الشؤونِ فبيّن من هذين البيتين أن رأس عقد الأربعين آخره، فإنه بنهايته صار له خمسون سنة. ومنه أيضا قول مزرّد بن ضرار الغطفاني: على حين أن جرّبت واشتدّ ساعدي .. وأُنبح منّي رهبة من أناضل وجاوزت رأس الأربعين فأصبحت .. قناتي لا يلفى لها الدهر عادل زعيم لمن قاذفته بأوابد .. يغنّي بها الساري وتُحدى الرواحل |
الساعة الآن 07:50 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir