معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   كتاب الصلاة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=139)
-   -   باب صفة الصلاة (9/38) [ما يجزئ من لا يحفظ شيئا من القرآن في الصلاة] (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=2634)

محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 11:41 AM

باب صفة الصلاة (9/38) [ما يجزئ من لا يحفظ شيئا من القرآن في الصلاة]
 

285- وعن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قالَ: جاءَ رَجُلٌ إِلَى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، قالَ: إِنِّي لا أَستطيعُ أن آخُذَ مِن القُرآنِ شَيْئًا، فعَلِّمْنِي ما يُجْزِئُنِي [منه]. قالَ: ((سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوُلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ...)). الحديثَ. رواهُ أحمدُ، وأبو دَاوُدَ والنَّسائيُّ، وصَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ والدارَقُطْنِيُّ والحاكِمُ.

محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 01:53 PM

سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
 

19/270 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِن الْقُرْآنِ شَيْئاً، فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي مِنْهُ. فَقَالَ: ((قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ)) الْحَدِيثَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ. وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَالْحَاكِمُ.
(وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى) هُوَ أَبُو إبْرَاهِيمَ أَوْ مُحَمَّدٍ أَوْ مُعَاوِيَةَ ، وَاسْمُ أَبِي أَوْفَى: عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْحَرْثِ الْأَسْلَمِيُّ، شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ وَمَا بَعْدَهُمَا، وَلَمْ يَزَلْ فِي الْمَدِينَةِ حَتَّى قُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَحَوَّلَ إلَى الْكُوفَةِ وَمَاتَ بِهَا، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالْكُوفَةِ مِن الصَّحَابَةِ.
(قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِن الْقُرْآنِ شَيْئاً فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي منه. فَقَالَ: قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ واللَّهُ أَكْبَرُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاَللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ. الْحَدِيثَ) بِالنَّصْبِ؛ أَيْ: أَتَمَّ الْحَدِيثَ.
وَتَمَامُهُ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ: قَالَ- أي: الرَّجُلُ-: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لِلَّهِ فَمَا لِي؟ قَالَ: ((قُلِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي)). فَلَمَّا قَامَ قَالَ هَكَذَا بِيَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَّا هَذَا فَقَدْ مَلَأَ يَدَيْهِ مِن الْخَيْرِ)). انْتَهَى.
إلاَّ أَنَّهُ لَيْسَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ: ((الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ)).
(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَالْحَاكِمُ).
الْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْأَذْكَارَ قَائِمَةٌ مَقَامَ الْقِرَاءَةِ لِلْفَاتِحَةِ وَغَيْرِهَا لِمَنْ لاَ يُحْسِنُ ذَلِكَ، وَظَاهِرُهُ أَنَّهُ لاَ يَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُ الْقُرْآنِ لِيَقْرَأَ بِهِ فِي الصَّلاَةِ؛ فَإِنَّ مَعْنَى "لاَ أَسْتَطِيعُ": لاَ أَحْفَظُ الْآنَ مِنْهُ شَيْئاً، فَلَمْ يَأْمُرْه بتَحَفُّظِهِ وَأَمَرَهُ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ، مَعَ أَنَّهُ يُمْكِنُهُ حِفْظُ الْفَاتِحَةِ كَمَا يَحْفَظُ هَذِهِ الألفاظَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ الْمُسِيءِ صَلاَتَهُ.

محمد أبو زيد 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م 01:54 PM

توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام
 

226 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ: إِنِّي لا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئاً، فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي مِنْهُ. فَقَالَ: ((قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ)). الْحَدِيثَ، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ والنَّسَائِيُّ، وصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ والدَّارَقُطْنِيُّ والْحَاكِمُ.

· دَرَجَةُ الحديثِ:
الْحَدِيثُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
قَالَ فِي (التلخيصِ): رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ، والنَّسَائِيُّ وَابْنُ الجَارُودِ (2/57)، وَابْنُ حِبَّانَ، والْحَاكِمُ، والدَّارَقُطْنِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَصَحَّحَهُ ابْنُ السَّكَنِ وَالْحَاكِمُ، وقالَ: إِنَّهُ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَوَافَقَهُ ابْنُ المُلَقِّنِ.
· مُفْرَدَاتُ الْحَدِيثِ:
- سُبْحَانَ اللهِ: التَّسْبِيحُ فِي اللغةِ: التَّنْزِيهُ، وَ (بْحَانَ) اسْمٌ مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ وَاقِعٌ مَوْقِعَ الْمَصْدَرِ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ، تَقْدِيرُهُ: سَبَّحْتُ اللَّهَ تَسْبِيحاً، فَالتَّسْبِيحُ مَصْدَرٌ، وَ (سُبْحَانَ) وَاقِعٌ مَوْقِعَهُ، وَمَعْنَى (سُبْحَانَ اللَّهِ): تَنْزِيهُهُ مِنَ النَّقَائِصِ، المُتَضَمِّنُ للمَحَامِدِ.
- الحمدُ للهِ: الحمدُ: هُوَ الثناءُ عَلَى المحمودِ بِجَمِيلِ صِفَاتِهِ وأفعالِهِ، وَنَقِيضُ الحَمْدِ الذَّمُّ، يُقَالُ: حَمِدَهُ - بِكَسْرِ الْمِيمِ - يَحْمَدُهُ بِفَتْحِهَا.
قَالَ الوَاحِدِيُّ: الأَلِفُ وَاللَّامُ فِي الحَمْدِ هُنَا لِلْجِنْسِ؛ أي: جَمِيعُ المحامدِ لِلَّهِ تَعَالَى؛ لأَنَّهُ المَوْصُوفُ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ، فِي نُعُوتِهِ وَأَفْعَالِهِ الْحَمِيدَةِ.
- لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ: (لا) نَافِيَةٌ لِكُلِّ مَعْبُودٍ بِحَقٍّ، (إِلاَّ اللَّهُ)، إِثْبَاتُ حَصْرِ الأُلُوهِيَّةِ.
- اللَّهُ أَكْبَرُ: إِطْلاقُهُ يُفِيدُ الْعُمُومَ، فَإِنَّهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شيءٍ.
- لا حَوْلَ: فِي إِعْرَابِهَا خَمْسَةُ أَوْجُهٍ:
أَفْضَلُهَا: أَنَّ (لا) نافيةٌ لِلْجِنْسِ، وَ (حَوْلَ) اسْمُهَا مَبْنِيٌّ عَلَى الفتحِ، وَ (إِلاَّ بِاللَّهِ) هُوَ خَبَرُهَا.
وَمَعْنَى الْحَوْلِ: القُدْرَةُ عَلَى التَّصَرُّفِ، ومنهُ: لا تَحَوُّلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلَى طَاعَتِهِ إِلاَّ بِهِ.
- لا قُوَّةَ: إِعْرَابُهُ كَسَابِقِهِ، وَمَعْنَى القُوَّةِ: الطَّاقَةُ.
· مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْحَدِيثِ:
1- تَقَدَّمَ أَنَّ قِرَاءَةَ الفاتحةِ فِي كُلِّ ركعةٍ من الصَّلاةِ رُكْنٌ، لا تَصِحُّ الصَّلاةُ بدونِهِ؛ لحديثِ المسيءِ فِي صلاتِهِ، إِلاَّ أَنَّ الْقَاعِدَةَ الشَّرْعِيَّةَ أَنَّ الوَاجِبَاتِ تَسْقُطُ بالعَجْزِ عَنْهَا، إِمَّا إِلَى بَدَلٍ، أَوْ غَيْرِ بَدَلٍ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ منْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}. وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ، فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (6858).
2- الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الَّذِي لا يُحْسِنُ الْفَاتِحَةَ، وَلا بَعْضَهَا، فَإِنَّهُ يَأْتِي بالذِّكْرِ الواردِ فِي الْحَدِيثِ، وَيَكْفِي عَنْهَا؛ تَيْسِيراً وَتَسْهِيلاً عَلَى الْعِبَادِ.
3- قَالَ فِي (شَرْحِ الإقناعِ): فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى تَعَلُّمِ الفاتحةِ، أَوْ ضَاقَ الوقتُ عَنْهُ، سَقَطَ، وَلَزِمَهُ قِرَاءَةُ غَيْرِهَا منَ الْقُرْآنِ، كَأَنْ يُحْسِنَ آيَةً مِنَ الفاتحةِ، أَوْ منْ غَيْرِهَا كَرَّرَ الآيَةَ بِقَدْرِهَا، فَإِنْ لَمْ يُحْسِنْ شَيْئاً مِنَ الْقُرْآنِ، لَزِمَهُ أَنْ يَقُولَ: ((سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ)). لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى.
4- هَذِهِ الْجُمَلُ الكريمةُ تَشْتَمِلُ عَلَى تَنْزِيهِ اللَّهِ تَعَالَى عَن النقائصِ والعيوبِ، وإثباتِ نَقِيضِهَا من المحامدِ والكمالِ المُطْلَقِ، وَنَفْيِ الشَّرِيكِ لَهُ فِي ذَاتِهِ، وَصِفَاتِهِ، وَأَفْعَالِهِ، وَأُلُوهِيَّتِهِ، وَرُبُوبِيَّتِهِ، وَإِثْبَاتِ الْكِبْرِيَاءِ لَهُ، وَالجلالِ، والمَجْدِ، وَالْعَظَمَةِ، وَالاطِّرَاحِ بَيْنَ يَدَيْهِ بِنَفْيِ الحَوْلِ والقوَّةِ مِن الْعَبْدِ، وَحَصْرِهَا فِيهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى، فَهُوَ صَاحِبُ الحَوْلِ، والطَّوْلِ، والقُوَّةِ، وَالْعَظَمَةِ، والجلالِ، والكمالِ المُطْلَقِ.
5- فَضْلُ هَذَا الذِّكْرِ الجليلِ؛ حَيْثُ قَامَ مَقَامَ فاتحةِ الْكِتَابِ، الَّتِي هِيَ أعظمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ، فَقَدْ قُدِّمَ عَلَى سَائِرِ الأذكارِ فِي هَذَا المقامِ الْعَظِيمِ.
6- يُسْرُ الشَّرِيعَةِ وَسَمَاحَتُهَا، فَالْمُسْلِمُ لا يُكَلَّفُ أَكْثَرَ مِمَّا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَإِذَا عَجَزَ عَنْ بَابِ خَيْرٍ فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ بَاباً آخَرَ؛ لِيُكَمِّلَ ثَوَابَهُ، وَيَصِلَ إِلَى مَا قَدَّرَ اللَّهُ لَهُ منْ مَنْزِلَةٍ.


الساعة الآن 09:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir