معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   ألفية العراقي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=23)
-   -   الْمَنْسُوبُونَ إلى خِلافِ الظاهِرِ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=1331)

عبد العزيز الداخل 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م 08:53 PM

الْمَنْسُوبُونَ إلى خِلافِ الظاهِرِ
 
الْمَنْسُوبُونَ إلى خِلافِ الظاهِرِ

(945) ونَسَبُوا لعَارِضٍ كالْبَدْرِي = نَزَلَ بَدْراً عُقْبَةَ بنِ عَمْرِو
كذلك التَّيْمِي سُليمانُ نَزَلْ = تَيْمًا وخالِدٌ بحذَّاءٍ جَعَلْ
جَلوسَهُ ومِقْسَمٌ لَمَّا لَزِمْ = مَجْلِسَ عبدِ اللهِ مَولاهُ وُسِمْ

مسلمة 12 17 ذو الحجة 1429هـ/15-12-2008م 10:35 AM

شرح الناظم
 
الْمَنسوبونَ إلَى خِلافِ الظاهِرِ

(945) ونَسَبُوا لعَارِضٍ كالْبَدْرِي نَزَلَ بَدْراً عُقْبَةَ بنِ عَمْرِو
(946) كذلكَ التَّيْمِي سُليمانُ نَزَلْ تَيْمًا، وخالِدٌ بحذَّاءٍ جَعَلْ
(947) جَلوسَهُ، ومِقْسَمٌ لَمَّا لَزِمْ مَجْلِسَ عبدِ اللَّهِ مَولاهُ وُسِمْ

قد يُنْسَبُ الراوي إلَى نِسبةٍ مِن مَكانٍ أو وَقْعَةٍ بهِ أو قَبيلةٍ أو صَنْعَةٍ وليْسَ الظاهِرُ الذي يَسْبِقُ إلَى الفهْمِ مِن تلك النِّسبةِ مُراداً بل لعارِضٍ عَرَضَ مِن نُزولِهِ ذلك المكانَ أو تلك القبيلةَ، أو نحوِ ذلك، ومثالُهُ: أبو مسعودٍ البدريُّ واسْمُهُ عُقبةُ بنُ عَمْرٍو الأنصاريُّ الْخَزْرَجِيُّ صاحبُ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، فإنه لم يَشْهَدْ بَدْراً في قولِ أكثَرِ أهْلِ العلْمِ، وهو قولُ ابنِ شِهابٍ ومُحَمَّدِ بنِ إسحاقَ والواقديِّ ويحيَى بنِ مَعِينٍ وإبراهيمَ الحربيِّ، وبه جَزَمَ السَّمْعَانِيُّ.
وأمَّا البُخارِيُّ فعَدَّهُ في الصحيحِ ممن شَهِدَ بَدْراً وروَى في صحيحِهِ حديثَ عُروةَ بنِ الزُّبيرِ: " أخَّرَ الْمُغيرةُ بنُ شُعبةَ العصْرَ وهو أميرُ الكوفةِ، فدَخَلَ عليه أبو مسعودٍ عُقبةُ بنُ عمرٍو الأنصاريُّ جَدُّ زَيْدِ بنِ حسَنٍ شَهِدَ بَدْراً... " الحديثَ.
وقالَ شُعْبَةُ عن الحكْمُ: كان أبو مسعودٍ بَدْرِيًّا.
وقالَ مُحَمَّدُ بنُ سعدٍ: شَهِدَ أُحُداً وما بعدَها ولم يَشهدْ بَدْراً. قالَ: وليسَ بينَ أصحابِنا في ذلك اختلافٌ.
وقالَ ابنُ عبدِ الْبَرِّ: لا يَصِحُّ شُهودُهُ بَدْراً. انتهَى
وذكَرَ إبراهيمُ الحربيُّ أنه إنما نُسِبَ لذلك لأنه كان سَاكِناً ببَدْرٍ، وقد شَهِدَ العَقبةَ مع السبعينَ، وكان أصْغَرَ مَن شَهِدَها.
ومِن ذلك سليمانُ بنُ طُرخانَ التيميُّ أبو الْمُعْتَمِرِ، قالَ البخاريُّ في التاريخِ: يُعْرَفُ بالتَّيْمِيِّ، كان يَنزِلُ بني تَيْمٍ وهو مولَى ابنِ مُرَّةَ، وروَى السمعانيُّ أنَّ ابنَهُ المعتَمِرَ قالَ لهُ: يا أبتِ تَكْتُبُ" التيْمِيَّ" ولستَ بالتَّيْمِيِّ؟ قالَ: تَيْمِيُّ الدارِ.
وروَى الأَصْمَعِيُّ عن ابنِهِ الْمُعْتَمِرِ قالَ: قالَ أبي: إذا كتبْتَ فلا تكتُب" التيميَّ" ولا تكتُب" الْمُرِّيَّ" فإنَّ أبي كان مُكَاتِباً لبُجيرِ بنِ حُمرانَ، وإنَّ أمي كانت مَولاةً لبني سُليمٍ، فإن كان أدَّى الكتابةَ فالولاءُ لبَنِي مُرَّةَ وهو مُرَّةُ بنُ عَبَّادِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ قيسٍ، فاكتُب" القَيْسِيَّ" ، وإنْ لم يكنْ أدَّى الكتابةَ فالولاءُ لبني سُليمٍ وهم مِن قَيْسِ عِيلانَ، فاكتُب" القَيْسِيَّ" .
ومِن ذلك: أبو عمرٍو الأوزاعيُّ، وفيروزٌ الْحِمْيَرِيُّ، وإبراهيمُ بنُ يَزيدَ الْخُوزِيُّ، وأبو خالِدٍ الدَّالانيُّ، وعبدُ الملِكِ بنُ سُليمانَ العَرْذَمِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ العَوَقِيُّ بالقافِ وفتْحِ الواوِ، وأبو سعيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، وإسماعيلُ بنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، نزَلَ كلٌّ منهم فيما نُسِبَ إليه.
ومِن ذلك: أحمدُ بنُ يوسفَ السُّلَمِيُّ شيخُ مسْلِمٍ، كانت أمُّهُ منهم وحفيدُهُ أبو عمرِو بنُ نُجيدٍ، وأبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ سَبْطُ ابنِ نُجيدٍ المذكورِ، وقريبٌ مِن ذلك خالدٌ الْحَذَّاءُ وهو خالِدُ بنُ مِهرانَ، واختُلِفَ في سببِ انتسابِهِ لذلك فقالَ يَزيدُ بنُ هارونَ فيما حكاهُ البخاريُّ في (التاريخِ): ما حَذَا نَعْلاً قطُّ إنما كان يَجلِسُ إلَى حَذَّاءٍ فنُسِبَ إليهِ.
وكذلك قالَ مُحَمَّدُ بنُ سعْدٍ: لم يكنْ بحَذَّاءٍ، ولكنْ كان يَجْلِسُ إليهم.
قالَ: وقالَ فهْدُ بنُ حَيَّانَ: لم يَحْذُ خالِدٌ قطُّ، وإنما كان يقولُ: احْذُ علَى هذا النحوِ، فلُقِّبَ الْحَذَّاءَ.
وقَريبٌ منه أيضاً مِقْسَمٌ مَوْلَى ابنِ عَبَّاسٍ هو مولَى عبدِ اللَّهِ بنِ الحارِثِ بنِ نَوْفَلٍ، قالَهُ البُخاريُّ وغيرُهُ، وقيلَ له: مولَى ابنِ عبَّاسٍ للزومِهِ لهُ، ومِن ذلك يَزيدُ الفقيرُ كانَ يَشكُو فِقَارَ ظَهْرِهِ.


مسلمة 12 26 ذو الحجة 1429هـ/24-12-2008م 12:52 AM

فتح الباقي لأبي زكريا الأنصاري
 
المَنسوبونَ إلى خِلافِ الظاهِرِ
هذا قَريبُ الشبَهِ مما قَبْلَه:
ونَسَبُوا لعَارِضٍ كالْبَدْرِي نَزَلَ بَدْراً عُقْبَةَ بنِ عَمْرِو
كذلك التَّيْمِي سُليمانٌ نَزَلْ تَيْمًا وخالِدٌ بحذَّاءٍ جَعَلْ
جُلوسَهُ ومِقْسَمٌ لَمَّا لَزِمْ مَجْلِسَ عبدِ اللهِ مَولاهُ وُسِمْ

(ونَسَبُوا) أي: الْمُحَدِّثُونَ بعضَ الرواةِ لمكانٍ كانتْ به وَقعةٌ، أو لبلدٍ، أو قَبيلةٍ، أو صَنعةٍ، أو صِفةٍ، أو وَلاءٍ، أو غيرِها مما ليس ظاهِرُه الذي يَسْبِقُ إلى الفهْمِ مِن تلكَ النِّسْبَةِ مُرادًا، بل النِّسْبَةُ فيه (لعَارِضٍ).
فالأوَّلُ: (كالبدريِّ) لِمَنْ (نَزَلَ) أيْ: سَكَنَ (بَدْرًا عُقْبَةَ) أيْ: كعقبةَ (ابنِ عمرٍو) أبي مَسعودٍ الأنصاريِّ الخزرجيِّ البدريِّ الصحابيِّ.فإنه إنما سَكَنَ بدرًا ولم يَشْهَدْها كما قاله جَمْعٌ، لكن عَدَّه البخاريُّ في (صحيحِه) فيمَن شَهِدَها.
والثاني: كإسماعيلَ بنِ محمَّدٍ المكيِّ، نُسِبَ إلى مكةَ لإكثارِه التوَجُّهَ إليها للحجِّ، والعمرةِ والمجاوَرَةِ، لا أنه منها.
والثالثُ: كمَن ذَكَرَه بقولِه: (كذلك التيمِي) بالإسكانِ لِمَا مَرَّ - أبو المعتَمِرِ (سليمانُ) بنُ طَرْخَانَ، نُسِبَ إلى بني تَيْمٍ لأنه نَزَلَ (تَيْمًا) أيْ: في تيمٍ، لا أنه منهم، وهو مولًى لبَنِي مُرَّةَ كما قاله البخاريُّ في (تاريخِه).
(و) الرابعُ: جَمْعٌ، مِنهم: (خالدٌ) هو ابنُ مِهرانَ البَصريُّ المعروفُ (بحَذَّاءٍ) بمُهْمَلَةٍ مفتوحةٍ ثم مُعْجَمَةٍ مُشدَّدَةٍ، وبالمَدِّ.
وُصِفَ بالحذَّاءِ لنِسبتِه إلى رَجُلٍ يَحْذُو النِّعالَ حيث (جَعَلْ جُلوسَهُ) عندَه، لا لأنه كان حَذَّاءً، فإنه ما حَذَا نَعْلاً قطُّ.
وقيلَ: سببُ وَصْفِه بذلك: أنه كان يقولُ: احْذُ على هذا النحوِ.
والخامسُ: نحوَ يَزيدَ الفقيرِ، فإنه لم يكنْ فَقيرًا، وإنما كان يَشكُو فَقَارَ ظَهْرِه.
(و) السادسُ: جَمْعٌ، مِنهم: (مِقْسَمٌ) بكسْرِ الميمِ وفتْحِ السينِ (لَمَّا لَزِمْ مَجْلِسَ عبدِ اللهِ) بنِ عباسٍ (مولاه وُسِمْ) أيْ: وُصِفَ بأنه مولى عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ، للزُومِه مَجْلِسَه، مع أنه إنما كان مولًى لعبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بنِ نَوْفَلٍ.


مسلمة 12 27 ذو الحجة 1429هـ/25-12-2008م 02:13 PM

فتح المغيث شرح ألفية الحديث للسخاوي
 
الْمَنْسُوبُونَ إلى خِلافِ الظاهِرِ
(945) ونَسَبُوا لعَارِضٍ كالْبَدْرِي نَزَلَ بَدْراً عُقْبَةَ بنِ عَمْرِو
كذلك التَّيْمِي سُليمانُ نَزَلْ تَيْمًا وخالِدٌ بحذَّاءٍ جَعَلْ
جَلوسَهُ ومِقْسَمٌ لَمَّا لَزِمْ مَجْلِسَ عبدِ اللهِ مَولاهُ وُسِمْ
(المَنْسُوبونَ إلى خلافِ الظاهرِ) وأُفرِدَ عَمَّا قبلَه لكونِه في الأنسابِ خاصَّةً، وذاك في الأعلامِ وإنْ تَشابَهَا في المَعْنَى (ونَسَبُوا) أي: المُحدِّثونَ، بعضَ الرواةِ إلى مكانٍ كانتْ به وَقْعَةٌ أو إلى بَلَدٍ أو قَبيلةٍ أو صَنْعةٍ أو صِفَةٍ أو ولاءٍ أو غيرِ ذلك مِمَّا ليسَ ظاهرُه الذي يَسبِقُ إلى الفَهمِ منه مراداً، بل النسبةُ لذلك (لعارِضٍ) عرَضَ، وأمثلةُ ذلك كثيرةٌ.
فالأولُ: (كالبَدْرِيِّ) لمَن (نزَلَ) أي: سكَنَ (بَدْراً عُقبَةَ) أي: كعُقبةِ بضمِّ المهملةِ ثم قافٍ بعدَها مُوحَّدَةٌ، ابنُ عَمْرٍو أبي مسعودٍ الأنصاريُّ الخَزْرَجِيُّ الصحابيُّ؛ فإنَّه فيما قالَ إبراهيمُ الحَرْبِيُّ إنَّما سَكَنَها خاصَّةً، ونحوُه قولُ ابنِ سَعْدٍ عن الوَاقِدِيِّ: إِنَّه نزَلَ ماءَ ببدرٍ فنُسِبَ إليه؛ إذْ ليسَ بينَ أصحابِنا اختلافٌ في أنَّه لم يَشْهَدِ الوقعةَ الشهيرَ بها، وكذا قالَ مُوسَى بنُ عُقْبَةَ عن ابنِ شهابٍ: إنَّه لم يَشْهَدْها، وهو قولُ ابنِ إسحاقَ وابنِ مَعينٍ ثم ابنِ عبدِ البَرِّ، وعبارتُه: لا يَصِحُّ شُهودُه بدراً. وبه جزَمَ ابنُ السمعانيِّ ومشَى عليهِ ابنُ الصلاحِ وأتباعُه؛ فإِنَّه قالَ: لم يَشْهَدْ بَدْراً في قولِ الأكثرِ، ولكن نزَلَ بدراً فنُسِبَ إليها. انتهَى.
وعدَّه البخاريُّ في البَدْريِّينَ كما في صَحيحِه واستدَلَّ بأحاديثَ في بعضِها التصريحُ بأنَّه شَهِدَها، منها حديثُ عُرْوةَ بنِ الزُّبَيْرِ أنَّه قالَ: أخَّرَ المغيرةُ بنُ شُعْبَةَ العَصْرَ وهو أميرُ الكوفةِ، فدخَلَ عليهِ أبو مَسْعودٍ عُقْبَةُ بنُ عَمْرٍو جَدُّ زيدِ بنِ حَسَنٍ، وكانَ قد شَهِدَ بدراً فقالَ: يا مُغِيرَةُ... فذكَرَ الحديثَ، سَمِعَه عُرْوةُ من بَشيرِ بنِ أبي مَسْعودٍ عن أبيهِ، وكذا قالَ مُسلِمٌ في الكُنَى إِنَّه شَهِدَها، ونحوُه قولُ شُعْبَةَ عن الحَكَمِ: إِنَّه كانَ بَدْرِيًّا، وقالَ أبو القاسِمِ البغويُّ: حَدَّثَني عَمِّي، يعني عَلِيَّ بنَ عبدِ العزيزِ عن أبي عُبَيدِ، يعني القاسِمَ بنَ سَلاَّمٍ أنَّه شَهِدَها، وقالَ ابنُ البَرْقِيِّ: لم يذكُرْه ابنُ إسحاقَ في أهلِ بَدْرٍ، وفي غيرِ حديثٍأنَّه مِمَّن شَهِدَها وقالَ أبو القاسمِ الطبرانيُّ: أهلُ الكوفةِ يقولونَ: إنَّه شَهِدَها ولم يَذْكُرْه أهلُ المدينةِ فيهم، وذكَرَه عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ فيمَن شَهِدَ العَقَبَةَ. انتهَى.
