صفة النَّفْس لله تعالى
وَقَوْلُهُ تَعَالَى إِخْبَاراً عَنْ عِيسَى صلى الله عليه وسلم قَالَ:{تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفسِكَ} [المائدة: 116]. |
شرح الشيخ ابن عثيمين
(3) الصفةُ الثالثةُ : النَّفْسُ .
النفسُ ثابتةٌ للهِ تعالَى بالكتابِ والسنَّةِ وإجماعِ السلَفِ . قالَ اللهُ تعالَى : {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام:54] ، وقالَ عنْ عيسَى أَنَّهُ قالَ: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفسِكَ} [المائِدة:116] ، وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ)) رواهُ مسلمٌ . وأجمَعَ السلَفُ على ثبوتِها على الوجهِ اللائِقِ بهِ ، فيَجِبُ إثباتُها للهِ منْ غيرِ تحريفٍ ولا تَعْطِيلٍ ، ولا تَكْييفٍ ولا تَمْثيلٍ . |
شرح الشيخ ابن جبرين حفظه الله
(2) قولُهُ:{تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} فيها إثباتُ النَّفسِ للهِ تَعَالَى.
والنَّفسُ حَقَّاً تُطْلَقُ على الذَّاتِ ، قالَ اللهُ تَعَالَى : {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام:54] ، على نفسِهِ ، يَعْنِي : على ذاتِهِ . فإثباتُ النَّفسِ على أنَّها الذَّاتُ مَعْرُوفٌ ، وَيُمْكِنُ القولُ بأنَّ قَصْدَ عِيسَى عليهِ السَّلامُ بِقَوْلِهِ : {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي} ، ما في ضَمِيرِي ؛ ما أُسِرُّهُ في نَفْسِي وما أُخْفِيهِ في قَلْبِي ، وماَلْبِي ، وما لا أَتَكَلَّمُ بهِ ، بلْ أُحَدِّثُ بهِ نَفْسِي خُفْيَةً ، {وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} . وَتَقُولُ: جَاءَنِي فلانٌ نَفْسُهُ ، يَعْنِي : تَأْكِيدًا ؛ حتَّى لا يُتَوَهَّمَ أنَّهُ جَاءَكَ رَسُولُهُ أو ابنُهُ . وَبِكُلِّ حالٍ ، هذا دليلٌ على إثباتِ هذهِ الصِّفةِ. وإذا أُطْلِقَت النَّفسُ على الذَّاتِ ، أوْ أُطْلِقَتْ على ما في النَّفسِ ، يَعْنِي : ما هوَ خَفِيٌّ ، وَمَا يُضْمِرُهُ الإنسانُ ، أوْ يَخْفِيهِ الرَّبُّ تَعَالَى ، كانَ هذا سَائِغًا ، وكانَ دَلِيلاً وَاضِحًا على إثباتِ هذهِ الصِّفةِ . وقدْ تَأَوَّلَهَا كثيرٌ من المُنْكِرِينَ ، وَأَنْكَرُوا إطلاقَ النَّفسِ على اللهِ تَعَالَى ، معَ أنَّها أُطْلِقَتْ في القرآنِ في هذهِ أَشْبَهَهَا ، وكذلكَ في بعضِ الأحاديثِ ، ولكنْ لا عِبْرَةَ بهم ولا بِتَأْوِيلاَتِهِم ، فَنَحْنُ نَتَقَبَّلُهَا ، ونَكِلُ كَيْفِيَّتَهَا إلى خَالِقِهَا ، هذا إثباتُ صفةِ النَّفسِ. |
شرح الشيخ :صالح آل الشيخ
لا يوجد شرح للشيخ على هذا الموضوع |
شرح الشيخ:صالح الفوزان .حفظه الله (مفرغ)
المتن: (قوله تعالى إخباراً عن عيسى عليه السلام , أنه قال: { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك }) الشرح: هذا فيه إثبات صفة النفس لله سبحانه وتعالى ,كما أن المخلوق له نفس { تعلم ما في نفسي } , هذا عيسى عليه السلام مخلوق , له نفس { ولا أعلم ما في نفسك } , يقول لربه: { ولا أعلم ما في نفسك } فعيسى عليه السلام خاطب ربه؛ لأنه لا يعلم ما في نفسه , ولم ينكر الله عليه ذلك , ففيه إثبات النفس لله. وفي الآية الأخرى: { كتب ربكم على نفسه الرحمة } , فيه إثبات النفس لله، ولا يلزم من كون المخلوق له نفس أن تتشابه النفسان؛ نفس الله جل وعلا ونفس المخلوق. |
تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ: عبد الرحمن بن صالح المحمود .حفظه الله (مفرغ)
ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى : وقوله تعالى إخبارً عن عيسى عليه السلام أنه قال : (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ) . وهذا في إثبات النفس لله سبحانه وتعالى كما يليق بجلاله وعظمته . ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى في آية أخرى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) (آل عمران: من الآية28 ) , وورد أيضاً في أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها قوله في الدعاء : (( سبحان الله وبحمده , عدد خلقه , ورضا نفسه , وزنة عرشه , ومداد كلماته )) (1) . وأيضاً ورد في الحديث الصحيح الآخر المشهور : (( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي, وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )) (2) . فهذه الآيات والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم دالة على إثبات هذه الصفة , وأهل السنة والجماعة يثبتونها لله سبحانه وتعالى كما يليق بجلاله وعظمته . لكن ينبغي ألا يفهم منها - كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - أن لله نفساً منفصلة عن الله سبحانه وتعالى كما يقال بالنسبة للمخلوق : إن لـه جسداً وله روح تسمى نفساً, فيقولون : خرجت نفسه, يعني خرجت روحه . فقول الله تعالى : {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} لا يفهم منهما أن لله صفة منفصلة عنه , كما قد يفهم بالنسبة للمخلوق , وهذا هو الذي تدل عليه النصوص, فإن النفس هنا دالٌ على الصفة وعلى ذات الله سبحانه وتعالى التي لا تشبه ذوات المخلوقين . ____________________ (1) أخرجه مسلم رقم (2726) كتاب البذكر والدعاء (2) أخرجه مسلم رقم (2577) كتاب البر والصلة |
شرح فضيلة الشيخ: يوسف بن محمد الغفيص
----------------------
|
العناصر
العناصر - إثبات صفة (النفس) لله تعالى . - دلائل إثبات (النفس) لله تعالى . - منهج أهل السنة في إثبات صفة (النفس) لله تعالى . |
الأسئلة
الأسئلة س1: اذكر الأدلة على إثبات صفة اليد لله تعالى . س2: اذكر تأويل الأشاعرة لصفة اليد ، وكيف ترد عليهم ؟ س3: كيف تجمع بين ورود صفة اليد في القرآن الكريم بلفظ الجمع و الإفراد والتثنية ؟ |
الساعة الآن 11:08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir