المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طرق التفسير
مجلس مذاكرة القسم الثاني من دروة طرق التفسير القسم الثاني: [ من مقدمة في التفسير اللغوي إلى درس إعراب القرآن ] اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية. المجموعة الأولى: س1: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي. س2: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين. س3: بيّن مع التمثيل أهمية علم معاني الحروف في التفسير. س4: تحدّث بإيجاز عن أنواع مسائل إعراب القرآن. المجموعة الثانية: س1: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي. س2: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير. س3: تحدّث بإيجاز عن احدى أمثلة دراسة معاني الحروف في التفسير. س4: تحدّث بإيجاز عن عناية علماء اللغة بمسائل الإعراب على مر العصور. المجموعة الثالثة: س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ. س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أن يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي. س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف. س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير. تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم |
السلام عليكم ورحمة الله.
المجموعة الأولى: س1: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي. تفسير القرآن بلغة العرب أوسع المصادر استعمالا، وقد خاطب الله تعالى العرب الذين أنزل القرآن بلسانهم فقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، وقسم ابن عباس رضي الله عنهما التفسير إلى أربعة أوجه، ومنها: وجهٌ تعرفه العربُ من كلامها، ما يدل على معرفتهم هذا الخطاب: مفرداته وأساليبه، ودلائله ومراميه، وفحواه وإيماءه. وذلك لأن القرآن نزل بالعربية المحضة فليس فيه ما يخالف ما تعرفه العرب من سَنن كلامها. فقد قال الله تعالى: { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}. وما وصف الله تعالى القرآن بأنه بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ إلا لحُسن إفادته المعاني على ما تعرفه العرب من فنون الخطاب ودلائله، ويشمل هذا الوصف ألفاظه ومعانيه وهداياته. وهذا يكفي لبيان الهدى، وإفهام المعنى، وقيام الحجة. فالقرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمون من دلائل الخطاب ما يُعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية، والخشية والبكاء، كما قال الله تعالى: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين} وهذا من دلائل إفادة القرآن للهدى وبيان الحقّ بما تعرفه العرب من سَنن كلامها. لكن لا يعني ما ذكر عدم الاختلاف في التفسير باللغة؛ إذ ينبغي أن يعلم أن الناس يتفاوتون في العلم بمفرداتها وإدراك معانيها، ويستعمل عند أقوام من العرب ما هو غريب على آخرين، فعن ابن عباس أنه قال: (كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن جرير في تفسيره والبيهقي في شعب الإيمان. س2: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين. كان المفسرون يستعينون باللغة على التفسير وعلى إعراب القرآن. والعلماء الذين لهم عناية بتفسير القرآن بلغة العرب على طبقات: الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، فقد كانوا عرباً فصحاء وتفسيرهم القرآن بلغة العرب حجّة لغوية إذا صحّ الإسناد إليهم وأُمن لحن الرواة. الثانية: طبقة كبار التابعين، وعامّتهم من أهل عصر الاحتجاج. ومن هذه الطبقة: أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي، قال محمد بن سلام الجمحي: (كان أولَّ مَن أسَّسَ العربيَّةَ، وفتحَ بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسَها: أبو الأسود الدؤلي). وكان له تأثير على من بعده. الثالثة: الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، وهم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين منهم. الرابعة: طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها. الخامسة: تلاميذ الطبقة الرابعة: حماد بن سلمة البصري (ت: 167هـ) والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي (ت:168هـ) والخليل بن أحمد الفراهيدي (ت:170هـ) وهارون بن موسى الأعور (ت:170هـ) والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد (ت: 177هـ ). السادسة: أعلام اللغة الكبار، سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر (ت: 180هـ)، وخلف بن حيّان الأحمر (ت: نحو 180هـ) ويونس بن حبيب الضَّبِّي (ت:183هـ) وعلي بن حَمزةَ الكِسَائِي (189هـ) وغيرهم. وعامّتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة. السابعة: طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ (ت: 225هـ)، وصالح بن إسحاق الجرمي (ت:225هـ)، وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي(ت:230هـ)، ومحمَّد بن زياد ابن الأعرابي (ت:231هـ) ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي (ت: 231هـ) وغيرهم. الثامنة: طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي (ت:240هـ)، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ)، وغيرهم. التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري (ت: 275هـ)، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ)، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري(ت:282هـ)، وغيرهم. العاشرة: طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي (ت: 304هـ)، ومحمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي (ت: 310هـ)، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلُغْدَة(ت: 311هـ)، وإبراهيم بن السَّرِيِّ الزَّجَّاج (ت:311هـ) وغيرهم. الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (ت: 328 هـ)، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني (ت: 330هـ) ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس(ت:338هـ) وغيرهم. الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت: 366هـ) وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت: 368هـ)، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي (ت: 370هـ)، وغيرهم. س3: بيّن مع التمثيل أهمية علم معاني الحروف في التفسير. علم معاني الحروف مفيد في حلّ كثير من الإشكالات، واستخراج الأوجه التفسيرية، ومعرفة أوجه الجمع والتفريق بين كثير من أقوال المفسرين ما يدل على أهميته للمفسر. والغفلة عن معاني الحروف قد توقع في خطأ في فهم معنى الآية. ومن أمثلة ذلك: قال مالك بن دينار: كنا نعرض المصاحف أنا والحسن وأبو العالية الرياحي ونصر بن عاصم الليثي وعاصم الجحدري، قال: سأل رجل أبا العالية عن قول الله عز وجل {الذين هم عن صلاتهم ساهون} ما هو؟ فقال أبو العالية: «هو الذي لا يدري عن كم انصرف؟ عن شفع أو عن وتر». فقال الحسن: مَهْ! ليس كذلك، {الذين هم عن صلاتهم ساهون}: «الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت» رواه عبد الرزاق. قال الزركشي: (لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال: "في صلاتهم" فلما قال "عن صلاتهم" دل على أن المراد به الذهاب عن الوقت)ا.هـ. وأورد ابن كثير قول عطاء بن دينار: الحمد للّه الذي قال: ﴿عن صلاتهم ساهون﴾ ولم يقل: "في صلاتهم ساهون". قال السعدي: "والسهوُ عن الصلاةِ هو الذي يستحقُّ صاحبهُ الذمّ واللوم، وأمَّا السهوُ في الصلاة، فهذا يقعُ منْ كلِّ أحد، حتى منَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم". س4: تحدّث بإيجاز عن أنواع مسائل إعراب القرآن. علم إعراب القرآن له صلة وثيقة بتفسير القرآن، ومن فوائده: - الكشف عن المعاني. - التعرّف على علل الأقوال. - ترجيح بعض الأقوال وأوجه المعاني على بعض. - وتخريج أقوال المفسّرين. ويمكن تقسيم مسائل الإعراب إلى قسمين: الأول: ما لا خلاف فيها. الثاني: ما وقع فيها الاختلاف. وهذا أيضا على صنفين: الصنف الأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، كاختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}. فإنما يختلفون فيه لاختلافهم في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده، فليس له أثر على المعنى سوى الفوارق البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب. الصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى، كاختلافهم في إعراب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}؛ على قولين: الأول: أنه في محل رفع فاعل، فيكون المراد هو الله تعالى لأنه الخالق. الثاني: : أنه في محل نصب مفعول به، فيكون المعنى: ألا يعلم اللهُ الذين خلقهم. قال ابن القيّم رحمه الله: "...وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به". |
المجموعة الثالثة:
س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ. أنزل الله تعالى القرآن بلسان عربي مبين، فقال تعالى: "وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين". فإذا سمعه العرب أمكنهم عقله ووعيه، فهو خطاب يعرفون مفرداته وأساليبه، ودلائله ومراميه، وفحواه وإيماءه، ليس فيه ما يخالف ما تعرفه العرب من سنن كلامها. وقد بلغت العرب في العناية بلغتها وبلاغتها مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم: - فقد تنافسوا في الفصاحة، وتفاخروا بالقصائد المحكمة، والخطب البليغة، والأمثال السائرة، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها، وتنافسوا في الاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حجة وألطف منزع، حتى توصلوا ببراعتهم في البيان إلى أمور لا تبلغها كثير من الحيل، فكانوا إذا وفدت قبيلة على قبيلة نمقوا الخطب والأشعار ما يعرضون بها فصاحتهم وحسن بيانهم، ليرتفع شأنهم وتخلد مآثرهم. فقال طرفة بن العبد: رأيت القوافي يتلجن موالجا تضيق عنها أن تولجها الإبر - وكان من فصحائهم محكّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر، فمن حُكم له عُدّ ذلك مفخرة له، ومن حكم عليه عد ذلك مذمة له ومنقصة. - اتخذوا من حسن البيان سبيلا لبلوغ المآرب، ونيل المكاسب، ومؤانسة الجلاس، وقضاء كثير من شؤونهم. فقال قائلهم: (إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه). فقال زهير بن أبي سلمى: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم - كان كثير منهم أهل حفظ وضبط وذاكرة متوقدة، وقد شاع فيهم أنه ربما يسمع أحدهم القصيدة الطويلة تنشد، فيحفظها من أول مرة، فيحفظون الشعر حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجالسهم وأسمارهم. قال المسيب بن علس متفاخرا بكثرة إنشاده للشعر وتمثل الناس به: فلأهدين مع الرياح قصيدة مني مغلغلةً إلى القعقاع ترد المياه فما تزال غريبة في الناس بين تمثل وسماع. - كان الشعر لدى العرب بمثابة كتاب تاريخ أو ديوان للعرب، إذ لم تكن لهم كتب، فكانوا يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم، فقد كانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويعرفون مراتبهم، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم حتى كان منهم من يميز بين أشعار الشعراء كما نميز بين الأصوات، فلا يشتبه عليه شعر شاعر بغيره، فيعرفون المنحول والمدرج والمسترفد والمهتدم، وأشعار القبائل والموالي، حتى أن منهم من يميز بين شعر الرجل من شعر أبيه. فمما سبق نعلم أن العرب وصلوا إلى الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رتبه، ومعرفة فنونه وأساليبه، وتنوع دلائله، فما نزل القرآن بلسان عربي مبين، بهرهم حسنه، وأدهشهم بيانه، فلا منافس يساميه، ولا منازع يدانيه، ففهموه وعقلوه وعلموا أنه لا طاقة لأحد منهم أن يأتي بمثله ولا بقريب منه، فعلموا أنه لما أعيا فصحاءهم، أنه ليس بكلام بشر. لذلك لما نزلت آيات التحدي، أعجزهم ذلك، فلم يقدروا على معارضة كلامه، ولكنهم عاندوا فلم يقروا بأنه كلام الله، فاختلقوا الأقوال منفرة عنه وعن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا عنه ساحر، شاعر، كاهن.. إلخ. س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أن يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي. يجب أن يعلم أنه لا يصح أن يفسر القرآن بكل ما تحتمله اللفظة فيه من المعاني في اللغة. وإن من أسباب الانحراف في التفسير الأخذ بمجرد الاحتمال اللغوي. وينبغي على من يفسر القرآن بلغة العرب أن يراعي أصول التفسير، ومراتب الاستدلال، وقواعد الترجيح، فلا يحل له أن يفسر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي، من غير أن يراعي المراتب التي يجب أن يراعيها كما في المثال التالي: مثاله: لفظ "الفلق" يطلق في اللغة على: - الصبح. - وعلى الخلق كلّه. - وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله. - وعلى المكان المطمئن بين ربوتين. - وعلى مِقْطَرة السجان. - وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه. - وعلى الداهية. ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة مبثوثة في كتب اللغة. ولكنها في آية سورة الفلق، لا يصح تفسير معناها بكل المعاني المذكورة أعلاه، ولكن يؤخذ بما يحتمله السياق منها، وهما المعنيان الأول والثاني، وهذا يتم بالنظر على مراتب: - المرتبة الأولى: النظر في دلالة النص أو الإجماع على اختيار بعض تلك المعاني؛ فما دلّ عليه النصّ أو الإجماع وجب المصير إليه وطرح كلّ ما خالفه. - المرتبة الثانية: النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين فيؤخذ ما قالوا به منها، وينظر في أقوالهم حسب قواعد الجمع والترجيح. وينظر كذلك في المعاني التي يحتملها السياق مما لم يذكروه بشرط ألا تعارض ما قالوه، ولا تعارض نصّاً ولا إجماعاً في موضع آخر. - والمرتبة الثالثة: النظر في أقوال المفسّرين من علماء اللغة فما قالوا به مما لا يعارض المرتبتين الأولى والثانية فمقبول إلا أن تكون له علّة لغوية. - والمرتبة الرابعة: النظر في دلالة المناسبة، وهي أن يكون أحد المعاني أنسب لمقصد الآية من المعاني الأخرى. - المرتبة الخامسة: النظر في توارد المعاني، وهي أن يحتمل التركيب معاني متعددة لأحوال متغايرة؛ فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا. وقد اغتر بعض أصحاب الأهواء بالاشتغال بالتفسير بمجرد الاحتمال اللغوي، فضلوا وأضلوا. س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف. اعتنى المفسرون ببيان معاني الحروف في القرآن، وقد سلك العلماء طرقا متنوعة في التأليف، من أشهرها: النوع الأول: إدراجها في كتب الوجوه والنظائر، وهو أول ما ظهر من الكتابة في معاني الحروف، حيث ترد على وجوه متعددة من المعاني، غير أن هذا النوع لا يتقصى الحروف، وأشهر الكتب في هذا النوع: 1) كتاب "الوجوه والنظائر" لمقاتل بن سليمان البلخي. 2) "الوجوه والنظائر" لهارون بن موسى النحوي، وفيه اعتماد كبير على كتاب مقاتل، وزيادة عليه. 3) "نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر" لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي. وغيرها.. النوع الثاني: إدراج شرحها في معاجم اللغة. والسبب أن الحروف من المفردات التي يكثر دورانها في الاستعمال، فشرح أصحاب المعاجم اللغوية الحروف فيما يشرحون من المفردات على تفاوت ظاهر بين العلماء، ومن أشهر المعاجم اللغوية: 1) كتاب "العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي، وأتمه تلميذه الليث بن المظفر، وقد تتبعه ونقده الإمام أبو منصور الأزهري في كتابه "تهذيب اللغة"، ويوصى من يبحث عن معنى مفردة في كتاب العين أن يطالع شرحها في كتاب تهذيب اللغة. 2) كتاب "جمهرة اللغة" للأزدي. 3) كتاب "تهذيب اللغة" لأبي منصور الأزهري. 4) "مقاييس اللغة" لابن فارس، ولكن تناوله لمعاني الحروف في كتاب "مجمل اللغة" أكثر. 5) "لسان العرب" لابن منظور. 6) "القاموس المحيط" للفيروز أبادي. وغيرها. النوع الثالث: التأليف المفرد في معاني الحروف. ومن أشهر كتب هذا النوع: 1) "الحروف" لابن جرير الطبري. 2) "حروف المعاني والصفات" للزجاجي. 3) "الحروف" لأبي حاتم السجستاني، وهو جزء صغير نقله ياقوت الحموي من كتاب مفقود لأبي حاتم اسمه "لحن العامة". 4) "المحلى" للبغدادي. وقد بدأه بتفسير وجوه النصب والرفع والخفض والجزم، ثم أخذ في شرح أنواع الحروف ومعانيها. وغيرها. وعامة هذه الكتب مطبوعة، وهي على أصناف، فمنها من لا تصح نسبتها إلى من نسبت إليه، ككتاب "الحروف" المنسوب إلى الخليل بن أحمد، ومنها صنف لم يصل إلينا ككتب الكسائي، ومنها صنف وإن كان عنوانه في الحروف إلا أن موضوعه في غير بيان معاني الحروف. النوع الرابع: إفراد بعض الحروف في التأليف، ومن المؤلفات في هذا النوع: 1) "الهمز" لأبي زيد الأنصاري. 2) "الألفات" لابن الأنباري. 3) "اللامات" لابن فارس. وغيرها. س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير. لمسائل إعراب القرآن نوعان: - منها مسائل بينة عند النحاة والمفسرين لا يختلفون فيها. وهذه لا تدخل في أثر الاختلاف في الإعراب على التفسير. - ومنها مسائل مشكلة على بعضهم يختلف فيها كبار النحاة، وهذا الاختلاف على صنفين: • الصنف الأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، والاختلاف الحاصل فيه هو في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده. مثاله: اختلافهم في قوله تعالى: "إن هذان لساحران". فقد اختلف النحاة في إعراب هذان على أقوال عدة. وقد قال الزجاج:"وهذا الحرف من كتاب الله عزوجل مشكل على أهل اللغة، وقد كثر اختلافهم في تفسيره، ونحن نذكر جميع ما قاله النحويون ونخبر بما نظن أنه الصواب والله أعلم". وهذا الاختلاف في هذا الصنف من المسائل ليس له أثر على المعنى سوى الفوراق البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب. • الصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى، وهذا له أمثلة كثيرة: اختلاف العلماء في إعراب "من" في قوله تعالى: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" - فمن جعلها فاعلا ذهب إلى أن المراد هو الله تعالى لأنه الخالق. - ومن جعلها مفعولا ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم. قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب (من خلق) هل هو على النصب أو الرفع؟ فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته. وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة (من) تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته. وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به. والأمثلة على الصنفين كثيرة جداً، والذي يتّصل بالتفسير اللغوي هو الصنف الثاني دون الأوّل. |
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى: س1: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي. ان القران يسمعه العالم والجاهل والحاضر والبادي فيفهمون من دلائل الخطاب ما يعرف أثره عليهم في المعرفة والدراية والخشية والبكاء كما قال تعالى (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق) فهنا فاضت أعينهم من الدمع لما عرفوا الحق الذي تلي عليهم وهذا دليل على ان التلاوة كافية بينة في تعريفهم الحق. وقد يتلى على الكافر فيتفكر فيه ثم يسلم لما عرف من الحق وهذا ما حصل مع جبير بن مطعم لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء مشركي بدر وكان حينها مشركا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب فقرأ من سورة الطور فبلغ الآية (أم خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون) فقال كاد قلبي ان يطير وذلك اول ما وقر الايمان في قلبي. فهذه التلاوة البينة كانت لجبير كافية في ان يتعرف الحق وتؤثر فيه بدون ان يحتاج الى تفسير او شرح وقول الله تعالى لنبيه (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) فالتفكر دليل استخراج المعاني وفهم المقاصد وسبيل ذلك عند المخاطبين معرفتهم باللغة والاساليب. والقصص هو البيان المفصل الذي لم يدع شيئا مشتبها بل فرق بين اهل الحق واهل الباطل فالعرب فهموا القران ونظامه وفنونه ولا يحتاجون الى تعلم مشكله او غريب ألفاظهركحاجة المولدين الناشئين الذين لا يعلم هذا اللسان العربي وخصائصه. س2: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين. ١_ طبقة الصحابة فكانوا يفسرون القران بما يعرفونه من لغتهم العربية ٢_ طبقة كبار التابعين وعامتهم من عصر الاحتجاج وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي ومن اشهر مفسري هذه الطبقة اللغويين أبو الأسود الدؤلي وهو تابعي ثقة روى عن الصحابة. وانتفع من صحبة علي بن أبي طالب ٣_ الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي وهم جماعة من المعتنيين بالعربية في عداد التابعين منهم ابن عطاء ويحيى بن معمر ونصر بن عاصم الليثي ٤_ طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود وعامتهم من صغار التابعين وهم جماعة من علماء اللغة المتقدمين الذين شافهوا الأعراب وكانت لهم عناية بتأسيس علوم اللغة وتدوينها ومنهم عبد الله بن أبي اسحاق الحضرمي وعيسى بن عمر الثقافي وابو عمرو بن العلاء المازني التميمي وكانوا مع علمهم بالعربية من القراء المعروفين الذين تؤخذ عنهم القراءة ٥_ طبقة حماد بن سلمة البصري والمفصل بن محمد الضبي والخليل بن أحمد الفراهيدي وهارون بن موسى الأعور والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد وهؤلاء فط عداد تلاميذ الطبقة الرابعة ومنهم من شافه الاعراب واخذ عنهم ٦_ طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر وخلف بن حيان ويونس بن حبيب الضبي وعلي بن حمزة الكسائي والأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة البلخي وأبو عبيد القاسم بن سلام وهؤلاء من علماء اللغة الكبار ولهم مصنفات فيها بيان لمعاني بعض الايات وما يتصل بها من مسائل لغوية وعامتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة ٧_ طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيدي وصالح بن اسحاق الجرمي وأبي مسحل عبد الوهاب الاعرابي ومحمد بن زياد وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي ٨_ طبقة أبي العميثيل عبد الله بن خليد الاعرابي ويعقوب بن اسحاق بن السكيت وأبي عثمان بكر بن محمد المازني وأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني ٩_ طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري وأبي حنيفة أحمد بن داوود الزينوري والمفضل بن سلمة الضبي ١٠_ طبقة يموت بن المزرع العبدي ومحمد بن جرير الطبري وأبي عليذالحسن بن عبد الله الأصفهاني وابراهيم بن السرى الزجاج والأخفش الصغير علي بن سلطمان ١١_ طبقة ابي بكر محمد بن القاسم ابن الانباري وابي بكر محمد بن عزيز السجستاني وأبي جعفر بن محمد النحاس وعبد الرحمن بن اسحاق الزجاجي ١٢_ طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني وابي سعيد الحسن بن عبد السيرافي وابي منصور محمد بن احمد الأزهري والحسين بن احمد ابن خالويه وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي س3: بيّن مع التمثيل أهمية علم معاني الحروف في التفسير. هذا العلم مفيد في حل كثير من الاشكالات واستخراج الاوجه التفسيرية ومعرفة اوجه الجمع والتفريق بين كثير من اقوال المفسرين والغفلة عن معاني الحروف قد توقع في خطأ في فهم معنى الآية، ومن الامثلة ما رواه مالك بن دينار : سأل رجل أبا العالية عن قول الله (الذين هم عن صلاتهم ساهون) ما هو؟ فقال ابو العالية: هو الذي لا يدري عن كم انصرف عن شفع او عن وتر فقال الحسن : مه! ليس كذلك؛ الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت قال الزركشي: لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال : في صلاتهم فلما قال عن صلاتهم دل على ان المراد به الذهاب عن الوقت.. س4: تحدّث بإيجاز عن أنواع مسائل إعراب القرآن. اختلف كبار النحاة في اعراب القرآن على صنفين: ١_ الاختلاف الذي لا أثر له في المعنى ويعود اختلافهم فيه لاختلافهم في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده كاختلافهم في قوله تعالى (إن هذان لساحران) حيث تعددت الاقوال في اعراب حرف (إن) وخلص أبو اسحاق الزجاج الى ان(إن) وقعت موقع نعم وان اللام وقعت موقعها والمعنى هذان لهما ساحران وابن تيميةَبسط الاقوال في المسالة وناقش الاقوال والعلل وخلص الى ان هذه القراءة موافقة للسماع والقياس ولم يشتهر ما يعارضها في اللغة. ٢_ الاختلاف الذي له أثر في المعنى ومن امثلته الاختلاف في اعراب (من) من قوله تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فمنهم من رفعها بالفاعلية فصار المراد بها الله تعالى لانه الخالق ومنهم من نصبها على المفعولية فصار المعنى الا يعلم الله الذي خلقهم |
المجموعة الثانية: س1: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي. كان تفسير الصحابة والتابعين ممن لم يعرف اللحن عنهم للقرآن بلغة العرب، يعتبر حجة لغوية بشرط صحة الإسناد إليهم وأُمن لحن الرواة، وذلك لعلمهم بالعربية وسلامة لسانهم من العجمة واللحن، وكانوا يتفاضلون في معرفتهم بفنون العربية. وقد اعتنى الصحابة والتابعون بالتفسير اللغوي: 1- كانوا يفسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي نزل القرآن بها. 2-كان لبعضهم مزيد عناية بأساليب العربية وفنونها، وحفظ شواهدها الشعرية التي كانوا يستعينون بها على التفسير وعلى إعراب القرآن وحسن تلاوته. 3- كانت لهم عناية بالتفقّه في العربية وسؤال الفصحاء المعربين، وحفظ الحجج اللغوية والشواهد من الأشعار والخطب وغيرها، قال عاصم بن أبي النجود: "كان زرّ بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية". 4- كانوا يأمرون بالتفقه في العربية وإعراب القرآن؛ ليستعينوا به على بيان ما خفي عليهم من القرآن؛ فقد كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري: "أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون". وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "ما خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب". 5- أمر علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أبا الأسود الدؤلي أن يؤسس العربية، قال محمد بن سلام الجمحي: "كان أولَّ مَن أسَّسَ العربيَّةَ، وفتحَ بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسَها: أبو الأسود الدؤلي". قال الذهبي: "أَمَرَهُ علي رضي الله عنه بوضع النحو، فلما أراه أبو الأسود ما وضع، قال: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت، ومن ثَمَّ سُمِّيَ النَّحْو نحواً". 6- كان أبو الأسود الدؤلي يستشهد بأبيات الشعر في التفسير، وله أقوال مروية عنه، وأكثر من يروي عنه ابنه أبو حرب واسمه عطاء، ويحيى بن يعمر، وأرسل عنه قتادة. 7- كان يحيى بن يعمر أول من نقط المصاحف، وقد أخذ النقط عن أبي الأسود، وهو أكثر من يُروى عنه التفسير من أصحاب أبي الأسود، وقد اجتمع مع عطاء بن أبي الأسود على إكمال ما نحاه أبو الأسود فأضافا إليه أبواباً من العربية. 8- ثم جاء صغار التابعين ممن شافهوا الأعراب، أسسوا علوم العربية ودونوها، ومنهم عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وعيسى بن عمر الثقفي وأبو عمرو بن العلاء المازني التميمي، وكانوا من القراء المعروفين الذين تؤخذ عنهم القراءة، ولهم مصنفات كثيرة، في النحو وعلوم العربية، وتدوينات لما سمعوه من أخبار العرب وأشعارهم، لكن عامّة كتبهم مفقودة. - أما أبو عمرو بن العلاء فكان من أوسع الناس معرفة بالقراءات والعربية، وأشعار العرب ولغاتهم وأخبارهم وأنسابهم، وكانت له كتب كثيرة لكنّه أحرقها. وكان متواضعاً مع سعة علمه، سهلَ الحديث مع فصاحته لا يتكلّف غريب الألفاظ، ولا عسف المعاني، ولا يتمدّح بعلمه ولا يتفاخر به. - وأما ابن أبي إسحاق فتوسّع في القياس وعلله، وتبحّر في النحو حتى بلغ فيه الغاية في زمانه. - وأمّا عيسى بن عمر فكان عالما في النحو، وله مصنّفات فيه، لم يعرف منها إلا الجامع والإكمال، وهما مفقودان، قال فيهما الخليل بن أحمد وهو تلميذه: ذهب النَّحْو جميعاً كلُّه ... غير ما أحدث عيسى بن عمر ذاك إكمال وهذا جامع ... فهما للناس شمس وقمر وقد شارك هذه الطبقة في الأخذ عن أصحاب أبي الأسود جماعةٌ من فقهاء التابعين منهم: محمد بن سيرين وقتادة وإسحاق بن سويد، لكن عناية أولئك بالعربية أظهر وأشهر. س2: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير. لمعرفة الأساليب القرآنية أثر بالغ في التفسير، بعد معرفة معاني الألفاظ: فلا يستقيم فهم معنى الآية إلا بمعرفة معنى الأسلوب؛ فإذا تبيّن معنى الأسلوب تبيّن معنى الآية للمتأمّل، وقد يصيب المفسر في معرفة الأسلوب ثمّ يقع الخطأ في تقرير المعنى على ذلك الأسلوب. فهناك مرحلتين؛ معرفة الأسلوب أولا، ثم تقرير المعنى على ذلك الأسلوب. ومن أمثلة معرفة الأسلوب : منها: قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} فيه قولان؛ أنه أسلوب تعجب، وأنه أسلوب استفهام، وهما قولان مشهوران للسلف واللغويين. ومنها: قوله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أوّل العابدين} فسّر هذا الأسلوب بالنفي وفسّر بالشرط، وللمفسّرين كلام طويل في هذه الآية عماده على تفسير هذا الأسلوب. وأمثلة تقرير معنى الأسلوب بعد معرفته: قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير قوله تعالى: {أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله} قال: (أي: أإله مع الله فعل هذا؟ وهذا استفهام إنكار، وهم مقرون بأنه لم يفعل هذا إله آخر مع الله. ومن قال من المفسرين إن المراد: هل مع الله إله آخر؟ فقد غلط؛ فإنهم كانوا يجعلون مع الله آلهة أخرى كما قال تعالى: {أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد}). س3: تحدّث بإيجاز عن احدى أمثلة دراسة معاني الحروف في التفسير. تختلف معاني الحروف وتتنوّع بحسب السياق والمقاصد وما يحتمله الكلام؛ فمعنى الباء في {بسم الله}: اختلف اللغويون في معناها هنا على أقوال أقربها للصواب وأشهرها أربعة أقوال: القول الأول: الباء للاستعانة، أي استعين بالله، وهو قول أبي حيان الأندلسي، والسمين الحلبي، وقال به جماعة من المفسّرين. والقول الثاني: الباء للابتداء، أي ابتدئ قراءتي بسم الله، وهو قول الفراء، وابن قتيبة، وثعلب، وأبي بكر الصولي، وأبي منصور الأزهري، وابن سيده، وابن يعيش، وجماعة. والقول الثالث: الباء للمصاحبة والملابسة، أي استصحب اسم الله عند قراءتي، واختاره ابن عاشور. والقول الرابع: الباء للتبرك، أي أبدأ متبركاً، وهو قول بعض السلف وبعض المفسرين. وهذه المعاني الأربعة كلها صحيحة لا تعارض بينها، فقد يستحضر المبسملَ عندَ بسملته هذه المعاني جميعاً، ولا يجد في نفسه تعارضاً بينها. ومن الأقوال الضعيفة التي قيلت في معنى الباء هنا: أنها زائدة، وقيل: هي للقسم؛ وقيل: للاستعلاء، وضعفت هذه الأقوال لعدم وجود جواب للقسم، أو ما يستدعي معنى الاستعلاء؛ كالتسمية عند الرمي وفي الجهاد، بل المراد التذلل للهوالتقرب إليه. س4: تحدّث بإيجاز عن عناية علماء اللغة بمسائل الإعراب على مر العصور. عني علماء اللغة بمسائل الإعراب لأسباب من أجلّها الكشف عن المعاني، والتعرّف على علل الأقوال، وترجيح بعض الأقوال وأوجه المعاني على بعض، وتخريج أقوال المفسّرين: 1- كان منهم من تُحفظ أقواله وتروى في كتب التفسير وكتب العربية، ومنهم من كانت له كتب يعرض فيها لبعض مسائل إعراب القرآن، مثل: الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهارون الأعور، وسيبويه. 2- في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث ظهر التأليف في معاني القرآن وإعرابه: معاني القرآن للكسائي، والفراء، وقطرب والأخفش ومجاز القرآن لمعمر بن المثنى 3- وفي منتصف القرن الثالث وآخره جماعة من علماء اللغة الذين كانت لهم أقوال مأثورة في إعراب القرآن، ومنهم: ابن السكيت، وأبو حاتم السجستاني، وابن قتيبة، والمبرّد، وثعلب. 4- اتسع التأليف في إعراب القرآن في القرن الرابع الهجري: - معاني القرآن وإعرابه للزجاج - إعراب القرآن للنحاس و معاني القرآن و"القطع والائتناف". -"إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم" و"إعراب القراءات السبع وعللها" لابن خالويه وهما من أجلّ كتب إعراب القرآن. -"معاني القراءت وعللها" للأزهري تعرّض فيه لبعض مسائل الإعراب. 5- تتابع التأليف في إعراب القرآن في القرون التالية، ومن أجود المؤلفات فيه: - أعراب القرآن للحوفي، وقد عرف باسم "البرهان في علوم القرآن"، وهو كتاب جامع في التفسير والقراءات وتوجيهها والإعراب والغريب والاشتقاق، ولمؤلفه عناية ظاهرة بالإعراب. -وكتاب "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب القيسي. -وكتاب "البيان في غريب إعراب القرآن" لأبي البركات ابن الأنباري. -و"الملخص في إعراب القرآن"، للخطيب يحيى بن علي التبريزي. -و"كشف المشكلات وإيضاح المعضلات"، لعلي بن الحسين الباقولي. -و"إملاء ما مَنَّ به الرحمن" لأبي البقاء عبدالله بن الحسين العكبري، وله كتاب "إعراب القراءات الشواذ". -و"الفريد في إعراب القرآن المجيد"، لحسين بن أبي العز المنتجب الهمذاني. -و"المجيد في إعراب القرآن المجيد" لإبراهيم بن محمد الصفاقسي. 6- ومن المفسّرين الذين اتعنوا بمسائل الإعراب وأثرها على التفسير والترجيح بين الأقوال، ومن هؤلاء المفسّرين: - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره الكبير "جامع البيان عن تأويل آي القرآن". - وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي في تفسيره البسيط. - وأبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي في تفسيره الحافل "البحر المحيط" ، وهو من أجود التفاسير التي عنيت بإعراب القرآن. - وأحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي في كتابه "الدرّ المصون". - والأستاذ محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره القيّم الذي سماه "التحرير والتنوير". 7- ومن المؤلفات الحديثة في إعراب القرآن، ومن أشهرها وأجودها: - "الجدول في إعراب القرآن" للأستاذ محمود بن عبد الرحيم الصافي. - و"إعراب القرآن وبيانه"، لمحيي الدين درويش، وقد أمضى في تأليفه نحو عشرين عاماً. - و"المعجم النحوي لألفاظ القرآن الكريم،" لدرويش أيضا، وهو أحد أقسام موسوعته الكبيرة في دراسة أساليب القرآن، وقد أمضى في تأليف تلك الموسوعة أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً. |
المجموعة الثانية
س1: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي * الصحابة و التابعيين كان لديهم اهتمام كبير باللغة و فنونها و أدواتها و يرجعون اليها في تفسيرهم، فكانوا يتعلمنوها و يحثون من حولهم لتعلمها ، كما كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى [الأشعري]: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». وقال أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه » فكيف لمن لا يعرف العربية أن يفهم القرآن ؟ * كانوا يفسرون الألفاظ و يستعينون بمحفوظهم من الأشعار و ما عندهم من علم باللغة لتبيين معاني بعض الكلمات و اعراب القرآن . حتى أن بن عباس كان يٌوصي أذا ما خفي عنهم القرآن أن يتلمسوه في لغتهم ؛ فذكرعنه قوله «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب».. كما ذُكر عنه أنه كان يستشهد بالشعر على التفسير ؛ قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يُسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر». قال أبو عبيد: (يعني أنه كان يستشهد به على التفسير) . و من أمثلة ذلك ؛ تفسيره (وما وسق) : وما جمع، و استشهاده بالشعر فقال : ألم تسمع قول الشاعر: مستوسقات لو يجدن سائقا ) و من أمثلة تفسير ألفاظ القرآن بالعربية للصحابة ما ذُكرعن مجاهد قال ان ابن عباس لا يدري ما ( فاطر السموات} حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: يا أبا عباس بئري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد ( فاطر السموات ) . و الاحتجاج باللغة في التفسير كان الى سنة40 هجري ، من بعده دخل اللحن في لسان العرب بسبب مخالطة العجم للعرب ، و كان أوقاتها الصحابة و التابعين مع علمهم باللغة تتفاوت درجتهم في الاهتمام و العناية بالتفسير بها، لتفاوت ما لديهم من أدواتها و شواهدها . و التفسير ممن عرف من الصحابة و التابعين بتفسيرهم القرآن و كان من أهل اللغة ، و تُثُبت من الاسناد و من غياب اللحن عند من نقل الرواية ، كان تفسيره باللغة حجة . س2: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير تتنوع أساليب القرآن في الآيات ، و معرفة هذه الأساليب ،و دلالتها ، مما يُعين كثيراً على فهم الآيات فهماً صحيحا ً ، فحتى مع وضوح الكلمات ، نجد أن الأسلوب اللغوي يُضفي معنى على الآية لا يظهرالا بالتأمل ، فدلالة الأساليب يكون زيادة معنى تناسب مع هدي القرآن و معانيه العامة ، و بدون التأمل فيها لا نصل للحق في الآية ، و من أمثلة ذلك : : تفسير قوله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أوّل العابدين} ظاهر تفسير الآية دون التأمل في الأسلوب يعطي معناً لا يناسب هدي القرآن ، لكن المفسرين فسّروا الآية اعتماداً على الأسلوب ، أنه أسلوب نفي و منهم من فسّر بالشرط . ليس كل ما يُفسر بالأسلوب صحيح ، فقد يُخطئ المفسر في معرفة الأسلوب الذي يُوافق المعنى الصحيح للآية ، من أمثلة ذلك تفسير الآية: {أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله ) هناك من قال أن المراد هو هل مع الله اله آخر ؟ و هذا من الخطأ و الحق أنه كما قال شيخ الإسلام بن تيميية ؛قال: (أي: أإله مع الله فعل هذا؟ وهذا استفهام إنكار، وهم مقرون بأنه لم يفعل هذا إله آخر مع الله. سبب الخطأ في هذا التفسير أنهم كانوا يجعلون مع الله آلهة أخرى كما قال تعالى: {أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد}. س3: تحدّث بإيجاز عن احدى أمثلة دراسة معاني الحروف في التفسير من المسائل ( ما ) في الآية (إِنَّ الله يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ) و ما تأتي بأكثر من معنى ، ما الاستفهامية ، ما الموصولة ، ما النافية , سياق الكلام و تركيبه هو ما يبين المعنى و حسب معناها يكون معنى الآية ، و تكون دلالتها مختلفة و هذا فيه زيادة معنى : 1- اذا كان معنى "ما" موصولة لإفادة العموم : فيكون معنى الآية : إن الله يعلم كلَّ ما تعبدون من دونه ، ما الموصولة لغير العاقل ‘ فهم يعبدون الحجر و الشمس و القمر و النار و الجن و الأنس ، فالله علمه محيط بهم ، حالهم و ضعفهم و عجزهم و غيرها من الأحوال ، و في الآية تقليل من شأنهم و تحقير ، فلا يستحقوا العبادة و لا أن يشركوا مع الله في العبادة ، و في الآية تهديد بأنه سيجازيهم على شركهم له في العبادة ، هذا القول قاله بن جرير و عدد من المفسرين. 2- اذا كان المعنى "ما" نافية : النفي هنا نفي للنفع مطلقاً لهذه المعبودات ، فنفي وجودها نفي لنفعها ، فهي و العدم سواء ، و هذا تقريع للمشركين على ما هم فيه من الضلال . و مما يوافق هذا المعنى قول الله تعالى: { مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ) هذا القول ذكره أبو البقاء العكبري وأبو حيّان الأندلسي والسمين الحلبي وابن عاشور. 3- "ما" استفهامية، والاستفهام إنكاري، و"يعلم" معلّقة: فيكون المعنى أيّ شيء تدعون من دون الله؟ و هذا القول ذكره سيبويه عن الخليل بن أحمد، وقال به أبو علي الفارسي والراغب الأصبهاني وأبو البقاء العكبري وجماعة. س4: تحدّث بإيجاز عن عناية علماء اللغة بمسائل الإعراب على مر العصور اهتم علماء اللغة بالاعراب على مر العصور لأهميته ، فكانت المصنفات و الكتب التي تملأ المكتبة العربية غزيرة بهذا التراث القيم و منها : 1- كتب كان يعرض أصحابها من علماء اللغة المتقدمين لبعض مائل الاعراب في التفسير ، و تُحفظ لهم أقوال تُروى في كتب التفسير منهم : عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي ، وعيسى بن عمر الثقفي ، وأبو عمرو بن العلاء ،، والخليل بن أحمد ، وهارون الأعور ، وسيبويه ، ويونس بن حبيب ، وأضرابهم. 2- في نهاية القرن الثاني و أوائل القرن الثالث ظهر من العلماء من ألف في معاني اقرآن و اعرابه ، و منهم : • كتاب في معاني القرآن للكسائي و هو كتاب مفقود . • كتاب قيم لأبي زكريا يحيى بن زياد الفرَّاء في معاني القرآن، و قد اهتم العلماء به . • كتاب مجاز القرآن لأبو عبيدة معمر بن المثني 3- في منتصف القرن الثالث وآخره ظهر و برز عددا من علماء اللغة، ومنهم: • ابن السكيت، وأبو حاتم السجستاني، وابن قتيبة، والمبرّد، وثعلب 4- في .القرن الرابع الهجري اتسع الاهتمام باللغة و التأليف فيها : • -كتاب معاني القرآن و اعرابه لأبو إسحاق إبراهيم بن السريّ الزجاج، كتاب اشتهر و اهتم به العلماء . • كتابا أبو جعفر أحمد بن إسماعيل النحاس "معاني القرآن" و"القطع والائتناف" ، من أوسع الكتب في الاعراب . • كتب أبو عبد الله الحسينُ بنُ أحمدَ ابنُ خالويه الهمَذاني ؛ كتابيه "إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم" و"إعراب القراءات السبع وعللها" وهما من أجلّ كتب إعراب القرآن. 5- في القرون التالية انتشرت و توالت الكتابات في اعراب القرآن و منها : • كتاب إعراب القرآن لعلي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي. • "البرهان في علوم القرآن" ، كتاب جامع في التفسير والقراءات وتوجيهها والإعراب والغريب والاشتقاق، ولمؤلفه عناية ظاهرة بالإعراب • كتاب "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب القيسي . • كتاب "البيان في غريب إعراب القرآن" لأبي البركات ابن الأنباري . و غيرها من المصنفات و الكتب التي تدل على اهتمام العلماء بهذا الباب من العلوم ، مما يدل على أهميته في تفسير القرآن . |
☪ المجموعة الثانية : ☪
س 1⃣ - تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي. 🌙ج س1 - كان الصحابة رضي الله عنهم والتابعين المتقدمين . رحمهم الله من أبعد الناس لسانا عن العجمة واللحن ، فقد سبقوا فشو اللحن وانتشاره التى تزامن مع دخول العجم في الإسلام وما ترتب عليه من مخالطة العرب لهم وتأثر لسانهم بهذه المخالطة ،. و على هذا فا لصحابة جميعهم من طبقة الأحتجاج لغة ثم هم ،. ومع هذه السليقة الفصيحة كانوا أحرص ما يكونون على الفقه باللغة وسؤال أهلها المعربين الفصحاء فهاهو أبي بن كعب يوصي قائلا : ◽ تعلموا العربية. في القرآن كما تتعلمون حفظه ◽ ويكتب *الفاروق عمر * رضي الله عنه إلي أبي موسى الأشعري : « ◽أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». ◽ وكان *ابن عباس رضي الله عنهما * ينشد الشعر ، شواهد يستشهد به في تفسير كلام الله تعالى وهذا الصحابي القرآني * عبد الله بن مسعود * يسأل التابعي زر بن حبيش وكان من آعرب الناس لحرصه رضي الله عنه وتمام عنايته بلغة القرآن وفي طبقة التابعين الأولى ، كان الحسن البصري فصيحا بليغا لا يشوب كلامه لحن ، حتى إذا سأل عن سلامة منطقه ورفيع مقالته ، أجاب رحمه الله قائلا : ◽ أني سبقت اللحن ◽ وما ذاك الحرص وهذا التعني والإعتناء باللغة إلا حرصا منهم على القرآن وصون لغته وبيانه عن كل دخيل فيها ، ربما ذهب بالمعنى المراد بعيدا عن مقصود. كلام الله تعالى . ⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪ س 2⃣ -بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير 🌙 ج2 - تتبع الآساليب القرآنية وتقصي معانيها. ومقاصدها يعين إلى حد كبير في تفسير الأيات والوصول إلى المراد منها ، فلا يكتمل الفهم حتى تجتمع معاني المفردات ومعرفة الأسلوب الذى سيقت به الأية الكريمة وهذا له شواهد وأمثال كثيرة منها قوله تعالى: . { فما أصبرهم على النار } فسر الإسلوب هنا * بالنفي ،. وفسر *بالشرط ، والمرجع في كلا التفسيرين عائد إلى الإسلوب وقد يصيب المفسر في معرفة الأسلوب ويلحقه الخطأ في تقرير المعنى على. هذا الإسلوب ولما كانت أسا ليب القرآن الكريم غزيرة متنوعة منها ما كانت تعرفه العرب في كلامها وخطابها ومنها أساليب جديدة لا عهد لهم بها ، ،. بهرتهم وتركتهم يتحيرون وهم أمراء الكلام وأرباب الفصاحة ، وعامة كتب غريب القرآن ، وكتب معاني القرآن. ، هذا موضوعها لعظم قدر هذا العلم وكثير نفعه . ⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪ س 3⃣ - تحدّث بإيجاز عن احدى أمثلة دراسة معاني الحروف في التفسير. 🌙 ج3 - من علوم التفسير التى ينبغي للمفسر أن يتعلمها ،* علم معاني الحروف* فبه تتبين كثير من الإشكالات التفسيرية وتستخرج أوجه التفسير المتعددة ، ومعرفة وفهم أوجه التفسير عند المفسرين في الجمع والتفريق. - وكمثال مختصر على هذا : 🔷 معنى الباء في { بِسْم الله } 🔷 - أربعة أقوال أوردها اللغويون. في معنى الباء في { بِسْم الله } : 1- الباء🔸للإستعانة - الباء 🔸للإبتداء - الباء 🔸للتبرك - الباء🔸 للمصاحبة والملابسة . والأرجح. في هذه المسألة أن المعنى يحتمل كل هذه الأوجه لا تعارض بينها ومن اعترض على بعضها ، كمن. رد أن تكون الباء للاستعانة معللا ذلك : بأن المستعين يتوجه إلى ربه مستعينا به ، لا يستعين قائلا أستعين باسم الله ويدفع هذا الاعتراض. ، أن الإستعانة متحققة لمن سمى ربه مستعينا به لأنه إنما يستعين باسمه تعالى متوسلا به لطلب عونه. لذا صح للمبسمل أن يستحضر كل هذه المعاني ولا حرج _. كانت هذه الأقوال الأربعة أشهرماقيل في الباء في { بسم الله } وهناك أقوال أخرى ، ضعفها بين. ظاهر ،منها: من قال أن الباء هنا : زأئدة - هي للقسم - للاستعلاء وكلا القولين أنها زائدة وأنها للقسم . ضعيف بل ضعيف جدا فيتبقى القول أنها للاستعلاء ، وهذا المعنى يكون صحيحا متى ناسب الحال. ، كالتسمية عند الرمي وفي الجهاد ، ولكن حال التالي لكتاب الله حال الذليل المتخشع ، فكان الاستعلاء لا يناسب المعنى بحال . ⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪ س 4⃣ - تحدّث بإيجاز عن عناية علماء اللغة بمسائل الإعراب على مر العصور. 🌙 ج 4 - علم إعراب القران ، علم شريف كان محل عناية نحاة المفسرين وأئمتهم لما لهذا العلم من فائدة في الكشف عن خفي المعاني و معرفة العلل في الآقوال . والترجيح بين الأقوال. ووجوه المعاني وتخريج أقوال. المفسرين ،. وكان لأهل اللغة نصيبهم من الإعتناء بهذا العلم وتمضية السنين في في تصنيف المؤلفات والكتب فيه ، وتساق أقوالهم في كتب التفسير ،فمنهم على سبيل المثال *أبو عمرو بن العلاء* والخليل و بن أحمد * وسيبويه ثم لما كان القرن الثاني في أخره وبداية الثالث أفردت كتب لإعراب القرآن ، مثل كتاب*الفراء* الذي كان من أجمع هذه الكتب في زمانه ، وكتاب *أبو عبيدة و كتاب قطر ثم اتسعت حركة التأليف في علم إعراب القرآن في القرن الرابع، وومن أمهات هذه كتاب * أبو إسحاق الزجاج* وكتاب * أبو جعفر أحمد بن إسماعيل النحاس * الذى يعد من أوسع في إعراب القرآن، و ظل التصنيف في هذا العلم. والعناية به من قبل أهل اللغة والعربية يترى ويتتابع في القرون التى تلت ،فقد حفلت المكتبة العربية بمصنفات جياد محققات منها على سبيل الذكر ، ( كتاب البرهان في علوم القرآن ) ويقع في عشر مجلدات لعلي بن سعيد الحوفي ، وكتاب ( البيان في غريب إعراب القرآن) لأبي البركات الأنباري وغيرها كثير . رحم الله وعلمائنا وطيب ثراهم . |
تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طرق التفسير المجموعة الأولى: 1: فروخ الأكبروف أ أحسنت بارك الله فيك. س1: من الدلائل البينة: تأثر بعض المشركين بالقرآن بمجرد سماعه، وذكر أمثلة لذلك. 2: هنادي الفحماوي أ+ أحسنتِ بارك الله فيكِ. المجموعة الثانية: 1: جيهان أدهم أ+ أحسنتِ بارك الله فيكِ. 2: رولا بدوي أ+ أحسنتِ بارك الله فيكِ. 3: سعاد مختار أ+ أحسنتِ بارك الله فيكِ. |