وبالجملةِ فالمُثْبَتُ مُقدَّمٌ خصوصاًَ، وفيهم البخاريُّ ومسلمٌ، وقد استظَهَرَ له شيخُنا باتِّفاقِهم على شهودِ العَقَبةِ، وأنَّ مَن شَهِدَها لا مانِعَ من شُهودِه بدراًَ، قالَ: والواقديُّ ولو قَبِلْنا قولَه في (المَغازِي) معَ ضعفِه لا تُرَدُّ به الأحاديثُ الصحيحةُ. انتهَى.
ثم إنَّ أبا مسعودٍ لم يَنفرِدْ بذلك، فقَدْ ذكَرَ ابنُ السمعانيِّ في الأنسابِ مِمَّن نُسِبَ بَدْرِيًّا لا لشهودِها، بل لنزولِه آبارَ بدرٍ، أبو حِنَّةَ أو حَبَّةَ ثابتُ بنُالنعمانِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ امرِئ القيسِ صَحَابِيٌّ.
والثاني: كإسماعيلَ بنِ محمدٍ المَكِّيِّ، نُسِبَ كذلك لإكثارِه التوَجُّهَ إليها للحَجِّ والمجاورةِ، لا أنَّه منها، قالَه ابنُ مَعِينٍ، ومحمدُ بنُ سِنَانٍ العَوَقِيُّ بفتحِ المهملةِ والواوِ ثم قافٍ؛ لنزولِه العَوَقَةَ، وإلا فهو بَصْرِيٌّ.
والثالثُ: كأبي خَالِدِ الدالانيِّ نُسِبَ كذلك لنزولِه في بَنِي دالانَ، ولم يكُنْ منهم، وعبدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمانَ العَرْزَمِيُّ نُسِبَ كذلك لنُزُولِه جَبَّانَةَ عَرْزَمٍ بالكوفةِ، ولم يكُنْ من القبيلةِ، و (كذلك التَّيْمِي) بالإسكانِ للوزنُِلَيْمَانُ) بنُ طرخانَ أبو المُعْتَمِرِ نُسِبَ تَيْماً لكونِه (نزَلَ تَيْماً) بالقصرِ للوزنِ، لا أنَّه من بني تَيْمٍ، بل هو مَوْلًى لبني مُرَّةَ، قالَه البخاريُّ في تاريخِه، ونحوُه ما رواهُ ابنُ السمعانِيِّ من وَجْهَيْنِ عن وَلَدِه المُعْتَمِرِ أنَّه قالَ لأبيهِ، إِنَّكَ تَكْتُبُ التيميَّ ولسْتَ تَيْمِيًّا؟ فقالَ: أنا تَيْمِيُّ الدارِ. لكن قد روَى الأصمعيُّ عن المُعْتمرِ أيضاً أنه قالَ: قالَ لي أبي: إذا كَتَبْتَ فلا تَكْتُبِ التيميَّ، ولا تكتُبِ المُرِّيَّ، بل اكتُبِ القَيْسِيَّ؛ فإنَّ أبي كانَ مُكاتباً لبُجَيْرٍ بنِ حِمْرانَ وإنَّ أُمِّي كانتْ مولاةً لبني سُلَيْمٍ، فإنْ كانَ أبي أدَّى الكتابةَ، فالولاءُ لبني مُرَّةَ، وهو مُرَّةُ بنُ عَبَّادِ بنِ ضُبَيعةَ بنِ قَيْسٍ، وإنْ لم يَكُنْ أدَّاها فالولاءُ لبني سُلَيْمٍ، وهو من قَيْسِ عَيْلانَ، فعلى كِلاَ الأمريْنِ أنا قَيْسِيٌّ.
والرابعُ: (و) منه (خَالِدٌ) هو ابنُ مِهْرانَ البصريُّ، نُسِبَ حذَّاءً بالحاءِ المهملةِ المفتوحةِ والذالِ المعجمةِ المُشدَّدَةِ معَ المَدِّ (بـ) سَبَبِ رجُلٍ (حَذَّاءٍ) أي: يَحْذُو النعْلَ؛ لكونِه (جَعَلْ جُلُوسَهُ) عندَه في دُكَّانِه كما قالَه يَزِيدُ بنُ هَارُونَ فيما حَكَاهُ البُخارِيُّ في تاريخِه، وأنَّه ما حَذَا نَعْلاً قَطُّ، وكذا قالَه التِّرْمِذِيُّ في جامعِه عن البخاريِّ، وقالَ ابنُ سَعْدٍ: إنَّه لم يَكُنْ بحَذَّاءٍ، ولكنَّه كانَ يَجْلِسُ إليهم، وعن خالدِ بنِ عبدِ اللهِ الوَاسِطِيِّ أنَّه سَمعَه يقولُ: ما حَذَوْتُ نَعْلاً قَطُّ ولا بِعْتُها، ولكنْ تَزَوَّجْتُ امرأتي في بَنِي مُجاشِعٍ، فنزَلْتُ عليها في الحَذَّائِينَ، فنُسِبْتُ إليهم، رواه ابنُ السمعانيِّ، وهذا قد لا يُنافِي الأولَ، لكنْ قدْ حَكَى ابنُ سَعدٍأيضاً عن فهدِ بنِ حَيَّانَ أنَّه قالَ: لم يَحْذُ خالِدٌ قَطُّ، وإنما كانَ يقولُ: احْذُ على هذا النحوِ. فلُقِّبَ الحذَّاءَ، وكذا كانَ أبو عبدِ الرحمنِ عُبَيدةُ بنُ حميدٍ الكوفيُّ يُعْرَفُ بالحَذَّاءِ فقالَ ابنُ حِبَّانَ: إِنَّه لم يَكُنْ حذَّاءً، إِنَّما كانَ يُجالِسُ الحذَّائِينَ فنُسِبَ إليهم.
والخامسُ: كيَزِيدَ الفَقِيرِ أحدِ التابعِينَ، لم يكُنْ فَقِيراً، وإنَّما أُصِيبَ في فَقَارِ ظَهْرِه فكانَ يتألَّمُ منه حتى يَنْحَنِي له.
والسادسُ: (و) منه (مِقْسَمٌ) بكسرِ الميمِ وفتحِ السينِ المهملةِ، بينَهما قافٌ وآخرَه مِيمٌ معَ كونِه مَوْلَى لعبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بنِ نَوْفَلٍ فيما قالَه البخاريُّ وغيرُه، (لَمَّا لَزِمْ مَجْلِسَ عَبدِ اللهِ) بنِ عَبَّاسٍَوْلاه وُسِمْ) أي: عُرِفَ، ووُصِفَ بأنَّه مولَى ابنِ عبَّاسٍ.
واعلَمْ أنه مما كثُرَ الاشتباهُ فيه وعَمَّ الضررُ به مَن يُنْسَبُ حُسَيْنِيًّا؛ لسُكْناهُ مَحَلاًّ من القاهرةِ أو بَلَداً أو غيرَهما فيُتَوهَّمُ أنَّها نسبةٌ للحسينِ بنِ عَلِيٍّ، ويُوصَفُ بالشرفِ؛ ولذا كانَ بعضُ مُتْقِنِي العلماءِ مِمَّن يَنْسُبُ كذلك يُقَيِّدُ بقولِه: سُكْنَى، أو زُبَيْرِيًّا لمحلَّةٍ بنواحي الغربيَّةِ فيُتَوهَّمُ أنَّها للزبيرِ بنِ العوَّامِ حَوارِيِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أو جَعْفَرِيًّا لمَحَلَّةٍ أيضاً فيُتَوَهَّمُ أنَّها لجَعْفَرِ بنِ أبي طَالبٍ، أو قُرَشِيًّا لمَحلَّةٍ تُسمَّى القرشيَّةَ فيُتَوهَّمُ أنها لقُريشٍ أو جَرَّاحِيًّا لمحلَّةٍ أيضاً فيُتَوهَّمُ أنَّها لأبي عُبَيدَةَ بنِ الجرَّاحِ أو عَبَّاسِيًّا للعبَّاسَةِ من الشرقيَّةِ فيُظَنُّ أنه من ذُرِّيَّةِ العبَّاسِ عَمِّ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في أشباهٍ لذلك عَمَّ الضَّرَرُ بها.


الساعة الآن 10:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir